مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

د/ربيع أحمد مسلم سلفي العقيدة اكتشف المزيد حول د/ربيع أحمد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د/ربيع أحمد
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 28 أكت, 2008
    • 551
    • طبيب و طالب علم
    • مسلم سلفي العقيدة

    مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية

    مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية




    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

    فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .

    ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .

    وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل صحيح وادعاءات بلا مستند راجح ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .
    ومن المغالطات التي يدعيها الملاحدة إدعاء أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية أو أن مبدأ اللادقة يدحض السببية أو أن مبدأ اللايقين يدمر السببية أو أن مبدأ عدم التأكد يزعزع السببية أو أن مبدأ اللاتعيين ينفي السببية .

    يقول أحد الملاحدة : " يتمثل دحض السببية فيما يعرف بمبدأ الشك و اللاحتميه لهايزنبيرغ ، و الذي يضع حدود للدقة في تحديد موقع أي جسم متحرك و سرعته في نفس اللحظة الزمنية ، و بالتالي فلا يوجد سبب محدد لانتقال جسم من نقطة معينه إلى أخرى بل أن الحركة تتم بعشوائية تامة فيما يعرف بدالة شرودنجر الاحتمالية ، و قد تم إنشاء علم الكوانتم على يد مجموعة من نوابغ العقل البشري ابتداءا بنيلز بور و فيرنر هايزنبيرغ و ديفيد بوهم فيما يعرف بمدرسة كوبنهاجن و انتهاء بالعالم الفذ ريتشارد فاينمان " .

    و من الملاحدة من يدعي خطأ مفهوم السببية بسبب مبدأ هايزنبرج ،و منهم من يدعي أن فيزياء الكم قائمة على مبدأ الارتياب الذي يلغي السببية تماماً .

    و قبل بيان المغالطات التي يحويها إدعاء أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية يستحسن بنا معرفة ما هو مبدأ عدم التأكد لهايزنبرج و معرفة ماهية العلاقة السببية و معرفة مبدأ السببية فالحكم على الشيء فرع تصوره .
    و مبدأ عدم التأكد لهايزنبرج Heisenberg's uncertainty principle هو مبدأ مهم في ميكانيكا الكم صاغه فرنر هايزنبرج عام 1927 ميلاديا ،و ينص على أن من المستحيل رصد و تحديد موقع و كمية تحرك الإلكترون بدقة في آن واحد فكلما زادت الدقة في رصد كمية تحرك الإلكترون قلة الدقة في تحديد موقعه ،و كلما زادت الدقة في تحديد موقع الإلكترون قلة الدقة في تحديد كمية تحركه و لمبدأ عدم التأكد العديد من الأسماء فيسمى مبدأ اللادقة ومبدأ الريبة و مبدأ الشك ومبدأ الارتياب ومبدأ اللايقين ومبدأ اللاتحديد ومبدأ اللاتعيين ومبدأ اللاحتمية ومبدأ عدم الدقة .

    والسببية Causalityهي علاقة بين السبب و المسبَب[1] أي علاقة بين السبب و النتيجة ،ومبدأ السببية أحد مبادئ العقل فلكل ظاهرة سبب أو علة لوجودها ،وما من شيء حادث إلا كان لوجوده سبب يفسر وجوده [2] ،والعقل يدرك ذلك تلقائيا ،وبلا معونة الحس و التجربة كالتلازم والتلاحم بين وجود البناء ووجود الباني ،والجناية والجاني[3] .

    إن العقل يدرك مبدأ السببية القاضي بأن لكل حادثة سببا بصورة تلقائية دون دليل ودون مقدمات و لا يحتاج في تصوره أو تصديق به إلى اكتساب أو معرفة سابقة بل يؤمن به بمجرد تصوره دون روية وتأمل ودون معرفة سابقة ،ويشترك في هذا الإدراك جميع الناس العالم منهم والجاهل الكبير منهم والصغير .

