﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾
أقوى رد على شبهة غروب الشمس فى عين حمئة
صفعة على وجه كل ملحد يطرح هذه الشبهة
http://www.al7aqq.com/?p=155
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد. شبهة عين حمئة هي حقيقة شبهة جديدة، وسبب إنتشار الشبهة قليلاً هو ظهور الملاحدة الجهلاء بلغة العرب.
وبدأوا الملاحدة بطرح هذه الشبهة الساقطة ظناً منهم أن الشبهة ستتسبب في إنهيار الإسلام العظيم، وظنّ هؤلاء الجهلاء أنهم اكتشفوا شيئاً جديداً في القرآن لم يكتشفه أحد سواهم، وظن هؤلاء أن طرح هذه الشبهة السخيفة على المسلمين ستتسبب في شكهم بالقرآن الكريم والإسلام العظيم، وظنوا أن الإسلام سيسقط بسبب هذه الشبهة السخيفة، وظن هؤلاء أن الحق لن يتعداهم، وأنهم قد أثبتوا للناس جميعاً أن القرآن ليس كلام الله .. إنما هو كلام بشر، وهو كلام سيدنا محمد ابن عبدالله، صلى الله عليه وسلم. وإن شاء الله اليوم سننسف هذه الشبهة وسنسحقها.
الآية الكريمة التي أشكلت على الملاحدة هي:
﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا﴾ (الكهف: 86).
وفسر هؤلاء الجهال الآية الكريمة على أنها تقول بأن الشمس فعلاً تغرب في عين حمئة حقيقية، مع أن الشمس أكبر بكثير من أن تدخل في عين من عيون الأرض.
وهذا ما قاله الدكتور منقذ السقار، المتخصص في مقارنة الأديان، في هذه الشبهة:
" لا ريب أن القول بغياب الشمس في عين أو بحر بعيد كل البعد عن أبسط معارفنا العلمية التي قررها القرآن منذ زمن بعيد، فقد ذكر القرآن أن الشمس والقمر والأرض كواكب أو نجوم تسبح في أفلاكها في السماء: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ .. (الأنبياء: 33).
فلكل فلكه الخاص الذى لا يتداخل مع فلك غيره، فكيف يسوغ بعد ذلك أن ينسب إليه القول بغروب الشمس في عين من عيون الأرض .. ؟! إن هذا القول أبعد ما يكون عن لفظ القرآن ومعناه، ولو كان هذا الفهم المغلوط مراداً لوجب أن تشرق الشمس من نفس المحل وعلى نفس القوم الذين غربت عليهم، وهو ما لا يظنه عاقل .. ولو صغرت سنه، وهو ما ينفيه القرآن في نفس السياق.
إذ بعد غياب الشمس إنطلق ذو القرنين تجاه مشرقها: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً .. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً﴾ .. (الكهف: 89-90). القرآن فى هذه الآية وصف ما تبدى لذى القرنين ساعة الغروب .. حيث: ﴿وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾.
ولم يقل القرآن: إن الشمس تغرب فى تلك العين.
ومثل هذا كمثل ما يراه الناظر من غروب الشمس في البحر أو خلف جبل. " انتهى.
فنجد أن سياق الآية الكريمة توضح لنا أن الشمس لم تغرب في عين حمئة حقيقة، ولكن رأى ذي القرنين الشمس كأنها تغرب في عين حمئة. وهذا طبيعي، فهذه صورة توضح لنا أن من يرى غروب الشمس، سيبدو له كأن الشمس تغرب في الماء. فهذه صورة لتوضيح المسألة:
هذه الصورة التقطت في البحر الأسود.
