أين الدول اﻹسﻼمية مما يجري لمسلمي اﻹيغور ؟ !
د. عامر الهوشان | 25/9/1436 هـ
لم تكن المرة اﻷولى التي
تصدر فيها السلطات الصينية
قرارا بمنع الموظفين والطﻼب
والمدرسين من مسلمي اﻹيغور
من أداء فريضة صيام شهر
رمضان في تركستان الشرقية
التي عبث الحكم الشيوعي
حتى باسمها ليصبح " إقليم
شينجيانغ " , فقد فعلتها العام
الماضي أيضا وحظرت على
اﻹيغور هناك حق أداء ركن من أركان اﻹسﻼم .
ولم يقتصر اﻷمر على حظر الصيام فحسب , بل تعداه إلى إجبار أصحاب
المطاعم المسلمين باﻻستمرار في فتح مطاعمهم لتقديم خدماتها النهارية
خﻼل الشهر تحت طائلة عقوبات قاسية تصل إلى حد إغﻼق المحﻼت
المخالفة بشكل نهائي , ناهيك عن إجبار المحﻼت على بيع الخمور
والمحرمات , ومعاقبة الشباب على إطﻼق اللحية والفتيات على ارتداء
الحجاب .
ومع كل هذه اﻻجراءات القمعية بحق مسلمي اﻹيغور , والتي ترمي - على ما
يبدو - إلى طمس هوية أصحاب اﻷرض اﻷصليين الدينية اﻹسﻼمية , وفرض
هوية أخرى شيوعية ﻻ تتوافق مع مبادئ وثوابت الدين الحنيف ....... لم تكن
ردة فعل الدول اﻹسﻼمية بحجم خطورة تلك اﻹجراءات على اﻹطﻼق .
فباستثناء ردة فعل الحكومة التركية التي لم تقتصر على اﻻحتجاج والتعبير
عن القلق للسفير الصيني بأنقرة من تلك اﻹجراءات القمعية بحق مسلمي
اﻹيغور , بل تعدى اﻷمر حدود ذلك اﻹجراء الروتيني إلى خروج المظاهرات
في معظم المدن التركية تطالب العالم اﻹسﻼمي بالتحرك لوقف اضطهاد
السلطات الصينية لمسلمي اﻹيغور , بل وتدعو بعضها إلى مقاطعة البضائع
الصينية ..... اﻷمر الذي دفع المتحدثة باسم الحكومة الصينية إلى التعبير عن
انزعاج حكومتها من ردة فعل تركيا , ومن ثم الزعم بأن الحرية الدينية متاحة
للجميع على أراضيها !!
أقول : باستثناء ردة الفعل التركية التي لم تقتصر المظاهرات والمسيرات
المنددة بقرار السلطات الصينية على المدن التركية , بل شملت أيضا مدينة
كولن اﻷلمانية التي انطلقت منها مسيرة نظمتها "جمعية تركستان الشرقية
للثقافة" , ومدينة نيويورك اﻷمريكية التي نظم اﻷتراك فيها مظاهرة للتعبير
عن اﻻجتجاج أيضا ..... ناهيك عن مهاجمة تركيا للحكومة التايﻼندية بسبب
إعادتها لحوالي 115 مسلما إيغوريا إلى الصين بعد أن هربوا منها ....... لم
يلحظ المسلمون ردات فعل إسﻼمية مماثلة من بقية الدول اﻹسﻼمية , اللهم
إﻻ ما حصل من مالبزيا .
والحقيقة أن هذا الصمت اﻹسﻼمي على ما يحل بمسلمي اﻹيغور من اضطهاد
من الخطورة بمكان , فهو يعني بشكل أو بآخر أن الدول اﻹسﻼمية السنية
على كثرتها ﻻ تستطيع الدفاع عن أبسط حقوق المسلمين في العالم – أداء
الشعائر الدينية - , والتي من المفترض أن جميع دساتير تلك الدول تكفلها .