    ومن يرى كتابة يعرف أن لها كاتب و لو كانت أول كتابة يراها في حياته ،و من يرى كرسي يعرف أن له صانع و لو كان أول كرسي يراه في حياته ،و من يرى لوحة فنية يعرف أن لها فنان ولو كانت أول لوحة فنية يراها في حياته ،و حتى الطفل الصغير إذا سمع صوتا انتبه إلي مكانه ليعرف سببه و إذا جاع طلب الطعام ليسد جوعته ،ومن هنا يتضح أن العقل يدرك بصورة فطرية وقبلية مستقلة عن الحس والتجربة أن لكل حادثة سببا [4] .


    [1] - المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية بمصر ص 96 ،و المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا 1/649
    [2] - انظر المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا 1/649
    [3] - مذاهب فلسفية وقاموس مصطلحات لمحمد جواد ص 169
    [4] - مذاهب فلسفية وقاموس مصطلحات لمحمد جواد ص 171
    د. ربيع أحمد طبيب بشري قليل التواجد في المنتدى
    بعض كتاباتي على الألوكة
    بعض كتاباتي على المختار الإسلامي
  • د/ربيع أحمد
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 28 أكت, 2008
    • 551
    • طبيب و طالب علم
    • مسلم سلفي العقيدة

    #2
    تابع مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية

    وبعد معرفة مبدأ اللادقة و العلاقة السببية و مبدأ السببية نأتي لبيان المغالطات والأخطاء التي وقع فيها الملاحدة عندما ادعوا بأن مبدأ عدم التأكد لهايزنبرج يلغي السببية ،و من هذه المغالطات والأخطاء التشكيك في حقيقة مطلقة absolute truth مقطوع بصحتها و لا تحتمل الخطأ بحقيقة نسبية relative fact تحتمل الخطأ ،و نقبل بصحتها حاليا في ضوء الأدلة المتاحة الدالة على صدقها فمبدأ السببية من البديهيات والحقائق المطلقة الثابتة في كل عصر و مصر ،وفي المقابل مبدأ عدم التأكد مبدأ علمي ،و المبادئ العلمية Scientific Principles كغيرها من أشكال المعرفة العلمية ليست صحيحة صحة مطلقة ، فقد يتم تغييرها أو تعديلها في ضوء المستجدات ،ومن ثم فإنها ليست حقائق نهائية أو مطلقة بل نسبية .

    وقد أخطأ الملاحدة وتناقضوا عندما استدلوا على بطلان مبدأ السببية بمبدأ عدم التأكد فالدليل سبب للعلم بالشيء المستدل عليه ، و محاولة الاستدلال على رد مبدأ السببية تنطوي على الاعتراف بمبدأ السببية و تطبيقه ،و بعبارة أخرى لو كان مبدأ عدم التأكد يبطل السببية فقد أبطل الاستدلال به على بطلان السببية ،وإذا لم يكن مبطلا للسببية فلا حجة فيه على بطلان السببية .

    ويلزم من كلام الملاحدة لوازم باطلة كعدم صحة أي استدلال لأن الإثبات والدليل عامل مهم من عوامل قبول النتائج، وإذا لم يرتبط الإثبات بالنتائج ، فلا يؤدي الإثبات إلى نتيجة ،ومن اللوازم الباطلة أيضا انهيار العلوم فجميع العلوم الكونية مبنية على السببية و لذلك لا يمكن للعلوم الاستغناء عن السببية ، و بسقوط السببية تنهار جميع العلوم وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم .

    وكلام الملاحدة مخالف للواقع إذ لو لم تكن السببية موجودة في الواقع لما تمكن العلماء من تفسير الظواهر الكونية ، و لو لم تكن السببية موجودة في الواقع لما تمكن الأطباء من علاج الأمراض و الوقاية منها .

