لمن كانت العاقبة في كل جولة ؟!
تاريخ الحرب على القرآن:
- الحرب على القرآن الكريم، بدأت منذ البواكير الأولى لنزول القرآن الكريم، واندلعت نارها مع أول مجابهة مع الوثنية والشرك، وسجَّل القرآن الكريم الجولة الأولى من هذه الحرب على القرآن الكريم وقت نزوله.
- واستمرت المعركة تشتد حينًا وتهدأ حينًا آخر، ومن الهجمات الشرسة التي تعرَّض لها القرآن الكريم زمن الحروب الصليبية تأليف بعض المستشرقين كتابًا بعنوان: دحض القرآن الكريم، كما قاموا بترجمة ألفاظ القرآن الكريم (وليس معانيه) إلى اللغة اللاتينية كمدخل إلى التحريف والتشويه. وماتت كل هذه الجهود وبقى القرآن الكريم مصونًا محفوظًا عن كل سوء.
- والهجمة المعاصرة على القرآن الكريم أشدُّ ضراوةً من كلِّ ما سبق؛ وذلك من خلال الفضائيات ومواقع الإنترنت، بل قامت أمريكا بتأليف قرآن مزعوم تحت عنوان "الفرقان الحق".
ولم تنجح أمريكا فى الترويج للقرآن المزيف الذى لفقته، وسقط هذا الزيف وبقى القرآن الكريم . .فلجأوا إلى فكرة بديلة ماكرة . بدمج وخلط نصوص من الكتب الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن؛ تحت عنوان: مثلث التوحيد .
مع تحريف النص القرآنى . . وسقط أيضًا هذا الزيف . . وبقى القرآن الكريم .
ثم لجأوا إلى المرأة .. لتفسر القرآن تفسيرا يتفق مع مشروعهم ضد القرآن . « التفسير النسوى للقرآن الكريم ».
ويحاولون أن يفرضوا افتراءاتهم بالقانون وأن يجعلوها «ثقافة مجتمع وسياسة أمة» لكن الجماهير المسلمة ترفض كل هذه المشاريع التخريبية للمجتمع المسلم. وبحسبنا أن نأخذ تركيا نموذجا، فالسياسة العلمانية المفروضة لم تنجح فى إيجاد إيمان بها فى جماهير الدولة .
والحال نفسه فى الغرب والحرب الإعلامية المستعرة ضد القرآن ـ تلك الحرب ـ التى دفعت الشعوب الغربية إلى قراءة القرآن لترى ما وعدهم به الإعلام الغربى من فضائح وسوءات ونقائض وعنف وإرهاب؛ لكن ربانية هذا الكتاب الُمحَمَّل بالهداية الربانية مَسَّتْ قلب كل قاريء للقرآن ومطلع عليه .. فآمنوا به .. وأصبح الذين أقبلوا إليه متشككين قد تحولوا إلى مؤمنين بالقرآن ..
والمدهش حقًا أنه على الرغم من هزائم المسلمين المتلاحقة إلا أن القرآن الكريم هو الذي انتصر فكريًّا؛ لأن البَوْن شاسع بين كلام الله الذي جعله الله هداية ورحمة وطمأنينة لمن لاذ وآمن به، وبين تخريف البشر وزيفهم. وسيظل الصراع دائرًا بين الخير والشر.. بين الحق والباطل.. وتلك سُنَّة الله في خلقه.
وهكذا كانت ولازالت العاقبة والنصر للقرآن فى كل المعارك التى خاضها القرآن .
والسؤال لماذا يخرج القرآن منتصرًا فى كل المعارك التى قامت ضده؟
الجواب : لأن القرآن الكريم يملك ما لا تملكه الكتب الأخرى.
ويكفى أن نتدبر هذه الانفرادات التى انفرد بها القرآن وهى تعبر عن عظمة هذا الكتاب، تلك العظمة مصدرها ربانية هذا الكتاب.
ومن أهم هذه الانفرادات ما يلى :
1- القرآن وحده هو الذى بَرَّأ المرأة من خطيئة إخراج آدم من الجنة.
القرآن بَيَّن أن الشيطان هو سبب الخطيئة هو الذى وسوس لآدم وأغراه بالخلود وأغواه بالملك.قال الله تعالى:{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}
( طه: ١١٦ – ١٢٣).
}وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36){ ( البقرة: ٣٤ – ٣٦ )
المرأة فى الكتاب المقدس سبب الخطيئة الأولى :
«1 وَكَانَتِ الْـحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ : «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْـجَنَّةِ؟» 2 فَقَالَتِ الْـمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ : « مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْـجَنَّةِ نَأْكُلُ ، 3 وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْـجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ : «لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَـمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَـمُوتَا». 4 فَقَالَتِ الْـحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ : «لَنْ تَـمُوتَا! 5 بَلِ اللهُ عَالِم أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْـخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6 فَرَأَتِ الْـمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ .7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ . فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. 8 وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْـجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْـجَنَّةِ. 9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ : «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10 فَقَالَ : «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْـجَنَّةِ فَخَشِيتُ ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». 11 فَقَالَ : «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنْ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا ؟ » 12 فَقَالَ آدَمُ: « الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِي أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ » . 13 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ : « مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ ؟ » فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : « الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ » . 14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ : « لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا ، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ . عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُل أَيَّامِ حَيَاتِكِ . 15 وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا . هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ » . 16 وَقَالَ لِلْمِرْأَةِ : « تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا . وَإلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ ».
[ التكوين 3 : 1-16].
المرأة فى الكتاب المقدس شر:
« ثُمَّ قَالَ لِي الـمَلَاكُ الَّذِي كَلَّمَنِي : « ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ إِلَى هَذَا الشَّيْءِ الْمُقْبِلِ » . فَسَأَلْتُ: « مَا هَذَا ؟ » فَأَجَابَ : « إِنَّهُ مِكْيَالٌ ، وَهُوَ رَمْزُ إِثْمِهِمْ فِي الْأَرْضِ كُلِّهَا » . وَمَا لَبِثَ أَنْ رُفِعَ الْغِطَاءُ الرَّصَاصِيُّ مِنْ عَلَى فُوَّهَتِهِ ، وَإِذَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ فِي دَاخِلِ الْمِكْيَالِ . فَقَالَ لِي:« هَذِهِ هِيَ رَمْزُ الشَّرِّ » وَأَلْقَى بِهَا إِلَى دَاخِلِ الْمِكْيَالِ ، وَأَلْقَى الْغِطَاءَ الثَّقِيلَ عَلَى فُوَّهَتِهِ ».[ زكريا 5/ 5-8 ]
« فَتَفَحَّصْتُ قَلْبِي لِأَعْلَمَ وَأَبْحَثَ وَأَنْشُدَ الْحِكْمَةَ وَاَلْتَمِسَ جَوَاهِرَ الْأَشْيَاءِ وَأَعْرِفَ جَهَالَةَ الشَّرِّ، وَحَمَاقَةَ الْجُنُونِ. فَوَجَدْتُ أَنَّ الْـمَرْأَةَ الَّتِي قَلْبُهَا أَشْرَاكٌ وَشِبَاكٌ، وَيَدَاهَا قُيُودٌ، هِيَ أَمَرُّ مِنَ الْـمَوْتِ، وَمَنْ يُرْضِي اللهَ يَهْرُبُ مِنْهَا، أَمَّا الْـخَاطِيءُ فَيَقَعُ فِي أَشْرَاكِهَا. وَيَقُولُ الْـجَامِعَةُ: إلَيْكَ مَا وَجَدْتُهُ: أَضِفْ وَاحِداً إلَى وَاحِدٍ لِتَكْتَشِفَ حَاصِلَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي مَا بَرِحَتْ نَفْسِي تَبْحَثُ عَنْهَا مِنْ غَيْرِ جَدْوَى: وَجَدْتُ صِدِّيقاً وَاحِداً بَيْنَ أَلْفِ رَجُلٍ، وَعَلَى امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ (صِدِّيقَةٍ) بَيْنَ الْأَلْفِ لَمْ أَعْثُرْ ».[ الجامعة 7 / 25: 28 ].
- العلاقة التى تجمع بين الرجل والمرأة:
فى القرآن الكريم تقوم العلاقة بين الرجل والمرأة على المودة والرحمة قال تعالى:
}وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21){
( الروم: ٢١ )
- الكتاب المقدس يأمر المرأة بالخضوع للرجل:
« أَيَّتُهَا الزَّوْجَاتُ، اخْضَعْنَ لِأَزْوَاجِكُنَّ، كَمَا لِلرَّبِّ. فَإِنَّ الزَّوْجَ هُوَ رَأْسُ الزَّوْجَةِ كَمَا أَنَّ المَسِيحَ أَيْضًا هُوَ رَأْسُ الكَنِيسَةِ ( جَسَدِهِ ). وَهُوَ نَفْسُهُ مُخَلِّصُ الجَسَدِ. فَكَمَا أَنَّ الكَنِيسَةَ قَدْ أُخْضِعَتْ لِلْمَسِيحِ، فَكَذَلِكَ الزَّوْجَاتُ أَيْضًا لِأَزْوَاجِهِنَّ، فِي كُلِّ شَيءٍ ».
[ الرسالة إلى مؤمنى أفسس 5: 22-33].
« عَلَى المَرْأَةِ أَنْ تَتَلَقَّى التَّعْلِيمَ بِسُكُوتٍ وَبِكُكِّ خُضُوعٍ. وَلَسْتُ أَسْمَحُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلَا تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ. بَلْ عَلَيْهَا أَنْ تَلْزَمَ السُّكُوتَ. ذَلِكَ لِأَنَّ آدَمَ كُوِّنَ أَوَّلًا، ثُمَّ حَوَّاءُ: وَلَمْ يَكُنْ آدَمُ هُوَ الَّذِي انْخَدَعَ ( بِمَكْرِ الشَّيْطَانِ )، بَلِ المَرْأَةُ انْخَدَعَتْ، فَوَقَعَتْ فِي المَعْصِيَةِ ».
[ الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 2: 12-14].
2- ومن انفردات القرآن: أن القرآن الكريم هو الذى وصف الإله بما يليق به من كمالات.
فالله عظيم القدرة، على كل شىء قدير، ليس كمثله شىء، واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد وهو الحليم اللطيف الخبير .. الكبير المتعالى وهو الجبار المتكبر .. قال الله تعالى:
}هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) { ( الحشر: ٢٢ – ٢٤).
فى الكتاب المقدس إساءات بالغة إلى الإله، من ذلك:
الشيطان يسيطر على الرب:
« 1 أمَّا يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس وكان يُقتاد بالروح في البرّيَّة 2 أربعين يومًا يُجَرَّبُ من إِبليس. ولم ياكل شيئًا في تلك الايَّام ولمَّا تَّمت جاع اخيرًا. 3 وقال لهُ إِبليس ان كنتَ ابن الله فقُلْ لهذا الحجر ان يصير خبزًا. 4 فاجابهُ يسوع قائِلاً مكتوب ان ليس بالخبز وحدهُ يحيا الانسان بل بكلّ كلمةٍ من الله . 5 ثم اصعدهُ إِبليس الى جبلٍ عالٍ وأَراهُ جميع ممالك المسكونة في لحظةٍ من الزمان. 6 وقال لهُ إِبليس لك أُعطِي هذا السلطان كلَّهُ ومجدهُنَّ لانَّهُ اليَّ قد دُفِعَ وانا اعطيِه لِـمَنْ اريد. 7 فان سجدتَ امامي يكون لك الجميع. 8 فاجابهُ يسوع وقال ( اذهب يا شيطان ) انهُ مكتوبٌ للرب الهك تسجد وإِيَّاهُ وحدهُ تعبد. 9 ثم جاءَ بهِ الى اورشليمْ واقامهُ على جناح الهيكل وقال لهُ ان كنتَ ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل.10 لانهُ مكتوْبٌ انهُ يُوصي ملائِكتهُ بك لكي يحفظوك. 11 وانهم على اياديهم يحملونك لكي لا تَصدِم بحجرٍ رجلَك. 12 فاجاب يسوع وقال لهُ انهُ قيل لا تجرّب الربَّ الهكْ. 13 ولمَّا اكمل إِبليس كلَّ تجربةٍ فارقهُ الى حين » . [ لوقا 4: 1-13 ].
والسؤال كيف يأسر الشيطان الإله أربعين يومًا !! ويوم يتركه، يتركه إلى حين؟ !!
الرب يندم فى الكتاب المقدس:
« فَمَلَأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالـحُزْنُ لِأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ. وَقَالَ الرَّبُّ: " أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالـحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاِ، لِأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ». [ التكوين 6: 6-7 ].
الرب شاة فى الكتاب المقدس:
« وَكَانَ الخَصِيُّ قَدْ وَصَلَ فِي فَصْلِ الكِتَابِ الَّذِي يَقْرَأُهُ إِلَى القَوْلِ: " مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ الـحَمَلِ الصَّامِتِ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَجُزُّهُ، هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ !». [ أعمال الرسل 8: 32].
الرب فى الكتاب المقدس نمر، دُبة، لبوءَة .
« أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُكَ مُنْذُ أَنْ كُنْتَ فِي دِيَارِ مِصْرَ، وَلَسْتَ تَعْرِفُ إِلَـهًا غَيْرِي، وَلَا مُنْقِذَ لَكَ سِوَايَ. أَنَا الَّذِي اعْتَنَيْتُ بِكَ فِي الصَّحَرَاءِ الجَرْدَاءِ، فِي أَرْضِ الظَّمَأ وَلَكِنْ عِنْدَمَا رَعَوْا وَشَبِعُوا خَامَرَتْ قَلُوبَهُمُ الكِبْرِيَاءُ، لِذَلِكَ نَسُونِي. لِهَذَا أَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ، وَأَكْمُنُ كَنَمِرٍ لَهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ. وَأَنْقَضُّ عَلَيْهِمْ كَدُبَّةٍ ثَاكِلٍ، وَأُمَزِّقُ قُلُوبَهُمُ أَشْلَاءَ وَأَفْتَرِسُهُمْ هُنَاكَ كَلَبُوءَةٍ، وَوَحْشٍ البَرِّ يُقَطِّعُهُمْ إِرْبًا إِرْبًا ».
[هوشع 13: 4-8 ].
من أهم انفرادات القرآن الكريم أنه الكتاب الوحيد الذى أعطى العصمة للأنبياء لأنهم أسوة وقدوة.
قال تعالى:
-}قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ(59){ ( النمل: ٥٩ ).
- }وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَار(47){ِ ( ص: ٤٧).
توضح هاتان الآيتان أن عصمة الأنبياء عليهم السلام إرادة إلهية يمتنع معها وقوعهم فى المعصية.
فى الكتاب المقدس إساءات بالغة للأنبياء، من ذلك:
نبى الله لوط سكر وزنى بابنتيه:
« وَغَادَرَ لُوطٌ وَابْنَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ صُوغَرَ، وَاسْتَقَرُّوا فِي الجَبَلِ لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَلَجَأَ هُوَ وَابْنَتَاهُ إِلَى كَهْفٍ هُنَاكَ.فَقَالَتْ الابْنَةُ البِكْرُ لِأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: " إِنَّ أَبَانَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ حَوْلَنَا رَجُلٌ يَتَزَوَّجُنَا كَعَادَةِ كُلِّ النَّاسِ. فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ خَمْرًا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَلَا تَنْقَطِعُ ذُرِّيَّةُ أَبِينَا ". فَسَقَتَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبَاهُمَا خَمْرًا، وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الكُبْرَى وَضَاجَعْتْ أَبَاهَا فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلَا بِقِيَامِهَا. وَفِي اليَوْمِ الثَّانِي قَلَتْ الابْنَةُ البِكْرُ لِأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: " إِنِّى قَدِ اضْطَجَعْتُ مَعَ أَبِي لَيْلَةَ أَمْسِ، فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ اللَّيْلَةَ أَيْضًا خَمْرًا ثُمَّ ادْخُلِي وَاضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا". فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الصَّغِيرَةُ وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا، فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطَجَاعِهَا وَلَا بِقيَامِهَا. وَهَكَذَا حَمَلَتْ الابْنَتَانِ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الكُبْرَى ابْنًا دَعَتْهُ ( مُوَآبَ ) [ وَمَعْنَاهُ مِنَ الأَبِ ]، وَهُوَ أَبُو الـمُوآبِيِّينَ إِلَى اليَوْمِ، أَمَّا الصُّغْرَى فَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتْهُ ( بَنْ عَمِّي ) [ وَمَعْنَاهُ ابْنُ قَوْمِي] وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى اليَوْمِ ». [ تكوين 19: 30 / 38 ].
نبى الله رأوبين زنى بزوجة أبيه بلهة:
« وَبَيْنَمَا كَانَ إِسْرَائِيلُ يُقِيمُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ مَضَى رَأُوبَيْنِ وَضَاجَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةَ أَبِيهِ، وَعَرَفَ إِسْرَائِيلُ بِالأَمْرِ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ الاثْنَا عَشَرَ ».
[ تكوين 35: 22]
« رَأُوبَيْنُ أَنْتَ بِكْرِي وَقُوَّتِي وَأَوَّلُ مَظْهَرِ رُجُولَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ العِزِّ لَكِنَّكِ فَائِرٌ كَالـمَاءِ لِذَلِكَ لَنْ تَظَلَّ مُتَفَوِّقًا، لِأَنَّكَ اضْطَجَعْتَ فِي فِرَاشِ أَبِيكَ. صَعِدْتَ عَلَي سَرِيرِى فَدَنَّسْتَهُ». [ تكوين 49: 3 – 4 ].
عبادة غير الله:
نبى الله هارون عبد العجل ودعا لعبادته:
« وَلَـمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى قَدْ طَالَتْ إِقَامَتُهُ عَلَى الجَبَلِ، اجْتَمَعُوا حَوْلَ هارُونَ، وَقَالُوا لَهُ: " هَيَّا، اصْنَعْ لَنَا إِلَهًا يَتَقَدَّمُنَا فِي مَسِيرِنَا، لِأَنَّنَا لَا نَدْرِي مَاذَا أَصَابَ هَذَا الرَّجُلَ مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ ". فَأَجَابَهُمْ هَارُونُ: " انْزَعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَبَنِيكُمْ، وَأَعْطُونِي إِيَّاهَا ". فَنَزَعُوهَا مِنْ آذَانِهِمْ، وَجَاءُوا بِهَا إِلَيْهِ. فَأَخَذَهَا مِنْهُمْ وَصَهَرَهَ وَصَاغَ عِجْلًا. عَنْدَمَا شَاهَدَ هارُونُ ذَلِكَ شَيَّدَ مَذْبَحًا أَمَامَ العِجْلِ وَأَعْلَنَ: " غَدًا هُوَ عِيدٌ لِلرَّبِّ ". فَبَكَّرَ الشَّعْبُ فِي اليَوْمِ الثَّانِي وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا قَرَابِينَ سَلَامٍ. ثُمَّ احْتَفَلُوا فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، وَمِنْ ثَمَّ قَامُوا لِلَّهْوِ وَالـمُجُونِ ». [ الخروج: 32 / 1-6].
