قِيّمَة قُرآنيَة ,مِيثاق الشَرف في آيَتين ....

تقليص

عن الكاتب

تقليص

صفي الدين مُسْلِم حُرٍ لله اكتشف المزيد حول صفي الدين
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صفي الدين
    مشرف المنتدى

    • 29 سبت, 2006
    • 2596
    • قانُوني
    • مُسْلِم حُرٍ لله

    قِيّمَة قُرآنيَة ,مِيثاق الشَرف في آيَتين ....

    السَلام عَليكُم

    راوَدَتْنِي اليَوم فِكْرَة , بَينَما كُنْت أسْتَمِع إلى كِتاب الله تَعالى , بالتَحْدِيد سُورَة المائِدَة و رُبّما لا تَخرُج تِلكَ الفِكْرَة عَمّا أحياه هَذه الأيام مِن ظُروفٍ حَيثُ كُنت أبْحَث عَن آيَة كَريمَة و هِي قَولِهِ تَعالى :

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "

    ما دَفعني إلى إفراغِها في شَكل سُطورٍ هُنا عَلى صَفحات المُنْتَدى قُبَيل أن تَتَبَدَد مِن ذِهْني و قَد تَكُون هَذه المُشارَكَة البَسيطَة بَوابَة لِعِدَة مُشارَكات لا تَخرُج عَن النِطاق الآتِي مِن سُطورٍ , لِفكرَتي المُتواضِعَة التي كَالعادَة قَد تَحّتَمِل الصَواب و قَد تَحّتَمِل الخَطأ .

    الإسْلام إنْفَرَد بقَواعِد و أوجُه لا يُضاهِيه فِيها أي مُعتَقَدٍ أخَر فَهُو أكْثَر دِين – و إن كُنْت أقُول لا أدْيان غَيرِهِ , حَيثُ هُو دُعوَى كُل الأنْبياء و الرُسُل و غِيرِهِ هِي إفْرازات اليَد البَشريَة حَتى و إن كان لَها أصْل سَماوي – عَلى وَجه البَسيطَة تَحَدث عَن نُبوءات حَدَثت بِالحَرْف الواحِد كَما قالَها القُرآن الكَريِم أو أخْبَر بِها النَبيّ صَلى الله عَليه و سَلَم .... و نَتحدى في ذَلِك أي صاحِب مُعتَقدٍ أخَر ....و نَمُوذَج عَلى ذَلِك - و النَماذِج كَثيرَة لِمَن أراد الإسْهاب , كَما يَعلَم الجَميع و سضبَق الكِتابَة فِيها مَراتٍ و مَرات - أحادِيث رَسُول الله صَلى الله عَليه و سَلّم عَن عَلامات الساعَة التي رَأينها رُؤى العَين .

    " سيأتِي عَلى الناس سَنواتٍ خَداعات , يُصَدَق فِيها الكاذِب و يُكَذَب فِيها الصادِق , و يُؤْتَمَن فِيها الخائِن و يُخّوَن فِيها الأمِين , و يَنْطِق فِيها الرُويبِضَة , قِيل و ما الرُويبِضَة ؟ قال : الرَجُل التافِه يَتَكَلَم في أمْر العامَة "

    " مِن أشِْراط الساعَة أن يُرْفَع العِلْم و يُثَبت الجَهْل و يُشْرَب الخَمْر و يَظْهَر الزِنا "

    " لا تَقُوم الساعَة حَتى يَتطاوَل الناس في البُنيان "

    كَما أن الإسْلام أكْثَر مَن تَحَدث عَن المَبادئ و القِيّم و الخُلُق و الضَمِير و الشِرَف و لا سِيما في الخُصُومَة , و هَذا هُو بَيت القَصِيد و الدافِع لِتَوجهِي إلى جِهازِي و سِطْر هَذا المَوضُوع و الفِكْرَة المُتواضِعَة التي تبادَرت إلى ذِهْني .

    هُناك الكَثير و الكَثير فِي دِينِنا الحَنيف ما يُدُل عَلى أسْلَفتُ مِن مَعانٍ راقِيَة سَواءاً في القُرآن الكَرِيم أو فِي السُنّة النَبويَة المُطَهَرَة و التي تَحثُ المُسْلِم عَلى الحِفاظ عَلى مَبادِئِهِ و قِيَمِهِ و شَرفِهِ و ضَمِيرِهِ و خُلُقِهِ صَراحَة و ضَمنياً و ما لَفت إنتباهِي حالَما سَمِعت آيتَين مَعنى ضِمني .... فَنحنُ كَثيراً ما نَسْمَع عِبارَة "مِيثاق شَرَف " ... شَرف الإنْسان في كَلِمَتهِ و شَرفِهِ في فِعلهِ و عَملِهِ و شَرفِهِ في حَياتهِ و شَرفِهِ في خُصومَتِهِ , و التِي تَجعَلهُ يَعْدِل حَتى مَع أعْداءِهِ و يَتَسِم مَعهُم بالخُلُق ....

