أثناء الحوار مع النصارى والمنصرين تجد الكثيرين منهم ينتقدون الاسلام ويقولون إن الاسلام لا يضمن لمن يؤمن به ويعتنقه الخلاص يوم القيامه والفوز بالجنه (الملكوت) والنجاة من النار .. وبالطبع هذا محض افتراء واكثر ما ينطبق عليه هو قول القائل رمتنى بدائها وانسلت .
وربما اكثر ما يتم ترديده فى هذا الشأن خصيصاً هى المرأة المسلمه التى يقول النصارى أن الاسلام يقلل من شأنها ولا يضمن لها الجنة والنجاه مثل الرجل وهذا كان فى حوار مع المنصر الكاذب المدعو رشيد وهو غير رشيد على قناته النصرانيه الحياه وهى الهلاك فى استضافته لأحد النساء التى يبدو من شكلها ومظهرها وكلامها انها نصرانيه ابا عن جد ولكن كما هو الكذب ديدنهم ودينهم تدعى انها تنصرت لأن الاسلام يقلل من شأن المرأه وانه لا يضمن لها الجنة على عكس المسيحيه وتقول ان هذا ورد فى احاديث الرسول .. ولم تذكر اى حديث تقصد ولكن لعلها تقصد ما ورد عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا من نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا من نقصان الدين
وحتى هذا الحديث (إن كان هو المقصود) لا يعنى نفى ضمان دخول الجنه للنساء المسلمات , فقد جاء الحديث بلفظ اكثر اهل النار وليس اغلب , والاكثريه قد تكون بالقدر اليسير من الزياده كأن يكون النساء 51 % من اهل النار والرجال 49 % من اهلها , كما ان الحديث تكلم عن أن النساء اكثر اهل النار بصفة عامه واما النساء المسلمات فقد نصحهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالصدقة والاستغفار للنجاة من هذا المصير لأنه اذا كان مصيرهن الى النار حتميا لا محاله فلا فائدة إذاً من الاستغفار والصدقه , ولكن توجيه الرسول الكريم لهن يدل على امكانية نجاتهن من هذا المصير دون غيرهن من النساء غير المسلمات . وقد ورد عن مثل هذا الحديث عندما اختصم الرجال والنساء أيه أكثر فى الجنة ما يلى :
في صحيح مسلم :
حدثني عمرو الناقد ويعقوب بن إبراهيم الدورقي جميعا عن ابن علية واللفظ ليعقوب قالا حدثنا إسماعيل بن علية أخبرنا أيوب عن محمد قال
إما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال في الجنة أكثر أم النساء فقال أبو هريرة أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوإ كوكب دري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب .
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين قال اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر فسألوا أبا هريرة فقال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابن علية .
قال النووي في شرح الحديث : (( والعزب من لا زوجة له , والعزوب : البعد , وسمي عزبا لبعده عن النساء , قال القاضي : ظاهر هذا الحديث : أن النساء أكثر أهل الجنة . وفي الحديث الآخر أنهن أكثر أهل النار , قال : فيخرج من مجموع هذا أن النساء أكثر ولد آدم , قال : وهذا كله في الآدميات , وإلا فقد جاء للواحد من أهل الجنة من الحور العدد الكثير )) صحيح مسلم يشرح النووي ج17 ص171-172 .
قال القاضي عياض : لهذا ( النساء أكثر ولد آدم ) .
قال شيخ ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (6/432) (( لِأَنَّ النِّسَاءَ أَكْثَرُ مِنْ الرِّجَالِ إذْ قَدْ صَحَّ أَنَّهُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ وَقَدْ صَحَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتَانِ مِنْ الْإِنْسِيَّاتِ سِوَى الْحُورِ الْعِينِ وَذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ فِي الْجَنَّةِ مِنْ النِّسَاءِ أَكْثَرُ مِنْ الرِّجَالِ وَكَذَلِكَ فِي النَّارِ فَيَكُونُ الْخَلْقُ مِنْهُمْ أَكْثَرَ ))
إذا كما ورد وصح فى الاحاديث أن النساء هن اكثر اهل النار فقد ورد وصح ايضا انهن اكثر اهل الجنة فيكون الاستدلال بهذا الحديث أن الاسلام لا يضمن للمرأة المسلمه الجنة مردود ولا يحتج به , والأصل فى هذا الموضوع أننا نذكر أياً من الاسلام او المسيحيه الذى وعد اتباعه والمؤمنين به عامة والمرأة خاصة بالنجاة والجنه (الملكوت) وأيهما لم يضمن لأتباعه عامة والمرأة خاصة النجاة والجنه (الملكوت) لدحض هذا الافتراء والرد عليه بالادلة الدامغه ..
