بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمْ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم[1]: سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تعالى في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ: إمامٌ عدلٌ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ، ورجلانِ تحابَّا في اللهِ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ، ورجلٌ دعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ.الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
لقد قمت بتأليف قصة تحوي في طياتها ذكر لهؤلاء السبعة أصناف من البشر, ولا يخفى عليكم ما للقصص من تأثير على القلوب وقد ذكرها الله عز وجل في كتابه, مع علمي بكراهة تأليف القصص عند السلف بل وربما تحريمه
نبدأ بسم الله
كان يا ما كان، في قرية بعيدة عن ضوضاء المدينة ومشاغلها، كان هناك عائلتان متحابتان جداً
وقدر الله أن تُرزقا بطفلين جميلين، فقرر والدا الطفلين تربيتهما منذ الصغر على المحبة والإخاء في ظل تعاليم الإسلام الحنيف، وقد اختار كل منهما اسماً لإبنه كي يحمله ويجعله دافعاً للاستقامة, وكانا يذهبان بالطفلين الى المسجد لتعلم أصول الدين والشريعة وتلاوة القرآن، فنشأ الطفلان نشأة صالحة بفضل الله عز وجل ثم بتوجيهات الوالدين المباركين
كبر الطفلان قليلاً، اصبحا يتشاطران الأفراح والأحزان، ويتعاونان على طلب العلم الشرعي كما أمرهما والداهما
في يوم من الأيام قرر عمر الذهاب الى البلدة للعمل بها، بينما يبقى علي في القرية لخدمة الأهل والأحباب
وفي جو من الْحُزْن لفراق الأحبة نظر عمر الى السماء ودموعه على خده وقال: يا رب احفظ أهلي
فودَّع الأخان بعضهما البعض وتعاهدا على الثبات على دين الله واللقاء مرة أخرى
رجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ
ذهب عمر الى المدينة واتَّخذَ لنفسه مسكناً قريباً من المسجد، ليقينه أن الرزق يأتي من هنا وما السفر إلا وسيلة مشروعة قدرها الله عز وجل، فكان كلما انهى عمله قعد في المسجد يصلي لله ما تيسر ويدعو الله عز جل ويفرح عندما يذهب المصلون الى منازلهم فيبقى وحده لا أحد بينه وبين ربه فيدعو الله ويتضرع اليه وغالباً ما تغلبه عيناه فينفجر باكيا بين يدي الله عز وجل
رجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ
في هذه الأثناء كان علي يعمل بجد لخدمة أهله الفقراء فيذهب لجلب الحطب لأجل التدفئة ويصطاد ما قدر له من السمك من أجل الغداء، ومرة من المرات سمع صوت من بعيد فترك الحطب من يده وذهب باتجاه الصوت فوجد امرأه عجوز تتألم من الجوع فقام باعطائها سمكة كانت هي الطعام الذي سيأكله هو تأسياً بقوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، واصبح يتعاهدها كل يوم بالخفاء يقوم بخدمتها فينظف بيتها ويجلب لها الطعام والحطب
رجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ
وكان كل يوم يذهب الى مسجد القرية فيقعد ويناجي ربه ويقول رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ويدعو الله عز وجل أن يرزقه الزَّوجة الصالحة الرزق الحلال والعمل الصالح, ولم ينس صديقه عمر أبداً فكان يدعو له بأن يوفقه الله في مسعاه وأن يرده سالماً غانماً
رجلٌ دعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخافُ اللهَ
وكان عمر يبحث كل يوم عن عمل يعين به اسرته، وكعادته عندما ينهي البحث بين الشركات والمحلات التجارية يذهب الى المسجد فيدعوا الله عز وجل ويتضرع إليه ويسأله الرزق الحلال، وبعد ذلك يذهب الى بيته المجاور للمسجد من أجل الراحة لاستئناف يوم جديد من الغد، ولكن هذه المرة وهو ذاهب الى البيت اعترضته فتاة جميلة وواضح من لباسها أنها من الأشراف، وكان عمر جميل المظهر قوي الشخصية، فعندما رأته تلك الفتاة حاولت أن تكلمه، وراودته عن نفسه في ظلمة الليل الدامس، فاستغفر الله عز وجل وذكرها بالله ونصحها فأعجبت به كثيرا
وفي اليوم التاني أتى احدهم الي بيته ووضع ورقة على الأرض وطرق الباب، فعندما فتح الباب وجد الورقة وإذا بها إعلان للعمل في شركة مرموقة في المدينة
فسرّ بذلك غاية السرور، رزق ساقه الله إليه، ولكن ما زال في حيرة من أمره، من وراء هذا ؟؟!!
