فوائد من قول الله تعالى "وعجلت إليك رب لترضى "
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
قال الله تعالى : ( وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى )
إن موسى عليه السلام اختار من قومه سبعين رجلا حتى يذهبوا معه إلى الطور ، ليأخذوا التوراة ، فسار بهم ثم عجل وسارع موسى من بينهم شوقا إلى ربه عز وجل ، وخلف السبعين ، وأمرهم أن يتبعوه إلى الجبل
فقال الله مخاطبا موسى عليه السلام (وما أعجلك عن قومك ياموسى) أي وما حملك على العجلة حتى تركت قومك وخرجت من بينهم
قال موسى عليه السلام مجيبا لربه تعالى : ( هم أولاء على أثري ) أي هم بالقرب مني قادمون يأتون من بعدي ، وسيصلون في أثري ينزلون قريبا من الطور ، ( وعجلت إليك رب لترضى ) وأنا سبقتهم لتزداد رضا بمسارعتي إلى امتثال أمرك
ماأجمله من رد وما أعظمه من تعبير وما أكرمه من شعار
حين تتعجل في خطاك إرضاء لربك.
فإنَّه ينبغي للمؤمن أن يُسارِع في الخيرات؛ فالعمر قصير، والأجَل قريب، وابن آدمَ لا يَدرِي متى يأتيه الموت
و المسارعة إلى الخيرات تعني المبادرة إلى الطاعات، والسبق إليها، والاستعجال في أدائها، وعدم تأخيرها
قال - تعالى -: ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 113-114]
وقال - تعالى -: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].
وقال - تعالى -: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].
قال تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)) السابقون في الدنيا إلى الخيرات سبقوا في الآخرة إلى الجنات
فإن السبق هناك على قدر السبق هنا
وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يحثُّ أمَّته على المُسارَعة إلى الأعمال الصالحة؛ فإن المؤمن لا يَدرِي ما يَعرِض له من مرضٍ، أو فتنة، أو أجل.
روى مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنْه - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال(بادِرُوا بالأعمال فِتَنًا كقطع الليل المظلم؛ يُصبِح الرجل مؤمنًا ويُمسِي كافرًا، أو يُمسِي مؤمنًا ويُصبِح كافرًا، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا)
نعم
...
...
هى دعوة للسباق
دعوة للمسارعة
دعوة للحاق بالركب
قبل فوات الأوان ، وضياع الطريق
وغياب المعالم واختفاء الأثر
،،،،
نعم...
هو نداء عاجل
.....
.....
أيها المشتاقون للجِنان
الراغبون فى رضا الرحمن
الراجون عفو المنان
والساعون لإصلاح الأوطان
...
...
أقبلوا
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول بتصرف من
تفسير الطبري
تفسير القرطبي
تفسير ابن كثير
تفسير البغوي
تفسير السعدي
التفسير الكبير المسمى البحر المحيط
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
المسـارعة إلى الخيرات د. أمين بن عبدالله الشقاوي
مقال بعنوان وعجلت اليك ربي لترضى
تعليق