إن قضية اضطهاد مسلمي اﻹيغور من قبل السلطات الصينية ليست وليدة
اليوم أو اﻷمس , بل هي ذات جذور تاريخية ترجع إلى ما قبل عام 1949م
الذي خضع فيه اﻹقليم لسيطرة الحكم الشيوعي الصيني , ومن هنا فإن تزايد
إجراءات القمع وارتفاع وتيرة اﻻضطهاد ينذر بنتائج ﻻ تحمد عقباها على
المسلمين هناك إذا لم تتدخل الدول اﻹسﻼمية منذ اﻵن .
كثيرة هي النماذج واﻷمثلة التي تشير إلى خطورة عدم تدخل الدول
اﻹسﻼمية في الوقت المناسب إزاء حمﻼت العنصرية والتمييز واﻻضطهاد
بحق اﻷقليات اﻹسﻼمية في دول شرق آسيا , وﻻ بد من وضعها في عين
اﻻعتبار في هذا المقام , فأحوال مسلمي الروهنجيا البالغة السوء ﻻ تكاد
تخفى على مسلم , وما كان للبوذيين في بورما أن يصلوا إلى هذا الحد من
اضطهاد مسلمي أراكان هناك لوﻻ التغافل اﻹسﻼمي عن التدخل في الوقت
المناسب والمبكر لوقف معاناة شعب مسلم طُرد من أرضه وحُرم من أبسط
حقوقه .
إن أضعف اﻹيمان في هذا المقام أن تعبر جميع الدول اﻹسﻼمية عن
احتجاجها وتنديدها بقرارات السلطات المحلية بتركستان الشرقية بمنع
مسلمي اﻹيغور من ممارسة شعيرة دينية إسﻼمية خاصة بهم , وأن تُنظم
المسيرات والمظاهرات المعبرة عن رفض الشعوب اﻹسﻼمية لتلك القرارات .
كما أن هناك بعض أوراق الضغط السياسية واﻻقتصادية التي تستطيع الدول
اﻹسﻼمية ممارستها ضد كل من ينتهك حقوق المسلمين من أمثال الصين
وغيرها , وﻻ يحتاج أمر تفعيلها إﻻ إلى إرادة سياسية وغيرة على شعائر دين
الله التي باتت كثير من الدول غير اﻹسﻼمية تنتهكها , ويشجعها على ذلك
ضعف الدول اﻹسﻼمية وتفككها
د. عامر الهوشان | 25/9/1436 هـ
لم تكن المرة اﻷولى التي
تصدر فيها السلطات الصينية
قرارا بمنع الموظفين والطﻼب
والمدرسين من مسلمي اﻹيغور
من أداء فريضة صيام شهر
رمضان في تركستان الشرقية
التي عبث الحكم الشيوعي
حتى باسمها ليصبح " إقليم
شينجيانغ " , فقد فعلتها العام
الماضي أيضا وحظرت على
اﻹيغور هناك حق أداء ركن من أركان اﻹسﻼم .
ولم يقتصر اﻷمر على حظر الصيام فحسب , بل تعداه إلى إجبار أصحاب
المطاعم المسلمين باﻻستمرار في فتح مطاعمهم لتقديم خدماتها النهارية
خﻼل الشهر تحت طائلة عقوبات قاسية تصل إلى حد إغﻼق المحﻼت
المخالفة بشكل نهائي , ناهيك عن إجبار المحﻼت على بيع الخمور
والمحرمات , ومعاقبة الشباب على إطﻼق اللحية والفتيات على ارتداء
الحجاب .
ومع كل هذه اﻻجراءات القمعية بحق مسلمي اﻹيغور , والتي ترمي - على ما
يبدو - إلى طمس هوية أصحاب اﻷرض اﻷصليين الدينية اﻹسﻼمية , وفرض
هوية أخرى شيوعية ﻻ تتوافق مع مبادئ وثوابت الدين الحنيف ....... لم تكن
ردة فعل الدول اﻹسﻼمية بحجم خطورة تلك اﻹجراءات على اﻹطﻼق .
