بسم اللّه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
يقول العلامة عبد القادر بن بدران الدومي الحنبلي في مقدمته لشرح كتاب الشهاب في الحكم والآداب: "لما كانت الحكمة هي النور المفاض على الأكوان والمعدن الألهي المطلوب في كل زمان ولكنها آونة تختفي فلا تتجلى الا للأفراد وتارة تظهر لطلابها سافرة النقاب مرفوعة القدر كاملة المحاسن وقد بزغت في هذا العصر بعد كمونها زمنا وطلبت الشروق بعد ان كانت تنادم الأفراد علنا فأخذ احبابها يحيون ما اندرس من اثارها بالطبع وينشئون ما اهتدوا اليه بالطبع وهي تحمد مسعاهم وتنديهم:
اين انتم من كلام من آتي جوامع الكلم وخص ببداع الحكم وفوض اليه بيان ما انزل من ربه فأوضح كل الأمور المبهة وجمع أشتات الحكم والعلوم في كلمة او شطر كلمة" ويقول الأمام القضاعي: "قد جمعت في كتابي هذا مما سمعته من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الف كلمة من الحكم في الوصايا والآداب والمواعظ والأمثال قد سلمت من التكلف مبانيها وبعدت عن التعسف معانيها وبانت بالتأيبد عن فصاحة الفصحاء وتميزت بهدي النبوة عن بلاغة البلغاء".
ولقد أوصى ابن الأثير طالب العلم والأدب بحفظه وكثرة استعمال ما ورد فيه إذ يقول "إنك أول ما تحفظه من الأخبار هو كتاب الشهاب؛ فإنه كتاب مختصر، وجميع ما فيه يستعمل؛ لأنه يتضمن حكما وآدابا؛ فإذا حفظته وتدرّبت باستعماله كما أريتك ههنا حصل عندك قوة على التصرف والمعرفة بما يدخل في الاستعمال وما لا يدخله، وعند ذلك تتصفح كتاب صحيح البخاري ومسلم والموطأ والترمذي وسنن أبي داود وسنن النسائي وغيرها من كتب الحديث" .
ونضيق لكلام ابن الأثير وأيضا أحكامًا ثم نكرر ما قاله مع شيء من التصرف بأنه بداية قوية وجيدة لحفظ المتون لا سيما إذا أضفنا اليه الخمسين الرجبية فأكثر الأحاديث لا تتجاوز قدرة الذكرة المؤقتة على الحفظ والأستيعاب وترسخ بالتكرار وميزة التكرار مع هذا الإجاز الشديد انه غير مقيد بزمان أو مكان، ولأن الكتاب يحتوي على الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، رأيت ان تيسير حفظه يقتضي فصل صحيحه وحسنه عن ضعيفه وموضوعه، لذلك قمت بهذا العمل حسب تخريج الأستاذ نور الدين الطالب الذي قام بضبط الكتاب وتحقيقه وتخريج احاديثه، وهناك تخريج آخر لحمدي عبد المجيد السلفي لمن اراد التأكد، وعمدت الى وضع المتن فقط لئلا آحيد عن الغاية التي ذكرتها آنفا، ومن أراد المزيد، فليرجع الي الكتاب الاصلي .
.
تعليق