أولا : نذكر الادله التى تثبت أن الاسلام يضمن لأتباعه والمؤمنين به عامة (ذكر وأنثى) الجنه :
قال تعالى فى كتابه القرآن الكريم :
” وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً” النساء 122
” وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً” النساء 124
” وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ” التوبه 72
هذا بعض مما ورد فى كتاب الله من وعد الله لعباده المؤمنين والمؤمنات (ذكر وأنثى) بالجنة ومثله فى القرآن كثير , ومما ورد فى الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الحديث صحيح رواه البخاري في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى). قيل: يا رسول الله من يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي مُعَاذًا ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ مَرِيضٌ : اكْشِفُوا عَنِّي الْقُبَّةَ حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا لَوْلا مَا أَنَا عَلَيْهِ لَمْ أُحَدِّثْكُمْ ، فَأَنْشَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، يَقُولُ : ” مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ” .
وأمثلة هذا الضمان من رسول الله فى الاحاديث لمن مات على التوحيد الخالص والكفر بكل ما يُعبد من دون الله يكون جزاؤه الجنه كثيرة جدا أيضا ..
ثانيا : ما ورد فى ضمان الجنة للمرأة خاصة من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
حديث رواه الترمذي وحسّنه ونصه: “أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنَّة” .
عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في الجامع الصغير.
هكذا نرى فى هذا الحديث ضمان الجنة للمرأة من أى ابوابها شائت بهذه الاعمال اليسيرة والتى لا تتعدى أداء الفرائض والعفه .
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ ، قَالَ : ” أُمُّكَ حَيَّةٌ ” ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : ” الْزَمْ رِجْلَيْهَا ، فَثَمَّ الْجَنَّةُ “
أنظر كيف جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة عند رجلي الام وهى أمرأة وجعل احد اسباب دخول الجنة لأبنها وهو رجل (ذكر) هو ان يلزم رجلي أمه (الانثى) فهل يُعقل أن يكون التزام رجل الام سبب لدخول الجنه ولا تدخلها الام لأنها امرأة ؟؟ هذا كلام لا يقوله الا مجنون او معتوه .
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي
رواه الطبراني في الأوسط والحاكم ومن طريقه للبيهقي وقال الحاكم صحيح الإسناد
أنظر كيف جعل رسول الله المرأة (الزوجه) الصالحه للرجل بمثابة نصف دينه , فهل يقول بعد ذلك كاذب ومضلل أن الاسلام قلل من شأن المرأة ؟!
ومن أسباب دخول الجنة تربية البنات تربية صالحة ، ثبت في سنن الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان ، فأحسن صحبتهن ، واتقى الله فيهن فله الجنة ” . وفي رواية أبي داود : ” فأدبهن وأحسن إليهن وزوجهن فله الجنة ” .
فهل يقول عاقل أن تكون المرأة أما وزوجة وبنتا وأختا سببا لدخول الجنه اذا احسن اليهن ولى أمرهن ثم يقول قد قلل الاسلام من شأن المرأة أو يقول لم يضمن لها الجنة ؟!
هل تكون سببا لدخول الجنة ولا تدخلها ؟!
كمن يقول سوف أسافر الى بلد كذا بالطائرة ولكن سوف أصل أنا والطائرة لن تصل معى , فيكون سفيها او معتوها .
لقد ورد الكثير من الايات والاحاديث التى تضمن لمن آمن بالاسلام وأحسن العمل بما أمر به الله ورسوله الجنة والنجاة من النار , وهذا للمسلم عامة وللمرأة خاصة كما أوردنا .
والأن ننظر هل تضمن النصرانيه النجاة من النار ودخول الجنة (الملكوت) لمن يؤمن بها عامة والنساء خاصة أم لا :
ابتداءً نوضح شيء من اساسيات العقيده النصرانيه وهو الايمان بالخطيه الاصليه الموروثه التى بسببها دخل الشر والموت الى البشر وتسسبت فى خروجه من الملكوت وتحتم على الاله ان يتجسد ليموت على الصليب كفارة لهذه الخطيه والتى يقول عنها بولس رسول النصرانيه فى رسالاته : انظر ماذا يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى رومية: “كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، وإذ أخطأ الجميع” (رو5: 12).
