معنى الكلمة (توراة) باللغة العبرية هو- تعليم. والتوراة هي الاسفار الخمسة الاولى من مجمل 24 سفرا يتضمنها الكتاب المقدس – العهد القديم.
وتشكل اسفار التوراة الخمسة هذه, المصدر الرئيسي لتأريخ نشوء بني اسرائيل ومعتقداتهم الدينية. وتعتبر أسفار التوراة مصدر الشرع للديانة اليهودية, حيث تحتوي على الفرائض الستمائة والثلاث عشرة المفروضة على الشخص اليهودي.
وحسب التقاليد اليهودية, فان التوراة كتبت بيد سيدنا موسى عليه السلام في جبل سيناء, كما أملاها عليه الرب عز وجل, ثم انتقلت عبر الاجيال, بعضها كتابيا وبعضها شفويا, حتى تم تدوينها نهائيا في القرن السادس قبل الميلاد.
أما التلمود, فهو مجموعة أقوال ومداولات علماء الدين اليهود في القرون الاولى الميلادية, تفسيرا لأحكام التوراة. وقد انتقلت عبر الأجيال سفويا, حتى تم جمعها وتدوينها بشكل نهائي, لا يجوز الحذف منه او الاضافة اليه.
وهناك تلمودان, أحدهما التلمود الاورشليمي, الذي يتضمن مداولات علماء الدين اليهود في أرض اسرائيل. وقد انتهى جمعها وتدوينها في أوائل القرن الخامس الميلادي في مدينة طبريا.
والتلمود الثاني هو التلمود البابلي, الذي يضم أقوال ومناقشات العلماء اليهود الذين أقامو في بلاد الرافدين. وقد تم جمعها وتدوينها نهائيا في اواخر القرن الخامس, وأوائل القرن السادس للميلاد. والتلمود البابلي أوسع وأشمل من التلمود الاورشليمي, ويفوقه من حيث تأثيره والاعتماد عليه.
والتلمود بقسميه يتضمن الأحكام والقوانين المتعلقة بمعظم مجالات الحياة, كما يتضمن البحوث النظرية وخلاصة مناقشات العلماء بشأنها. ويعتبر التلمود متمما للتوراة, وهو لا يقل عنه اهمية كمصدر للشرع في الديانة اليهودية.
وحرص اليهود على مر الأجيال على مراعاة تعاليم التلمود, واتبعوا في حياتهم طرقا واساليب متمشية مع احكامه. واستعان اليهود في ذلك بمؤلفات كبار الحاخامات اليهود الذين فسروا أحكام التلمود.
الا انه خلال القرنين التاسع عشر والعشرين, مرت اوروبا, حيث عاش معظم اليهود , بتطورات هامة, اثرت على أبناء اليهود, وأدت الى تغييرات عديدة في مختلف مجالات حياتهم, بما في ذلك المجال الديني.
ونشأت لدى اليهود في اوروبا 4 تيارات رئيسية, اختلفت عن بعضها البعض, من حيث مدى مراعاتها واحتكامها الى احكام التلمود والتعاليم الدينية اليهودية التقليدية. فمن جهة, انتشر لدى الشبان تيار العلمانية الذي اجتاح القارة الاوروبية, فبدأ العديد منهم يتركون العلوم والاتجاهات الدينية, ويتبنون طريقة الحياة العلمانية, بغية الاندماج بالمجتمع المحيط بهم.
ومن جهة اخرى, حاول اخرون التوفيق بين الدين والأفكار الجديدة, وذلك عن طريق تغيير التقاليد الدينية, لتتلاءم بشكل او باخر, مع مستلزمات الواقع الجديد. ونتيجة هذه المحاولات, تطور مع مرور الزمن تياران يهوديان, هما التيار الاصلاحي, والتيار المحافظ. وكلاهما غيرا من الطقوس والاحكام الدينية التقليدية المتبعة, مما يعتبر مخالفا لاحكام التلمود. الا ان التيار المحافظ ظل اقرب اليها من التيار الاصلاحي.
ومن جهة ثالثة, بقي اولئك الذين ما زالوا يحافظون على تعاليم التلمود والتقاليد اليهودية, كما كانت متبعة على مر العصور, وجرت العادة على تسميتهم بالارثذكسيين. وتجدر الاشارة الى ان التيارين الجديدين, الاصلاحي والمحافظ, تطورا بشكل خاص في دول اوروبا الوسطى والغربية, ثم انتقلا الى الولايات المتحدة ودول غربية اخرى, وتوسع نطاقهما فيها, حتى اصبح معظم يهود الولايات المتحدة ينتمون اليوم الى التيار الاصلاحي. اما يهود شرق اوروبا ودول اسيا وافريقيا, فبقوا ارثذكسيين, او اصبحوا ذوي اتجاهات علمانية.
وقد اثرت هذه التطورات الدينية لدى اليهود في المهجر, على يهود فلسطين ايضا, حيث كان موضوع مراعاة أحكام التلمود وتطبيقها في مجالات الحياة المختلفة, مثار جدل حاد بين اليهود العلمانيين والارثذكسيين, منذ تجدد حركة العودة والاستيطان اليهودية في فلسطين.