فباستثناء ردة فعل الحكومة التركية التي لم تقتصر على اﻻحتجاج والتعبير
عن القلق للسفير الصيني بأنقرة من تلك اﻹجراءات القمعية بحق مسلمي
اﻹيغور , بل تعدى اﻷمر حدود ذلك اﻹجراء الروتيني إلى خروج المظاهرات
في معظم المدن التركية تطالب العالم اﻹسﻼمي بالتحرك لوقف اضطهاد
السلطات الصينية لمسلمي اﻹيغور , بل وتدعو بعضها إلى مقاطعة البضائع
الصينية ..... اﻷمر الذي دفع المتحدثة باسم الحكومة الصينية إلى التعبير عن
انزعاج حكومتها من ردة فعل تركيا , ومن ثم الزعم بأن الحرية الدينية متاحة
للجميع على أراضيها !!
أقول : باستثناء ردة الفعل التركية التي لم تقتصر المظاهرات والمسيرات
المنددة بقرار السلطات الصينية على المدن التركية , بل شملت أيضا مدينة
كولن اﻷلمانية التي انطلقت منها مسيرة نظمتها "جمعية تركستان الشرقية
للثقافة" , ومدينة نيويورك اﻷمريكية التي نظم اﻷتراك فيها مظاهرة للتعبير
عن اﻻجتجاج أيضا ..... ناهيك عن مهاجمة تركيا للحكومة التايﻼندية بسبب
إعادتها لحوالي 115 مسلما إيغوريا إلى الصين بعد أن هربوا منها ....... لم
يلحظ المسلمون ردات فعل إسﻼمية مماثلة من بقية الدول اﻹسﻼمية , اللهم
إﻻ ما حصل من مالبزيا .
والحقيقة أن هذا الصمت اﻹسﻼمي على ما يحل بمسلمي اﻹيغور من اضطهاد
من الخطورة بمكان , فهو يعني بشكل أو بآخر أن الدول اﻹسﻼمية السنية
على كثرتها ﻻ تستطيع الدفاع عن أبسط حقوق المسلمين في العالم – أداء
الشعائر الدينية - , والتي من المفترض أن جميع دساتير تلك الدول تكفلها .
إن قضية اضطهاد مسلمي اﻹيغور من قبل السلطات الصينية ليست وليدة
اليوم أو اﻷمس , بل هي ذات جذور تاريخية ترجع إلى ما قبل عام 1949م
الذي خضع فيه اﻹقليم لسيطرة الحكم الشيوعي الصيني , ومن هنا فإن تزايد
إجراءات القمع وارتفاع وتيرة اﻻضطهاد ينذر بنتائج ﻻ تحمد عقباها على
المسلمين هناك إذا لم تتدخل الدول اﻹسﻼمية منذ اﻵن .
كثيرة هي النماذج واﻷمثلة التي تشير إلى خطورة عدم تدخل الدول
اﻹسﻼمية في الوقت المناسب إزاء حمﻼت العنصرية والتمييز واﻻضطهاد
بحق اﻷقليات اﻹسﻼمية في دول شرق آسيا , وﻻ بد من وضعها في عين
اﻻعتبار في هذا المقام , فأحوال مسلمي الروهنجيا البالغة السوء ﻻ تكاد
تخفى على مسلم , وما كان للبوذيين في بورما أن يصلوا إلى هذا الحد من
اضطهاد مسلمي أراكان هناك لوﻻ التغافل اﻹسﻼمي عن التدخل في الوقت
المناسب والمبكر لوقف معاناة شعب مسلم طُرد من أرضه وحُرم من أبسط
حقوقه .
إن أضعف اﻹيمان في هذا المقام أن تعبر جميع الدول اﻹسﻼمية عن
احتجاجها وتنديدها بقرارات السلطات المحلية بتركستان الشرقية بمنع
مسلمي اﻹيغور من ممارسة شعيرة دينية إسﻼمية خاصة بهم , وأن تُنظم
المسيرات والمظاهرات المعبرة عن رفض الشعوب اﻹسﻼمية لتلك القرارات .
كما أن هناك بعض أوراق الضغط السياسية واﻻقتصادية التي تستطيع الدول
اﻹسﻼمية ممارستها ضد كل من ينتهك حقوق المسلمين من أمثال الصين
وغيرها , وﻻ يحتاج أمر تفعيلها إﻻ إلى إرادة سياسية وغيرة على شعائر دين
الله التي باتت كثير من الدول غير اﻹسﻼمية تنتهكها , ويشجعها على ذلك
ضعف الدول اﻹسﻼمية وتفككها