لقد اتهم النصارى والمنصرون رسول الاسلام محمد صلى الله عليه سلم بأنه به شيطان وأن الذى اوحى اليه بهذا الدين والقرآن هو الشيطان , وهذا الافتراء والاتهام ليس بجديد , وإنما هو دأب كل الكافرين والمنكرين لرسل وأنبياء الله على مر الأمم .
يذكر كتاب النصارى أن من أنكروا دعوة يوحنا المعمدان (يحيي) إنما قالوا أن به شيطان .
الفانديك)(انجيل لوقا 7 : 33 لانه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزا ولا يشرب خمرا فتقولون به شيطان.)
وكذلك اليهود الذين أنكروا دعوة المسيح ورسالته أيضا اتهموه بأن به شيطان .
(انجيل يوحنا 10 : 20 فقال كثيرون منهم به شيطان وهو يهذي.لماذا تستمعون له.)
(انجيل يوحنا 8 : 48 فاجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسنا انك سامري وبك شيطان.)
يوحنا 8 : 52 (فقال له اليهود الآن علمنا ان بك شيطانا.قد مات ابراهيم والانبياء.وانت تقول ان كان احد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت الى الابد.)
إذا فما يقوله انصارى الان على رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم هو تكرار لسُنة الله الماضية والتى سبقهم اليها امثالهم من الكافرين المنكرين لأنبياء الله ورسله .
وكان المسيح يبرئ نفسه من هذه التهمة التى يرميه بها المنكرون له :
يوحنا 8 : 49 (اجاب يسوع انا ليس بي شيطان لكني اكرم ابي وانتم تهينونني.)
كما برأ القرآن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من هذا الاتهام :
” وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ” الشعراء 210 – 211
” وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ” التكوير 25
وفى هذا المقال نتحدث عن علاقة الشيطان بكل من محمد صلى الله عليه وسلم ويسوع النصارى كما ورد فى الانجيل .
ونبدأ بحديث يستخدمه النصارى كشبهه على رسول الاسلام .
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال ما لك يا عائشة أغرت ؟ فقلت وما لي ؟ لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد جاءك شيطانك قالت يا رسول الله أمعي شيطان ؟ قال نعم قلت ومعك يا رسول الله ؟ قال نعم ولكن أعانني عليه حتى أسلم . رواه مسلم
ننظر الى هذا الحديث الذى يدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم عندما سألته زوجته عائشه فقالت ومعك (شيطان) يا رسول الله ؟
لو كان محمد يتكلم من نفسه لبرأ نفسه ونزهها وأدعى أنه ليس كسائر البشر من أن لكل إنسان شيطان يحاول أن يغويه , ولكنه قال نعم (أى أنه مثل سائر البشر معه شيطان) ولكن الله أعانه عليه فأسلم , وهنا حتى الفضل فى اسلام الشيطان ارجعه محمد صلى الله عليه وسلم لله فقال , ولكن الله اعاننى عليه فأسلم ولم ينسب الفضل لنفسه , فنجد أن محمد جاء رحمة بالانس والجن (الشيطان من الجن) وكانت دعوته للانس والجن جميعا لينقذهم من الظلمات الى النور ومن غضب الله وعقابه الى مرضاة الله وثوابه والنعيم المقيم , وقد ذكر القرآن إيمان الجن محمد ورسالته وكتابه .
“وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ” الاحقاف 29 – 31
“قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً* وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً” الجن 1 – 3
فقد استطاع محمد بعون الله ان يهدى الشيطان الى الاسلام , وهدى الله علي يديه الجن فآمنوا بالقرآن وبرسالته .
ومما ورد عن محمد صلى الله عليه وسلم ليدل على صدقه وانه لا ينطق عن الهوى وان كل كلامه هو وحى من الله :
“ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه” .
