شبهة حول جواز نطق الكفر تحت الإكراه:
جاء فى سورة النحل: أن الإكراه على الكفر مع اطمئنان القلب بالإيمان ؛ يجوز. وهذا عند المعترض النصراني لا يصح، وحجته أن ليس من الأمانة أن يزور الإنسان فى عقيدته.
الرد على الشبهة:
إن الضرورات تبيح المحظورات.
قال تعالى: «من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم» (النحل/106).
هذه الآية الجليلة تؤكد واقعية الإسلام في أعظم قضاياه، وهي قضية العقيدة والإيمان والكفر بالله تعالى، ومراعاة أحوال المسلم، فإذا أكره على الكفر ولم يجد بداً من أن ينطق بكلمة الكفر فلا حرج عليه في ذلك ما دام قلبه مطمئنا بالإيمان، وهذه الآية الجليلة التي صَدَّرنا بها حديثنا عن واقعية الإسلام نزلت في حق صحابي جليل من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، هو عَمَّار بن ياسر (رضي الله تعالى عنه) حين عذبه الكفار، واشتد عذابهم له، فنطق مضطراً بكلمة الكفر لينجو من الهلاك، فلما رفعوا عنه العذاب بكى بكاءً حاراً، فلما سألوه عن سبب بكائه وقد نجاه الله تعالى من عذابهم ذكر لهم ما وقع فيه من أمر، فأخبروا الرسول (صلى الله عليه وسلم) بذلك، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: اسألوه ماذا عن قلبه؟ فقال لهم: مطمئن بالإيمان! فقال له الرسول (صلى الله عليه وسلم): إن عادوا، فعد!! أي: إن عادوا إلى عذابك ولم تستطع أن تتحمل وتصبر، فأعطهم ما يطلبون مادام قلبك مطمئنا بالإيمان.
يا لروعة الإسلام، ويا لمراعاته لأحوال أتباعه.. العبرة ليست بالأحوال ولكن بالنيات، لهذا يسعى الإسلام إلى استمالة قلوب الناس لا قوالبهم.
هذه هي واقعية الإسلام، ومراعاته لتغير أحوال المسلم في العقيدة، وهي قضية القضايا في الإسلام، وهذا يعني أن ما دونها أدعى لسماحة الإسلام ومراعاته، والعقيدة هي الأساس المكين الذي بُنِيَت عليه أركان الإسلام جميعها، وبنيت عليها واقعيته كذلك، ففي الصلاة مثلاً إذا كان المسلم صحيح البدن، فعليه أن يصلي الصلاة بجميع شروطها وأركانها، فإن عجز عن الوقوف لمرض أَلمَّ به صلى قاعداً، فإن عجز عن ذلك صلى على جنبه أو مستلقياً، فإن لم يستطع ذلك أخطر أعمال الصلاة على قلبه.
والحج كذلك إن لم تتوافر فيه شروطه من النفقة له ولأهل بيته أثناء حجه، ولم يتوافر له أمن الطريق وصحة البدن فلا حج عليه حتى تتحقق له الاستطاعة التي اشترطها الله تعالى لمن ينوي الحج، قال سبحانه وتعالى: « ..ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين» (آل عمران/97).
ومن تجليات واقعية الإسلام في فريضة الصيام أنه رفع الحرج عن المسلم المريض الذي يشق عليه الصوم، أو يزيد مرضه بالصوم أو يتأخر شفاؤه بسبب الصوم، فله أن يفطر حتى يشفى من مرضه، فيصوم ما أفطر من أيام، وله أن يقصر الصلاة ويجمعها في السفر، ويفطر ويقضي بعد ذلك.
إذاً، فأداء التكاليف والعبادات مرتبط بأحوال المسلم، فإذا تغيرت أحواله من الصحة إلى المرض، ومن القدرة إلى العجز، ومن الإقامة إلى السفر، فإن الإسلام يراعي كل هذا، ويخفف من شروط أداء العبادات عليه حتى يعود إلى أحواله العادية.
ولا يحق للنصراني أن يعترض لأن في كتابه من مثل ذلك بل ومنه مما هو أشد من ذلك مما يأباه عقله وديننا، لكنه قبله وآمن به:
وهذا موجود بكثرة فى التوراة وفى الإنجيل ومن ذلك: ما جاء فى الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك الأول أن رجلاً من رجال الله جاء إلى مدينة " بيت إيل " وتنبأ عليه. وقال له الملك ادخل إلى بيتى لأعطيك أجرة ؛ فأبى بحجة أنه أمر من الله أن يعود مسرعاً. وكان نبى شيخ ساكناً فى بيت إيل. فأتى إليه بنوه وقصّوا عليه قصة رجل الله. فقال لهم: دلونى على الطريق التى رجع منها. فلما لحقه قال له: ارجع معى لتتقوت. فأبى. فقال له النبى الشيخ: " أنا أيضاً نبى مثلك. وقد كلمنى ملاك بكلام الرب قائلاً: ارجع به معك إلى بيتك. فيأكل خبزاً ويشرب ماء. كذب عليه. فرجع معه وأكل خبزاً وشرب ماء [ 1مل 13: 17ـ19].