نبى الله سليمان يعبد آلهة أخرى غير الرب:
« فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لِأَنَّ قَلْبَهُ ضَلَّ عَنْهُ، مَعَ أَنَّهُ تَجَلَّى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَنَهَاهُ عَنِ الغَوَايَةِ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمْ يُطِعْ وَصِيَّتِهُ ».
[ ملوك الأول 11: 9-10 ]
الصراع مع الرب:
نبى الله يعقوب صارع الرب وهزمه:
« ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَصَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلَادَهُ الأَحَدَ عَشَرَ، وَعَبَرَ بِهِمْ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ، وَلَـمَّا أَجَازَهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُ عَبْرَ الوَادِي، وَبَقِيَ وَحْدَهُ، صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ. وَعِنْدَمَا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقِّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ مِفْصَلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتَهِ مَعَهُ. وَقَالَ لَهُ: " أَطْلِقْنِي، فَقَدْ طَلَعَ الفَجْرُ ". فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ" لَا أُطْلِقُكَ حَتَّى تُبَارِكَنِي ". فَسَأَلَهُ: " مَا اسْمُكَ ؟ فَأَجَابَ: " يَعْقُوبَ ". فَقَالَ: " لَا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ إِسْرَائِيلَ ( وَمَعْنَاهُ: يُجَاهِدُ مَعَ الله )، لِأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ الله وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ ". فَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: " أَخْبِرْنِي مَا اسْمُكَ ؟" فَقَالَ:" لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي ؟ " وَبَارَكَهُ هُنَاكَ ». [ تكوين 32: 22-30 ].
الانتحار:
نبى الله شاول انتحر:
« فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: "مَاذَا جَرَى ؟ أَخْبِرْنِي " فَقَالَ: " لَقَدْ هَرَبَ الجَيْشُ مِنْ سَاحَةِ القِتَالِ، وَقُتِلَ جَمعٌ غَفِيرٌ مِنْهُمْ، وَمَاتَ شَاوُلُ وَابْنُهُ يُونَاثَانُ أَيْضًا " فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: " كَيْفَ عَرَفْتَ بِمَوْتِ شَاوُلَ وَابْنَهُ يُونَاثَانَ؟ ". فَأَجَابَ: " صَادَفَ أنَّنِي كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ عِنْدَمَا رَأَيْتُ شَاوُلَ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ وَعَرَبَاتُ الأَعْدَاءِ وَفُرْسَانُهُمْ يَتَعَقَّبُونَهُ. وَمَا لَبِثَ أَنِ الْتَفَتَ وَرَاءَهُ. وَحِينَ شَاهَدَنِي استَدْعَانِي إلَيْه. وَسَأَلَنِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَجَبْتُ: عَمَالِيقِيٌّ فَقَالَ لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لِأَنَّنِي أُقَاسِي مِنْ فَرْطِ الأَلَمِ، وَالحَيَاةُ مَازَالَتْ تَسْرِي فِي جَسَدِي. فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ، لِأَنَّنِي أَدْرَكْتُ أَنَّهُ مَيْتٌ لَا مَحَالَةَ بَعْدَ سُقُوطِهِ، فَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي فَوْقَ رَأْسِهِ وَالسُّوَارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي ».
[ صموئيل الثانى 1 : 4-11].
القتل:
نبى الله أبشالوم قتل أخيه أمنون:
« وَكَانَتْ ثَامَارُ تَرْتَدِي ثَوْبًا مُلَوَّنًا كَعَادَةِ بَنَاتِ الْمُلُوكِ الْعَذَارَى فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ ، فَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ وَعَفَّرَتْ رَأْسَهَا بِالرَّمَادِ وَوَضَعَتْ عَلَيْهِ يَدَهَا وَمَضَتْ بَاكِيَةً . وَعِنْدَمَا رَآهَا أَخُوهَا أَبْشَالُومُ سَأَلَهَا : « هَلِ اغْتَصَبَكِ أَمْنُونُ ؟ اسْكُتِي الْآنِ يَا أُخْتِي ، فَإِنَّهُ أَخُوكِ وَلَا تَحْمِلِي وِزْرَ هَذَا الْأَمْرِ فِي قْلبِكِ » . ثَامَارُ فِي بَيْتِ أَخِيهَا أَبْشَالُومَ فِي عُزْلَةٍ وَحُزْنٍ . أَمَّا أَبْشَالُومَ فَلَمْ يُخَاطِبْ أَمْنُونَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، لَكِنَّهُ أَضْمَرَ لَهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِأَنَّهُ انْتَهَكَ حُرْمَةَ أُخْتِهِ ثَامَارَ . . . . . . وَأَوْصَى أَبْشَالُومُ رِجَالَهُ : « مَتَى ذَهَبَتِ الْخَمْرُ بِعَقْلِ أَمْنُونَ وَقُلْتُ لَكُمُ اضْرِبُوا أَمْنُونَ وَاقْتُلُوهُ ، فَلَا تَخَافُوا . أَلَسْتُ أَنَا الَّذِي أَمَرْتُكُمْ بِذَلِكَ؟ تَشَجَّعُوا وَتَصَرَّفُوا كَأَبْطَالٍ » . فَنَفَّذَ رِجَالُ أَبْشَالُومَ أَوَامِرَهُ وَقَتَلُوا أَمْنُونَ ».
[ صموئيل الثانى 13: 1-29].
ولنا أن نتساءل بعد نسبة الكتاب المقدس للأنبياء هذه السوءات: الزنا، القتل، الانتحار، الصراع مع الرب، وعبادة غير الله.
وكلها صفات شنيعة لا تليق برجل صالح عادى
فأين الأسوة والقدوة للأنبياء ؟!
وما الحكمة من إرسالهم إلى البشر إن كانوا يمارسون الخطايا ؟!
وكيف يحاسب الرب عباده إذا كان صفوة خلقه عصاة؟!
من انفرادات القرآن الكريم أنه دين التسامح، دين أنصف الآخر وجعله جزءًا من نسيجه:
البر والمودة:
}إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{
( الممتحنة: ٨ ).
حل ذبائح أهل الكتاب وجواز الزواج من نسائهم:
}الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) {
( المائدة: ٥).
العدل مع الخصوم:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) {( المائدة: ٨ ).
القرآن يصدق الرسل السابقين:
}وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِير(31){ٌ ( فاطر: ٣١ ).
}قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) {( الأحقاف: ٣٠ ).
}آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285){ ( البقرة: ٢٨٥ ).
والإذن بالقتال فى الإسلام لمن ظلم دفاعًا عن العقيدة والنفس والمال.
}أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) { ( الحج: ٣٩)
ومشروط بعدم العدوان:
}وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(190){ ( البقرة: ١٩٠ )
وإن رغب الخصوم فى الصلح فالموافقة السريعة:
}وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61){ ( الأنفال: ٦١).
فى الكتاب المقدس المدهش والغريب أن أكذوبة انتشار الإسلام بالسيف لا نجد كلمة السيف فى القرآن أبدًا ولا مرة واحدة فى حين ـ أن المدهش حقًا ـ أن السيف ورد فى الكتاب المقدس فى العدوان على الآخر اسمع معى إلى هذا النص من سفر التثنية:
«وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلًا. فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيدًا لَكُمْ. وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَـَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ مِنْ أَسْلَابٍ، فَاغْنَمُوهَا لِأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ الأُمَمِ القَاطِنَةِ هُنَا. أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثًا فَلَا تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ واليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَـهُكُمْ، لِكَي لَا يُعَلِّمُوكُمْ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي مَارَسُوهَا فِي عِبَادَةِ آلِـهَتِهِمْ، فَتَغْوُوا وَرَاءَهُمْ وتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَـهِكُمْ ».
[ سفر التثنية: 20 / 10-18 ].
لفظ القتل ومشتقاته فى الكتاب المقدس [688] مرة فى مقابل [98] مرة فى القرآن.
من انفرادات القرآن وضوح العقيدة فلا لبس فيها:
}قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4){ ( الإخلاص: ١ – ٤).
فالإله واحد أحد فى مقابل أن الإله فى الكتاب المقدس ثلاثة فى واحد...
وهذا صادم للعقل كيف يكون الثلاثة واحد. الإبن/الأب/والروح القدس.
وأسئلة يحار العقل فى إيجاد إجابة مقنعة لها بشأن عقيدة الصلب:
من الذى صلب الإله ؟! لابد أنه أقوى من الإله.
ومن الذى حكم العالم وأدار شئونه ساعة أن كان الإله مصلوبًا ؟!
ومن الذى أحيا الإله بعد موته ؟!...وألا يستحق أن يكون هو الإله لأنه هو الذى أحيا؟!
أيضاً أسلوب معالجة الخطيئة:
القرأن جعل الاستغفار والتوبة سبيلًا لمحو الخطايا وتكفير الذنوب وهو أمر بين العبد وربه.
قال تعالى:} وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) {( النساء: ١١٠)
والمذنب هو الذى يستغفر، والعقوبة لمن لم يتب يستحقها المذنب نفسه.
أما فى الكتاب المقدس فإن معالجة الخطيئة أمر صادم للعقل فصلب المسيح يعلل بأنه فداء للبشرية عن خطيئة آدم
آدم أخطأ فكيف يعاقب عيسى عليه السلام؟ هل يُقبل عقلًا أن يعاقب غير المخطىء عند البشر فى القانون، المسألة لاتحتاج إلى هذا التعسف فى التفسير. إن مسألة الخطيئة أوجد لها الإسلام الحل المثالى الاستغفار والتوبة.
