حديث: إن الرجل (المؤمن) ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم.
روي من عدة طرق:
أولًا: طريق السيدة عائشة رضي الله عنها: روي عنها من وجهين:
الوجه الأول:
رواه الناس عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار.
إسناده ضعيف.
عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبدالله، لا بأس به لا يحتج بتفرداته، وهو كثير الإرسال، وقد عنعن.
المطلب بن عبدالله، لا بأس به، لا يحتج بتفرداته، وقد اختلف الناس فيه سماعه من عائشة، قال أبو حاتم: مرسل، وقال أبو زرعة: نرجو أن يكون سمع منها، [على الشك] وضعفه شعيب الأرناؤوط لانقطاعه وإن كان صححه لغيره.
الوجه الثاني:
رواه عنها
الطبراني في مكارم الأخلاق ثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني ، ثنا عمرو بن عثمان الحمصي ، ثنا اليمان بن عدي ، عن زهير بن محمد ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل الظامئ بالهواجر».
إسناده ضعيف جدًا، اليمان بن عدي ضعيف، وزهير بن محمد لا يحتج بما تفرد به، ولا أدري هل سمع يحيى بن سعيد الأنصار من القاسم بن محمد أم لا؟
ثانيا: طريق أبي هريرة رضي الله عنه:
روي عن صالح بن خوات بن جبير عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل .
إسناده ضعيف، وقد تفرد به صالح بن خوات بن جبير ولم يوثقه إلا ابن حبان فهو مستور.
تنبيه: رغم ذلك صححه الألباني في تعليقه على الأدب المفرد.
وزعم العجلوني في كشف الخفاء أن رواية أبي هريرة هكذا: أن المسلم ليدرك درجة الظمآن في الهواجر بحسن خلقه . ولم أجدها.
ثالثا: طريق أبي أمامة رضي الله عنه:
الطبراني في الكبير حدثنا أبو زيد الحوطي ثنا أبو اليمان ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامئ بالهواجر.
إسناده ضعيف، عفير بن معدان ضعيف.
رابعا: طريق منقطع عن يحيى بن سعيد:
مالك في موطأه عن يحيى بن سعيد انه قال بلغني :ان المرء ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامي بالهواجر.
إسناده ضعيف، وهذا طريق منقطع، فيحيى بن سعيد الأنصاري من صغار التابعين.
خامسًا: طريق ابن عمر رضي الله عنه:
ابن شاهين في الترغيب حدثنا جعفر بن حمدان الموصلي ، ثنا إسحاق بن بهلول ، ثنا إسماعيل بن أبان ، ثنا أبو بكر النهشلي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ».
إسناده ضعيف، عبدالملك بن عمير ضعيف، ولم يثبت أنه سمع من ابن عمر.
سادسًا: طريق أبي الدرداء رضي الله عنه: من وجهين:
الوجه الأول:
رواه أبي الحفص بن أبي السري في جزء له بإسناده [ضمن مجموع أجزاء حديثية]
أخبرنا القاسمُ: [حدثنا إبراهيمُ:] حدثنا شعيبٌ، عن أبانَ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عن أبي الدَّرداءِ قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن عملٍ أَثقلُ يومَ القيامةِ في الميزانِ مِن حُسنِ الخُلقِ»، قالَ: «وَالذي نَفسي بيدِهِ، إنَّ العبدَ ليُدركُ بحُسنِ خُلقِهِ دَرجةَ الصومِ والصلاةِ».
إسناده ضعيف، عطاء بن أبي رباح، لم يسمع من أبي الدرداء، أبان بن عبدالله بن أبي حازم ضعيف،
الوجه الثاني:
الحكيم الترمذي في نوادر الأصول نا سليمان بن منصور الذهبي، قال: نا أبو حفص العبدي، عن أبان، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة)).
إسناده ضعيف، شهر بن حوشب ليس بالقوي، وسليمان بن منصور لا بأس به، أبو حفص العبدي لا أدري أيهم، وكذا أبان. [يحتاج بحث]
سابعًا: عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: روي عنه من وجهين:
الوجه الأول:
الحارث في مسنده [كما في الأتحاف] وثنا داود بن المحبر، ثنا مقاتل بن سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القانت، ولا يتم لرجل حسن خلق حتى يتم عقله، فعند ذلك تتم أمانته وإيمانه، وأطاع ربه وعصى عدوه- يعني: إبليس".
