الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .
ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .
وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل وادعاءات بلا مستند ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .
و في هذا المقال سنتناول بإذن الله تشنيع الملاحدة على حد الرجم ودعواهم أن الرجم عقوبة وحشية همجية في غاية القسوة والبشاعة والعنف والتخلف ،ودليل على انعدام الرحمة عند المسلمين
شناعة جريمة الزنا
لاشك أن الزنا جريمة من أقبح الجرائم و موبقة من أخبث الموبقات و فاحشة من أشد الفواحش و منكر من أبشع المنكرات ، والزنا جريمة شنيعة مشينة منكرة مستقذرة في جميع الشرائع والملل والأعراف الأخلاقية في كل عصر ومصر .
و النفوس مجبولة على النفرة من الزنا و الزناة وبغض الزنا والزناة ، ومن من الناس لا يستقبح و لا يستنكر و لا يستبشع أن تزني زوجه أو ابنته أو أمه أو أخته إلا عديم الرجولة والمروءة خبيث النفس والطباع ؟!! وهل توجد امرأة عفيفة لا تستقبح و لا تستنكر و لا تستبشع أن يزني زوجها أو ابنها أو أبوها أو أخوها ؟!!!
ولو وقعت جريمة زنا في حي أو قرية علم بها الأهالي لوجدتهم مشمئزين غاضبين مسارعين في الانتقام من الزاني والزانية ينهالون عليهما ضربا وسبا إلى أن يتم تسليمهم للأولي الأمر .
مفاسد جريمة الزنا
للزنا العديد من المفاسد في العاجل والآجل منها هتك الأعراض واختلاط الأنساب وانحطاط الآداب وإلقاء العداوة والبغضاء بين الناس و فساد المجتمع وتهديده بالفناء والانقراض عن طريق إشاعة الفحش و الفجور والتبرج والسفور و انتشار الأمراض الجنسية المعدية و فقد الثقة بين الأزواج والزوجات وتقطيع العلاقات الزوجية و تفكك الروابط الأسرية و تعريض النسل للخطر والضياع والتشرد و الانحراف .
والسعي لإشباع الغريزة الجنسية بالحرام يؤدي لعزوف الشباب عن الزواج فيقل بناء الأسر التي هي لبنة المجتمع فيضمحل المجتمع .
و المرأة إذا حملت من الزنا فربما قتلت ولدها و بذلك تجمع بين الزنا والقتل وإذا كانت متزوجة و قتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل والخيانة الزوجية ، والزنى قد ينتج عنه الحمل و يتوهم الزوج أنه منه فينسبه إليه و يقوم بتربيته ويرث هذا الولد ممن ليس بأبيه ،والزانية تجلب العار لزوجها وأهلها وولدها وربما قتلت زوجها من أجل عشيقها والرجل إذا رأى زوجته تزني ربما قتلها و قتل عشيقها وربما يشك في أولاده أهم من صلبه أم لا فيقتلهم أو يعاملهم أسوأ معاملة .
الزاني المحصن يستحق الرجم
من الأمور التي يجب معرفتها أن العقوبة المستحقة لابد أن تتناسب مع جسامة الجريمة التي ارتكبها المدان فكلما زادت جسامة الجريمة زاد العقاب فمثلا عقوبة من قتل شخص أشد و أغلظ من عقوبة من ضرب شخص ،وعقوبة من خان الدولة أشد و أغلظ من عقوبة من خان فرد من أفراد الدولة ،و عقوبة القتل العمد أشد و أغلظ من عقوبة القتل شبه العمد ،وعقوبة اللواط أشد و أغلظ من عقوبة فعل مقدمات اللواط ،وعقوبة من زنا بامرأة أشد و أغلظ من عقوبة من قبل امرأة ،وعقوبة من اعتدى على مجتمع أشد و أغلظ من عقوبة من اعتدى على فرد .
و الزنا فيه اعتداء على العرض و المجتمع .