    و مبدأ عدم التأكد لا يدل على نفي السببية بل يدل على استحالة تحديد موقع الإلكترون وكمية حركته في آن واحد تحديدًا دقيقًا أي الإنسان لا يمكنه قياس موقع الإلكترون وكمية حركته في آن واحد بدقة متناهية ذات عدم تأكد ضئيل أي الإنسان لا يمكنه قياس كل شيء بدقة 100% ،وفرق بين دقة نتيجة القياس و صحة نتيجة القياس فكل قياس نتيجته دقيقة لابد أن يكون صحيحا لكن ليس كل قياس نتيجته صحيحة يكون دقيقا .

    وعدم القدرة على تحديد موقع الإلكترون وكمية حركته بدقة في نفس الوقت يؤدي إلى عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بسلوك الإلكترون في المستقبل ،و عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بسلوك الإلكترون في المستقبل قود مذهب الحتمية الصارمة الذي كان سائدا عند علماء الغرب خاصة في القرن التاسع عشر الميلادي قبل ظهور ميكانيكا الكم .

    و حسب القائلين بالحتمية الصارمة أو الحتمية الميكانيكية فإن التغيرات التي تحدث في العالم عند أي لحظة تعتمد على فقط على حالة العالم عند تلك اللحظة ،والحالة تحدد بمواضع وسرعات الجسيمات فتغيرات المواضع تحددها السرعات و تغيرات السرعات تحددها القوى ،والقوى بدورها محددة بالمواضع .

    فإن أمكننا أن نعرف حالة العالم عند أي لحظة فمن الممكن من حيث المبدأ أن نحسب بأدق التفاصيل السلوك والمعدل الذي سوف تتغير به هذه الحالة فإذا عرفنا هذا يمكننا أن نحسب الحالة في اللحظة التالية ثم نعتمد على ذلك كمرحلة انتقالية فنحسب الحالة في لحظة بعدها وهكذا بغير حدود[1] .

    إن مذهب الحتمية determinism يعتقد بأن كل ما يقع في الكون من أحداث بما في ذلك الظواهر النفسية والأفعال الإنسانية نتيجة ضرورية تترتب على ما سبق من الأحداث فالعالم في نظر القائلين بالحتمية عبارة عن مجموعة عضوية ترتبط أجزاؤها فيما بينها كأجزاء آلة دقيقة، ولهذا فأنهم يرونه نظاماً مغلقاً يؤذن حاضره بمستقبله ، وتخضع سائر أجزائه لقوانين مطردة صارمة. ومعنى هذا أن العالم دائرة مقفلة يتصل بعضها ببعض اتصالاً علياً بحتاً بحيث يكون في استطاعتنا – باستقصاء الظواهر الحاضرة – أن نتنبأ بما سيحدث من الظواهر تنبؤاً يقيناً مطلقاً وهذا هو ما عناه لابلاس بعبارته المشهورة : " إن في وسعنا أن ننظر إلى الحالة الحاضرة للكون على أنها نتيجة للماضي وعلة للمستقبل " [2]

    وفي الحتمية لا يمكن حدوث أشياء خارج منطق قوانين الطبيعة... وبالتالي لا مجال لحوادث عشوائية غير محددة سلفا ، ويعترف الحتميون بأنه ربما يصعب على الإنسان أحيانا معرفة النتيجة مسبقا نتيجة عدم قدرته تحديد الشروط البدئية للتجربة أو عدم امتلاكه للصياغة الدقيقة للقانون الطبيعي لكن هذا القانون موجود والنتيجة محددة سلفا[3] .

    ويكفي للقارئ الكريم أن يعرف أن الحتمية تقوم على إمكان التنبؤ بالأحداث الكونية نظراً لوجود تعاقب حتمي مطرد بين الظواهر الطبيعية ...أما ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ تعني ﺇمكانية ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ باﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒلة للعالم الطبيعي بالاستناد إلى الحالة الحاضرة [4].


