بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 10:54 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

مقدمة لابد منها للأخ مصطفى المصري

تلقي العلم من كتب التراث على أيدي العلماء المتقنين يُكسب الطالب ملكات وفهماً لا يكاد يكتسبها من أي سبيل آخر، خلافاً لمن جعل عمدته متون المتأخرين وسقى فهمه بمائهم

كان السلف -رحمهم الله- يبالغون مبالغة جمةً في تحرير عباراتهم وانتقاء ألفاظهم، بحيث تحمل رسالة الواحد منهم من المعاني ما يتجاوز ألفاظها أضعافاً مضاعفة، لهذا ترى الشراح يبسطون مختصراتهم في مجلدات عظيمة تفكّ عباراتها وتحلّ ألفاظها، فيستخرجون المكنوز من المعاني من منطوقها، ومفهاهيمها، وتراتيبها، وما سكتوا عنه، وما استعملوه خلافاً للمتبادر، وما وراء كل هذا من علل، وما يُستخرج منه من ضوابط وقواعد، غير مقدسين الأئمة ولا منزهيهم عن مخالفة الأولى، بل لربما انتقدوا شيئاً من هذا

وعلى هذا الدرب سار الأئمة قروناً طويلة، مصنفين وشراحاً ومحشين ومقررين، ونُقاداً ومُختصِرين، كلٌّ يراعي الممكن من الضبط والمناسبة والإفادة حتى بعنوان الرسالة، ومُستهَلَّها، وخاتمتها، حتى كان بعض من يختصر المتون العلمية للأئمة يختصر حتى الاسم، كما فعل شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في مختصر (منهاج الطالبين) للنووي الذي أسماه (منهج الطلاب)، ثم اختصر الأخير الجوهري في متنه (نهج الطالب)، مُختصِراً حتى الاسم مناسبةً للغاية. هذا معروف بين طلبة العلم المؤسَّسين، حتى المبتدئين منهم، ممن أدرك بقايا العلماء أو من اتبعوا طريقتهم من الأشياخ، والبسط فيه تطويل لا داعي له إذا اتضح المقصود، اللهم إلا التوسع في ضرب المثال تقريراً للمقال، وليس يعنينا هنا

ثم أتت الدعوة النجدية، تبنى فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- مسائل بعينها وهي في الجملة صيانة السنة والتوحيد مما يعكرهما من بدع وشرك. فبذل جهداً عظيماً لتطهير أرض الله الحرام من عبادة القبور وغيرها من المحدثات، ودعوة الناس للرجوع إلى السنة الصافية الأولى، فأثنى على جهده من أثنى من أقرانه، وانتقد من انتقد، لكنّ المحكم أنه كانت له الريادة في زمانه ومكانه في هذا الباب، وهو (أي نفس ريادته) ما أكسبه مكانة عظيمة بين أتباعه، فصار بها وبتحالفه مع محمد بن سعود (مؤسس الدولة السعودية الأولى) إماماً أي متبوعاً، لا إماماً في العلم بل إمام في الدعوة إلى ما دعى إليه، وهذا فرق يجب التنبه إليه جيداً، والخلط فيه فساد عظيم وتضييع للدين.

وهذا ما كان! لما حصل هذا الخلط أنزلت مصنفات وتقريرات الشيخ -رحمه الله- منزلة تكاد تنازع منزلة النص، ويُرجع إليها في فهم مراد السلف، مع ما يعتريها من تهلهل عبارة، وقلة ضبط، وغياب تأصيل، وتناقض، وغير ذلك من آفات التصنيف، غير جارية على طريقة الأئمة في حراسة المعاني بسياج محكَم من الألفاظ

فلما أتى من بعده جيل من أبنائه وأحفاده (آل الشيخ) تعاقبوا على العناية برسائله وتصانيفه، وجعلوها عمدة لطريقتهم، فأدى التزامهم إياها لوقوعهم في مزالق في منتهى الخطورة، ولمخالفة الإجماع، وفي كثير من أحيان إلى ادعاء إجماعات لا وجود لها البتة، مع محاولات للهروب من تلك المزالق بأساليب شتى، منبئين بهذا عن تعصب بالغ له -رحمه الله- ما أظنه لو كان حياً ارتضاه!

ولما انتشرت الدعوة إلى اتباع السلف في الأقطار، في الجزيرة واليمن والشام ومصر والمغرب وغيرها على تفاوت، راجت بينها دعوة الشيخ لتبنيها الأصل الإجمالي، وللمكانة الروحية له، وتفاوتوا في القبول والردّ منه، بل في نفس أسباب القبول والرد (والتي كان بعضها سياسياً محضاً). وكعادة المنظومات الجماهيرية أصبحت الغَلَبة للأعلى صوتاً لا للأحكم قولاً ولا للأصح طريقةً، كما ترى من المصاهرة المطردة بين آل الشيخ وآل سعود، واحتكار الأوائل للفتيا على طول الخط باستثناء واحد فقط وهو ابن باز -رحمه الله-، وهو ما نراه أيضاً الآن مع محاولات عرض مصنفات الشيخ -رحمه الله- لفظاً ومضموناً على موازين السلف الذين قامت دعوته على الرجوع إليهم، بل حتى من انتسب إليهم وحاول انتقادهم انتقاداً خافتاً كبعض أهل عُنيزة -رحمهم الله- وُوجه وقوبِل مقابلة شديدة