والعرض أغلى ما يملك المرء بعد دينه ،والعرض أعز من نفس الإنسان وماله ،وإذا زنى الإنسان فقد هتك عرض أخيه الإنسان ،وحكم على طهر أخته في الإنسانية بالإعدام ،والناس قد تسامح من قتل شخصا عزيزا لهم لكن لا تسامح من هتك عرضا لهم .
والزانية تلحق بأهلها وزوجها – إن كانت متزوجة - عار يجعلهم مقتولي الكرامة بين الناس و عرضة للنقص والازدراء من قبل الآخرين.
و الزنا أقوى معول يهدم كيان الأسرة ويفكك رابطتها، ويأتي على بنائها من أساسه و يعرض الأولاد للخطر والضياع والتشرد و الانحراف .
والزنا يضعف قوى المجتمع إذ ماذا يبقى للمجتمع من قوة إذا تهدمت الأسر وانحلت روابطها وتحطمت قواها بسبب الزنا وهل المجتمع إلا مجموعة أسر ؟.
والزاني المحصن عنده الحلال الطيب فيتركه ويذهب للحرام الخبيث فيهتك العرض ويشيع الفاحشة و يخون الزوجة إلى غير ذلك من المفاسد .
والزاني المحصن قد تمَّت عليه النعمة بالزوجة، فإقدامه على الزنا يعد دليلاً على أنَّ الشر متأصل في نفسه، وأما غير المحصَن فلعلَّ داعي الشهوة غلبه على ذلك، فخُفِّفَ عنه الحد – بالجلد - مراعاة لحاله وعذره [1].
و استحق الزاني المحصن أشد العقوبة وهي الرجم نكالا من الله لشناعة فعله وبشاعة جريمته وقذارتها و عظم آثارها السيئة والمدمرة على الفرد و الأسرة والمجتمع فالعقوبة تكون على الجريمة و الآثار الناتجة عنها، والأضرار المترتبة عليها ، والجزاء من جنس العمل .
[1] - توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام للبسام 6/218
فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .
ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .
وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل وادعاءات بلا مستند ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .
و في هذا المقال سنتناول بإذن الله تشنيع الملاحدة على حد الرجم ودعواهم أن الرجم عقوبة وحشية همجية في غاية القسوة والبشاعة والعنف والتخلف ،ودليل على انعدام الرحمة عند المسلمين
شناعة جريمة الزنا
لاشك أن الزنا جريمة من أقبح الجرائم و موبقة من أخبث الموبقات و فاحشة من أشد الفواحش و منكر من أبشع المنكرات ، والزنا جريمة شنيعة مشينة منكرة مستقذرة في جميع الشرائع والملل والأعراف الأخلاقية في كل عصر ومصر .
و النفوس مجبولة على النفرة من الزنا و الزناة وبغض الزنا والزناة ، ومن من الناس لا يستقبح و لا يستنكر و لا يستبشع أن تزني زوجه أو ابنته أو أمه أو أخته إلا عديم الرجولة والمروءة خبيث النفس والطباع ؟!! وهل توجد امرأة عفيفة لا تستقبح و لا تستنكر و لا تستبشع أن يزني زوجها أو ابنها أو أبوها أو أخوها ؟!!!
ولو وقعت جريمة زنا في حي أو قرية علم بها الأهالي لوجدتهم مشمئزين غاضبين مسارعين في الانتقام من الزاني والزانية ينهالون عليهما ضربا وسبا إلى أن يتم تسليمهم للأولي الأمر .
مفاسد جريمة الزنا
للزنا العديد من المفاسد في العاجل والآجل منها هتك الأعراض واختلاط الأنساب وانحطاط الآداب وإلقاء العداوة والبغضاء بين الناس و فساد المجتمع وتهديده بالفناء والانقراض عن طريق إشاعة الفحش و الفجور والتبرج والسفور و انتشار الأمراض الجنسية المعدية و فقد الثقة بين الأزواج والزوجات وتقطيع العلاقات الزوجية و تفكك الروابط الأسرية و تعريض النسل للخطر والضياع والتشرد و الانحراف .
