الأمثال في القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إبراهيم جودة مسلم اكتشف المزيد حول إبراهيم جودة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبراهيم جودة
    1- عضو جديد

    • 1 يول, 2013
    • 58
    • لا توجد وظيفة
    • مسلم

    الأمثال في القرآن

    عظمة القرآن


    اولا ارجو من الجميع المشاركة في اثراء هذا الموضوع بالمعلومات المفيدة عن القرآن الكريم وخاصة المشرفين الكرام وبعد :-

    ساتحدث هنا في هذه المرة عن الامثال في القران وسابدأ باذن الله باول مثل في القرآن :

    مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

    هذا المثل يمثل المنافقين الذين عرفو الحق ورأوه ولكنهم اعرضو واشترو الباطل به :
    أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ(16)
    مثّلهم الله برجل استوقد نارا وقد استوقفتني كلمة استوقد هنا فاستيقاد النار دائما يبدأ بشرارة ثم يتزايد ونفس الشيء الايمان يبدأ بشرارة ويتزايد فهنا شبه اليمان بالنار والحق بالنور فالنار تزداد وتنقص كما ان الايمان يزداد وينقص , النار تنطفئ تدريجيا اذا انتهى الوقود كما الايمان ينطفئ تدريجيا اذا توقفت العبادة والدعاء , النار تتعرض لعوامل تضعفها كما ان الايمان يتعرض لعوامل تضعفه كالشبهات والشهوات , النار تضيء كل ما حولها وكلما زادت قوتها زادت الاضاءة كذلك الايمان ينير كل ما حوله وكلما زاد كلما زادت الانارة فالمؤمن يقوي ايمان اصدقائه وقرابته ومن حوله
    لذلك مثلهم الله بشخص له ايمان ولكن الله ذهب بايمانه وتركه في ظلمات لا يبصر

    وهنا بدأ التقسيم حيث بعد ان ذهب نورهم اصبحو قسمان :

    1- القسم الذي طبع الله على قلوبهم وذلك بجعلهم
    (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18)) اي انهم الان اصبحو عميا لا يمكنهم رؤية اي نار حتى لو اشتعلت مرة اخرى ولا سماع اي نداء ولا طلب نجدة

    2- القسم الذين بين الحق والباطل مترددون
    (
    كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ) هؤلاء فيهم (ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) وقد شرحت الاية اثنين من الثلاثة من الثلاثة فالظلمات معروف انها الشكوك والظلمات التي تدور في عقلهم ولكن هنك ايضا خوف وهو المشبه بالرعد فالرعد يخيف الماشين لدرجة ان يضعو اصابعهم في اذانهم كما ان خوفهم خوف شديد فالنهاية جهنم وبئس المصير ونلاحظ ان الحوف في الاية هو الخوف والحذر من الموت كما انهم ايضا يخافون ويحذرون بشدة الموت فلو ماتو قد يكون مصيرهم جهنم وبئس المصير

    ثم بين حالهم بانهم مرات يرو الحق ومرات لا يروه فاحيانا يضيء لهم البرق واحيانا يظلم عليهم
    والله قادر على ان يذهب بسمعهم وابصارهم وهنا نلاحظ دقة القرآن حيث لا يسمعون للرعد فلا يخيفهم ولا ينظرون للبرق فلا يهتدون اي ان الله قادر على ان يجعلهم كالقسم الأول فيختم على قلوبهم فهو على كل شيء قدير


    ((وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين))



    ملاحظة : الموضوع من انشائي فإن وجدتم فيه خطأ فسددوني للصواب وإن أعجبكم فانشروه ولكم الاجر باذن الله
  • محب المصطفى
    مشرف عام

    • 7 يول, 2006
    • 17075
    • مسلم

    #2
    الأمثال في القرآن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الأمثال في القرآن موضوع مهم جدا في تقريب الوعي الانساني لمراد الله سبحانه وتعالى في كثير
    من القضايا القرآنية يوضح دوما لنا أين الطريق الصحيح أمام أيا من طرق الباطل مهما تعددت

    وتضرب الامثال في العموم للمقارنة بين حالين أو أمرين لاظهار أصلحهما للناس ان شاء الله ..

    -الموضوع متاح للاضافة فيه من الجميع ان شاء الله لاسيما بالأدلة من كتب التفسير ان شاء الله-
    من يعرف فليكتب ان شاء الله ومن لا يعرف فليبحث هنا في هذه الساحة :
    القرآن الكريم (وأسماء الله الحسنى وقضايا قرآنية)

    [القرآن الكريم (وأسماء الله الحسنى وقضايا قرآنية)]

    نبدأ على بركة الله ..

