لا يمكن فهـم طبيعـة العقلية الإلحـادية التـي تُتـاجـر بالبؤس الأخـلاقـي مـا لـم نفهـم حقيقـة تركيبته الذاتية و أنمـاط تفكيره في عـلاقاتـه مـع منظومـة القيم، فالسيـد المُلحـد و من خـلال عمليات تشريخ نظـامـه العقلـي المُهترئ تحكمـه نزعـات مَرضيـة موغلـة في البهـائمية و الحيوانية إذ مهمـا أراد أن يُنسِبَ لنفسـه بعض الأشكـال الوجدانية و بعض السلوكـات المُؤدبـة إلا أنـه في الواقع لا يستطيعُ أن يخرج من أسر الضغط اللاأخـلاقي الذي يتنفس من خـلالـه، فهـو مخلوق مُسيَّجٌ بكـل ألـوان العُهـر الداعـر و كِيـان لا يعتمـد إلا علـى القمـامـات الفكريـة التـي ترسمُ لـه حدود المعقولية و اللامعقولية . علـى هـذا الأسـاس ليس ثمة استغراب بين مـا يستهلكـه الملحد من نظريـات بـائدة و بين مـا تشهـد لـه ممـارسـاتـه المـادية حيث ستظـل مرجعيـة هـذا العـقل تقتـاتُ من أوبئـة "فكرية" تحمـل "تصورا" للوجود ، لذلـك منـاقشـة هـذا الشكـل المُخزي من "العقلانية" لا تبدأ من بوابـة تنبيهه للآثـار الصحية التـي تُنتجُهـا تلك الموبقات المَرضيـة و لا من مدخـل تنويره بالآثـار التـي تُفرزهـا مسالك الأخـذ بالأخـلاقيات المُتعـارف عليهـا دينيا و اجتمـاعيا، إنمـا تحتـاج لزوايـا نظرٍ تعتمـد علـى إبراز منسوب الفسـاد الأخـلاقي و حجم تسلط الرذالـة المـادية و الفكرية الذي يعيشـه الملحد .
المثليون الشواذ لا يختلفون عن البكتيريات المُعدية، لأنهم كائنـات تعيش في أوسـاط المُستنقعـات القذرة و تتغذى علـى كـل صنوف الأطعمـة الكـاسدة و لا يهمهـا إلا أن تحيـا في هـذا الوجود حيـاةَ شرود و تطفل لا حياة توجيه و بصيرة، يتحركون بموجب الغريزة الحيوانية المطلقـة و لا يهمهم من البحر إلا زبده، هـم ليسوا كسـائر البشر و ليسوا بعقول تُفكـر لجمـاعة الإنسـانية فترسمُ طريقَ الخـلاص من موبقات الفسـاد المـادي ،إنمـا مجموعـة أغلفـة بشريـة تحكمهـا منطق القطب الواحد ذو البعُد البيولوجي المطلق، لا ينشغلون باللوثـات الإجتمـاعية و الانتهـاكـات الجسيمـة لكرامـة الآدمية عندمـا يمنحون لأنفسهم الحرية المطلقـة في تقرير مـا هـو أخـلاقي من عكسـه . لقد حولوا أدوات الضبط الاجتمـاعي و أشكـال التحكم بالعـلاقات الأفقية إلـى سوائل مـائعـة قابلة للتجـاوز و أوجدوا في المقابل حقولا معرفية تتأسس علـى النزعـة المـابعد حداثية التـي شردت الإنسـان في مركزيتـه و جمدت وظيفتـه الرسـالية الإنسـانية النبيلـة ، لكنهم و مـع ذلـك استطـاعـوا أن يُنتِجوا لنـا طوفـانـا من العـاهرات و المومسـات و قوافل من البغـايـا في سوق النخـاسين يضعونهم في الواجهـات الأمـامية كمجموعـة دمـى تجلب أنظـار المرضى بداء الشذوذ ! لقد صدّروا للدول و المجتمعات كِميات هـائلـة من المُخنَّثين و صنـاديق هـائلـة من الحشاشين المُصـابين بعـاهـات القطب الواحد ، و لم يكتفوا بذلك فحسب،إنمـا أرادوا عولمـة هـذا الأشكـال البشرية الممسوخـة لتصير نمـاذج رائدة في قيادة المجتمعـات، و وضعوا في سبيل ذلـك عناوين الحرية و الفردانية لغزو العـالم بهـذه الترهـات الفلسفية العقيمـة .