وهذه صور لعيون في بخارى في أوزباكستان توضح أكثر ما قد رآه ذو القرنين عند مغرب الشمس:
ثم أتى هذا الجاهل بحديث اعتقد أنه سيزلزل الدين الإسلامي العظيم، وهذه صورة للحديث الذي وضعه في الفيديو:
دليل الملحد الأول ليؤكد وجهة نظره من معنى الآية بحديث:
لاحظوا معي، فعل أمرين للتدليس، أولاً، لم يأتي بالكتاب الذي عثر فيه على هذا الحديث، ثانياُ، ركز على المتن ولم يركز على السند، وقال أن الألباني صححه.
فبعد البحث، وجدت أن الألباني بالفعل صحح إسناد هذا الحديث، لكن عندما بحثت في صحيح أبي داود الذي ألفه الألباني بنفسه ووضع فيها كل الأحاديث الصحيحة في سنن أبي داود، لم أجد هذا الحديث! فليعلم كل مدلس من الملاحدة والنصارى، أننا نحن المسلمون أهل الدليل. على كل حال، الحديث الذي ذكره هذا الجاهل المدلس في الفيديو موجود في سنن أبي داود الجزء الرابع أو المجلد الرابع، الصفحة السابعة وثلاثون الحديث رقم 4002، وهذا نص الحديث بالكامل بدون تركيز على المتن فقط وترك السند:
4002– حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، وَالشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَقَالَ: «هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ هَذِهِ؟» قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ «فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ».
حكم الألباني: صحيح الإسناد.
يا ترى هل الحديث صحيح الإسناد يؤخذ به؟ لا، الدليل؟ إذا حكم المحدث على الحديث بأنه صحيح الإسناد، فهذا يعني أن هناك مشكلة في المتن، والحديث لم يحقق الشروط الخمسة في صحة الأحاديث، وهي:
1- عدالة جميع رواته.
2- تمام ضبط رواته لما يروون.
3- اتصال السند من أوله إلى منتهاه ، بحيث يكون كل راوٍ قد سمع الحديث ممن فوقه.
4- سلامة الحديث من الشذوذ في سنده ومتنه ، ومعنى الشذوذ : أن يخالف الراوي من هو أرجح منه.
5- سلامة الحديث من العلة في سنده ومتنه ، والعلة : سبب خفي يقدح في صحة الحديث ، يطّلع عليه الأئمة المتقنون.
والدليل الآخر على عدم جواز الأخذ بالحديث صحيح السند فقط هو عدم وضع هذا الحديث الذي صحح سنده الألباني بنفسه في كتابه الذي ألفه هو بنفسه صحيح أبي داود، وأتحدى أن يأتي أي ملحد بتصحيح للسند والمتن من الشيخ العلامة الألباني رحمه الله.
فهذا الجاهل، الملحد المسكين، ظنّ أنه سيقضي على الإسلام بهذا الحديث، وظنّ أن الحق لن يتعداه، وآمل يكون هذا الحديث دليل يؤكد على أن القرآن فعلاً يقول أن الشمس تغرب في عين حمئة حقيقية، فخاب أمل هذا المسكين.
الرد الأليم:
أولاً:
هذا الحديث بذلك اللفظ ضعيف لا يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم والعلة فيه سفيان بن حسين
وقال يعقوب بن شيبة صدوق ثقة وفي حديثه ضعيف
وقال النسائي ليس به بأس إلا في الزهري
وقال عثمان بن أبي شيبة كان ثقة إلا أنه كان مضطربا في الحديث قليلاً
وقال العجلي ثقة وقال بن سعد ثقة يخطىء في حديثه كثيراً
وقال أبو داود عن بن معين ليس بالحافظ
[تهذيب التهذيب 4/190]
فكما نرى أنه كان مضطرباً مخلطاً فى الحديث و سيء الحفظ رحمه الله، وقد ضعفه غير واحد من أهل العلم.
والحديث في البخارى ومسلم من غير طريق سفيان وليس فيه لفظة غروب الشمس فى عين حمئة البتة، فهو مما تفرد به و اختلط عليه الحديث بآية القرآن الكريمة.
