حاجة البشر للرسالات

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سعدون محمد مسلم اكتشف المزيد حول سعدون محمد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعدون محمد
    2- عضو مشارك
    • 19 أبر, 2016
    • 177
    • أستاذ
    • مسلم

    حاجة البشر للرسالات

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    الحمد لله رب العالمين..و إله الأولين و الآخرين..وصلاة الله وسلامه و رحماته و بركاته على صفوة خلقه..و خاتم أنبيائه ورسله..سيدنا محمد و آله الطاهرين..و صحابته أجمعين ..و رحمة الله و مغفرته للتابعين..و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين..
    يسر إدارة مجموعة " مجمع الباحثين و الناقدين المحترمين " و إدارة صفحة " المجلة العلمية : طريق الهدى " أن تقدم للمتابعين الكرام محاضرة بعنوان : " حاجة البشر للرسالات " ..فليكتفي المتابع الكريم بكتابة كلمة " متابع " إن أراد المتابعة..وستحذف أي مداخلة جانبية و ينبه صاحبها مرتين و يحذف في الثالثة بدون سابق إنذار..كما أننا سنفتح منشورا مستقلا لأجل إستفسارات المتابعين و تعليقاتهم على المحاضرة..
    و ستجدون المحاضرة في هذه المجموعة ..
    https://www.facebook.com/groups/bahit.na9id/
    " و لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا " - المائدة : 48 - .
    د.أنس أبوهيام .
    منشور مستقل لأجل إستفسارات المتابعين و تعليقاتهم على المحاضرة..
    https://www.facebook.com/photo.php?f...2058643&type=3
  • سعدون محمد
    2- عضو مشارك
    • 19 أبر, 2016
    • 177
    • أستاذ
    • مسلم

