شبهة الناسخ والمنسوخ

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد المسلم
    مشرف عام

    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    شبهة الناسخ والمنسوخ

    الازهر

    النسخ فى اللغة :


    هو الإزالة والمحو ، يقال: نسخت الشمسُ الظلَّ ، يعنى أزالته ومحته ، وأحلت الضوء محله.

    ثم تطورت هذه الدلالة فأصبح النسخ يطلق على الكتابة ، سواء كانت نقلاً عن مكتوب ، أو ابتدأها الكاتب بلا نقل.



    والنُّساخ أو الوراقون هم جماعة من محترفى الكتابة كانوا ينسخون كتب العلماء (ينقلون ما كتب فيها فى أوراق جديدة فى عدة نسخ ، مثل طبع الكتب الآن). أما النسخ فى الشرع فله عدة تعريفات أو ضوابط ، يمكن التعبيرعنها بالعبارة الآتية:
    " النسخ هو وقْفُ العمل بِِحُكْمٍٍ أَفَادَه نص شرعى سابق من القرآن أو من السنة ، وإحلال حكم آخر محله أفاده نص شرعى آخر لاحق من الكتاب أو السنة ، لِحكمة قصدها الشرع ، مع صحة العمل بحكم النص السابق ، قبل ورود النص اللاحق (1) والنسخ موجود بقلة فى القرآن الكريم ، مثل نسخ حبس الزانيات فى البيوت حتى الموت ، وإحلال الحكم بالجلد مائة ، والرجم حتى الموت محل ذلك الحبس (2).


    شبهة ورد :
    النسخ و وروده فى القرآن ، على أن القرآن ليس وحياً من عند الله. ونذكر هنا عبارة لهم صوَّروا فيها هذه الشبهة:
    " القرآن وحده من دون سائر الكتب الدينية ، يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه ، مع أن كلام الله الحقيقى لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ ؛ لأن الناسخ والمنسوخ فى كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه ، فالإنسان القصير النظر هو الذى يضع قوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف.
    لكن الله يعلم بكل شئ قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغير كلامه ويبدله وينسخه ويزيله ؟
    ليس الله إنساناً فيكذب ، ولا ابن إنسان فيندم ؟!


    * الرد على هذه الشبهة:

    نحن لا ننكر أن فى القرآن نسخاً ، فالنسخ موجود فى القرآن بين ندرة من الآيات ، وبعض العلماء المسلمين يحصرها فيما يقل عن أصابع اليد الواحدة ، وبعضهم ينفى نفياً قاطعاً ورود النسخ فى القرآن (3).


    أما جمهور الفقهاء ، وعلماء الأصول فيقرونه بلا حرج ، وقد خصصوا للنسخ فصولاً مسهبة فى مؤلفاتهم فى أصول الفقه ، قل من لم يذكره منهم قدماء ومحدثين. والذى ننكره كذلك أن يكون وجود النسخ فى القرآن عيباً أو قدحاً فى كونه كتاباً منزلاً من عند الله. ذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار.

    إن الناسخ والمنسوخ فى القرآن ، كان إحدى السمات التربوية والتشريعية ، فى فترة نزول القرآن ، الذى ظل يربى الأمة ، وينتقل بها من طور إلى طور ، وفق إرادة الله الحكيم ، الذى يعلم المفسد من المصلح ، وهو العزيز الحكيم.


    أما ما ذكرتموه من آيات القرآن ، ساخرين من مبدأ الناسخ والمنسوخ فيه فتعالوا اسمعوا الآيات التى ذكرتموها فى جداول المنسوخ والناسخ وهى قسمان:
    أحدهما فيه نسخ فعلاً (منسوخ وناسخ).

    وثانيهما لا ناسخ فيه ولا منسوخ فيه ، ونحن نلتمس لكم العذر فى هذا " الخلط " لأنكم سرتم فى طريق لا تعرفون كيفية السير فيه.



    القسم الأول: ما فيه نسخ:

    من الآيات التى فيها نسخ ، وذكروها فى جدول الناسخ والمنسوخ الآيتان التاليتان: (واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ) (4). ثم قوله تعالى: (الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله 000 ) (5).
    هاتان الآيتان فيهما نسخ فعلاً ، والمنسوخ هو حكم الحبس فى البيوت للزانيات حتى يَمُتْنَ ، أو يجعل الله لَهُنَّ حكماً آخر.

    وكان ذلك فى أول الإسلام. فهذا الحكم حكم حبس الزانية فى البيت ، حين شرعه الله عز وجل أومأ فى الآية نفسها إلى أنه حكم مؤقت ، له زمان محدد فى علم الله أزلاً. والدليل على أن هذا الحكم كان فى علم الله مؤقتاً ، وأنه سيحل حكم آخر محله فى الزمن الذى قدره الله عز وجل هو قوله: (أو يجعل الله لهن سبيلاً ). هذا هو الحكم المنسوخ الآن وإن كانت الآية التى تضمنته باقية قرآناً يتلى إلى يوم القيامة.

    أما الناسخ فهو قوله تعالى فى سورة "النور" فى الآية التى تقدمت ، وبين الله أن حكم الزانية والزانى هو مائة جلدة ، وهذا الحكم ليس عامّا فى جميع الزناة. بل فى الزانية والزانى غير المحصنين. أما المحصنان ، وهما اللذان سبق لهما الزواج فقد بينت السنة قوليًّا وعمليًّا أن حكمهما الرجم حتى الموت.

    وليس فى ذلك غرابة ، فتطور الأحكام التشريعية ، ووقف العمل بحكم سابق ، وإحلال حكم آخر لاحق محله مما اقتضاه منهج التربية فى الإسلام. ولا نزاع فى أن حكم الجلد فى غير المحصنين ، والرجم فى الزناة المحصنين ، أحسم للأمر ، وأقطع لمادة الفساد.
    وليس معنى هذا أن الله حين أنزل عقوبة حبس الزانيات لم يكن يعلم أنه سينزل حكماً آخر يحل محله ، وهو الجلد والرجم حاشا لله.


    والنسخ بوجه عام مما يناسب حكمة الله وحسن تدبيره ، أمَّا أن يكون فيه مساس بكمال الله. فهذا لا يتصوره إلا مرضى العقول أو المعاندين للحق الأبلج الذى أنزله الله وهذا النسخ كان معمولاً به فى الشرائع السابقة على شريعة الإسلام.