    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
    ،،،
    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




    أحمد .. مسلم

    تعليق

    • محب المصطفى
      مشرف عام

      • 7 يول, 2006
      • 17075
      • مسلم

      #3
      رد: الأمثال في القرآن

      طبعا كبداية خفيفة للتعريف بالموضوع في مثال صغير فلكم هذا النقل :


      حكمة امرأة :

      إلتقى الشاعر الجاحظ بامرأة قبيحة في أحد حوانيت بغداد ، فقال : (وإذا الوحوش حشرت) ..
      فنظرت إليه المرأة وقالت : (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه) ..




      طبعا حانوت : أى محل من المحلات في السوق ..

      طبعا القضية ليست في الاستخدام الخاطيء لآيات القرآن
      و إنما القضية هي أن نفهم فائدة استخدام الامثال اجمالا

      وكيف نفقه ونعرف و نتعلم أهمية الأمثال في القرآن والقضايا التى تعالجها
      فهنا المرأة استخدمت في محاججتها للشاعر جانب من هذا الفهم أو الفقه

      وهو أن هناك من يتكلم ويسارع الى التقبيح والتكلم عن الأشياء ونسي انه
      هو نفسه ليس فوق مستوى الشبهات التي يتحدث فيها للناس ..
      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
      ،،،
      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




      أحمد .. مسلم

      تعليق

      • محب المصطفى
        مشرف عام

        • 7 يول, 2006
        • 17075
        • مسلم

        #4
        رد: الأمثال في القرآن

        بسم الله الرحمن الرحيم

        قال الله تعالى :
        إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ
        وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)
        [سورة البقرة]

        إن الله تعالى لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما، قلَّ أو كثر، ولو كان تمثيلا بأصغر شيء، كالبعوضة والذباب ونحو ذلك، مما ضربه الله مثلا لِعَجْز كل ما يُعْبَد من دون الله. فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه،

        وأما الكفار فَيَسْخرون ويقولون:
        ما مراد الله مِن ضَرْب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟
        ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار، وتمييز المؤمن من الكافر؛

        لذلك يصرف الله بهذا المثل ناسًا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه، ويوفق به غيرهم إلى مزيد من الإيمان والهداية. والله تعالى لا يظلم أحدًا؛ لأنه لا يَصْرِف عن الحق إلا الخارجين عن طاعته.

        [التفسير الميسر]
        قضية الامثال هي للتقريب للأفهام وليست مبعثا للحرج او الحياء

        من وظائفها هي زيادة طمأنينة المؤمن على سلامة اختياراته وصحتها
        لأنها ربما كانت خافية عن البعض قبلا فبعد قياسها المقارن على المثل تظهر حقيقتها وتستبين ان شاء الله

        أما من يسمعون الأمثال ولا يحسنون تدبرها ولا ان يعوها حق وعيها
        فطبيعي ان يظلوا على ما هم فيه من ضلال ولا يعلمون للكلام أي فائدة والعياذ بالله ..
        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
        ،،،
        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




        أحمد .. مسلم

        تعليق

        • قلب ينبض بحب الله
          مشرفة عامة

          • 24 سبت, 2010
          • 3429
          • طاعة الله
          • مسلمة

          #5
          رد: الأمثال في القرآن

          قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ )

          إنه نداء عام، ونفير بعيد الصدى، يتوجه به سبحانه إلى الناس -كل الناس- مقرراً حقيقة مهمة في هذا الوجود، لا يستقيم أمره إلا بالتسليم لها، ولا تكون سعادته إلا بالأخذ بمستلزماتها، وهي أنه لا معبود ينبغي أن يفرد بالعبادة إلا هو سبحانه، أما ما سواه من الآلهة المدعاة، فهي ليست أكثر من آلهة مزيفة، لا تملك من أمرها شيئاً، فضلاً عن أن تملك لغيرها نفعاً أو ضراً. ثم إن هذا المثل يقرر حقيقة أخرى مفادها: أن هذه الآلهة المزيفة، هي أحقر من أن تقدر على أقل ما خلقه الله وأذله وأصغره، ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا وتعاضدوا. وليس أدل من ذلك على عجزهم وانتفاء قدرتهم: أن هذا الخلق الأقل الأذل (الذباب)، لو اختطف منهم شيئاً، فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه، لم يقدروا على شيء من ذلك، مهما توسلوا من الأسباب، ومهما ملكوا من الوسائل.


          ومن بلاغة هذا المثل القرآني، أنه شبه ضعف هذه الآلهة وهوان أمرها بالذباب، وهو من أضعف المخلوقات بنية، ومن أحقرها شأناً، ومع ذلك فإن خلق الذباب مستحيل، كخلق الجمل والفيل؛ لأن الذباب يحتوي على ذلك السر المعجز سر الحياة، فيستوي في استحالة خلقه مع الجمل والفيل. ولكن الأسلوب القرآني المعجز يختار الذباب الصغير الحقير؛ لأن العجز عن خلقه -كما يقول سيد قطب رحمه الله- يلقي في الحس ظل الضعف أكثر مما يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل! دون أن يخل هذا بالحقيقة في التعبير.

          وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
          إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



          تعليق

          • محب المصطفى
            مشرف عام

            • 7 يول, 2006
            • 17075
            • مسلم

            #6
            رد: الأمثال في القرآن

            قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ )
            نعم هذا مثل عظيم أيضا يحقق الله به قضية كبرى من قضايا العبادة :

            وهي ان العبادة كان يجب ان يكون مناطها ومحل صرفها الى من يستحق لكي ينتفع الانسان بها
            فنحن نعبد الله عز وجل لكي ندعوه فيستجيب لنا ونرجو بعبادتنا له النجاة في الدنيا و الآخرة

            لكن "الناس" توجهوا في عبادتهم الى غير الله من المعبودات من غير الله اشراكا وكفرا بأنعم الله عز وجل لهم وعليهم

            فجاء المثل مبينا حال الطالب والمطلوب من شان هذه العبادة المبذولة الى غير مستحقها

            فالانسان الطالب كان يفترض به العقل والطلب من المستطيع ورغم ذلك اختار الطلب من غير الله !!
            وذاك المطلوب منه والمبذوله له العبادة كان المفترض فيه الاستطاعة للنفع والقدرة على بذلها لهذا الانسان ورغم ذلك غير مستطيع !!

            فلا هذا اختار مستحقا ولا ذاك استطاع نفعا !!

            فجاء المثل مقربا للقضية وموضحا لها : بافتراض جدلي صغير جدا على مثال حقيقي ظاهر وموجود أمام أعين الجميع في نفس سياق القضية

            وهو من عدة محاور :


            1- محور الطلب : ففرض ان طلب الشيء المسلوب والمفقود ورده الى صاحبه امرا قيد البحث والدراسة

            2- محور الطالب : ففرض ان الطالب -الانسان- يريد ان يطلب من معبوداته
            تلك -من غير الله- رد ذلك الشيء المفقود والمسلوب

            3- محور المطلوب منه : ففرض اجتماعهم جميعا هم و جميع وكل معبوداتهم متعاونين ومجتمعين من اجل تحقيق التحدي وامعانا في اظهار عجزهم لهم وعند انفسهم

            4- محور السالب : ففرض ان السالب أحد اضعف خلق الله عندهم وهو الذباب ذلك المخلوق الضئيل والضعيف الذي يقدرون ربما على قتله في أحايين كثيرة كقدرة ايضا من حيث الاستطاعة ذلك الكائن الذي يراه الجميع ولا يستطيعون له صرفا او ابعادا الا بشق الانفس

            5- محور صرف الطلب : ففرض "كل" معبودات الناس التى يتوجهون لها بالعبادة والتقدير واعلاء الشأن -فتحدى الجميع بما في ذلك أنفسهم وهذا قمة اعجازية لا مجال لانكارها من احد- [ومن ذلك الاصنام ، والبقر ، والفئران والشمس ، والقمر ، بل والتكنولوجيا ، ودول العالم المتقدم ، والمال ، والعلم والنفس وكبريائها وهواها وحيلتها ووووووو ...... الخ ضع "كل" ما تحب مما ترى من معبودات أيها الانسان ]

            6- محور المطلوب : ففرض اهون شيء مطلوب وهو شيء في غاية التفاهة والضآلة بأعين الناس انفسهم وقرره في شكلين من الأشكال :
            = الأول ان يطلب منهم ان يخلقوا ذبابا [وهو مطلب طبيعي ومعقول جدا "لأي" معبود اذ يفترض فيه القدرة عليه -عند العقلاء-] (بل واتاح لهم الاجتماع لمساعدة بعضهم البعض في ذلك -تصوروا !!-)
            = والثاني انهم ايضا لن يستطيعوا ما هو أقل وأدنى من ذلك وأحقر وهو مجرد محاولة استرداد ما سلبه هذا الذباب منكم [اذا لم تقدر على السارق فعلى الأقل ربما تقدر على الشيء المسروق ذاته]

            فجاء المطلوب الأول نافيا -بـ "لن"- بصيغة الدوام
            حتى للمستقبل لكل مقومات العبادة تماما لهذه المعبودات :
            1- فلا علم بخلق الذباب
            2- ولا قدرة عليه
            3- ولا احاطه به
            4- ولا استطاعة -ولو جزئية بتعاونهم جميعا-
            5- ..... الخ مقومات واسباب العباده لكي يفيق عقلائهم لهذه الحقائق الدامغة

            وجاء المطلوب الثاني ليكتب شهادة وفاة جميع طموحاتهم واحلامهم وتوقعاتهم -حتى المستقبلية منها- مقررا ومؤكدا على دوام وبقاء هذا التحدي أبد الدهر الى ماشاء الله من بقائهم بتخفيض مستوى التحدي من الوصول لحقيقة حال السالب -الذباب- من حيث الخلق -وهو أول ما يواجهنا من الأشياء فضلا عما ورائها وما في مكنوناتها من حركة ولغة وقدرات ومواهب وووو .. الخ- ،،

            فنزل بهم في التحدي تنزل العالم بحقيقة علمه والمقتدر بقدرته على انفاذ تحديه برغم التهاون في التحدي فكان تنزله له اعجازا و لهم زياده في التحقير من شأنهم هم ومعبوداتهم على السواء وزيادة امعان في تحقير قدراتهم وامكاناتهم جميعها ،، فكان ان طلب منهم الشيء المسلوب ذاته لكي لا يقولوا لأنفسهم ولو على سبيل المزاح (ان لم نقدر على السالب لقدرنا على المسلوب)

            زيادة في التذكير لهم بأنهم انعدموا العلم والقدرة هم ومعبوداتهم على السواء في التعامل مع قضية سلب صغيرة يجري مثلها امام أعينهم بكثرة لا تحصى ولا تعد
            في هذا الكون الفسيح من مخلوقات الله وكان يفترض فيهم العقل وفي معبوداتهم القدرة فلا افلح عقل هؤلاء ولا كانت لهؤلاء قدرة لتنزل بهم وبعقولهم حسرة عدم انتفاعهم بمن ظنوا فيه النفع وبذلوا له العبادة على غير رجاء وييئسوا تماما من حتى المحاولة في سبيل ذلك ان كانوا يعقلون وللهدى والرشاد يرغبون -لعلهم يفيقون- ..
            [وحتى في اختيارها ليس صدفة :
            1- فالسلب دوما من القضايا التى هي من أهون الأمور على الانسان مع اخيه الانسان في التتبع والفحص واقربها الى استرداد المسلوب من السالب بل وللامساك بالسالب نفسه والقدرة عليه من أجل هذا الاسترداد عندهم
            2- وجود الكثرة في حدوثها امامهم ينفي تماما اي محاولة مستقبلية منهم على التحجج بندرتها في عجزهم على تحقيق التحدي]

            فهل انتهى التحدي عند ذلك ؟!!!

            لا أبدا والله ،، اذ تمر عليهم الأيام والسنين ثم يظهر لهم العلم بعجائبه وتنمو في قلوبهم أمانيهم العقيمة وحب انصرافهم الى سابق عهدهم من معبودات لا تغني ولا تنفع وكبرياء قدرتهم واستطاعتهم وامكانات استنفارهم لكل علم ومال وجهد و خلق كثير ،،

            فلم يكادوا يرفعون رؤوسهم حتى جائهم العلم مقررا حقيقة التحدي التاريخي الدائم الماثل امام اعينهم ومظهرا لاضافة اخرى تميتهم حسرة على حسراتهم مجبرة علمائهم على التواضع أمام عظمة اختيار المثل في القرآن الكريم واحاطة وشمول علم الله عز وجل فهو كلامه سبحانه وتعالى عما يصفون ،،

            فكان ان أثبت العلم ان الذباب لا يأخذ الطعام فيأكله مثلنا لكي يمكننا ان نتمكن من استنقاذه لاحقا ، لا ،،، بل هو يمتصه امتصاصا اذ يتحول من فوره الى مواد اخرى في جسم الذباب بمجرد ان تضع فمها عليه يذوب كالسكر في الماء و يضيع وينتهي حاله الاول المراد استنقاذه تماما ،، فهكذا يكون من مثله يكون يأسهم من حتى تحقيق التحدي الالهي من مستحق العبادة الحقيقي -الله عز وجل- فضلا عن ان يفكروا في انجاز ما هو أفضل وأكثر لاثبات أحقية و أولوية معبوديهم للعبادة وصرفها لهم دون غيرهم -والعياذ بالله من كل ذلك وجميعه-

            فما ظنكم الآن بالله رب العالمين ؟؟ -سبحانه وتعالى عما يصفون-

            آية في سطرين أو سطر ونصف قررت وعجّزت هؤلاء كل هذا العجز جميعا ، وهم عنه معرضين وهو عليهم حليم ورحمن رحيم قادر وعزيز حكيم ..
            شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

            سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
            حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
            ،،،
            يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
            وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
            وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
            عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
            وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




            أحمد .. مسلم

            تعليق

            • فارس الميـدان
              مشرف عام أقسام
              المذاهب الفكرية الهدامة
              ومشرف عام قناة اليوتيوب

              • 17 فبر, 2007
              • 10117
              • مسلم

              #7
              رد: الأمثال في القرآن

              للرفــــع

              متابعـــون
              الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

              تعليق

              • محب المصطفى
                مشرف عام

                • 7 يول, 2006
                • 17075
                • مسلم

                #8
                رد: الأمثال في القرآن

                المشاركة الأصلية بواسطة هشام
                للرفــــع

                متابعـــون
                العفو يا مولانا الموضوع ليكتب كل منا من بعض ما تدبره من قراءة الأمثال في القرآن الكريم لعلنا نزيد بعضنا بعضا
                من فيوضات الله وكرمه على الجميع ان شاء الله ،، فيكون لنا مجلس ذكر لعلنا نكون فيه من المؤمنين ،، يعني مثلا :
                فنزل بهم في التحدي تنزل العالم بحقيقة علمه والمقتدر بقدرته على انفاذ تحديه
                تجد انه في حقيقة الأمر لم يكن هذا اصلا تنزلا أصلا ، بل تدمير وتحقير معبوداتهم وآمالهم تجاهها تماما
                فلم يكن الا استكمال وامتداد طبيعي لذات التحدي الاول لأننا نتكلم عن من يستحق العبادة وليس أى احد
                ولهذا جمع الطلبان الأول والثاني في الآية بحرف الواو اجبارا على المعية لا اختيارا لاثبات قدرة الرب المعبود
                على تحقيقهما معا (القدرة على الخلق وتحديد الارزاق ضمنا كـ رب - القدرة على رد المظالم لأهلها كإله معبود)
                والا فعلى ماذا يستحق منا العبادة ؟؟

                فننتبه الى حقيقة مرعبة جدا نمر عليها في قراءة هذا المثل مرور الكرام لا نكاد ننتبه لها :

                ان الله سبحانه وتعالى لا ينازعه في ملكه احد من مخلوقاته مطلقا بل هو رب خالق مالك مطلق على جميع مخلوقاته

                يعني لما يكون حال الانسان مع اخيه الانسان في حال القوة العادية كالمصارعة او المبارزات اليدوية تجد مصطلحات
                مثل لمس الاكتاف وانهاء المبارزات مبكرا قبل حتى ان يتصور اى احد انتهاء المبارزة من فرط قوة المنافس أمامه ،،

                فننظر لمثل هذا المثل مرعوبين اذ كيف يتصور أحد انه يمكن لأي أحد عبادة غير الله -سبحانه وتعالى- بل وكيف كان
                حلم الله على امثالنا و صبره على معاصينا لحد التنزل الى ضرب مثل كهذا لاظهار المقارنة -ولا وجه للمقارنة اصلا-

                لم نصل فيه حتى لمنزلة المخلوق المخلص المطيع فما بالنا بمن يتطاول ويحاول صرف العبادة الى غير مستحقها
                وكيف صبر الله عليه وهو الذي ان شاء انفاذ غضبه علينا فلن يبقى بعدها على ظهر الارض بمعاصينا من شدة غضبه احد

                لهذا يزداد المؤمن ايمانا إذ يرى المثل كإشاره تحذير واضحه أمامه فيضع يده على رأسه ويقول يا رب هلكنا ان لم تعفو عنا
                وهذا حال المؤمن -ان اللبيب بالاشاره يفهم- فما بالكم بحال من لم يفهم وبقي غارقا في ضلاله وأهلك نفسه ومن تبعه ..


                فأي شرف ناله المؤمن بعبادته لله ؟!! ،، وأي خذلان ناله المشرك والكافر بمعبودات لم ولن تنفعه ؟!!
                شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                ،،،
                يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                أحمد .. مسلم

                تعليق

                • محب المصطفى
                  مشرف عام

                  • 7 يول, 2006
                  • 17075
                  • مسلم

                  #9
                  رد: الأمثال في القرآن


                  فننظر لمثل هذا المثل مرعوبين اذ كيف يتصور أحد انه يمكن لأي أحد عبادة غير الله -سبحانه وتعالى- بل وكيف كان
                  حلم الله على امثالنا و صبره على معاصينا لحد التنزل الى ضرب مثل كهذا لاظهار المقارنة -ولا وجه للمقارنة اصلا-

                  لم نصل فيه حتى لمنزلة المخلوق المخلص المطيع فما بالنا بمن يتطاول ويحاول صرف العبادة الى غير مستحقها
                  وكيف صبر الله عليه وهو الذي ان شاء انفاذ غضبه علينا فلن يبقى بعدها على ظهر الارض بمعاصينا من شدة غضبه احد
                  لهذا فمن الحكم العطائية يقول :
                  " أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته "

                  شرح الشيخ عمر عبد الكافي
                  - أهل الحكمة
                  10 - أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته




                  https://www.youtube.com/watch?v=c2Ic...6pQfFiksmVaDmq
                  شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                  سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                  حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                  ،،،
                  يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                  وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                  وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                  عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                  وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                  أحمد .. مسلم

                  تعليق

                  • قلب ينبض بحب الله
                    مشرفة عامة

                    • 24 سبت, 2010
                    • 3429
                    • طاعة الله
                    • مسلمة

                    #10
                    رد: الأمثال في القرآن

                    قال الله تعالى في سورة البقرة:

                    ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

                    في هذه الآيات مثالان يوضح الله بهما شأن المنافقين، الذين لا يجدون في أنفسهم الشجاعة ليواجهوا الحق بالإيمان الصريح، ولا يجدون في نفوسهم الجرأة ليواجهوا الحق بالإنكار الصريح، فهم يتحلون بظاهر من الدين ليكسبوا مغانمه ويتقوا مغارمه، ولكنهم يعودون في نهاية الأمر خائبين خاسرين.

                    في المثال الأول: يشبه الله تعالى حال المنافقين العجيبة الشأن بحال من استوقد نارا ليستضيء بها، ولكنها ما كادت تضيء له ما حوله حتى انطفأت، وعاد الظلام يلفه من جديد، وبقيت نفسه في حيرة وشك وضياع.

                    والآية مثل ضربه الله لمن آتاه شيئا من الهدى فأضاعه، ولم يتوصل به إلى النعيم الأبدي، وإنما بقي متحيرا ضائعا لا يجد نفسه، وهذا يدخل تحت غمومه هؤلاء المنافقون.

                    وفي المثال الثاني: يشبه الله سبحانه حالهم بحال من أصابهم مطر هاطل غزير، في ليلة مظلمة مليئة بوميض البرق وزمجرة الرعد، كلما أضاء لهم نور البرق مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم وقفوا حائرين لا يدرون أين يذهبون، وهم في هذه الحالة خائفون فزعون، إذا لمع البرق كادت أن تنخطف منه أبصارهم، وإذا قصف الرعد جعلوا أصابعهم في آذانهم من مخافته.

                    وكذلك المنافقون متلبسون في ظاهرهم بالإسلام الذي هو كصيب من السماء، ولكنهم يشعرون حقيقة بقلق واضطراب، ويتأرجحون بين لقاء المؤمنين وعودتهم للشياطين، بين ما يقولونه بألسنتهم وما تخفيه صدورهم، بين ما يطلبونه من هدى ونور، وما يفيئون إليه من ضلال وظلام، بين ما يريدونه من فوائد الإسلام وثمراته، وما يخافونه من تبعاته ووظائفه وزواجره.
                    وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
                    إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



                    تعليق

                    • محب المصطفى
                      مشرف عام

                      • 7 يول, 2006
                      • 17075
                      • مسلم

                      #11
                      رد: الأمثال في القرآن

                      جدير بالذكر أيضا ان هؤلاء المنافقون قبل التشبيه في المثل قدم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وصفا قاسيا شديد التطابق على نفوسهم ودواخلهم لا ينفك عنهم :

                      قال الله تعالى :
                      [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) ]
                      سورة البقرة