وعندما ذهب الى العنوان المنشود كانت المفاجأة !!! أنها تلك الحسناء الجميلة
شعر عمر بالخجل منها ولكنها رحبت به ودعته للدخول للحوار من أجل العمل، وكان والدها صاحب أكبر شركة في المدينة، فدار حوار بينه وبينها، واعتذرت منه على فعلتها واعتذر لها واخبرته انه الرجل المناسب لكي يدير شركة والدها الكبير في السن
شعر صاحبنا بعبء كبير ومسؤولية عظيمة جداً لكنه توكل على الله ووعدها بأنه لن يخذلها وسيفعل ما بوسعه
عندما رأى العجوز همة هذا الشاب وأمانته قرر تزويجه ابنته الوحيدة، لأن العمر قد مضى ويريد أن يطمئن على ابنته
فدعاه وعرض عليه ابنته فوافق عمر، ليقينه أن الإنسان ليس بمعصوم وأن التوبة تمحو ما قبلها ولم يجد منها سوى ذلك الزلل مقابل الحسنات الكثيرة التي تتمتع بها وإن الحسنات يذهبن السيئات
إمامٌ عدلٌ
فحصلت الخطبة المباركة وفق أجواء من الفرحة والسرور واتفقا على تحديد موعد الزواج وعلمت المدينة بهذا الخبر الجميل ودعا العجوز جميع اهل المدينة للحضور، فطلب عمر أن يحضر عائلته وصديقه المقرب
فعدما دخل علي الى مكتب حبيبه عمر وكان لا يعلم لماذا دعاه لأنه أراد أن تكون مفاجأة وكان مكتب عمر الخاص لا يدخله أحد، وجد صورة فتاة جميلة على مكتب عمر فنظر اليها نظرة اعجاب
عندما رآه عمر قال له يا علي أتريد أن تتزوجها؟؟
فاستحى علي كثيرا وعلم عمر بموافقته بدون أن يتكلم
فقال له خلاص يا أخي سوف تتزوجها إن شاء الله في اليوم الفلاني !!!
فذهب عمر الى عمه وقص عليه القصص واخبر خطيبته وتم الوفاق على مراد عمر
حان موعد الزواج وحضر الجميع للاحتفال وفي جو من الصمت ساد القاعة والجميع ينتظر عمر وحبيبته الحسناء ، دخلت الحسناء ولكن ذُهل الجميع بأن الذي معها ليس عمر !!!
ما الذي يجري، من هذا الشخص؟
وقف عمر واخذ الميكروفون وأخبرهم بمكانة علي منه واخبرهم بالقصة كاملة فعظُم شأنه في نفوسهم جداً جداً وكان حاكم البلاد يستمع ويتأمل ما الذي يجري
وعندما أكمل عمر كلامه انهمرت دموعه لوحدها تأثراً وفرحاً لصديقه فاندفع علي باكيا الى عمر عندما علم أن الحسناء كانت من نصيب عمر وأن موعد زواجه هو موعد زواج عمر فضمه وتعالت أصوات البكاء في القاعة
وفي هذه اللحظة تكلم الحاكم
الجميع بلع أنفاسه, ما الذي يريده الحاكم؟ هل غضب؟ هل هل هل ...