    #2
    رد: حاجة البشر للرسالات

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    الحمد لله رب العالمين..نحمده حمد الشاكرين ..و نشكره شكر الحامدين..و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين..صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين..
    أما بعد :
    أيها الإخوة حياكم الله و بياكم و سدد على طريق الحق خطاي و خطاكم ..
    قال الله تعالى في سورة الإسراء ..الآية : 15 : " من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه و من ضل فإنما يضل عليها ، و لا تزر وازرة وزر أخرى ، و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ..و المدلول اللغوي للوزر أو الإصطلاحي هنا هو الثقل ..و أريد به هنا الإثم..فقد نشأت العاطفة الدينية غريزة مع الإنسان..و كانت هذه العاطفة انعكاسا لإحساساته الغامضة : القلق..الخوف..الضعف..إلخ..وجاء الرسل و الأنبياء منذ البداية يشبعون حاجته إلى اليقين و يؤكدون وجوده الروحي و يبنون مجتمعه البشري على أساس التوازن بين مطلبي الجسد و الروح..و ما كان الله ليعذب أحدا من خلقه حتى يقيم عليه الحجة و يبعث إليه رسولا يهديه..و ما هؤلاء الرسل إلا شهداء على قومهم يوم القيامة..يدعون إلى الله بإذنه غير مدعين و لا متقولين..و كل واحد منهم يوضح لقومه الشريعة التي أتى بها باللغة المألوفة لديهم..
    و نستفيد من قول الله تعالى : " و ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ، إنه علي حكيم . و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ، ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان ، و لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا " ..من سورة الشورى..نستفيد من هذا النص المقدس أن وحي السماء يتم بإحدى طرق ثلاث :
    1- إما بإلقاء شيء في القلب حيث يعلم الله سبحانه نبيا من أنبيائه بحكم شرعي و نحوه ..
    2- و إما من وراء حجاب فيسمع الكلام و لا يرى مصدره كما حصل لموسى عليه السلام..
    3- و إما بإرسال رسول أي ملك من الملائكة كجبريل عليه السلام..
    ولكل رسول معجزة تدل على صدقه..و إذا كانت سائر المعجزات قد ذهبت و لم يشاهدها إلا الحاضر لها فإن معجزة القرآن التي أعطيها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي باقية خالدة تتحدى كل منكر أو جاحد على مر العصور..
    إن الرسالات السماوية من أعظم العنايات التي حبا الله بها الجنس البشري لأنها تشبع حاجته إلى اليقين من جهة..و حاجته إلى تنظيم مجتمعه و التزود لآخرته من جهة أخرى..كما أن الرسل هم صفوة الخلق و نخبتهم يتحلون بأعلى الصفات و أكملها..و لذلك سنتناول هذا الموضوع من زاويتين :
    1- حاجة البشرية إلى الرسالة..
    2- صفات الرسل ..
    بالنسبة للفكرة الأساسية الأولى..حاجة البشرية إلى الرسالة من أجل صلاح أمرها في الدين و الدنيا..تندرج تحت هذا العنصر النقاط الآتية :
    * شعور الإنسان بوجود حياة أخرى..
    * إحتياج الإنسان إلى غيره حسب طبيعته البشرية لتحقيق مطالبه الإجتماعية..
    * التوازن الإجتماعي المبني على الرسالة الإلهية..
    * شعور الإنسان بوجود حياة أخرى :