    [1] - الفيزياء والفلسفة لجيمس جينز ترجمة جعفر رجب ص 150-151
    [2] - مشكلة الحرية للدكتور زكريا إبراهيم ص 100
    [3] - المعجم الفلسفي للدكتور مصطفى حسيبة ص 178
    [4] - مشكلة الحرية للدكتور زكريا إبراهيم ص 101
    د. ربيع أحمد طبيب بشري قليل التواجد في المنتدى
    بعض كتاباتي على الألوكة
    بعض كتاباتي على المختار الإسلامي

    تعليق

    • د/ربيع أحمد
      4- عضو فعال

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 28 أكت, 2008
      • 551
      • طبيب و طالب علم
      • مسلم سلفي العقيدة

      #3
      تابع مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية


      ولعل القارئ الكريم أدرك من خلال قراءته لمبدأ عدم التأكد أن التنبؤ الدقيق مستحيل في مستوى العنصر الذري ؛ لأن اللاتعيين الذي أظهرتنا عليه الفيزياء الجديدة لا بد أن يفضى بنا إلى قوانين احتمالية[1] ،ولم يعد باستطاعة الفيزيائيين أن يعطوا توصيفاً حتمياً للأحداث الذرية بل تنبؤات احتمالية ،وفي هذا كسر للغرور العلمي ،ورد مفحم على من يدعي أن المعرفة البشرية قادرة على التنبؤ الدقيق بمصير الكون من الذرة إلى المجرة فما أوتي البشر من العلم إلا القليل .

      ولعل القارئ الكريم أدرك اللامنطقية عند الملاحدة هداهم الله عندما أدعوا بأن مبدأ عدم التأكد يلغي السببية فما دخل تحديد موقع الإلكترون وكمية حركته بدقة في نفس الوقت بالسببية ؟!! و ما دخل التنبؤ الدقيق بسلوك الإلكترون في المستقبل بالسببية ؟!!!!!

      والملاحدة هداهم الله قد خلطوا بين السببية و الحتمية الصارمة المطلقة المتطرفة ،والسببية معناها أن أي نتيجة لها سبب لكن الحتمية الصارمة أو الحتمية المتطرفة معناها أن نفس السبب يؤدي حتما إلى نفس النتيجة ، ولا يمكن أن تتخلف هذه النتيجة ولو تكرر السبب آلاف المرات أي السبب المعين يؤدي حتما إلى نتيجة معينة لا يمكن أن تتخلف ولا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة مختلفة ولو تكرر السبب آلاف المرات ،ولذلك فالحتمية المتطرفة مخالفة لجميع الشرائع السماوية و مخالفة للواقع ومخالفة للعلم .

      و دعني أعطيك أمثلة من الواقع فأنت تعلم أن المذاكرة بجد سبب للنجاح لكن هناك من ذاكروا بجد و لم ينجحوا ،وتعلم أن حمل المرأة سببه وطء الرجل زوجته لكن كم من رجل وطء امرأته ولم يحدث حمل ،وتعلم أن الأكل سبب للشبع لكن هناك من يأكل و لا يشبع ،وتعلم أن شرب الماء سبب للارتواء لكن هناك من يشرب الماء ولا يرتوي ،وتعلم أن أخذ الدواء المعين سبب للشفاء من المرض المعين لكن هناك من يتناول الدواء المناسب لعلاج مرضه ولا يشفى .

      وها هو مبدأ عدم التأكد يرفض الحتمية المتطرفة و التي ترفضها الشرائع السماوية فأصبح هذا المبدأ يرفض ما رفضته تعاليم الشرائع السماوية .

      ويكفي أن يعلم القارئ الكريم أن السبب وإن كان صحيحاً وتاماً في نظرنا فليس من المحتم أن يستوجب مسببه أو نتيجته فقد توجد موانع تؤدي إلى تخلف النتيجة .