وهذا الحديث الذى يستخدمه النصارى لإثبات الوهية المسيح ولا ندرى ما علاقته بالالوهيه , حيث يذكرون ان عدم نخس الشيطان للمسيح وامه دليل على الالوهيه , فلو كان عدم النخس دليل على الالوهية فيجب ان تكون مريم ام المسيح اله كما ان المسيح اله , واذا كانت مريم ليست اله مع عدم نخسها فالمسيح كذلك ليس اله , ويجب ان نعلم ان عدم النخس من الشيطان للمسيح وامه هو استعاذة ام مريم بالله من الشيطان الرجيم لمريم وذريتها واستجابة الله لها كما ورد فى سورة آل عمران :
” فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” آل عمران 36 – 37
وهذا الحديث اكبر دليل على صدق محمد , فلو كان يتكلم من نفسه لرفع من شأنه ونسب عدم النخس لنفسه وأمه أو شمل جميع الانبياء المتفق عليهم فى القرآن والكتب السابقه فى من تجاوزهم النخس مثل موسى وابراهيم ونوح وغيرهم ولكن اختصاصه للمسيح وامه دليل انه لا يتكلم الا بما يوحى اليه من ربه . هذا اذا كان النصارى يحتجون بهذا ايمانا به ولكن تعجب بكفرهم بمحمد وكلامه ثم يحتجون بكلامه , وهم فى الحقيقة كل شبهاتهم انما تظهر صدق القرآن وصدق محمد رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم .
وليس في إثبات هذه الخصوصية لعيسى وغيره ما يعود بالنقص على بقية الأنبياء ، ولا ما يقتضي تفضيله عليهم ، لأن الفضل الذي يعدُّ كمالاً تاماً للإنسان ، هو ما كـان بسعيه واجتهاده ، ومن هنا كان فضل الخليلين إبراهيم و محمد عليهما وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام ، وأما طعن الشيطان بيده فليس من شأنه أن يثاب العبد على سلامته منه ، ولا أن يعاقب على وقوعه له ، وعلى التسليم بأن هذه فضيلة لعيسى عليه السلام فنحن جميعاً نقر بأن المفضول قد يكون فيه من الخصائص والمزايا ما ليس للفاضل ، ولا يؤثر ذلك في أفضليته .
وكان محمد صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه والمؤمنين به ما يحفظهم من الشيطان ويبعده عنهم ويحفظهم من مكره وشره .
قال حماد عن أبي عياش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح )
(……قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك ؟ قلت زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال . يا أبا هريرة قال لا قال ذاك شيطان . رواه البخاري
وكان واحد من اصحاب محمد , وهو عمر بن الخطاب اذا سلك طريق يهرب الشيطان من هذا الطريق ويسلك طريقا آخر , كما ورد فى الحديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك . متفق عليه .
وقد حذر الله فى القرآن من وسوسة الشيطان وعداوته للانسان ولكنه قال : “إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا”
أما يسوع النصارى فتحكى لنا الاناجيل قصه عجيبه فى بداية دعوته وتبشيره وهى أن الشيطان أصعد يسوع الى البريه ليختبره !!!
وهى قصة وقفت امامها كثيرا , كيف للشيطان ان يختبر يسوع ولماذا يختبره ؟ ما الفائده من اختبار يسوع وماذا كان يترتب على هذا الاختبار بالنسبه للشيطان ويسوع على السواء ؟
والعجيب ان يسوع كان مطيع ومنقاد للشيطان وخاضع للاختبار !!
والغريب ان الشيطان لم يختبر المسيح فقط بل وصل الامر الى ان طلب منه ان يسجد اليه !!
انجيل متى : الاصحاح الرابع
وياليت الامر توقف عند هذا الحد , بل فى حين أن العقيدة المسيحية وما يذكره آباء المسيحية عن علاقة المسيح بالشيطان يجعلك فى حيرة من أمرك ومن عقيدة هؤلاء القوم .
بينما يدعون أن المسيح هو الله المتجسد والذى جاء الى الارض ليتمم خطة الصلب والفداء , يدعون أن المسيح كان يخفى حقيقته ولاهوته عن الشيطان حتى لا يفسد الشيطان الخطة الالهيه للصلب والفداء لتكفير الخطيه !!!
