رد: لماذا لم يرسل الله رسولاً واحداً وانزل كتاباً واحداً وصانه من التحريف ؟
قلنا سابقا عن معنى الاسلام كدين واحد ارتضاه الله للجميع :
(مستسلمين لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك)
ومنه نفهم كل ما نريد معرفته بهذا الصدد وهو ان الاختلاف في الكيفيات والحرفيات في حد ذاته ليس معيار ولكن :
المعيار الحقيقي هو مقدار التزام الانسان بالتوحيد والطاعة والبعد عن الشرك
اذن فمهما تنوع اختلاف ابتلاء انسان عن اخيه الانسان فمازال الاختبار واحدا وساريا على الجميع وهو نفسه ،،
تماما كما يوزع المعلم عدة نماذج اسئلة على فرق مختلفة من الطلاب ،، لا على سبيل الظلم وانما على سبيل
تحقيق امثلية الاختبار نفسه كمعنى يمتحن فيه الطلاب وليس في مجرد كلمات وارقام تحفظ فحسب !!
وهذا الاختلاف في امور الطاعة والاختبار موجوده حتى في التشريع الواحد نفسه ففي الاسلام كان المسلمين
يصلون تجاه المسجد الاقصى كقبلة للمؤمنين في عصرهم ،، الى ان اختلف الامر فجأة بتحويل القبلة الى بيت
الله الحرام في مكة ،، فماذا كان تبيان الله سبحان وتعالى لهذه القضية ؟؟
قال الله تعالى في سورة البقرة :
[سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)]
سورة البقرة
اذن نفهم ان الغرض من التغيير في التشريع بشكل رئيس هو الامتحان والابتلاء هل تطيعون ام لا ؟
لذلك هذا من الطاعة السالفة الذكر في تعريف الاسلام نفسه كما ذكرت .
ويلاحظ ان الله سبحانه وتعالى قد وصف الناس الذي يسألون هذه القضية بالسفه -قلة العقل والوعي-
لأنهم نظروا لحرفية التشريع وتعلقوا به ولم ينظروا لمراد الله الحقيقي من التشريع هو ان يظهر المسلم
طاعته الحقه لله بلا نقاش او جدال سواء علم الحكمة او لم يعلمها فهي كلها لصالحه العام.
وأيضا وصفهم بالسفهاء بانهم ظنوا في تشريعات الله الجمود وهذا خطأ عقلي وفكري كبير عندهم فالله
يفعل ما يشاء وينزل ما يشاء وقت يشاء ليعالج اى خلل يشاء او يمتحن الناس فهو ربهم والاههم على
كل حال وله مطلق التصرف فيهم ولا يحق لأحد ان يسأله في اى شيء من ذلك مما لا يملكه هذا السائل
فالله يملك المشرق والمغرب -وكما نقول في عاميتنا : "من حكم في ماله فما ظلم"-.
وايضا وصفوا بالسفهاء لأنهم لم يدركوا تبعة هذا الاختبار وسببه الحقيقي من اول لحظة سماعه ، وهو
السبب الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه "وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ" وهو على شدة اهميته
هذه ما التفتوا اليه ولا اهتموا به وهذا من السفه على الحقيقة ،، فمثل هذا الامر بالفعل يظهر معادن ايمان
الناس على حقيقته وقت نزوله الفوري فيظهر الله به المؤمنين حقا و يظهر به من كان في ايمانهم خلل
على عكس ذلك ممن يظنون بالله الظنون وكأن الله سيضيع عليهم اعمالهم وايمانهم -ممن سبقوهم الى
التشريع القديم !!- مع تمام علمهم بعدل الله كما يفترض !!
طبعا كلامك خطأ لقلة علمك وحكمتك وبعد نظرتك في مآلات الامور والاحداث بينها واليك جانبا من ذلك :
- نعم الاسلام دين يسر -لكن مش علشان تتقال في كل حاجة على الفاضي لأ- و انما لكي يظهر رحمة الاسلام
ويسره بالنظر لغيره من التشريعات الغير صحيحة -لا نقارنه بنفسه ولا ان نخرج من ذلك لانتقاد الله والعياذ بالله!!-
- المجنون قد خفي عقله اصلا فلا يعرف ان كان يتعس نفسه او لا بالاساس ليختار تخفيف الصلاة من عدمه ،، لذا
فمن الواضح وجود خلل عظيم في معرفتك بهده القضية ، فضلا عن القدرة على اتخاذها مثال للتدليل على ما يلحق !!