ومنذ أيام قليلة، قام أخونا أحمد سمير، وهو طالب علم محترم عرفتُه منذ سنوات طويلة ورأيت همته في الطلب وحفظه للمتون، وخبرتُ نباهته وتجرده مرات ومرات ، بانتقاد رسالة هي في نظري أضعف ما صنف الشيخ رحمه الله وأبعدها عن التحرير وهي رسالة (نواقض الإسلام العشرة)، فقامت عليه الدنيا ولم تقعد، وتعاقبت الردود التي لا تخلو من عاطفة وانفعال، لا لشيء إلا لمساسه ظل الشيخ! وقد تابعت تلك الردود باحثاً عن رد صحيح، بل وجدتُها كلها بلا استثناء مغالطات بعضها فوق بعض وتكلف مقيت لتصحيح الشيخ في أمور لا مجال للمراوغة فيها، وقد كان يُغني هؤلاء عن هذا الضعف أن يُقروا بتخطئة الشيخ فيما أخطأ فيه، ويلتمسوا لشخصه العذر كما هي عادة السلف! لكن لله في خلقه شؤون

فأنا أضم صوتي إلى أخي أحمد، وأرجو من الله أن يفتح عليه وينفع به، وأن يجنبه شر نفسه وشر خلقه، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، رازقاً إياه التجرد والرجوع عن الخطأ متى تبين له، وأدعو إخواننا من طلبة العلم إلى إعادة النظر في مُسلَّماتهم والتعامل مع هذه المسائل بشكل علمي سليم منزوع الانفعال، وأدعو إخواننا ممن ليسوا من أهل العلم أن يكفوا ألسنتهم وقلوبهم عن الخوض فيما ليس من شأنهم، فهذا دين وليس لعبة كرة ولا سياسة
والله المستعان

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 11:04 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (1)

للأخ المهندس / أحمد سمير

مقدمة :

عندما تتحدث عن معنى الإيمان وحقيقته وكذلك معنى الكفر وحقيقته فأنت تتحدث في باب من أبواب أصول الدين (العقيدة) وهو حديث يتجاوز الظاهر إلى الباطن، فالنفاق في هذا الباب صورة من صور الكفر لكونه في الحقيقة كفرا وإن لم يظهر المنافق سوى الإسلام.

أما الحديث عن الحكم بالإسلام أو الكفر، وكيفية تنزيل الحكم على معين بحسب ما يظهر منه فهو من أبواب الفقه: (باب الردة) أو (باب المرتد) أو (باب حكم المرتد) أو (باب أحكام المرتدين) أسماء مختلفة لباب واحد له موضوع واحد، جزء من هذا الموضوع هو: (بأي شيء يُحكم على المعين بالإسلام أو الردة).

هذا الجزء يدخل في الأقضية، فالقاضي كان المنوط به هذا الحكم بناء على الأدلة والقرائن الظاهرة، والمنافق الذي لم يظهر منه سوى الإسلام هو مسلم باعتبار هذا الباب الفقهي، فتجري له أحكام الإسلام في الدنيا، وإن كان في الحقيقة كافرا، ولكن هذا الباب مبناه على الظواهر بعيدا عن تعريف حقيقة الإيمان والكفر.

هذا الجزء المتعلق بتنزيل حكم الإسلام أو الكفر على معين هو جزء صعب ودقيق جدا في الباب، ويحتاج إلى طول علم واستواء نفس واطلاع مستفيض على كلام الأئمة والفقهاء وطريقتهم فيه، وليس مما يجب تعلمه في الباب على كل أحد، فهذا الباب ككل أبواب الفقه فيه ما قد يكون علمه ضروريا أو واجبا، وفيه ما يكون تعلمه فرضا على الكفاية ولا يضر المرء جهله، فالواجب علمه عينا من هذا الباب أن يعلم كل مسلم الحكم على من دان بغير دين الإسلام وهي من القطعيات، وأن يعلم صور المكفرات الشائعة ليجتنبها فقط، أما أن يوجب على كل المسلمين تعلم باقي مسائل الباب والتي منها كيفية تنزيل حكم الردة على معين، فهذا جهل، فكيف بمن يكفر العوام لعدم تكفيرهم مسلما معينا وقع عندهم في الردة! فهذا ليس بدعة فقط بل دلالة على خلل العقل، علما أن هذا المكفِّر هو نفسه من غير المؤهلين للحديث في هذا الباب ولا أدل على ذلك من تكفيره للناس استنادا على عدم تكفيرهم للمرتدين بنظره!!

يُتبع إن شاء الله تعالى ..

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 11:08 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (2)

للأخ المهندس / أحمد سمير

هل يوجد فقهيًا ما يسمى (النواقض العشرة)؟

كان الفقهاء في باب الردة يضربون أمثلة للأقوال والأفعال المكفِّرة كنوع من الشرح والتفصيل، بعض هذه الأمثلة مستخرج من الواقع وبعضها بمثابة الافتراض، ولأن الردة فقهيا يمكن تعريفها بأنها: قطع الإسلام أو نقض الإسلام، فهذه الأفعال والأقوال المكفرة يمكن تسميتها: قواطع الإسلام أو نواقض الإسلام.

فكلمة "قواطع الإسلام" أو "نواقض الإسلام" تشمل كل ما يمكن أن يكون صورة ومثالا للأقوال والأفعال المكفرة، ولذلك يستحيل جمعها وحصرها، وغاية ما يمكن فعله هو ضرب أمثلة لها كما كان يفعل أهل العلم في كتبهم، ولا يُقال إنها عشرة ولا مائة ولا ألف فصور الردة لا يمكن حصرها وهذا أول تنبيه أردت أن أذكره حول مختصر محمد بن عبد الوهاب المسمى: (نواقض الإسلام) والذي بدأه بقوله: (اعلم أن نواقض الإسلام عشرة) !!