    ومن أقطع الأدلة على ذلك ما حكاه الله عن عيسى عليه السلام فى قوله لبنى إسرائيل: (ولأحل لكم بعض الذى حُرِّم عليكم) (6).

    وفى أناجيل النصارى طائفة من الأحكام التى ذكروها وفيها نسخ لأحكام كان معمولاً بها فى العهد القديم.

    ومثيروهذه الشبهات ضد القرآن يعرفون جيداً وقوع النسخ بين بعض مسائل العهد القديم والعهد الجديد. ومع هذا يدعون بإصرار أن التوراة والأناجيل الآن متطابقان تمام الانطباق (7).

    ومن هذا القسم أيضاً الآيتان الآتيتان:
    (يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون) (8). وقوله تعالى: (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين) (9).

    والآيتان فيهما نسخ واضح. فالآية الأولى توجب مواجهة المؤمنين لعدوهم بنسبة (1: 10) ، والآية الثانية توجب مواجهة المؤمنين للعدو بنسبة (1: 2). وهذا التطور التشريعى قد بين الله الحكمة التشريعية فيه ، وهى التخفيف على جماعة المؤمنين فى الأعباء القتالية فما الذى يراه عيباً فيه خصوم الإسلام ؟

    لو كان هؤلاء الحسدة طلاب حق مخلصين لاهتدوا إليه من أقصر طريق ، لأن الله عزوجل لم يدع مجالاً لريبة يرتابها مرتاب فى هاتين الآيتين. لكنهم يبحثون عن " العورات " فى دين أكمله الله وأتم النعمة فيه ، ثم ارتضاه للناس ديناً.

    وقد قال الله فى أمثالهم: (ولو نزلنا عليك كتاباً فى قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) (10).

    ومن هذا القسم أيضاً الآيتان الآتيتان: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيةً لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج...) (11). وقوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً...) (12).

    أجل ، هاتان الآيتان فيهما نسخ ؛ لأن موضوعهما واحد ، هو عدة المتوفى عنها زوجها.

    الآية الأولى: حددت العدة بعام كامل.
    والآية الثانية: حددت العدة بأربعة أشهر وعشر ليال.

    والمنسوخ حكماً لا تلاوة هو الآية الأولى ، وإن كان ترتيبها فى السورة بعد الآية الثانية.

    والناسخ هو الآية الثانية ، التى حددت عدة المتوفى عنها زوجها بأربعة أشهر وعشر ليال ، وإن كان ترتيبها فى السورة قبل الآية المنسوخ حكمها.


    وحكمة التشريع من هذا النسخ ظاهرة هى التخفيف ، فقد استبعدت الآية الناسخة من مدة العدة المنصوص عليها فى الآية المنسوخ حكمها ثمانية أشهر تقريباً ، والمعروف أن الانتقال من الأشد إلى الأخف ، أدعى لامتثال الأمر ، وطاعة المحكوم به.. وفيه بيان لرحمة الله عز وجل لعباده. وهو هدف تربوى عظيم عند أولى الألباب.



    القسم الثانى:
    أما القسم الثانى ، فقد ذكروا فيه آيات على أن فيها نسخاً وهى لا نسخ فيها ، وإنما كانوا فيها حاطبى ليل ، لا يفرقون بين الحطب ، وبين الثعابين ، وكفى بذلك حماقة. وها نحن نعرض نموذجين مما حسبوه نسخاً ، وهو أبعد ما يكون عن النسخ.


    النموذج الأول:
    (لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) (13). (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (14).

    زعموا أن بين هاتين الآيتين تناسخاً ، إحدى الآيتين تمنع الإكراه فى الدين ، والأخرى تأمر بالقتال والإكراه فى الدين وهذا خطأ فاحش ، لأن قوله تعالى (لا إكراه فى الدين) سلوك دائم إلى يوم القيامة. والآية الثانية لم ولن تنسخ هذا المبدأ الإسلامى العظيم ؛ لأن موضوع هذه الآية " قاتلوا " غير موضوع الآية الأولى: (لا إكراه فى الدين).

    لأن قوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) له سبب نزول خاص. فقد كان اليهود قد نقضوا العهود التى أبرمها معهم المسلمون. وتآمروا مع أعداء المسلمين للقضاء على الدولة الإسلامية فى المدينة ، وأصبح وجودهم فيها خطراً على أمنها واستقرارها. فأمر الله المسلمين بقتالهم حتى يكفوا عن أذاهم بالخضوع لسلطان الدولة ، ويعطوا الجزية فى غير استعلاء.

    أجل: إن هذه الآية لم تأمر بقتال اليهود لإدخالهم فى الإسلام. ولو كان الأمر كذلك ما جعل الله إعطاءهم الجزية سبباً فى الكف عن قتالهم ، ولاستمر الأمر بقتالهم سواء أعطوا الجزية أم لم يعطوها ، حتى يُسلموا أو يُقتلوا وهذا غير مراد ولم يثبت فى تاريخ الإسلام أنه قاتل غير المسلمين لإجبارهم على اعتناق الإسلام.

    ومثيرو هذه الشبهات يعلمون جيداً أن الإسلام أقر اليهود بعد الهجرة إلى المدينة على عقائدهم ، وكفل لهم حرية ممارسة شعائرهم ، فلما نقضوا العهود ، وأظهروا خبث نياتهم قاتلهم المسلمون وأجلوهم عن المدينة. ويعلمون كذلك أن النبى (عقد صلحاً سِلْمِيًّا مع نصارى تغلب ونجران ، وكانوا يعيشون فى شبه الجزيرة العربية ، ثم أقرهم عقائدهم النصرانية وكفل لهم حرياتهم الاجتماعية والدينية. وفعل ذلك مع بعض نصارى الشام. هذه الوقائع كلها تعلن عن سماحة الإسلام ، ورحابة صدره ، وأنه لم يضق بمخالفيه فى الدين والاعتقاد.

    فكيف ساغ لهؤلاء الخصوم أن يفتروا على الإسلام ما هو برئ منه ؟

    إنه الحقد والحسد. ولا شىء غيرهما ، إلا أن يكون العناد.



    النموذج الثانى:
    (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) (15). (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) (16). والآيتان لا ناسخ ولا منسوخ فيهما. بل إن فى الآية الثانية توكيداً لما فى الآية الأولى ، فقد جاء فى الآية الأولى: " فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما " ثم أكدت الآية الثانية هذا المعنى: (رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)
    فأين النسخ إذن ؟.

