السَلام عَليكُم
بِدايَة هَذا المَوضُوع كان رَداً لِلْعَبْد الفَقِير عَلى إسْتِفْسار مِن أحَد الأساتِذَة الأعْضاء حَول مَفهُوم الإسْلام و صَلاحِيَتِهِ لِكُل زَمان , و لَما كَثُر الطَعْن عَلى الإسْلام في هَذه الأيام عَبْر الإعْلام و الصُحُف , رأيتُ أنهُ قَد يَكُون في رَفعهِ في مَوضُوعٍ مُسْتقَلٍ فائِدَة لأهْل المُنْتدى و زُوارِهِ .
الإسْلام هُو دِين كُل الأنْبياء و الرُسُل فَما بُعِث نَبِيّ إلى قَومِه إلى بِرسالَة الإسْلام التي أنْزلها الرَحّمَن بِشَكلاً تَدريجياً حَتى أتَمها بأخِر خِطابات السَماء إلى أهْل الأرْض بإرْسال خاتَم الأنْبياء و سَيد الأولِين و الأخِرين و إمام المُرْسَلين رَسُول الله مُحمداً صَلى الله عَليه و سَلّم , مِثْلَما يَبدأ الطِفْل بالحَضانَة و يَنتهِي بالتَخرُج مِن الجامِعَة ....
قال رَسول الله صَلى الله عَليِهِ و سَلَم :
"إنَّ مَثَلي ومَثَلَ الأنبياءِ من قبلي ، كمَثَلِ رجلٍ بنى بيتًا ، فأحسَنه وأجمَله إلَّا موضِعَ لبِنةٍ من زاويةٍ ، فجعَل النَّاسُ يطوفونَ به ، ويعجَبونَ له ويقولون : هلَّا وُضِعَت هذه اللَّبِنةُ ؟ قال : فأنا اللَّبِنةُ ، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ"
و يَقُول الكِتاب المُقَدَس :
" قال لهم يسوع: «اما قراتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا؟" إنْجِيل مَتى الإصْحاح 21 الفَقرَة 42
فَهَذا مِن ناحيَة المُعتَقَد و نَجد في القُرآن الكَرِيم و حَتى في الكِتاب المُقَدَس كُل الرِسالات التي أنْزلَها الله تَبارَك و تَعالى للإنْسان كانَت تَدعو إلى عِبادَة الرَحْمَن وَحده لا شَريك لَه
قال تَعالى :
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ }
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }
كَما أن هَذا مَوجوداً في ذَلِك الميراث المُشَوَه مِن الكِتاب المُقَدَس
"لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ.لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الابناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ" خُروج الإصْحاح 20 الفَقرَة 5
" فاعلم ان الرب الهك هو الله الاله الامين الحافظ العهد والاحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه الى الف جيل" التَثنيَة الإصْحاح 7 الفَقرَة 9
"لا يكن لك آلهة اخرى امامي.لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الارض من اسفل وما في الماء من تحت الارض.لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ لاني انا الرب الهك اله غيور.افتقد ذنوب الآباء في الابناء وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني" التَثْنِيَة الإصْحاح 5 الفَقرَة 7
"هكذا يقول الرب ملك اسرائيل وفاديه رب الجنود.انا الاول وانا الآخر ولا اله غيري." أشْعِياء الإصْحاح 44 الفَقرَة 6
"ليعلم كل شعوب الارض ان الرب هو الله وليس آخر." المُلوك الأوَل الإصْحاح 8 الفَقرَة 60
"فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد." مُرقُس الإصْحاح 12 الفَقرَة 29
"وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته." يوحنا الإصْحاح 17 الفَقرَة 3
مِن هَذا المُنْطَلَق نَسْتَطِيع أن نَقول أن الإسْلام مَفهُوماً هو دين الله تَعالى الذي كان عَليهِ الأنبياء و الرُسُل و هو مَنهَجَهُم الإعْتِقادي و الإسْلام رِسالَة جامِعَة و القُرآن الكَرِيم كِتاباً مُهيمِناً و تَشريعِهِ كان و سَيظَل صالِحاً أصاب الفُقهاء في تَطبيقِهِ أو أخْطأوُا , فَتِلك القاعِدَة لِلتعايُش السَلّمي بَين البَشَر أعطَت كُل المَفاهيم و المَصادِر للإنْسان نَفسياً و إجْتماعياً وشَمِلتَ التكامُل بَين الرُوح و الجَسَد فأشبَع الله بِهِ أشُواقِهِ الرَوحيَة و كَفّى بِهِ حاجاتِهِ الماديَة في تَكامُل و تَنسُق بَديع و عَجِيب , بَل تَخطى الإنْسان لِكُل الأمّم فأكرَم الإنْسان و عَلمَهُ أن التَقُوى هِي مِعيار التَفْضِيل و عَلَم الأمّم كيف تَحيا سِلماً و حَرباً بِما لَم تَصِل إليه كُل ما مَعارِف الإنْسان بِحدُودِه الذِهْنيَة مِن مُعاهداتٍ و إتِفاقياتٍ و دَساتِير .
