ترتيب نزول سور القرآن الكريم
لم يرد ترتيب نزول القرآن ـ فيما نعلم ـ تفصيلًا إلا من ثلاث أثار:ـ
الأول: أثر عبدالله بن عباس رضي الله عنه:
رواه محمد بن الضريس في فضائل القرآن قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، قال : قال عمر بن هارون قال : حدثنا عمر بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : « أول ما نزل من القرآن بمكة ، وما أنزل منه بالمدينة الأول فالأول ، فكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة فكتبت بمكة ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء ، وكان أول ما أنزل من القرآن : اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم ن والقلم ، ثم يا أيها المزمل ، ثم يا أيها المدثر ، ثم الفاتحة ، ثم تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سبح اسم ربك الأعلى ثم والليل إذا يغشى ثم والفجر وليال عشر ، ثم والضحى ، ثم ألم نشرح ، ثم والعصر ثم والعاديات ثم إنا أعطيناك الكوثر ثم ألهاكم التكاثر ثم أرأيت الذي يكذب ، ثم قل يا أيها الكافرون ثم ألم تر كيف فعل ربك ثم أعوذ برب الفلق ثم أعوذ برب الناس ثم قل هو الله أحد ثم والنجم إذا هوى ثم عبس وتولى ثم إنا أنزلناه في ليلة القدر ثم والشمس وضحاها ثم والسماء ذات البروج ثم والتين والزيتون ثم لإيلاف قريش ثم القارعة ثم لا أقسم بيوم القيامة ثم ويل لكل همزة ثم والمرسلات ثم ق والقرآن ثم لا أقسم بهذا البلد ثم والسماء والطارق ثم اقتربت الساعة ثم ص والقرآن ثم الأعراف ، ثم قل أوحي ثم يس والقرآن ثم الفرقان ، ثم الملائكة ، ثم كهيعص ثم طه ثم الواقعة ، ثم طسم الشعراء ، ثم طس النمل ، ثم القصص ، ثم بني إسرائيل ، ثم يونس ، ثم هود ، ثم يوسف ، ثم الحجر ، ثم الأنعام ، ثم الصافات ، ثم لقمان ، ثم سبأ ، ثم الزمر ، ثم حم المؤمن ، ثم حم السجدة ، ثم حم عسق ثم الزخرف ، ثم الدخان ، ثم الجاثية ، ثم الأحقاف ، ثم الذاريات ، ثم هل أتاك حديث الغاشية ثم الكهف ، ثم النحل ، ثم إنا أرسلنا نوحا ثم سورة إبراهيم ، ثم الأنبياء ، ثم المؤمنون ، ثم تنزيل السجدة ، ثم الطور ، ثم تبارك الملك ، ثم الحاقة ، ثم سأل سائل ثم عم يتساءلون ثم النازعات ، ثم إذا السماء انفطرت ثم إذا السماء انشقت ثم الروم ، ثم العنكبوت ، ثم ويل للمطففين . فهذا ما أنزل الله عز وجل بمكة ، وهي ست وثمانون سورة ، ثم أنزل بالمدينة سورة البقرة ، ثم الأنفال ، ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الممتحنة ، ثم النساء ، ثم إذا زلزلت ثم الحديد ، ثم سورة محمد ، ثم الرعد ، ثم سورة الرحمن ، ثم هل أتى على الإنسان ثم يا أيها النبي إذا طلقتم ثم لم يكن ثم الحشر ، ثم إذا جاء نصر الله ثم النور ، ثم الحج ، ثم المنافقون ، ثم المجادلة ، ثم الحجرات ، ثم لم تحرم ثم الجمعة ، ثم التغابن ، ثم الحواريون ، ثم الفتح ، ثم المائدة ، ثم التوبة ، فذلك ثمان وعشرون سورة فجميع القرآن مائة سورة وأربع عشرة سورة ، وجميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة آية وست عشرة آية ، وجمع حروف القرآن : ثلاث مائة ألف حرف ، وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وواحد وسبعون حرفا »
وقد رواه ابن الضريس أيضًا: أخبرنا ابن أبي جعفر ، قال : قال عمر : حدثني ابن جريج ، عن عطاء الخرساني ، عن ابن عباس ، : بنحوه ، إلا أن ابن جريج ، قال : والضحى مكي أو مدني ، ولم يذكر الحروف ، ولا الآي.
