السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعت على شبهتين لأحد النصارى وكان اعتراضه عليها كالتالي:
نشأة الكون :
يرجح العلماء أن الحالة الغازية هي الحالة الأصلية التي خلقت منها كل الموجودات أي أنها أصل الكون بكل مافيه ، وحتى علماء الإسلام يسلمون بهذا بل وأكثر من ذلك يقولون أن القرآن سبق وأشار إلى هذه الحقيقة وخصوصا الآيات المذكورة آنفا وهي من سورة فصلت إذ تقول :" قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ". فصلت9ـ11( الشاهد في قوله : دخان) .ـ يقول أحد المسلمين بخصوص هذا الموضوع :"..فالقرآن يصرح بأن السماء كانت في بدء خلق الكون دخانا والعلماء اليوم لهم تفسيرات شتى في بدء تكون هذا الكون ، فالعالم سير جيمس جينز يقول الراجح أن مادة الكون بدأت غازا منتشرا خلال الفضاء بانتظام وأن السدائم ( ج سديم : أي سحابة من النجوم) خلقت من تكاثف هذا الغاز" (1) ـ وأما ابن كثير في تفسيره لهذه الآية فإنه يقول :" المراد بالدخان بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض". (2)
الإعتراضات :ـ إن العلماء اتفقوا على أن أصل الكون قد يكون غازيا ، وعندما قالوا الكون فهذا يعني كل الموجودات، أما القرآن فإنه يعزو كون السماء دخانا إلى ما بعد خلق الأرض وكل ما عليها ، أي أن السماء وحدهاهي التي من دخان وليس الكون كله وهذا يعارض النظرية العلمية المعتمدة إضافة إلى أنه خطأ علمي واضح.2ـ إن كلمة " دخان " لا تعني غازا لأن الدخان يحمل في محتوياته موادا عضوية ، وهذه هفوة أخرى لأن الحالة الغازية الأولى للكون ( حسب تصريحات العلماء ) لا يمكن أن تحوي موادا عضوية ، أما التفسير الذي اعتمده ابن كثير فهو مغلوط تماما لأن الكلمتين العربيتين "دخان"و"بخار" مختلفتين تماما وليس لهما نفس المعنى ولو كان المقصود هو البخار لاستعمل الكلمة نفسها دون غيرها .3ـ هذا يتعارض مع الآية القائلة "وجعلنا من الماء كل شيء حي" الأنبياء 30. حيث يقول الحديث مفسرا إياها:" عن أبي هريرة أنه قال : يانبي الله إذا رأيتك قرت عيني وطابت نفسي فأخبرنا عن كل شيء. قال: كل شيء خلق من ماء "(3).إذن فهل من ماء أم من دخان ؟؟على العموم في كلتي الحالتين هناك أخطاء لا حصر لها!! إذاً فالإعجاز من هذه الناحية ساقط أيضا.
التيارات البحرية :ينادي بعض العلماء بموضوع آخر يعتقدون أن القرآن أعلنه كحقيقة علمية حول التيارات البحرية الداخلية قبل توصل العلم إليها بمئات السنين ، وبما أن محمدا لم ينشأ في بيئة علوم فضلا عن ذلك لم تكن الفكرة معروفة حينذاك إذن فالقرآن ليس من إنتاج بشري بل هو وحي إلهي (على حد تعبيرهم وأدلتهم)
لكن لننظر إلى هذه الآيات بمنظور الحق المجرد من الغايات ، ولنفحص ادعاءاتهم على ضوء العلم والقرآن نفسه والتفسير وقوال المعترضين أيضا حتى نكتشف الحقيقة بأنفسنا.ـ تقول الآيات التي يدعون وجود عنصر الإعجاز فيها " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ، أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ". النور 40
ـ قال أحدهم معلقا على هاته الآيات وخصوصا الآية الأخيرة :"...ففي هذه الآية إشارة إلى الأمواج الداخلية والسطحية ، فأضخم أمواج المحيط وأشدها رعبا هي أمواج غير منظورة تتحرك في خطوط سيرها الغامضة بعيدا في أعماق البحر ...وقد كان من المعروف منذ سنين كثيرة أن سفن البعثاث إلى القطب الشمالي كانت تشق طريقها بكل صعوبة فيما كان يسمى بالماء الميت ، والذي عُرف الآن أنه أمواج داخلية . وفي اوائل عام 1900 لفت الأنظار كثير من سباحي البحار الإسكندنافيين إلى وجود أمواج تحت سطح الماء ، والان بالرغم من أن الغموض لا يزال يكتنف أسباب تكوين هذه الأمواج العظيمة التي ترتفع وتهبط بعيدا أسفل السطح فإن حدوثها على نطاق واسع في المحيط قد أصبح أمرا معروفا جدا فهي تقذف بالغواصات في المياه العميقة كما تعمل شقيقاتها السطحية على قذف السفن ويظهر أن هذه الأمواج تنكسر عند التقائها بتيار الخليج وبتيارات أخرى قوية في بحر عميق ...فالآية القرآنية تقول يغشاه موج من فوقه موج) إشارة إلى الأمواج الداخلية والسطحية ، ويؤيد هذا ما وصفه القرآن للبحر بأنه لجي أي كثير الماء ، عميق ، وفي هذا إشارة إلى المحيطات وليس إلى الشواطئ "(1)
