لما سمع أوائل القوم أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يرقع ثوبه " - الحديث صحيح : صححه الأرناؤوط في مسند أحمد ج : 6 ، ص : 167 - ؛ و أنه قال لعائشة رضي الله عنها : " لا تخلعي ثوبا حتى ترقعيه " - الحديث ضعيف جدا : ضعفه الألباني في الضعيفة برقم : 1294 - ، و أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في ثوبه رقاع ؛ و أن أويسا القرني - أويس القرني هو خير التابعين - كان يلتقط الرقاع من المزابل فيغسلها في الفرات ثم يخيطها فيلبسها .
لما قرؤوا هذا اختاروا المرقعات ، وقد أبعدوا في القياس . فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم و أصحابه كانوا يؤثرون البذاذة و يعرضون عن الدنيا زهدا ، و كان أكثرهم يفعل هذا لأجل الفقر كما روي عن مسلمة بن عبد الملك أنه دخل على عمر بن عبد العزيز و عليه قميص وسخ ، فقال لامرأته فاطمة : إغسلي قميص أمير المؤمنين ! فقالت : و الله ماله قميص غيره .
فأما إذا لم يكن هذا لفقر و قصد البذاذة - البذاذة : الهيئة الرثة - فما له من معنى .
فأما صوفية زماننا فإنهم يعمدون إلى ثوبين أو ثلاثة كل واحد منها على لون فيجعلوها خرفا و يلفقونها ، فيجمع ذلك الثوب وصفين : الشهرة و الشهوة .
فإن لبس مثل هذه المرقعات أشهى عند خلق كثير من الديباج ، و بما يشتهر صاحبها أنه من الزهاد ، أفتراهم يصيرون بصورة الرقاع كالسلف ، كذا قد ظنوا ! و أن الشيطان لعب عليهم و قال : أنتم صوفية لأن الصوفية كانوا يلبسون المرقعات و أنتم كذلك . أتراهم ما علموا أن التصوف معنى لا صورة ، وهؤلاء قد فاتهم التشبيه في الصورة و المعنى .
أما الصورة : فإن القدماء كانوا يرقعون ضرورة ، و لا يقصدون التحسن بالمرقع ، و لا يأخذون أثوابا جددا مختلفة الألوان ؛ فيقطعون من كل ثوب قطعة و يلفقونها على أحسن الترقيع و يخيطونها و يسمونها مرقعة . و أما عمر رضي الله عنه لما قدم بيت المقدس حين سأل القسيسون و الرهبان عن أمير المسلمين فعرضوا عليهم أمراء العساكر مثل أبي عبيدة و خالد بن الوليد و غيرهما ، فقالوا : ليس هذا المصور عندنا ، ألكم أمير أو لا ؟؟ فقالوا : لنا أمير غير هؤلاء ! قالوا : نعم هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقالوا : أرسلوا إليه ننظره فإن كان هو سلمنا إليكم من غير قتال و إن لم يكن هو فلا ، فلو حاصرتمونا ما تقدرون علينا . فأرسلوا المسلمين إلى عمر رضي الله عنه و أعلموه بذلك ، فقدم عليهم و عليه ثوب مرقع سبع عشرة رقعة بينها رقعة من أديم ، فلما رأوه الروحانية و القسوس على هذه الصفة سلموا بيت المقدس إليه من غير قتال ، فأين هذا مما يفعله جهال الصوفية في زماننا ؟؟
و أما المعنى : فإن أولائك كانوا أصحاب رياضة و زهد .
فنسأل الله العفو و العافية .
لما قرؤوا هذا اختاروا المرقعات ، وقد أبعدوا في القياس . فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم و أصحابه كانوا يؤثرون البذاذة و يعرضون عن الدنيا زهدا ، و كان أكثرهم يفعل هذا لأجل الفقر كما روي عن مسلمة بن عبد الملك أنه دخل على عمر بن عبد العزيز و عليه قميص وسخ ، فقال لامرأته فاطمة : إغسلي قميص أمير المؤمنين ! فقالت : و الله ماله قميص غيره .
فأما إذا لم يكن هذا لفقر و قصد البذاذة - البذاذة : الهيئة الرثة - فما له من معنى .
فأما صوفية زماننا فإنهم يعمدون إلى ثوبين أو ثلاثة كل واحد منها على لون فيجعلوها خرفا و يلفقونها ، فيجمع ذلك الثوب وصفين : الشهرة و الشهوة .
فإن لبس مثل هذه المرقعات أشهى عند خلق كثير من الديباج ، و بما يشتهر صاحبها أنه من الزهاد ، أفتراهم يصيرون بصورة الرقاع كالسلف ، كذا قد ظنوا ! و أن الشيطان لعب عليهم و قال : أنتم صوفية لأن الصوفية كانوا يلبسون المرقعات و أنتم كذلك . أتراهم ما علموا أن التصوف معنى لا صورة ، وهؤلاء قد فاتهم التشبيه في الصورة و المعنى .
أما الصورة : فإن القدماء كانوا يرقعون ضرورة ، و لا يقصدون التحسن بالمرقع ، و لا يأخذون أثوابا جددا مختلفة الألوان ؛ فيقطعون من كل ثوب قطعة و يلفقونها على أحسن الترقيع و يخيطونها و يسمونها مرقعة . و أما عمر رضي الله عنه لما قدم بيت المقدس حين سأل القسيسون و الرهبان عن أمير المسلمين فعرضوا عليهم أمراء العساكر مثل أبي عبيدة و خالد بن الوليد و غيرهما ، فقالوا : ليس هذا المصور عندنا ، ألكم أمير أو لا ؟؟ فقالوا : لنا أمير غير هؤلاء ! قالوا : نعم هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقالوا : أرسلوا إليه ننظره فإن كان هو سلمنا إليكم من غير قتال و إن لم يكن هو فلا ، فلو حاصرتمونا ما تقدرون علينا . فأرسلوا المسلمين إلى عمر رضي الله عنه و أعلموه بذلك ، فقدم عليهم و عليه ثوب مرقع سبع عشرة رقعة بينها رقعة من أديم ، فلما رأوه الروحانية و القسوس على هذه الصفة سلموا بيت المقدس إليه من غير قتال ، فأين هذا مما يفعله جهال الصوفية في زماننا ؟؟
و أما المعنى : فإن أولائك كانوا أصحاب رياضة و زهد .
فنسأل الله العفو و العافية .
تعليق