ففي البخاري:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ ” يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ ”. قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ ” فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}”
وفي مسلم:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، – قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، – حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، – سَمِعَهُ فِيمَا، أَعْلَمُ – عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا ” أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ ” . قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ ” إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي لاَ يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ لَهَا ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ” . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ذَاكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ” .
ثانياً:
أن أئمة التفسير الأكابر تنبهوا لضعف هذه الزيادة و لم يعتمدوها فى تفسير الأية الكريمة فى سورة الكهف، وهذا ما سنبينه لاحقاً إن شاء الله.
فنرى أن الحديث لا يصلُح الإستدلال به وهو حديث ضعيف لا يجوز الإحتجاج به على أنه تأكيد على أن القرآن قال بغروب الشمس في عينٍ حمئة.
دليل الملحد الثاني ليؤكد وجهة نظره من معنى الآية من كتاب تاريخ الطبري:
أولاً، الاستدلال بكتب التاريخ باطل، فالمسلمين يعتمدون على الكتاب (القرآن الكريم) والسنة، والسنة تحتوي على أحاديث يأخذ بها المسلم ويحتج بها كأدلة على ما يقوله، وكتب السنة المعتمدة عند المسلمين هي كتب الصحاح الستة، وهم كالآتي:
1- صحيح البخاري
2- صحيح مسلم
3- سنن أبي داود
4- سنن النسائي
5- سنن الترمذي
6- سنن ابن ماجة
فاستدلال هذا الملحد بكتاب مثل تاريخ الطبري كدليل شرعي موثوق غير صحيح. لماذا قد تتسائل، وما هو الدليل على أن كتاب تاريخ الطبري العظيم لا يؤخذ به؟ دليلي من تاريخ الطبري نفسه! بل وقول الأمام الجليل الطبري نفسه!! بل وما قاله موجود في مقدمة تاريخ الطبري!!!
فهذا ما قاله الإمام الطبري في مقدمة الكتاب العظيم:
فكيف يحتج الملحد بكتاب يقول عنه مؤلفه بأنه يحتوي على أشياء ليست لها معنى، ولم يعرف لها وجهاً في الصحة!؟
على كل حال، هذا ما استدل به من كتاب تاريخ الطبري:
ومع أن الإستدلال بتاريخ الطبري باطل كما بيننا، أصر على هذا الفعل الملحد، والله أعلم إن كان جهلاً أم عمداً، على كل حال، ظهر الحق ولله الحمد والمنة، فهذا ضعيف وليس لديه أي وجه من الصحة، والدليل من كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري لمحمد بن طاهر البرزنجي ومحمد صبحي حسن حلاق:
دليل الملحد الثالث ليؤكد وجهة نظره من معنى الآية من التفاسير:
استدل هذا الجاهل ببعض التفاسير التي هي ليست من أمهات كتب التفاسير، ولهذا، سآتي بأدلة على أن الآية لا تقول بغروب الشمس حقيقة من أمهات التفاسير والكتب المعتمدة عند المسلمين وعند أهل السنة والجماعة، وأهمها تفسير القرآن العظيم للإبن كثير رحمه الله.
أولاً:
1- تفسير القرآن العظيم لابن كثير:
ثانياً:
2- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:
ثالثاً:
3- التفسير الميسر للقرآن الكريم:
وهنا رأينا أن أمهات كتب التفسير المعتمدة عند المسلمين وعند أهل السنة والجماعة تقول بأن ذو القرنين رأى الشمس تغرب في عين حمئة رأى العين، أي أن القرآن الكريم لم يقل بأنها (الشمس) حقيقة تغرب في عين حمئة. الحمدلله الذي أظهر الحق ودمغ الباطل وزهقه.