    أما المنافع فى الخمر والميسر ، فهى: أثمان بيع الخمر ، وعائد التجارة فيها ، وحيازة الأموال فى لعب الميسر " القمار " وهى منافع خبيثة لم يقرها الشرع من أول الأمر ، ولكنه هادنها قليلاً لما كان فيها من قيمة فى حياة الإنسان قبل الإسلام ، ثم أخذ القرآن يخطو نحو تحريمها خطوات حكيمة قبل أن يحرمها تحريماً حاسماً ، حتى لا يضر بمصالح الناس.

    وبعد أن تدرج فى تضئيل دورها فى حياة الناس الاقتصادية وسد منافذ رواجها ، ونبه الناس على أن حسم الأمر بتحريمها آتٍ لا محالة وأخذوا يتحولون إلى أنشطة اقتصادية أخرى ، جاءت آية التحريم النهائى فى سورة المائدة هذه: (رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) هذه هى حقيقة النسخ وحكمته التشريعية ، وقيمته التربوية ومع هذا فإنه نادر فى القرآن.
  • وليد المسلم
    مشرف عام

    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    #2
    يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ


    والمحو كما نعلم هو الإزالة ، والتثبيت أي : أن يُبقِى الحق ما يراه ثابتاً .

    وقد فهم بعض الناس ـ خطأ ـ أن كل حكم في القرآن قد جاء ليثبت وسيظل هكذا أبد الدهر ؛ ولكن عند التطبيق ظهر أن بعض الأحكام يقتضي تغييرها يغيرها الله لحكمة فيها خير للبشرية .

    ونقول : لا ، لم يحدث ذلك ، ولكن كانت هناك أحكام مرحلية ؛ ولها مُدة محددة ، ولذلك جاءؤ قول الحق سبحانه :

    ( وعنده أم الكتاب ) الرعد 39

    أي : عنده اللوح المحفوظ الذي تحددت فيه الأحكام التي لها مدة محددة ؛ وما أن تنتهي إلا وينزل حكم آخر مكانها ، وعلى هذا المعنى يمكن أن نقول : إنه لم يوجد نَسْخٌ للأحكام ، لأن معنى النَّسْخ أن يُزحزح حكماً عن زمانه ، وهنا لم نجد حكماً يتزحزح عن زمانه ؛ لأن كل حكم موقوت بوقت محد ؛ وما أن ينتهي الوقت حتى يبدأ حكم جديد .

    أقول ذلك كي أنبِّه البعض إلى ضرورة أن يجلسوا معاً لدراسة ذلك ، حتى لا يختلف البعض في قول : هل هناك نسخ أم لا ، وأقول : فلنحدد النسخ أولاً ، لأن البعض يظن أن هناك حكماً كان يجب أن ينسحب على كل الأزمنة ، ثم جاء حكم آخر ليحل محله لحكمة تقتضيها مصلحة البشرية والمراد لله منها .

    ولا يوجد حكم أنهى حكماً وطرأ عليه ساعة الإنتهاء ؛ بل كل الأحكام كانت مقدورة أزلاً ؛ وعلى ذلك فلا يوجد نَسْخ لأي حكم ، ولكن هناك أحكام ينتهي وقتها الذي قدره الله لها ؛ ويأتني حكم سبق تقديره أزلاً ليواصل الناس الأخذ به ؛ وما دام كذلك فلا يوجد نسخ .

    ولننظر إلى قول الحق سبحانه :
    البقرة 106
    مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ


    ويتضح من منطوق الآية ومفهومها أن عند نسخ حكم يأتي الله بمثله أو خير منه .

    إذن : ليس هناك نسخ وإنما هناك أحكام تؤدي مهمتها في زمن ثم يأتي زمن يحتاج إلى حكم خير منه أو مثله في الحكم ، ولكنه يوافق المصالح المرسلة مع مراد الله .

    ولقائل أن يقول : ما دام سيأتي بخير من الآية المنسوخة أو المُنْسَأة فذلك أفضل ، ولكن لماذا يأتي بالمثْل ؟

    وأقول : لأنك إن جاءك ما هو خير منها قد تستسيغه ، ولكن حين ننتقل إلى مثل ما جاءتْ به الآية ؛ فهذا مَحَكُّ الإيمان .

    والمثْل هو التوجه في الصلاة إلى بيت المقدس في أول الدعوة ثم مَجِيء الأمر بتحويل القبلة إلى الكعبة ؛ فلا مشقة في ذلك .

    ولكن هنا يتم اختبار الألتزام الإيماني بالتكليف ، وهنا الانصياغ للحم الذي يُنزله الله ، وهو حكم مقدور أزلاً ؛ وفي هذا اخيبار لليقين الإيماني في إدارة توجيه المُدبر لهذا السير .

    وكذلك في الحج يأتي الرسول عليه الصلاة والسلام ليُقبل الحجر الأسود ؛ ثم يرجم الحجر الذي يرمز لإبليس ، ونحن نفعل ذلك أسوة برسول الله عليه الصلاة والسلام ، وكلاهما حجر ، ولكننا نمتثل لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام ، كل هذا استجابة لأمر الآمر .

    وحين يقول الحق سبحانه :
    الرعد 39
    يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ


    فهو يعني أنه سبحانه يُنهي زمن الحكم السابق الذي ينتهي زمنه في أم الكتاب أي اللوح المحفوظ ؛ ثم يأتي الحكم الجديد .

    والمثال : هو حكم الخمر ؛ وقد عالجها الحق سبحانه أولاً بما يتفق مع قدرة المجتمع ؛ وكان المطلب الأول هو تثبيت العقيدة ؛ ثم تجيء الأحكام من بعد ذلك .

    وهناك فرق بين العقيدة ـ وهي الأصل ـ وبين الأحكام ، وهي تحمل أسلوب الالتزام العقدىّ ، وكان الحكم في أمر العقيدة مُلزماً ومستمراً .

    أما الأحكام مثل حكم الخمر فقد تدرج في تحريمها بما يتناسب مع إلْف الناس ؛ واعتيادهم ؛ فقلل الحق سبحانه زمن صُحْبة الخمر ؛ ثم جاء التحريم والأمر بالإجتناب ، وعدم القرب منها .

    والمثل في حياتنا ؛ حيث نجد من يريد أن يمتنع عن التدخين وهو يُوسَّع من الفجوة الزمنية بين سيجارة وأخرى ، إلى أن يقلل عنها بلطف ، وينفيها من حياته تماماً .