- قضية امتناع المرأة بعد الولادة عن الصلاة ليس على سبيل التخفيف والتيسير كما تتصورين وانما على سبيل التشريع
نفسه فهي مأموره بعد ايذاء نفسها بالصلاة في هذا الظرف ابتداء كالحيض وغيره من الظروف (الله يعلم بسابق علمه
ما تمر فيه من ضعف فلم يلزمها ابتداء بشيء من تلك اللوازم لغيرها -وهذا بالمناسبة تمييز بالتشريع ايضا كان يفترض
ان اسمع منك الاعتراض عليه هو الآخر ضمنا لا التدليل به على نفسك!!-) فهذا ليس تخفيفا وتيسيرا هذا امر تشريعي ،،
- والتخفيف والتيسير انما يكون في قضايا اختيارية كقضية التقصير في صلاة المسافر وفطره ونحوا من ذلك فعندها
ووقتها نتكلم في قضية التيسير والتخفيف ان شاء الله .
- في قضية آدم عليه السلام :
كان التباين الجيني الوراثي في النسل البشري وقتها كبيرا وعظيما ولله الحمد فلم يكن زواج الاخ من اخته يشكل مشكلة
جينية كبيرة وقتها -ومع ذلك تم تحريم الاخت التوأم وتحليل الاخت من البطن المغايرة- ،، لكن في عصرنا هذا وبعد طوفان
نوح عليه السلام اصبح اكثر البشر من نسل ما يقرب من بضعة عشر رجلا وهذا يصب تلقائيا في تفاقم وتضخيم مشكلات
الجينات والنسل مما يستلزم تشريعا مغايرا بطبيعة الحال وأكثر دقه وحزما -لكن كلامك ونظرتك القاصرة لم تستوعب كل
ذلك بعكس علم الله وحكمته في تقرير تشريعاته للناس ولصالحهم التى تريدين انتقادها الآن والعياذ بالله!!-
- فهنا القضية ليس قضية توحيد قهري للتشريعات كقيمة معيارية ثابته للجميع ،، فما يفيد البشر على عهد آدم بتشريع لأمة
لن تظهر قبل آلاف السنوات في المستقبل -على ما يكون في ذلك من اشارات ومعجزات وتنبيهات علمية واعجازية مهما كان
تحضرهم وثقافتهم وتباينهم على البشر البدائيين على عهد آدم عليه السلام-!! بالعكس من يفعل ذلك قد يتهم بقلة العلم والحكمة
ايضا لأنه لم يعط الشيء لمستحقيه فقط بل عمم وشمل الكل فحسب بمنتهى قلة الوعي والعياذ بالله من الوصف ..
مهما تغيرت المجتمعات فالتشريع احد وصالح للجميع طالما هذا هو تشريعهم اذن سيخصهم عاجلا او آجلا قريبا ام بعيدا وسيؤثر
فيهم ما لم يتبعوه بحق ويستخدموه في النجاة وفي صالحهم العام .
ميزة المجتمع النبوي انه بلغ القمة في مختلف شؤون البشر حتى انه لم يجعل لأحد من بعده حجة بعد اتباع تشريعاته ولله الحمد
وهذا ضمنا من اسباب اختياره ضمنا ليكون نزول التشريع عليهم وفي عصرهم دون غيرهم من العصور فهو افضل العصور واكثرها
جاهزية واحتياجا لاستقبال واستخدام هذا التشريع -ويقال في هذا مقالات طبعا-..
- رجاء لا تصادري على ما اكتبه بالرفض العام بدون تسبيب مجددا فلم اكتب كل ما سبق ليصادر عليه بسطر وكأن لم يكن!!
ضعي اسباب حقيقية ليرد عليها والا فامتنعي عن المصادرة .