ـ ابن كثير يفسر لنا هاته الآيات قائلا :" قال قتادة (لجي) هو العميق ، وقال ..."فهذا مثل قلب الكافر الجاهل البسيط المقلد لا يعرف حال من يقوده ولا يدري أين يذهب...وقال العوفي عن ابن عباس (يغشاه موج الآية) يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر وهي كقوله :" ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة " وقال أبي ابن كعب في قوله (ظلمات بعضها فوق بعض) فهو يتقلب في خمسة من الظُّلَم ، فكلامه ظلمة وعمله ظلمة ومدخله ظلمة ومخرجه ظلمة ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات ، إلى النار، وقال السدي والربيع بن انس نحو ذلك أيضا " (2).
ـ ويقول الشيخ محمد علي الصابوني في تفسيره لهذه الآيات أيضا :" هذا المثل الثاني لضلال الكفار والمعنى : مثلهم كظلمات متكاثفة في بحر عميق لا يُدرك قعره (يغشاه موج من فوقه موج) أي يغطي ذلك
فأرجو من أهل الاختصاص الرد على هذه الشبهات وما الفرق بين التيارات الداخلية والأمواج الداخلية ؟
نشأة الكون :
يرجح العلماء أن الحالة الغازية هي الحالة الأصلية التي خلقت منها كل الموجودات أي أنها أصل الكون بكل مافيه ، وحتى علماء الإسلام يسلمون بهذا بل وأكثر من ذلك يقولون أن القرآن سبق وأشار إلى هذه الحقيقة وخصوصا الآيات المذكورة آنفا وهي من سورة فصلت إذ تقول :" قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ". فصلت9ـ11( الشاهد في قوله : دخان) .ـ يقول أحد المسلمين بخصوص هذا الموضوع :"..فالقرآن يصرح بأن السماء كانت في بدء خلق الكون دخانا والعلماء اليوم لهم تفسيرات شتى في بدء تكون هذا الكون ، فالعالم سير جيمس جينز يقول الراجح أن مادة الكون بدأت غازا منتشرا خلال الفضاء بانتظام وأن السدائم ( ج سديم : أي سحابة من النجوم) خلقت من تكاثف هذا الغاز" (1) ـ وأما ابن كثير في تفسيره لهذه الآية فإنه يقول :" المراد بالدخان بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض". (2)
الإعتراضات :ـ إن العلماء اتفقوا على أن أصل الكون قد يكون غازيا ، وعندما قالوا الكون فهذا يعني كل الموجودات، أما القرآن فإنه يعزو كون السماء دخانا إلى ما بعد خلق الأرض وكل ما عليها ، أي أن السماء وحدهاهي التي من دخان وليس الكون كله وهذا يعارض النظرية العلمية المعتمدة إضافة إلى أنه خطأ علمي واضح.2ـ إن كلمة " دخان " لا تعني غازا لأن الدخان يحمل في محتوياته موادا عضوية ، وهذه هفوة أخرى لأن الحالة الغازية الأولى للكون ( حسب تصريحات العلماء ) لا يمكن أن تحوي موادا عضوية ، أما التفسير الذي اعتمده ابن كثير فهو مغلوط تماما لأن الكلمتين العربيتين "دخان"و"بخار" مختلفتين تماما وليس لهما نفس المعنى ولو كان المقصود هو البخار لاستعمل الكلمة نفسها دون غيرها .3ـ هذا يتعارض مع الآية القائلة "وجعلنا من الماء كل شيء حي" الأنبياء 30. حيث يقول الحديث مفسرا إياها:" عن أبي هريرة أنه قال : يانبي الله إذا رأيتك قرت عيني وطابت نفسي فأخبرنا عن كل شيء. قال: كل شيء خلق من ماء "(3).إذن فهل من ماء أم من دخان ؟؟على العموم في كلتي الحالتين هناك أخطاء لا حصر لها!! إذاً فالإعجاز من هذه الناحية ساقط أيضا.
