السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق الشيخ أيمن سويد على نسخة المصحف الشريف المكتشفة في جامعة بيرمنجهام
http://www.youtube.com/watch?v=5o0qpKgCDR4
------------------
تعليق هام منقول عن د. عمرو عبدالعزيز
إن ألزمت نفسك بالاعتراف غير المشروط بمخطوطة بيرمنجهام (أقدم مخطوطة للقرآن) وجعلت سند اعتبار صحة القرآن هو (مُكتشَف غربي مادي).. لا (تواتر الأمة) - فإنك قد عرَّضت نفسك لكوارث فيما بعد إن ظهرت وثيقة أخرى كتبها يهودي أو غيره في الأزمنة القديمة وتعاملت معها كمخطوطة صحيحة ودليل مستقل بذاته تبني عليه أفكارك!
روي ابن كثير قصة عن يهود حاولوا التحايل للتهرب من دفع الجزية مع أحد ولاة المسلمين، فقالوا له إننا نملك عهدًا قديمًا برفع الجزية عنا من أحد الصحابة -أو النبي لا يحضرني التحديد الآن- المهم أنهم عندما طولبوا بإحضار العهد ذهبوا وأتوا به: مخطوطة فيها رفع الجزية عنهم! (*)
غالبًا كانت مخطوطة قديمة جدًا صعبة الكشف بيسر، وربما زورها أحد أجدادهم الأقدمين في عهد الصحابة وأبقاها لهم يتوارثونها، وفيها تزوير للأختام وكل شيء لولا تفصيل لم ينتبهوا إليه وهو خطأ لغوي في الإعراب لا يخرج أبدًا من كبار الصحب؛ وبه عرف العلماء والوالي أن هؤلاء أفاقون مخادعون وكانوا كذلك!
ما الذي يضمن لكم إن ألزمتم أنفسكم بالإيمان تبعًا لهذا الدليل المادي ألا يخرج عليكم بالغد من يملك وثيقة قديمة أخرى فيها تحريفات في القرآن أو حكاية طاعنة في النبي أو آيات؛ مما كان يصنعه الباطنية والروافض واليهود منذ وقت مبكر من الإسلام حتى!
تخيَّل حجم الخداع غير المنقول لنا من مكر اليهود والحيل التي استُخدِمت ولم تصل لنا وربما لم تصل للمسلمين معرفتها، ثم تخيل احتمالات ظهور وثيقة معاصرة للنبي فيها مثل تلك الحيل أو الأكاذيب ، فهل تشك في إيمانك وقتذاك لظهور دليل مادي ووثيقة؟!
الخلاصة: لا اعتماد على أي وثيقة مُكتَشفة وليس فيها أي دليل مستقل بذاته على صحة القرآن أو الإسلام، فهي إنما تصلح للمتابعة وتدعيم الدليل المستقل بذاته كالتواتر؛ لا أكثر ولا أقل!
فلا استبعاد كامل لها ولا اعتماد عليها في إثبات أي شيء دون إلحاقها بمجموع الأدلة اليقينية السليمة والتي يعرفها أهل العلم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) "ولما كان في بعض الدول التي خفيت فيها السنة وأعلامها ، أظهر طائفة منهم كتابا قد عتقوه وزوروه ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط عن يهود خيبر الجزية ، وفيه شهادة علي بن أبي طالب ، وسعد بن معاذ ، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، فراج ذلك على من جهل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه وسيره ، وتوهموا ، بل ظنوا صحته ، فجروا على حكم هذا الكتاب المزور حتى ألقي إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - وطلب منه أن يعين على تنفيذه ، والعمل عليه ، فبصق عليه ، واستدل على كذبه بعشرة أوجه .... " ..... (زاد المعاد - ابن القيم)
تعليق