الدين لا يقول خلق الله تعالى الكون من العدم وإنما ثبت بدلائل علمية أن الكون مسبوق بالعدم وعليه فالذى أكسبه وجوده إنما هو الله تعالى ..

الخلق فى لسان العرب هو الإيجاد والتقدير ولا يُشترط أن يكون ذلك من عدم ..

الله تعالى مالك الملك يتصرف فى ملكه كيفما يشاء ..

لا .. لا يثير الدهشة لأن مثل هذا الحكم قضى بالفعل على عادة التبنى ومخافة الزواج من نساء المنتسبين إليهم بالتبنى ..

تفضل أخى الكريم أسأل عما بدا لك ..

يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: [ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُو] .. [الملك: 1-2] ..

ويقول تعالى: [أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ] .. [آل عمران: 23] ..

ويقول: [فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ] .. [البقرة: 79] ..

ويقول عن التوراة: [إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء] .. [المائدة: 44] ..

ويقول عن أهل الكتاب: [وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ .. وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ] .. [البينة: 4-5] ..

ويقول أيضاً: [إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ] .. [آل عمران: 19] ..

يعلمنا القرآن الكريم أن الله تعالى خلق الموت والحياة لإبتلاء الناس ليميز الخبيث من الطيب ..

والإبتلاء إنما يشمل أمور الدين والدنيا ..

ولقد إبتلى الله تعالى أهل الكتاب بحفظ كتابهم ففعل بعضهم والبعض لم يفعل ..

ولا نستطيع أن نجزم أن الحق ضاع تماماً من الكتاب المقدس بعهديه ..

بل المتأمل فيهما يستطيع بكل جلاء ووضوح أن يجد خيطاً فكرياً منطقياً مترابطاً يقرر بكل صراحة عقيدة التوحيد سواء توحيد الربوبية أو الألوهية ..

وإنما يحكم الله تعالى على أهل الكتاب يوم القيامة وفقاً لعلمهم ..

وهناك طائفة من أهل الكتاب تدين لله تعالى بالحق ..

يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: [لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ] .. [آل عمران: 113] ..

فالزعم أن الكتب حُرفت تماماً وأن الحق ضاع بالكلية غير صحيح ..

بل الحق موجود فى كل العصور لأن كل العصور لا تخلو من المؤمنين به ..

وأما إختلاف أهل الكتاب فكان (بغياً بينهم) كم ذكر الله تعالى فى كتابه العزيز أى عدواناً وظلماً ..

وما أمر الله تعالى كل أنبياءه ورسله إلا بتوحيده وطاعته وعبادته وإن إختلفت الشرائع ..

هذا من جهة ..

من جهة أخرى فإن سائر الكتب الأخرى دونت بواسطة الأنبياء والرسل أنفسهم أو بواسطة من سمعوهم وهى أشبه بالأحاديث القدسية وليست كنظم القرآن الذى تكلم به الله تعالى ذاته ..

ولذلك تستطيع أن تجد الحق مدوناً ومكتوباً فى كتبهم فى شكل تعاليم واضحة المعالم حتى وإن حرفوا بعضه ..

يقول يسوع المسيح فيما هو منسوب له: [اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ .. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ] .. [إنجيل متى: 4] ..

وأخيراً فقد حفظ الله تعالى القرآن الكريم وأجمع أهل السنة والجماعة على أن المصحف العثمانى هو كتاب الله تعالى بلا زيادة أو نقصان ..

وبحفظ القرآن فقد حفظ الله تعالى سائر كتبه ورسالاته من التحريف والتبديل ..

وبهذا أُقيمت الحجة على أهل الكتاب ..

والله تعالى سيسأل أهل الكتاب بكافة طوائفهم عن صنيعهم يوم القيامة ..

وما ضاع الحق بينهم لو تجردوا له ..

ولا يجوز إستعمال لفظ (كان الأجدر) مع الله تعالى لأن هذا طعن فى العلم الإلهى ..

تعالى الله علواً كبيراً ..