قال الحاكم: يا عمر، أن خليفتي على المدينة !!!، لن أجد أفضل منك يرعى مصلحة الرعية
فسُرَّ عمر كثيراً وفي نفس الوقت شعر بالعبء الثقيل الذي كُلّف فيه لعلمه ان النبي ﷺ نهى عن طلب الأمارة وأنها إن لم يفِ حقها كانت حسرة وندامة يوم القيامة
فمرت السنوات وبدأ عمر يتعلم بروتوكولات الحكم وتم مراسم تعيينه ملكاً على البلاد بعدما تقاعد الحاكم، وأصبح علي وزيره الشخصي يخططان معاً لإسعاد الرعية والنهوض بالبلاد الى العزة والرخاء
هل الى هنا انتهت القصة؟؟
ورجلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ
لا، لم ينسَ علي تلك العجوز التي كان يخدمها، فطلب من الملك أن يؤمن لها ما تحتاجه فليس منا من لم يرحم كبيرنا ، وطبعا عمر لا يرفض لعلي أي طلب وخاصة إذا كان لله عز وجل، ولكن عمر قام بأرسال الأموال والمساعدات الى جميع أهل القرية، وعندما سأله علي عن هذا وكان يظنه يفكر ويقول: بما انك يا علي عطفت على هذه العجوز فأنا سوف أعطف على اهل القرية جميعهم عملا بقوله سابقوا إلى مغفرة من ربكم
فسأله علي عن ذلك وكانت المفاجأة
قال عمر: يا علي أعلم أنك تعلم أنني أعلم أنك فعلت ذلك مع العجوز لله تعالى وابتغاء مرضاتِه وأنك أخفيته حتى لا تعلم شمالك ما تخفي يمينك، ولم أشأ أن أُفشي سرَّك لأحد
فعند ذلك قال علي أسأل الله أن يجعلنا من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة، إني أحبك في الله وأرجوا أن نكون ممن تحابا في الله فاجتمعا عليه وافترقا عليه
كان يا ما كان، في قرية بعيدة عن ضوضاء المدينة ومشاغلها، كان هناك عائلتان متحابتان جداً
شابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ
وقدر الله أن تُرزقا بطفلين جميلين، فقرر والدا الطفلين تربيتهما منذ الصغر على المحبة والإخاء في ظل تعاليم الإسلام الحنيف، وقد اختار كل منهما اسماً لإبنه كي يحمله ويجعله دافعاً للاستقامة, وكانا يذهبان بالطفلين الى المسجد لتعلم أصول الدين والشريعة وتلاوة القرآن، فنشأ الطفلان نشأة صالحة بفضل الله عز وجل ثم بتوجيهات الوالدين المباركين
كبر الطفلان قليلاً، اصبحا يتشاطران الأفراح والأحزان، ويتعاونان على طلب العلم الشرعي كما أمرهما والداهما
في يوم من الأيام قرر عمر الذهاب الى البلدة للعمل بها، بينما يبقى علي في القرية لخدمة الأهل والأحباب
وفي جو من الْحُزْن لفراق الأحبة نظر عمر الى السماء ودموعه على خده وقال: يا رب احفظ أهلي
فودَّع الأخان بعضهما البعض وتعاهدا على الثبات على دين الله واللقاء مرة أخرى
رجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ
ذهب عمر الى المدينة واتَّخذَ لنفسه مسكناً قريباً من المسجد، ليقينه أن الرزق يأتي من هنا وما السفر إلا وسيلة مشروعة قدرها الله عز وجل، فكان كلما انهى عمله قعد في المسجد يصلي لله ما تيسر ويدعو الله عز جل ويفرح عندما يذهب المصلون الى منازلهم فيبقى وحده لا أحد بينه وبين ربه فيدعو الله ويتضرع اليه وغالباً ما تغلبه عيناه فينفجر باكيا بين يدي الله عز وجل
رجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ
في هذه الأثناء كان علي يعمل بجد لخدمة أهله الفقراء فيذهب لجلب الحطب لأجل التدفئة ويصطاد ما قدر له من السمك من أجل الغداء، ومرة من المرات سمع صوت من بعيد فترك الحطب من يده وذهب باتجاه الصوت فوجد امرأه عجوز تتألم من الجوع فقام باعطائها سمكة كانت هي الطعام الذي سيأكله هو تأسياً بقوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، واصبح يتعاهدها كل يوم بالخفاء يقوم بخدمتها فينظف بيتها ويجلب لها الطعام والحطب
رجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ
وكان كل يوم يذهب الى مسجد القرية فيقعد ويناجي ربه ويقول رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ويدعو الله عز وجل أن يرزقه الزَّوجة الصالحة الرزق الحلال والعمل الصالح, ولم ينس صديقه عمر أبداً فكان يدعو له بأن يوفقه الله في مسعاه وأن يرده سالماً غانماً
رجلٌ دعَتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخافُ اللهَ
وكان عمر يبحث كل يوم عن عمل يعين به اسرته، وكعادته عندما ينهي البحث بين الشركات والمحلات التجارية يذهب الى المسجد فيدعوا الله عز وجل ويتضرع إليه ويسأله الرزق الحلال، وبعد ذلك يذهب الى بيته المجاور للمسجد من أجل الراحة لاستئناف يوم جديد من الغد، ولكن هذه المرة وهو ذاهب الى البيت اعترضته فتاة جميلة وواضح من لباسها أنها من الأشراف، وكان عمر جميل المظهر قوي الشخصية، فعندما رأته تلك الفتاة حاولت أن تكلمه، وراودته عن نفسه في ظلمة الليل الدامس، فاستغفر الله عز وجل وذكرها بالله ونصحها فأعجبت به كثيرا
وفي اليوم التاني أتى احدهم الي بيته ووضع ورقة على الأرض وطرق الباب، فعندما فتح الباب وجد الورقة وإذا بها إعلان للعمل في شركة مرموقة في المدينة
فسرّ بذلك غاية السرور، رزق ساقه الله إليه، ولكن ما زال في حيرة من أمره، من وراء هذا ؟؟!!
وعندما ذهب الى العنوان المنشود كانت المفاجأة !!! أنها تلك الحسناء الجميلة
شعر عمر بالخجل منها ولكنها رحبت به ودعته للدخول للحوار من أجل العمل، وكان والدها صاحب أكبر شركة في المدينة، فدار حوار بينه وبينها، واعتذرت منه على فعلتها واعتذر لها واخبرته انه الرجل المناسب لكي يدير شركة والدها الكبير في السن
شعر صاحبنا بعبء كبير ومسؤولية عظيمة جداً لكنه توكل على الله ووعدها بأنه لن يخذلها وسيفعل ما بوسعه
عندما رأى العجوز همة هذا الشاب وأمانته قرر تزويجه ابنته الوحيدة، لأن العمر قد مضى ويريد أن يطمئن على ابنته
فدعاه وعرض عليه ابنته فوافق عمر، ليقينه أن الإنسان ليس بمعصوم وأن التوبة تمحو ما قبلها ولم يجد منها سوى ذلك الزلل مقابل الحسنات الكثيرة التي تتمتع بها وإن الحسنات يذهبن السيئات
إمامٌ عدلٌ
فحصلت الخطبة المباركة وفق أجواء من الفرحة والسرور واتفقا على تحديد موعد الزواج وعلمت المدينة بهذا الخبر الجميل ودعا العجوز جميع اهل المدينة للحضور، فطلب عمر أن يحضر عائلته وصديقه المقرب
فعدما دخل علي الى مكتب حبيبه عمر وكان لا يعلم لماذا دعاه لأنه أراد أن تكون مفاجأة وكان مكتب عمر الخاص لا يدخله أحد، وجد صورة فتاة جميلة على مكتب عمر فنظر اليها نظرة اعجاب
عندما رآه عمر قال له يا علي أتريد أن تتزوجها؟؟
فاستحى علي كثيرا وعلم عمر بموافقته بدون أن يتكلم
فقال له خلاص يا أخي سوف تتزوجها إن شاء الله في اليوم الفلاني !!!