    بِخلاف الأدِلَة الكَثيرَة التي إحّتواها دِينُنا في هَذا المَقام كَما تَقَدَم ,هُناك آيَتِين - كَما أشرتُ في الفَقرْة السالِفَة سُبحان المَلِك القُدُوس مُتعاقِبَتَين أخَوانِي و أساتِذَتي الأفاضِل إذا ما دَقَقْنا - تَتَحَدثان عَن كَلِمَتَيّ – مِيثاق الشَرَف - في سُورَة المائِدَة هِي :

    " وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ "

    و المِياق هُو العَهْد ... كَما جاء في تَفْسِير الطَبَري و هُو ميِثاقِهِ جَل ثَناؤه الذِي أخْذَه عَلى عِبادِهِ حِين أخْرَجَهُم مِن صُلْب آدَم عَليه و عَلى المُصْطَفى الصَلاة و السَلام و أشْهَدهُم عَلى أنْفُسِهِم ... ألستُ بِرَبِكُم ؟ قالوُا بَل شَهِدْنا .... و قِيل إقرارِ المُؤمِنين عَلى أنْفُسِهِم بالسَمْع و الطاعَة , حَيثُ عَقَب بِتَذكِرَة المُؤمِنين بِميثاقِهِ جَل و عَلا مَع أهْل التَوراه ... و بألا يَضمرُوا لَهُ خِلاف ما أبدُوا .... و هِي في كُل الأحَوال تَعْنِي مِيثاق ... و أعَقب هَذه الآيَة الكَريمَة مِن نَفْس السُورَة بِقَولِهِ تَقَدَسَت أسماؤه :

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "

    و فُسرِت طِبقاً لِلتَفسير السابِق – تَفسير الطَبَري – يا أيُها الذِين آمنُوا بالله و بِرَسُولِه مُحمّد لِيَكُن في أخْلاقِكُم و صِفاتِكُم القيام لله شُهَداء بالعَدْل في أوليائِكُم و أعْدائِكُم , و لا تَجُوروا في أحْكامِكُم و أفْعالِكُم و تُجاوِزوا ما حَدَدت لَكُم في أعْدائِكُم لِعَدَواتِهِم لَكُم و لا تُقَصِرُوا فِيما حَدَدت لَكُم مِن أحّكامِي و حُدودي في أوليائِكُم لولايَتِهِم لَكُم , و لَكِن أنتهُوا في جَميعهِم إلى حَدّي و إعمَلُوا فِيها بأمْري ... و قِيل أنها نَزَلت في يَهُود خَيبَر ....

    و هَذه الآيَة مِن أوضَح و أجَل ما جاء بِهِ الإسْلام مِن حَثٍ عَلى الشَرفٍ في الخُصُومَة و العَدْل مَع العدُو و الصَديق .... البَعِيد و الحَميم .... الوَلِي و المُخاصِم .... و قَد سَبقتُها كَما كُتِبَ أعْلاه أيَة أخْرى تَتَحدث عَن المِيثاق .... و العَبْد الفَقير يَرى أن تِلكُم الآيَتَين هِي أرقى ما يُمْكِن أن يتعلمَهُ الإنْسان في العبارَة الصَغيرَة التي تَنتَشِر في المُؤسَسات و اللوائِح في جُل أنْجاء العالَم و فِي كُل دَساتِيرهِ " مِيثاق الشَرَف "

    و هَذا لَيَتيقَن الناس أن الإسْلام ما إنفَك يُقَدِم لِلعالَم القَيّم و المَبادِئ التي تُنير لَهُ الطَريق سِلماً و حَرباً بِما لا تَرقى إلى عُشْر مِعشار تَعاليمِهِ دَساتِيرو مُعاهدات و إتفاقيات أبادَت مَلايين البَشَر .... و بالطَبْع اُذَكِرأن هَذا إجْتهاداً بَسيطاً لِطالِب عِلْم ضَعِيف مِثْل العَبْد الفَقير قَد يَكُون صَحيحاً و قَد يَكُون خاطئِاً أو غَير مُفيداً .... و سَلاماً عَلى المُرْسَلين و الحَمْد لله رَبُ العالَمين .
    مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 14 أكت, 2024, 04:59 ص
ردود 0
29 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 3 أكت, 2024, 11:34 م
رد 1
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 02:37 م
رد 1
26 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 12:04 م
ردود 0
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة مُسلِمَة, 5 يون, 2024, 04:11 ص
ردود 0
63 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة مُسلِمَة
بواسطة مُسلِمَة
يعمل...