وقد خفت حدة الخلاف حول هذا الموضوع الى درجة ما, خلال عهد الانتداب البريطاني, اذ قررت السلطات البريطانية تطبيق القوانين الدينية في مجال الاحوال الشخصية فقط. فخُولت المحاكم الشرعية التابعة لكل طائفة من الطوائف الدينية في البلاد, صلاحية معالجة الأحوال الشخصية, تنفيذا لما نص عليه صك الانتداب.
الا انه عند اقامة "الدولة "عام 1948 , تجدد الجدل داخل المجتمع اليهودي في البلاد, حول تحديد طابع دولة " اسرائيل ". فمن جهة نادت الفئات المتدينة بان تكون دولة "اسرائيل " ذات طابع ديني يهودي صرف, وطالبت بتطبيق القانون الديني اليهودي وبتسيير الحياة في الدولة بناءا على هذا القانون.
ومن جهة اخرى حبذت الاغلبية العلمانية في البلاد, ان تكون دولة "اسرائيل" دولة ذات طابع علماني, يتم فيها فصل الدين عن الدولة, حيث تترك جميع الشؤون الدينية لاختيار الفرد.
ونتيجة لاستحالة التوفيق بين هذين الموقفين, تقرر تكريس الوضع الذي كان قائما في فترة الانتداب البريطاني, اي ان تظل القوانين اليهودية التلمودية سارية المفعول في كل ما يتعلق بشؤون الزواج والطلاق. وفي عام 1952 تم سن قانون المحاكم الشرعية اليهودية, وانيطت بها صلاحية معالجة الأحوال الشخصية لسكان الدولة اليهود.
كذلك سنت الكنيست قوانين, فُرضت بموجبها بعض الاحكام المنصوص عليها في التوراة والتلمود, وأهمها قانون يوم السبت, القاضي بوجوب تعطيل العمل في القطاعين العام والخاص في الوسط اليهودي, في أيام السبت والأعياد اليهودية.
كما سنت الكنيست قانونا يقضي بوجوب تزويد جنود جيش الدفاع ( أو بمعنى أصح الإحتلال الصهيوني ) بمأكولات محللة فقط , حسب الديانة اليهودية.
اما معظم شؤون دولة "اسرائيل" ومواطنيها, فتطبق عليها القوانين المدنية, وتعالجها المحاكم العادية غير الدينية في "اسرائيل".
ولا يزال النقاش والجدل مستمرين في الوسط اليهودي في "اسرائيل", حول مدى وجوب تطبيق واحترام أحكام التلمود في مختلف مجالات الحياة.
وتشكل اسفار التوراة الخمسة هذه, المصدر الرئيسي لتأريخ نشوء بني اسرائيل ومعتقداتهم الدينية. وتعتبر أسفار التوراة مصدر الشرع للديانة اليهودية, حيث تحتوي على الفرائض الستمائة والثلاث عشرة المفروضة على الشخص اليهودي.
وحسب التقاليد اليهودية, فان التوراة كتبت بيد سيدنا موسى عليه السلام في جبل سيناء, كما أملاها عليه الرب عز وجل, ثم انتقلت عبر الاجيال, بعضها كتابيا وبعضها شفويا, حتى تم تدوينها نهائيا في القرن السادس قبل الميلاد.
أما التلمود, فهو مجموعة أقوال ومداولات علماء الدين اليهود في القرون الاولى الميلادية, تفسيرا لأحكام التوراة. وقد انتقلت عبر الأجيال سفويا, حتى تم جمعها وتدوينها بشكل نهائي, لا يجوز الحذف منه او الاضافة اليه.
وهناك تلمودان, أحدهما التلمود الاورشليمي, الذي يتضمن مداولات علماء الدين اليهود في أرض اسرائيل. وقد انتهى جمعها وتدوينها في أوائل القرن الخامس الميلادي في مدينة طبريا.
والتلمود الثاني هو التلمود البابلي, الذي يضم أقوال ومناقشات العلماء اليهود الذين أقامو في بلاد الرافدين. وقد تم جمعها وتدوينها نهائيا في اواخر القرن الخامس, وأوائل القرن السادس للميلاد. والتلمود البابلي أوسع وأشمل من التلمود الاورشليمي, ويفوقه من حيث تأثيره والاعتماد عليه.
والتلمود بقسميه يتضمن الأحكام والقوانين المتعلقة بمعظم مجالات الحياة, كما يتضمن البحوث النظرية وخلاصة مناقشات العلماء بشأنها. ويعتبر التلمود متمما للتوراة, وهو لا يقل عنه اهمية كمصدر للشرع في الديانة اليهودية.
وحرص اليهود على مر الأجيال على مراعاة تعاليم التلمود, واتبعوا في حياتهم طرقا واساليب متمشية مع احكامه. واستعان اليهود في ذلك بمؤلفات كبار الحاخامات اليهود الذين فسروا أحكام التلمود.
