السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
كتاب : كيمياء السعادة . المؤلف : الإمام أبو حامد الغزالي .
قد يبدو عنوان الكتاب غريباً لأول وهلة , لكن مع القراءة يتبين المقصود .
فكيمياء السعادة التي يقول عنها الغزالي : (( لا تكون إلا في خزائن الله سبحانه ))
يقصد بها تهذيب النفس باجتناب الرذائل و تزكيتها عنها ,و اكتساب الفضائل و تحليتها بها .
ثم يقول : (( كل من طلب هذه الكيمياء من غير حضرة النبوة فقد أخطأ الطريق ))
لأن النبي صلى الله عليه و سلم معصوم ,و هو بالمؤمنين رؤوف رحيم , فالأخذ منه هو الطريق الأسلم .
ثم يفرد فصلاً لمعرفة النفس ,و مما يلفت النظر هنا كلامه عن القلب إذ يقول :
(( و ليس القلب هو هذه القطعة اللحمية التي في الصدر من الجانب الأيسر ,لأنه يكون في الدواب و الموتى... و أما حقيقة ً فالقلب ليس من هذا العالم لكنه من عالم الغيب))
و يرى الإمام الغزالي أن مفتاح معرفة الله سبحانه و تعالى هو معرفة هذا القلب ,
و لا يكون ذلك إلا بالمجاهدة .
و هو في فصل تال ٍ يسمي الروح قلباً و يجعلها محل معرفة الله تعالى .أما المجاهدة المذكورة أعلاه فأسّها معرفة عسكر القلب بحسب تعبيره :
1- عسكر ظاهر :الشهوة و الغضب و منازلها في سائر أعضاء البدن.
2- عسكر باطن : منازله الدماغ .
و هو هنا يركز على أن الشهوة و الغضب لهما وظيفة إيجابية فهما يحفظان أمر الطعام و الشراب و النكاح مما يحفظ الحواس , و حفظ الحواس يحفظ العقل الذي وظيفته التفكر في صنع الله تعالى , و العقل بدوره يخدم القلب المخصص للنظر إلى جمال الحضرة الإلهية.
ثم يقسم الغزالي الأخلاق لأربعة أقسام :
1- أخلاق الشياطين
2- أخلاق البهائم
3- أخلاق السباع
4- أخلاق الملائكة
و يشرحها و يوضحها في الكتاب فارجع اليه.
بعد ذلك يجئ فصل في غاية الأهمية بعنوان :
فصل : في أن اللذة و السعادة لابن آدم في معرفة الله سبحانه و تعالى .
و من كلامه :
(( و ليس موجود أشرف من الله سبحانه و تعالى , لأن شرف كل موجود به و منه, و كل عجائب العالم آثار صنعته , فلا معرفة أعز من معرفته ,و لا لذة أعظم من لذة معرفته , و ليس منظر أحسن من منظر حضرته. و كل لذات شهوات الدنيا متعلقة بالنفس و هي تبطل بالموت , و لذة معرفة الربوبية متعلقة بالقلب فلا تبطل بالموت , لأن القلب لا يهلك بالموت بل تكون لذته أكثر و ضوؤه أكبر أنه خرج من الظلمة إلى الضوء .))
رحم الله الإمام الغزالي و نفعنا بعلومه . آمين.
كتاب : كيمياء السعادة . المؤلف : الإمام أبو حامد الغزالي .
قد يبدو عنوان الكتاب غريباً لأول وهلة , لكن مع القراءة يتبين المقصود .
فكيمياء السعادة التي يقول عنها الغزالي : (( لا تكون إلا في خزائن الله سبحانه ))
يقصد بها تهذيب النفس باجتناب الرذائل و تزكيتها عنها ,و اكتساب الفضائل و تحليتها بها .
ثم يقول : (( كل من طلب هذه الكيمياء من غير حضرة النبوة فقد أخطأ الطريق ))
لأن النبي صلى الله عليه و سلم معصوم ,و هو بالمؤمنين رؤوف رحيم , فالأخذ منه هو الطريق الأسلم .
ثم يفرد فصلاً لمعرفة النفس ,و مما يلفت النظر هنا كلامه عن القلب إذ يقول :
(( و ليس القلب هو هذه القطعة اللحمية التي في الصدر من الجانب الأيسر ,لأنه يكون في الدواب و الموتى... و أما حقيقة ً فالقلب ليس من هذا العالم لكنه من عالم الغيب))
و يرى الإمام الغزالي أن مفتاح معرفة الله سبحانه و تعالى هو معرفة هذا القلب ,
و لا يكون ذلك إلا بالمجاهدة .
و هو في فصل تال ٍ يسمي الروح قلباً و يجعلها محل معرفة الله تعالى .أما المجاهدة المذكورة أعلاه فأسّها معرفة عسكر القلب بحسب تعبيره :
1- عسكر ظاهر :الشهوة و الغضب و منازلها في سائر أعضاء البدن.
2- عسكر باطن : منازله الدماغ .
و هو هنا يركز على أن الشهوة و الغضب لهما وظيفة إيجابية فهما يحفظان أمر الطعام و الشراب و النكاح مما يحفظ الحواس , و حفظ الحواس يحفظ العقل الذي وظيفته التفكر في صنع الله تعالى , و العقل بدوره يخدم القلب المخصص للنظر إلى جمال الحضرة الإلهية.
ثم يقسم الغزالي الأخلاق لأربعة أقسام :
1- أخلاق الشياطين
2- أخلاق البهائم
3- أخلاق السباع
4- أخلاق الملائكة
و يشرحها و يوضحها في الكتاب فارجع اليه.
بعد ذلك يجئ فصل في غاية الأهمية بعنوان :
فصل : في أن اللذة و السعادة لابن آدم في معرفة الله سبحانه و تعالى .
و من كلامه :
(( و ليس موجود أشرف من الله سبحانه و تعالى , لأن شرف كل موجود به و منه, و كل عجائب العالم آثار صنعته , فلا معرفة أعز من معرفته ,و لا لذة أعظم من لذة معرفته , و ليس منظر أحسن من منظر حضرته. و كل لذات شهوات الدنيا متعلقة بالنفس و هي تبطل بالموت , و لذة معرفة الربوبية متعلقة بالقلب فلا تبطل بالموت , لأن القلب لا يهلك بالموت بل تكون لذته أكثر و ضوؤه أكبر أنه خرج من الظلمة إلى الضوء .))
رحم الله الإمام الغزالي و نفعنا بعلومه . آمين.
تعليق