- التدليل بالاغاني مردود عليه انتِ ترين التنوع فقط لقلة معرفتك بالنصوص الصحيحة ،، لكن بعد معرفه النصوص الصحيحة ستجدين
ان الحق واحد لا يتعدد ،، وما سواه باطل مهما تعدد ..
- كما ان الاستدلال بتعدد التشريع على انتشار الباطل مرفوض طبعا ، التشريع اتى لمقاومة الباطل أصلا ولا عبرة بمن شذ عنه مهما كثر..
- النصوص الصحيحة فيها قرآن وفيها سنة (وليس قرآن فقط كما تتصورين) وكلها لم تحرف ولله الحمد .
سبب آخر طالما لن يعجبك ما سبق من استدلال :
- تتنوع التشريعات للبشر لأن احتياجات البشر تتنوع ولا يجوز صرف تشريع لمن لا يستحقه لأنه يطعن بحكمة الله عز وجل والعياذ بالله ..
ومن قال ان الله لم يحفظ كتبه السابقة ؟؟
بل الصواب ان نقول انه قد حفظها الى امد محدد يعلم انها لن تستمر من بعده
فينزل تشريع آخر ويحفظه الى امد محدد يعلم انها لن تستمر بعده وهكذا
وحتى التشريع الخاتم هذا محفوظ بحفظ الله الى ما شاء الله الى ان يرفع قبل قيام الساعة .
فالله قد حفظ كتبه السابقة الى ما شاء الله لها ان تكون ،، واوكل قضية حفظها لأهلها ايضا فوق ذلك
على سبيل الابتلاء والاختبار ،، فلما فشلوا جميعا كان الحفظ مبالغا فيه في الشريعة الخاتمة بحيث
تكون محفوظة سواء رغبوا او لم يرغبوا في طاعة التكليف والامر بالعمل على حفظ تشريع الله لهم ،،
فلن تأتيهم رسل بعد ذلك او انبياء ليصححوا لهم وما انحرفوا فيه الا بدوام حفظ الله لهذا التشريع .
- تقولين ما ذنبهم ؟؟
ما ذنبهم في ماذا ؟؟
قال تعالى :
[مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) ]
سورة الاسراء
الانسان في ابتلاء مستمر يبحث فيه عن الحق بشكل دائم ومستمر ومتى ما يراه يجب ان ينحاز له من فوره ، ولكل انسان
ابتلاؤه الخاص به والله وحده من يحاسبه على ذلك بعدله سبحانه وتعالى ..
من يسأل مثل هذا السؤال اما يتهم الله بعدم العدل والعياذ بالله ، او يتصور انه سيعيش مرفها في الدنيا لا يبتلى وكله خطأ ..
يعرف المحرف من غير المحرف بالبحث عن الدليل الصحيح وحسن اتباعه بحق من فوره ولله الحمد ،،
-وللمسلمين في هذا الشأن كتب ومؤلفات في علم الحديث وعلوم الرجال فاذهبي وتعلمي كيف يكون البحث والتفريق-
كأن الكلام احضر لي مسلم غير مسلم !!
افهمي الكلام عني على نحوه الصحيح ،، ليس هذا ما قلته .
الانسان يرى الحق فاما يرفضه -وطبعا لن يتبعه ولن يعد من اهله حينها-
او يقبله ويتبعه -وطبعا سيتبعه ويكون من اهله ان شاء الله-
اذن البشر عند رؤية الحق يتفرقوا الى فريقين -على الأقل- ،،
فأما فرق اهل الحق فلن يتفرقوا طالما اتبعوه -الحق وحده- دون غيره ،،
واما اهل الباطل ومن شذ عن اهل الحق فكلهم انما قد استمرأوا الباطل:
وطبيعي ان يتفرقوا اكثر واكثر دوما فلم تعد معاييرهم مضبوطه وطالما اختلت فلا تسألي عن الانحرافات طبعا ،،
ودعي خلافات اهل الدين لأهل الدين انفسهم طالما لم تستوعبيها .