ياللعجب العجاب , وأى عقيدة هذه التى تجعل الاله عاجز عن اتمام ارادته الا بالمكر والخديعه للتخفى من احد مخلوقاته مهما بلغ خوفا من ان يفسد ارادة الله وخطته ؟ فقد جعلوه ندا لله !
بل ويصل النصارى فى غيهم الى الادعاء ان الرب المتجسد خدع الشيطان فى فخ جعله يسعى الى اتمام عملية الصلب التى حدثت ليسوع حتى تتم الخطه بالصلب وموت الاله على الصليب .
فى كتاب الانبا بيشوى (المسيح مشتهى الاجيال) نقرأ
لماذا أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان؟
لقد احتار الشيطان في فهم سر التجسد بدءًا من إخلاء الله الكلمة لنفسه ليأخذ صورة عبد. ومروراً بكل ما ظهر به السيد المسيح من التواضع في ميلاده، وهروبه إلى مصر، وحياته البسيطة البعيدة عن مظاهر العظمة، وفي صومه على الجبل، وفي حزنه، وصلاته، وفي أن ينسب لنفسه عدم المعرفة بشأن اليوم الأخير (بحسب إنسانيته) وهو العالِم بكل شيء (بحسب لاهوته).
لقد أصيب الشيطان بالارتباك فكلما شعر أن السيد المسيح هو ابن الله أو قدوس الله يعود فيحتار من تواضعه العجيب خاصة في مسألة المعرفة. لهذا فقد تجاسر بحماقته وغامر في إتمام مؤامرة صلب السيد المسيح وابتلعت السمكة الطُعم المخفى فيه صنارة قوية أنهت جميع أحلامها وتمت المقاصد الإلهية في فداء وتحرير البشر من سلطان الشيطان.
كيف أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان؟
(ينقل طرفا من كلام الانبا شنوده) : ولم يكن من الصالح أن يعرف الشيطان حقيقة المسيح لئلا يبذل جهده لعرقلة عمل الفداء لأن الشيطان لا يحب خلاص العالم وكان يتمنى أن ذلك لا يتم). أهـ
وبينما يجتهد علماء النصرانيه فى الكلام عن اخفاء المسيح لاهوته لتبريرهم نقاط الضعف فى المسيح وخضوعه للاختبار من الشيطان على انها كانت من باب الخديعه والمكر لاخفاء لاهوته عن الشيطان لإتمام الخطه الالهيه للصلب نجد الاناجيل تكذب هذا الادعاء والحجه الواهيه وتعلن الاناجيل ان الشيطان كان يعرف من هو المسيح , وكان المسيح ينهر الشياطين حتى لا تعلن عن هويته وشخصيته :
إذا فكاتب إنجيل مرقس يقول أن الشياطين عرفوه والانبا شنودة والانبا بيشوى يقولون أن الشياطين لم يعرفوه , فمن الصادق ومن الكذاب ؟؟
والسؤال الاهم هنا هو عن كيفية خضوع المسيح لاختبار الشيطان وحاجة الاله الى التخفى من الشيطان حتى يستطيع ان يتمم خطته ولا يفسدها الشيطان ؟؟!
والنقطه الثانيه هى فى اختيار المسيح لتلاميذه ,حيث يفاجأنا الانجيل باختيار المسيح لتلاميذه واعترافه بأن احد تلاميذ المسيح الذى وقع عليهم اختياره شيطان !!
(انجيل يوحنا 6 : 70 اجابهم يسوع أليس اني انا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان.)
بل وبدلا من ان يساعد يسوع تلميذه الشيطان بتعاليمه ليهديه ويصلح من شأنه يزيد الامر سوءا , ففى العشاء الاخير يضع المسيح اللقمه فى فم هذا التلميذ ليدخل معها الشيطان اليه ويغويه الى خيانة معلمه !!!