أمراضُ بعض الأطفال المُصابين بعدى فيروس الشذوذ لا تُعـالَج بمقاطـع معرفية تُذكِّـرُ المعتوهين بشخصيـة الإنسـان الآدمية التـي تعلو عن مراتب الحيوانية، و إنمـا في مصحـات التطبيب الروحـي لكشـف حجم إيغـال سرطـان الشذوذ الفكري و المـادي الذي سيطر علـى القلب و العقل و حولهمـا إلـى أدوات نـاطقة باسم الفُحش الدوابي المحض . لا أتصور أن إنسـانـا بشريـا سويـا يمكن لـه أن يتقبل فكرة التعـايش الجنسي مـع بني جنسـه إلا أن يكون قد انطمرت فيه كـل حبـات الفطرة ، فالذين حـاولوا فرض هـذه العُصيات بسلطـة الإعـلام و المـال و تصديره عنوة إلـى محيطـات خـارج الحدود أصابوا البشريـة بطُفيليات خطيرة لكنهـا تـظل ممقوتـة و مُستهجَنـة من أي إنسـان حر يحترم عقلــه ...و قد صـارت تلك الوسائل الآن آليات لتفكيك الترابط الداخـلي للمجتمع و تقطيع كـل موجبات الوحدة الاجتمـاعية و تفتيت منـاعـة الأمـة تفتيتـا يسهـل علـى الظـالمين داخليا و خارجيا الإجهـاز عليهـا و التحكم في مسالكهـا قصد إدامـة مشروعـات التغريب و التبعيـة المُستديمـة. لن يقتنـع المُخنـثُ بجدوى بيان الأضرار الصحية للمثليـة و لـن ينفـعَ مـعه استرشـاد هـذا العقل المهزوم سيكولوجيا لأنـه بنـيـة مٌغلـقـة لا تسمحُ لـه بهيميتـه بالتفكير خـارج حدود الأعـضاء التنـاسلية ..هكذا هـم
من المؤسف أن الفهم الدوابـي للشذوذ سيظـل هـو هـو لأنـه مُؤسَّس علـى "فلسفـةٍ" تعتـبر الإنسـانَ مخلوقـا قَـذرا، لذلـك تنزعُ الكتـابات الوجودية الإلحـادية و المقالات السفسطـائية إلـى اختراع معـايير جديدة تقلب حدودَ المعرفـة و القيم و تقذفُهـا في سـاحـات البهـائمية المُقرِفـة، فالمريضُ من الصعب البتـة الاعتراف بمرضـه رغم مـا يبدو عليـه من أعراضٍ ظـاهرة لأنـه يتصور الحيـاة تصورا بنـاهُ من خـلال انطباعـات أو عواطف أو مشاعـر خـادعـة و ليس من خـلال منظومـة القيم التـي ترسمُ مجـالات الثابت و المتحول،فليتَ شعري كيفَ يتأتـى لمخلوقٍ بشري منزوعَ الفطرة و قد راكمَ مشـاهـدَ الانحطـاط الأخلاقي بالرهـان علـى ملكـة العقل في تحديد مفاصـل المشروع من اللامشروع ؟ كيف لكلبٍ هنـا أو هنـاك بأن يحكمَ علـى تصرفـات إنسـانٍ عـاقل قادر علـى تدبير مسالك حياتـه المعقدة ؟ علـى أن الكلب ذاتـه ينأى بنفسـه عن اختيار بني جنسـه لممـارسـة شذوذه فكيفَ بإنـسانٍ كرمـهُ المولـى عز و جـل بأنوار الهدايـة أن يختـار عن طواعيـة مـا تخجلُ منـه الكـلاب ؟!