وقد اعتنى بعض أهل العلم باستقصاء صور الأقوال والأفعال المكفِّرة، وللأحناف قدم السبق في هذا، فقد شُحنت كتب الفقه عندهم بالاعتناء والتفصيل في هذا الباب مما دفع المتأخرين منهم لتصنيف كتب مستقلة في نفس الموضوع، كما فعل (بدر الرشيد) في كتابه (ألفاظ الكفر) ولم يقتصر على الألفاظ كما يظهر من اسمه ولكنه ضمنه أيضا بعض الأفعال المكفرة، جمع في كتابه هذا صور النواقض التي وردت في كتب أئمة المذهب، وكذلك فعل صاحب كتاب (نور العين) في آخر كتابه، حيث كتب ما يمكن أن يُعد تأليفا مستقلا في الأقوال والأفعال المكفرة كما قال ابن عابدين، ثم يأتي بعد الأحناف - في الاعتناء بهذا الباب - الشافعية، وقد أفرد ابن حجر الهيتمي (من متأخري الشافعية) كتابا مستقلا في هذا الباب أسماه (الإعلام بقواطع الإسلام)
وبالرغم من أن كتاب ابن حجر أقل ذكرا للأمثلة والصور من كتب الأحناف إلا أنه مع ذلك قد وردت فيه عشرات الصور من الأفعال والأقوال الناقضة للإسلام، وأما كتاب بدر الرشيد ففيه المئات من الأقوال والأفعال والمعتقدات التي عدها ناقضة للإسلام رغم اقتصاره في جمعها على كتب الأحناف فقط!

وأما قدم السبق وشرف التحقيق وجودة التأصيل في هذا الباب فللقاضي عياض المالكي في فصله الذي خصصه في كتابه (الشفا) وذكر فيه جملة من المكفرات التي لا يكاد يختلف فيها العلماء على اختلاف مذاهبهم، وقد أتى فصلا شافيا له من اسم الكتاب نصيب، لم يكد أن يخرج فيه عن المجمع عليه، وقد أقر له النووي بذلك في الروضة فقال:
(قد ذكر القاضي الإمام الحافظ أبو الفضل عياض رحمه الله في آخر كتابه الشفاء بتعريف حقوق نبينا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه جملة في الألفاظ المكفرة غير ما سبق، نقلها عن الأئمة، أكثرها مجمع عليه، وصرح بنقل الإجماع فيه. والله أعلم)
وقد ذكر القاضي عياض في هذا الفصل عشرات من المكفرات رغم أن فصله كان أقرب للتأصيل منه للاستقصاء والتفصيل وذكر الصور والأمثلة.

كل هذا يبين لك أنه لا وجه لحصر نواقض الإسلام في عشرة، وأن هذه الجملة: (اعلم أن نواقض الإسلام عشرة) جملة لا وجه للتحقيق فيها، وقد بذلت جهدي لأفهم مقصده بهذا الحصر فلم أجد علة واحدة تجمع هذه العشرة وتمنع دخول غيرها، فليست جامعة ولا مانعة من أي وجه، ولا محكمة الصياغة ولا دقيقة العبارة، ولا يصلح أن تكون عمدة في باب شديد الخطورة مثل هذا الباب، وقد تناول المختصر هذا الباب بشيء من الجمود والتسطيح، ثم هي من جهة التأصيل والتقعيد لم تسر على خط واحد مفهوم، فتارة تتحدث عن صورة تفصيلية من صور الكفر، كالحديث عن اعتقاد أن غير هدي النبي أهدى من هديه، أو اعتقاد أن هناك من يسعه الخروج عن الشرع كخروج الخضر عن شريعة موسى، فهذين مجرد صورتين ومثالين على الكفر بالاعتقاد والذي يمكن ضرب مئات الأمثلة التفصيلية عليه سواء من الواقع أو بالافتراض، ثم ينتقل في نفس المختصر من الحديث عن صور تفصيلية من صور الردة إلى الحديث عن أصل عام مثل: الاستهزاء، فالاستهزاء أصل عام في التكفير وليس صورة تفصيلية، فالاستهزاء والاستخفاف لا يمكن حصر صورهما سواء كانت أقوالا أو أفعالا، فالمختصر يتذبذب بين التفصيل والتأصيل بصورة غير مفهومة، ناهيك عن ذكره فيها لما هو مختلف فيه أو ليس من المكفرات أصلا ولا يصلح أن يكون مناطا لتنزيل حكم الردة على أحد.

هذا إذا قيمنا المختصر بشكل عام وأما التقييم التفصيلي ففيه الكثير.

يُتبع إن شاء الله تعالى ..

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 11:14 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (3)

للأخ المهندس / أحمد سمير

إذا أخذنا الناقض الثالث كمثال والذي يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب فيه: (من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر)

صياغة هذا الناقض بهذا الإطلاق في غاية الفساد، وهي أشبه بالنقل المحرف لكلام من ذكر هذا المثال من الفقهاء، فهذا المثال أول من ذكره -بحسب ما وقفت- هو القاضي عياض في كتابه الشفا، ولكن ثَم اختلاف بسيط في الصياغة يغير مفهوم المثال تماما حيث قال القاضي عياض:

(وكذلك وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب) ثم ضرب مثالا على هذه القاعدة فقال: (ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم) فبين اختصاص هذا الحكم بمن لم يكفر "من دان بغير ملة المسلمين من الملل" أي: بمن لم يكفر الكفار الأصليين كاليهود والنصارى ومن انتقل لدينهم، لأن في عدم تكفيرهم (مدافعة لنصوص الكتاب).

وكرر القاضي عياض هذا المعنى في نفس الكتاب بنقله الإجماع على: "كفر من لم يكفر أحدا من النصارى و اليهود و كل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك" ثم بين السبب بقوله: "لأن التوقيف (أي: النص) والإجماع على كفرهم، فمن وقف في ذلك فقد كذب النص والتوقيف أو شك فيه، والتكذيب أو الشك فيه لا يقع إلا من كافر"

ونقله النووي عن القاضي عياض في كتابه "روضة الطالبين" بقوله: "مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ مَنْ دَانَ بِغَيْرِ الْإِسْلَامِ كَالنَّصَارَى، أَوْ شَكَّ فِي تَكْفِيرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُمْ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَإِنْ أَظْهَرَ مَعَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ وَاعْتَقَدَهُ".