اعلمي عنها فقط قاعدة امة وهي ان الحق واحد لا يتعدد والباطل يتعدد
ودوما اذا وجد دليلان متعارضان فأكثر ،، فلابد من راجح ومرجوح بينهما ،
بمعنى وجود الأصح والصحيح والحق اتباع الاصح ولعل الاقل صحه لخدمة امر آخر في الشرع غير هذه القضية .
لا طبعا ،، هذا جحود ،، ان تنتظري فقط الثمار وظهورها حتى تزرعي الشجرة وتتبعيها !!
الصواب ان تزرعي الصالح من الاشجار بحسب منفعتك سواء اثمرت او لم تثمر (فلم يسألك احد عن الاثمار)
كذلك الاسلام :
انت مسؤوله فقط وتحاسبين على اتباع الحق اينما وجد -محدش سألك المسلمين حالهم ايه-
كل يحاسب بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر ..
نعم وجود الثمرة شيء مهم للتدليل على الكثير ولكنها ليست الشيء الأهم ،،
فكثيرا ما نزرع اشجارا غير مثمرة دون ان نقول انها غير مفيدة !!
الاهم هو في اصل الشجرة نفسها هل هو خير ام لا ؟
هل هو صواب ام لا ؟
بعد ان عرفنا هذا لماذا لا نزرعها ؟؟
ولماذا لا نعمل بها ؟؟
العمل => هذا هو ما سنحاسب نحن عليه ، من بعد المعرفة ..
لكن هنا سبب سؤالي، اذا كنت مطلع على كتب التاريخ، فلتعلم ان في المجتمعات والعصور السابقة مبدأ الصلاة كان مشترك ولو ان طريقتها اختلفت، فمنهم من كان يصلي بالجلوس في مكان مقدس وانزال رأسه والدعاء لله، لهذا نعلم ن الصلاة انت موجودة فعلاً سابقاً ولكن كانت غالباً تصرف لغير الله، فلماذا لم يجعل الله من صلواتنا الخمس، وطريقتها، فرضاً في كل رسالة مع الرسل ؟ " هناك امور اخرى لكن لكي لا نتعمق ونخرج عن مسار الموضوع ذكرت الصلاة فقط "
(مستسلمين لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك)
ومنه نفهم كل ما نريد معرفته بهذا الصدد وهو ان الاختلاف في الكيفيات والحرفيات في حد ذاته ليس معيار ولكن :
المعيار الحقيقي هو مقدار التزام الانسان بالتوحيد والطاعة والبعد عن الشرك
اذن فمهما تنوع اختلاف ابتلاء انسان عن اخيه الانسان فمازال الاختبار واحدا وساريا على الجميع وهو نفسه ،،
تماما كما يوزع المعلم عدة نماذج اسئلة على فرق مختلفة من الطلاب ،، لا على سبيل الظلم وانما على سبيل
تحقيق امثلية الاختبار نفسه كمعنى يمتحن فيه الطلاب وليس في مجرد كلمات وارقام تحفظ فحسب !!
وهذا الاختلاف في امور الطاعة والاختبار موجوده حتى في التشريع الواحد نفسه ففي الاسلام كان المسلمين
يصلون تجاه المسجد الاقصى كقبلة للمؤمنين في عصرهم ،، الى ان اختلف الامر فجأة بتحويل القبلة الى بيت
الله الحرام في مكة ،، فماذا كان تبيان الله سبحان وتعالى لهذه القضية ؟؟
قال الله تعالى في سورة البقرة :
[سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)]
سورة البقرة
اذن نفهم ان الغرض من التغيير في التشريع بشكل رئيس هو الامتحان والابتلاء هل تطيعون ام لا ؟
لذلك هذا من الطاعة السالفة الذكر في تعريف الاسلام نفسه كما ذكرت .
ويلاحظ ان الله سبحانه وتعالى قد وصف الناس الذي يسألون هذه القضية بالسفه -قلة العقل والوعي-
لأنهم نظروا لحرفية التشريع وتعلقوا به ولم ينظروا لمراد الله الحقيقي من التشريع هو ان يظهر المسلم
طاعته الحقه لله بلا نقاش او جدال سواء علم الحكمة او لم يعلمها فهي كلها لصالحه العام.