      قال ابن تيمية – رحمه الله - : ( ومجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب؛ فإن المطر إذا نزل وبذر الحب لم يكن ذلك كافيا في حصول النبات بل لا بد من ريح مربية بإذن الله ولا بد من صرف الانتفاء عنه؛ فلا بد من تمام الشروط وزوال الموانع وكل ذلك بقضاء الله وقدره وكذلك الولد لا يولد بمجرد إنزال الماء في الفرج بل كم من أنزل ولم يولد له؛ بل لا بد من أن الله شاء خلقه فتحبل المرأة وتربيه في الرحم وسائر ما يتم به خلقه من الشروط وزوال الموانع )[2].

      وليعلم القارئ الكريم أن نقض الحتمية الصارمة لا يستلزم نقض السببية ،و أن لكل حدث محدِث أو لكل فعل فاعل بل غاية ما في الأمر عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بسلوك الجسيمات في العالم الذري وتحت الذري في المستقبل ،ولا نخلط بين السببية و التنبؤ بالنتيجة الناشئة عن السبب ،و لا نخلط بين سبب الظاهرة الطبيعية والتنبؤ بنتيجة الظاهرة و بعبارة أخرى لا نخلط بين الجزم بوجود فاعل للحدث و بين توقع وقوع الحدث على نحو معين .

      والخطأ الذي وقع فيه الملاحدة أنهم خلطوا بين السببية والتنبؤ بالنتيجة الناشئة عن السبب فقرروا أن مادام التنبؤ احتمالي فالسببية احتمالية ،و لا يخفي على كل ذي عقل أن كون الذي يذاكر ينجح أو لا ينجح لا يمنع ذلك من القول بأن النجاح سببه المذاكرة ،وكون لقاء الرجل بزوجته قد ينتج عنه حمل وقد لا ينتج لا يمنع ذلك من القول بأن حمل المرأة سببه لقاء الرجل بزوجته ،وكون انتقال عدوى ميكروبية إلى شخص قد يمرضه و قد لا يمرضه لا يمنع ذلك من القول أن المرض المعدي سببه انتقال العدوي الميكروبية إلى الشخص المريض .

      وليعلم القارئ أن احتمال أن يوجد هذا الحدث أو ذاك لا يمنع من وجود فاعل للحدث .

      وكون الإلكترون وجد بعد أن لم يكن موجودا فلابد أن يكون له موجِد حسب مبدأ السببية ،وكون الإلكترون محكوم بقوانين ،وإن كانت حسب معطيات العلم الحديث قوانين احتمالية فلابد أن يكون لهذه القوانين مقنن ومسنن حسب مبدأ السببية .

      هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


      [1] - مشكلة الحرية للدكتور زكريا إبراهيم ص 104 -105
      [2] - مجموع الفتاوى لابن تيمية 8/70
      د. ربيع أحمد طبيب بشري قليل التواجد في المنتدى
      بعض كتاباتي على الألوكة
      بعض كتاباتي على المختار الإسلامي

      تعليق

      • د/ربيع أحمد
        4- عضو فعال

        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى
        • 28 أكت, 2008
        • 551
        • طبيب و طالب علم
        • مسلم سلفي العقيدة

        #4
        رد: مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية

        التحميل من هنا أو هنا أو هنا
        د. ربيع أحمد طبيب بشري قليل التواجد في المنتدى
        بعض كتاباتي على الألوكة
        بعض كتاباتي على المختار الإسلامي

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, منذ 5 يوم
        رد 1
        12 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة Mohamed Karm
        بواسطة Mohamed Karm
        ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
        ردود 0
        14 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة الراجى رضا الله
        ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
        ردود 0
        12 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة الراجى رضا الله
        ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 3 نوف, 2024, 12:44 ص
        ردود 0
        19 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة الراجى رضا الله
        ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, 10 أكت, 2024, 01:41 ص
        رد 1
        13 مشاهدات
        0 ردود الفعل
        آخر مشاركة الراجى رضا الله
        يعمل...