الإخوة المسلمون جميعا .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سنتكلم اليوم عن نبوءة من سلسلة النبوءات الواضحات الجلية عن المصطفى صلى الله عليه و سلم .. و فيها يقول انجيل يوحنا على لسان المسيح بن مريم عليه السلام "وانا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم الى الابد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لانه لا يراه ولا يعرفه. واما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم" يوحنا 14 : 16
- أولا إذا كان المسيح بن مريم هو و الآب و الروح القدس واحد فلماذا يطلب المسيح بن مريم من الآب الذي في السموات و الذي قال عنه من قبل لمريم المجدلية أنه إلهه "إني أصعد إلى ..... إلهي" .. فلو كانوا الثلاثة واحدا ما قال معزيا آخر. ثم لماذا يقول معزيا آخر و لم يكمل هو رسالته بنفسه أليس ذلك تصديقا لنبؤة دانيال التي يقول فيها "وبَعدَ الأَسابيعِ الِأثنَينِ والسِّتِّين، يُفصَلُ مَسيحٌ ولا يَكونُ لَه" .. و التي تعني أن المسيح بن مريم لن يستطيع أن يستكمل رسالته و يكملها قدوس القديسين و سيد المرسلين؟!
- ثانيا .. معزيا آخر تدل على وجود معزي أول و هو الانسان النبي الذي مثل موسى إنه يسوع بن مريم عليه السلام .. فلابد أن يكون المعزي الآخر مشابه للمعزي الأول .. و هل إذا كان الثالوث متحدا يجوز أن أقول آخر؟
إذن فالله الآب سيرسل رسولا آخر و يكون خاتما و لذلك يقول الله تعالى "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ" فالنبي مرسل من عند الله.
- ثالثا ماكث معكم الى الابد .. نعم إلى يوم القيامة .. لأنه النبي الخاتم الذي أرسله الله بالإسلام و القرآن .. فليس بعده نبي .. فالدين الذي يقبله الله هو الإسلام الذي أرسل به عبده محمدا إلى يوم القيامة "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" من لم يؤمن به فكأنما لم يؤمن بالله و لذلك يقول الله تعالى في قرآنه عن اليهود و النصارى "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا. أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا"
- رابعا روح الحق .. أي المتكلم بالوحي من الله الحق "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" .. و يقول "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ" .. و يقول "قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" .
- خامسا الذي لا يستطيع العالم ان يقبله .. نعم فأكثر الناس لايريدون أن يتبعوا الحق .. و في هذا يقول يسوع لليهود الذين قاوموه "فانتم تشهدون على انفسكم انكم ابناء قتلة الانبياء" .. و في هذا يقول القرآن الكريم عن النبي "بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ" .. و يقول .. "لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ"
- سادسا لانه لا يراه "من المعروف أن الذي لايرى هو الأعمى" .. أي لا يؤمن و يعمل بما جاء به و هاهو يسوع يقول للكتبة و الفريسيين أي رؤساء الكهنة "ويل لكم ايها القادة العميان" .. فالأعمى هو من لايؤمن و لا يعمل و لذلك يقول القرآن الكريم "أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"
- سابعا "ولا يعرفه" .. أي لا يؤمن به حق الإيمان و لذلك يقول يسوع لليهود عن المعرفة شارحا معناها "ومن نفسي لم آت بل الذي ارسلني هو حق الذي انتم لستم تعرفونه" .. فاليهود لم يكونوا يؤمنوا بالله حق الإيمان و كذلك سيفعل معظم العالم مع النبي الخاتم و رسالته.
- واما انتم فتعرفونه .. نعم كلكم تعرفونه من النبوءات السابقة في كتب الأنبياء "الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ. وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِين" .. و .. "الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" .. و .. "الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"
- لانه ماكث معكم فهم لم ينسوا أبدا أن هناك نبيا سيرسله الله تعالى للعالم و عليه أن يؤمنوا به و يصدقوه .. و هذا ما يصدقه قول الله تعالى "وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِين" و لذلك قال سلمان الفارسي للنبي صلى الله عليه و سلم إن هناك أناسا كانوا يؤمنوا بالله و رسله ومنهم المسيح بن مريم عليه السلام و كانوا ينتظرون النبي محمد صلى الله عليه و سلم ليؤمنوا به و لينصروه فما مصيرهم فأنزل الله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
- ويكون فيكم .. نعم يكون فيكم لأنكم تؤمنون به و تثبتون فيه و يثبت فيكم و تورثوا الإيمان به لأبنائكم .. و في هذا يقول القرآن "إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا. وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا"
لقد قام كل نبي على وجه الأرض بإبلاغ قومه للإيمان بالنبي صلى الله عليه و سلم ابتداءا من آدم إلى عيسى عليه السلام .. و هذا ما يلخصه قوله تعالى "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ. فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ"
تعليق