وأيضا وصفهم بالسفهاء بانهم ظنوا في تشريعات الله الجمود وهذا خطأ عقلي وفكري كبير عندهم فالله
يفعل ما يشاء وينزل ما يشاء وقت يشاء ليعالج اى خلل يشاء او يمتحن الناس فهو ربهم والاههم على
كل حال وله مطلق التصرف فيهم ولا يحق لأحد ان يسأله في اى شيء من ذلك مما لا يملكه هذا السائل
فالله يملك المشرق والمغرب -وكما نقول في عاميتنا : "من حكم في ماله فما ظلم"-.
وايضا وصفوا بالسفهاء لأنهم لم يدركوا تبعة هذا الاختبار وسببه الحقيقي من اول لحظة سماعه ، وهو
السبب الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه "وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ" وهو على شدة اهميته
هذه ما التفتوا اليه ولا اهتموا به وهذا من السفه على الحقيقة ،، فمثل هذا الامر بالفعل يظهر معادن ايمان
الناس على حقيقته وقت نزوله الفوري فيظهر الله به المؤمنين حقا و يظهر به من كان في ايمانهم خلل
على عكس ذلك ممن يظنون بالله الظنون وكأن الله سيضيع عليهم اعمالهم وايمانهم -ممن سبقوهم الى
التشريع القديم !!- مع تمام علمهم بعدل الله كما يفترض !!
قد يكون هذا سبباً كافياً للتعليل، لكن كمسلمين، نعلم ان الاسلام دين يسر، اي ان بعض الامور اتت بشروط لكي يسلم الشخص من اتعاس نفسه والخروج من الديانة لإنه لم يستطع، مثلاً الصلاة لا تجب على المجنون، ولا تجب على المرأة بعد الولادة اذا لم يتوقف الدم، فهنا نجد ان هناك شروط، لهذا قد يكون هناك ديانة واحدة في كل العصور والمجتمعات بفروض واحدة، على سبيل المثال، لو اخذنا مثالك: "عصر آدم عليه السلام ابو البشر استلزم تشريع زواج الاخ من اخته -غير التوأم- لتكثير النسل البشري وقتها ." قد يجعل الله من هذا شرطاً في الديانة الاسلامية بمعناها الخاص، وهي اذا مر البشرية بنكبة، ولم يستطع الشخص الزواج بأي سبب كان، فيستطيع اكثار النسل بالزواج من اخته غير التوأم، وهكذا يشمل الأمر كل العصور.
- نعم الاسلام دين يسر -لكن مش علشان تتقال في كل حاجة على الفاضي لأ- و انما لكي يظهر رحمة الاسلام
ويسره بالنظر لغيره من التشريعات الغير صحيحة -لا نقارنه بنفسه ولا ان نخرج من ذلك لانتقاد الله والعياذ بالله!!-
- المجنون قد خفي عقله اصلا فلا يعرف ان كان يتعس نفسه او لا بالاساس ليختار تخفيف الصلاة من عدمه ،، لذا
فمن الواضح وجود خلل عظيم في معرفتك بهده القضية ، فضلا عن القدرة على اتخاذها مثال للتدليل على ما يلحق !!
- قضية امتناع المرأة بعد الولادة عن الصلاة ليس على سبيل التخفيف والتيسير كما تتصورين وانما على سبيل التشريع
نفسه فهي مأموره بعد ايذاء نفسها بالصلاة في هذا الظرف ابتداء كالحيض وغيره من الظروف (الله يعلم بسابق علمه
ما تمر فيه من ضعف فلم يلزمها ابتداء بشيء من تلك اللوازم لغيرها -وهذا بالمناسبة تمييز بالتشريع ايضا كان يفترض
ان اسمع منك الاعتراض عليه هو الآخر ضمنا لا التدليل به على نفسك!!-) فهذا ليس تخفيفا وتيسيرا هذا امر تشريعي ،،
- والتخفيف والتيسير انما يكون في قضايا اختيارية كقضية التقصير في صلاة المسافر وفطره ونحوا من ذلك فعندها
ووقتها نتكلم في قضية التيسير والتخفيف ان شاء الله .
