التلبية و التكبير
إن الله تعالى شرع الحج لأمور عظيمة، ومن أجل هذه الأمور هو ما نسمعه من تكبير وتلبية، وتعظيم لله عز وجل في تلك المشاعر المقدسة، التي لا يدعى فيها إلا الله، ولا ينادى فيها إلا الله، ولا يرجى إلا الله، تعود الخلائق إلى بارئها، وتلهج الألسنة بذكر خالقها ومبدئها، فيبين ذلك الله جل في علاه في كتابه، وأن ذكره وشكره من أبرز وظائف الحاج، يقول سبحانه: 









قال المطلب بن عبد الله : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم.
وقال أيوب: رأيت سعيد بن جبير يوقظ ناساً من أهل اليمن في المسجد ويقول : قوموا لبوا ، فإن زينة الحج التلبية.
ولفظ التلبية هو: ما جاء عن ابن عمر




وعند ابن ماجه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في تلبيته:


ولفظ ابن عمر





ومواطن التكبير والتلبية هي كالتالي:
1- تستحب التلبية حينما يركب المحرم دابته (أو ما ينقله) من عند الميقات، فيلبي بنسكه، فيقول القارن: لبيك عمرة وحجة، ويقول المفرد بالحج: لبيك حجًّا، ويقول المتمتع والمعتمر: لبيك عمرة؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: 'سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أَهل بهما جميعًا، لبيك عمرة وحجاً، لبيك عمرة وحجاً' رواه البخاري (1467)، ومسلم بلفظه (2194)، وعن جابر بن عبد الله

2- التكبير عند الحجر الأسود في بداية الطواف في أول كل شوط يستحب أن يقول: الله أكبر؛ فعن ابن عباس


3- التكبير إذا رقى على الصفا عند السعي بين الصفا والمروة فإنه يستقبل الكعبة، ويكبر ثلاثاً، فعن جابر بن عبد الله


4- التلبية والتكبير عند الذهاب من منى إلى عرفة، فعن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك -وهما غاديان من منى إلى عرفة-: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: 'كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه' رواه البخاري (1549) بلفظه، ومسلم (2254).
5- التلبية والتكبير حين الخروج من عرفة إلى مزدلفة، والخروج من مزدلفة إلى منى غداة النحر، حين يرمي الجمرة، فعن ابن عباس


6- التكبير عند المشعر الحرام (المزدلفة)، حتى يسفر الصباح، قال تعالى:




7- التكبير عند رمي الجمرات، فعن جابر رضي الله عنه: 'أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الجمرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف' رواه مسلم (2137)، عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر

8- ويذكر الله في أيَّام التشريق في مكانه الذي هو حالٌّ فيه، ومن الذكر التكبير؛ لقوله - تعالى -:


ثم علق أثراًَ بصورة الجزم فقال: 'وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل السوق، حتى ترج منى تكبيراً، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً' صحيح البخاري (1/329).
9- يشرع التكبير للحاج وغير الحاج من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى:


ويجهر الرجال به في المساجد والأسواق، والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً بتعظيم الله، وإظهاراً لعبادته وشكره.
ويشرع التكبير المطلق من أول أيام ذي الحجة ، والمقيد أدبار الصلوات من فجر عرفة . فيجتمع التكبير المطلق والمقيد في أصح أقوال العلماء في خمسة أيام هي: يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة .
والله أعلم، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
[1] رواه أحمد (23328)، قال شعيب الأناؤوط: إسناده حسن، المسند (6/ 75).
[2] المعجم الأوسط (7/379)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/11).
[3] رواه ابن ماجه (2912)، صححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 155).
[4] رواه ابن ماجه (2911)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/155).
[5] شرح النووي على مسلم (8/89).
[6] رواه ابن ماجه (2915)، صححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 156).
[7] عمدة القاري (9/171).
[8] الاستذكار (4/57).
[9] مصنف عبد الرزاق (8894)، وقال الإمام الشوكاني: سنده صحيح، نيل الأوطار (5،104).
[10] رواه النسائي (2923)، صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي (7/ 44).
[11] مسند أحمد بن حنبل (915)، تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن المسند (1/114).
تعليق