انفراد القرآن باللغة الراقية والأخلاق الرفيعة:
القرآن يدعوا لقيم العدالة والخلق الحسن والأمانة ولا تجد فى القرآن كلمات خادشة للحياء . . حتى فى أخص الأمور التى تعبر عن اللقاء الخاص بين الرجل وزوجته . فيعبر عنه بالنكاح . . وبالملامسة .
قال تعالى :
}فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(230){ ( البقرة: ٢٣٠ ).
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) {
( النساء:٤٣).
فى الكتاب المقدس نص نشيد الإنشاد كلام جارح ومثير جنسيًا:
وتسأل نفسك هل يمكن أن يكون هذا الكلام الجارح من كلام الرب ؟!
هل يمكن أن يكتب الرب كتابات مثيرة جنسيًا؟!:
ومن أمثلة ذلك : « 1 ما أَجْمَلَ رِجْليْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ ! دَوَائرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيَّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ . 2 سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَورَّةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُجٌ . بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ . 3 ثَدْيَاك كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ . 4 عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ . عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثَّ رَبِّيمَ . أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَان النَّاظِر تُجَاه دِمَشْقَ . ... 6 مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّات ! 7 قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ . 8 قُلْتُ : « إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ و أُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا » . وتَكَوُنُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ ورَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ ».[ نشيد الإنشاد 7 : 1-8 ]
« 1 لَيْتَكَ كَأَخِ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيِْ أُمِّىِ فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي . 2 وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي . 3 شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِيَنُهُ تُعَانِقُنِي . 4 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ »
[ نشيد الإنشاد 8 : 1-4].
من انفرادات القرآن الكريم أنه الكتاب الوحيد الذى حُفِظ حفظًا الهيا من التحريف أو أن تعبث به يد البشر.
قال تعالى:
- }إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) {( الحجر: ٩).
- }وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37){
( يونس: ٣٧).
وحتى القراءات القرآنية التى يطنطنون حولها بالشبهات هى قرآن من عند الله بَلَّغه النبى محمدصلي الله عليه وسلم، فى حين أن علماء الكتاب المقدس يُقرون بما وقع فيه من تحريف وتغيير وإضافة وحذف بأيدى البشر . . وتناقض عجيب .
وعلماء الكتاب المقدس ( كما ذكر روبرت كيل تسلر ) أقروا جملة من الحقائق المذهلة بشأن تحريف الكتاب المقدس:
س 1 : أين الأسفار المفقودة والتى جاء ذكر عنها فى الكتاب المقدس وبأنها ليست أقل من عشرين ؟
س 2 : ماذا عن عدم وجود مخطوطة أصلية للكتاب المقدس ـ توجد مخطوطات مختلفة ، وتحتوى على أكثر من 50000 خطأ ؟
س 3 : ماذا عن الإضافة والحذف الذى يتم حتى اليوم مع كل طباعة جديدة ؟ !
مثال: نص أغويت المرأة الرجل فى النسختين:
8- من انفرادات القرآن الكريم :
ونترك المجال لعالم فرنسى معاصر (موريس بوكاى) يذكر لنا هذه الملاحظة والتى هى خلاصة دراسة علمية قام بها وفريق علمى تحت إشرافه بعنوان: التوراة والإنجيل والقرآن والعلم وترجم الكتاب إلى الإنجليزية والعربية وغير ذلك من اللغات .
يقول د. موريس بوكاى:
« إن العهد القديم ( التوراة ) يتكون من حَشْد من الكتابات التى صاغها أفراد من البشر مَثَلُهُمْ مَثَلُ الأفراد الذين يصوغون أيَّ كتابات أدبية وِفْقًا لقُدْرَاتهم على الصياغة والإنشاء اللغوى والكتابة فى شتى الموضوعات الأدبية literary works وذلك على مدار حوالى تسعمائة سنة. إن أجزاء وأسفار العهد القديم تشْبِهُ قِطعًا من أحجار الفسيفساء كثيرًا ما قام البشر على توالى القرون بالتغيير فيها وتبديلها ».
« ولقد كان الهدف من صياغة الأناجيل صياغة كتابية هو أن يعرف الناس من خلال أقوال وأفعال المسيح التعاليم teachings التى كان يرغب المسيح فى أن يتركها للناس لإكمال رسالته، ولسوء الحظ لم يكن مؤلفو الأناجيل شهود عيان للمعلومات التى كتبوها وقاموا بتسجيلها كتابةً.
لقد كانوا ببساطة ووضوح مجرد متحدثين رسميين spokesmen يعبرون عن معلومات كانت مودعة ثنايا وفى غمار التراث الشفهى للجماعات اليهودية / المسيحية بشأن حياة المسيح بوجه عام كما استقرت المعلومات عنها وتم تناقلها وتداوُلُها فى ثنايا التراث الشفهى أو فى ثنايا بعض النصوص المكتوبة التى لم تعد موجودة الآن إذ هى مفقودة.
هكذا يلزم أن ننظر اليوم إلى تلك النصوص اليهودية / المسيحية، ولو شئنا أن نكون موضوعيين ملتزمين بالاعتراف بالحقائق وحدها فمن الضرورى أن نتخلى عن محاولات التفسير والتبرير الكلاسيكية التى تحاول أن ترقى بهذه النصوص إلى مرتبة الوحى الإلهى باعتبار أنها كلام الله وحده لم يخالطه كلام البشر
ولقد كانت النتيجة الحتمية لتعدد المصادر فى أناجيل العهد الجديد هى وجود كثير من التناقض التى أعطينا أمثلة عديدة لها.
إن التناقضات والمعلومات الخاطئة من وجهة النظر العلمية فى العصر الحديث فى نصوص الأناجيل قد غدت واضحة تمام الوضوح ويستحيل الدفاع عنها دفاعًا مجديًا مقبولًا.
لكننا نجد لنصوص القرآن الكريم شأنًا آخر وطريقة أخرى فى التدوين وطبيعة أخرى فى محتوى النصوص ومضمونها ومدى اتساقها التام وانعدام تناقضها مع حقائق العلم الحديث، لقد امتد بالفعل تنزيل القرآن الكريم مُنجَّمًا ينزل الله عددًا قليلًا من الآيات ثم عددًا آخر على امتداد حوالى ثلاثة وعشرين عامًا، وهى مدة كافية لاستيعاب وحفظ أى قدر من نصوص القرآن الكريم كل نص فى حينه أوَّلًا بأوَّل حتى تم حفظ نصوص القرآن الكريم كاملة فى ذاكرة جمٍّ غفير من المسلمين الأوائل فضلًا عن تدوين وتسجيل عدد من آيات القرآن الكريم كتابة فى حياة النبى r وتحت إشرافه وبمراجعته.
إن القرآن الكريم يتمتع بميزتين هامتين هما خُلُوُّهُ التام من التناقض بأى حال من الأحوال، والتناقض هو الآفة التى أصابت روايات التوراة والأناجيل بما لا يدع مجالًا للشك، وكذلك تمتاز نصوص القرآن الكريم بالاتساق وعدم التعارض مع حقائق العلم الحديث. التى تم الكشف عنها فى العصر الحديث.
وإجراء مقارنة بين كثير من روايات التوراة لأحداث ووقائع مُعَيَّنة مع روايات نفس الموضوعات والأحداث والوقائع فى القرآن الكريم تُظْهِرُ لنا بوضوح الفروق الأساسية بين دعاوى التوراة غير المقبولة علميًا ولا منطقيًا وبين رواية القرآن الكريم لنفس الموضوعات رواية تتفق مع النظرة العلمية وتتسق مع المعقولية دون إعطاء أى تفصيلات يمكن دحضها وإثبات أى تناقض فيها بعكس التوراة التى تعطى تفصيلات كثيرة غير صحيحة وغير معقولة وغير مقبولة. ».
على سبيل المثال لا الحصر من الأخطاء العلمية الواضحة جدًا فى الكتاب المقدس .
أيــوب 9 : 6 (الأرض تُحمل على أربعة أعمدة).
لاويين11 :5 - 8 (الأرنب والوبر من الحيوانات المجترة).
لاويين11: 20 ،21،23 (طيور لها أربعة أرجل).
تكوين30 : 37 – 9 (الغنم تتوحم).
هذا هو القرآن الكتاب المتفرد فى :
القرآن وحده هو الذى بَرَّأ المرأة من خطيئة إخراج آدم من الجنة.
القرآن الكريم وحده هو الذى وصف الإله بما يليق به من كمالات.
القرآن الكريم وحده هو الكتاب الوحيد الذى أثبت العصمة للأنبياء لأنهم أسوة وقدوة.
القرآن الكريم وحده هو الذى أنصف الآخر وجعله جزءًا من نسيجه.
القرآن وحده هوالمتفرد فى وضوح العقيدة فلا لبس فيها.
القرآن وحده المنفرد باللغة الراقية والأخلاق الرفيعة.
القرآن الكريم وحده هو الكتاب الوحيد الذى حُفِظ حفظًا إلهيا من التحريف أو أن تعبث به يد البشر.
القرآن الكريم وحده هو الذى توافق مع حقائق العلم الحديث.
لهذا كله كانت ولا تزال كل المعارك التى ضد القرآن خاسرة .. لماذا؟ .. الجواب فى كلمة واحدة .. لأنه كلمة الله.
تاريخ الحرب على القرآن:
- الحرب على القرآن الكريم، بدأت منذ البواكير الأولى لنزول القرآن الكريم، واندلعت نارها مع أول مجابهة مع الوثنية والشرك، وسجَّل القرآن الكريم الجولة الأولى من هذه الحرب على القرآن الكريم وقت نزوله.