قوافـل المومسـات الشاردات و مرضى الشذوذ عـامـة يتغذونَ بقُمـامـات فكريـة تأخـذ البشريـة بمنطق الملكية الشائعـة و تعتـبر اللحوم البشريـة أدوات حرة في خدمة فلسفـة التميع و التَّـبخْـتُـر ، لذلـك يتعـامـل هـؤلاء المرضـى بأساليب مُقرفـة و مضطربـة تخرج عن حدود المجـال العـام و تصنع لنفسهـا عوالمَ خـاصـة تُحـاولُ أن تجدَ لنفسهـا قدمـاً في خريطـة المجتمع، كيف لا و قـد بنـوا مشروعهم الانحـلالي المُعـادي للإنسـانية علـى أنقـاض العقل الجمعـي ؟ كيف لا و قد أحدثوا طقوسـا مُخنـثـة و ممـارسـات ممسوخـة و أشكـالَ أنصـافِ بشرٍ؟ أيتوقعُ العـاقل الحصيف شيئا منطقيا من هـؤلاء الكراكيز البشريـة و قـد جعلوا من وظيفـة الجمـاع الشـاذ مدخـلا محوريـا لصنـاعـة الحياة ؟، قـد يصنع هـؤلاء شيئـا مذكورا في دنيـا المـادة و قـد يبدعون في مجـالات التخصص العلمية و قـد يُنتِجون بعض المواهب العلمية في حقول المعرفـة ، لكنهم أبدا لا يستطيعون أن يُغيروا من تركيبـة البشر/ الإنسـان و إن حولوها إلـى تركيبـة البشر/ الحيوان و لـن يُقدِّموا للإنسـانية إلا دمـارا هـائلا في منظومـات الوجود الاجتمـاعي ، و لأن مركزيـةَ الاهتمـام عند هؤلاء المرضـى لا تنفكّ عن الدوران حول القطب الواحد (القضيب،الفرج،جمـال الجسد..) فإنهم راحوا يُمؤسسوا صنوفَ التحلل الاجتمـاعي و يضعون لهـم القوانين الحيوانية لتسهيل عملية استيعـابـه الجماعي بين النـاس . من الطبيعي جدا و نـحن نتوغـل في ثنـايـا هـذا العـقل المُهترئ أن نبحث عن الأصول الثابتـة التـي انبنـى عليه الفكر الشاذ لأن النتـائج التـي أفرزتهـا حضارة الغرب المـادية لا يُمكن فهمهـا بعيدا عـن أسباب نشأتهـا المُتمـثلة في القوة الغـاشمـة التـي فرضت أنمـاط القيم و غزت الإنسـان من الداخـل و الخـارج،لقـد تحركت الدولـة/الحيوان بموجب قطيعـة شموليـة مـع أصول الفطرة و هيكلتْ ذاتَهـا انطـلاقا من فلسفـة دوابية تستقـي مـن عـالم الحيوان سلوكهـا البهيمي بكـل معـاني الكلمـة،و لـم تكن لتصـل بعض الدول المعـاصرة لهـذا الخزي الشنيع من عِشق حق التشذذ و السمـاح بسن قوانين تُبيحُ "المثلية" لولا مسالك الصراع التـي ميزتهـا مـع الأديان عبر الزمن، لقد كـان بعض الفلاسفـة المعتوهين يُنظِرون بشكـل "منطقي" لفسلفـة اختيار الذات و إعطـاء الصلاحية المطلقـة للفردانية السـاحقة و قد ارتفعوا بهـا في مصـافِّ "النظرية" حتـى جـاء زمـان التمأسس التطبيقي ليضعهـا جنبـا لجنب مـع التصورات النقيضـة...