قلت: إسناده ضعيف جدًا، آفة هذه الأثر، عمر بن هارون واهٍ، ضعيف جدًا، وكذا عمر بن عطاء وهو ضعيف جدًا كذلك، وقد اضطرب عمر بن هارون في إسناده فمرة يرويه عن عمر بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس، ومرة عن ابن جريج عن عطاء الخرساني عن ابن عباس.
الثاني: أثر الزهري تابعي :
روي صاحب كتاب تنزيل القرآن بمكة والمدينة [وهو مطبوع بذيل ناسخ القرآن ومنسوخه المنسوب للزهري]: حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا أبو يزيد الهذلي، ثنا الوليد بن محمد الموقّري قال: حدثنا محمد بن مسلم الزهريّ قال: هذا كتاب تنزيل القرآن، وما شاء الله أن يعلم الناس ما أنزل بمكة وما أنزل منه بالمدينة.
فأول ما أنزل الله بمكّة: اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم سورة نون ثم يا أيها المزمّل ثم يا أيها المدثر ثم سورة تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سورة سبّح اسم ربّك ثم سورة والليل إذا يغشى ثم سورة والفجر ثم سورة والضحى ثم سورة ألم نشرح ثم سورة والعاديات ثم سورة والعصر ثم سورة إنّا أعطيناك الكوثرثم سورة ألهاكم التكاثرثم سورة أرأيت ثم سورة قل يا أيّها الكافرون ثم سورة الفيل ثم سورة الفلق ثم سورة الناس ثم سورة الإخلاص ثم سورة والنجم ثم سورة عبس ثم سورة إنّا أنزلناهثم سورة والشمس وضحاها ثم سورة البروج ثم سورة والتين والزيتون ثم سورة لإيلاف ثم سورة القارعة ثم سورة لا أقسم بيوم القيامة ثم سورة والمرسلات ثم سورة قاف والقرآن المجيد ثم سورة الهمزة ثم سورة اقتربت الساعة ثم سورة لا أقسم بهذا البلد ثم سورة الطارق ثم سورة صاد ثم سورة المص ثم سورة الجن ثم سورة يس ثم سورة الفرقان ثم سورة فاطر ثم سورة كهيعص ثم سورة طه ثم سورة الواقعة ثم سورة الشعراء ثم سورة النمل ثم سورة القصص ثم سورة بني إسرائيل ثم سورة يونس ثم سورة هود ثم سورة يوسف ثم سورة الحجر ثم سورة الأنعام ثم سورة والصافات ثم سورة لقمان ثم سورة سبأ ثم سورة الزّمر سورة حم المؤمن ثم حم السجدة ثم حم عسق ثم حم الزخرف ثم حم الدخان ثم حم الجاثية ثم حم الأحقاف ثم والذاريات ثم الغاشية ثم سورة الكهف ثم النحل ثم سورة نوح ثم سورة إبراهيم ثم سورة الأنبياء ثم سورة المؤمنون ثم سورة تنزيل السجدة ثم سورة الطور ثم سورة الملك ثم سورة الحاقّة ثم سورة سأل سائل ثم سورة عم يتساءلون ثم سورة النازعات ثم سورة الانفطار ثم سورة الانشقاق ثم سورة الروم
ثم سورة العنكبوت ثم سورة المطففين ثم يأتي ما أنزل بالمدينة: فعدد ما أنزل بمكة خمس وثمانون سورة، وعدد ما أنزل بالمدينة تسع وعشرون سورة، وهي هذه: فأول ما أنزل بالمدينة الفاتحة ثم سورة البقرة ثم سورة الأنفال م سورة آل عمران ثم سورة الأحزاب ثم سورة الممتحنة ثم سورة النساء ثم سورة إذا زلزلت ثم سورة الحديد ثم سورة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم سورة الرعد ثم سورة الرحمن ثم سورة هل أتى على الإنسان ثم سورة الطلاق ثم سورة لم يكن ثم سورة الحشر ثم سورة النصر ثم سورة النور ثم سورة الحج ثم سورة إذا جاءك المنافقون ثم سورة المجادلة ثم سورة الحجرات ثم سورة التحريم ثم سورة الجمعة ثم سورة التغابن ثم سورة الصف ثم سورة الفتح ثم سورة المائدة ثم سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن. وكان إذا أنزلت سورة بمكة كتبت بمكة وآخر ما نزلت هذه الآية، قوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.