ما هذا الرب الذى لقمة من يده تكون سببا الى دخول الشيطان الى انسان وتكون سببا فى غوايته وفساده , وهل بعد ذلك نلقى اللوم على هذا التلميذ المسكين الذى وقع ضحية لهذا الرب الخائن الذى اختاره ووضع اللقمة فى فمه , ثم يأمره ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعه , فهل اطاعة التلميذ للرب وخضوعه له بهذا الشكل بعد أن تسبب فى دخول الشيطان اليه يدفع ثمنه التلميذ ويعاقب عليه بينما هو ضحية مؤامرة الرب .
(انجيل يوحنا 13 : 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان.فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة.)
لقد تآمر الرب والشيطان على يهوزا الاسخريوطى ليقع فى الفخ وها نحن نجد أن ارادة رب النصارى (يسوع) تتفق مع ارادة الشيطان وكل منهما يدفع يهوزا الاسخريوطى ليسلم المسيح لإتمام عملية الصلب .
(انجيل يوحنا 13 : 2فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه.)
الخلاصة :
وهكذا نجد أن محمد صلى الله عليه وسلم كان سببا فى هداية الشيطان واسلامه , وقد آمن به وبقرآنه الجن الذين استمعوا اليه , تعاليم محمد تحفظ من الشيطان وتجعل وقاية للانسان من وسوسة الشيطان وغوايته , من اصحاب محمد من اذا سلك طريقا هرب الشيطان ليسلك طريقا آخر وهو عمر بن الخطاب الذى اختاره رسول الله ودعا الله أن يعز الاسلام به وقد بيّن الاسلام والقرآن أن الشيطان مهما بلغ فإنه وكيده ضعيفا.
بينما نجد أن المسيح يخضع للشيطان ويحاول إخفاء نفسه من الشيطان حتى لا يفسد الشيطان خطته , وكأن للشيطان قدرة وسلطان على افشال خطة الله ومنع ارادته , المسيح الذى يدعى النصارى انه اله المحبه بدلا من ان يبذل نفسه لينجوا جميع خلقه ولا يهلك منهم احد بما فيهم الشيطان ويُكفر عن الخطية الاصليه بكامل اركانها بما فيها الشيطان كما كفر عنها للانسان (وهذا من فرط محبته وكمال تضحيته) نجده يتآمر ويتخفى ليقع الشيطان فى الفخ ويهلك , فأين المحبة والفداء الكامل الغير محدود ؟
المسيح يختار احد تلاميذه واتباعه شيطان , المسيح يكون سببا فى دخول الشيطان الى يهوذا بوضع اللقمه فى فمه ويحرضه على الخيانه ثم يعاقبه عليها , فى تمثيلية هزليه واسفاف واستخفاف بالعقول . هل علم النصارى مكانة الشيطان فى عقيدتهم وأن اتمام عقيدة الصلب والكفارة لم تكن لتتم بغير معاونة الشيطان ؟
هل يعلم هؤلاء القوم انهم يتكلمون عن اله ؟ وهل يعلمون ما تعنى كلمة الالوهيه من كمال الذات والصفات التى لا يعتريها نقص ؟ وهل يعلمون ان الله اذا اراد شيئا قال له كن فيكون ؟ واذا قدر شيئا هيأ له الاسباب ولم تقف امامه الموانع ؟ وهل يعلمون أن هذا الشيطان مهما بلغ من القوة والسلطان على الانسان فما هو الا مخلوق من مخلوقات الله , لا يعجز الله فيه بشيء وإذا اراد الله ان يهلك الشيطان والانسان وجميع المخلوقات اهلكهم بكلمة ؟ فلا يحتاج الاله الحق الى مثل هذه التمثيليه الهزليه ليحقق مشيئته وتتم ارادته .
يقول الله تعالى : ((وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران : 78 )
سبحان الله عما يقول النصارى المفترون علوا كبيرا , وآخر دعوانا أن الحمد لله ري العالمين .
يذكر كتاب النصارى أن من أنكروا دعوة يوحنا المعمدان (يحيي) إنما قالوا أن به شيطان .
الفانديك)(انجيل لوقا 7 : 33 لانه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزا ولا يشرب خمرا فتقولون به شيطان.)