    ونجد القرآن يقول في الخمر :
    النحل 67
    وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

    وهنا يمتن الله عليهم بما رزقهم به ؛ ولكن أهل الذوق يلتفتون إلى أنه لم يصف الخمر بأنها من الرزق الحسن ؛ ووصف البلح والعنب بأنه رزق حسن ؛ لأن الإنسان يتناوله دون أن يفسده .

    وهكذا يلتفت أهل الذوق إلى أن الخمر قد يأتي لها حكم من بعد ذلك ، ثم ينزل الحق سبحانه عظة تقول :
    البقرة 219
    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ

    وهكذا أوضح الحق سبحانه ميل الخمر والميسر إلى الإثم أكثر من ميلهما إلى النفع ، ثم جاء من بعد ذلك قوله بحكم مبدئي :
    النساء 43
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ

    ومعنى ذلك أن تتباعد الفترات بين تناول الخمر ، فلا يحتسي أد الخمر طوال النهار وجزء من الليل ، وفي ذلك تدريب على الابتعاد عن الخمر .

    ثم يأتي التحريم الكامل في قوله تعالى :
    المائدة 90
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

    وهكذا أخذ الحكم بتحريم الخمر تدريجه المناسب لعادات الناس وتم تحريم الخمر بهوادة وعلى مراحل .

    وهكذا نفهم النسخ على أنه انتهاء الحكم السابق زمناً وبداية الحكم الجديد ، وهكذا يعني أن الحكم الأول لم يكن مُنْسحباً على كل الزمن ثم أزلناه وجئنا بحكم آخر ؛ ولكن توقف الحكم الأول ـ أزلاً ـ قد انتهى ؛ وبدأ الحكم الجديد .

    وهكذا لا يوجد مجال للأختلاف على معنى النسخ ، ذلك أن الحق سبحانه أرجع المحو والإثبات إلى أم الكتاب ؛ ففيها يتحدد ميعاد كل حكم وتوقيته ؛ وميعاد مجيء الحكم التالي له .

    وما دام كل أمر مرسوم أزلاً ؛ فعلى من يقولون أن البدأ محرم على الله أن ينتبهوا إلى أن هذا المحو والإثبات ليس بداء ؛ لأن الابداء يعني أن تفعل شيئاً ، ثم يبدو لك فساده فتغيره .

    والحق سبحانه وتعالى لم يظهر له فساد ما أنزل من أحكام أو آيات ؛ بل هو قدر كل شيء أزلاً في أم الكتاب ، وجعل لكل حكم ميقاتاً وميلاداً ونهاية .

    ويصح أن يتسع معنى قول الحق سبحانه :
    الرعد 39
    يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ


    ليشمل نسح رسالة برسالة أخرى ؛ فيكون محا شيئاً وأثبت شيئاً آخر

    مثال : أن الله عز وجل أمر سيدنا آدم عليه السلام بتزوج الأخ لأخته وكان هذا الأمر لغرض تكاثر البشرية ؛ ولكن بعد زمن معين محى الله عز وجل هذا الحكم وبدله بحكم آخر ؛ والآن لا يجوز ليهودي أو مسيحي أو مسلم أن يتزوج من أخته .

    فكل شيء فيه تغيير إلى الخير يصح فيه المحو والإثبات ، وهو من عند الرقيب العتيد :
    ق18
    مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

    أي أنه القادر على أن يأمر الرقيب والعتيد بأن يُثبتا الواجبات والمحرمات ، وأن يتركا الأمور المباحة ، وهو القادر على أن يمحو ما يشاء من الذنوب ، ويثبت ما يشاء من التوبة .

    والله أعلم

    تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
    من خواطر الإمام / محمد متولي الشعراوي

    تعليق

    • MOSLIM
      0- عضو حديث
      • 22 سبت, 2006
      • 16

      #3
      سؤال بسيط يا جماعه
      هل الايات التي نسخط كانت اوحيت الرسول عليه الصلاه و السلام يعني هل الايات التي جت مكان الايات التي نسخت من عند الله او هذه الايات نسخت بيد علماء الاسلام؟


      متي حصل النسخ؟


      و ماذا عن سوره الاحزاب هل صحيح انها كانت بحجم سوره البقره؟

      و ايضا ماذا عن ايه الرجم؟

      جزاكم الله خير من جواب عن هذا الاستسفار

      تعليق

      • م. عمـرو المصري
        مشرف شرفي , لقسم نقد المخطوطات

        • 22 يول, 2006
        • 1280
        • مسلم

        #4
        أخي الكريم هل قرأت الرابط قبل أن تضع أسئلتك؟

        المشاركة الأصلية بواسطة MOSLIM
        سؤال بسيط يا جماعه
        هل الايات التي نسخط كانت اوحيت الرسول عليه الصلاه و السلام يعني هل الايات التي جت مكان الايات التي نسخت من عند الله او هذه الايات نسخت بيد علماء الاسلام؟
        تجيب على سؤالك الآيات

        {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (39) سورة الرعد

        {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } (101) سورة النحل


        المشاركة الأصلية بواسطة MOSLIM
        متي حصل النسخ؟
        بديهي أن النسخ حدث في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام إذ لم يكن الوحي قد انقطع بعد!!!


        المشاركة الأصلية بواسطة MOSLIM
        و ماذا عن سوره الاحزاب هل صحيح انها كانت بحجم سوره البقره؟

        و ايضا ماذا عن ايه الرجم؟
        فأما عن سورة الأحزاب فللرواية 3 طرق .. كلها معلولة .. وبفرض صحتها فإنها تدخل في باب ما رفع لفظه وبقي حكمه من أبواب النسخ مثلها مثل آية الرجم ..

        [glow="Black"]
        « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
        جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
        [/glow]

        [glow=Silver]
        WwW.StMore.150m.CoM
        [/glow]

        تعليق

        • عاشق الحرية
          0- عضو حديث
          • 10 ديس, 2009
          • 7
          • باحث
          • مسلم

          #5
          سلام عليكم
          إذا سمحتم لي إخواني

          قرأتُ لعلماء ومفكرين مسلمين أنه لا توجد آية احدة في كتاب الله ناسخة لأختها .. يعني - حسب رؤيتهم - لا توجد آية منسوخة في القرآن الكريم.


          لكم الشكر

          تعليق

          • مسلم لا يريد الشهرة
            مشرف شرف المنتدى

            • 5 ماي, 2009
            • 1129
            • مهندس
            • مسلم

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عاشق الحرية
            سلام عليكم
            إذا سمحتم لي إخواني

            قرأتُ لعلماء ومفكرين مسلمين أنه لا توجد آية احدة في كتاب الله ناسخة لأختها .. يعني - حسب رؤيتهم - لا توجد آية منسوخة في القرآن الكريم.