قلت: إسناد هذا الأثر ضعيف جدا: الوليد بن محمد الموقري متروك، وعبد الله بن محمد بن يزيد الهذلي أبو يزيد لم يوثقه إلا ابن حبان، وإبرهيم بن الحسين لا أدري أيهم؟!
الثالث: جابر بن زيد تابعي:
قال السيوطي في الإتقان قال أبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض في جزئه المشهور: حدثنا أبو العباس عبيد الله بن محمد بن أعين البغدادي حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا أمية الأزدي عن جابر بن زيد قال: أول ما أنزل الله من القرآن بمكة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ثم: {نْ وَالْقَلَمِ} ثم: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} ثم: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} ثم: {الفاتحة} ثم: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ثم: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ثم: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ثم: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ثم: {وَالْفَجْرِ} ثم: {وَالضُّحَى} ثم: {أَلَمْ نَشْرَحْ} ثم: {وَالْعَصْرِ} ثم: {وَالْعَادِيَاتِ} ثم {الْكَوْثَرَ} ثم: {أَلْهَاكُمُ} ثم: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ} ثم: {الْكَافِرُونَ} ثم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ} ثم: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ثم: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثم: {وَالنَّجْمِ} ثم: {عَبَسَ} ثم: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً} ثم: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ثم: {الْبُرُوجِ} ثم: {وَالتِّينِ} ثم: {لِإِيلافِ} ثم: {الْقَارِعَةُ} ثم: {الْقِيَامَةِ} ثم: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} ثم: {وَالْمُرْسَلاتِ} ثم: {ق} ثم: {البلد} ثم: {الطارق} ثم: {اقتربت الساعة} ثم: {ص} ثم: {الأعراف} ثم: {الجن} ثم: {يس} ثم: {الفرقان} ثم: {الملائكة} ثم: {كهيعص} ثم: {طه} ثم: {الواقعة} ثم: {الشعراء} ثم: {طس سليمان} ثم: {طسم} {القصص} ثم: {بني إسرائيل} ثم التاسعة يعني: {يونس} ثم: {هود} ثم: {يوسف} ثم: {الحجر} ثم: {الأنعام} ثم: {الصافات} ثم: {لقمان} ثم: {سبأ} ثم: {الزمر} ثم: {حم} {المؤمن} ثم: {حم السجدة} ثم حم: {الزخرف} ثم حم: {الدخان} ثم حم: {الجاثية} ثم حم: {الأحقاف} ثم: {الذاريات} ثم: {الغاشية} ثم: {الكهف} ثم حم: {عسق} ثم: {تنزيل السجدة} ثم: {الأنبياء} ثم: {النحل أربعين وبقيتها بالمدينة} ثم: {إنا أرسلنا نوحا} ثم: {الطور} ثم: {المؤمنون} ثم: {تبارك} ثم: {الحاقة} ثم: {سأل} ثم: {عم يتساءلون} ثم: {والنازعات} ثم: {إذا السماء انفطرت} ثم: {إذا السماء انشقت} ثم: {الروم} ثم: {العنكبوت} ثم: {ويل للمطففين} فذاك ما أنزل بمكة.