وكذلك اليهود الذين أنكروا دعوة المسيح ورسالته أيضا اتهموه بأن به شيطان .
(انجيل يوحنا 10 : 20 فقال كثيرون منهم به شيطان وهو يهذي.لماذا تستمعون له.)
(انجيل يوحنا 8 : 48 فاجاب اليهود وقالوا له ألسنا نقول حسنا انك سامري وبك شيطان.)
يوحنا 8 : 52 (فقال له اليهود الآن علمنا ان بك شيطانا.قد مات ابراهيم والانبياء.وانت تقول ان كان احد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت الى الابد.)
إذا فما يقوله انصارى الان على رسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم هو تكرار لسُنة الله الماضية والتى سبقهم اليها امثالهم من الكافرين المنكرين لأنبياء الله ورسله .
وكان المسيح يبرئ نفسه من هذه التهمة التى يرميه بها المنكرون له :
يوحنا 8 : 49 (اجاب يسوع انا ليس بي شيطان لكني اكرم ابي وانتم تهينونني.)
كما برأ القرآن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من هذا الاتهام :
” وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ” الشعراء 210 – 211
” وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ” التكوير 25
وفى هذا المقال نتحدث عن علاقة الشيطان بكل من محمد صلى الله عليه وسلم ويسوع النصارى كما ورد فى الانجيل .
ونبدأ بحديث يستخدمه النصارى كشبهه على رسول الاسلام .
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال ما لك يا عائشة أغرت ؟ فقلت وما لي ؟ لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد جاءك شيطانك قالت يا رسول الله أمعي شيطان ؟ قال نعم قلت ومعك يا رسول الله ؟ قال نعم ولكن أعانني عليه حتى أسلم . رواه مسلم
ننظر الى هذا الحديث الذى يدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم عندما سألته زوجته عائشه فقالت ومعك (شيطان) يا رسول الله ؟
لو كان محمد يتكلم من نفسه لبرأ نفسه ونزهها وأدعى أنه ليس كسائر البشر من أن لكل إنسان شيطان يحاول أن يغويه , ولكنه قال نعم (أى أنه مثل سائر البشر معه شيطان) ولكن الله أعانه عليه فأسلم , وهنا حتى الفضل فى اسلام الشيطان ارجعه محمد صلى الله عليه وسلم لله فقال , ولكن الله اعاننى عليه فأسلم ولم ينسب الفضل لنفسه , فنجد أن محمد جاء رحمة بالانس والجن (الشيطان من الجن) وكانت دعوته للانس والجن جميعا لينقذهم من الظلمات الى النور ومن غضب الله وعقابه الى مرضاة الله وثوابه والنعيم المقيم , وقد ذكر القرآن إيمان الجن محمد ورسالته وكتابه .
“وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ” الاحقاف 29 – 31
“قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً* وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً” الجن 1 – 3
فقد استطاع محمد بعون الله ان يهدى الشيطان الى الاسلام , وهدى الله علي يديه الجن فآمنوا بالقرآن وبرسالته .
ومما ورد عن محمد صلى الله عليه وسلم ليدل على صدقه وانه لا ينطق عن الهوى وان كل كلامه هو وحى من الله :
“ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه” .
وهذا الحديث الذى يستخدمه النصارى لإثبات الوهية المسيح ولا ندرى ما علاقته بالالوهيه , حيث يذكرون ان عدم نخس الشيطان للمسيح وامه دليل على الالوهيه , فلو كان عدم النخس دليل على الالوهية فيجب ان تكون مريم ام المسيح اله كما ان المسيح اله , واذا كانت مريم ليست اله مع عدم نخسها فالمسيح كذلك ليس اله , ويجب ان نعلم ان عدم النخس من الشيطان للمسيح وامه هو استعاذة ام مريم بالله من الشيطان الرجيم لمريم وذريتها واستجابة الله لها كما ورد فى سورة آل عمران :
” فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” آل عمران 36 – 37
وهذا الحديث اكبر دليل على صدق محمد , فلو كان يتكلم من نفسه لرفع من شأنه ونسب عدم النخس لنفسه وأمه أو شمل جميع الانبياء المتفق عليهم فى القرآن والكتب السابقه فى من تجاوزهم النخس مثل موسى وابراهيم ونوح وغيرهم ولكن اختصاصه للمسيح وامه دليل انه لا يتكلم الا بما يوحى اليه من ربه . هذا اذا كان النصارى يحتجون بهذا ايمانا به ولكن تعجب بكفرهم بمحمد وكلامه ثم يحتجون بكلامه , وهم فى الحقيقة كل شبهاتهم انما تظهر صدق القرآن وصدق محمد رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم .
وليس في إثبات هذه الخصوصية لعيسى وغيره ما يعود بالنقص على بقية الأنبياء ، ولا ما يقتضي تفضيله عليهم ، لأن الفضل الذي يعدُّ كمالاً تاماً للإنسان ، هو ما كـان بسعيه واجتهاده ، ومن هنا كان فضل الخليلين إبراهيم و محمد عليهما وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام ، وأما طعن الشيطان بيده فليس من شأنه أن يثاب العبد على سلامته منه ، ولا أن يعاقب على وقوعه له ، وعلى التسليم بأن هذه فضيلة لعيسى عليه السلام فنحن جميعاً نقر بأن المفضول قد يكون فيه من الخصائص والمزايا ما ليس للفاضل ، ولا يؤثر ذلك في أفضليته .
وكان محمد صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه والمؤمنين به ما يحفظهم من الشيطان ويبعده عنهم ويحفظهم من مكره وشره .
قال حماد عن أبي عياش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح )
(……قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك ؟ قلت زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال . يا أبا هريرة قال لا قال ذاك شيطان . رواه البخاري
وكان واحد من اصحاب محمد , وهو عمر بن الخطاب اذا سلك طريق يهرب الشيطان من هذا الطريق ويسلك طريقا آخر , كما ورد فى الحديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك . متفق عليه .
وقد حذر الله فى القرآن من وسوسة الشيطان وعداوته للانسان ولكنه قال : “إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا”
أما يسوع النصارى فتحكى لنا الاناجيل قصه عجيبه فى بداية دعوته وتبشيره وهى أن الشيطان أصعد يسوع الى البريه ليختبره !!!
وهى قصة وقفت امامها كثيرا , كيف للشيطان ان يختبر يسوع ولماذا يختبره ؟ ما الفائده من اختبار يسوع وماذا كان يترتب على هذا الاختبار بالنسبه للشيطان ويسوع على السواء ؟
والعجيب ان يسوع كان مطيع ومنقاد للشيطان وخاضع للاختبار !!
والغريب ان الشيطان لم يختبر المسيح فقط بل وصل الامر الى ان طلب منه ان يسجد اليه !!
انجيل متى : الاصحاح الرابع
1 ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.2 فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.3 فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا».4 فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ».5 ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ،6 وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».7 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ».8 ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا،9 وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».
10 حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».وياليت الامر توقف عند هذا الحد , بل فى حين أن العقيدة المسيحية وما يذكره آباء المسيحية عن علاقة المسيح بالشيطان يجعلك فى حيرة من أمرك ومن عقيدة هؤلاء القوم .
بينما يدعون أن المسيح هو الله المتجسد والذى جاء الى الارض ليتمم خطة الصلب والفداء , يدعون أن المسيح كان يخفى حقيقته ولاهوته عن الشيطان حتى لا يفسد الشيطان الخطة الالهيه للصلب والفداء لتكفير الخطيه !!!
ياللعجب العجاب , وأى عقيدة هذه التى تجعل الاله عاجز عن اتمام ارادته الا بالمكر والخديعه للتخفى من احد مخلوقاته مهما بلغ خوفا من ان يفسد ارادة الله وخطته ؟ فقد جعلوه ندا لله !