نحتـاجُ لمجهـودات جبارة لكشف أقنعـة المرضى، لأن الدول التـي تُنفِقُ أموالا رهيبـة للتمكين من 'حرية' العُهـر الشـاذ لا يهمهـا إلا تصدير هـذا النمـاذج المُشوَّهـة و نشر هـذا اللون من رداءة التفكير الوضيع بين الأمم، تُريدُ بذلـك خلق مجتمعـات "يتعـايش" فيـه كــل مـن اللواطـي و المخنث و السحـاقية مـع المُتدين و المُحـافِظ، أخـلاط بشـرٍ تحت رُقعةٍ واحدة يُنظمهـا قانون يحكم الجميع ! تنـاقضـات الأضداد و صراعهـا بمفهوم المـاركسية المـلحدة ! ليس علـى مستوى وسائل الإنتـاج و قوى الإنتاج إنمـا علـى صعيد البُعد الهوياتي الاجتمـاعي و مجـال القيم...
المثليون الشواذ لا يختلفون عن البكتيريات المُعدية، لأنهم كائنـات تعيش في أوسـاط المُستنقعـات القذرة و تتغذى علـى كـل صنوف الأطعمـة الكـاسدة و لا يهمهـا إلا أن تحيـا في هـذا الوجود حيـاةَ شرود و تطفل لا حياة توجيه و بصيرة، يتحركون بموجب الغريزة الحيوانية المطلقـة و لا يهمهم من البحر إلا زبده، هـم ليسوا كسـائر البشر و ليسوا بعقول تُفكـر لجمـاعة الإنسـانية فترسمُ طريقَ الخـلاص من موبقات الفسـاد المـادي ،إنمـا مجموعـة أغلفـة بشريـة تحكمهـا منطق القطب الواحد ذو البعُد البيولوجي المطلق، لا ينشغلون باللوثـات الإجتمـاعية و الانتهـاكـات الجسيمـة لكرامـة الآدمية عندمـا يمنحون لأنفسهم الحرية المطلقـة في تقرير مـا هـو أخـلاقي من عكسـه . لقد حولوا أدوات الضبط الاجتمـاعي و أشكـال التحكم بالعـلاقات الأفقية إلـى سوائل مـائعـة قابلة للتجـاوز و أوجدوا في المقابل حقولا معرفية تتأسس علـى النزعـة المـابعد حداثية التـي شردت الإنسـان في مركزيتـه و جمدت وظيفتـه الرسـالية الإنسـانية النبيلـة ، لكنهم و مـع ذلـك استطـاعـوا أن يُنتِجوا لنـا طوفـانـا من العـاهرات و المومسـات و قوافل من البغـايـا في سوق النخـاسين يضعونهم في الواجهـات الأمـامية كمجموعـة دمـى تجلب أنظـار المرضى بداء الشذوذ ! لقد صدّروا للدول و المجتمعات كِميات هـائلـة من المُخنَّثين و صنـاديق هـائلـة من الحشاشين المُصـابين بعـاهـات القطب الواحد ، و لم يكتفوا بذلك فحسب،إنمـا أرادوا عولمـة هـذا الأشكـال البشرية الممسوخـة لتصير نمـاذج رائدة في قيادة المجتمعـات، و وضعوا في سبيل ذلـك عناوين الحرية و الفردانية لغزو العـالم بهـذه الترهـات الفلسفية العقيمـة .