فائدة:
﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
– كتبه أخوكم السلفي الإماراتي لمدونة الحق الإسلامي
www.al7aqq.com
أقوى رد على شبهة غروب الشمس فى عين حمئة
صفعة على وجه كل ملحد يطرح هذه الشبهة
إعداد السلفي الإماراتي
جديد! شبهة تصحيح الألباني لحديث غروب الشمس في عين حمئة – فضح الملاحدة وبيان جهلهم بعلم الحديث:http://www.al7aqq.com/?p=155
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد. شبهة عين حمئة هي حقيقة شبهة جديدة، وسبب إنتشار الشبهة قليلاً هو ظهور الملاحدة الجهلاء بلغة العرب.
وبدأوا الملاحدة بطرح هذه الشبهة الساقطة ظناً منهم أن الشبهة ستتسبب في إنهيار الإسلام العظيم، وظنّ هؤلاء الجهلاء أنهم اكتشفوا شيئاً جديداً في القرآن لم يكتشفه أحد سواهم، وظن هؤلاء أن طرح هذه الشبهة السخيفة على المسلمين ستتسبب في شكهم بالقرآن الكريم والإسلام العظيم، وظنوا أن الإسلام سيسقط بسبب هذه الشبهة السخيفة، وظن هؤلاء أن الحق لن يتعداهم، وأنهم قد أثبتوا للناس جميعاً أن القرآن ليس كلام الله .. إنما هو كلام بشر، وهو كلام سيدنا محمد ابن عبدالله، صلى الله عليه وسلم. وإن شاء الله اليوم سننسف هذه الشبهة وسنسحقها.
الآية الكريمة التي أشكلت على الملاحدة هي:
﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا﴾ (الكهف: 86).
وفسر هؤلاء الجهال الآية الكريمة على أنها تقول بأن الشمس فعلاً تغرب في عين حمئة حقيقية، مع أن الشمس أكبر بكثير من أن تدخل في عين من عيون الأرض.
وهذا ما قاله الدكتور منقذ السقار، المتخصص في مقارنة الأديان، في هذه الشبهة:
" لا ريب أن القول بغياب الشمس في عين أو بحر بعيد كل البعد عن أبسط معارفنا العلمية التي قررها القرآن منذ زمن بعيد، فقد ذكر القرآن أن الشمس والقمر والأرض كواكب أو نجوم تسبح في أفلاكها في السماء: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ .. (الأنبياء: 33).
فلكل فلكه الخاص الذى لا يتداخل مع فلك غيره، فكيف يسوغ بعد ذلك أن ينسب إليه القول بغروب الشمس في عين من عيون الأرض .. ؟! إن هذا القول أبعد ما يكون عن لفظ القرآن ومعناه، ولو كان هذا الفهم المغلوط مراداً لوجب أن تشرق الشمس من نفس المحل وعلى نفس القوم الذين غربت عليهم، وهو ما لا يظنه عاقل .. ولو صغرت سنه، وهو ما ينفيه القرآن في نفس السياق.
إذ بعد غياب الشمس إنطلق ذو القرنين تجاه مشرقها: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً .. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً﴾ .. (الكهف: 89-90). القرآن فى هذه الآية وصف ما تبدى لذى القرنين ساعة الغروب .. حيث: ﴿وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾.
ولم يقل القرآن: إن الشمس تغرب فى تلك العين.
ومثل هذا كمثل ما يراه الناظر من غروب الشمس في البحر أو خلف جبل. " انتهى.
فنجد أن سياق الآية الكريمة توضح لنا أن الشمس لم تغرب في عين حمئة حقيقة، ولكن رأى ذي القرنين الشمس كأنها تغرب في عين حمئة. وهذا طبيعي، فهذه صورة توضح لنا أن من يرى غروب الشمس، سيبدو له كأن الشمس تغرب في الماء. فهذه صورة لتوضيح المسألة:
هذه الصورة التقطت في البحر الأسود.
