مذبحة الإسكندرية
د. محمد هشام راغب
-------------
الأحد 3 سبتمبر
قرأت اليوم عشرات المقالات في الصحف الأوروبية الصادرة الأحد الماضي وقد أذهلتني مقالات إنجليزية عديدة تبرر السياسة الإنجليزية لأنها في النهاية تصب في جعل المصريين أكثر تحضرا وتمدينا.
ألاحظ مما أري - أن الدول الليبرالية الكبري في الغرب - التي يعد التصرف فيها ضد الإرادة الجماهيرية أمراً خطيراً ومتهوراً ورجعيا - قد ارتكبت خطأ جسيماً بمعاملة مصر التي ادعت أنها تعمل على تمدينها وتحريرها - كسكان من العبيد غير القادرين على اختيار الرئيس الذي يناسبهم .. وأتساءل عما ستفعله القوى الدستورية الكبري التي ارتكبت خطأ إغفال شعور الأمة المصرية أمام ذلك التعبير عن الإرادة الشعبية
إن ما أعاينه الآن هو طبائع الاستبداد ولكن على الطريقة الأوروبية الحديثة.
....
من كتاب (مذبحة الإسكندرية) - قصة قصيرة حقيقية
في اللحظة التي ظننا أنه لن ينتهي، فاجأنا كوكسن بطلب محدد: (إنني أطلب من حضراتكم الموافقة على تكوين تحالف دولي ضد مصر لحماية مصالح الرعايا الأوروبيين في مصر ولحفظ الأمن والاستقرار العالمي، وأن تتكون قوة دفاع أوروبية مشتركة لهذا الغرض ..).
علت همهمات من كل نواحي البهو وانكب موظفو كل قنصلية على أنفسهم يتشاورون وقد صفعتهم مفاجأة الطلب. نظر إليَّ القنصل السويسري وسألني بعينيه كيف نرد على هذا الاقتراح المجنون؟، شعرت فجأة أنني ينبغي أن أسارع بالرد قبل أي قنصلية أخرى وحسبت أن الوقت ليس في صالح الإنجليز لهذه المناورة المكشوفة.
قلت (فكرة صائبة، ولكنها ستحتاج لأسابيع للموافقة عليها من قبل القادة السياسيين لحكوماتنا ..)، ساد صمت للحظات ثم تعالت أصوات عديدة تؤيد رأيي الذي يبدو أنه أراحهم من عناء الصدام مع الاقتراح. تميز كوكسن غيظا وتبادل نظرة سريعة مع القنصل الفرنسي الذي احتفظ بجمود ملامحه وبرودة نظراته، ولم تبد عليه أي علامات تأييد أو اعتراض.
في طريق العودة، تسارعت الأفكار وتأكد لي أن صفحة عاتية من التاريخ على وشك أن تفتح.
لمطـالعة الكتاب: اضغط هنــــــا
للتصفح التلقائي: اضغط هنــــــا
د. محمد هشام راغب
-------------
الأحد 3 سبتمبر
قرأت اليوم عشرات المقالات في الصحف الأوروبية الصادرة الأحد الماضي وقد أذهلتني مقالات إنجليزية عديدة تبرر السياسة الإنجليزية لأنها في النهاية تصب في جعل المصريين أكثر تحضرا وتمدينا.
ألاحظ مما أري - أن الدول الليبرالية الكبري في الغرب - التي يعد التصرف فيها ضد الإرادة الجماهيرية أمراً خطيراً ومتهوراً ورجعيا - قد ارتكبت خطأ جسيماً بمعاملة مصر التي ادعت أنها تعمل على تمدينها وتحريرها - كسكان من العبيد غير القادرين على اختيار الرئيس الذي يناسبهم .. وأتساءل عما ستفعله القوى الدستورية الكبري التي ارتكبت خطأ إغفال شعور الأمة المصرية أمام ذلك التعبير عن الإرادة الشعبية
إن ما أعاينه الآن هو طبائع الاستبداد ولكن على الطريقة الأوروبية الحديثة.
....
من كتاب (مذبحة الإسكندرية) - قصة قصيرة حقيقية
في اللحظة التي ظننا أنه لن ينتهي، فاجأنا كوكسن بطلب محدد: (إنني أطلب من حضراتكم الموافقة على تكوين تحالف دولي ضد مصر لحماية مصالح الرعايا الأوروبيين في مصر ولحفظ الأمن والاستقرار العالمي، وأن تتكون قوة دفاع أوروبية مشتركة لهذا الغرض ..).
علت همهمات من كل نواحي البهو وانكب موظفو كل قنصلية على أنفسهم يتشاورون وقد صفعتهم مفاجأة الطلب. نظر إليَّ القنصل السويسري وسألني بعينيه كيف نرد على هذا الاقتراح المجنون؟، شعرت فجأة أنني ينبغي أن أسارع بالرد قبل أي قنصلية أخرى وحسبت أن الوقت ليس في صالح الإنجليز لهذه المناورة المكشوفة.
قلت (فكرة صائبة، ولكنها ستحتاج لأسابيع للموافقة عليها من قبل القادة السياسيين لحكوماتنا ..)، ساد صمت للحظات ثم تعالت أصوات عديدة تؤيد رأيي الذي يبدو أنه أراحهم من عناء الصدام مع الاقتراح. تميز كوكسن غيظا وتبادل نظرة سريعة مع القنصل الفرنسي الذي احتفظ بجمود ملامحه وبرودة نظراته، ولم تبد عليه أي علامات تأييد أو اعتراض.
في طريق العودة، تسارعت الأفكار وتأكد لي أن صفحة عاتية من التاريخ على وشك أن تفتح.
لمطـالعة الكتاب: اضغط هنــــــا
للتصفح التلقائي: اضغط هنــــــا