وأنزل بالمدينة سورة البقرة ثم: {آل عمران} ثم: {الأنفال} ثم: {الأحزاب} ثم: {المائدة} ثم: {الممتحنة} ثم: {إذا جاء نصر الله} ثم: {النور} ثم: {الحج} ثم: {المنافقون} ثم: {المجادلة} ثم: {الحجرات} ثم: {التحريم} ثم: {الجمعة} ثم: {التغابن} ثم: {سبح الحواريين} ثم: {الفتح} ثم: {التوبة} وخاتمة القرآن.
قلت: إسناد هذا الأثر ضعيف، فأمية بن زيد الأزدي لم يوثقه إلا ابن حبان، وحسان بن إبراهيم ليس بالقوي، وعبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين أبو العباس، لينه الدارقطني.
وقد ذكر محقق الإتقان أنه أبو عمرو الداني قد رواه في البيان في عد آي القرآن فوجدته بإسناد كالتالي:ـ
قال الحافظ (أي أبي عمر الداني) أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد بن عثمان قال أنا الفضل قال أنا أحمد بن يزيد قال أنا أبو كامل فضيل بن حسين قال أنا حسان بن إبراهيم قال أنا أمية الأزدي عن جابر بن زيد قال أنزل على النبي من القرآن أول ما أنزل بمكة... فذكره.
فبذلك قد تابع عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين، أبو كامل فضي بن حسين وهو ثقة، لكن ما يزال هناك في إسناد هذا الأثر ما هو يضعفه لكن ضعفه يسير.
قال السيوطي في الإتقان عن هذا الأثر الأخير:"هذا سياق غريب وفي هذا الترتيب نظر وجابر بن زيد من علماء التابعين بالقرآن وقد اعتمد البرهان الجعبري على هذا الأثر في قصيدته التي سماها تقريب المأمول في ترتيب النزول.."
يتبع إن شاء الله تعالى.
لم يرد ترتيب نزول القرآن ـ فيما نعلم ـ تفصيلًا إلا من ثلاث أثار:ـ
الأول: أثر عبدالله بن عباس رضي الله عنه:
رواه محمد بن الضريس في فضائل القرآن قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، قال : قال عمر بن هارون قال : حدثنا عمر بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : « أول ما نزل من القرآن بمكة ، وما أنزل منه بالمدينة الأول فالأول ، فكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة فكتبت بمكة ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء ، وكان أول ما أنزل من القرآن : اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم ن والقلم ، ثم يا أيها المزمل ، ثم يا أيها المدثر ، ثم الفاتحة ، ثم تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سبح اسم ربك الأعلى ثم والليل إذا يغشى ثم والفجر وليال عشر ، ثم والضحى ، ثم ألم نشرح ، ثم والعصر ثم والعاديات ثم إنا أعطيناك الكوثر ثم ألهاكم التكاثر ثم أرأيت الذي يكذب ، ثم قل يا أيها الكافرون ثم ألم تر كيف فعل ربك ثم أعوذ برب الفلق ثم أعوذ برب الناس ثم قل هو الله أحد ثم والنجم إذا هوى ثم عبس وتولى ثم إنا أنزلناه في ليلة القدر ثم والشمس وضحاها ثم والسماء ذات البروج ثم والتين والزيتون