- واستمرت المعركة تشتد حينًا وتهدأ حينًا آخر، ومن الهجمات الشرسة التي تعرَّض لها القرآن الكريم زمن الحروب الصليبية تأليف بعض المستشرقين كتابًا بعنوان: دحض القرآن الكريم، كما قاموا بترجمة ألفاظ القرآن الكريم (وليس معانيه) إلى اللغة اللاتينية كمدخل إلى التحريف والتشويه. وماتت كل هذه الجهود وبقى القرآن الكريم مصونًا محفوظًا عن كل سوء.
- والهجمة المعاصرة على القرآن الكريم أشدُّ ضراوةً من كلِّ ما سبق؛ وذلك من خلال الفضائيات ومواقع الإنترنت، بل قامت أمريكا بتأليف قرآن مزعوم تحت عنوان "الفرقان الحق".
ولم تنجح أمريكا فى الترويج للقرآن المزيف الذى لفقته، وسقط هذا الزيف وبقى القرآن الكريم . .فلجأوا إلى فكرة بديلة ماكرة . بدمج وخلط نصوص من الكتب الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن؛ تحت عنوان: مثلث التوحيد .
مع تحريف النص القرآنى . . وسقط أيضًا هذا الزيف . . وبقى القرآن الكريم .
ثم لجأوا إلى المرأة .. لتفسر القرآن تفسيرا يتفق مع مشروعهم ضد القرآن . « التفسير النسوى للقرآن الكريم ».
ويحاولون أن يفرضوا افتراءاتهم بالقانون وأن يجعلوها «ثقافة مجتمع وسياسة أمة» لكن الجماهير المسلمة ترفض كل هذه المشاريع التخريبية للمجتمع المسلم. وبحسبنا أن نأخذ تركيا نموذجا، فالسياسة العلمانية المفروضة لم تنجح فى إيجاد إيمان بها فى جماهير الدولة .
والحال نفسه فى الغرب والحرب الإعلامية المستعرة ضد القرآن ـ تلك الحرب ـ التى دفعت الشعوب الغربية إلى قراءة القرآن لترى ما وعدهم به الإعلام الغربى من فضائح وسوءات ونقائض وعنف وإرهاب؛ لكن ربانية هذا الكتاب الُمحَمَّل بالهداية الربانية مَسَّتْ قلب كل قاريء للقرآن ومطلع عليه .. فآمنوا به .. وأصبح الذين أقبلوا إليه متشككين قد تحولوا إلى مؤمنين بالقرآن ..
والمدهش حقًا أنه على الرغم من هزائم المسلمين المتلاحقة إلا أن القرآن الكريم هو الذي انتصر فكريًّا؛ لأن البَوْن شاسع بين كلام الله الذي جعله الله هداية ورحمة وطمأنينة لمن لاذ وآمن به، وبين تخريف البشر وزيفهم. وسيظل الصراع دائرًا بين الخير والشر.. بين الحق والباطل.. وتلك سُنَّة الله في خلقه.
وهكذا كانت ولازالت العاقبة والنصر للقرآن فى كل المعارك التى خاضها القرآن .
والسؤال لماذا يخرج القرآن منتصرًا فى كل المعارك التى قامت ضده؟
الجواب : لأن القرآن الكريم يملك ما لا تملكه الكتب الأخرى.
ويكفى أن نتدبر هذه الانفرادات التى انفرد بها القرآن وهى تعبر عن عظمة هذا الكتاب، تلك العظمة مصدرها ربانية هذا الكتاب.
ومن أهم هذه الانفرادات ما يلى :
1- القرآن وحده هو الذى بَرَّأ المرأة من خطيئة إخراج آدم من الجنة.
القرآن بَيَّن أن الشيطان هو سبب الخطيئة هو الذى وسوس لآدم وأغراه بالخلود وأغواه بالملك.قال الله تعالى:{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}
( طه: ١١٦ – ١٢٣).
}وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36){ ( البقرة: ٣٤ – ٣٦ )
المرأة فى الكتاب المقدس سبب الخطيئة الأولى :
«1 وَكَانَتِ الْـحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ : «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْـجَنَّةِ؟» 2 فَقَالَتِ الْـمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ : « مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْـجَنَّةِ نَأْكُلُ ، 3 وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْـجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ : «لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَـمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَـمُوتَا». 4 فَقَالَتِ الْـحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ : «لَنْ تَـمُوتَا! 5 بَلِ اللهُ عَالِم أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْـخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6 فَرَأَتِ الْـمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ .7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ . فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. 8 وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْـجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْـجَنَّةِ. 9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ : «أَيْنَ أَنْتَ؟». 10 فَقَالَ : «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْـجَنَّةِ فَخَشِيتُ ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». 11 فَقَالَ : «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنْ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا ؟ » 12 فَقَالَ آدَمُ: « الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِي أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ » . 13 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ : « مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ ؟ » فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : « الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ » . 14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ : « لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا ، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ . عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُل أَيَّامِ حَيَاتِكِ . 15 وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا . هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ » . 16 وَقَالَ لِلْمِرْأَةِ : « تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا . وَإلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ ».
[ التكوين 3 : 1-16].
المرأة فى الكتاب المقدس شر:
« ثُمَّ قَالَ لِي الـمَلَاكُ الَّذِي كَلَّمَنِي : « ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ إِلَى هَذَا الشَّيْءِ الْمُقْبِلِ » . فَسَأَلْتُ: « مَا هَذَا ؟ » فَأَجَابَ : « إِنَّهُ مِكْيَالٌ ، وَهُوَ رَمْزُ إِثْمِهِمْ فِي الْأَرْضِ كُلِّهَا » . وَمَا لَبِثَ أَنْ رُفِعَ الْغِطَاءُ الرَّصَاصِيُّ مِنْ عَلَى فُوَّهَتِهِ ، وَإِذَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ فِي دَاخِلِ الْمِكْيَالِ . فَقَالَ لِي:« هَذِهِ هِيَ رَمْزُ الشَّرِّ » وَأَلْقَى بِهَا إِلَى دَاخِلِ الْمِكْيَالِ ، وَأَلْقَى الْغِطَاءَ الثَّقِيلَ عَلَى فُوَّهَتِهِ ».[ زكريا 5/ 5-8 ]
« فَتَفَحَّصْتُ قَلْبِي لِأَعْلَمَ وَأَبْحَثَ وَأَنْشُدَ الْحِكْمَةَ وَاَلْتَمِسَ جَوَاهِرَ الْأَشْيَاءِ وَأَعْرِفَ جَهَالَةَ الشَّرِّ، وَحَمَاقَةَ الْجُنُونِ. فَوَجَدْتُ أَنَّ الْـمَرْأَةَ الَّتِي قَلْبُهَا أَشْرَاكٌ وَشِبَاكٌ، وَيَدَاهَا قُيُودٌ، هِيَ أَمَرُّ مِنَ الْـمَوْتِ، وَمَنْ يُرْضِي اللهَ يَهْرُبُ مِنْهَا، أَمَّا الْـخَاطِيءُ فَيَقَعُ فِي أَشْرَاكِهَا. وَيَقُولُ الْـجَامِعَةُ: إلَيْكَ مَا وَجَدْتُهُ: أَضِفْ وَاحِداً إلَى وَاحِدٍ لِتَكْتَشِفَ حَاصِلَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي مَا بَرِحَتْ نَفْسِي تَبْحَثُ عَنْهَا مِنْ غَيْرِ جَدْوَى: وَجَدْتُ صِدِّيقاً وَاحِداً بَيْنَ أَلْفِ رَجُلٍ، وَعَلَى امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ (صِدِّيقَةٍ) بَيْنَ الْأَلْفِ لَمْ أَعْثُرْ ».[ الجامعة 7 / 25: 28 ].
- العلاقة التى تجمع بين الرجل والمرأة:
فى القرآن الكريم تقوم العلاقة بين الرجل والمرأة على المودة والرحمة قال تعالى:
}وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21){
( الروم: ٢١ )
- الكتاب المقدس يأمر المرأة بالخضوع للرجل:
« أَيَّتُهَا الزَّوْجَاتُ، اخْضَعْنَ لِأَزْوَاجِكُنَّ، كَمَا لِلرَّبِّ. فَإِنَّ الزَّوْجَ هُوَ رَأْسُ الزَّوْجَةِ كَمَا أَنَّ المَسِيحَ أَيْضًا هُوَ رَأْسُ الكَنِيسَةِ ( جَسَدِهِ ). وَهُوَ نَفْسُهُ مُخَلِّصُ الجَسَدِ. فَكَمَا أَنَّ الكَنِيسَةَ قَدْ أُخْضِعَتْ لِلْمَسِيحِ، فَكَذَلِكَ الزَّوْجَاتُ أَيْضًا لِأَزْوَاجِهِنَّ، فِي كُلِّ شَيءٍ ».
[ الرسالة إلى مؤمنى أفسس 5: 22-33].
« عَلَى المَرْأَةِ أَنْ تَتَلَقَّى التَّعْلِيمَ بِسُكُوتٍ وَبِكُكِّ خُضُوعٍ. وَلَسْتُ أَسْمَحُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلَا تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ. بَلْ عَلَيْهَا أَنْ تَلْزَمَ السُّكُوتَ. ذَلِكَ لِأَنَّ آدَمَ كُوِّنَ أَوَّلًا، ثُمَّ حَوَّاءُ: وَلَمْ يَكُنْ آدَمُ هُوَ الَّذِي انْخَدَعَ ( بِمَكْرِ الشَّيْطَانِ )، بَلِ المَرْأَةُ انْخَدَعَتْ، فَوَقَعَتْ فِي المَعْصِيَةِ ».
[ الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 2: 12-14].
2- ومن انفردات القرآن: أن القرآن الكريم هو الذى وصف الإله بما يليق به من كمالات.