    قال الله سبحانه : " يا أيها النبيء إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا " ..من سورة الأحزاب ..و السراج : كل ما يضيء..فالرسول يخرج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان..
    الإنسان حيوان واع و مفكر..يتصرف بعقله و لا يعيش بغرائزه فقط كبقية الحيوان فهو ينشد السعادة و يهيم بالحقيقة..و إذا تألقت في ذهنه ومضة معرفة..و أشرقت في قلبه جذوة فهم وجدته يرقص طربا..فهو يتساءل ويستفهم دائما ..و يستهدف حل معضلاته التي تعترض سبيله..و كانت المعضلة الأولى التي واجهها هي مشكلة وجوده نفسها..فمن أين أتى ؟؟ و هذه المعاناة و المكابدة التي يواجهها في صراعه مع الطبيعة ما نهايتها ؟؟ و ماذا بعد الموت ؟؟ هل من حياة أخرى ؟؟
    و اهتدى الإنسان بواسطة الرسل و العقل إلى وجود حياة أخرى يجازى فيها المحسن على إحسانه و المسيء على إساءته..لأن هذا الكون المنتظم في أبدع نظام ..و المصوغ في قالب سليم يستحيل أن يكون وجد بنفسه ..فلابد له من صانع مبدع هو الله..ولا شك أن هذا الصانع يرقب أعمالنا ليجازينا عليها في حياة خالدة أبدية..قال تعالى : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق " ..- من سورة المؤمنون - ..و لكن هذه الفكرة التي تلجلجت في صدور الناس و أفئدتهم عن منطقية البعث و ضرورته كان يعوزها الوضوح..و تفتقر إلى البرهان الذي يبدد الحيرة..و ذلك ما جاءت به الرسل و شرائعهم الإلهية..قال الله تعالى : " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم "..الآية : 4 ..من سورة إبراهيم ..
    * إحتياج الإنسان إلى غيره حسب طبيعته البشرية لتحقيق مطالبه الإجتماعية :
    لم تكن حاجة الناس إلى الرسل لتنظيف اعتقادهم ..و تبشيرهم بالحياة الأخرى فحسب..أي لتطمينهم على مصيرهم الأخروي وحده..بل كانت هناك دواع و أسباب ترتبط بحياتهم الدنيوية و تلح عليهم في التماس الرسالة السماوية..فالإنسان إجتماعي بطبعه لا غنى له عن غيره..فهو يحتاج إلى غيره كما أن غيره محتاج إليه على حد قول الشاعر " المتنبي " :
    الناس للناس من بدو ي من حضر *** بعض لبعض و إن لم يشعروا خدم
    و بطبيعة الحال فإن هذه العلاقات الإجتماعية يشوبها الصراع بين المصالح..و تطبعها الأنانية و تتحكم فيها الغرائز..و يعلو فيها صوت القوة مجلجلا..فالإنسان في حاجة إلى المأكل و المشرب و الملبس..و هو ينشد إرواء غرائزه..كغريزة الجنس..و غريزة حب التملك و غريزة السيطرة..و كل هذه المتطلبات إنما يتم تحقيقها داخل المجتمع..و في إطار الجماعة وهنا يبدأ الصراع..و يرتفع نداء العواطف المهتاجة..و يخفت صوت الضمير و العقل..و قديما قتل قابيل هابيل على مذبح الشهوة و النزوة..و قد تكونت الشرائع الوضعية لتنظيم العلاقات في المجتمع على أساس العدل و الإنصاف..غير أن هذه القوانين قد تتحيز لأصحاب السلطة و تحمي مصالحهم..و قد تجور..و قد يكون الغرض من وضعها إضفاء صفة المشروعية على نظام غير مشروع ..كنظام الرق..و تصنيف المجتمعات إلى طبقات السادة و العبيد..فقد سئم الناس هذه الشرائع التي يضعها الإنسان للإنسان..و أخذوا يتطلعون إلى شرائع أكثر إنصافا و عدلا يحملها رسل مصلحون و يبلغونها للناس بوحي من رب العالمين..لا ينطقون عن الهوى..تحقق سعادة الإنسان في الدنيا و الأخرى..و توازن بين متطلبات الروح و الجسد و تسوي بين الناس في الحقوق و الواجبات..و تلغي الفارق بين طبقات المجتمع و تحمل الناس على الطريق السوي و توفر لهم الأمن و العدل و الإستقرار..وهكذا يومض النور السماوي من جديد لينقذ البشرية من ويلاتها و يصحح الأوضاع التي فسدت من جراء التقنينات الوضعية ..