- في قضية آدم عليه السلام :
كان التباين الجيني الوراثي في النسل البشري وقتها كبيرا وعظيما ولله الحمد فلم يكن زواج الاخ من اخته يشكل مشكلة
جينية كبيرة وقتها -ومع ذلك تم تحريم الاخت التوأم وتحليل الاخت من البطن المغايرة- ،، لكن في عصرنا هذا وبعد طوفان
نوح عليه السلام اصبح اكثر البشر من نسل ما يقرب من بضعة عشر رجلا وهذا يصب تلقائيا في تفاقم وتضخيم مشكلات
الجينات والنسل مما يستلزم تشريعا مغايرا بطبيعة الحال وأكثر دقه وحزما -لكن كلامك ونظرتك القاصرة لم تستوعب كل
ذلك بعكس علم الله وحكمته في تقرير تشريعاته للناس ولصالحهم التى تريدين انتقادها الآن والعياذ بالله!!-
- فهنا القضية ليس قضية توحيد قهري للتشريعات كقيمة معيارية ثابته للجميع ،، فما يفيد البشر على عهد آدم بتشريع لأمة
لن تظهر قبل آلاف السنوات في المستقبل -على ما يكون في ذلك من اشارات ومعجزات وتنبيهات علمية واعجازية مهما كان
تحضرهم وثقافتهم وتباينهم على البشر البدائيين على عهد آدم عليه السلام-!! بالعكس من يفعل ذلك قد يتهم بقلة العلم والحكمة
ايضا لأنه لم يعط الشيء لمستحقيه فقط بل عمم وشمل الكل فحسب بمنتهى قلة الوعي والعياذ بالله من الوصف ..
هذا ليس سبباً يا اخي العزيز، فالمجتمعات تتغير، نحن اليوم ليس بمثل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومجتمعه سابقاً.
فيهم ما لم يتبعوه بحق ويستخدموه في النجاة وفي صالحهم العام .
ميزة المجتمع النبوي انه بلغ القمة في مختلف شؤون البشر حتى انه لم يجعل لأحد من بعده حجة بعد اتباع تشريعاته ولله الحمد
وهذا ضمنا من اسباب اختياره ضمنا ليكون نزول التشريع عليهم وفي عصرهم دون غيرهم من العصور فهو افضل العصور واكثرها
جاهزية واحتياجا لاستقبال واستخدام هذا التشريع -ويقال في هذا مقالات طبعا-..
- رجاء لا تصادري على ما اكتبه بالرفض العام بدون تسبيب مجددا فلم اكتب كل ما سبق ليصادر عليه بسطر وكأن لم يكن!!
ضعي اسباب حقيقية ليرد عليها والا فامتنعي عن المصادرة .
- التدليل بالاغاني مردود عليه انتِ ترين التنوع فقط لقلة معرفتك بالنصوص الصحيحة ،، لكن بعد معرفه النصوص الصحيحة ستجدين
ان الحق واحد لا يتعدد ،، وما سواه باطل مهما تعدد ..
- كما ان الاستدلال بتعدد التشريع على انتشار الباطل مرفوض طبعا ، التشريع اتى لمقاومة الباطل أصلا ولا عبرة بمن شذ عنه مهما كثر..
- النصوص الصحيحة فيها قرآن وفيها سنة (وليس قرآن فقط كما تتصورين) وكلها لم تحرف ولله الحمد .
سبب آخر طالما لن يعجبك ما سبق من استدلال :
- تتنوع التشريعات للبشر لأن احتياجات البشر تتنوع ولا يجوز صرف تشريع لمن لا يستحقه لأنه يطعن بحكمة الله عز وجل والعياذ بالله ..
الله قادر على كل شيء، عالم الغيب، الله بإستطاعته حماية كتبه من التحريف عبر الزمن. الله لن يظلم شخصا، ماذا عن من اتبع الكتب المحرفة في ذلك الزمان ؟ ما ذنبهم ؟ وكيف يعرفون المحرف من الصحيح ؟
بل الصواب ان نقول انه قد حفظها الى امد محدد يعلم انها لن تستمر من بعده
فينزل تشريع آخر ويحفظه الى امد محدد يعلم انها لن تستمر بعده وهكذا
وحتى التشريع الخاتم هذا محفوظ بحفظ الله الى ما شاء الله الى ان يرفع قبل قيام الساعة .