ثم لإيلاف قريش ثم القارعة ثم لا أقسم بيوم القيامة ثم ويل لكل همزة ثم والمرسلات ثم ق والقرآن ثم لا أقسم بهذا البلد ثم والسماء والطارق ثم اقتربت الساعة ثم ص والقرآن ثم الأعراف ، ثم قل أوحي ثم يس والقرآن ثم الفرقان ، ثم الملائكة ، ثم كهيعص ثم طه ثم الواقعة ، ثم طسم الشعراء ، ثم طس النمل ، ثم القصص ، ثم بني إسرائيل ، ثم يونس ، ثم هود ، ثم يوسف ، ثم الحجر ، ثم الأنعام ، ثم الصافات ، ثم لقمان ، ثم سبأ ، ثم الزمر ، ثم حم المؤمن ، ثم حم السجدة ، ثم حم عسق ثم الزخرف ، ثم الدخان ، ثم الجاثية ، ثم الأحقاف ، ثم الذاريات ، ثم هل أتاك حديث الغاشية ثم الكهف ، ثم النحل ، ثم إنا أرسلنا نوحا ثم سورة إبراهيم ، ثم الأنبياء ، ثم المؤمنون ، ثم تنزيل السجدة ، ثم الطور ، ثم تبارك الملك ، ثم الحاقة ، ثم سأل سائل ثم عم يتساءلون ثم النازعات ، ثم إذا السماء انفطرت ثم إذا السماء انشقت ثم الروم ، ثم العنكبوت ، ثم ويل للمطففين . فهذا ما أنزل الله عز وجل بمكة ، وهي ست وثمانون سورة ، ثم أنزل بالمدينة سورة البقرة ، ثم الأنفال ، ثم آل عمران ، ثم الأحزاب ، ثم الممتحنة ، ثم النساء ، ثم إذا زلزلت ثم الحديد ، ثم سورة محمد ، ثم الرعد ، ثم سورة الرحمن ، ثم هل أتى على الإنسان ثم يا أيها النبي إذا طلقتم ثم لم يكن ثم الحشر ، ثم إذا جاء نصر الله ثم النور ، ثم الحج ، ثم المنافقون ، ثم المجادلة ، ثم الحجرات ، ثم لم تحرم ثم الجمعة ، ثم التغابن ، ثم الحواريون ، ثم الفتح ، ثم المائدة ، ثم التوبة ، فذلك ثمان وعشرون سورة فجميع القرآن مائة سورة وأربع عشرة سورة ، وجميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمائة آية وست عشرة آية ، وجمع حروف القرآن : ثلاث مائة ألف حرف ، وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وواحد وسبعون حرفا »
وقد رواه ابن الضريس أيضًا: أخبرنا ابن أبي جعفر ، قال : قال عمر : حدثني ابن جريج ، عن عطاء الخرساني ، عن ابن عباس ، : بنحوه ، إلا أن ابن جريج ، قال : والضحى مكي أو مدني ، ولم يذكر الحروف ، ولا الآي.
قلت: إسناده ضعيف جدًا، آفة هذه الأثر، عمر بن هارون واهٍ، ضعيف جدًا، وكذا عمر بن عطاء وهو ضعيف جدًا كذلك، وقد اضطرب عمر بن هارون في إسناده فمرة يرويه عن عمر بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس، ومرة عن ابن جريج عن عطاء الخرساني عن ابن عباس.
الثاني: أثر الزهري تابعي :
روي صاحب كتاب تنزيل القرآن بمكة والمدينة [وهو مطبوع بذيل ناسخ القرآن ومنسوخه المنسوب للزهري]: حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا أبو يزيد الهذلي، ثنا الوليد بن محمد الموقّري قال: حدثنا محمد بن مسلم الزهريّ قال: هذا كتاب تنزيل القرآن، وما شاء الله أن يعلم الناس ما أنزل بمكة وما أنزل منه بالمدينة.