فالله عظيم القدرة، على كل شىء قدير، ليس كمثله شىء، واحد أحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد وهو الحليم اللطيف الخبير .. الكبير المتعالى وهو الجبار المتكبر .. قال الله تعالى:
}هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) { ( الحشر: ٢٢ – ٢٤).
فى الكتاب المقدس إساءات بالغة إلى الإله، من ذلك:
الشيطان يسيطر على الرب:
« 1 أمَّا يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس وكان يُقتاد بالروح في البرّيَّة 2 أربعين يومًا يُجَرَّبُ من إِبليس. ولم ياكل شيئًا في تلك الايَّام ولمَّا تَّمت جاع اخيرًا. 3 وقال لهُ إِبليس ان كنتَ ابن الله فقُلْ لهذا الحجر ان يصير خبزًا. 4 فاجابهُ يسوع قائِلاً مكتوب ان ليس بالخبز وحدهُ يحيا الانسان بل بكلّ كلمةٍ من الله . 5 ثم اصعدهُ إِبليس الى جبلٍ عالٍ وأَراهُ جميع ممالك المسكونة في لحظةٍ من الزمان. 6 وقال لهُ إِبليس لك أُعطِي هذا السلطان كلَّهُ ومجدهُنَّ لانَّهُ اليَّ قد دُفِعَ وانا اعطيِه لِـمَنْ اريد. 7 فان سجدتَ امامي يكون لك الجميع. 8 فاجابهُ يسوع وقال ( اذهب يا شيطان ) انهُ مكتوبٌ للرب الهك تسجد وإِيَّاهُ وحدهُ تعبد. 9 ثم جاءَ بهِ الى اورشليمْ واقامهُ على جناح الهيكل وقال لهُ ان كنتَ ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل.10 لانهُ مكتوْبٌ انهُ يُوصي ملائِكتهُ بك لكي يحفظوك. 11 وانهم على اياديهم يحملونك لكي لا تَصدِم بحجرٍ رجلَك. 12 فاجاب يسوع وقال لهُ انهُ قيل لا تجرّب الربَّ الهكْ. 13 ولمَّا اكمل إِبليس كلَّ تجربةٍ فارقهُ الى حين » . [ لوقا 4: 1-13 ].
والسؤال كيف يأسر الشيطان الإله أربعين يومًا !! ويوم يتركه، يتركه إلى حين؟ !!
الرب يندم فى الكتاب المقدس:
« فَمَلَأَ قَلبَهُ الأَسَفُ وَالـحُزْنُ لِأَنَّهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ. وَقَالَ الرَّبُّ: " أَمْحُو الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ مَعَ سَائِرِ النَّاسِ وَالـحَيَوَانَاتِ وَالزَّوَاحِفِ وَطُيُورِ السَّمَاِ، لِأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي خَلَقْتُهُ». [ التكوين 6: 6-7 ].
الرب شاة فى الكتاب المقدس:
« وَكَانَ الخَصِيُّ قَدْ وَصَلَ فِي فَصْلِ الكِتَابِ الَّذِي يَقْرَأُهُ إِلَى القَوْلِ: " مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ الـحَمَلِ الصَّامِتِ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ يَجُزُّهُ، هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ !». [ أعمال الرسل 8: 32].
الرب فى الكتاب المقدس نمر، دُبة، لبوءَة .
« أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلَهُكَ مُنْذُ أَنْ كُنْتَ فِي دِيَارِ مِصْرَ، وَلَسْتَ تَعْرِفُ إِلَـهًا غَيْرِي، وَلَا مُنْقِذَ لَكَ سِوَايَ. أَنَا الَّذِي اعْتَنَيْتُ بِكَ فِي الصَّحَرَاءِ الجَرْدَاءِ، فِي أَرْضِ الظَّمَأ وَلَكِنْ عِنْدَمَا رَعَوْا وَشَبِعُوا خَامَرَتْ قَلُوبَهُمُ الكِبْرِيَاءُ، لِذَلِكَ نَسُونِي. لِهَذَا أَكُونُ لَهُمْ كَأَسَدٍ، وَأَكْمُنُ كَنَمِرٍ لَهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ. وَأَنْقَضُّ عَلَيْهِمْ كَدُبَّةٍ ثَاكِلٍ، وَأُمَزِّقُ قُلُوبَهُمُ أَشْلَاءَ وَأَفْتَرِسُهُمْ هُنَاكَ كَلَبُوءَةٍ، وَوَحْشٍ البَرِّ يُقَطِّعُهُمْ إِرْبًا إِرْبًا ».
[هوشع 13: 4-8 ].
من أهم انفرادات القرآن الكريم أنه الكتاب الوحيد الذى أعطى العصمة للأنبياء لأنهم أسوة وقدوة.
قال تعالى:
-}قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ(59){ ( النمل: ٥٩ ).
- }وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَار(47){ِ ( ص: ٤٧).
توضح هاتان الآيتان أن عصمة الأنبياء عليهم السلام إرادة إلهية يمتنع معها وقوعهم فى المعصية.
فى الكتاب المقدس إساءات بالغة للأنبياء، من ذلك:
نبى الله لوط سكر وزنى بابنتيه:
« وَغَادَرَ لُوطٌ وَابْنَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ صُوغَرَ، وَاسْتَقَرُّوا فِي الجَبَلِ لِأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَلَجَأَ هُوَ وَابْنَتَاهُ إِلَى كَهْفٍ هُنَاكَ.فَقَالَتْ الابْنَةُ البِكْرُ لِأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: " إِنَّ أَبَانَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ حَوْلَنَا رَجُلٌ يَتَزَوَّجُنَا كَعَادَةِ كُلِّ النَّاسِ. فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ خَمْرًا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَلَا تَنْقَطِعُ ذُرِّيَّةُ أَبِينَا ". فَسَقَتَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَبَاهُمَا خَمْرًا، وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الكُبْرَى وَضَاجَعْتْ أَبَاهَا فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلَا بِقِيَامِهَا. وَفِي اليَوْمِ الثَّانِي قَلَتْ الابْنَةُ البِكْرُ لِأُخْتِهَا الصَّغِيرَةِ: " إِنِّى قَدِ اضْطَجَعْتُ مَعَ أَبِي لَيْلَةَ أَمْسِ، فَتَعَالَيْ نَسْقِيهِ اللَّيْلَةَ أَيْضًا خَمْرًا ثُمَّ ادْخُلِي وَاضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا". فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا وَأَقْبَلَتْ الابْنَةُ الصَّغِيرَةُ وَضَاجَعَتْ أَبَاهَا، فَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطَجَاعِهَا وَلَا بِقيَامِهَا. وَهَكَذَا حَمَلَتْ الابْنَتَانِ كِلْتَاهُمَا مِنْ أَبِيهِمَا. فَوَلَدَتِ الكُبْرَى ابْنًا دَعَتْهُ ( مُوَآبَ ) [ وَمَعْنَاهُ مِنَ الأَبِ ]، وَهُوَ أَبُو الـمُوآبِيِّينَ إِلَى اليَوْمِ، أَمَّا الصُّغْرَى فَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتْهُ ( بَنْ عَمِّي ) [ وَمَعْنَاهُ ابْنُ قَوْمِي] وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى اليَوْمِ ». [ تكوين 19: 30 / 38 ].
نبى الله رأوبين زنى بزوجة أبيه بلهة:
« وَبَيْنَمَا كَانَ إِسْرَائِيلُ يُقِيمُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ مَضَى رَأُوبَيْنِ وَضَاجَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةَ أَبِيهِ، وَعَرَفَ إِسْرَائِيلُ بِالأَمْرِ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ الاثْنَا عَشَرَ ».
[ تكوين 35: 22]
« رَأُوبَيْنُ أَنْتَ بِكْرِي وَقُوَّتِي وَأَوَّلُ مَظْهَرِ رُجُولَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ العِزِّ لَكِنَّكِ فَائِرٌ كَالـمَاءِ لِذَلِكَ لَنْ تَظَلَّ مُتَفَوِّقًا، لِأَنَّكَ اضْطَجَعْتَ فِي فِرَاشِ أَبِيكَ. صَعِدْتَ عَلَي سَرِيرِى فَدَنَّسْتَهُ». [ تكوين 49: 3 – 4 ].
عبادة غير الله:
نبى الله هارون عبد العجل ودعا لعبادته:
« وَلَـمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى قَدْ طَالَتْ إِقَامَتُهُ عَلَى الجَبَلِ، اجْتَمَعُوا حَوْلَ هارُونَ، وَقَالُوا لَهُ: " هَيَّا، اصْنَعْ لَنَا إِلَهًا يَتَقَدَّمُنَا فِي مَسِيرِنَا، لِأَنَّنَا لَا نَدْرِي مَاذَا أَصَابَ هَذَا الرَّجُلَ مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ دِيَارِ مِصْرَ ". فَأَجَابَهُمْ هَارُونُ: " انْزَعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَبَنِيكُمْ، وَأَعْطُونِي إِيَّاهَا ". فَنَزَعُوهَا مِنْ آذَانِهِمْ، وَجَاءُوا بِهَا إِلَيْهِ. فَأَخَذَهَا مِنْهُمْ وَصَهَرَهَ وَصَاغَ عِجْلًا. عَنْدَمَا شَاهَدَ هارُونُ ذَلِكَ شَيَّدَ مَذْبَحًا أَمَامَ العِجْلِ وَأَعْلَنَ: " غَدًا هُوَ عِيدٌ لِلرَّبِّ ". فَبَكَّرَ الشَّعْبُ فِي اليَوْمِ الثَّانِي وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا قَرَابِينَ سَلَامٍ. ثُمَّ احْتَفَلُوا فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، وَمِنْ ثَمَّ قَامُوا لِلَّهْوِ وَالـمُجُونِ ». [ الخروج: 32 / 1-6].