ويقول أيضًا “.. بخطية واحد مات الكثيرون” (رو5: 15) ويقول كذلك “بخطية للواحد قد ملك الموت” (رو5: 17) ” بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة” (رو5: 18). وانظر بالأكثر إلى هذه العبارة الواضحة: ” بمعصية الإنسان الواحد، جُعِلَ الكثيرون خطاة” (رو5: 19).
هنا لا يتكلم عن فساد الطبيعة البشرية، وإنما عن خطية الواحد، ومعصية الواحد، وعن خطية واحدة. وبسببها اجتاز الموت إلى جميع الناس.. أما عن الفساد فتعبر عنه عبارة “دخلت الخطية إلى العالم” (رو5: 12).
يتكلم بولس عن خطية الواحد ومعصية الواحد التى بسببها اجتازت الخطيه والموت الى الجميع .. هل تدرى من المقصود بهذا الواحد ؟؟!!
يقول فى ثيموثاوس الاولى 2 : 14 (وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي.)
هذا الواحد الذى تسبب فى شقاء البشريه وتمكن الموت وسيطرته عليها وطردها من الملكوت هى المرأة .
والقرآن يقول ” وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى “
هذا من اساسيات العقيده النصرانيه وايمانها السقيم .. دعنا الان ندخل الى موضوعنا وهل تضمن العقيده النصرانيه لمن يؤمن بها الحياة الابديه أم لا ..
نقرأ فى الكتاب المقدس عن المرأة ما يلى :
لا توجد امرأة صالحه
سفر الجامعه 7 : 26 – 28
(فوجدت امرّ من الموت المرأة التي هي شباك وقلبها اشراك ويداها قيود.الصالح قدام الله ينجو منها.اما الخاطئ فيؤخذ بها. انظر.هذا وجدته قال الجامعة.واحدة فواحدة لاجد النتيجة. التي لم تزل نفسي تطلبها فلم اجدها.رجلا واحدا بين الف وجدت.اما امرأة فبين كل اولئك لم اجد)
وليتضح المعنى اكثر نقرأ العدد 28 من الترجمه العربيه المشتركه أو الاخبار الساره
(ولا أزال أبحث عنها، فلا أجدها. بين ألف رجل وجدت واحدا صالحا ولم أجد امرأة صالحة بين ألف.)
نعم وبلا عجب , هكذا يرى الكتاب المقدس المرأة شِباك وقلبها اشراك ويداها قيود ولا يوجد امرأة صالحه بين الف امرأة , فهل يعيب النصارى قول الحديث ان اكثر اهل النار من النساء وكتابهم المقدس يقول انه لا توجد امرأة صالحه واحده بين الف امرأة , وهذا ينفى الصلاح عن المرأة بالكليه إذ نسبة الصلاح فيها اقل من واحد الى الف ولا ندرى كم نحتاج ان نبحث بين النساء حتى نجد واحده صالحه كما فى الكتاب المقدس .
المرأة هى مصدر الشقاء والبلاء ولا تبذل للعالم غير الكرب والأسى
سفر يشوع بن سيراخ 42 : 12 لا تتفرس في جمال احد ولا تجلس بين النساء
13 فانه من الثياب يتولد السوس ومن المراة الخبث
14 رجل يسيء خير من امراة تحسن ثم تجلب الخزي والفضيحة
يقول الناقد هنرى واس تعليقا على هذا النص : أعتقد القدماء فى التولد العفوى للسوس من القماش وهذا الاعتقاد يدل على المعنى المقصود من النصف الثانى من العدد 13 وهو أن الخبث يتولد عفويا من المرأة لأن المرأة :
1 – فاسده فى أعماقها فليس الفساد بطارئ عليها .
2 – حقيقة كيان المرأة انه فاسد وليست مظاهر الايمان فيه إلا طبقه من القشور الزائفه التى تخفى تحتها ركام الران والقيح
3 – إثبات وجود هذا التولد الذاتى للفساد فى المرأة هو من وجه آخر لهذه الصفه عن الرجل فالمرأة فقط من تحمل طبيعة التسوس الذاتى فى حين لا يحمل الرجل من هذا الطبع الفاسد شيئا .
ونقرأ من سفر أيوب الاصحاح 15 : 14 ترجمة الاخبار السارة
(ما الإنسان ليكون طاهرا؟ ولدته امرأة فكيف يصلح)
الكتاب المقدس يدعى أن سبب فساد الانسان وعدم طهارته هو أنه مولود من إمرأة , والتى كما ذكرنا هى مصدر الفساد والتسوس التلقائى والتى ينبع الفساد من داخلها .
