رحلتي إلى ألمانيا
في شتاء عام 2006 ذهبت إلى ألمانيا في رحلة عمل وبعد الانتهاء من الرحلة بتوفيق من الله تعالى حدث شيء عجيب ، إذ أنني بعد صعودي إلى الطائرة كان مقعدي بجوار النافذة ، وكانت درجة الحرارة خارج الطائرة 5 (خمسة) تحت الصفر..
ودارت المحركات وبدأت الطائرة في الصعود.. ولفت انتباهي السحب الركامية والجبال الشاهقة التي تكسوها الجليد..وارتفعت الطائرة ومازالت عيني على الجبال الجليدية.. تلك الجبال التي لم نغادرها على الإطلاق ولو للحظة..
وحدّثت نفسي قائلاً لها:
ما هذا؟.. نحن نطير على ارتفاع منخفض لهذه الدرجة؟.. نحن فوق الجبال مباشرة.. فما هذا البيان على الشاشة أمامي والذي يفيد أننا على ارتفاع يزيد عن خمسين ألف قدم..
ولم تدم دهشتي طويلاً..فلقد جاءتني الإجابة بسرعة، وأسرع مما كنت أتخيل .. فلقد ظهر ثقب كبير في الجبل.. ووجدت أضواء مدينة فرنكفورت أسفل منه توصوص على بعد سحيق..
وإذا بكتلة جليدية تنهار وتتدحرج فوق الجبل الجليدي.. متحولة إلى قطع صغيرة وهي تتفتت..
فقلت بصوت مسموع لنفسي ولم أكن انتبه لعلو صوتي فلقد بدرت منى الدهشة والتعجب فقلت سبحان الله ..لا إله إلا الله..
وكانت تجلس أمامي فتاة ألمانية ، فلما سمعت ما قلت ـ ولم تفهم ما أقول ـ إلا أنها أدركت من صوتي وتغير ملامح وجهي، والرجفة التي اعترتني.. أن هناك كارثة محققة سوف تقع..
فالإعلام الغربي نجح في زرع كلمات باللغة العربية عند الأجانب إذا بدرت من المسلمين فإنها تدل على الإرهاب أو حدوث كارثة محققة مثل: توكلت على الله.. سبحان الله.. الله أكبر..لا إله إلا الله..
المهم أنها فزعت وتعلقت بيدي وكتفي.. وكل خلية من خلايا جسدها تنتفض..
[ ملحوظة: الشعب الألماني جبان جداً جداً، على غير ما نراه في الأفلام..وما من أسرة إلا وهي مؤمنة على حياتها ضد الكوارث.. جبناء بشكل ملفت للنظر..على الأقل لكل من يعاشر أهلها عن قرب..]..
المهم..
قالت لي الألمانية المذعورة.. مستفسرة والفزع على كل أوصالها حتى أنها قد أحدثت ربكة في الطائرة.. هدأت من روعها.. و حضرت المضيفة ..ووووو..
المهم خلي عنك التفاصيل الغير مهمة ودعني أحدثك بما جعلني أنزه الله مسبحاً إياه..
كنت أقرأ فيما مضي قوله تعالى في سورة النور آية 43 :
[أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ].
وكنت أسأل نفسي كثيراً عن معنى قوله عز وجل:[وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ] هل في السماء جبال من برد؟..
ولم أجد في كتب التفاسير ما يرحيني نفسياً..
وكنت أقول لكل من يسأل عن هذه الآية: إذا قال الله سبحانه وتعالى أن السماء فيها جبال من جليد والجليد يتحول إلى بَرَدْ فصدق الله سبحانه وتعالى..
( البَرَدْ هو حبات الجليد الصغيرة والتي نراها في اليوم شديد البرودة)
وها أنذا أرى بأم عيني جبل من الجليد يتفتت جزء منه ليتحول إلي بَرَدْ [ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ ... وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ]..
لذلك قلت لنفسي متعجباً ..سبحان الله ..سبحان الله..
وبعد أن هدأت من روع الفتاة الألمانية ، رحت أشرح لها حقيقة ما رأيت ، فهذا الأمر لا يشكل لها شيئاً فهي على كثرة أسفارها ترى ما رأيته ولكن لا يشكل لها هاجساً..فلما أخبرتها أن رجل البادية الذي لم يخرج خارج حدود مكة أخبرنا بما هو موجود في السماء الدنيا من جبال جليدية وأن جبال الجليد ليست في الأرض وحدها فحسب، بل هناك جبال جليدية في السماء، ومثل ما أن سفينة التايتانك قد شطرها جبل الجليد نصفين وغرقت فهكذا الطائرات من الممكن أن تصطدم بجبل من الجليد الموجود في السماء ويشطرها نصفين إذا غم على الطيار، والله سبحانه وتعالى يقول :[ ُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ]..
فمن الذي أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا؟..
والأعجب من هذا..
من الذي أنبأ رجل البادية عن ظلمات البحر..والتي لم نعرف عنها شيئاً إلا بعد اختراع الغواصات؟..
يقول سبحانه وتعالى في سورة النور آية 40:
{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }النور40
لقد عُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلا فوصف لنا ما رأى..
فهل دُرِكَ به صلى الله عليه وسلم إلى أعماق المحيط ليصف لنا بدقة متناهية ما يحدث في أعماق المحيط من أمواج مستعرضة من يراها يظنها السحاب؟..تخيل سحاب في الماء..لقد رأيت هذا السحاب في فيلم وثائقي عن أغوار المحيط..سحاااااب..نعم سحاااب..
فوق السحاب تكاد ترى الضوء..ويعيش عالم من الأسماك له طبيعة خاصة.. أما أسفله فلا وجود للضوء نهائياً حتى أن الإضاءة القوية في الغواصات العلمية لا تكشف عن مقدمة الغواصة..
ولقد عرضت قناة الجزيرة الوثائقية فيلماً وثائقياً عن عجائب المحيط في الأعماق السحيقة..
وقال المعلق بالحرف الواحد.. دون قصد منه:
لو أن أحداً أخرج يده من الغواصة لا يكاد يراها..فقلت لنفسي سبحان الله العلي العظيم..
وصدق الله العلي العظيم إذ يقول: [ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ]..
هذا هو ما أخبرنا به رجل البادية الذي لم يركب السفن في البحار ، ولم يركب الطائرات في الأجواء..صلى الله عليه وسلم..
ما الذي جعلني أتذكر ما قد سلف؟..
في الحقيقة لقد تلقيت على بريدي الإليكتروني مجموعة صور للبرق قد التقطت عن قرب.. ومن ضمنها صورة لطائرة يضربها البرق وهي في السماء بعد إقلاعها وهي فوق برج المراقبة..
أرجو الصبر على الصورة قليلاً لترى كيف أن البرق قد صعقها صعقاً..
فقلت لنفسي سبحان الله العلي العظيم ..كان من الممكن أن أكون أنا ضمن ركاب هذه الطائرة وذلك في إحدى زياراتي المتعددة إلى ألمانيا، إذ أنه يصادف ألا أتوجه إليها إلا في البرد والشتاء، فلم أرها في الصيف إلا مرة واحدة..
والطائرة المضروبة في ظلام دامس يعني كان من الممكن أن تصطدم بجبل من الجليد..
هذه الصور المرفقة هي التي هزت مشاعري لأن أقول ما قلته لكم..ولأحدثكم بما رأيته وجاشت به نفسي..
وكنت أود أن أضع الصور داخل المشاركة إلا أنني ما زلت أجهل كيفية إدخال الصور ضمن المشاركات..
حمل الملف المرفق لترى الطائرة يضربها البرق..
تعليق