فذهب عمر الى عمه وقص عليه القصص واخبر خطيبته وتم الوفاق على مراد عمر
حان موعد الزواج وحضر الجميع للاحتفال وفي جو من الصمت ساد القاعة والجميع ينتظر عمر وحبيبته الحسناء ، دخلت الحسناء ولكن ذُهل الجميع بأن الذي معها ليس عمر !!!
ما الذي يجري، من هذا الشخص؟
وقف عمر واخذ الميكروفون وأخبرهم بمكانة علي منه واخبرهم بالقصة كاملة فعظُم شأنه في نفوسهم جداً جداً وكان حاكم البلاد يستمع ويتأمل ما الذي يجري
وعندما أكمل عمر كلامه انهمرت دموعه لوحدها تأثراً وفرحاً لصديقه فاندفع علي باكيا الى عمر عندما علم أن الحسناء كانت من نصيب عمر وأن موعد زواجه هو موعد زواج عمر فضمه وتعالت أصوات البكاء في القاعة
وفي هذه اللحظة تكلم الحاكم
الجميع بلع أنفاسه, ما الذي يريده الحاكم؟ هل غضب؟ هل هل هل ...
قال الحاكم: يا عمر، أن خليفتي على المدينة !!!، لن أجد أفضل منك يرعى مصلحة الرعية
فسُرَّ عمر كثيراً وفي نفس الوقت شعر بالعبء الثقيل الذي كُلّف فيه لعلمه ان النبي ﷺ نهى عن طلب الأمارة وأنها إن لم يفِ حقها كانت حسرة وندامة يوم القيامة
فمرت السنوات وبدأ عمر يتعلم بروتوكولات الحكم وتم مراسم تعيينه ملكاً على البلاد بعدما تقاعد الحاكم، وأصبح علي وزيره الشخصي يخططان معاً لإسعاد الرعية والنهوض بالبلاد الى العزة والرخاء
هل الى هنا انتهت القصة؟؟
ورجلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ
لا، لم ينسَ علي تلك العجوز التي كان يخدمها، فطلب من الملك أن يؤمن لها ما تحتاجه فليس منا من لم يرحم كبيرنا ، وطبعا عمر لا يرفض لعلي أي طلب وخاصة إذا كان لله عز وجل، ولكن عمر قام بأرسال الأموال والمساعدات الى جميع أهل القرية، وعندما سأله علي عن هذا وكان يظنه يفكر ويقول: بما انك يا علي عطفت على هذه العجوز فأنا سوف أعطف على اهل القرية جميعهم عملا بقوله سابقوا إلى مغفرة من ربكم
فسأله علي عن ذلك وكانت المفاجأة
قال عمر: يا علي أعلم أنك تعلم أنني أعلم أنك فعلت ذلك مع العجوز لله تعالى وابتغاء مرضاتِه وأنك أخفيته حتى لا تعلم شمالك ما تخفي يمينك، ولم أشأ أن أُفشي سرَّك لأحد
فعند ذلك قال علي أسأل الله أن يجعلنا من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة، إني أحبك في الله وأرجوا أن نكون ممن تحابا في الله فاجتمعا عليه وافترقا عليه
-----
1 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح مسلم(1031),صحيح البخاري(660)(6806)(1423)(6479), صحيح
المصدر: شبكة ومنتديات شباب الأمة
1 أبو هريرة رضي الله عنه: صحيح مسلم(1031),صحيح البخاري(660)(6806)(1423)(6479), صحيح
تعليق