بقلم/ د.عمرو عبد العزيز
يخبرك المخادع في ندوة الإلحاد السكندرية ومن بعده البهلول الملحد: للأسف! لا توجد منشورات علمية محترمة وتجارب معملية لمن يقول بنفي التطور وإثبات الخلق.. لم نجد لهم للأسف!
هذا المخادع إما أنه جاهل لا يقرأ فعلًا المجلات العلمية التطورية فهو ببغاء يردد ما يقال، كملاحدة المتفلسفة العرب وغيرهم ممن لم يدرسوا القضية أصلًا، وإما هو عالم لكنه يريد تصدير مكره هذا على الآخرين!
لماذا؟
لأن المجلات العلمية التطورية لا تقدم هي الأخرى تجارب علمية تثبت التطور!
هذه مهزلة أصلًا أن يستدل هذا المخادع بغياب التجارب العلمية! أي تجربة يا حبيبي؟!
ماذا في منشورات التطور ومجلاتها؟
عشرة صنوف من العظام اكتشفت في مواضع متقاربة، تم رصفها في ضوء نظرية التطور لتصبح سردية جديدة لمخلوق جديد؟!
ثم ماذا؟ نتف من الحمض النووي لهذا والحمض النووي لذاك.. ثم رأي البروفيسور فلان العلان ورأي فريق الباحثين في جامعة علان الفلان!
هل هذه هي (الأبحاث العلمية) التي تطلبون نظيرها ممن يقول بخلق البشر لا تطورها؟
ألا تدركون مهزلة تلك القضية كلها؟ نحن وأنتم بلا تجارب حاسمة قاصمة!
نحن وأنتم نتنازع في تفسير الأدلة، لا في وجودها ولا في التجارب التي تجرى عليها!
نحن وأنتم نؤمن أن رأس الشيمبنزي مقاسها كذا، وهناك تشابه جيني مقداره كذا بين هذا الكائن وذاك، وهناك عظام لكائن منقرض أطلقنا عليه كذا، وأن تجارب تحديد العمر نقوم باستخدام المادة كذا لتحديده.. لكن الافتراق كائن في التفسير! نحن لا نرى وجوب الربط بين كل هذه الرؤوس وكل هذه العظام وكل هذه الأعمار في سردية واحدة غيبية، في حين يصر التطوريون على ربطها في سلاسل تتغير كل عقد!
التطوريون أنفسهم يتنازعون في سلسلة الإنسان، رأس الكائنات وأس المعركة: قد كان فكان فكان ثم صار شيمب ثم نياند ثم إنسان.. وقد صار الحال أن كان فكان فكان ثم صار قرد أعلى فشيمب وإنسان! ولا نعلم ماذا يحمل الغد من تصورات!
آه: تصورات.. هي تلك!
إنها معركة: تصورات! كثير منها لا يرقى لدرجة التفسير حتى!
لكن الكل ينتظم في تفسيرين كبيرين: خلق وتطور.. أما الخلق فيقول كما قال كل عاقل منذ الأزل: الأدلة القائمة لا يلزم ربطها بلا قرينة موجبة.. فلا يوجد لديهم حاجة لنشر ألف تقرير لنفي تفسيرات دوغما التطور.. أما الذي ينشر وينشر، مفسرًا وزاعمًا الكشف وراء الكشف: هم التطوريون! لقد (اكتشفنا) مجموعة عظام، إن وضعناها في (السلسلة) التطورية لكذا تكتمل السلسلة! ألا تعتبر هذه مغالطة دائرية؟! إثبات التطور عن طريق أدلة اعتبرناها إيمانًا بالتطور! يا سلام! ومطلوب مني أن أوافق على استخدام تلك المغالطات وأقوم بنشر عشرة أنواع من العظام ثم أقول أنها لحيوانات مختلفة؟!! يا للاكتشاف العظيم! سنقوم بنشر تفسير في المجلات العلمية يعلمه كل عاقل بالضرورة! تعالوا نثبت أن النهار يأتي حينما تكون الشمس في السماء! لماذا لا؟! هناك بعض من يصرخ في كل مكان بأن النهار منفصل بذاته عن وجود الشمس، ولديه تفسير نظري لهذا.. تعالوا نناقش هذا السخف! تعالوا ننشر الأدلة والأبحاث على أن ما يراه الناس جميعًا هو ما يراه الناس جميعًا!
هل فهم هؤلاء لماذا المجلات العلمية تنشر أدلة (حدوث) تطور كثيرة؟ لأن القضية أصلًا مهلهلة الأدلة وتحتاج لتعزيز دائم! خذ يا حبيبي تلك (المجلات) واستخرج الأدلة التي تعرضها دون تفسير.. ستصير معك مجموعة عظام ومجموعة أحماض أمينية، تفسيرها إن نزعت عنه الانطلاق من التطور كإيمان ثابت لن تجده يحسم أو يميل كفة شيء إمالة تامة!
أما السخف كل السخف، هو قول أحد المتحدثين المتعالمين: لا يوجد اضطهاد ولا شيء، هذه نظرية مؤامرة!
يا ظريف! أصدقك أنت أم أصدق يوجيني سكوت ودوكنز وجلين برانش ولاري موران ولجنة الثقافة والعلوم والتعليم في الاتحاد الأوروبي ومؤسسة التعليم والمهارات الإنجليزية إلى آخر من سردت أقوالهم وأفعالهم في الداروينمية؟! أي رفض عام وتجاهل وعداء هذا الذي تحاول نفيه؟
ثم إنها مهزلة عقلية والله وأي مهزلة: فهذا الذي ينفي قام بنفسه بالسخرية والاستهزاء من القائلين بالخلق في محاضرة الإلحاد! تصور هذا على رأس مؤسسة ثم حدثني عن طوباويته الظريفة في التعامل الأخلاقي العلمي مع من يقول بالخلق! هؤلاء الناس مخابيل حقًا! يشتمونك وفي نفس الوقت ينفون حدوث أي عداء أو إيذاء! ترى أهو النفاق الغربي قد توارى في نفوس ملاحدة العرب أحفاد مارتل؟!
مثل هذه الندوة الخرقاء الخبيثة كاشفة لحجم مغالطات الملحدين وجهل دعاتهم ومدعويهم! هؤلاء أبعد الناس عن روح النقد الذاتي وأشد الناس دوغمائية وصلفًا، أبعد الناس عن روح الشك العلمي فهم لا يشكون لحظة في التطور! هل يوجد في منهاج العلم الذي يروجون له بحماس هذا الإيمان اليقيني الذي يصل لدرجة تكرار التمني علنًا بأن ينقرض المخالف وهو ما نراه منهم طوال الوقت؟ هل يوجد في المنهاج العلمي الذي يزعمون الإيمان به هذا التعصب المجنون لنظرية يزداد الخلاف حولها وداخلها يومًا وراء يوم؟
تجارب وحياد!
مهزلة يا ناس، أن يتحدث بذاك هؤلاء الناس!
تعليق