التيارات البحرية :ينادي بعض العلماء بموضوع آخر يعتقدون أن القرآن أعلنه كحقيقة علمية حول التيارات البحرية الداخلية قبل توصل العلم إليها بمئات السنين ، وبما أن محمدا لم ينشأ في بيئة علوم فضلا عن ذلك لم تكن الفكرة معروفة حينذاك إذن فالقرآن ليس من إنتاج بشري بل هو وحي إلهي (على حد تعبيرهم وأدلتهم)
لكن لننظر إلى هذه الآيات بمنظور الحق المجرد من الغايات ، ولنفحص ادعاءاتهم على ضوء العلم والقرآن نفسه والتفسير وقوال المعترضين أيضا حتى نكتشف الحقيقة بأنفسنا.ـ تقول الآيات التي يدعون وجود عنصر الإعجاز فيها " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ، أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ". النور 40
ـ قال أحدهم معلقا على هاته الآيات وخصوصا الآية الأخيرة :"...ففي هذه الآية إشارة إلى الأمواج الداخلية والسطحية ، فأضخم أمواج المحيط وأشدها رعبا هي أمواج غير منظورة تتحرك في خطوط سيرها الغامضة بعيدا في أعماق البحر ...وقد كان من المعروف منذ سنين كثيرة أن سفن البعثاث إلى القطب الشمالي كانت تشق طريقها بكل صعوبة فيما كان يسمى بالماء الميت ، والذي عُرف الآن أنه أمواج داخلية . وفي اوائل عام 1900 لفت الأنظار كثير من سباحي البحار الإسكندنافيين إلى وجود أمواج تحت سطح الماء ، والان بالرغم من أن الغموض لا يزال يكتنف أسباب تكوين هذه الأمواج العظيمة التي ترتفع وتهبط بعيدا أسفل السطح فإن حدوثها على نطاق واسع في المحيط قد أصبح أمرا معروفا جدا فهي تقذف بالغواصات في المياه العميقة كما تعمل شقيقاتها السطحية على قذف السفن ويظهر أن هذه الأمواج تنكسر عند التقائها بتيار الخليج وبتيارات أخرى قوية في بحر عميق ...فالآية القرآنية تقول يغشاه موج من فوقه موج) إشارة إلى الأمواج الداخلية والسطحية ، ويؤيد هذا ما وصفه القرآن للبحر بأنه لجي أي كثير الماء ، عميق ، وفي هذا إشارة إلى المحيطات وليس إلى الشواطئ "(1)
ـ ابن كثير يفسر لنا هاته الآيات قائلا :" قال قتادة (لجي) هو العميق ، وقال ..."فهذا مثل قلب الكافر الجاهل البسيط المقلد لا يعرف حال من يقوده ولا يدري أين يذهب...وقال العوفي عن ابن عباس (يغشاه موج الآية) يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر وهي كقوله :" ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة " وقال أبي ابن كعب في قوله (ظلمات بعضها فوق بعض) فهو يتقلب في خمسة من الظُّلَم ، فكلامه ظلمة وعمله ظلمة ومدخله ظلمة ومخرجه ظلمة ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات ، إلى النار، وقال السدي والربيع بن انس نحو ذلك أيضا " (2).
ـ ويقول الشيخ محمد علي الصابوني في تفسيره لهذه الآيات أيضا :" هذا المثل الثاني لضلال الكفار والمعنى : مثلهم كظلمات متكاثفة في بحر عميق لا يُدرك قعره (يغشاه موج من فوقه موج) أي يغطي ذلك
فأرجو من أهل الاختصاص الرد على هذه الشبهات وما الفرق بين التيارات الداخلية والأمواج الداخلية ؟
تعليق