الا انه خلال القرنين التاسع عشر والعشرين, مرت اوروبا, حيث عاش معظم اليهود , بتطورات هامة, اثرت على أبناء اليهود, وأدت الى تغييرات عديدة في مختلف مجالات حياتهم, بما في ذلك المجال الديني.
ونشأت لدى اليهود في اوروبا 4 تيارات رئيسية, اختلفت عن بعضها البعض, من حيث مدى مراعاتها واحتكامها الى احكام التلمود والتعاليم الدينية اليهودية التقليدية. فمن جهة, انتشر لدى الشبان تيار العلمانية الذي اجتاح القارة الاوروبية, فبدأ العديد منهم يتركون العلوم والاتجاهات الدينية, ويتبنون طريقة الحياة العلمانية, بغية الاندماج بالمجتمع المحيط بهم.
ومن جهة اخرى, حاول اخرون التوفيق بين الدين والأفكار الجديدة, وذلك عن طريق تغيير التقاليد الدينية, لتتلاءم بشكل او باخر, مع مستلزمات الواقع الجديد. ونتيجة هذه المحاولات, تطور مع مرور الزمن تياران يهوديان, هما التيار الاصلاحي, والتيار المحافظ. وكلاهما غيرا من الطقوس والاحكام الدينية التقليدية المتبعة, مما يعتبر مخالفا لاحكام التلمود. الا ان التيار المحافظ ظل اقرب اليها من التيار الاصلاحي.
ومن جهة ثالثة, بقي اولئك الذين ما زالوا يحافظون على تعاليم التلمود والتقاليد اليهودية, كما كانت متبعة على مر العصور, وجرت العادة على تسميتهم بالارثذكسيين. وتجدر الاشارة الى ان التيارين الجديدين, الاصلاحي والمحافظ, تطورا بشكل خاص في دول اوروبا الوسطى والغربية, ثم انتقلا الى الولايات المتحدة ودول غربية اخرى, وتوسع نطاقهما فيها, حتى اصبح معظم يهود الولايات المتحدة ينتمون اليوم الى التيار الاصلاحي. اما يهود شرق اوروبا ودول اسيا وافريقيا, فبقوا ارثذكسيين, او اصبحوا ذوي اتجاهات علمانية.
وقد اثرت هذه التطورات الدينية لدى اليهود في المهجر, على يهود فلسطين ايضا, حيث كان موضوع مراعاة أحكام التلمود وتطبيقها في مجالات الحياة المختلفة, مثار جدل حاد بين اليهود العلمانيين والارثذكسيين, منذ تجدد حركة العودة والاستيطان اليهودية في فلسطين.
وقد خفت حدة الخلاف حول هذا الموضوع الى درجة ما, خلال عهد الانتداب البريطاني, اذ قررت السلطات البريطانية تطبيق القوانين الدينية في مجال الاحوال الشخصية فقط. فخُولت المحاكم الشرعية التابعة لكل طائفة من الطوائف الدينية في البلاد, صلاحية معالجة الأحوال الشخصية, تنفيذا لما نص عليه صك الانتداب.
الا انه عند اقامة "الدولة "عام 1948 , تجدد الجدل داخل المجتمع اليهودي في البلاد, حول تحديد طابع دولة " اسرائيل ". فمن جهة نادت الفئات المتدينة بان تكون دولة "اسرائيل " ذات طابع ديني يهودي صرف, وطالبت بتطبيق القانون الديني اليهودي وبتسيير الحياة في الدولة بناءا على هذا القانون.
ومن جهة اخرى حبذت الاغلبية العلمانية في البلاد, ان تكون دولة "اسرائيل" دولة ذات طابع علماني, يتم فيها فصل الدين عن الدولة, حيث تترك جميع الشؤون الدينية لاختيار الفرد.
ونتيجة لاستحالة التوفيق بين هذين الموقفين, تقرر تكريس الوضع الذي كان قائما في فترة الانتداب البريطاني, اي ان تظل القوانين اليهودية التلمودية سارية المفعول في كل ما يتعلق بشؤون الزواج والطلاق. وفي عام 1952 تم سن قانون المحاكم الشرعية اليهودية, وانيطت بها صلاحية معالجة الأحوال الشخصية لسكان الدولة اليهود.
كذلك سنت الكنيست قوانين, فُرضت بموجبها بعض الاحكام المنصوص عليها في التوراة والتلمود, وأهمها قانون يوم السبت, القاضي بوجوب تعطيل العمل في القطاعين العام والخاص في الوسط اليهودي, في أيام السبت والأعياد اليهودية.
كما سنت الكنيست قانونا يقضي بوجوب تزويد جنود جيش الدفاع ( أو بمعنى أصح الإحتلال الصهيوني ) بمأكولات محللة فقط , حسب الديانة اليهودية.
اما معظم شؤون دولة "اسرائيل" ومواطنيها, فتطبق عليها القوانين المدنية, وتعالجها المحاكم العادية غير الدينية في "اسرائيل".
ولا يزال النقاش والجدل مستمرين في الوسط اليهودي في "اسرائيل", حول مدى وجوب تطبيق واحترام أحكام التلمود في مختلف مجالات الحياة.
تعليق