وذكره الحجاوي الحنبلي في متن الإقناع عند ذكره لصور الردة فقال: (أو لم يكفر من دان بغير الإسلام: كالنصارى أو شك في كفرهم)

قال البهوتي شارحا لهذه العبارة في كتابه (كشّاف القناع عن متن الإقناع): ( "من لم يكفر من دان" أي تدين "بغير الإسلام كالنصارى" واليهود "أو شك في كفرهم" أو صحح مذهبهم فهو كافر لأنه مكذب لقوله تعالى : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" )

فالأمر كما ترى مختص بالكفار المقطوع بكفرهم كاليهود والنصارى وليس مطلق الكفار، وعلة تكفير من لم يكفرهم: التكذيب بالمقطوع به، وقد ذكر أهل العلم هذا المثال ضمن أمثلة وصور كثيرة من صور ردِّ النصوص الشرعية وتكذيبها، فالأمر لا يختص بمن لم يكفر الكفار المقطوع بكفرهم، بل لو فعل المسلم العكس فكفّر المؤمنين المقطوع بإيمانهم في النصوص كالأنبياء والملائكة، فإنه يكفر أيضا بنفس العلة: تكذيب الشرع، فهل يصح أن نصيغ قاعدة كلية بناء على ذلك ونجعلها الناقض الحادي عشر بدون تبيين ولا توضيح ونقول: (من كفّر مؤمنا فهو كافر)؟!

وإذا كانت علة الكفر هنا هي التكذيب فمعلوم أن التكذيب هو رد النص بعد بلوغه، أما الذي لم يبلغه النص أصلا فليس مكذبا، ولذلك روي أن امرأة في زمن محمد بن الحسن قيل لها : إن الله يعذب اليهود والنصارى يوم القيامة قالت : لا يفعل الله بهم ذلك فإنهم عباده، فسئل محمد بن الحسن عن ذلك فقال ما كفرت فإنها جاهلة، فعلموها حتى علمت.

الخلاصة أن الصياغة التي ذكرها محمد بن عبد الوهاب صياغة مبهمة موهمة حيث استعمل مصطلح (المشركين) وهو مصطلح مجمل وقد يُفهم منه دخول غير المقطوع بكفرهم في القاعدة كمسلم وقع في مكفِّر، سيما ومحمد بن عبد الوهاب يستعمل هذا المصطلح في وصف عوام الصوفية والقبوريين، كما أنه ذكرها بما يوهم أنها علة مستقلة للتكفير وليست مجرد فرع وصورة من صور كفر التكذيب، وهذا مختصر مستقل لنواقض الإسلام وهو باب خطير فوجب أن يكون في أقل أحواله غير موهم ولا مشكل.

يُتبَع إن شاء الله تعالى ..

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 11:17 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (4)

للأخ المهندس / أحمد سمير

يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
الناقض الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو عمل به كفر، والدليل قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)

نفس ما حدث في الناقض الثالث -وقد تكلمنا عنه في المنشور السابق- تكرر في صياغة هذا الناقض، فكان كالنقل المحرف لكلام أهل العلم، هذه الصورة وردت في خضم سرد شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لصور متنوعة من الردة فكان من ضمنها:
(أو كان مبغضا لرسوله أو لما جاء به) يعني يكفر بذلك، ثم نقل متأخرو الحنابلة هذه الصورة عن ابن تيمية.

والفارق بين عبارة شيخ الإسلام وبين عبارة محمد بن عبد الوهاب كبير، فبغض الرسول، أو بغض ما جاء به جملة ليس كالذي ذكره محمد بن عبد الوهاب في مختصره، حيث أضاف كلمتين موهمتين مفسدتين للمعنى الأصلي، الأولى: أنه وضع كلمة (شيء) والثانية: أنه قال "ولو عمل به" !!

والصحيح أن المسلم قد تكره نفسه وتبغض شيئا مما جاء به الشرع وهذا لا يجعله كافرا ولا حتى عاصيا، بل هو مأجور مثاب إن دافع نفسه وقهرها على فعل الحق وقبوله، قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) وقال: (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون)
وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إسباغ الوضوء على المكاره) مما يُمحى به الخطايا وترفع به الدرجات وعده رباطا، بل وليس أصرح مما رواه أحمد عن عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: أَسْلِمْ قَالَ: أَجِدُنِي كَارِهًا. قَالَ: (أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا).
فإذا كان هذا مع من صرح بالكره، فكيف بمن لم يصرح به ولا استسلم له، بل دافع نفسه وقهرها ولم يثنه كرهه عن العمل بما جاء به الشرع والتسليم له إيمانا واحتسابا!

وأما قوله تعالى: (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) فهذا كره المعاداة والمحاددة، وهو كره كفر أو جحود، ومن كان كرهه كذلك فسيكره ما أنزله الله وما أتى به الرسول جملة، ولن يكون ككره من نفر طبعه من شيء مما جاء به الرسول وألزم نفسه العمل به، بل هو يكره الشرع حيث كونه شرع الرسول ودينه، أو من حيث كونه كلام الله، فهذا كرهه أصلا لله ورسوله.

فإن قيل: أن القاعدة إنما قصدت الكره بمعنى المعاداة والمحاددة فما وجه الإنكار؟ قلنا: وجه الإنكار أن الصياغة موهمة مشكلة، بل المتبادر للذهن منها غير هذا المقصود بسبب القيدين المذكورين، ثم كيف يُعد هذا المختصر عمدة في الباب ولا تكاد تمر كلمة فيه بدون اشتباه أو إشكال أو إيهام باعتراف شراحه والمدافعين عنه، وإذا كان هذا المختصر قد كُتب للعوام فقط كما قال أحد المعترضين على كلامي فالخطب أشد، إذا أنه بحاجة في معظم صياغته لإطالة الشرح والكلام دفعا للإيرادات الباطلة.