نبى الله سليمان يعبد آلهة أخرى غير الرب:
« فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لِأَنَّ قَلْبَهُ ضَلَّ عَنْهُ، مَعَ أَنَّهُ تَجَلَّى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَنَهَاهُ عَنِ الغَوَايَةِ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَلَمْ يُطِعْ وَصِيَّتِهُ ».
[ ملوك الأول 11: 9-10 ]
الصراع مع الرب:
نبى الله يعقوب صارع الرب وهزمه:
« ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَصَحِبَ مَعَهُ زَوْجَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلَادَهُ الأَحَدَ عَشَرَ، وَعَبَرَ بِهِمْ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ، وَلَـمَّا أَجَازَهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُ عَبْرَ الوَادِي، وَبَقِيَ وَحْدَهُ، صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ. وَعِنْدَمَا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَتَغَلَّبْ عَلَى يَعْقُوبَ، ضَرَبَهُ عَلَى حُقِّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ مِفْصَلُ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتَهِ مَعَهُ. وَقَالَ لَهُ: " أَطْلِقْنِي، فَقَدْ طَلَعَ الفَجْرُ ". فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ" لَا أُطْلِقُكَ حَتَّى تُبَارِكَنِي ". فَسَأَلَهُ: " مَا اسْمُكَ ؟ فَأَجَابَ: " يَعْقُوبَ ". فَقَالَ: " لَا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ، بَلْ إِسْرَائِيلَ ( وَمَعْنَاهُ: يُجَاهِدُ مَعَ الله )، لِأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ الله وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ ". فَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: " أَخْبِرْنِي مَا اسْمُكَ ؟" فَقَالَ:" لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي ؟ " وَبَارَكَهُ هُنَاكَ ». [ تكوين 32: 22-30 ].
الانتحار:
نبى الله شاول انتحر:
« فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: "مَاذَا جَرَى ؟ أَخْبِرْنِي " فَقَالَ: " لَقَدْ هَرَبَ الجَيْشُ مِنْ سَاحَةِ القِتَالِ، وَقُتِلَ جَمعٌ غَفِيرٌ مِنْهُمْ، وَمَاتَ شَاوُلُ وَابْنُهُ يُونَاثَانُ أَيْضًا " فَسَأَلَهُ دَاوُدُ: " كَيْفَ عَرَفْتَ بِمَوْتِ شَاوُلَ وَابْنَهُ يُونَاثَانَ؟ ". فَأَجَابَ: " صَادَفَ أنَّنِي كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ عِنْدَمَا رَأَيْتُ شَاوُلَ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ وَعَرَبَاتُ الأَعْدَاءِ وَفُرْسَانُهُمْ يَتَعَقَّبُونَهُ. وَمَا لَبِثَ أَنِ الْتَفَتَ وَرَاءَهُ. وَحِينَ شَاهَدَنِي استَدْعَانِي إلَيْه. وَسَأَلَنِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَجَبْتُ: عَمَالِيقِيٌّ فَقَالَ لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لِأَنَّنِي أُقَاسِي مِنْ فَرْطِ الأَلَمِ، وَالحَيَاةُ مَازَالَتْ تَسْرِي فِي جَسَدِي. فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ، لِأَنَّنِي أَدْرَكْتُ أَنَّهُ مَيْتٌ لَا مَحَالَةَ بَعْدَ سُقُوطِهِ، فَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي فَوْقَ رَأْسِهِ وَالسُّوَارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي ».
[ صموئيل الثانى 1 : 4-11].
القتل:
نبى الله أبشالوم قتل أخيه أمنون:
« وَكَانَتْ ثَامَارُ تَرْتَدِي ثَوْبًا مُلَوَّنًا كَعَادَةِ بَنَاتِ الْمُلُوكِ الْعَذَارَى فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ ، فَمَزَّقَتِ الثَّوْبَ الْمُلَوَّنَ وَعَفَّرَتْ رَأْسَهَا بِالرَّمَادِ وَوَضَعَتْ عَلَيْهِ يَدَهَا وَمَضَتْ بَاكِيَةً . وَعِنْدَمَا رَآهَا أَخُوهَا أَبْشَالُومُ سَأَلَهَا : « هَلِ اغْتَصَبَكِ أَمْنُونُ ؟ اسْكُتِي الْآنِ يَا أُخْتِي ، فَإِنَّهُ أَخُوكِ وَلَا تَحْمِلِي وِزْرَ هَذَا الْأَمْرِ فِي قْلبِكِ » . ثَامَارُ فِي بَيْتِ أَخِيهَا أَبْشَالُومَ فِي عُزْلَةٍ وَحُزْنٍ . أَمَّا أَبْشَالُومَ فَلَمْ يُخَاطِبْ أَمْنُونَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ ، لَكِنَّهُ أَضْمَرَ لَهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِأَنَّهُ انْتَهَكَ حُرْمَةَ أُخْتِهِ ثَامَارَ . . . . . . وَأَوْصَى أَبْشَالُومُ رِجَالَهُ : « مَتَى ذَهَبَتِ الْخَمْرُ بِعَقْلِ أَمْنُونَ وَقُلْتُ لَكُمُ اضْرِبُوا أَمْنُونَ وَاقْتُلُوهُ ، فَلَا تَخَافُوا . أَلَسْتُ أَنَا الَّذِي أَمَرْتُكُمْ بِذَلِكَ؟ تَشَجَّعُوا وَتَصَرَّفُوا كَأَبْطَالٍ » . فَنَفَّذَ رِجَالُ أَبْشَالُومَ أَوَامِرَهُ وَقَتَلُوا أَمْنُونَ ».
[ صموئيل الثانى 13: 1-29].
ولنا أن نتساءل بعد نسبة الكتاب المقدس للأنبياء هذه السوءات: الزنا، القتل، الانتحار، الصراع مع الرب، وعبادة غير الله.
وكلها صفات شنيعة لا تليق برجل صالح عادى
فأين الأسوة والقدوة للأنبياء ؟!
وما الحكمة من إرسالهم إلى البشر إن كانوا يمارسون الخطايا ؟!
وكيف يحاسب الرب عباده إذا كان صفوة خلقه عصاة؟!
من انفرادات القرآن الكريم أنه دين التسامح، دين أنصف الآخر وجعله جزءًا من نسيجه:
البر والمودة:
}إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{
( الممتحنة: ٨ ).
حل ذبائح أهل الكتاب وجواز الزواج من نسائهم:
}الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) {
( المائدة: ٥).
العدل مع الخصوم:
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) {( المائدة: ٨ ).
القرآن يصدق الرسل السابقين:
}وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِير(31){ٌ ( فاطر: ٣١ ).
}قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) {( الأحقاف: ٣٠ ).
}آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285){ ( البقرة: ٢٨٥ ).
والإذن بالقتال فى الإسلام لمن ظلم دفاعًا عن العقيدة والنفس والمال.
}أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) { ( الحج: ٣٩)
ومشروط بعدم العدوان:
}وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(190){ ( البقرة: ١٩٠ )
وإن رغب الخصوم فى الصلح فالموافقة السريعة:
}وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61){ ( الأنفال: ٦١).
فى الكتاب المقدس المدهش والغريب أن أكذوبة انتشار الإسلام بالسيف لا نجد كلمة السيف فى القرآن أبدًا ولا مرة واحدة فى حين ـ أن المدهش حقًا ـ أن السيف ورد فى الكتاب المقدس فى العدوان على الآخر اسمع معى إلى هذا النص من سفر التثنية:
«وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلًا. فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيدًا لَكُمْ. وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَـَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ مِنْ أَسْلَابٍ، فَاغْنَمُوهَا لِأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ الأُمَمِ القَاطِنَةِ هُنَا. أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثًا فَلَا تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ واليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَـهُكُمْ، لِكَي لَا يُعَلِّمُوكُمْ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي مَارَسُوهَا فِي عِبَادَةِ آلِـهَتِهِمْ، فَتَغْوُوا وَرَاءَهُمْ وتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَـهِكُمْ ».
[ سفر التثنية: 20 / 10-18 ].
لفظ القتل ومشتقاته فى الكتاب المقدس [688] مرة فى مقابل [98] مرة فى القرآن.
من انفرادات القرآن وضوح العقيدة فلا لبس فيها:
}قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4){ ( الإخلاص: ١ – ٤).
فالإله واحد أحد فى مقابل أن الإله فى الكتاب المقدس ثلاثة فى واحد...
وهذا صادم للعقل كيف يكون الثلاثة واحد. الإبن/الأب/والروح القدس.
وأسئلة يحار العقل فى إيجاد إجابة مقنعة لها بشأن عقيدة الصلب:
من الذى صلب الإله ؟! لابد أنه أقوى من الإله.
ومن الذى حكم العالم وأدار شئونه ساعة أن كان الإله مصلوبًا ؟!
ومن الذى أحيا الإله بعد موته ؟!...وألا يستحق أن يكون هو الإله لأنه هو الذى أحيا؟!
أيضاً أسلوب معالجة الخطيئة:
القرأن جعل الاستغفار والتوبة سبيلًا لمحو الخطايا وتكفير الذنوب وهو أمر بين العبد وربه.
قال تعالى:} وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) {( النساء: ١١٠)
والمذنب هو الذى يستغفر، والعقوبة لمن لم يتب يستحقها المذنب نفسه.