فأول ما أنزل الله بمكّة: اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم سورة نون ثم يا أيها المزمّل ثم يا أيها المدثر ثم سورة تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سورة سبّح اسم ربّك ثم سورة والليل إذا يغشى ثم سورة والفجر ثم سورة والضحى ثم سورة ألم نشرح ثم سورة والعاديات ثم سورة والعصر ثم سورة إنّا أعطيناك الكوثرثم سورة ألهاكم التكاثرثم سورة أرأيت ثم سورة قل يا أيّها الكافرون ثم سورة الفيل ثم سورة الفلق ثم سورة الناس ثم سورة الإخلاص ثم سورة والنجم ثم سورة عبس ثم سورة إنّا أنزلناهثم سورة والشمس وضحاها ثم سورة البروج ثم سورة والتين والزيتون ثم سورة لإيلاف ثم سورة القارعة ثم سورة لا أقسم بيوم القيامة ثم سورة والمرسلات ثم سورة قاف والقرآن المجيد ثم سورة الهمزة ثم سورة اقتربت الساعة ثم سورة لا أقسم بهذا البلد ثم سورة الطارق ثم سورة صاد ثم سورة المص ثم سورة الجن ثم سورة يس ثم سورة الفرقان ثم سورة فاطر ثم سورة كهيعص ثم سورة طه ثم سورة الواقعة ثم سورة الشعراء ثم سورة النمل ثم سورة القصص ثم سورة بني إسرائيل ثم سورة يونس ثم سورة هود ثم سورة يوسف ثم سورة الحجر ثم سورة الأنعام ثم سورة والصافات ثم سورة لقمان ثم سورة سبأ ثم سورة الزّمر سورة حم المؤمن ثم حم السجدة ثم حم عسق ثم حم الزخرف ثم حم الدخان ثم حم الجاثية ثم حم الأحقاف ثم والذاريات ثم الغاشية ثم سورة الكهف ثم النحل ثم سورة نوح ثم سورة إبراهيم ثم سورة الأنبياء ثم سورة المؤمنون ثم سورة تنزيل السجدة ثم سورة الطور ثم سورة الملك ثم سورة الحاقّة ثم سورة سأل سائل ثم سورة عم يتساءلون ثم سورة النازعات ثم سورة الانفطار ثم سورة الانشقاق ثم سورة الروم
ثم سورة العنكبوت ثم سورة المطففين ثم يأتي ما أنزل بالمدينة: فعدد ما أنزل بمكة خمس وثمانون سورة، وعدد ما أنزل بالمدينة تسع وعشرون سورة، وهي هذه: فأول ما أنزل بالمدينة الفاتحة ثم سورة البقرة ثم سورة الأنفال م سورة آل عمران ثم سورة الأحزاب ثم سورة الممتحنة ثم سورة النساء ثم سورة إذا زلزلت ثم سورة الحديد ثم سورة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم سورة الرعد ثم سورة الرحمن ثم سورة هل أتى على الإنسان ثم سورة الطلاق ثم سورة لم يكن ثم سورة الحشر ثم سورة النصر ثم سورة النور ثم سورة الحج ثم سورة إذا جاءك المنافقون ثم سورة المجادلة ثم سورة الحجرات ثم سورة التحريم ثم سورة الجمعة ثم سورة التغابن ثم سورة الصف ثم سورة الفتح ثم سورة المائدة ثم سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن. وكان إذا أنزلت سورة بمكة كتبت بمكة وآخر ما نزلت هذه الآية، قوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رؤوف رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.
قلت: إسناد هذا الأثر ضعيف جدا: الوليد بن محمد الموقري متروك، وعبد الله بن محمد بن يزيد الهذلي أبو يزيد لم يوثقه إلا ابن حبان، وإبرهيم بن الحسين لا أدري أيهم؟!
