السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العجز أمام اعجاز القرآن: 3-اخبار القرآن عن توسع السماء
من المعروف أن الاعجاز لا يكون كاملا الا اذا ثبت العجز أمامه لذلك لننقل محاولة زنديق عامي يحاول بذل المجهود واستخدام التدليس اللغوي للتغلب على اعجاز القرآن الكريم
قال الزنديق مشككا
"يذكرني هذا بآية اخرى...قريبة من الموضوع الأول في تحريف معنى كلمة في اللغة العربية لغرض الصاق ظاهرة علمية باية..حيث يورد الاعجازيون الاية التاية من سورة الذاريات :
(و السماء بنيناها بأيد و انا لموسعون)
حيث يقول الاعجازيون ان هذه الاية اخبرت بحقيقة التوسع الكوني !!!
ذهبت لأرى ما تقوله المعاجم حول المعنى اللغوي لهذه الكلمة "موسع" ((بدون تشديد السين))...
المحيط :
أوْسَعَ يُوسِعُ إِيسَاعاً : ((صار ذا سعه وغِنى ))
"محيط المحيط" :
وأوسع الرجل إيساعًا صار ذا سعةٍ وغنًى. ومنهُ في سورة الذاريات : (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي أغنياءُ قادرون.
و يتفق معهم ايضا القاموس المحيط حول هذا المعنى اللغوي :
و قوله (وإنَّا لَمُوسِعُونَ): أغْنياءُ قادِرُونَ
ففي الاية ..يقول الله عن نفسه انه ذو سعة (قدرة) و غنى... و لا علاقة لها اطلاقا بالتوسع !!"
واذا فرضنا أن معنى "موسعون " هو التوسيع ورجعنا للآية نجد ان الله يخبرنا أنه موسع للسماء الآن فما الدليل في الآية أنه سيوسعها دائما"
الجواب العلمي
الحمد لله الذي أعجز بكتابه الأولين والمتأخرين....
فحوى الموضوع أن الزنديق ينفي أن يكون معنى "أوسع" معناه " التوسع " ولاقامة الحجة على كلامه نقل معنى واحد للكلمة ولم ينقل المعنى الآخر الذي يسبب له الارهاق النفسي من أجل التدليس على اخوانه في الدين والعقيدة فهم يؤمنون ببعض المعجم ويكفرون ببعض .....وليته دلس في المعنى اللغوي لكلمة "أوسع" والتزم الصمت بل راح يتهم المسلمين وعلمائهم بالتدليس في معنى الكلمة !!
بطبيعة الحال من يكتب هذا اللغو ليسوا علماء لغة أو علماء تفسير ولا فلاسفة بل هم عوام ويدلل على ذلك الجهل المفضوح في كلامهم فهو لا يعلم أن "موسع" اسم فاعل من "أوسع" و اسم الفاعل "صفة تؤخذ من الفعل المعلوم لتدل على معنى وقع من الموصوف بها أو قام به على وجه الحدوث لا الثبوت.والمراد بالحدوث أن يكون المعنى القائم بالموصوف متجددا بتجدد الأزمنة."جامع الدروس العربية.ص126
الاخبار عن توسع السماء
expansion of the universe
قال الله عز وجل : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّـا لَمُوسِعُونَ [الذاريات: 47].
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الكون المعبّر عنه بلفظ السماء هو بناء وهو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ "موسعون" فهو اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع وهو يفيد الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع وإنـما أورده .
مركز تحميل الصور
التفسير اللغوي:
موسعون اسم فاعل من الفعل " أوسع"
وسعَ / أوسعَ في يُوسع ، إيساعًا ، فهو مُوسِع ، والمفعول مُوسَع - للمتعدِّي
أوْسَعَ دَارَهُ : جَعَلَهَا أكْثَرَ سَعَةً ، اِتِّسَاعاً
أوْسَعَ اللَّهُ رِزْقَهُ : جَعَلَهُ ذَا سَعَةٍ وَغِنىً.
وجا ءفي تاج العروس "أوْسَعَه" صَيَّرَهُ واسِعاً
"موسعون" اسم فاعل من الفعل أوسع. وبالعودة الى جامع الدروس العربية صفحة 126 نجد ما يلي في تعريف اسم الفاعل
"اسم الفاعل صفة تؤخذ من الفعل المعلوم لتدل على معنى وقع من الموصوف بها أو قام به على وجه الحدوث لا الثبوت.