فالله قد حفظ كتبه السابقة الى ما شاء الله لها ان تكون ،، واوكل قضية حفظها لأهلها ايضا فوق ذلك
على سبيل الابتلاء والاختبار ،، فلما فشلوا جميعا كان الحفظ مبالغا فيه في الشريعة الخاتمة بحيث
تكون محفوظة سواء رغبوا او لم يرغبوا في طاعة التكليف والامر بالعمل على حفظ تشريع الله لهم ،،
فلن تأتيهم رسل بعد ذلك او انبياء ليصححوا لهم وما انحرفوا فيه الا بدوام حفظ الله لهذا التشريع .
- تقولين ما ذنبهم ؟؟
ما ذنبهم في ماذا ؟؟
قال تعالى :
[مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) ]
سورة الاسراء
الانسان في ابتلاء مستمر يبحث فيه عن الحق بشكل دائم ومستمر ومتى ما يراه يجب ان ينحاز له من فوره ، ولكل انسان
ابتلاؤه الخاص به والله وحده من يحاسبه على ذلك بعدله سبحانه وتعالى ..
من يسأل مثل هذا السؤال اما يتهم الله بعدم العدل والعياذ بالله ، او يتصور انه سيعيش مرفها في الدنيا لا يبتلى وكله خطأ ..
يعرف المحرف من غير المحرف بالبحث عن الدليل الصحيح وحسن اتباعه بحق من فوره ولله الحمد ،،
-وللمسلمين في هذا الشأن كتب ومؤلفات في علم الحديث وعلوم الرجال فاذهبي وتعلمي كيف يكون البحث والتفريق-
احضر لي شخصاً واحداً مسلماً غير مصدق لبعض آيات القرآن ؟
افهمي الكلام عني على نحوه الصحيح ،، ليس هذا ما قلته .
الانسان يرى الحق فاما يرفضه -وطبعا لن يتبعه ولن يعد من اهله حينها-
او يقبله ويتبعه -وطبعا سيتبعه ويكون من اهله ان شاء الله-
اذن البشر عند رؤية الحق يتفرقوا الى فريقين -على الأقل- ،،
فأما فرق اهل الحق فلن يتفرقوا طالما اتبعوه -الحق وحده- دون غيره ،،
واما اهل الباطل ومن شذ عن اهل الحق فكلهم انما قد استمرأوا الباطل:
وطبيعي ان يتفرقوا اكثر واكثر دوما فلم تعد معاييرهم مضبوطه وطالما اختلت فلا تسألي عن الانحرافات طبعا ،،
ودعي خلافات اهل الدين لأهل الدين انفسهم طالما لم تستوعبيها .
اعلمي عنها فقط قاعدة امة وهي ان الحق واحد لا يتعدد والباطل يتعدد
ودوما اذا وجد دليلان متعارضان فأكثر ،، فلابد من راجح ومرجوح بينهما ،
بمعنى وجود الأصح والصحيح والحق اتباع الاصح ولعل الاقل صحه لخدمة امر آخر في الشرع غير هذه القضية .
لكن كلامك صحيح في عصر عز الاسلام
الصواب ان تزرعي الصالح من الاشجار بحسب منفعتك سواء اثمرت او لم تثمر (فلم يسألك احد عن الاثمار)
كذلك الاسلام :
انت مسؤوله فقط وتحاسبين على اتباع الحق اينما وجد -محدش سألك المسلمين حالهم ايه-
كل يحاسب بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر ..
نعم وجود الثمرة شيء مهم للتدليل على الكثير ولكنها ليست الشيء الأهم ،،
فكثيرا ما نزرع اشجارا غير مثمرة دون ان نقول انها غير مفيدة !!
الاهم هو في اصل الشجرة نفسها هل هو خير ام لا ؟
هل هو صواب ام لا ؟
بعد ان عرفنا هذا لماذا لا نزرعها ؟؟
ولماذا لا نعمل بها ؟؟
العمل => هذا هو ما سنحاسب نحن عليه ، من بعد المعرفة ..
تعليق