    عن أبي هريرة رضي الله عنه..عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر..و إنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ..فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " ..رواه البخاري..
    * التوازن الإجتماعي المبني على الرسالة الإلهية :
    هكذا جاء الرسل المصلحون برسالة الله إلى الخلق ..تلك الرسالة التي لا تقتصر على توحيد الله و الإخبار بالبعث..و لكنها تتضمن التشريعات الدنيوية الكفيلة بتحقيق التوازن الإجتماعي..و إقامة عالم يسوده العدل و تحوطه المحبة و الألفة..و تعمر قلوب أفراده الأخوة الصادقة..إن هذه التشريعات جاءت لتوازن بين مصالح الأغنياء و الفقراء و بين سلطة الراعي و مصالح الرعية..و بين حقوق الرجل و حقوق المرأة..و بين طغيان المادة و شفافية الروح..جاءت لتقيم الأسس الثابتة بين غلبة القوي و عجز الضعيف..و بين ظلم الظلمة و ضعف المظلومين..و محت تلك الفوارق المصطنعة فوارق المال و الجاه و اللقب و الحسب و النسب..و جعلت الكرامة للأتقياء الأصفياء..قال تعالى : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ..من سورة الحجرات..
    جاءت التشريعات الإلهية فعالجت كل شؤون الحياة الإنسانية و تدخلت في هذه الحياة و ما يتعلق بها من نظام و أخلاق..و معاملة و جوار..و سياسة و اقتصاد..حمت المجتمع البشري من كل ما يعكر صفو هذه الحياة أو يفسدها أو يهدد أمنها..أو يضر بمصالحها..بما شرعت من أحكام و قننت من قوانين حققت بها تلك السعادة التي كان يحلم بها البشر و التي افتقدوها في ظل القوانين الوضعية..فتوفرت المحبة..و خفت الخصومات..و شاع العدل..و ساد الأمن كل رحاب المجتمع البشري..قال تعالى : " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط " من سورة الحديد ..و قال عز من قائل : " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ..و اقرؤوا سورة الإسراء تجدون فيها غنى الدارين ..
    قال تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه . الله يجتبي إليه من يشاء و يهدي إليه من ينيب " ..من سورة الشورى ..
    و قبل أن أنتقل إلى الفكرة الأساسية الثانية " صفات الرسل " أود أن أضع خلاصة لكلامي أعلاه ..و أطرح على المتابعين بعض الأسئلة لأرى هل هم متابعين عن جد ..
    1- ما الحكمة من بعثة الرسل ؟؟
    2- لماذا كانت الشرائع السماوية أكثر توفيقا في تنظيم العلاقات بين المجتمع البشري من القوانين الوضعية ؟؟
    3- من هو الرسول ؟؟ و من هو النبي ؟؟ و لماذا أوجب الإسلام الإيمان بجميع الرسل و الأنبياء ؟؟
    أنتظر إجاباتكم على هذا الرابط :
    https://www.facebook.com/photo.php?f...2058643&type=3