والمراد بالحدوث أن يكون المعنى القائم بالموصوف متجددا بتجدد الأزمنة."جامع الدروس العربية.ص126
فهم الـمفسـرين :
- تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } [آية: 47] يعني نحن قادرون على أن نوسعها كما نريد.
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
وقوله: { وَإنَّا لَمُوسِعُونَ } يقول: لذو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرة عليه. ومنه قوله:
{ عَلى المُوسعِ قَدَرُهُ وَعن المُقْتِرِ قَدَرُهُ }
يراد به القويّ. وقال ابن زيد في ذلك ما:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَإنَّا لَمُوسِعُونَ } قال: أوسعها جلّ جلاله.
تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }؛ في السَّماء على الأرضِ في كلِّ جهاتٍ، ونحن نقدرُ على أكثرَ من ذلك، ولم يكن هذا جهدُ قوَّتنا، وقال الحسنُ: (وَإنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْقَ عَلَى مَنْ فَوْقَهَا وَمَنْ تَحْتَهَا).
تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } يعني نحن قادرون على أن نوسعها كما نري
تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } فيه خمسة أوجه:
أحدها: لموسعون في الرزق بالمطر، قاله الحسن.
الثاني: لموسعون السماء، قاله ابن زيد.
الثالث: لقادرون على الاتساع بأكثر من اتساع السماء.
الرابع: لموسعون بخلق سماء ملثها، قاله مجاهد.
الخامس: لذوو سعة لا يضيق علينا شيء نريده.
تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ)
وقوله تعالى: { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } فيه وجوه أحدها: أنه من السعة أي أوسعناها بحيث صارت الأرض وما يحيط به من الماء والهواء بالنسبة إلى السماء وسعتها كحلقة في فلاة، والبناء الواسع الفضاء عجيب فإن القبة الواسعة لا يقدر عليها البناءون لأنهم يحتاجون إلى إقامة آلة يصح بها استدارتها ويثبت بها تماسك أجزائها إلى أن يتصل بعضها ببعض. ثانيها: قوله: { وإنا لموسعون } أي لقادرون ومنه قوله تعالى:
{ لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }
تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } أي: قد وسعنا أرجاءها، فرفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي.
الطبراني : َوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ }؛ أي بقُدرَةٍ وقوَّة، { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }؛ في السَّماء على الأرضِ في كلِّ جهاتٍ، ونحن نقدرُ على أكثرَ من ذلك.
البيضاوي و النسفي و أبو السعود : { لَمُوسِعُونَ } السماء أو ما بينها وبين الأرض.
الفيروز آبادي : { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا } خلقناها { بِأَييْدٍ } بقوة { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } لها ما نشاء.
تفسير البحر المحيط/ ابو حيان (ت 754 هـ)
{ وإنا لموسعون }: أي بناءها، فالجملة حالية، أي بنيناها موسعوها، كقوله: جاء زيد وإنه لمسرع، أي مسرعاً، فهي بحيث أن الأرض وما يحيط من الماء والهواء كالنقطة وسط الدائرة. وقال ابن زيد قريباً من هذا وهو: أن الوسع راجع إلى السماء.
تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ)
{ لَمُوسِعُونَ } الرزق بالمطر، أو السماء، أو لا يضيق علينا شيء نريده، أو نخلق سماء مثلها، أو على الاتساع بأكثر من اتساع السماء.
السمرقندي و مقاتل بن سليمان : { وَٱلسَّمَاء بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ } يعني خلقناها بقوة وقدرة { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } يعني نحن قادرون على أن نوسعها كما نريد
الماوردي و غيره : فيه خمسة أوجه ... الثاني : لموسعون السماء.
ابن عبد السلام : { لَمُوسِعُونَ } الرزق بالمطر، أو السماء، أو لا يضيق علينا شيء نريده، أو نخلق سماء مثلها، أو على الاتساع بأكثر من اتساع السماء.
أبو حيان : { وإنا لموسعون }: أي بناءها، فالجملة حالية، أي بنيناها موسعوها، كقوله: جاء زيد وإنه لمسرع، أي مسرعاً، فهي بحيث أن الأرض وما يحيط من الماء والهواء كالنقطة وسط الدائرة.
تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) : " وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " يجوز أن تكون الجملة حالاً من فاعل " بَنَيْنَاهَا ". ويجوز أن تكون حالاً من مفعوله ومفعول " موسِعُون " محذوف أي مُوسِعُونَ بِنَاءَهَا.