للاستئناس: بلغنا منذ فترة من حكم بردة زوجته لأنها تكره زواجه من أخرى واستدل عليها بهذا الناقض!! فهو يراها أبغضت شيئا مما جاء به الشرع فأين في صياغة هذا الناقض ما يدفع هذا الإيراد؟

يُتبع إن شاء الله تعالى ..

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 11:20 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (5)

للأخ المهندس / أحمد سمير

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: (الناقض العاشر: الإعراض عن دين الله، لا يتعلمـه ولا يعمـل به والدليل قوله تعالى: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ")

هذا من أعجب الإطلاقات كذلك في هذا المختصر، وتعليل للردة بعلة غريبة وغير متصورة، فإذا كان يقصد الإعراض المطلق بمعنى عدم الإيمان أصلا، فحينها يكون الكلام على صورة من صور الكفر الأصلي، وليس عن ناقض من نواقض الإسلام، ويظهر لي أن هذه العبارة مقتبسة بتحريف من كلام ابن القيم، ولكن عبارة ابن القيم لاشك أكثر دقة وتحديدا ودلالة على المقصود، فقد قال في مدارج السالكين في خضم حديثه عن أنواع الكفر:
(وأما كفر الإعراض: فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به البتة، كما قال أحد بني عبد ياليل للنبي صلى الله عليه وسلم: والله أقول لك كلمة، إن كنت صادقا، فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك، وإن كنت كاذبا، فأنت أحقر من أن أكلمك)

لاحظ قوله: (لا يصدقه ولا يكذبه) الخ
فابن القيم يتحدث عن صورة من صور الكفر الأصلي؛ حديثه عمن لا يصدق الرسول ولا يكذبه، ولا يدخل في دينه ولا يحاربه، ولا يكترث بما جاء به البتة، وهذا كافر لعدم إيمانه بعيدا عن صورة كفره والتي هي الإعراض، فالكفر يعود لمعنى واحد وهو عدم الإيمان إلا أن صوره قد تتعدد، فقد يكون كفر تكذيب، أو كفر جحود، أو كفر استكبار وعناد، أو كفر إعراض الخ.

وأما أن يُذكر الإعراض في خضم نواقض الإسلام لمن هو مسلم أصلا مصدق بما جاء به الرسول داخل في دينه فغير مفهوم، فالمسلم إن أعرض عن شيء من دين الله علما وعملا فحكمه بحسب ما أعرض عنه، فمن أعرض عن واجب أثم، ومن أعرض عن مندوب فاته الأجر ولا شيء عليه، وإن كان مقصوده بالإعراض عن كل الدين بالصورة التي ذكرها ابن القيم فهو يتحدث إذن عن كافر أصلي غير مسلم ابتداء فلا وجه لذكر تلك القاعدة في نواقض الإسلام وباب الردة.

يُتبع إن شاء الله تعالى ..

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 11:24 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (6)

للأخ المهندس / أحمد سمير

أنهينا الحديث عن فساد الصياغة في مختصر النواقض العشر ودللنا على ذلك بالحديث عن الناقض (الثالث والخامس والعاشر)، في هذا المنشور سنتحدث عن المختصر من ناحية (التقعيد)، وقد تحدثنا في النقد المجمل عن عدم وجود علة يمكن أن تجمع هذه النواقض العشرة المفترضة وتمنع دخول غيرها، وهو ما يجعل الحصر في عشرة غير مفهوم ولا معنى له، أما الملاحظة الثانية بخصوص التقعيد والتي سنتناولها بالتفصيل في هذا المنشور هي عدم وجود منهج تقعيدي واضح للمختصر، فأحيانا يذكر المختصر صورا فرعية، وأحيانا يحاول ذكر قاعدة عامة بدون سبب واضح في الحالتين.

فمثلا جعل المختصر الناقض السادس هو (الاستهزاء) فقال: (من استهزأ بشي من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر)
و(الاستهزاء) قاعدة عامة يندرج تحتها ما لا يُعد ولا يُحصى من الصور والأمثلة، ولو وضعنا كل صورة منها في ناقض مستقل فربما سنصل إلى ألف ناقض ولن ننتهي، ولذلك فالمختصر اكتفى بوضع القاعدة العامة والعلة التي تجمع آلاف الصور وهي (الاستهزاء)، وهذا فعل مفهوم ومنطقي لا غبار عليه لو كان هذا هو النهج الذي التزمه المختصر من أوله لآخره، ولكن المختصر بدون سبب واضح فعل نقيض ذلك تماما في نواقض أخرى! ففي الناقض (الثالث والرابع والتاسع) أغفل القاعدة الكلية والعلة الأصلية وأورد صورة فرعية تفصيلية وجعلها ناقضا مستقلا!

فمثلا في الناقض الثالث القاعدة الكلية والعلة الأصلية للردة هي: (التكذيب ومدافعة نصوص الكتاب) وهي علة يندرج تحتها آلاف الصور سواء من الواقع أو مفترضة، لكن صاحب المختصر وضع صورة واحدة تتضمن هذه العلة وجعلها ناقضا مستقلا ولم يذكر العلة الأصلية للكفر بعكس ما فعل في الاستهزاء، فوضع صورة فرعية من صور تكذيب النصوص وهي صورة عدم تكفير من قطعت النصوص بكفر أعيانهم. (هذا بعيدا عن إشكالية الصياغة في الناقض كما بينا)

وهو ما تكرر في الناقض الرابع والتاسع:

ففي الناقض الرابع قال: (من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه)
وأما الناقض التاسع:(من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم)

فهذان مجرد صورتين من صور كفر الاعتقاد، وكفر الاعتقاد يمكن وضع آلاف الصور والأمثلة له، كمن اعتقد حدوث الصانع أو اعتقد عدم بقائه أو اعتقد حاجته لأحد من خلقه أو اعتقد نسبة أي نقص له، وكذلك من اعتقد في حق الرسول صلى الله عليه وسلم جواز الكذب، أو اعتقد نبوة أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو اعتقد عدم اكتمال الشريعة أو اعتقد أن البعث والجنة والنار للأرواح دون الأجساد الخ الخ كل هذه مجرد صور وأمثلة لاعتقادات مكفرة والإجماع عليها ثابت، ولو أردنا حصر النواقض الاعتقادية سواء من الواقع أو بالافتراض فمحال، وإنما الممكن إذا أردت التقعيد والتأصيل أن تصيغ لذلك قاعدة عامة كأن تقول: ( يقع الكفر بكل اعتقاد ناقض أصل الدين الذي صار العبد به مسلما، أو كان مقتضيا للكفر كأن يكون فيه تكذيب للشرع) .