فقد استعمل الحيلة فى إرجاعه و " كذب عليه "
وفى الأناجيل والرسائل أن بولس كان ذا لسانين وذا وجهين.
فإنه لما ردوه للسياط ، كذب وقال: إننى رومانى الجنسية وقد ولدت حرًّا [أعمال 22: 28] وقال: أنا رجل يهودى من سبط بنيامين [رومية 11:1]. ولما مثل أمام رئيس الكهنة وضربه على فمه قال له بولس: " سيضربك الله أيها الحائط المبيض " ولما شتمه بهذا القول وفى التوراة أنه لا يجوز شتم رئيس الكهنة وَوَجَّه إليه اللوم على مخالفته للتوراة. قال بولس: لم أكن أعرف أيها الأخوة أنه رئيس كهنة ؛ لأنه مكتوب: رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا [أع 23: 1ـ5] ، [خروج 22: 28].
وفى التوراة أن الإكراه على كسر حكم من أحكام الشريعة يسقط العقاب على كسر الحكم. فإن الفتاة العذراء المخطوبة لرجل ، إن وجدها فى الحقل وأمسكها الرجل واضطجع معها ؛ يموت الرجل الذى اضطجع معها وحده " وأما الفتاة فلا تفعل بها شيئاً. ليس على الفتاة خطية للموت ، بل كما يقوم رجل على صاحبه ويقتله قتلاً. هكذا هذا الأمر ، إنه فى الحقل وجدها ؛ فصرخت الفتاة المخطوبة فلم يكن من يخلصها " [تث 22: 26ـ27].
وفى الإنجيل ينصح المسيح تلاميذه بالحذر من الناس فيقول: " ها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيات ، وبسطاء كالحمام. ولكن احذروا من الناس " [متى 10: 16ـ17].
جاء فى سورة النحل: أن الإكراه على الكفر مع اطمئنان القلب بالإيمان ؛ يجوز. وهذا عند المعترض النصراني لا يصح، وحجته أن ليس من الأمانة أن يزور الإنسان فى عقيدته.
الرد على الشبهة:
إن الضرورات تبيح المحظورات.
قال تعالى: «من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم» (النحل/106).
هذه الآية الجليلة تؤكد واقعية الإسلام في أعظم قضاياه، وهي قضية العقيدة والإيمان والكفر بالله تعالى، ومراعاة أحوال المسلم، فإذا أكره على الكفر ولم يجد بداً من أن ينطق بكلمة الكفر فلا حرج عليه في ذلك ما دام قلبه مطمئنا بالإيمان، وهذه الآية الجليلة التي صَدَّرنا بها حديثنا عن واقعية الإسلام نزلت في حق صحابي جليل من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، هو عَمَّار بن ياسر (رضي الله تعالى عنه) حين عذبه الكفار، واشتد عذابهم له، فنطق مضطراً بكلمة الكفر لينجو من الهلاك، فلما رفعوا عنه العذاب بكى بكاءً حاراً، فلما سألوه عن سبب بكائه وقد نجاه الله تعالى من عذابهم ذكر لهم ما وقع فيه من أمر، فأخبروا الرسول (صلى الله عليه وسلم) بذلك، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: اسألوه ماذا عن قلبه؟ فقال لهم: مطمئن بالإيمان! فقال له الرسول (صلى الله عليه وسلم): إن عادوا، فعد!! أي: إن عادوا إلى عذابك ولم تستطع أن تتحمل وتصبر، فأعطهم ما يطلبون مادام قلبك مطمئنا بالإيمان.
يا لروعة الإسلام، ويا لمراعاته لأحوال أتباعه.. العبرة ليست بالأحوال ولكن بالنيات، لهذا يسعى الإسلام إلى استمالة قلوب الناس لا قوالبهم.