بل ويصل النصارى فى غيهم الى الادعاء ان الرب المتجسد خدع الشيطان فى فخ جعله يسعى الى اتمام عملية الصلب التى حدثت ليسوع حتى تتم الخطه بالصلب وموت الاله على الصليب .
فى كتاب الانبا بيشوى (المسيح مشتهى الاجيال) نقرأ
لماذا أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان؟
لقد احتار الشيطان في فهم سر التجسد بدءًا من إخلاء الله الكلمة لنفسه ليأخذ صورة عبد. ومروراً بكل ما ظهر به السيد المسيح من التواضع في ميلاده، وهروبه إلى مصر، وحياته البسيطة البعيدة عن مظاهر العظمة، وفي صومه على الجبل، وفي حزنه، وصلاته، وفي أن ينسب لنفسه عدم المعرفة بشأن اليوم الأخير (بحسب إنسانيته) وهو العالِم بكل شيء (بحسب لاهوته).
لقد أصيب الشيطان بالارتباك فكلما شعر أن السيد المسيح هو ابن الله أو قدوس الله يعود فيحتار من تواضعه العجيب خاصة في مسألة المعرفة. لهذا فقد تجاسر بحماقته وغامر في إتمام مؤامرة صلب السيد المسيح وابتلعت السمكة الطُعم المخفى فيه صنارة قوية أنهت جميع أحلامها وتمت المقاصد الإلهية في فداء وتحرير البشر من سلطان الشيطان.
كيف أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان؟
(ينقل طرفا من كلام الانبا شنوده) : ولم يكن من الصالح أن يعرف الشيطان حقيقة المسيح لئلا يبذل جهده لعرقلة عمل الفداء لأن الشيطان لا يحب خلاص العالم وكان يتمنى أن ذلك لا يتم). أهـ
وبينما يجتهد علماء النصرانيه فى الكلام عن اخفاء المسيح لاهوته لتبريرهم نقاط الضعف فى المسيح وخضوعه للاختبار من الشيطان على انها كانت من باب الخديعه والمكر لاخفاء لاهوته عن الشيطان لإتمام الخطه الالهيه للصلب نجد الاناجيل تكذب هذا الادعاء والحجه الواهيه وتعلن الاناجيل ان الشيطان كان يعرف من هو المسيح , وكان المسيح ينهر الشياطين حتى لا تعلن عن هويته وشخصيته :
مرقس 1 : 23 وَكَانَ فِي مَجْمَعِهِمْ رَجُلٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ، فَصَرَخَ24 قَائِلاً: «آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!»
25 فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «اخْرَسْ! وَاخْرُجْ مِنْهُ!»مرقس 1 : 33 وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا مُجْتَمِعَةً عَلَى الْبَابِ.
34 فَشَفَى كَثِيرِينَ كَانُوا مَرْضَى بِأَمْرَاضٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَأَخْرَجَ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَلَمْ يَدَعِ الشَّيَاطِينَ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ.إذا فكاتب إنجيل مرقس يقول أن الشياطين عرفوه والانبا شنودة والانبا بيشوى يقولون أن الشياطين لم يعرفوه , فمن الصادق ومن الكذاب ؟؟
والسؤال الاهم هنا هو عن كيفية خضوع المسيح لاختبار الشيطان وحاجة الاله الى التخفى من الشيطان حتى يستطيع ان يتمم خطته ولا يفسدها الشيطان ؟؟!
والنقطه الثانيه هى فى اختيار المسيح لتلاميذه ,حيث يفاجأنا الانجيل باختيار المسيح لتلاميذه واعترافه بأن احد تلاميذ المسيح الذى وقع عليهم اختياره شيطان !!
(انجيل يوحنا 6 : 70 اجابهم يسوع أليس اني انا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان.)
بل وبدلا من ان يساعد يسوع تلميذه الشيطان بتعاليمه ليهديه ويصلح من شأنه يزيد الامر سوءا , ففى العشاء الاخير يضع المسيح اللقمه فى فم هذا التلميذ ليدخل معها الشيطان اليه ويغويه الى خيانة معلمه !!!