القرطبي : قال بعد أن ذكر أقوالا في تفسير الآية : وقيل: جعلنا بينهما وبين الأرض سعة. الجوهري: وأوسعَ الرجلُ أي صار ذا سَعة وغِنىً، ومنه قوله تعالى: { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } أي أغنياء قادرون. فشمل جميع الأقوال.
توسع السماءحقيقة علمية
في عام 1929 شاهد عالم الفلك الأمريكي "إدوين هابل" بواسطة التلسكوب أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة. إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء (الكون) وامتداده.
ففي عام 1929 أكد العالمان الفلكيان "همسن" و "هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجراتنا، وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي، وقد قام "هابل" باستدعاء "آينشتين" من ألمانيا إلى أميركا حتى يُرِيَه تباعد المجرات والكواكب بواسطة التلسكوب.
وتفسير ظاهرة ابتعاد المجرات يتمثل في أنه إذا كان هناك مصدر ضوئي من الفضاء الخارجي يبتعد عنا فإن تردد الأمواج الضوئية ينخفض وبالتالي ينزاح نحو اللون الأحمر. أما إذا كان المصدر الضوئي يقترب منا فإن الانزياح الذي يسجله المشاهد سيكون نحو اللون الأزرق. ويكون الانزياح الطيفي ملموساً عندما تكون سرعات المصدر الضوئي معتبرة بالنسبة لسرعة الضوء، بينما لا يمكن مشاهدته بالنسبة للمصادر الضوئية العادية ذات السرعات الضئيلة مقارنة مع سرعة الضوء، وهذا ما أكده العالم الفيزيائي دوبلر (Doppler).
إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء نفسه حيث تنساق معه المجرات كلها. وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان ما تزال تتوسع وينتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار العظيم في الكتلة الغازية الأولى، وقد أشارت الموسوعة الفضائية إلى هذه الظاهرة.
http://map.gsfc.nasa.gov/universe/uni_expansion.html
http://edition.cnn.com/2014/04/08/te...n-astronomers/
http://www.foxnews.com/scitech/2011/...ze-in-physics/
العجز أمام اعجاز القرآن: 3-اخبار القرآن عن توسع السماء
من المعروف أن الاعجاز لا يكون كاملا الا اذا ثبت العجز أمامه لذلك لننقل محاولة زنديق عامي يحاول بذل المجهود واستخدام التدليس اللغوي للتغلب على اعجاز القرآن الكريم
قال الزنديق مشككا
"يذكرني هذا بآية اخرى...قريبة من الموضوع الأول في تحريف معنى كلمة في اللغة العربية لغرض الصاق ظاهرة علمية باية..حيث يورد الاعجازيون الاية التاية من سورة الذاريات :
(و السماء بنيناها بأيد و انا لموسعون)
حيث يقول الاعجازيون ان هذه الاية اخبرت بحقيقة التوسع الكوني !!!
ذهبت لأرى ما تقوله المعاجم حول المعنى اللغوي لهذه الكلمة "موسع" ((بدون تشديد السين))...
المحيط :
أوْسَعَ يُوسِعُ إِيسَاعاً : ((صار ذا سعه وغِنى ))
"محيط المحيط" :
وأوسع الرجل إيساعًا صار ذا سعةٍ وغنًى. ومنهُ في سورة الذاريات : (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي أغنياءُ قادرون.
و يتفق معهم ايضا القاموس المحيط حول هذا المعنى اللغوي :
و قوله (وإنَّا لَمُوسِعُونَ): أغْنياءُ قادِرُونَ
ففي الاية ..يقول الله عن نفسه انه ذو سعة (قدرة) و غنى... و لا علاقة لها اطلاقا بالتوسع !!"
واذا فرضنا أن معنى "موسعون " هو التوسيع ورجعنا للآية نجد ان الله يخبرنا أنه موسع للسماء الآن فما الدليل في الآية أنه سيوسعها دائما"
الجواب العلمي
الحمد لله الذي أعجز بكتابه الأولين والمتأخرين....
فحوى الموضوع أن الزنديق ينفي أن يكون معنى "أوسع" معناه " التوسع " ولاقامة الحجة على كلامه نقل معنى واحد للكلمة ولم ينقل المعنى الآخر الذي يسبب له الارهاق النفسي من أجل التدليس على اخوانه في الدين والعقيدة فهم يؤمنون ببعض المعجم ويكفرون ببعض .....وليته دلس في المعنى اللغوي لكلمة "أوسع" والتزم الصمت بل راح يتهم المسلمين وعلمائهم بالتدليس في معنى الكلمة !!