    تعليق

    • الفضة
      مشرفة عامة

      • 9 سبت, 2008
      • 2093
      • مسلمة

      #3
      رد: حاجة البشر للرسالات

      تسجيل متابعة .
      أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
      أشفق على النصارى الحيارى !
      كفاية نفاق يا مسيحيين !!
      الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
      تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
      موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
      فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
      أورثوذوكسي يعترف !
      د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
      كل يوم اية و تفسيرها
      حقيقة المنتديات المسيحية !
      بولس الدجال
      لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
      التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
      فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
      حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
      سؤال للطلبة النصارى
      كشف عوار شبهات الكفار
      محنة الثالوث مع مزمور 2
      النصارى في لحظة صدق نادرة !



      تعليق

      • سعدون محمد
        2- عضو مشارك
        • 19 أبر, 2016
        • 177
        • أستاذ
        • مسلم

        #4
        رد: حاجة البشر للرسالات

        2- صفات الرسل :
        إذا كان الناس محتاجين في كل زمان و مكان إلى الرسل لتحقيق السعادة البشرية في الدنيا و الآخرة..و لإرساء المجتمع البشري على أسس العدل و الإنصاف.. و للتبشير بالحياة الأخرى التي هي غاية الوجود..و نهاية المطاف..و لكون الجزاء بالجنة و النار موقوفا على بعثتهم..لأن الله لا يؤاخذ الناس إلا بعد الإعذار إليهم و تبليغهم رسالة الله تعالى..قال تعالى : " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " ..
        فإن اصطفاء الرسل نعمة من الله ورحمة منه ..و لو شاء لكلف عباده ابتداء و دون واسطة..و لكنه اختار أنبياءه و رسله ليبلغوا إلى الناس رسالته ووحيه..حتى لا يبقى لهم عذر بعد ذلك..قال الله تعالى : " رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل " ..و هؤلاء الرسل هم من جنس البشر و كلهم معصومون من الزلل قبل النبوة و بعدها..و الفرق بين النبي و الرسول ..أن النبي إنسان أوحى الله إليه بشرع سواء أمر بتبليغه أو لم يؤمر..و الرسول إنسان أوحى الله إليه بشرع و أمر بتبليغه..فكل رسول نبي و لا عكس..و يتحتم الإيمان بالرسل و الأنبياء جميعا..قال تعالى : " قل آمنا بالله و ما أنزل علينا و ما أنزل على إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و النبيئون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون " ..
        قال الله عز وجل : " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " ..من سورة المائدة ..
        * الصفات الواجبة في حق الرسل عليهم الصلاة و السلام :
        يجب في حق الرسل عليهم الصلاة و السلام ثلاث صفات :
        1- الصدق : و هو مطابقة خبرهم للواقع..و المراد الصدق في دعوى الرسالة و الأحكام التي يبلغونها عن الله..و أما الصدق في الكلام العادي فهو من جزئيات الأمانة..
        2- الأمانة : و هي حفظ ظواهرهم و بواطنهم من الوقوع في المكروهات و المحرمات سواء كانت تلك المحرمات صغائر أو كبائر ..
        3- و تبليغ ما أمروا بتبليغه للخلق ..
        و مجمل ما يقال في وصف الرسل أنهم أمثلة عالية للكمال..جمعوا الفضائل و مكارم الأخلاق..لا يلحقهم عيب ..و ليس فيهم ما ينفر الطباع السليمة منهم قد تبرؤوا من النقائص كلها..و لا ينسلخون عن بشريتهم..فهم يعيشون كما نعيش..و تنالهم الأعراض البشرية كالجوع و العطش و الفقر و المرض و الموت و غيرها..
        قال تعالى : " و إنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار " ..
        * الصفات المستحيلة في حق الرسل عليهم السلام :
        يستحيل في حق الرسل عليهم السلام ثلاث الصفات هي أضداد الصفات الواجبة..و هي الكذب و الخيانة و الكتمان ..قال تعالى : " و لو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين " ..من سورة الحاقة .
        * الصفات الجائزة في حق الرسل عليهم السلام :
        يجوز في حق الرسل عليهم السلام ما هو من الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقص في مراتبهم العالية كالمرض و الجوع و النوم..فهم بشر يوحى إليهم و ليسوا ملائكة ..و لذلك عندما عجب كفار قريش من الممارسات البشرية التي تصدر من محمد صلى الله عليه وسلم قائلين كما حكى الباري عنهم : " و قالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام و يمشي في الأسواق "..رد الله عليهم بقوله تعالى : " و ما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام و يمشون في الأسواق " ..
        و أما الأعراض البشرية التي تؤدي إلى نقص في حقهم كالبرص و الجذام و الجنون..فلا تجوز عليهم لأنها تحول بينهم و بين القيام برسالتهم..
        و الأنبياء و الرسل تجوز في حقهم الصفات البشرية..و يستحيل اتصافهم بالصفات الإلهية خلافا للنصارى الذين وصفوا عيسى بصفات الألوهية مغالاة و إفراطا في تعظيمه .
        قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
        لو لم تكن فيه آيات مبينة *** لكان منظره ينبيك بالخبر
        1- هؤلاء الرسل ما هي صفاتهم الواجبة و المستحيلة و الجائزة ؟؟
        2- أذكر من تعرف من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم ؟؟
        3- أيد الله رسله ببراهين و معجزات..أذكر ما تعرفه من ذلك ؟؟
        للمناقشة ..على هذا الرابط ..
        https://www.facebook.com/photo.php?f...2058643&type=3