الثالث: جابر بن زيد تابعي:
قال السيوطي في الإتقان قال أبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض في جزئه المشهور: حدثنا أبو العباس عبيد الله بن محمد بن أعين البغدادي حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا أمية الأزدي عن جابر بن زيد قال: أول ما أنزل الله من القرآن بمكة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ثم: {نْ وَالْقَلَمِ} ثم: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} ثم: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} ثم: {الفاتحة} ثم: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ثم: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ثم: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ثم: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ثم: {وَالْفَجْرِ} ثم: {وَالضُّحَى} ثم: {أَلَمْ نَشْرَحْ} ثم: {وَالْعَصْرِ} ثم: {وَالْعَادِيَاتِ} ثم {الْكَوْثَرَ} ثم: {أَلْهَاكُمُ} ثم: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ} ثم: {الْكَافِرُونَ} ثم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ} ثم: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ثم: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثم: {وَالنَّجْمِ} ثم: {عَبَسَ} ثم: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً} ثم: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ثم: {الْبُرُوجِ} ثم: {وَالتِّينِ} ثم: {لِإِيلافِ} ثم: {الْقَارِعَةُ} ثم: {الْقِيَامَةِ} ثم: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} ثم: {وَالْمُرْسَلاتِ} ثم: {ق} ثم: {البلد} ثم: {الطارق} ثم: {اقتربت الساعة} ثم: {ص} ثم: {الأعراف} ثم: {الجن} ثم: {يس} ثم: {الفرقان} ثم: {الملائكة} ثم: {كهيعص} ثم: {طه} ثم: {الواقعة} ثم: {الشعراء} ثم: {طس سليمان} ثم: {طسم} {القصص} ثم: {بني إسرائيل} ثم التاسعة يعني: {يونس} ثم: {هود} ثم: {يوسف} ثم: {الحجر} ثم: {الأنعام} ثم: {الصافات} ثم: {لقمان} ثم: {سبأ} ثم: {الزمر} ثم: {حم} {المؤمن} ثم: {حم السجدة} ثم حم: {الزخرف} ثم حم: {الدخان} ثم حم: {الجاثية} ثم حم: {الأحقاف} ثم: {الذاريات} ثم: {الغاشية} ثم: {الكهف} ثم حم: {عسق} ثم: {تنزيل السجدة} ثم: {الأنبياء} ثم: {النحل أربعين وبقيتها بالمدينة} ثم: {إنا أرسلنا نوحا} ثم: {الطور} ثم: {المؤمنون} ثم: {تبارك} ثم: {الحاقة} ثم: {سأل} ثم: {عم يتساءلون} ثم: {والنازعات} ثم: {إذا السماء انفطرت} ثم: {إذا السماء انشقت} ثم: {الروم} ثم: {العنكبوت} ثم: {ويل للمطففين} فذاك ما أنزل بمكة.
وأنزل بالمدينة سورة البقرة ثم: {آل عمران} ثم: {الأنفال} ثم: {الأحزاب} ثم: {المائدة} ثم: {الممتحنة} ثم: {إذا جاء نصر الله} ثم: {النور} ثم: {الحج} ثم: {المنافقون} ثم: {المجادلة} ثم: {الحجرات} ثم: {التحريم} ثم: {الجمعة} ثم: {التغابن} ثم: {سبح الحواريين} ثم: {الفتح} ثم: {التوبة} وخاتمة القرآن.
قلت: إسناد هذا الأثر ضعيف، فأمية بن زيد الأزدي لم يوثقه إلا ابن حبان، وحسان بن إبراهيم ليس بالقوي، وعبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين أبو العباس، لينه الدارقطني.
وقد ذكر محقق الإتقان أنه أبو عمرو الداني قد رواه في البيان في عد آي القرآن فوجدته بإسناد كالتالي:ـ
قال الحافظ (أي أبي عمر الداني) أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد بن عثمان قال أنا الفضل قال أنا أحمد بن يزيد قال أنا أبو كامل فضيل بن حسين قال أنا حسان بن إبراهيم قال أنا أمية الأزدي عن جابر بن زيد قال أنزل على النبي من القرآن أول ما أنزل بمكة... فذكره.
فبذلك قد تابع عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين، أبو كامل فضي بن حسين وهو ثقة، لكن ما يزال هناك في إسناد هذا الأثر ما هو يضعفه لكن ضعفه يسير.
قال السيوطي في الإتقان عن هذا الأثر الأخير:"هذا سياق غريب وفي هذا الترتيب نظر وجابر بن زيد من علماء التابعين بالقرآن وقد اعتمد البرهان الجعبري على هذا الأثر في قصيدته التي سماها تقريب المأمول في ترتيب النزول.."
يتبع إن شاء الله تعالى.
تعليق