بطبيعة الحال من يكتب هذا اللغو ليسوا علماء لغة أو علماء تفسير ولا فلاسفة بل هم عوام ويدلل على ذلك الجهل المفضوح في كلامهم فهو لا يعلم أن "موسع" اسم فاعل من "أوسع" و اسم الفاعل "صفة تؤخذ من الفعل المعلوم لتدل على معنى وقع من الموصوف بها أو قام به على وجه الحدوث لا الثبوت.والمراد بالحدوث أن يكون المعنى القائم بالموصوف متجددا بتجدد الأزمنة."جامع الدروس العربية.ص126
الاخبار عن توسع السماء
expansion of the universe
قال الله عز وجل : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّـا لَمُوسِعُونَ [الذاريات: 47].
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الكون المعبّر عنه بلفظ السماء هو بناء وهو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ "موسعون" فهو اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع وهو يفيد الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع وإنـما أورده .
مركز تحميل الصور
التفسير اللغوي:
موسعون اسم فاعل من الفعل " أوسع"
وسعَ / أوسعَ في يُوسع ، إيساعًا ، فهو مُوسِع ، والمفعول مُوسَع - للمتعدِّي
أوْسَعَ دَارَهُ : جَعَلَهَا أكْثَرَ سَعَةً ، اِتِّسَاعاً
أوْسَعَ اللَّهُ رِزْقَهُ : جَعَلَهُ ذَا سَعَةٍ وَغِنىً.
وجا ءفي تاج العروس "أوْسَعَه" صَيَّرَهُ واسِعاً
"موسعون" اسم فاعل من الفعل أوسع. وبالعودة الى جامع الدروس العربية صفحة 126 نجد ما يلي في تعريف اسم الفاعل
"اسم الفاعل صفة تؤخذ من الفعل المعلوم لتدل على معنى وقع من الموصوف بها أو قام به على وجه الحدوث لا الثبوت.
والمراد بالحدوث أن يكون المعنى القائم بالموصوف متجددا بتجدد الأزمنة."جامع الدروس العربية.ص126
فهم الـمفسـرين :
- تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } [آية: 47] يعني نحن قادرون على أن نوسعها كما نريد.
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
وقوله: { وَإنَّا لَمُوسِعُونَ } يقول: لذو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرة عليه. ومنه قوله:
{ عَلى المُوسعِ قَدَرُهُ وَعن المُقْتِرِ قَدَرُهُ }
يراد به القويّ. وقال ابن زيد في ذلك ما:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَإنَّا لَمُوسِعُونَ } قال: أوسعها جلّ جلاله.
تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }؛ في السَّماء على الأرضِ في كلِّ جهاتٍ، ونحن نقدرُ على أكثرَ من ذلك، ولم يكن هذا جهدُ قوَّتنا، وقال الحسنُ: (وَإنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْقَ عَلَى مَنْ فَوْقَهَا وَمَنْ تَحْتَهَا).
تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } يعني نحن قادرون على أن نوسعها كما نري
تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } فيه خمسة أوجه:
أحدها: لموسعون في الرزق بالمطر، قاله الحسن.
الثاني: لموسعون السماء، قاله ابن زيد.
الثالث: لقادرون على الاتساع بأكثر من اتساع السماء.
الرابع: لموسعون بخلق سماء ملثها، قاله مجاهد.
الخامس: لذوو سعة لا يضيق علينا شيء نريده.
تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ)
وقوله تعالى: { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } فيه وجوه أحدها: أنه من السعة أي أوسعناها بحيث صارت الأرض وما يحيط به من الماء والهواء بالنسبة إلى السماء وسعتها كحلقة في فلاة، والبناء الواسع الفضاء عجيب فإن القبة الواسعة لا يقدر عليها البناءون لأنهم يحتاجون إلى إقامة آلة يصح بها استدارتها ويثبت بها تماسك أجزائها إلى أن يتصل بعضها ببعض. ثانيها: قوله: { وإنا لموسعون } أي لقادرون ومنه قوله تعالى:
{ لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }
تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ)
{ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } أي: قد وسعنا أرجاءها، فرفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي.
الطبراني : َوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ }؛ أي بقُدرَةٍ وقوَّة، { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }؛ في السَّماء على الأرضِ في كلِّ جهاتٍ، ونحن نقدرُ على أكثرَ من ذلك.
البيضاوي و النسفي و أبو السعود : { لَمُوسِعُونَ } السماء أو ما بينها وبين الأرض.