            لكم الشكر
            و عليكم السلام

            يجيب على سؤالك الآيات

            {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (39) سورة الرعد

            {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (106) البقرة

            {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } (101) سورة النحل

            تعليق

            • سيف الكلمة
              إدارة المنتدى

              • 13 يون, 2006
              • 6036
              • مسلم

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عاشق الحرية
              سلام عليكم
              إذا سمحتم لي إخواني

              قرأتُ لعلماء ومفكرين مسلمين أنه لا توجد آية احدة في كتاب الله ناسخة لأختها .. يعني - حسب رؤيتهم - لا توجد آية منسوخة في القرآن الكريم.


              لكم الشكر
              السلام على من اتبع الهدى
              مصطلح مفكر إسلامى أصبحت موضة يرتديها ذئاب يتخفون فى ثياب الحملان

              بجرة قلم ودون تقديم دليل :
              1) يتم مسح علم الناسخ والمنسوخ من على الخريطة
              2) ويتم مخالفة آيات بينات من كتاب الله

              سلم لى على المفكرين الإسلاميين بتوع الحاج لينين وبتوع الشيخ زكريا بطرس
              ويجعله عاقر
              أقصد عامر
              ما تآخذنيش غلطت فى نقطتين بس
              المفكرين بتوعك غلطوا فى قضيتين كبار
              هى جات على نقطتين


              يجيب على سؤالك الآيات

              {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (39) سورة الرعد

              {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (106) البقرة

              {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } (101) سورة النحل
              أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
              والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
              وينصر الله من ينصره

              تعليق

              • عاشق الحرية
                0- عضو حديث
                • 10 ديس, 2009
                • 7
                • باحث
                • مسلم

                #8
                إذن أغلقتم باب النقاش

                شكرا لكم

                والسلام عليكم

                تعليق

                • ابوحمزة السيوطي
                  1- عضو جديد
                  حارس من حراس العقيدة
                  • 12 سبت, 2008
                  • 97

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عاشق الحرية
                  إذن أغلقتم باب النقاش

                  شكرا لكم

                  والسلام عليكم
                  لم يغلق أحدا باب النقاش أختنا الفاضلة
                  وإنما أجاب الأساتذة على سؤالك ولم يتضح من مشاركة طلبا للنقاش ..

                  وإن كانت لديكِ رؤيةً خاصة فأعرضيها ولن تجدي في إخواننا مخيباً لآمالك

                  وجزاكم الله خيرا
                  قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

                  " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِمَا يَعْلَمُ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ لأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } "رواه مسلم

                  تعليق

                  • عاشق الحرية
                    0- عضو حديث
                    • 10 ديس, 2009
                    • 7
                    • باحث
                    • مسلم

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مسلم لا يريد الشهرة

                    يجيب على سؤالك الآيات

                    {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (39) سورة الرعد

                    {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (106) البقرة

                    {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } (101) سورة النحل
                    السيد المحترم

                    هذه الآيات مختلف في تفسيرها فلماذا تقمها دليلا لا يقبل النقاش:

                    1- "وقال عطاء: أما {مَا نَنْسَخْ} فما نترك من القرآن. وقال ابن أبي حاتم: يعني: تُرِكَ فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم." (تفسير ابن كثير. ج1. ص 375)


                    "الوجه الثَّانِي: "حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ" أَمَّا مَا نَنْسَخُ فَمَا تُرِكَ مِنَ الْقُرْآنِ"، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي تُرِكَ لَمْ يُنَزَّلْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ." (تفسير ابن أبي حاتم. ج 1. ص 288)


                    "والنسخ الثالث: تحويله من كتاب إلى كتاب، وهو ما نسخ من أم الكتاب، فأنزل على محمد صلى الله عليه وسلم {أَوْ} أي نتركها في اللوح المحفوظ." (بحر العلوم للسمرقندي. ج 1 . ص 95)


                    "الفاء للتسبب ومن الأولى (أن تكون) موصولة لما تقدم فى قوله تعالى {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا} من أن القضية الشرطية لا تدل على وقوع الشيء، ولا على إمكان وقوعه." (تفسير ابن عرفة. ج1 . ص 216)


                    "{ما ننسخ من آية} فبين وجه الحكمة في النسخ بهذه الآية والنسخ في اللغة شيئان، أحدهما: بمعنى التحويل والنقل ومنه نسخ الكتاب وهو أن يحوّل من كتاب إلى كتاب فعلى هذا الوجه كل القرآن منسوخ؛ لأنه نسخ من اللوح المحفوظ." (تفسير السراج المنير. ج1 . ص 185)


                    كما هو واضح هناك اختلاف في تفسير الآية فكيف نقيمها دليلا على شيء مختلف فيه؟



                    2- القول في تأويل قوله تعالى : { يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) }
                    قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
                    فقال بعضهم: يمحو الله ما يشاء من أمور عبادِه، فيغيّره، إلا الشقاء والسعادة، فإنهما لا يُغَيَّران..............

                    وقال آخرون: معنى ذلك: أنّ الله يمحو ما يشاء ويثبت من كتابٍ سوى أمّ الكتاب الذي لا يُغَيَّرُ منه شيء .............

                    وقال آخرون: بل معنى ذلك أنه يمحو كل ما يشاء، ويثبت كل ما أراد ...............

                    وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّ الله ينسخ ما يشاء من أحكام كِتَابه، ويثبت ما يشاء منها فلا ينسَخُه ...............

                    وقال آخرون: معنى ذلك أنه يمحو من قد حان أجله، ويثبت من لم يجئ أجله إلى أجله ..................

                    وقال آخرون: معنى ذلك: ويغفر ما يشاء من ذنوب عباده، ويترك ما يشاء فلا يغفر .....................