هناك الكثير من النصوص التى يحتقر فيها الكتاب المقدس المرأة ويعتبرها مصدر الفساد والرذيله ومن أعظم الشرور ولكن لعدم الاطاله نختم بهذا النص الاعجوبه من سفر الرؤيا الاصحاح 14 : 1 – 4
(ثم نظرت واذا خروف واقف على جبل صهيون ومعه مئة واربعة واربعون الفا لهم اسم ابيه مكتوبا على جباههم. وسمعت صوتا من السماء كصوت مياه كثيرة وكصوت رعد عظيم.وسمعت صوتا كصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم. وهم يترنمون كترنيمة جديدة امام العرش وامام الاربعة الحيوانات والشيوخ ولم يستطع احد ان يتعلّم الترنيمة الا المئة والاربعة والاربعون الفا الذين اشتروا من الارض. هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لانهم اطهار.هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب.هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة للّه وللخروف)
هذا النص يقول ان الذين يتبعون الخروف (اله النصارى ومعبودهم) حيثما ذهب ويقفون معه على جبل صهيون هم مئه واربعة واربعون الفا وهم الاطهار الذين لم يتنجسوا مع النساء .
فما معنى انهم الاطهار الذين لم يتنجسوا مع النساء ؟!
هل هم من لم يفعلوا الفاحشة ولم يزنوا مع النساء ؟ فهذا يعنى ان اغلب الشعب النصرانى هم زناة ويفعلون الفاحشه حتى انه يستثنى منهم فقط هذا العدد , بل وحتى ان كان هذا العدد رمزى فأيضا هو يدل على تفشى هذه الفاحشة وفعل الزنى فى النصارى حتى يكون التفرقه بين اتباع الخروف وبين غيرهم على اساسها , ثم اين التوبه التى يتكلم عنها النصارى وصكوك الغفران لم تنجس مع النساء ؟ الا يوجد توبه تمحو الذنوب ؟ أم أن من تنجس مع النساء يتم طرده من الملكوت نهائيا ؟
واذا كان لم يتنجسوا مع النساء , أى لم يتزوجوا من النساء كانت الفاجعه أكبر , إذ كيف يسمى الكتاب الزواج الذى هو سر مقدس من اسرار الكنيسه أنه نجاسه , وكيف يكون من يتزوج من النساء انه يتنجس ؟ وكيف يقضى الرجل والمرأة رغباتهم التى خلقها الله فيهم ويتناسلون لحفظ النسل والنسب ؟ هل كان ينبغى ان يتزوج الرجال بالرجال كما نرى الان فى بعض الكنائس ؟ وهل اقامة علاقه مع المرأة تنجس الرجل سواء فى حرام او حلال لأن المرأة نجاسه على كل حال ؟!
وسواء كان المقصود بكلمة يتنجسوا فعل الفاحشة والزنى أو غير ذلك , أين النساء التى لم تتنجس مع الرجال فى هذا الملكوت ؟ أم أن ملكوت النصارى لا يوجد فيه مكان للنساء وجعل الذكوره هى العامل الاول لدخول الملكوت ؟
علامات استفهام وتعجب كثيره حول هذا النص الذى جعل المرأه نجاسه وجعل اقامة علاقه معها تنجس الرجل وتطعن فى طهارته وتخرجه من جماعة الرب التى تقف معه على جبل صهيون وتتبعه حيثما ذهب ..وهل بعد هذا تستطيع امرأة ان تعيب على الاسلام او تدعى انها تركته لأنه احتقر المرأة ولم يضمن لها الجنة ؟
وأختم بهذا الفرق الشاسع بين تعاليم الاسلام والنصرانيه , فى حين ان يسوع النصارى لا ينادى امه (مريم) فى كتابهم الا كما نادى المرأة الزانيه الخاطئه بكلمة يا امرأة , ويقول من لك يبغض اباه وامه وزوجته واولاده لا يستحقنى , نجد أن الاسلام يأمر اتباعه بحسن معاملة الاب والام واتباعهم بالمعروف وطاعتهم فى غير معصية الله والاحسان اليهم حتى ولو كانوا غير مؤمنين بالاسلام , ويكفى هذا الحديث الذى اختم به والذى يعلى فيه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من شأن الام ويعظم من الاجر فى رعايتها أن جعل الجنة تحت اقدامها ولم يرد فى الحديث ان سأل النبى هل هى مسلمه ام لا .
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ ، قَالَ : ” أُمُّكَ حَيَّةٌ ” ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : “ الْزَمْ رِجْلَيْهَا ، فَثَمَّ الْجَنَّةُ“
الحمد لله على نعمة الاسلام , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .