تنبؤات نصرانية باطلة
نهاية العالم تحدث في القرن الأول الميلادي!
اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي
لقد اعتقد المسيحيون الأوائل - وعلى رأسهم تلاميذ المسيح - أن نهاية العالم وشيكة الحدوث، وأن كثيرًا من الذين عاشوا في القرن الأول للميلاد وعاصروا المسيح سوف يشهدون تلك النهاية المفزعة، التي يعقبها عودة المسيح ثانية إلى الأرض، حيث تكون القيامة، ويدان الناس أجمعون، فيذهب فريق إلى الجنة والباقي إلى السعير، لقد قرر ذلك صراحة كتبة الأناجيل المتشابهة (متى ومرقس ولوقا)، كما أن بولس كان يعتقد أنه سيبقى حيًّا لحين عودة المسيح، فكتب يقول: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب (يسوع) لا نسبق الراقدين (الأموات)؛ لأن الرب نفسه سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعًا معهم لملاقاة الرب في الهواء (1) تسالونيكي - 4: 15 - 17".
يقول وليم باركلي تعليقًا على هذه الفقرة: عندما كتب بولس هذا، فمن الواضح أنه كان يتوقع حدوث المجيء الثاني للمسيح أثناء حياته وحياة أولئك الذين كان يكتب لهم، وهو يكتب في الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي - 5: 23 أنه يصلي لله "لكي تحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء الرب يسوع المسيح". إن الشيء ذا المغزى الخطير هنا هو ذكر الجسد، فمن الواضح - إذًا - توقع بقائهم في الجسد عند عودة المسيح؛ أي: إنه توقع عودة المسيح أثناء حياتهم وحياته[1].
أما إنجيل يوحنا فقد كان هو الوحيد الذي تجنب هذا المأزق الخطير؛ لأن هذا الإنجيل كتب في مطلع القرن الثاني بعد أن تبين للناس عدم عودة المسيح سريعًا إلى الأرض.
علامات المجيء الثاني للمسيح:
"تكون علامات في الشمس والقمر والنجوم... قوات السماء تتزعزع. وحينئذ يبصرون ابن الإنسان (المسيح) آتيًا في سحابة بقوة ومجد كثير - لوقا 21: 25 - 27".
لقد تنبأ المسيح أن ذلك سوف يحدث:
1- قبل أن يكمل تلاميذه التبشير في مدن إسرائيل!
"هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً: إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السموات... إن الحق أقول لكم: لا تكلمون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان - متى 10: 5 - 7، 23".
2- قبل أن يموت بعض الذين وقفوا أمامه واستمعوا إليه!
الحق أقول لكم: إن من القيام ها هنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته - متى 16: 8، مرقس 9: 1، لوقا 9: 27".
3- قبل أن يفنى الجيل الذي عاصر المسيح!
فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين: قل لنا متى يكون هذا وما علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟ فأجاب يسوع وقال... للوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس، والقمر لا يعطي ضوءه، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماء تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء... ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير... الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله - متى 24: 3، 29 - 34، مرقس 13: 3، 24 - 30،؛ لوقا 21: 7، 25 - 32".
تقول دائرة المعارف البريطانية تعليقًا على تنبؤات الأناجيل:
إن الاعتقاد في المجيء الثاني للمسيح كان دائمًا هو المعتقد الشرعي للمسيحيين، وبالرغم من ذلك فإن نهاية العالم لم تحدث، وحتى لو حدثت الآن فإنها لن تكون تحقيقًا لِما هو مكتوب في العهد الجديد؛ لأن ما كان منتظرًا هو النهاية الوشيكة للعالم (طبعة 1960 - ج 2 - ص 523).
المسيح يدفن في الأرض: ثلاثة أيام وثلاث ليال!
أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين: يا معلم، نريد أن نرى منك آية، فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تعطى له إلا آية يونان النبي؛ لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال - متى 12: 38 - 40".
ويزعم كتبة الأناجيل أن يسوع صُلِب يوم الجمعة، ثم أنزل من على الصليب قبل الغروب ووضع في قبر، وفجر الأحد اكتشفت مريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين - مرقس 16: 9". أن القبر خالٍ من أي جسد. وبذلك لا تتعدى المدة التي قضاها ذلك الميت في القبر: يومًا واحدًا، وليلتين، على أكثر تقدير.
وتقول التوراة للتمييز بين النبي الصادق والنبي الكاذب:
إن قلت في قلبك: كيف تعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه - تثنية 18: 21 - 22".
"أما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلامًا لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي - تثنية 18: 20".
وكان هذا بعض ما فعله كتبة الأناجيل بالمسيح![2].
[1]W. Barclay: The Mind of St. Poul, London, 1958, P. 165.
[2] لمزيد من التفاصيل حول الملاحق من رقم (2) إلى رقم (7) راجع كتاب المؤلف: المسيح في مصادر القصائد المسيحية.