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
و لأن الإسْلام تَشريعاً هو أخِرِ رِسالات الله إلى أهْل الأرْض فَقَد إهْتَم بِتَشْرِيعات مُفَصَلَة و مُبَيَنَة عَقَدِيَة و دُنيَويَة و لَقَد سَبَقَ الإسْلام نَموذجاً سابِقاً " بِشَكْل أصْغَر " في تَكوين الحياة الإجْتِماعيَة و السياسيَة و مَبادئ دَولَة مُوسى عَليِهِ و عَلى المُصْطَفى الصَلاة و الإسْلام إلا أنها لَم تَكُن تُغَطي جُل الجَوانِب سِيما و أنها كانَت لِِبَني إسْرائيل فَقَط الذي عَبروا مَع موسى و حَتى المَسيح لَم يَضْع شَريعَة مُسْتَقِلَة عَن شَريعَة مُوسى .
" لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل." مَتى الإًْصْحاح 5 الفَقرَة 17
و قَبْل الإسْتِطراد هُناك نُقْطَة في غايَة الأهَمِيَة يَنْبَغي تَوضيحُها , الدَساتِير و هي المادَة التي تَستَوحي الأنْظِمَة و القَوانِين كَحُلول لِلقضايا السِياسيَة و الإجْتِماعيَة التي تَسِير عَليها الدَولَة و هو المَعنيّ بِتَنْظِيم سُلطات الدَولَة و حُقوق الحاكِم و المَحْكوم في العالَم ,لَم تُعني بِالخُلُق و رِفعَة و سُمو الأخْلاق فَلا يوجَد في دَساتير العالَم كُلُه مادَة تَعِظ بِعَدَم الكَذِب و الإنتهاء عَن الزِنا و صَلاح النَفْس و المُجازَاة عَلى ذَلِكَ أو الحَث عَلى الكَرَم و الفَضِيلَة .
بَل عَلى العَكْس رُبما يُقَنِن ما حَرَم الله تَعالى بِبَعيد مِثْل تَقنين الشُذوذ و السِحاق و زواج المِثْل و تَنْظِيم أماكِن مُمارَسَة الراذِيلَة و المُشارَكَة في أرباح القِمار و المَيِسِر و تأكيد أنهُ لا تَعامُل إقْتِصادي بِغَير رِبا , فالدُستور جامِد جِداً لا رَوح فيِهِ مِن هَذه الناحيَة , فَلا يَعنيَه أن تَكون صالِحاً أو غَيرهُ المُهِم أن تُراعي قَوانِين الدَولَة فَقَط , بِمَعنى أنه يَفْتَقِر إلى النَظَر إلى الإصْلاح الشَخصي و هَذا ما مَيَزَ الدُستور الشَرعي عَن الوَضعي
و أما القانون فَهو مَجْموعَة القواعِد العامَة المُجَرَدَة و المُلْزِمَة التي تُبيح و تَحظُر في ضَوء الدُستور .
فَلَم يوجَد ديناً أعطى تَصوَراً لِدَولَة مِثْل الإسْلام و الشَرِيعَة الإسْلاميَة لا تَتَغَير كَنِظام " الدُستور" بَيد أنها قابِلَة لِلتَغير و مواكَبَة ما يَطرأ مِن مُستَجَدات مِن الناحِيَة التَطبيقيَة التَنفيذيَة , بِمَعنى قابِليَة الشَريعَة للإسْتِجابَة لِكُل المُتَغيرات , و لِتَوضيح ماهيَة الشَريعَة الإسْلاميَة أو الدُستور – و هي كَلِمَة غَير عَرَبِيَة بِالمُناسَبَة – الإسْلامي " إن صَح الْلَفظ " نَسرُد مَصادِرَهُ على التَرتيب التالي :
1-القُرآن الكَريم
2-السُنَة النَبَويَة المُطَهَرَة
3-الإجْماع
4- القياس
.... يُتْبَع
بِدايَة هَذا المَوضُوع كان رَداً لِلْعَبْد الفَقِير عَلى إسْتِفْسار مِن أحَد الأساتِذَة الأعْضاء حَول مَفهُوم الإسْلام و صَلاحِيَتِهِ لِكُل زَمان , و لَما كَثُر الطَعْن عَلى الإسْلام في هَذه الأيام عَبْر الإعْلام و الصُحُف , رأيتُ أنهُ قَد يَكُون في رَفعهِ في مَوضُوعٍ مُسْتقَلٍ فائِدَة لأهْل المُنْتدى و زُوارِهِ .