أما فى الكتاب المقدس فإن معالجة الخطيئة أمر صادم للعقل فصلب المسيح يعلل بأنه فداء للبشرية عن خطيئة آدم
آدم أخطأ فكيف يعاقب عيسى عليه السلام؟ هل يُقبل عقلًا أن يعاقب غير المخطىء عند البشر فى القانون، المسألة لاتحتاج إلى هذا التعسف فى التفسير. إن مسألة الخطيئة أوجد لها الإسلام الحل المثالى الاستغفار والتوبة.
انفراد القرآن باللغة الراقية والأخلاق الرفيعة:
القرآن يدعوا لقيم العدالة والخلق الحسن والأمانة ولا تجد فى القرآن كلمات خادشة للحياء . . حتى فى أخص الأمور التى تعبر عن اللقاء الخاص بين الرجل وزوجته . فيعبر عنه بالنكاح . . وبالملامسة .
قال تعالى :
}فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(230){ ( البقرة: ٢٣٠ ).
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) {
( النساء:٤٣).
فى الكتاب المقدس نص نشيد الإنشاد كلام جارح ومثير جنسيًا:
وتسأل نفسك هل يمكن أن يكون هذا الكلام الجارح من كلام الرب ؟!
هل يمكن أن يكتب الرب كتابات مثيرة جنسيًا؟!:
ومن أمثلة ذلك : « 1 ما أَجْمَلَ رِجْليْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ ! دَوَائرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيَّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ . 2 سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَورَّةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُجٌ . بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ . 3 ثَدْيَاك كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ . 4 عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ . عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثَّ رَبِّيمَ . أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَان النَّاظِر تُجَاه دِمَشْقَ . ... 6 مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّات ! 7 قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ . 8 قُلْتُ : « إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ و أُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا » . وتَكَوُنُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ ورَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ ».[ نشيد الإنشاد 7 : 1-8 ]
« 1 لَيْتَكَ كَأَخِ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيِْ أُمِّىِ فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي . 2 وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي . 3 شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِيَنُهُ تُعَانِقُنِي . 4 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ »
[ نشيد الإنشاد 8 : 1-4].
من انفرادات القرآن الكريم أنه الكتاب الوحيد الذى حُفِظ حفظًا الهيا من التحريف أو أن تعبث به يد البشر.
قال تعالى:
- }إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) {( الحجر: ٩).
- }وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37){
( يونس: ٣٧).
وحتى القراءات القرآنية التى يطنطنون حولها بالشبهات هى قرآن من عند الله بَلَّغه النبى محمدصلي الله عليه وسلم، فى حين أن علماء الكتاب المقدس يُقرون بما وقع فيه من تحريف وتغيير وإضافة وحذف بأيدى البشر . . وتناقض عجيب .
وعلماء الكتاب المقدس ( كما ذكر روبرت كيل تسلر ) أقروا جملة من الحقائق المذهلة بشأن تحريف الكتاب المقدس:
س 1 : أين الأسفار المفقودة والتى جاء ذكر عنها فى الكتاب المقدس وبأنها ليست أقل من عشرين ؟
س 2 : ماذا عن عدم وجود مخطوطة أصلية للكتاب المقدس ـ توجد مخطوطات مختلفة ، وتحتوى على أكثر من 50000 خطأ ؟
س 3 : ماذا عن الإضافة والحذف الذى يتم حتى اليوم مع كل طباعة جديدة ؟ !
مثال: نص أغويت المرأة الرجل فى النسختين:
8- من انفرادات القرآن الكريم :
ونترك المجال لعالم فرنسى معاصر (موريس بوكاى) يذكر لنا هذه الملاحظة والتى هى خلاصة دراسة علمية قام بها وفريق علمى تحت إشرافه بعنوان: التوراة والإنجيل والقرآن والعلم وترجم الكتاب إلى الإنجليزية والعربية وغير ذلك من اللغات .
يقول د. موريس بوكاى:
« إن العهد القديم ( التوراة ) يتكون من حَشْد من الكتابات التى صاغها أفراد من البشر مَثَلُهُمْ مَثَلُ الأفراد الذين يصوغون أيَّ كتابات أدبية وِفْقًا لقُدْرَاتهم على الصياغة والإنشاء اللغوى والكتابة فى شتى الموضوعات الأدبية literary works وذلك على مدار حوالى تسعمائة سنة. إن أجزاء وأسفار العهد القديم تشْبِهُ قِطعًا من أحجار الفسيفساء كثيرًا ما قام البشر على توالى القرون بالتغيير فيها وتبديلها ».
« ولقد كان الهدف من صياغة الأناجيل صياغة كتابية هو أن يعرف الناس من خلال أقوال وأفعال المسيح التعاليم teachings التى كان يرغب المسيح فى أن يتركها للناس لإكمال رسالته، ولسوء الحظ لم يكن مؤلفو الأناجيل شهود عيان للمعلومات التى كتبوها وقاموا بتسجيلها كتابةً.
لقد كانوا ببساطة ووضوح مجرد متحدثين رسميين spokesmen يعبرون عن معلومات كانت مودعة ثنايا وفى غمار التراث الشفهى للجماعات اليهودية / المسيحية بشأن حياة المسيح بوجه عام كما استقرت المعلومات عنها وتم تناقلها وتداوُلُها فى ثنايا التراث الشفهى أو فى ثنايا بعض النصوص المكتوبة التى لم تعد موجودة الآن إذ هى مفقودة.
هكذا يلزم أن ننظر اليوم إلى تلك النصوص اليهودية / المسيحية، ولو شئنا أن نكون موضوعيين ملتزمين بالاعتراف بالحقائق وحدها فمن الضرورى أن نتخلى عن محاولات التفسير والتبرير الكلاسيكية التى تحاول أن ترقى بهذه النصوص إلى مرتبة الوحى الإلهى باعتبار أنها كلام الله وحده لم يخالطه كلام البشر
ولقد كانت النتيجة الحتمية لتعدد المصادر فى أناجيل العهد الجديد هى وجود كثير من التناقض التى أعطينا أمثلة عديدة لها.
إن التناقضات والمعلومات الخاطئة من وجهة النظر العلمية فى العصر الحديث فى نصوص الأناجيل قد غدت واضحة تمام الوضوح ويستحيل الدفاع عنها دفاعًا مجديًا مقبولًا.
لكننا نجد لنصوص القرآن الكريم شأنًا آخر وطريقة أخرى فى التدوين وطبيعة أخرى فى محتوى النصوص ومضمونها ومدى اتساقها التام وانعدام تناقضها مع حقائق العلم الحديث، لقد امتد بالفعل تنزيل القرآن الكريم مُنجَّمًا ينزل الله عددًا قليلًا من الآيات ثم عددًا آخر على امتداد حوالى ثلاثة وعشرين عامًا، وهى مدة كافية لاستيعاب وحفظ أى قدر من نصوص القرآن الكريم كل نص فى حينه أوَّلًا بأوَّل حتى تم حفظ نصوص القرآن الكريم كاملة فى ذاكرة جمٍّ غفير من المسلمين الأوائل فضلًا عن تدوين وتسجيل عدد من آيات القرآن الكريم كتابة فى حياة النبى r وتحت إشرافه وبمراجعته.
إن القرآن الكريم يتمتع بميزتين هامتين هما خُلُوُّهُ التام من التناقض بأى حال من الأحوال، والتناقض هو الآفة التى أصابت روايات التوراة والأناجيل بما لا يدع مجالًا للشك، وكذلك تمتاز نصوص القرآن الكريم بالاتساق وعدم التعارض مع حقائق العلم الحديث. التى تم الكشف عنها فى العصر الحديث.
وإجراء مقارنة بين كثير من روايات التوراة لأحداث ووقائع مُعَيَّنة مع روايات نفس الموضوعات والأحداث والوقائع فى القرآن الكريم تُظْهِرُ لنا بوضوح الفروق الأساسية بين دعاوى التوراة غير المقبولة علميًا ولا منطقيًا وبين رواية القرآن الكريم لنفس الموضوعات رواية تتفق مع النظرة العلمية وتتسق مع المعقولية دون إعطاء أى تفصيلات يمكن دحضها وإثبات أى تناقض فيها بعكس التوراة التى تعطى تفصيلات كثيرة غير صحيحة وغير معقولة وغير مقبولة. ».
على سبيل المثال لا الحصر من الأخطاء العلمية الواضحة جدًا فى الكتاب المقدس .
أيــوب 9 : 6 (الأرض تُحمل على أربعة أعمدة).
لاويين11 :5 - 8 (الأرنب والوبر من الحيوانات المجترة).
لاويين11: 20 ،21،23 (طيور لها أربعة أرجل).
تكوين30 : 37 – 9 (الغنم تتوحم).
هذا هو القرآن الكتاب المتفرد فى :
القرآن وحده هو الذى بَرَّأ المرأة من خطيئة إخراج آدم من الجنة.
القرآن الكريم وحده هو الذى وصف الإله بما يليق به من كمالات.
القرآن الكريم وحده هو الكتاب الوحيد الذى أثبت العصمة للأنبياء لأنهم أسوة وقدوة.
القرآن الكريم وحده هو الذى أنصف الآخر وجعله جزءًا من نسيجه.
القرآن وحده هوالمتفرد فى وضوح العقيدة فلا لبس فيها.
القرآن وحده المنفرد باللغة الراقية والأخلاق الرفيعة.
القرآن الكريم وحده هو الكتاب الوحيد الذى حُفِظ حفظًا إلهيا من التحريف أو أن تعبث به يد البشر.
القرآن الكريم وحده هو الذى توافق مع حقائق العلم الحديث.
لهذا كله كانت ولا تزال كل المعارك التى ضد القرآن خاسرة .. لماذا؟ .. الجواب فى كلمة واحدة .. لأنه كلمة الله.