إسناده ضعيف جدًا، مقاتل بن سليمان متروك، ودادو بن المحبر واهٍ.
الوجه الثاني:
الخرائطي في مكارم الأخلاق حدثنا علي بن حرب ثنا زيد بن أبي الزرقاء ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي حجيرة ( ح ) . وحدثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ابن حجيرة قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القائم بحسن خلقه وكرم ضريبته " .
ورواه أحمد في مسنده من طريقين.
إٍسناده ضعيف مداره على عبدالله بن لهيعة ضعيف، وقد اضطرب فيه فرواه عن الحارب بن يزيد مرة عن ابن حجيرة ومرة عن علي بن رباح عن عبدالله بن عمرو به.
ثامنا: طريق أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق أخبرنا أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله السراج بنيسابور حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا داود بن مهران الدباغ حدثنا عبدالحميد بن سليمان عن عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم الذي يصوم النهار ويقوم الليل.إسناده ضعيف، عبدالحميد بن سليمان الخزاعي ضعيف، وعبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة لا أدري أسمع من صفوان بن سليم؟
تاسعا:طريق أم الدرداء رضي الله عنها:
حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان وأخبرنا أبي حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد حدثنا محمد بن عيسى حدثنا أحمد بن أبي طيبة عن عمران عن عطاء عن أم الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عمل أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق والذي نفسي بيده ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة.
إسناده ضعيف، أحمد بن أبي طيبة له غرائب، أبو إسحاق عمران بن عبيد الضبي الجرجاني مستور،أم الدرداء، من التابعين فهو مرسل.
وقد روي عنها من طريق آخر عنها عن أبي الدرداء.
عاشرًا: طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
الطبراني في الأوسط حدثنا محمد بن علي الصائغ نا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم وإن الرجل ليكتب جبارا وما يملك إلا أهل بيته : لايروى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد تفرد به إسماعيل بن عياش.
وضعفه الألباني.
قلت: بل هو ضعيف جدًا، عبدالعزيز بن عبيد الله واهٍ.
حادي عشر: طريق أنس رضي الله عنه:
رواه ناس عن أَبُو الأَسْوَدِ النَّضْرُ بن عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا نُوحُ بن عَبَّادٍ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ ، وَشَرَفَ الْمَنَازِلِ ، وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْعِبَادَةِ ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرَجَةٍ فِي جَهَنَّمَ.
إسناده ضعيف، فيه نوح بن عباد، لم يوثق سوى ابن حبان فهو مستور. وقد ضعفه الألباني.
تنبيه: قد تحرف اسمه في معرفة الصحابة لأبو نعيم فصار روح بن عبادة، والصحيح أنه نوح بن عباد.
ثاني عشر: أبي عبدالرحمن المعافري مرسلا:
الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق أخبرني الأزهري حدثنا علي بن عمر الحريب حدثنا الحسن بن الطيب حدثنا قتيبة حدثنا بكر يعني ابن مضر عن عبيد الله بن زحر عن محمد بن أبي أيوب عن أبي عبد الرحمن المعافري أ، رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن حسن الخلق ليدرك درجة القائم الليل الصائم النهار.
إسناده ضعيف جدًا.
عبيد الله بن زحر ضعيف له مناكير، ومحمد بن أبي أيوب المخرمي غير معروف،
أبو عبدالرحمن المعافري من التابعين فهو منقطع.
الخلاصة:
لم يثبت هذا الحديث من وجه، وأقوى أسانيده ضعيف.
لكن ما صح منه، هو ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما والذي يتكلم عن الساعي على الأرملة والمسكين والجهاد في سبيل الله عزوجل.
البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ.
البخاري عن عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ.
البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَحْسِبُهُ قَالَ يَشُكُّ الْقَعْنَبِيُّ كَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ.
مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « السَّاعِى عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ وَكَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ ».
البخاري عن سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ.
والله أعلم وبه التوفيق والسداد.
روي من عدة طرق:
أولًا: طريق السيدة عائشة رضي الله عنها: روي عنها من وجهين:
الوجه الأول:
رواه الناس عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار.