أمراضُ بعض الأطفال المُصابين بعدى فيروس الشذوذ لا تُعـالَج بمقاطـع معرفية تُذكِّـرُ المعتوهين بشخصيـة الإنسـان الآدمية التـي تعلو عن مراتب الحيوانية، و إنمـا في مصحـات التطبيب الروحـي لكشـف حجم إيغـال سرطـان الشذوذ الفكري و المـادي الذي سيطر علـى القلب و العقل و حولهمـا إلـى أدوات نـاطقة باسم الفُحش الدوابي المحض . لا أتصور أن إنسـانـا بشريـا سويـا يمكن لـه أن يتقبل فكرة التعـايش الجنسي مـع بني جنسـه إلا أن يكون قد انطمرت فيه كـل حبـات الفطرة ، فالذين حـاولوا فرض هـذه العُصيات بسلطـة الإعـلام و المـال و تصديره عنوة إلـى محيطـات خـارج الحدود أصابوا البشريـة بطُفيليات خطيرة لكنهـا تـظل ممقوتـة و مُستهجَنـة من أي إنسـان حر يحترم عقلــه ...و قد صـارت تلك الوسائل الآن آليات لتفكيك الترابط الداخـلي للمجتمع و تقطيع كـل موجبات الوحدة الاجتمـاعية و تفتيت منـاعـة الأمـة تفتيتـا يسهـل علـى الظـالمين داخليا و خارجيا الإجهـاز عليهـا و التحكم في مسالكهـا قصد إدامـة مشروعـات التغريب و التبعيـة المُستديمـة. لن يقتنـع المُخنـثُ بجدوى بيان الأضرار الصحية للمثليـة و لـن ينفـعَ مـعه استرشـاد هـذا العقل المهزوم سيكولوجيا لأنـه بنـيـة مٌغلـقـة لا تسمحُ لـه بهيميتـه بالتفكير خـارج حدود الأعـضاء التنـاسلية ..هكذا هـم
من المؤسف أن الفهم الدوابـي للشذوذ سيظـل هـو هـو لأنـه مُؤسَّس علـى "فلسفـةٍ" تعتـبر الإنسـانَ مخلوقـا قَـذرا، لذلـك تنزعُ الكتـابات الوجودية الإلحـادية و المقالات السفسطـائية إلـى اختراع معـايير جديدة تقلب حدودَ المعرفـة و القيم و تقذفُهـا في سـاحـات البهـائمية المُقرِفـة، فالمريضُ من الصعب البتـة الاعتراف بمرضـه رغم مـا يبدو عليـه من أعراضٍ ظـاهرة لأنـه يتصور الحيـاة تصورا بنـاهُ من خـلال انطباعـات أو عواطف أو مشاعـر خـادعـة و ليس من خـلال منظومـة القيم التـي ترسمُ مجـالات الثابت و المتحول،فليتَ شعري كيفَ يتأتـى لمخلوقٍ بشري منزوعَ الفطرة و قد راكمَ مشـاهـدَ الانحطـاط الأخلاقي بالرهـان علـى ملكـة العقل في تحديد مفاصـل المشروع من اللامشروع ؟ كيف لكلبٍ هنـا أو هنـاك بأن يحكمَ علـى تصرفـات إنسـانٍ عـاقل قادر علـى تدبير مسالك حياتـه المعقدة ؟ علـى أن الكلب ذاتـه ينأى بنفسـه عن اختيار بني جنسـه لممـارسـة شذوذه فكيفَ بإنـسانٍ كرمـهُ المولـى عز و جـل بأنوار الهدايـة أن يختـار عن طواعيـة مـا تخجلُ منـه الكـلاب ؟!
