بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و الصلاة على رسوله و اله و صحبه و سلم والسلام عليكم اما بعد
ايها الاخوة الكرام البحث فى هذه المسالة يستلزم طرق علمية لا مفر منها وللاسف لم ارى حتى اليوم من تناولها بهذه الكيفية - على حد علمى المتواضع - و على الترتيب التالى حتى لا يكون البناء على اساس ضعيف :
1- معرفة مدى صحة تلك الاثار المروية عن عمر رضي الله عنه او غيره من ناحية السند فقد ثبت بالفعل على الاقل ان بعضها ضعيف كحديث ثمامة عن انس بالطريق او الرواية المذكورة هنا
https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=38487&p=545180&viewfull=1#post545 180
ولا يجب التعويل على الحكم المطلق الذى حكمه بعض العلماء بصحة هذا الحديث او تلك الاثار الموقوفة لا سيما ان كان مختلف فى الفاظه و الصواب هو البحث فى طرقه سندا و متنا
ولا يخفى عليكم ان الحكم على الحديث هو امر اجتهادي لا يجوز فيه التقليد لان الاجتهاد يصيب و يخطئ
و نستثنى من ذلك - كما اعتقد او اظن والله اعلم - ما ضعفه القدامى فقد ثبت رجحان علمهم و رسوخ اقدامهم فى العلل و تضعيف الحديث
اما حكمهم بالصحة على الاحاديث ففيه اخطاء و هذا امر يطول شرحه و اثباته و يحتاج ذلك لمصنف كامل لعرض ادلته مما يخرجنا عن الموضوع الاصلي ولعل الله ييسر لى ان اثبت ذلك بالادلة فى موضوع مستقل ولكن اغلب المواقع التى تتمسح فى حماية السنة و الدفاع عنها و عن الحديث و التوحيد ليس فيها من حرية النقاش العلمي ما يسمح بذلك ولعلكم تعلمون ذلك وفى هذا جناية على المنهج العلمي كما لا يخفى على عاقل
اضف الى كل ما سبق ان التضعيف و التعليل يكون فى الغالب - ان لم يكن بكل الاحوال - كالجرح المفسر اما التصحيح فلا يذكر فيه تفصيلا ولا بحثا فى الغالب الا ما كان من بعض المتاخرين و للاسف لم ترسخ اقدام اغلبهم فيه
2- نتيجة لما سبق سنخرج بنتيجة معينة من اثنتين :
اما عدم صحة الادعاء و انه لم يصح فى الامر رواية واحدة وان الفقهاء الذين تكلموا فى الامر تاثروا بتقليد هذه الروايات و ما بني على باطل فهو باطل و بالتالى فلم يثبت الزعم بالتمييز بين الاماء و الحرائر فى الحجاب ولا النقاب
او ان تترجح رواية بلفظها و معناها على الاخرى فتكون دليلا او على الاقل قرينة على ان للمسالة اصل فى عهد الصحابة او صدر الاسلام
3 - وفى هذه الحالة ان ثبت ذلك يتم توضيح و بيان المعنى الحقيقي المقصود من الفاظ الحديث او الرواية التى صحت وذكر الادلة على معنى الجلباب و القناع ووو الخ
و بالتالى يتبين لنا ما الذى تكشفه الامة وجهها ام شعرها هل هى مامورة بعدم ارتداء النقاب ام الخمار = الحجاب الشرعي العادي
و اذكر ان الفقهاء اختلفوا فى تحديد معنى ذلك وان الروايات ايضا اختلفت الفاظها فيما يجب الا ترتديه فتارة يقولون لا تتقنع و تارة اخرى لا تتجلبب و تارة ثالثة الخ فيجب اولا اثبات ما هو الجلباب المقصود هنا وما هو القناع وذلك بالادلة
وارى ان هذه النقطة تحديدا يتكلم فيها الناس كلاما مرسلا او كل على هواه
4 - شرح الغرض من هذا التفريق بين الحرائر و الاماء او الحكمة منه و قد اجاد فى هذه النقطة بعضكم او اكثركم كما سبق بالمشاركات التى بالرابط المذكور اعلاه و ربما غيركم فى مواقع اخرى و لكن لازالت تلك النقطة تحتاج لاستشهادات من الاثر مثلما استشهدتم بقول هند بنت عتبة " او تزنى الحرة ؟! "
احبائى فى الله سامحونى ان تجاوزت فسبب ذلك غيرة على العلم و الشرع من تساهل اغلب - ان لم يكن جميع - من تناول المسالة - ومثيلاتها - و تكلم فيها فلم يتبع كثيرا مما سبق بيانه فكان منه ذلك تقصيرا
تعليق