إسناده ضعيف.
عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبدالله، لا بأس به لا يحتج بتفرداته، وهو كثير الإرسال، وقد عنعن.
المطلب بن عبدالله، لا بأس به، لا يحتج بتفرداته، وقد اختلف الناس فيه سماعه من عائشة، قال أبو حاتم: مرسل، وقال أبو زرعة: نرجو أن يكون سمع منها، [على الشك] وضعفه شعيب الأرناؤوط لانقطاعه وإن كان صححه لغيره.
الوجه الثاني:
رواه عنها
الطبراني في مكارم الأخلاق ثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني ، ثنا عمرو بن عثمان الحمصي ، ثنا اليمان بن عدي ، عن زهير بن محمد ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل الظامئ بالهواجر».
إسناده ضعيف جدًا، اليمان بن عدي ضعيف، وزهير بن محمد لا يحتج بما تفرد به، ولا أدري هل سمع يحيى بن سعيد الأنصار من القاسم بن محمد أم لا؟
ثانيا: طريق أبي هريرة رضي الله عنه:
روي عن صالح بن خوات بن جبير عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل .
إسناده ضعيف، وقد تفرد به صالح بن خوات بن جبير ولم يوثقه إلا ابن حبان فهو مستور.
تنبيه: رغم ذلك صححه الألباني في تعليقه على الأدب المفرد.
وزعم العجلوني في كشف الخفاء أن رواية أبي هريرة هكذا: أن المسلم ليدرك درجة الظمآن في الهواجر بحسن خلقه . ولم أجدها.
ثالثا: طريق أبي أمامة رضي الله عنه:
الطبراني في الكبير حدثنا أبو زيد الحوطي ثنا أبو اليمان ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامئ بالهواجر.
إسناده ضعيف، عفير بن معدان ضعيف.
رابعا: طريق منقطع عن يحيى بن سعيد:
مالك في موطأه عن يحيى بن سعيد انه قال بلغني :ان المرء ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامي بالهواجر.
إسناده ضعيف، وهذا طريق منقطع، فيحيى بن سعيد الأنصاري من صغار التابعين.
خامسًا: طريق ابن عمر رضي الله عنه:
ابن شاهين في الترغيب حدثنا جعفر بن حمدان الموصلي ، ثنا إسحاق بن بهلول ، ثنا إسماعيل بن أبان ، ثنا أبو بكر النهشلي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ».
إسناده ضعيف، عبدالملك بن عمير ضعيف، ولم يثبت أنه سمع من ابن عمر.
سادسًا: طريق أبي الدرداء رضي الله عنه: من وجهين:
الوجه الأول:
رواه أبي الحفص بن أبي السري في جزء له بإسناده [ضمن مجموع أجزاء حديثية]
أخبرنا القاسمُ: [حدثنا إبراهيمُ:] حدثنا شعيبٌ، عن أبانَ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عن أبي الدَّرداءِ قالَ:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما مِن عملٍ أَثقلُ يومَ القيامةِ في الميزانِ مِن حُسنِ الخُلقِ»، قالَ: «وَالذي نَفسي بيدِهِ، إنَّ العبدَ ليُدركُ بحُسنِ خُلقِهِ دَرجةَ الصومِ والصلاةِ».
إسناده ضعيف، عطاء بن أبي رباح، لم يسمع من أبي الدرداء، أبان بن عبدالله بن أبي حازم ضعيف،
الوجه الثاني:
الحكيم الترمذي في نوادر الأصول نا سليمان بن منصور الذهبي، قال: نا أبو حفص العبدي، عن أبان، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة)).
إسناده ضعيف، شهر بن حوشب ليس بالقوي، وسليمان بن منصور لا بأس به، أبو حفص العبدي لا أدري أيهم، وكذا أبان. [يحتاج بحث]
سابعًا: عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: روي عنه من وجهين:
الوجه الأول:
الحارث في مسنده [كما في الأتحاف] وثنا داود بن المحبر، ثنا مقاتل بن سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القانت، ولا يتم لرجل حسن خلق حتى يتم عقله، فعند ذلك تتم أمانته وإيمانه، وأطاع ربه وعصى عدوه- يعني: إبليس".