يُتبع إن شاء الله تعالى ..

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 11:27 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (7)

للأخ المهندس / أحمد سمير

قال محمد بن عبد الوهاب: الناقض السابع: (السحر ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر)

نقدنا لهذا الناقض ليس نقدا عاما، وإنما نقدنا له في إطار من جزم أن هذه النواقض العشرة هي محل إجماع بين أهل العلم، وجعل الإجماع هو علة الحصر في عشرة، رغم عدم ذكر المختصر لآلاف الصور التي أجمع العلماء عليها في باب الردة، ورغم ذكره لما هو مختلف فيه كهذا الناقض.

فالسحر مختلف في حكم فاعله، والقول بكفر الساحر ليس محل اتفاق بين العلماء، فقد فصل الشافعية وغيرهم في حكم السحر.
قال النووي: (فعمل السحر حرام ، وهو من الكبائر بالإجماع ، وقد سبق في كتاب الإيمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عده من السبع الموبقات، وسبق هناك شرحه، ومختصر ذلك أنه قد يكون كفرا، وقد لا يكون كفرا، بل معصيته كبيرة، فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر كفر، وإلا فلا).

قال الماوردي في (الحاوي الكبير): (ذكرنا اختلاف الفقهاء في حكم الساحر على ثلاثة مذاهب :
أحدها وهو مذهب أبي حنيفة ومالك: أن الساحر كافر يجب قتله، ولا تقبل توبته.
والثاني وهو مذهب أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه: أن الساحر يجب قتله، ولم يقطعا بكفره.
والثالث وهو مذهب الشافعي: أن الساحر لا يكون كافرا بالسحر، ولا يجب به قتله، إلا أن يكون ما يسحر به كفرا، فيصير باعتقاد الكفر كافرا يجب قتله بالكفر لا بالسحر)

ولم ينفرد الشافعية بذلك بل قال بالتفصيل بعض أصحاب أبي حنيفة، ولأحمد رواية في عدم الجزم بكفره كذلك.

يُتبع إن شاء الله تعالى ..

**نصرة الإسلام** · 9 ديس, 2016, 11:33 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (8)

للأخ المهندس / أحمد سمير

أنهيت الحديث عن كل النواقض سوى ثلاثة نواقض: (الأول والثاني والثامن) للحاجة فيها إلى تفصيل كبير، وحقيقة -لا أدري حتى الآن- كيف سأختصر نقدهم في منشورات على موقع الفيس بوك هذا ، إذ تلك النواقض الثلاثة متعلقة بمسألتين في غاية الخطورة: (مسألة تعريف الشرك عند النجديين - ومسألة التكفير بالموالاة) وهاتان المسألتان من أخطر المسائل التي تسببت في انحراف كبير على أرض الواقع وتكفير المسلمين أفواجا واستحلال دمائهم.

وعلى كل حال ما لا يُدرك كله فلا يُترك جله، وقد لخصت على هذا الموقع ما استطعت إليه سبيلا، ولعل الله أن ييسر المزيد الفترة القادمة إن شاء الله، وإن لم يحدث فاللبيب تكفيه الإشارة، وأما تفاصيل هذا البحث فهو في مسودة عندي لم أبيضها بعدُ، وقد استغرقت مني جهدا ووقتا كبيرا ، وإن عاجلتني الأقدار قبل أن أبيضه فسأكتب فيه توصية بمن أرشحه لتبييضه ومراجعته دون تغيير مضمونه ليقوم بنشره نيابة عني.

وأخيرا أحب أن أقول: يجب التفرقة بين ما ننتقد به الدعوة النجدية ( ""الـوهـابيـة"" ) ونخالفها فيه وبين ما ينتقدهم فيه المنحرفون بمشاربهم ومآربهم المختلفة حتى لو اشتركنا معهم في بعض ما يتم ذكره من أخطاء، فكثير ممن ينتقد النجديين إنما يتخذ ذلك ذريعة لتقرير باطل آخر فيذكرون حقا ولكن يريدون به باطلا، فالدعوة النجدية يعاديها طوائف من المنحرفين سواء من الروافض، أو علماء بعض الأنظمة، أو من الشيوخ الضلال المنتفعين بانتشار البدع والخرافات في المسلمين ككثير من متمصوفة العصر، أو من أفراخ الغرب وأتباعهم الذين يعادون ما يسمونه الأصولية بأي شكل وغرضهم في ذلك فصل المسلمين عن أصل دينهم وإدخالهم في ملة الغرب التي اعتنقوها منذ زمن بعيد.

يُتبع إن شاء الله تعالى ..

**د. نيو** · 10 ديس, 2016, 01:48 ص

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

موضوع مفيد جدا لك اختااااااااااااااه

شكرا جزيلااااااااااااااااااا

**نصرة الإسلام** · 12 ديس, 2016, 10:27 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

المشاركة الأصلية بواسطة د. نيو

موضوع مفيد جدا لك اختااااااااااااااه

شكرا جزيلااااااااااااااااااا

بارك الله فيكم ..

**نصرة الإسلام** · 12 ديس, 2016, 10:32 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

مشاركة جانبية

منشور تعقيبي للأخ مصطفى المصري ردًا على أولئك المدافعين عن رسالة "نواقض الإسلام العشرة" ونقد مبرراتهم :

أين الإشكال عند المعترضين على الانتقادات الموجهة ل(نواقض الإسلام)؟
الحمد لله وحده
الجامع الوحيد بين المبررين لرسالة (نواقض الإسلام) هو الاستماتة في الدفاع عنها، ولو بالجمع بين الأضداد! ولعلي في منشور لاحق آتي بها أمام القارئ لكي يرى هذه العجائب بنفسه .

لكن لفت نظري من بين تلك "التبريرات" تبرير مفيد جداً، وهو الأكثر انتشاراً بينهم على الإطلاق، هذا التبرير مفاده إن الشيخ قد اقتصر في هذه الرسالة على النواقض التي كانت منتشرة في زمانه، ولهذا لم يستوعب النواقض كلها أصولاً ولا فروعاً. وهذه نقطة طيبة جداً نقول لهم عليها شكر الله لكم فقد اختصرتم علينا طريقاً طويلاً وجدلاً عقيماً، فقد سلكتم الطريق السريعة إلى وجهتنا التي توجهنا إليها، وهي أن هذا المتن محدود الغرض وهو ما يُعارض صلاحيته للاعتماد كمتن للدراسة أو البيان أو الفتوى، وأن كل هذه العناية بهذا المتن درساً وتصنيفاً وشروحاً وحواشي، فضلاً عن هالة القداسة المفروضة عليه والاستماتة في الدفاع عنه والتبرير لإجمال ألفاظه وهلهلة عباراته = إنما هو جهد مهدر في شأن قد ولّى ومضى، وتجددت الحاجة إلى غيره مما يستثني ما أدرجه ويُدرج ما استثناه، استيعاباً لحاجة الوقت وضرورة الحال، سلوكاً لنفس مسلك المُصنِّف في الاقتصار على المطلوب والإعراض عن التقعيد والاستغراق

ولكن هذا لا يُقنع المعترض، وسيظل يبرر ويبرر، خصوصاً مع لمزنا المتكرر لجودة المتن وحُسن صياغته وصلاحيته للاعتماد في هذا المبحث. وهذا، فضلاً عن كونه أمارة للتعصب، فهو ضعف علمي وخلل منطقي، بل مناقضة للأصل الذي قامت عليه السلفية وهو نبذ التأويل المتكلف والأخذ بظاهر النصوص، فعجيب أن ترى القوم شديدي الظاهرية عند النص القرآني قرامطة عند النص النجدي! وليس هذا هو موضع الإشكال، فإن ظاهر النص هو مراد المتكلم المعروف بالقرائن كما قرر شيخ الإسلام (بحق!) ابن تيمية، لكن الإشكال القاطع عليهم كل سبل إصابة الحق هو تحويلهم المستمر لدفة الانتقاد من اللفظ إلى المراد والقصد، وهذا خروج عن جادة أهل العلم الذين ما طفقوا يُنكرون ويشنعون على بعضهم لاختلال الألفاظ وبعد دلالتها على المراد، فذائع في كلام الفقهاء قاعدة (المراد لا يدفع الإيراد)، وكما قال الملا علي القاري في مرقاته: "وكلام غير المعصوم لا يؤول، فتأمل فإنه هو المعول" بعد تشنيعه على ابن حجر عبارة استعملها في تقرير مسألة عقدية يوافقه فيها. وقال اليوسي -رحمه الله- في مجموع رسائله: "وإن أطلقه [أي اللفظ] على ما ليس من شأنه أن يدل عليه [أي المعنى المزعوم]، لكونه غير موضوع له لا حقيقة ولا مجازاً، أو محتملاً له احتمالاً ضعيفاً ولا قرينة، أو ظاهراً فيه ومعه قرينة دافعة صارفة إلى غيره، فالاعتراض في هذا واقع، والإيراد صحيح، ولا تنفع المتكلم نية لا دليل عليها، ولا تفسير لا مستند له" [مجموع الرسائل (591/2)]. والاعتراض الذائع هنا هو أن الوهم يقع في أذهان العامة من كلام الله -سبحانه-، وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكلام العلماء والأئمة، فما بالكم تعترضون على ما يقع من أوهام في أذهان من لم يفهموا كلام ابن عبد الوهاب "شيخ الإسلام"؟
والجواب أن الشيخ -رحمه الله- ما سلك جادة أهل العلم في التصنيف والتحرير، بل خرج عنها خروجاً بعيداً، فأطلق وأجملَ حيث يقع الإيهام، واختصر في مسائل لا يسع فيها الاختصار، فإنما يحسن الإطلاق بغير قيد والتعميم بغير مخصص حيث أُمن الوهم ودلَّ على المعنى المراد قرائن لفظية أو حالية، وأُغلق الباب على من أراد العبث في النص المراد مُدخلاً في عمومه ما لم يُرد قائله، أو متوسعاً في دائرة المطلق حيث لا قيد ذُكِر، وهذا يكون بالتزام ما دلت عليه لغة العرب (التي يتشدق بعلمها من فضح شدقاه جهله بها)، أو الاقتصار على ما اصطلح عليه أهل الفن، أو قرن بالاصطلاح مراده به، لا أن يشط يمنة ويسرة بالتعميم والإطلاق والإجمال ثم يأتي من بعده ويقولون "إنما أراد"! فكما قال السيوطي رحمه الله في شرحه على ألفية ابن مالك: "فإن المتبادر من الألفاظ المستعملة في علم هو المعنى المصطلح عليه في ذلك العلم، وحملها على غيره مجاز لا قرينة عليه في هذا المقام"