الإسْلام هُو دِين كُل الأنْبياء و الرُسُل فَما بُعِث نَبِيّ إلى قَومِه إلى بِرسالَة الإسْلام التي أنْزلها الرَحّمَن بِشَكلاً تَدريجياً حَتى أتَمها بأخِر خِطابات السَماء إلى أهْل الأرْض بإرْسال خاتَم الأنْبياء و سَيد الأولِين و الأخِرين و إمام المُرْسَلين رَسُول الله مُحمداً صَلى الله عَليه و سَلّم , مِثْلَما يَبدأ الطِفْل بالحَضانَة و يَنتهِي بالتَخرُج مِن الجامِعَة ....
قال رَسول الله صَلى الله عَليِهِ و سَلَم :
"إنَّ مَثَلي ومَثَلَ الأنبياءِ من قبلي ، كمَثَلِ رجلٍ بنى بيتًا ، فأحسَنه وأجمَله إلَّا موضِعَ لبِنةٍ من زاويةٍ ، فجعَل النَّاسُ يطوفونَ به ، ويعجَبونَ له ويقولون : هلَّا وُضِعَت هذه اللَّبِنةُ ؟ قال : فأنا اللَّبِنةُ ، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ"
و يَقُول الكِتاب المُقَدَس :
" قال لهم يسوع: «اما قراتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا؟" إنْجِيل مَتى الإصْحاح 21 الفَقرَة 42
فَهَذا مِن ناحيَة المُعتَقَد و نَجد في القُرآن الكَرِيم و حَتى في الكِتاب المُقَدَس كُل الرِسالات التي أنْزلَها الله تَبارَك و تَعالى للإنْسان كانَت تَدعو إلى عِبادَة الرَحْمَن وَحده لا شَريك لَه
قال تَعالى :
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ }
{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }
كَما أن هَذا مَوجوداً في ذَلِك الميراث المُشَوَه مِن الكِتاب المُقَدَس
"لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ.لاني انا الرب الهك اله غيور افتقد ذنوب الآباء في الابناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيّ" خُروج الإصْحاح 20 الفَقرَة 5
" فاعلم ان الرب الهك هو الله الاله الامين الحافظ العهد والاحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه الى الف جيل" التَثنيَة الإصْحاح 7 الفَقرَة 9
"لا يكن لك آلهة اخرى امامي.لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الارض من اسفل وما في الماء من تحت الارض.لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ لاني انا الرب الهك اله غيور.افتقد ذنوب الآباء في الابناء وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني" التَثْنِيَة الإصْحاح 5 الفَقرَة 7
"هكذا يقول الرب ملك اسرائيل وفاديه رب الجنود.انا الاول وانا الآخر ولا اله غيري." أشْعِياء الإصْحاح 44 الفَقرَة 6
"ليعلم كل شعوب الارض ان الرب هو الله وليس آخر." المُلوك الأوَل الإصْحاح 8 الفَقرَة 60
"فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد." مُرقُس الإصْحاح 12 الفَقرَة 29
"وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته." يوحنا الإصْحاح 17 الفَقرَة 3
مِن هَذا المُنْطَلَق نَسْتَطِيع أن نَقول أن الإسْلام مَفهُوماً هو دين الله تَعالى الذي كان عَليهِ الأنبياء و الرُسُل و هو مَنهَجَهُم الإعْتِقادي و الإسْلام رِسالَة جامِعَة و القُرآن الكَرِيم كِتاباً مُهيمِناً و تَشريعِهِ كان و سَيظَل صالِحاً أصاب الفُقهاء في تَطبيقِهِ أو أخْطأوُا , فَتِلك القاعِدَة لِلتعايُش السَلّمي بَين البَشَر أعطَت كُل المَفاهيم و المَصادِر للإنْسان نَفسياً و إجْتماعياً وشَمِلتَ التكامُل بَين الرُوح و الجَسَد فأشبَع الله بِهِ أشُواقِهِ الرَوحيَة و كَفّى بِهِ حاجاتِهِ الماديَة في تَكامُل و تَنسُق بَديع و عَجِيب , بَل تَخطى الإنْسان لِكُل الأمّم فأكرَم الإنْسان و عَلمَهُ أن التَقُوى هِي مِعيار التَفْضِيل و عَلَم الأمّم كيف تَحيا سِلماً و حَرباً بِما لَم تَصِل إليه كُل ما مَعارِف الإنْسان بِحدُودِه الذِهْنيَة مِن مُعاهداتٍ و إتِفاقياتٍ و دَساتِير .