والسعي لإشباع الغريزة الجنسية بالحرام يؤدي لعزوف الشباب عن الزواج فيقل بناء الأسر التي هي لبنة المجتمع فيضمحل المجتمع .
و المرأة إذا حملت من الزنا فربما قتلت ولدها و بذلك تجمع بين الزنا والقتل وإذا كانت متزوجة و قتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل والخيانة الزوجية ، والزنى قد ينتج عنه الحمل و يتوهم الزوج أنه منه فينسبه إليه و يقوم بتربيته ويرث هذا الولد ممن ليس بأبيه ،والزانية تجلب العار لزوجها وأهلها وولدها وربما قتلت زوجها من أجل عشيقها والرجل إذا رأى زوجته تزني ربما قتلها و قتل عشيقها وربما يشك في أولاده أهم من صلبه أم لا فيقتلهم أو يعاملهم أسوأ معاملة .
الزاني المحصن يستحق الرجم
من الأمور التي يجب معرفتها أن العقوبة المستحقة لابد أن تتناسب مع جسامة الجريمة التي ارتكبها المدان فكلما زادت جسامة الجريمة زاد العقاب فمثلا عقوبة من قتل شخص أشد و أغلظ من عقوبة من ضرب شخص ،وعقوبة من خان الدولة أشد و أغلظ من عقوبة من خان فرد من أفراد الدولة ،و عقوبة القتل العمد أشد و أغلظ من عقوبة القتل شبه العمد ،وعقوبة اللواط أشد و أغلظ من عقوبة فعل مقدمات اللواط ،وعقوبة من زنا بامرأة أشد و أغلظ من عقوبة من قبل امرأة ،وعقوبة من اعتدى على مجتمع أشد و أغلظ من عقوبة من اعتدى على فرد .
و الزنا فيه اعتداء على العرض و المجتمع .
والعرض أغلى ما يملك المرء بعد دينه ،والعرض أعز من نفس الإنسان وماله ،وإذا زنى الإنسان فقد هتك عرض أخيه الإنسان ،وحكم على طهر أخته في الإنسانية بالإعدام ،والناس قد تسامح من قتل شخصا عزيزا لهم لكن لا تسامح من هتك عرضا لهم .
والزانية تلحق بأهلها وزوجها – إن كانت متزوجة - عار يجعلهم مقتولي الكرامة بين الناس و عرضة للنقص والازدراء من قبل الآخرين.
و الزنا أقوى معول يهدم كيان الأسرة ويفكك رابطتها، ويأتي على بنائها من أساسه و يعرض الأولاد للخطر والضياع والتشرد و الانحراف .
والزنا يضعف قوى المجتمع إذ ماذا يبقى للمجتمع من قوة إذا تهدمت الأسر وانحلت روابطها وتحطمت قواها بسبب الزنا وهل المجتمع إلا مجموعة أسر ؟.
والزاني المحصن عنده الحلال الطيب فيتركه ويذهب للحرام الخبيث فيهتك العرض ويشيع الفاحشة و يخون الزوجة إلى غير ذلك من المفاسد .
والزاني المحصن قد تمَّت عليه النعمة بالزوجة، فإقدامه على الزنا يعد دليلاً على أنَّ الشر متأصل في نفسه، وأما غير المحصَن فلعلَّ داعي الشهوة غلبه على ذلك، فخُفِّفَ عنه الحد – بالجلد - مراعاة لحاله وعذره [1].
و استحق الزاني المحصن أشد العقوبة وهي الرجم نكالا من الله لشناعة فعله وبشاعة جريمته وقذارتها و عظم آثارها السيئة والمدمرة على الفرد و الأسرة والمجتمع فالعقوبة تكون على الجريمة و الآثار الناتجة عنها، والأضرار المترتبة عليها ، والجزاء من جنس العمل .
[1] - توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام للبسام 6/218
تعليق