                    وبهذا المعنى جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ما:-
                    20502- حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: حدثنا الليث بن سعد، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القُرَظي، عن فَضالة بن عُبَيْد، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يَفتح الذِّكر في ثلاث ساعات يَبْقَيْن من الليل، في الساعة أولى منهن ينظر في الكتاب الذي لا ينظُرُ فيه أحد غَيره، فيمحو ما يشاء ويثبتُ . ثم ذكر ما في الساعتين الأخريين .
                    (تفسير الطبري. ج 16 . ص 477 - 488)


                    وهذه هي الآية الأولى المستشهد بها. فهل يمكن أن نقيمها دليلا على شيء محدد؟



                    3- يقول تعالى ذكره: وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى، والله أعلم بما ينزل : يقول: والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدِّل ويغير من أحكامه، قالوا: إنما أنت مفتر.............
                    (تفسير الطبري.ج 17 . ص 297)


                    فقال المراد ههنا : إذا بدلنا آية مكان آية في الكتب المتقدمة مثل أنه حول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ، قال المشركون : أنت مفتر في هذا التبديل.
                    (تفسير الرازي.ج 9 . ص 466)


                    وسببها أن اليهود لما حسدوا المسلمين في التوجه إلى الكعبة وطعنوا في الاسلام بذلك، وقالوا: إن محمدا يأمر أصحابه بشئ ثم ينهاهم عنه، فما كان هذا القرآن إلا من جهته، ولهذا يناقض بعضه بعضا، فأنزل الله: " وإذا بدلنا آية مكان آية"
                    (تفسير القرطبي.ج 2 . ص 61)

                    ومنهم من يرى أن المراد بالآية هنا " الآية الكونية " أى المعجزة التى أتى بها كل نبى لقومه وأن المراد بتبديلها : الإِتيان بمعجزة أخرى سواها . قال الشيخ القاسمى عند تفسيره لهذه الآية : وذهب قوم إلى أن المعنى تبديل آية من آيات الأنبياء المتقدمين . كآية موسى وعيسى وغيرهما من الآيات الكونية الآفاقية ، بآية أخرى نفسية علمية ، وهى كون المنزل هدى ورحمة وبشارة يدركها العقل .
                    (تفسر الوسيط. شيخ الأزهر سيد طنطاوي.ج 1 . ص 2569)


                    فالآيات مختلف حولها لذا لا يمكن أن نقيمها دليلا على شيء محدد



                    أشكركم

                    تعليق

                    • ابوحمزة السيوطي
                      1- عضو جديد
                      حارس من حراس العقيدة
                      • 12 سبت, 2008
                      • 97

                      #11

                      الأستاذ الفاضل عاشق الحرية :

                      الآيات واضحة وتُثبت وجود النسخ في القرآن وحضرتك أحضرت لنا أقوال متناثرة منها ما يؤكد أيضا وجود النسخ في القرآن لكنك لم تعي ..
                      وعلى كلٍ سأسلم لك أن المفسرين اختلفوا لكن هناك أناس لا يُقبل مع كلامهم كلام لأنه لا أعلم منهم بكتاب الله عز وجل أثبتوا وجود النسخ !

                      1- الصحابي الجليل أمير المؤمنين المُلهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

                      * عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ لَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } " رواه البخاري وغيره

                      * وعن عمر رضي الله عنه قال :
                      " إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ...... الحديث وهو طويل ماتع " رواه البخاري ومسلم

                      2- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :

                      " دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنَسٌ أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ " رواه البخاري وغيره

                      وأنا أعتقد أن هذه دلائل كافية تقطع بوجود النسخ في القرآن وقد تعمدت الإتيان بأدلة فيها بيان ما نُسخ تلاوته حتى لا ندع مجالاً لمُجادل بغير حق .

                      والحمد لله رب العالمين ...
                      قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

                      " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِمَا يَعْلَمُ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ لأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } "رواه مسلم

                      تعليق

                      • عاشق الحرية
                        0- عضو حديث
                        • 10 ديس, 2009
                        • 7
                        • باحث
                        • مسلم

                        #12
                        المحترم
                        ابو حمزة الاسيوطي


                        المشاركة الأصلية بواسطة ابوحمزة السيوطي

                        وعلى كلٍ سأسلم لك أن المفسرين اختلفوا لكن هناك أناس لا يُقبل مع كلامهم كلام لأنه لا أعلم منهم بكتاب الله عز وجل أثبتوا وجود النسخ !
                        المفسرون اختلفوا فعلا ولا يحتاج الامر منك تسليما. اما الذي لا يقبل مع كلامه كلام هو: الله - رسوله صلى الله عليه وسلم: كل يؤخذ منه ويرد عليه الا صاحب هذا القبر (الامام احمد)

                        المشاركة الأصلية بواسطة ابوحمزة السيوطي

                        الآيات واضحة وتُثبت وجود النسخ في القرآن وحضرتك أحضرت لنا أقوال متناثرة منها ما يؤكد أيضا وجود النسخ في القرآن لكنك لم تعي ..

                        لا تتعالى على عباد الله من فضلك ايها الكريم. فهل لم يعي هؤلاء الذين قالوا خلاف قولك وهم مفسرون مخضرمون في علم التفسير؟ والشيخ محمد الغزالي ينفي النسخ تماما عن كتاب الله. اقرأ كتابه "نظرات في القرآن" بدءا من ص 194:

                        http://www.4shared.com/file/15584728.../____.html?s=1

                        وغيره من الائمة والعلماء المعاصرين. فهل كل هؤلاء لم يعوا؟

                        المشاركة الأصلية بواسطة ابوحمزة السيوطي

                        * عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ لَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } " رواه البخاري وغيره



                        أين النسخ هنا؟!

                        المشاركة الأصلية بواسطة ابوحمزة السيوطي

                        * وعن عمر رضي الله عنه قال :
                        " إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ...... الحديث وهو طويل ماتع " رواه البخاري ومسلم

                        القرآن لا يثبت إلا بالتواتر ولا يثبت بأحاديث الآحاد:

                        اقرأ حديث زوج النبي عليه الصلاة والسلام السيدة عائشة:

                        "حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبدالله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهن فيما يقرأ من القرآن." (صحيح مسلم)

                        اقرأ رأي العلماء في أي حديث آحاد يثبت قرآنًا:

                        قال ابن حجر:
                        "قول عائشة عشر رضعات معلومات ثم نسخن بخمس معلومات فمات النبي صلى الله عليه و سلم وهن مما يقرأ لا ينتهض للاحتجاج على الأصح من قولي الاصوليين لأن القرآن لا يثبت الا بالتواتر والراوي روى هذا على أنه قرآن لا خبر فلم يثبت كونه قرآنا ولا ذكر الراوي أنه خبر ليقبل قوله فيه والله أعلم." (فتح الباري.ابن حجر. ج 9. ص 147)


                        وقال المازري في شرح الزرقاني: "لا حجة فيه لأنه لم يثبت إلا من طريقها (أي من طريق عائشة) والقرءان لا يثبت بالآحاد ولهذا لم يأخذ به الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ولم يأخذ به سفيان الثوري، والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، ذكرهم الترمذي في سننه بعد ذكره للحديث."