هذه هي واقعية الإسلام، ومراعاته لتغير أحوال المسلم في العقيدة، وهي قضية القضايا في الإسلام، وهذا يعني أن ما دونها أدعى لسماحة الإسلام ومراعاته، والعقيدة هي الأساس المكين الذي بُنِيَت عليه أركان الإسلام جميعها، وبنيت عليها واقعيته كذلك، ففي الصلاة مثلاً إذا كان المسلم صحيح البدن، فعليه أن يصلي الصلاة بجميع شروطها وأركانها، فإن عجز عن الوقوف لمرض أَلمَّ به صلى قاعداً، فإن عجز عن ذلك صلى على جنبه أو مستلقياً، فإن لم يستطع ذلك أخطر أعمال الصلاة على قلبه.
والحج كذلك إن لم تتوافر فيه شروطه من النفقة له ولأهل بيته أثناء حجه، ولم يتوافر له أمن الطريق وصحة البدن فلا حج عليه حتى تتحقق له الاستطاعة التي اشترطها الله تعالى لمن ينوي الحج، قال سبحانه وتعالى: « ..ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين» (آل عمران/97).
ومن تجليات واقعية الإسلام في فريضة الصيام أنه رفع الحرج عن المسلم المريض الذي يشق عليه الصوم، أو يزيد مرضه بالصوم أو يتأخر شفاؤه بسبب الصوم، فله أن يفطر حتى يشفى من مرضه، فيصوم ما أفطر من أيام، وله أن يقصر الصلاة ويجمعها في السفر، ويفطر ويقضي بعد ذلك.
إذاً، فأداء التكاليف والعبادات مرتبط بأحوال المسلم، فإذا تغيرت أحواله من الصحة إلى المرض، ومن القدرة إلى العجز، ومن الإقامة إلى السفر، فإن الإسلام يراعي كل هذا، ويخفف من شروط أداء العبادات عليه حتى يعود إلى أحواله العادية.
ولا يحق للنصراني أن يعترض لأن في كتابه من مثل ذلك بل ومنه مما هو أشد من ذلك مما يأباه عقله وديننا، لكنه قبله وآمن به:
وهذا موجود بكثرة فى التوراة وفى الإنجيل ومن ذلك: ما جاء فى الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك الأول أن رجلاً من رجال الله جاء إلى مدينة " بيت إيل " وتنبأ عليه. وقال له الملك ادخل إلى بيتى لأعطيك أجرة ؛ فأبى بحجة أنه أمر من الله أن يعود مسرعاً. وكان نبى شيخ ساكناً فى بيت إيل. فأتى إليه بنوه وقصّوا عليه قصة رجل الله. فقال لهم: دلونى على الطريق التى رجع منها. فلما لحقه قال له: ارجع معى لتتقوت. فأبى. فقال له النبى الشيخ: " أنا أيضاً نبى مثلك. وقد كلمنى ملاك بكلام الرب قائلاً: ارجع به معك إلى بيتك. فيأكل خبزاً ويشرب ماء. كذب عليه. فرجع معه وأكل خبزاً وشرب ماء [ 1مل 13: 17ـ19].
فقد استعمل الحيلة فى إرجاعه و " كذب عليه "
وفى الأناجيل والرسائل أن بولس كان ذا لسانين وذا وجهين.
فإنه لما ردوه للسياط ، كذب وقال: إننى رومانى الجنسية وقد ولدت حرًّا [أعمال 22: 28] وقال: أنا رجل يهودى من سبط بنيامين [رومية 11:1]. ولما مثل أمام رئيس الكهنة وضربه على فمه قال له بولس: " سيضربك الله أيها الحائط المبيض " ولما شتمه بهذا القول وفى التوراة أنه لا يجوز شتم رئيس الكهنة وَوَجَّه إليه اللوم على مخالفته للتوراة. قال بولس: لم أكن أعرف أيها الأخوة أنه رئيس كهنة ؛ لأنه مكتوب: رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا [أع 23: 1ـ5] ، [خروج 22: 28].
وفى التوراة أن الإكراه على كسر حكم من أحكام الشريعة يسقط العقاب على كسر الحكم. فإن الفتاة العذراء المخطوبة لرجل ، إن وجدها فى الحقل وأمسكها الرجل واضطجع معها ؛ يموت الرجل الذى اضطجع معها وحده " وأما الفتاة فلا تفعل بها شيئاً. ليس على الفتاة خطية للموت ، بل كما يقوم رجل على صاحبه ويقتله قتلاً. هكذا هذا الأمر ، إنه فى الحقل وجدها ؛ فصرخت الفتاة المخطوبة فلم يكن من يخلصها " [تث 22: 26ـ27].
وفى الإنجيل ينصح المسيح تلاميذه بالحذر من الناس فيقول: " ها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيات ، وبسطاء كالحمام. ولكن احذروا من الناس " [متى 10: 16ـ17].