الفيروز آبادي : { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا } خلقناها { بِأَييْدٍ } بقوة { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } لها ما نشاء.
تفسير البحر المحيط/ ابو حيان (ت 754 هـ)
{ وإنا لموسعون }: أي بناءها، فالجملة حالية، أي بنيناها موسعوها، كقوله: جاء زيد وإنه لمسرع، أي مسرعاً، فهي بحيث أن الأرض وما يحيط من الماء والهواء كالنقطة وسط الدائرة. وقال ابن زيد قريباً من هذا وهو: أن الوسع راجع إلى السماء.
تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ)
{ لَمُوسِعُونَ } الرزق بالمطر، أو السماء، أو لا يضيق علينا شيء نريده، أو نخلق سماء مثلها، أو على الاتساع بأكثر من اتساع السماء.
السمرقندي و مقاتل بن سليمان : { وَٱلسَّمَاء بَنَيْنَـٰهَا بِأَيْدٍ } يعني خلقناها بقوة وقدرة { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } يعني نحن قادرون على أن نوسعها كما نريد
الماوردي و غيره : فيه خمسة أوجه ... الثاني : لموسعون السماء.
ابن عبد السلام : { لَمُوسِعُونَ } الرزق بالمطر، أو السماء، أو لا يضيق علينا شيء نريده، أو نخلق سماء مثلها، أو على الاتساع بأكثر من اتساع السماء.
أبو حيان : { وإنا لموسعون }: أي بناءها، فالجملة حالية، أي بنيناها موسعوها، كقوله: جاء زيد وإنه لمسرع، أي مسرعاً، فهي بحيث أن الأرض وما يحيط من الماء والهواء كالنقطة وسط الدائرة.
تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) : " وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " يجوز أن تكون الجملة حالاً من فاعل " بَنَيْنَاهَا ". ويجوز أن تكون حالاً من مفعوله ومفعول " موسِعُون " محذوف أي مُوسِعُونَ بِنَاءَهَا.
القرطبي : قال بعد أن ذكر أقوالا في تفسير الآية : وقيل: جعلنا بينهما وبين الأرض سعة. الجوهري: وأوسعَ الرجلُ أي صار ذا سَعة وغِنىً، ومنه قوله تعالى: { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } أي أغنياء قادرون. فشمل جميع الأقوال.
توسع السماءحقيقة علمية
في عام 1929 شاهد عالم الفلك الأمريكي "إدوين هابل" بواسطة التلسكوب أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات هائلة. إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء (الكون) وامتداده.
ففي عام 1929 أكد العالمان الفلكيان "همسن" و "هابل" نظرية توسع الكون بالمشاهدة، حيث وضع هابل القاعدة المعروفة باسمه وهي قانون تزايد بُعد المجرات بالنسبة لمجراتنا، وبالنسبة لبعضها البعض، وبفضل هذا القانون أمكن حساب عمر الكون التقريبي، وقد قام "هابل" باستدعاء "آينشتين" من ألمانيا إلى أميركا حتى يُرِيَه تباعد المجرات والكواكب بواسطة التلسكوب.
وتفسير ظاهرة ابتعاد المجرات يتمثل في أنه إذا كان هناك مصدر ضوئي من الفضاء الخارجي يبتعد عنا فإن تردد الأمواج الضوئية ينخفض وبالتالي ينزاح نحو اللون الأحمر. أما إذا كان المصدر الضوئي يقترب منا فإن الانزياح الذي يسجله المشاهد سيكون نحو اللون الأزرق. ويكون الانزياح الطيفي ملموساً عندما تكون سرعات المصدر الضوئي معتبرة بالنسبة لسرعة الضوء، بينما لا يمكن مشاهدته بالنسبة للمصادر الضوئية العادية ذات السرعات الضئيلة مقارنة مع سرعة الضوء، وهذا ما أكده العالم الفيزيائي دوبلر (Doppler).
إن حركة ابتعاد المجرات ناتجة عن توسع الفضاء نفسه حيث تنساق معه المجرات كلها. وبصورة عامة فإن المجرات وتجمعات المجرات وأكداس المجرات هي أشبه ما تكون بكتل غازية هائلة من الدخان ما تزال تتوسع وينتشر ويتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار العظيم في الكتلة الغازية الأولى، وقد أشارت الموسوعة الفضائية إلى هذه الظاهرة.
http://map.gsfc.nasa.gov/universe/uni_expansion.html
http://edition.cnn.com/2014/04/08/te...n-astronomers/
http://www.foxnews.com/scitech/2011/...ze-in-physics/