                        ورواة الحديث بطرقه المتعددة هم رواة البخاري: القعنبي ومالك، وعبد اللهبن أبي بكر، ويحيي بن سعيد، وعمرة بنت عبد الرحمن، عبد الرحمن بن القاسم، والقاسم بنمحمد. وقال النووي في شرح "صحيح مسلم": "واعترض أصحاب مالك علىالشافعية بأن حديث عائشةهذا لا يحتج به عندكم وعند محققيالأصوليين لأن القرآن لا يثبت بخبر الواحد،وإذا لم يثبت قرآناً لم يثبت بخبر الواحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن خبر الواحد إذا توجه إليه قادح يوقف عن العمل به وهذا إذا لم يجئ إلا بآحاد، مع أن العادة مجيئه متواتراً توجب ريبة."


                        وقد قال بأن القرآن لا يثبت بخبر الواحد: الشافعي في الرسالة، وعن أحمد فيما نقل عنه، وابن قدامة في الروضة، وأبو عمروابن الصلاح، وابن تيمية في المسودة، وابن حجر في الفتح، وابن الحاجب، وابن الصلاح، والزركشي في البرهان والغزالي في المستصفى، وابن الجزري في المنجد، والشاطبي في الموافقات، والسيوطي في الإتقان، والزرقاني في شرح الموطأ، والمازري فيما نقله الزرقاني، ثم صاحب المنهال في علوم القرءان.


                        العلماء ردوا حديث السيدة عائشة أم أن عدم رد الكلام قاصر على سيدنا عمر رضي الله عنه؟ ردوا حديث عائشة لأن القرآن لابد له من التواتر.


                        لذلك اعتبر العلماء حديث عمر سنة وليس قرآنا ، فاعتبروا الرجم سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم:


                        حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ الشَّعْبِىَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِىٍّ رضى الله عنه حِينَ رَجَمَ الْمَرْأَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقَالَ قَدْ رَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - . (صحيح البخاري)

                        حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن محمد ثنا شعبة عن سلمة والمجالد عن الشعبي انهما سمعاه يحدث : أن عليا رضي الله عنه حين رجم المرأة من أهل الكوفة ضربها يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة وقال أجلدها بكتاب الله وأرجمها بسنة نبي الله صلى الله عليه و سلم.
                        تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. (مسند أحمد)

                        المشاركة الأصلية بواسطة ابوحمزة السيوطي

                        2- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :


                        " دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنَسٌ أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ " رواه البخاري وغيره


                        القرآن لا يبت إلا بالتواتر.

                        يمكن أن تقرأ لأخ اسمه Slave of Allah في منتدى الفرقان وأعتقد أنه متخصص في علم الحديث:


                        والحمد لله رب العالمين ...

                        تعليق

                        • عبدالله المصري
                          المدير الفني
                          • 2 نوف, 2008
                          • 2704
                          • هندسة
                          • مسلم

                          #13
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          الأخ الفاضل "عاشق الحرية" ... هناك فرق بين ثبوت القرآنية و ثبوت النسخ، فالقرآن لا يثبت إلا بالتواتر، أما النسخ فيكفي لاثباته أحاديث الآحاد ...
                          و العجيب أنك تحتج بأقوال الأئمة مثل الشافعي و الإمام مالك و الإمام بن حجر و غيرهم ثم تعرض عن ثبوت نسخ القرآن لديهم، فلا أدري ما سبب هذه الإنتقائية، أم أن هذا نوع من الخلط المتعمد لتوحي أن هذا هو رأي أولئك الأئمة ؟ أربأ بك عن ذلك ...
                          (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الزمر46
                          (اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) من حديث استفتاح النبي - صلى الله عليه و سلم - صلاته بالليل.
                          الراوي: عائشة - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 770 خلاصة الدرجة: صحيح

                          (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) الفرقان 31
                          (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آل عمران 8

                          تعليق

                          • آية اللطف
                            4- عضو فعال

                            • 13 أكت, 2006
                            • 698
                            • والأم راعية في بيتها
                            • مسلمة ولله الحمد

                            #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            على رسلكم إخوة الإيمان :
                            أعتقد أن الخلاف في مسألة الناسخ والمنسوخ هو على القرآن الموجود الآن بين أيدينا هل بقي حكمه أم أنه بقي تلاوة ونُسخ حكما لا القرآن الذي نسخ حكما وتلاوة أو تلاوة لا حكما
                            فمن أمثلة هذا الآيات المنسوخة حكما والخالدة تلاوة قوله تعالى : ( وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (النساء15)
                            أحد القائلين بعدم نسخ حكم أي آية موجودة الآن في القرآن الكريم يفسّر هذه الآية :
                            أنه يُعمل بها في حالة عدم وجود الدولة الإسلامية التي تطبّق حدود الله تعالى فنعود لهذا الحكم الثابت تلاوة المنسوخ حكما لأنه يمثل التصرّف الفردي أو المتعلّق بالأحكام الفردية في المجتمع الذي لا تحكمه شريعة الإسلام
                            هذا ما فهمته من كلام القائلين بثبوت أحكام الآيات المتلوّة إلى يومنا هذا
                            ولم ينكروا وجود آيات كثيرة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نسخت
                            والله أعلم .
                            وفقنا الله وإياكم سبيل الرشاد
                            - اللهم لولا أنت ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلينا
                            إن اليهود قد بغوا علينا **** وإن أرادوا ذلنا أبينا
                            فأنزلن سكينة علينـــــا **** وثبت الأقدام إن لاقينا
                            - ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
                            - وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

                            تعليق

                            • ابوحمزة السيوطي
                              1- عضو جديد
                              حارس من حراس العقيدة
                              • 12 سبت, 2008
                              • 97

                              #15
                              لا تتعالى على عباد الله من فضلك ايها الكريم. فهل لم يعي هؤلاء الذين قالوا خلاف قولك وهم مفسرون مخضرمون في علم التفسير؟ والشيخ محمد الغزالي ينفي النسخ تماما عن كتاب الله. اقرأ كتابه "نظرات في القرآن" بدءا من ص 194:
                              http://www.4shared.com/file/15584728.../____.html?s=1

                              وغيره من الائمة والعلماء المعاصرين. فهل كل هؤلاء لم يعوا؟


                              أستاذ عاشق الحرية أنا لم أتعالى على أحد حاشا لله إنما أقصد أنك لمتعي أنك وضعت بنفسك أقوالا للعماء تثت وجود النسخ في القرآن فلعلك ونقلتها ولم تقرأها ..وراجع كلامي بارك الله فيك .

