منقول عن حسام عبد العزيز
البعض إذا رأى ما حل بأهل سوريا وبورما سارع إلى ذلكم السؤال : كيف يرضى الله بهذا؟
يا هذا لم يخلق الله الأرض ليحمل الناس على الإيمان ويمحو الكفر وينشر العدل ويزيل الظلم. ولو شاء لفعل ولصارت جنة يسود فيها أهل الإيمان أبدا ولا يصيبهم الحزن أبدا. ولكن خلقنا لنعبده فيبلو بعضنا ببعض فأمرنا بجهاد الكفار ورفع الظلم باليد واللسان حال القدرة والصبر والدعاء حال الاستضعاف فينظر من يؤمن ومن يكفر ليقيم الحجة على عباده فيدخل من ظلم جهنم ويدخل المستضعفين الجنة بما أصابهم في دنيا لا تعدل عنده جناح بعوضة. قال تعالى: ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ.وقد كانت الأم تقتحم النار برضيعها وكان الرجل ينشر بالمنشار فأنزل الله في هؤلاء آيات تتلى إلى يوم القيامة: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. وإن الواحد من أهل الحق لينسى كل ما حل به من سوء في الدنيا حين يدخل الجنة ويقسم ما رأى بؤسا قط، ولا يظلم ربك أحدا.
فلا تفر من عجزك وضعفك مصوبا سهامك إلى السماء. ولو صبرت لكان خيرا لك.
يا هذا لم يخلق الله الناس ليحاسبوه فقد قال للملائكة حين سألوه أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء :" إني أعلم ما لا تعلمون."
يا هذا إنما هي دنيا لا تعدل شيئا في جنة يعيش فيها أهل الحق خالدين أبدا ويشفى الله صدورهم بعذاب أليم أعد للمجرمين. وعذاب الله أشد من عذاب الناس.
تعليق