تويت
الطريقة المثلى لارتداء الملابس للاحتفاظ بأكبر قدر من الدفء في الشتاء القارس
كيف تلبس في الشتاء
============
لستُ أتكلم عن صيحات شتاء ٢٠١٥، ولا عن قواعد الأناقة، فليس هذا بذي أهمية، بل أتكلم عن الطريقة المثلى للّبس في الدرجات المنخفضة والأجواء القاسية بحيث توفر الدفئ والأمان
ذهبتُ شتاء السنة الأخيرة في الجامعة في رحلة إلى منطقة من أبرد مناطق مصر، جبل كاترين. حذرني الكل من البرودة غير المعتادة هناك، خاصة في شهر يناير حين كان موعد الرحلة. فكان الإجراء الذي اتخذتُه -طبعاً- أن ارتديت كل ما عندي تقريباً ، حوالي ٧٧ طبقات! منها طبقتان أو ثلاث من الصوف وغيره، وفوجئت بأنها لم تُغنِ عني شيئاً، وأصابني برد شديد وآلام في الركبة استمرت تقريباً إلى نهاية الرحلة!
كنتُ أتساءل عن السبب، وعن كيفية احتمال أهل المناطق الثلجية أجواءهم القاسية، ثم عرفتُ بعد ذلك أن أكثرنا لا يُحسن اللبس في الشتاء، لأن المسألة ليست ماذا تلبس، بل كيف تلبس لكي تقي نفسك البرد (وأموراً أخرى) في الجو البارد تحتاج إلى طريقة معينة في اللبس، إلى خامات معينة بترتيب معين، والترتيب أهم، فدعني أخبرك به ببساطة، ترتيب الطبقات باختصار كالآتي:
* الطبقة الأولى (الداخلية): الغرض من هذه الطبقى هو طرد الرطوبة والعرق بعيداً عن الجلد للحفاظ على جفافه. فإن احتجاز العرق عند الجلد مباشرة يؤدي إلى انخفاض درجة حرارته، بالإضافة إلى أضرار صحية أخرى.
الخامات المناسبة لهذه الطبقة عادة هي الخامات الاصطناعية كالنايلون المنسوج (غير المصمت) والبوليستر الطارد للرطوبة، والصوف، والحرير، أما القطن فغير مناسب للمدة الطويلة خاصة مع النشاط الحركي الذي يُتوقع معه إفراز العرق عند حصول الدفء نتيجة للطبقات الأخرى. أما إن في حالة اللبس لفترات قصيرة فلا بأس بالقطن
* الطبقة الوسطى (العازلة): الغرض من هذه الطبقة هو توفير الدفء للجسم، لهذا ينبغي ارتداء الخامات التي تحجز حرارة الجسم بكفاءة. من أفضل الخامات في هذه الطبقة الصوف، و(الفليس)، والفرو، والوبر، بل وحتى الريش يُستعمل في بعض البلدان بكفاءة
* الطبقة الخارجية (الواقية): هدف هذه الطبقة هو منع نفوذ الرياح إلى الطبقات التحتية، لهذا يُخطئ من يجعل أعلى ثيابه (بول أوفر) صوفياً على سبيل المثال. بل ينبغي ارتداء سترة فوقية عازلة تمنع دخول الريح، كالسُترات الواقية للريح والمطر على سبيل المثال. الجلد يوفر أيضاً حماية متوسطة من الرياح، لكنه أقل من السترات المخصصة لهذا الغرض، بالإضافة إلى أن الغالب أن الثياب الجلدية تكون عادة أضيق من أن تحتمل طبقتين تحتها
هذا بالنسبة للثياب. حماية الرأس والأطراف أيضاً مهمة. حال عدم نزول المطر أو الرياح الشديدة، يكفي الرأس غطاء من الصوف أو الألياف الاصطناعية عادة، وتتوفر في محلات الملابس الشتوية والرياضية أغطية جيدة تحفظ حرارة الرأس، ويمكن الاكتفاء بلف (كوفية) أو شال في كثير من الأحيان.
أما بالنسبة لليدين فالقفازات مهمة خاصة لمن يُعانون من البرودة الطرفية مثلي. في البرودة الشديدة ومع الرياح تُتَّبع نفس القواعد أعلاه باستثناء الطبقة الداخلية. فقفاز من الصوف فوقه آخر من الجلد، أو قفاز ذو طبقة داخلية من الفراء وخارجية من الجلد على سبيل المثال يفي بالغرض إن شاء الله.
أما القدمان فجوارب الصوف بداخل الحذاء تكفي عادة مادمت لن تسير وسط الثلوج الذائبة.
========
أرجو أن تكون قد استفدت، ولا تنس أن تشارك غيرك بهذه المعلومات. وحقوق النشر محفوظة لكل مسلم