                      - فوصفهم بانهم متمسكين فقط بالقول ،، ولا يصدقونه على الحقيقه وان قالوه (اذا حدث كذب)
                      - ووصفهم بأنهم يخادعون الله والذين آمنوا -يتصورون من فرط جهلهم ان باماكنهم خداع الله مع المؤمنين الذي ينافقونهم- ،، فارتد خداعهم على انفسهم فهو حصادهم المرير (اذا اؤتمن خان)
                      - و بين حال قلوبهم المريضة ببلايا الشك والتردد وعدم التصديق -لأنهم لم يعطوا هذه الحقائق حقها من البحث والتقصي فهم ينظرون فقط تحت ارجلهم من المكاسب الدنيوية القريبة لهم فقط- والفساد والعزم على الاستمرار في ذلك التكذيب ،، فزاد الله عليهم من بلائهم من عين ما ارادوه لأنفسهم من فساد وبلاء ومرض في قلوبهم ،، وبين لهم كتحذير بانهم سيعذبون بهذا التكذيب (اذا حدث كذب)
                      - وإذا نُصحوا ليكفوا عن الإفساد في الأرض -بالكفر والمعاصي، وإفشاء أسرار المؤمنين، وموالاة الكافرين- قالوا كذبا وجدالا إنما نحن أهل الإصلاح.
                      وصفهم بظنونهم الاصلاح في الارض وهم في حقيقة الامر مفسدون كاذبون ينشرون الفتن والبلاوي بين الناس (اذا حدث كذب)(اذا اؤتمن خان)(اذا وعد اخلف)(اذا عاهد غدر)
                      - ثم بين لهم حقيقة حالهم وكاشفهم به صريحا واضحا : بل انتم مفسدون وان لم تشعروا ،، لأن القضية ليست بالكلام فقط .
                      - ووصفهم بانهم يتكبرون حتى على الحق والنصح ويستهزؤون بالنصيحة : "أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ" ، فنسمع من يقول على الدين تراث ومن يقول على متدينين انهم نسبه الى شيخ محدد او من يقول عنهم انهم سلفيين بمعنى انهم افكارهم قد عفا عليها الزمان !! وووو الخ ،، و يتطاولون على من يتبع الحق فوق ذلك ويقولون سفهاء ، وايمان اعمى وووووو الخ ،، فعاد عليهم التأكيد برد سفاهاتهم عليهم بأنهم هم السفهاء على الحقيقة حتى وان لم يكونوا علموا ،، وفي هذا ربط أيضا على قلوب متبعي الحق بعدم الالتفات الى المثبطين والمنافقين والفساق واهل الاهواء وايا كان ممن يريد الشذوذ عن الحق او الميل عنه ، بل مطالبة بالثبات على الحق الراسخ لكي لا تزل اقدامهم من بعد ايمانهم كما زلت اقدام هؤلاء المنافقين دون حتى ان يشعروا .
                      - ووصفهم ايضا بأنهم يوالون الطرفين اهل الحق واهل الباطل و يوادون اهل الباطل بل ويسخرون ايضا من المؤمنين ومظهرين حقيقة دواخلهم الخبيثة اخيرا مع اشباههم الشياطين والمجرمين ، تلك الدواخل المقيته المريضة والعفنة والتى لا يجرؤون على اظهارها امام المؤمنين من اهل الحق خشية نزول العقوبة الدنيوية بهم ، والحجج عندهم كثيرة طبعا ،، (اذا اؤتمن خان)(اذا وعد اخلف)(اذا عاهد غدر)
                      - لهذا بين الله ارتداد مكرهم عليهم لا محالة عاجلا أو آجلا ، فههذ اعمالهم قد سلطها الله عليهم حتى ياخذهم بها لاحقا ويحاسبهم عليها عاجلا او آجلا
                      - بل شدد على ان تجارتهم الخبيثة تلك -بشراء الضلالة والكفر والاستهزاء بالمؤمنين وبيع الهدى والصلاح والفلاح- لن تجني لهم اى حصاد من الهداية او الفلاح ابدا


                      فنجد بالنهاية ان غالب صفات المنافقين تدور حول الصفات التى حددتها لنا الاحاديث النبوية الشريفة :
                      (اذا حدث كذب)(اذا اؤتمن خان)(اذا وعد اخلف)(اذا عاهد غدر)

                      فاللهم نعوذ بك من النفاق واهله أو ان نكون من اهله والعياذ بالله ..