                              * عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ لَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } " رواه البخاري وغيره


                              أين النسخ هنا؟


                              قال الحافظ في الفتح ( 8/167) :
                              " مقول عمر محتجا به على أبي بن كعب ومشيرا إلى أنه ربما قرأ ما نسخت تلاوته لكونه لم يبلغه النسخ واحتج عمر لجواز وقوع ذلك بهذه الآية "

                              ردك على حديث أنس وعمر بقولك :

                              القرآن لا يثبت إلا بالتواتر ولا يثبت بأحاديث الآحاد:


                              فلم يتكلم أحد عن إثبات قرآن إنما هو خبر يحكيه عمر وأنس بل ومن غيرهم كثير أن ذلك كان قرآنا يُتلى ثم نسخ وقالها عمر على منبر يحضره جموع المسلمين ولم يعترض عليه أحد ... فتأمل .

                              ثم ما هو حد التواتر عندك ؟
                              وماذا إذا علمت يا أستاذنا العزيز أن موضوع آية الرجم ورد من أكثر من صحابي ؟

                              قال الشيخ الألباني في السلة الصحيحة ( 6/412) :
                              تحت حديث " الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة "
                              " ورد من حديث عمر و زيد بن ثابت و أبي بن كعب و العجماء خالة أبي أمامة بن سهل "... ثم ذكر الشيخ هذه الروايات لم اذكرها خشيت الإطالة وليراجعها من شاء .

                              ثم عقب الشيخ بعد إيراد هذه الروايات قائلا :
                              " إذا علمت ما تقدم ، فاتفاق هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم على رواية هذه الأحاديث الصريحة في رفع تلاوة بعض الآيات القرآنية ، هو من أكبر الأدلة على عدالتهم و أدائهم للأمانة العلمية ، و تجردهم عن الهوى ، خلافا لأهل الأهواء الذين لا يستسلمون للنصوص الشرعية ، و يسلطون عليها تأويلاتهم العقلية ، كما تقدم عن بعض المعلقين ! "

                              لذلك اعتبر العلماء حديث عمر سنة وليس قرآنا ، فاعتبروا الرجم سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم:


                              هي ليست قرآنا ولكن كانت قرآنا بإجماع الأمة وقولهم بسنة رسول الله أي بفعله الثابت عنه ...

                              قال ابن العربي ( المحصول 147) :
                              "ويعضد ذلك ما أجمعت عليه الأمة من أنه كان قرآنا يتلى الشيخ والشيخة إذا زانيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم فقد نسخ هذا اللفظ كله إجماعا ويقي حكمه إجماعا "

                              قال ابن حجر العسقلاني في الفتح (9/65) :
                              " ثبت عن جماعة من الصحابة من ذكر أشياء نزلت من القرآن فنسخت تلاوتها وبقي حكمها أو لم يبق مثل حديث عمر الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة وحديث أنس في قصة القراء الذين قتلوا في بئر معونة قال فأنزل الله فيهم قرآنا بلغوا عنا قومنا أنا لقد لقينا ربنا وحديث أبي بن كعب كانت الأحزاب قدر البقرة وحديث حذيفة ما يقرؤون ربعها يعني براءة وكلها أحاديث صحيحة وقد أخرج بن الضريس من حديث بن عمر أنه كان يكره أن يقول الرجل قرأت القرآن كله ويقول إن منه قرآنا قد رفع وليس في شيء من ذلك ما يعارض حديث الباب لأن جميع ذلك مما نسخت تلاوته في حياة النبي صلى الله عليه و سلم "

                              كل يؤخذ منه ويرد عليه الا صاحب هذا القبر (الامام احمد)


                              تصحيح : هذا كلام الإمام مالك وليس كلام الإمام أحمد !

                              وإن كان هذا ما تعتقده وهذا ما سيحل الإشكال عندك فخذ ما سآتيك ..

                              قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى ( 17/186) :
                              " وَقَدْ جَاءَتْ الْآثَارُ بِأَنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ يَحْفَظُ قُرْآنًا ثُمَّ يَنْسَاهُ وَيَذْكُرُونَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ : إنَّهُ رُفِعَ مِثْلَ مَا صَحَّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيّ : حَدَّثَنِي أَبُو أمامة بْنُ سَهْلِ بْنِ حنيف فِي مَجْلِسِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ { أَنَّ رَجُلًا كَانَ مَعَهُ سُورَةٌ فَقَامَ يَقْرَؤُهَا مِنْ اللَّيْلِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا وَقَامَ آخَرُ يَقْرَؤُهَا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا وَقَامَ آخَرُ يَقْرَؤُهَا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَأَصْبَحُوا فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : ذَهَبْت الْبَارِحَةَ لِأَقْرَأَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهَا وَقَالَ الْآخَرُ : مَا جِئْت إلَّا لِذَلِكَ وَقَالَ الْآخَرُ : مَا جِئْت إلَّا لِذَلِكَ وَقَالَ الْآخَرُ : وَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّهَا نُسِخَتْ الْبَارِحَةَ }
                              أخرج نحوه الطحاوي في مشكل الآثار .

                              قال القرطبي في تفسيره بعد إيرده لهذا الحديث :
                              " وفي إحدى الروايات: وسعيد بن المسيب يسمع ما يحدث به أبو أمامة فلا ينكره "

                              ولا أدري كيف يُترك أقوال من عاين الوحي لأقوال شرذمة من المفكرين ينكرون ما أجمعت عليه أمه وصنعت له علماً يُدرس !
                              أفننسخ قول عمر بن الخطاب بقول محمد الغزال ... سبحان الله !
                              قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

                              " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِمَا يَعْلَمُ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ لأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } "رواه مسلم

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                              رد 1
                              11 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, منذ 3 أسابيع
                              ردود 6
                              112 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة فارس الميـدان
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 11 أكت, 2024, 01:13 ص
                              رد 1
                              152 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 10 أكت, 2024, 10:33 ص
                              رد 1
                              155 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة الراجى رضا الله
                              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:50 م
                              ردود 4
                              33 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة محمد,,
                              بواسطة محمد,,
                              يعمل...