إسناده ضعيف جدًا، مقاتل بن سليمان متروك، ودادو بن المحبر واهٍ.
الوجه الثاني:
الخرائطي في مكارم الأخلاق حدثنا علي بن حرب ثنا زيد بن أبي الزرقاء ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي حجيرة ( ح ) . وحدثنا إبراهيم بن الجنيد ثنا ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ابن حجيرة قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القائم بحسن خلقه وكرم ضريبته " .
ورواه أحمد في مسنده من طريقين.
إٍسناده ضعيف مداره على عبدالله بن لهيعة ضعيف، وقد اضطرب فيه فرواه عن الحارب بن يزيد مرة عن ابن حجيرة ومرة عن علي بن رباح عن عبدالله بن عمرو به.
ثامنا: طريق أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق أخبرنا أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله السراج بنيسابور حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا داود بن مهران الدباغ حدثنا عبدالحميد بن سليمان عن عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم الذي يصوم النهار ويقوم الليل.إسناده ضعيف، عبدالحميد بن سليمان الخزاعي ضعيف، وعبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة لا أدري أسمع من صفوان بن سليم؟
تاسعا:طريق أم الدرداء رضي الله عنها:
حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان وأخبرنا أبي حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد حدثنا محمد بن عيسى حدثنا أحمد بن أبي طيبة عن عمران عن عطاء عن أم الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عمل أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق والذي نفسي بيده ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة.
إسناده ضعيف، أحمد بن أبي طيبة له غرائب، أبو إسحاق عمران بن عبيد الضبي الجرجاني مستور،أم الدرداء، من التابعين فهو مرسل.
وقد روي عنها من طريق آخر عنها عن أبي الدرداء.
عاشرًا: طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
الطبراني في الأوسط حدثنا محمد بن علي الصائغ نا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم وإن الرجل ليكتب جبارا وما يملك إلا أهل بيته : لايروى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد تفرد به إسماعيل بن عياش.
وضعفه الألباني.
قلت: بل هو ضعيف جدًا، عبدالعزيز بن عبيد الله واهٍ.
حادي عشر: طريق أنس رضي الله عنه:
رواه ناس عن أَبُو الأَسْوَدِ النَّضْرُ بن عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا نُوحُ بن عَبَّادٍ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ لَيَبْلُغُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ عَظِيمَ دَرَجَاتِ الآخِرَةِ ، وَشَرَفَ الْمَنَازِلِ ، وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْعِبَادَةِ ، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ بِسُوءِ خُلُقِهِ أَسْفَلَ دَرَجَةٍ فِي جَهَنَّمَ.
إسناده ضعيف، فيه نوح بن عباد، لم يوثق سوى ابن حبان فهو مستور. وقد ضعفه الألباني.
تنبيه: قد تحرف اسمه في معرفة الصحابة لأبو نعيم فصار روح بن عبادة، والصحيح أنه نوح بن عباد.
ثاني عشر: أبي عبدالرحمن المعافري مرسلا:
الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق أخبرني الأزهري حدثنا علي بن عمر الحريب حدثنا الحسن بن الطيب حدثنا قتيبة حدثنا بكر يعني ابن مضر عن عبيد الله بن زحر عن محمد بن أبي أيوب عن أبي عبد الرحمن المعافري أ، رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن حسن الخلق ليدرك درجة القائم الليل الصائم النهار.
إسناده ضعيف جدًا.
عبيد الله بن زحر ضعيف له مناكير، ومحمد بن أبي أيوب المخرمي غير معروف،
أبو عبدالرحمن المعافري من التابعين فهو منقطع.
الخلاصة:
لم يثبت هذا الحديث من وجه، وأقوى أسانيده ضعيف.
لكن ما صح منه، هو ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما والذي يتكلم عن الساعي على الأرملة والمسكين والجهاد في سبيل الله عزوجل.
البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ.
البخاري عن عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ.
البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَحْسِبُهُ قَالَ يَشُكُّ الْقَعْنَبِيُّ كَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ.
مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « السَّاعِى عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ وَكَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ ».
البخاري عن سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ.
والله أعلم وبه التوفيق والسداد.
تعليق