قوافـل المومسـات الشاردات و مرضى الشذوذ عـامـة يتغذونَ بقُمـامـات فكريـة تأخـذ البشريـة بمنطق الملكية الشائعـة و تعتـبر اللحوم البشريـة أدوات حرة في خدمة فلسفـة التميع و التَّـبخْـتُـر ، لذلـك يتعـامـل هـؤلاء المرضـى بأساليب مُقرفـة و مضطربـة تخرج عن حدود المجـال العـام و تصنع لنفسهـا عوالمَ خـاصـة تُحـاولُ أن تجدَ لنفسهـا قدمـاً في خريطـة المجتمع، كيف لا و قـد بنـوا مشروعهم الانحـلالي المُعـادي للإنسـانية علـى أنقـاض العقل الجمعـي ؟ كيف لا و قد أحدثوا طقوسـا مُخنـثـة و ممـارسـات ممسوخـة و أشكـالَ أنصـافِ بشرٍ؟ أيتوقعُ العـاقل الحصيف شيئا منطقيا من هـؤلاء الكراكيز البشريـة و قـد جعلوا من وظيفـة الجمـاع الشـاذ مدخـلا محوريـا لصنـاعـة الحياة ؟، قـد يصنع هـؤلاء شيئـا مذكورا في دنيـا المـادة و قـد يبدعون في مجـالات التخصص العلمية و قـد يُنتِجون بعض المواهب العلمية في حقول المعرفـة ، لكنهم أبدا لا يستطيعون أن يُغيروا من تركيبـة البشر/ الإنسـان و إن حولوها إلـى تركيبـة البشر/ الحيوان و لـن يُقدِّموا للإنسـانية إلا دمـارا هـائلا في منظومـات الوجود الاجتمـاعي ، و لأن مركزيـةَ الاهتمـام عند هؤلاء المرضـى لا تنفكّ عن الدوران حول القطب الواحد (القضيب،الفرج،جمـال الجسد..) فإنهم راحوا يُمؤسسوا صنوفَ التحلل الاجتمـاعي و يضعون لهـم القوانين الحيوانية لتسهيل عملية استيعـابـه الجماعي بين النـاس . من الطبيعي جدا و نـحن نتوغـل في ثنـايـا هـذا العـقل المُهترئ أن نبحث عن الأصول الثابتـة التـي انبنـى عليه الفكر الشاذ لأن النتـائج التـي أفرزتهـا حضارة الغرب المـادية لا يُمكن فهمهـا بعيدا عـن أسباب نشأتهـا المُتمـثلة في القوة الغـاشمـة التـي فرضت أنمـاط القيم و غزت الإنسـان من الداخـل و الخـارج،لقـد تحركت الدولـة/الحيوان بموجب قطيعـة شموليـة مـع أصول الفطرة و هيكلتْ ذاتَهـا انطـلاقا من فلسفـة دوابية تستقـي مـن عـالم الحيوان سلوكهـا البهيمي بكـل معـاني الكلمـة،و لـم تكن لتصـل بعض الدول المعـاصرة لهـذا الخزي الشنيع من عِشق حق التشذذ و السمـاح بسن قوانين تُبيحُ "المثلية" لولا مسالك الصراع التـي ميزتهـا مـع الأديان عبر الزمن، لقد كـان بعض الفلاسفـة المعتوهين يُنظِرون بشكـل "منطقي" لفسلفـة اختيار الذات و إعطـاء الصلاحية المطلقـة للفردانية السـاحقة و قد ارتفعوا بهـا في مصـافِّ "النظرية" حتـى جـاء زمـان التمأسس التطبيقي ليضعهـا جنبـا لجنب مـع التصورات النقيضـة...
نحتـاجُ لمجهـودات جبارة لكشف أقنعـة المرضى، لأن الدول التـي تُنفِقُ أموالا رهيبـة للتمكين من 'حرية' العُهـر الشـاذ لا يهمهـا إلا تصدير هـذا النمـاذج المُشوَّهـة و نشر هـذا اللون من رداءة التفكير الوضيع بين الأمم، تُريدُ بذلـك خلق مجتمعـات "يتعـايش" فيـه كــل مـن اللواطـي و المخنث و السحـاقية مـع المُتدين و المُحـافِظ، أخـلاط بشـرٍ تحت رُقعةٍ واحدة يُنظمهـا قانون يحكم الجميع ! تنـاقضـات الأضداد و صراعهـا بمفهوم المـاركسية المـلحدة ! ليس علـى مستوى وسائل الإنتـاج و قوى الإنتاج إنمـا علـى صعيد البُعد الهوياتي الاجتمـاعي و مجـال القيم...
تعليق