وهذه صور لعيون في بخارى في أوزباكستان توضح أكثر ما قد رآه ذو القرنين عند مغرب الشمس:
ثم أتى هذا الجاهل بحديث اعتقد أنه سيزلزل الدين الإسلامي العظيم، وهذه صورة للحديث الذي وضعه في الفيديو:
دليل الملحد الأول ليؤكد وجهة نظره من معنى الآية بحديث:
لاحظوا معي، فعل أمرين للتدليس، أولاً، لم يأتي بالكتاب الذي عثر فيه على هذا الحديث، ثانياُ، ركز على المتن ولم يركز على السند، وقال أن الألباني صححه.
فبعد البحث، وجدت أن الألباني بالفعل صحح إسناد هذا الحديث، لكن عندما بحثت في صحيح أبي داود الذي ألفه الألباني بنفسه ووضع فيها كل الأحاديث الصحيحة في سنن أبي داود، لم أجد هذا الحديث! فليعلم كل مدلس من الملاحدة والنصارى، أننا نحن المسلمون أهل الدليل. على كل حال، الحديث الذي ذكره هذا الجاهل المدلس في الفيديو موجود في سنن أبي داود الجزء الرابع أو المجلد الرابع، الصفحة السابعة وثلاثون الحديث رقم 4002، وهذا نص الحديث بالكامل بدون تركيز على المتن فقط وترك السند:
4002– حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، وَالشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَقَالَ: «هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ هَذِهِ؟» قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ «فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ».
حكم الألباني: صحيح الإسناد.
يا ترى هل الحديث صحيح الإسناد يؤخذ به؟ لا، الدليل؟ إذا حكم المحدث على الحديث بأنه صحيح الإسناد، فهذا يعني أن هناك مشكلة في المتن، والحديث لم يحقق الشروط الخمسة في صحة الأحاديث، وهي:
1- عدالة جميع رواته.
2- تمام ضبط رواته لما يروون.
3- اتصال السند من أوله إلى منتهاه ، بحيث يكون كل راوٍ قد سمع الحديث ممن فوقه.
4- سلامة الحديث من الشذوذ في سنده ومتنه ، ومعنى الشذوذ : أن يخالف الراوي من هو أرجح منه.
5- سلامة الحديث من العلة في سنده ومتنه ، والعلة : سبب خفي يقدح في صحة الحديث ، يطّلع عليه الأئمة المتقنون.
والدليل الآخر على عدم جواز الأخذ بالحديث صحيح السند فقط هو عدم وضع هذا الحديث الذي صحح سنده الألباني بنفسه في كتابه الذي ألفه هو بنفسه صحيح أبي داود، وأتحدى أن يأتي أي ملحد بتصحيح للسند والمتن من الشيخ العلامة الألباني رحمه الله.
فهذا الجاهل، الملحد المسكين، ظنّ أنه سيقضي على الإسلام بهذا الحديث، وظنّ أن الحق لن يتعداه، وآمل يكون هذا الحديث دليل يؤكد على أن القرآن فعلاً يقول أن الشمس تغرب في عين حمئة حقيقية، فخاب أمل هذا المسكين.
الرد الأليم:
أولاً:
هذا الحديث بذلك اللفظ ضعيف لا يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم والعلة فيه سفيان بن حسين
وقال يعقوب بن شيبة صدوق ثقة وفي حديثه ضعيف
وقال النسائي ليس به بأس إلا في الزهري
وقال عثمان بن أبي شيبة كان ثقة إلا أنه كان مضطربا في الحديث قليلاً
وقال العجلي ثقة وقال بن سعد ثقة يخطىء في حديثه كثيراً
وقال أبو داود عن بن معين ليس بالحافظ
[تهذيب التهذيب 4/190]
فكما نرى أنه كان مضطرباً مخلطاً فى الحديث و سيء الحفظ رحمه الله، وقد ضعفه غير واحد من أهل العلم.
والحديث في البخارى ومسلم من غير طريق سفيان وليس فيه لفظة غروب الشمس فى عين حمئة البتة، فهو مما تفرد به و اختلط عليه الحديث بآية القرآن الكريمة.