ولو تأملنا في الحكمة من وراء محاكمة اللفظ من حيث دلالته بذاته أو بما ألحق به على المعنى لوجدنا أنها ليست مجرد شقشقات لفظية وسفسطات عقلية، بل إن الأثر العملي لهذه الإشكالات ملموس مرئي إلى يومنا هذا، فإن أسعد الناس حظاً بهذا الاتساع اللفظي هم الغلاة لا من كانوا على مذهب الشيخ نفسه فضلاً عن من لم يرتضوا حتى مذهبه في بعض الأصول أو الفروع، وقد تتبعنا بما يشبه الاستيعاب أصول الغلاة على درجاتهم فوجدناها بلا استثناء تقريباً تنتهي إلى تلك الرسالة، ونحن وإن كنا نبرِّئ الشيخ من مذاهب غلاة المنحرفين إلا أننا لا نغض الطرف عن أنه أمدهم بتربة خصبة لأشجارهم الخبيثة، وهو ما يصل بنا من طريق أخرى إلى نفس النقطة التي قاد المبررون أنفسهم قسراً إليها، وهي أن هذه الرسالة محدودة النفع غير صالحة بنفسها مع عدم أمن ضرر محقق

المزيد لاحقاً إن شاء الله
والله المستعان

**عاشق طيبة** · 13 ديس, 2016, 09:20 ص

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

المشاركة الأصلية بواسطة نصرة الإسلام

تأمُّل في محتوى "النواقض العشرة" (1)

للأخ المهندس / أحمد سمير

مقدمة :

عندما تتحدث عن معنى الإيمان وحقيقته وكذلك معنى الكفر وحقيقته فأنت تتحدث في باب من أبواب أصول الدين (العقيدة) وهو حديث يتجاوز الظاهر إلى الباطن، فالنفاق في هذا الباب صورة من صور الكفر لكونه في الحقيقة كفرا وإن لم يظهر المنافق سوى الإسلام.

أما الحديث عن الحكم بالإسلام أو الكفر، وكيفية تنزيل الحكم على معين بحسب ما يظهر منه فهو من أبواب الفقه: (باب الردة) أو (باب المرتد) أو (باب حكم المرتد) أو (باب أحكام المرتدين) أسماء مختلفة لباب واحد له موضوع واحد، جزء من هذا الموضوع هو: (بأي شيء يُحكم على المعين بالإسلام أو الردة).

هذا الجزء يدخل في الأقضية، فالقاضي كان المنوط به هذا الحكم بناء على الأدلة والقرائن الظاهرة، والمنافق الذي لم يظهر منه سوى الإسلام هو مسلم باعتبار هذا الباب الفقهي، فتجري له أحكام الإسلام في الدنيا، وإن كان في الحقيقة كافرا، ولكن هذا الباب مبناه على الظواهر بعيدا عن تعريف حقيقة الإيمان والكفر.

هذا الجزء المتعلق بتنزيل حكم الإسلام أو الكفر على معين هو جزء صعب ودقيق جدا في الباب، ويحتاج إلى طول علم واستواء نفس واطلاع مستفيض على كلام الأئمة والفقهاء وطريقتهم فيه، وليس مما يجب تعلمه في الباب على كل أحد، فهذا الباب ككل أبواب الفقه فيه ما قد يكون علمه ضروريا أو واجبا، وفيه ما يكون تعلمه فرضا على الكفاية ولا يضر المرء جهله، فالواجب علمه عينا من هذا الباب أن يعلم كل مسلم الحكم على من دان بغير دين الإسلام وهي من القطعيات، وأن يعلم صور المكفرات الشائعة ليجتنبها فقط، أما أن يوجب على كل المسلمين تعلم باقي مسائل الباب والتي منها كيفية تنزيل حكم الردة على معين، فهذا جهل، فكيف بمن يكفر العوام لعدم تكفيرهم مسلما معينا وقع عندهم في الردة! فهذا ليس بدعة فقط بل دلالة على خلل العقل، علما أن هذا المكفِّر هو نفسه من غير المؤهلين للحديث في هذا الباب ولا أدل على ذلك من تكفيره للناس استنادا على عدم تكفيرهم للمرتدين بنظره!!

يُتبع إن شاء الله تعالى ..

هذه المقدمة مهمة جدا .. وهذا الخلط بين العقيدة وبين مسائل الكفر والإيمان خطير جدا ، وهو الذي حدا بجماعات التكفير ( كالتكفير والهجرة ) الى الغلو في التكفير ، من باب ان التكفير من مسائل العقيدة!! وهذا غير صحيح ،
فكانوا يظنونه من أبواب العقيدة وان الواحد منهم كلما توسع فيه كان هذا أسلم لعقيدته!!

وإنا لله وإنا اليه راجعون

**نصرة الإسلام** · 13 ديس, 2016, 11:39 م

رد: بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

المشاركة الأصلية بواسطة عاشق طيبة

من باب ان التكفير من مسائل العقيدة!! وهذا غير صحيح ،
فكانوا يظنونه من أبواب العقيدة وان الواحد منهم كلما توسع فيه كان هذا أسلم لعقيدته!!

فعلاً .. والصحيح أنه من أبواب الفقه والله المستعان ..

المواضيع	إحصائيات	آخر مشاركة
الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية للدكتور عبد السلام بن محمد الشويعر بواسطة د.أمير عبدالله ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م	ردود 0 64 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة د.أمير عبدالله 9 أغس, 2023, 11:28 م
موسوعة الأحكام و الفتاوى الشرعية بواسطة عادل خراط ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م	ردود 112 217 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة عادل خراط 15 ديس, 2022, 08:03 م
المسح على الشراب فى الوضوء بواسطة اسلام الكبابى ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م	ردود 3 46 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة عاشق طيبة 5 يول, 2022, 04:22 م
القول الجليل في مسألة زواج التحليل بواسطة عادل خراط ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م	ردود 0 142 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة عادل خراط 28 أكت, 2021, 02:21 م
فتاوى النساء بواسطة عادل خراط ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م	ردود 3 101 مشاهدات 0 معجبون	آخر مشاركة بواسطة عادل خراط 6 أكت, 2021, 07:46 م

بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

عن الكاتب

بعض الاستدراكات على "نواقض الإسلام العشرة"

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

مواضيع ذات صلة