نهاية العالم تحدث في القرن الأول الميلادي!
اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي
لقد اعتقد المسيحيون الأوائل - وعلى رأسهم تلاميذ المسيح - أن نهاية العالم وشيكة الحدوث، وأن كثيرًا من الذين عاشوا في القرن الأول للميلاد وعاصروا المسيح سوف يشهدون تلك النهاية المفزعة، التي يعقبها عودة المسيح ثانية إلى الأرض، حيث تكون القيامة، ويدان الناس أجمعون، فيذهب فريق إلى الجنة والباقي إلى السعير، لقد قرر ذلك صراحة كتبة الأناجيل المتشابهة (متى ومرقس ولوقا)، كما أن بولس كان يعتقد أنه سيبقى حيًّا لحين عودة المسيح، فكتب يقول: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب (يسوع) لا نسبق الراقدين (الأموات)؛ لأن الرب نفسه سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعًا معهم لملاقاة الرب في الهواء (1) تسالونيكي - 4: 15 - 17".
يقول وليم باركلي تعليقًا على هذه الفقرة: عندما كتب بولس هذا، فمن الواضح أنه كان يتوقع حدوث المجيء الثاني للمسيح أثناء حياته وحياة أولئك الذين كان يكتب لهم، وهو يكتب في الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي - 5: 23 أنه يصلي لله "لكي تحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء الرب يسوع المسيح". إن الشيء ذا المغزى الخطير هنا هو ذكر الجسد، فمن الواضح - إذًا - توقع بقائهم في الجسد عند عودة المسيح؛ أي: إنه توقع عودة المسيح أثناء حياتهم وحياته[1].
أما إنجيل يوحنا فقد كان هو الوحيد الذي تجنب هذا المأزق الخطير؛ لأن هذا الإنجيل كتب في مطلع القرن الثاني بعد أن تبين للناس عدم عودة المسيح سريعًا إلى الأرض.
علامات المجيء الثاني للمسيح:
"تكون علامات في الشمس والقمر والنجوم... قوات السماء تتزعزع. وحينئذ يبصرون ابن الإنسان (المسيح) آتيًا في سحابة بقوة ومجد كثير - لوقا 21: 25 - 27".
لقد تنبأ المسيح أن ذلك سوف يحدث:
1- قبل أن يكمل تلاميذه التبشير في مدن إسرائيل!
"هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً: إلى طريق أمم لا تمضوا، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السموات... إن الحق أقول لكم: لا تكلمون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان - متى 10: 5 - 7، 23".
2- قبل أن يموت بعض الذين وقفوا أمامه واستمعوا إليه!
الحق أقول لكم: إن من القيام ها هنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته - متى 16: 8، مرقس 9: 1، لوقا 9: 27".
3- قبل أن يفنى الجيل الذي عاصر المسيح!
فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين: قل لنا متى يكون هذا وما علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟ فأجاب يسوع وقال... للوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس، والقمر لا يعطي ضوءه، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماء تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء... ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير... الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله - متى 24: 3، 29 - 34، مرقس 13: 3، 24 - 30،؛ لوقا 21: 7، 25 - 32".
تقول دائرة المعارف البريطانية تعليقًا على تنبؤات الأناجيل:
إن الاعتقاد في المجيء الثاني للمسيح كان دائمًا هو المعتقد الشرعي للمسيحيين، وبالرغم من ذلك فإن نهاية العالم لم تحدث، وحتى لو حدثت الآن فإنها لن تكون تحقيقًا لِما هو مكتوب في العهد الجديد؛ لأن ما كان منتظرًا هو النهاية الوشيكة للعالم (طبعة 1960 - ج 2 - ص 523).
المسيح يدفن في الأرض: ثلاثة أيام وثلاث ليال!
أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين: يا معلم، نريد أن نرى منك آية، فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تعطى له إلا آية يونان النبي؛ لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال - متى 12: 38 - 40".
ويزعم كتبة الأناجيل أن يسوع صُلِب يوم الجمعة، ثم أنزل من على الصليب قبل الغروب ووضع في قبر، وفجر الأحد اكتشفت مريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين - مرقس 16: 9". أن القبر خالٍ من أي جسد. وبذلك لا تتعدى المدة التي قضاها ذلك الميت في القبر: يومًا واحدًا، وليلتين، على أكثر تقدير.
وتقول التوراة للتمييز بين النبي الصادق والنبي الكاذب:
إن قلت في قلبك: كيف تعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه - تثنية 18: 21 - 22".
"أما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلامًا لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي - تثنية 18: 20".
وكان هذا بعض ما فعله كتبة الأناجيل بالمسيح![2].
[1]W. Barclay: The Mind of St. Poul, London, 1958, P. 165.
[2] لمزيد من التفاصيل حول الملاحق من رقم (2) إلى رقم (7) راجع كتاب المؤلف: المسيح في مصادر القصائد المسيحية.