ففي البخاري:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ ” يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ ”. قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ ” فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}”
وفي مسلم:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، – قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، – حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، – سَمِعَهُ فِيمَا، أَعْلَمُ – عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا ” أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ ” . قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ ” إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ثُمَّ تَجْرِي لاَ يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ لَهَا ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ” . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ذَاكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ” .
ثانياً:
أن أئمة التفسير الأكابر تنبهوا لضعف هذه الزيادة و لم يعتمدوها فى تفسير الأية الكريمة فى سورة الكهف، وهذا ما سنبينه لاحقاً إن شاء الله.
فنرى أن الحديث لا يصلُح الإستدلال به وهو حديث ضعيف لا يجوز الإحتجاج به على أنه تأكيد على أن القرآن قال بغروب الشمس في عينٍ حمئة.
دليل الملحد الثاني ليؤكد وجهة نظره من معنى الآية من كتاب تاريخ الطبري:
أولاً، الاستدلال بكتب التاريخ باطل، فالمسلمين يعتمدون على الكتاب (القرآن الكريم) والسنة، والسنة تحتوي على أحاديث يأخذ بها المسلم ويحتج بها كأدلة على ما يقوله، وكتب السنة المعتمدة عند المسلمين هي كتب الصحاح الستة، وهم كالآتي:
1- صحيح البخاري
2- صحيح مسلم
3- سنن أبي داود
4- سنن النسائي
5- سنن الترمذي
6- سنن ابن ماجة
فاستدلال هذا الملحد بكتاب مثل تاريخ الطبري كدليل شرعي موثوق غير صحيح. لماذا قد تتسائل، وما هو الدليل على أن كتاب تاريخ الطبري العظيم لا يؤخذ به؟ دليلي من تاريخ الطبري نفسه! بل وقول الأمام الجليل الطبري نفسه!! بل وما قاله موجود في مقدمة تاريخ الطبري!!!
فهذا ما قاله الإمام الطبري في مقدمة الكتاب العظيم:
فكيف يحتج الملحد بكتاب يقول عنه مؤلفه بأنه يحتوي على أشياء ليست لها معنى، ولم يعرف لها وجهاً في الصحة!؟
على كل حال، هذا ما استدل به من كتاب تاريخ الطبري:
ومع أن الإستدلال بتاريخ الطبري باطل كما بيننا، أصر على هذا الفعل الملحد، والله أعلم إن كان جهلاً أم عمداً، على كل حال، ظهر الحق ولله الحمد والمنة، فهذا ضعيف وليس لديه أي وجه من الصحة، والدليل من كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري لمحمد بن طاهر البرزنجي ومحمد صبحي حسن حلاق:
دليل الملحد الثالث ليؤكد وجهة نظره من معنى الآية من التفاسير:
استدل هذا الجاهل ببعض التفاسير التي هي ليست من أمهات كتب التفاسير، ولهذا، سآتي بأدلة على أن الآية لا تقول بغروب الشمس حقيقة من أمهات التفاسير والكتب المعتمدة عند المسلمين وعند أهل السنة والجماعة، وأهمها تفسير القرآن العظيم للإبن كثير رحمه الله.
أولاً:
1- تفسير القرآن العظيم لابن كثير:
ثانياً:
2- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:
ثالثاً:
3- التفسير الميسر للقرآن الكريم:
وهنا رأينا أن أمهات كتب التفسير المعتمدة عند المسلمين وعند أهل السنة والجماعة تقول بأن ذو القرنين رأى الشمس تغرب في عين حمئة رأى العين، أي أن القرآن الكريم لم يقل بأنها (الشمس) حقيقة تغرب في عين حمئة. الحمدلله الذي أظهر الحق ودمغ الباطل وزهقه.
فائدة:
﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
– كتبه أخوكم السلفي الإماراتي لمدونة الحق الإسلامي
www.al7aqq.com
تعليق