                      ثم يأتينا المثل القرآني لاحقا لكل ذلك شارحا ومقربا وموضحا لحقيقة كل ذلك في تشبيه جامع شامل :

                      قال الله تعالى :
                      [مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) ]

                      - اناس طلبوا الهداية بأسبابها الحقة والصحيحة في البداية (استوقد نارا) فلما لاحت لهم (أضائت ما حوله) اذا هم يتعامون عنها برغم ابصارهم ويتجاهلونها ولا يحرصون على تنميتها وحفظها فـ (ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون)

                      - ثم جاء الشرح والايضاح لحال التطابق مع هؤلاء المنافقين :
                      (صم) صرفوا أسماعهم عن سماع الحق !!
                      (بكم) سكتوا عن طلب أسباب الهداية !!
                      (عمي) تعاموا عن رؤية الهدى والحق الذي طلبوه بانفسهم !!
                      (فهم لا يرجعون) الاصرار على رفض الحق والتعامي عنه بعد رؤيته !!

                      فأنى لهم الهداية او القدرة حتى على اشعال النار من بعد وهم على حالهم المريرة التى قيدوا واوقعوا فيها انفسهم تلك ؟!!!
                      لأن نارهم قد انطفئت فلم يسمعوا لها حسا ولا يشعرون لها دفئا ولا يرون لها ضوئا فأنى ينتفعون ؟!!

                      == ثم ضرب الله لهم مثالا آخر لنفس القضية ==

                      - اناس يأتيهم صيب ومطر من السماء من فوقهم ،، يأتيهم الخير العميم من حولهم آمنين مطمئنين
                      - فجائتهم ظلمات الفتن تظلم ما حولها ومن هم فيها
                      وفيها رعد وصوت عظيم عند تلاطم واحتكاك وتعارك الفتن بالاهواء وما في ذلك من اخطار محدقة بالناس
                      وكذلك ضوء الصواعق الشديد الانارة للحق وسط كل هذه الاهوال سابقا ومحذرا منها قبل ان يصل صوتها
                      ومنير للطريق الحقيق لتجنبها والابتعاد عن هذه الظلمات والنجاة بالنفس من كل تلك الشرور

                      فكيف يفعلون ؟؟

                      فكيف حال المنافقين في أحلك المواقف وعند مواقف الابتلاءات والتمحيص للمؤمنين الصابرين الثابتين ؟؟

                      - سمعوا صوت الحق فوضعوا اصابعهم في آذانهم من شدة حبهم لأنفسهم وخوفهم عليها وخشيتهم من الموت
                      (فتجاهلوا وجود الاخطار وكانها لم تكن)
                      - ورأوا البرق فكاد يصيبهم العمى من شدة اضائته وانارته ووضوحه فمشوا فيه وتحاشوا النظر اليه
                      (اتبعوا الحق فيما ينفعهم ودنياهم فحسب دون الانتفاع الحقيق به بالابتعاد عن الظلمات نفسها)
                      - لو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ،،
                      فلا يحذرون الموت او ينتبهون لخطره المحدق بهم ، ولا ينتفعون بضوء الهداية للطريق ،،
                      فيظلون على غير هدى في تلك الظلمات تتخطفهم الفتن وتجتالهم الشياطين ،
                      بل وينتقي منهم الموت ما شاء بالخوف او بصواعق الحق ان طالت رؤسهم خلال تلك المحن ،

                      مثل دقيق شديد التطابق مع احوالهم يضعهم مع المؤمنين في نفس الاختبار والابتلاء هذا يسعى لينجوا بنفسه ،،
                      وهذا يضيع وقته في امراض قلبه وخوفه وعماه وما يمر به من ظلمات ولا يحاول النجاة او رؤية وطلب أسبابها بحق !!

                      فكيف تكون له النجاة من بعد ؟!!



                      هذا والله اعلم و الله المستعان ..
                      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                      ،،،
                      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                      أحمد .. مسلم

                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 14 أكت, 2024, 04:59 ص
                      ردود 0
                      29 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة الفقير لله 3
                      بواسطة الفقير لله 3
                      ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 3 أكت, 2024, 11:34 م
                      رد 1
                      19 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة الفقير لله 3
                      بواسطة الفقير لله 3
                      ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 02:37 م
                      رد 1
                      26 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة الفقير لله 3
                      بواسطة الفقير لله 3
                      ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 12:04 م
                      ردود 0
                      19 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة الفقير لله 3
                      بواسطة الفقير لله 3
                      ابتدأ بواسطة مُسلِمَة, 5 يون, 2024, 04:11 ص
                      ردود 0
                      63 مشاهدات
                      0 ردود الفعل
                      آخر مشاركة مُسلِمَة
                      بواسطة مُسلِمَة
                      يعمل...