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
و لأن الإسْلام تَشريعاً هو أخِرِ رِسالات الله إلى أهْل الأرْض فَقَد إهْتَم بِتَشْرِيعات مُفَصَلَة و مُبَيَنَة عَقَدِيَة و دُنيَويَة و لَقَد سَبَقَ الإسْلام نَموذجاً سابِقاً " بِشَكْل أصْغَر " في تَكوين الحياة الإجْتِماعيَة و السياسيَة و مَبادئ دَولَة مُوسى عَليِهِ و عَلى المُصْطَفى الصَلاة و الإسْلام إلا أنها لَم تَكُن تُغَطي جُل الجَوانِب سِيما و أنها كانَت لِِبَني إسْرائيل فَقَط الذي عَبروا مَع موسى و حَتى المَسيح لَم يَضْع شَريعَة مُسْتَقِلَة عَن شَريعَة مُوسى .
" لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمل." مَتى الإًْصْحاح 5 الفَقرَة 17
و قَبْل الإسْتِطراد هُناك نُقْطَة في غايَة الأهَمِيَة يَنْبَغي تَوضيحُها , الدَساتِير و هي المادَة التي تَستَوحي الأنْظِمَة و القَوانِين كَحُلول لِلقضايا السِياسيَة و الإجْتِماعيَة التي تَسِير عَليها الدَولَة و هو المَعنيّ بِتَنْظِيم سُلطات الدَولَة و حُقوق الحاكِم و المَحْكوم في العالَم ,لَم تُعني بِالخُلُق و رِفعَة و سُمو الأخْلاق فَلا يوجَد في دَساتير العالَم كُلُه مادَة تَعِظ بِعَدَم الكَذِب و الإنتهاء عَن الزِنا و صَلاح النَفْس و المُجازَاة عَلى ذَلِكَ أو الحَث عَلى الكَرَم و الفَضِيلَة .
بَل عَلى العَكْس رُبما يُقَنِن ما حَرَم الله تَعالى بِبَعيد مِثْل تَقنين الشُذوذ و السِحاق و زواج المِثْل و تَنْظِيم أماكِن مُمارَسَة الراذِيلَة و المُشارَكَة في أرباح القِمار و المَيِسِر و تأكيد أنهُ لا تَعامُل إقْتِصادي بِغَير رِبا , فالدُستور جامِد جِداً لا رَوح فيِهِ مِن هَذه الناحيَة , فَلا يَعنيَه أن تَكون صالِحاً أو غَيرهُ المُهِم أن تُراعي قَوانِين الدَولَة فَقَط , بِمَعنى أنه يَفْتَقِر إلى النَظَر إلى الإصْلاح الشَخصي و هَذا ما مَيَزَ الدُستور الشَرعي عَن الوَضعي
و أما القانون فَهو مَجْموعَة القواعِد العامَة المُجَرَدَة و المُلْزِمَة التي تُبيح و تَحظُر في ضَوء الدُستور .
فَلَم يوجَد ديناً أعطى تَصوَراً لِدَولَة مِثْل الإسْلام و الشَرِيعَة الإسْلاميَة لا تَتَغَير كَنِظام " الدُستور" بَيد أنها قابِلَة لِلتَغير و مواكَبَة ما يَطرأ مِن مُستَجَدات مِن الناحِيَة التَطبيقيَة التَنفيذيَة , بِمَعنى قابِليَة الشَريعَة للإسْتِجابَة لِكُل المُتَغيرات , و لِتَوضيح ماهيَة الشَريعَة الإسْلاميَة أو الدُستور – و هي كَلِمَة غَير عَرَبِيَة بِالمُناسَبَة – الإسْلامي " إن صَح الْلَفظ " نَسرُد مَصادِرَهُ على التَرتيب التالي :
1-القُرآن الكَريم
2-السُنَة النَبَويَة المُطَهَرَة
3-الإجْماع
4- القياس
.... يُتْبَع
تعليق