        تعليق

        • سعدون محمد
          2- عضو مشارك
          • 19 أبر, 2016
          • 177
          • أستاذ
          • مسلم

          #5
          رد: حاجة البشر للرسالات

          يقول عبد الرحمن الجزيري تحت فصل " حاجة الناس إلى الرسل " : " الناس محتاجون في كل زمان ومكان إلى المصلحين الذين يعملون على ما فيه سعادة الجماعة و الأفراد..و تلك الحاجة واضحة لا تحتاج إلى علة..إذ لولا المصلحون لظل الناس في جهلهم يعمهون..لا يفرقون بين الرشد و الغي..و لا يميزون بين الضار و النافع..و ليس أدل على هذا من قياس بعض الأمم التي ظهر فيها النابغون و المفكرون..بالأمم التي حرمت منهم..فإن آثار المفكرين و نتائج جهود المصلحين واضحة جليلة في أممهم في كل شأن من الشؤون المادية و الأدبية..أما الأمم التي حرمت من المصلحين و لم يقيض لها من يرشدها من المفكرين فإنها تكون منحطة في كل شيء..فرقي الأمم و انحطاطها منوطان بوجود المصلحين أو عدمهم بلا نزاع " ..
          المصدر : كتاب " توضيح العقائد في علم التوحيد " ص : 174..
          و بدهي أن غاية الإنسان التي ينشدها في حياته و أمله الذي يسعى له دائما إنما هو السعادة ..فكل الأفراد و الجماعات لا يبغون من وراء جهودهم و لا يريدون بنتائج أعمالهم إلا أن يكونوا سعداء ..فالسعادة هي المقصد الأسمى و المطلب الأعلى للناس أجمعين..و هل العقل الإنساني يستقل بإدراك معنى السعادة من غير أن يكون له صلة بالله العظيم الخبير ؟؟
          كلا!! ذلك لأن السعادة في الحقيقة هي الملك الدائم الذي لا يزول..و النعيم الخالد الذي لا يفنى..تلك هي السعادة الحقيقية الكاملة..و ما عداها من اللذات المادية و المعنوية فإنه و إن كان سعادة في ظاهره و لكنه ما دام عرضة للزوال و الفناء فإنه سعادة ناقصة..بل هو شبيه بالخيال و الظل..لا تسكن إليه النفوس الكبيرة و لا ترضى عنه العقول السليمة ..و لقد صدق من قال :
          لا طيب للعيش مادامت منغصة *** لذاته بادكار الموت و الهرم
          و إذا كانت السعادة الكاملة التي هي مطمح آمال الإنسان هي : الملك الدائم و النعيم الخالد فإنها لن تكون في هذه الدنيا..لأن الدنيا بما لها و عليها فانية لا بقاء لشيء منها..و إنما السعادة الكاملة هي في الآخرة لأنها هي الباقية..و لا ريب أن الحياة الآخرة مرتبطة بالحياة الدنيا في كثير من الأمور..فكل ما يوصل من الدنيا إلى السعادة الأخروية يسمى سعادة أيضا..
          و بدهي أن العقل الإنساني مهما أوتي من ذكاء و فطنة لا يدرك السعادة الدنيوية الموصلة إلى السعادة الأخروية كأعمال البر و إصلاح أحوال المجتمع..و الكف عن إيذاء الناس في أموالهم و أعراضهم و دمائهم و نحو ذلك..على أنه لا يمكن أن يستقل بكثير من الواجبات التي يريدها الله من عباده..كالعبادات و مقادير الزكاة ..كما لا يمكنه أن يعرف بالضبط ما ينبغي أن تكون عليه المعاملات الدنيوية الموصلة إلى السعادة الأخروية ما دام لا يعرف شيئا من أحوال الآخرة..فالرسل هم الذين يوحى إليهم بأحوال الآخرة ليبينوها للناس ويرشدوهم إلى الوسائل الدنيوية المرتبطة بالآخرة من خير وشر..ويعلموهم ما لهم و ما عليهم من الحقوق و الواجبات الموصلة للسعادة الأخروية..سواء كانت متعلقة بالله أو بعباد الله..على أن الرسل كانوا في كل أمة مرجعا للناس عند الحيرة ..و هاديا لهم إلى الصراط المستقيم و الطريق القويم في أمور الدنيا و الآخرة..فحاجة الناس إليهم ضرورية لا شك فيها ..
          وختاما ..
          أختم ببعض الأسئلة :
          1- قسم الموضوع إلى فقرات أساسية و بين رأيك فيها ؟؟
          2- ما هو المجال الذي يتجلى فيه عمل المصلحين ؟؟
          3- إلى أي شيء يسعى الإنسان في الحياة في نظري و نظرك ؟؟
          4- هل يمكن أن يستقل العقل بالتوصل إلى معرفة ما يريد الخالق من المخلوق ؟؟
          أنتظر مداخلاتكم هنا :
          https://www.facebook.com/photo.php?f...2058643&type=3
          و إلى هنا تنتهي المحاضرة بحمد الله ..
          وسأنقلها إلى حراس العقيدة إن شاء الله لتعم الفائدة..
          و صلى الله على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين ..

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 6 يون, 2022, 01:23 م
          ردود 0
          213 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة Islam soldier
          بواسطة Islam soldier
          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:22 ص
          ردود 0
          44 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة Islam soldier
          بواسطة Islam soldier
          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:20 ص
          ردود 0
          61 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة Islam soldier
          بواسطة Islam soldier
          ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 07:41 م
          ردود 0
          98 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة عادل خراط
          بواسطة عادل خراط
          ابتدأ بواسطة Ibrahim Balkhair, 4 سبت, 2020, 05:14 م
          ردود 3
          115 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة Ibrahim Balkhair
          بواسطة Ibrahim Balkhair
          يعمل...