ما هذا الرب الذى لقمة من يده تكون سببا الى دخول الشيطان الى انسان وتكون سببا فى غوايته وفساده , وهل بعد ذلك نلقى اللوم على هذا التلميذ المسكين الذى وقع ضحية لهذا الرب الخائن الذى اختاره ووضع اللقمة فى فمه , ثم يأمره ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعه , فهل اطاعة التلميذ للرب وخضوعه له بهذا الشكل بعد أن تسبب فى دخول الشيطان اليه يدفع ثمنه التلميذ ويعاقب عليه بينما هو ضحية مؤامرة الرب .
(انجيل يوحنا 13 : 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان.فقال له يسوع ما انت تعمله فاعمله باكثر سرعة.)
لقد تآمر الرب والشيطان على يهوزا الاسخريوطى ليقع فى الفخ وها نحن نجد أن ارادة رب النصارى (يسوع) تتفق مع ارادة الشيطان وكل منهما يدفع يهوزا الاسخريوطى ليسلم المسيح لإتمام عملية الصلب .
(انجيل يوحنا 13 : 2فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه.)
الخلاصة :
وهكذا نجد أن محمد صلى الله عليه وسلم كان سببا فى هداية الشيطان واسلامه , وقد آمن به وبقرآنه الجن الذين استمعوا اليه , تعاليم محمد تحفظ من الشيطان وتجعل وقاية للانسان من وسوسة الشيطان وغوايته , من اصحاب محمد من اذا سلك طريقا هرب الشيطان ليسلك طريقا آخر وهو عمر بن الخطاب الذى اختاره رسول الله ودعا الله أن يعز الاسلام به وقد بيّن الاسلام والقرآن أن الشيطان مهما بلغ فإنه وكيده ضعيفا.
بينما نجد أن المسيح يخضع للشيطان ويحاول إخفاء نفسه من الشيطان حتى لا يفسد الشيطان خطته , وكأن للشيطان قدرة وسلطان على افشال خطة الله ومنع ارادته , المسيح الذى يدعى النصارى انه اله المحبه بدلا من ان يبذل نفسه لينجوا جميع خلقه ولا يهلك منهم احد بما فيهم الشيطان ويُكفر عن الخطية الاصليه بكامل اركانها بما فيها الشيطان كما كفر عنها للانسان (وهذا من فرط محبته وكمال تضحيته) نجده يتآمر ويتخفى ليقع الشيطان فى الفخ ويهلك , فأين المحبة والفداء الكامل الغير محدود ؟
المسيح يختار احد تلاميذه واتباعه شيطان , المسيح يكون سببا فى دخول الشيطان الى يهوذا بوضع اللقمه فى فمه ويحرضه على الخيانه ثم يعاقبه عليها , فى تمثيلية هزليه واسفاف واستخفاف بالعقول . هل علم النصارى مكانة الشيطان فى عقيدتهم وأن اتمام عقيدة الصلب والكفارة لم تكن لتتم بغير معاونة الشيطان ؟
هل يعلم هؤلاء القوم انهم يتكلمون عن اله ؟ وهل يعلمون ما تعنى كلمة الالوهيه من كمال الذات والصفات التى لا يعتريها نقص ؟ وهل يعلمون ان الله اذا اراد شيئا قال له كن فيكون ؟ واذا قدر شيئا هيأ له الاسباب ولم تقف امامه الموانع ؟ وهل يعلمون أن هذا الشيطان مهما بلغ من القوة والسلطان على الانسان فما هو الا مخلوق من مخلوقات الله , لا يعجز الله فيه بشيء وإذا اراد الله ان يهلك الشيطان والانسان وجميع المخلوقات اهلكهم بكلمة ؟ فلا يحتاج الاله الحق الى مثل هذه التمثيليه الهزليه ليحقق مشيئته وتتم ارادته .
يقول الله تعالى : ((وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران : 78 )
سبحان الله عما يقول النصارى المفترون علوا كبيرا , وآخر دعوانا أن الحمد لله ري العالمين .
تعليق