كفى بالموت واعظاً
أرجو أن تتأمل مقطع الفيلم المرفق وهو لمذيعة تلقى حتفها أثناء إلقائها لنشرة الأخبار، حاول أن تبطئ حركة الصورة لترى كيف أن المذيعة بعد ابتسامة رقيقة شهقت شهقة الموت. ولسوف ترى كيف أن بصرها قد شَخُصْ، فلقد كشف الله عنها الغطاء فبصرها حديد.
ثم سقطت على الأرض...كل هذا في أقل من لحظة...فسبحان الله العلى العظيم..
فيا إخوتي أعضاء المنتدى الكرام مسيحيين كنتم أم مسلمين..
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا..
وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم..
واعلموا أن العبد بين مخافتين..
بين أجل قد مضى لا يدري ما الله قاض فيه.. وبين آجل قد بقى لا يدري ما الله صانع به..
فليأخذ العبد من نفسه لنفسه.. ومن الشبيبة للكبر.. .. ومن دنياه لآخرته..
فوالدي نفس محمد بيده..ما بعد الموت من مُستعتبٍ..
وليس بعد الدنيا من دار... إلا الجنة أو النار..
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)
[الحشر: ١٨ - ١٩]
أخي المسلم...أخي الكتابي
إن الموت سهم قد أطلق عليك يوم مولدك وهو مصيبك، وحتما سوف يصيبك..
في أي مكان..وعلى أي حال..
ولن يخطئك أبدأ..
فماذا أعددت لما بعد الوفاة..
(( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)
[الزمر: ٥٤ - ٥٨]
همسة في أذن كل مسيحي..
(( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ))
[النساء: ١٥٩]
فها هي ذي الفرصة أمامك.. بلا جدال ولا نقاش..
فلقد امتدح الله تعالى فئة من أهل الكتاب بأنهم سيؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن تفاجئهم المنية .. وأنه عليه الصلاة السلام سوف يكون لهم شفيعاً عند ربه..
كما أنه سبحانه وتعالى قد امتدح فئة من القساوسة والرهبان بقوله تعالى:
(( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ [المائدة: ٨٢]
وذكر الله تعالى صفات هؤلاء القسيسين والرهبان بقوله تعالى: وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: ٨٣ - ٨٥]
فيا أخي الكتابي
لا تضيع أيامك، فإنها رأس مالك، فإنك ما دمت قادراً على رأس مالك قدرت على الربح، وإن بضاعة الآخرة كاسدة في يومك هذا، فاجتهد حتى تجمع بضاعة الآخرة في وقت الكساد، فإنه يجئ يوم تصير هذه البضاعة فيه عزيزة، فاستكثر منها في يوم الكساد ليوم العز، فإنك لا تقدر على طلبها في ذلك اليوم.
(( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)
[المؤمنون: ٩٩ – ١٠١]
يا أخي الكتابي..
أوصيك وأوصي نفسي وكل عضو في المنتدى بما بدأت به حديثي معكم ولا بأس من إعادته مرة أخرى:
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا..
وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم..
واعلموا أن العبد بين مخافتين..
بين أجل قد مضى لا يدري ما الله قاض فيه..
وبين آجل قد بقى لا يدري ما الله صانع به..
فليأخذ العبد من نفسه لنفسه.. ومن الشبيبة للكبر.. .. ومن دنياه لآخرته..
فوالدي نفس محمد بيده..ما بعد الموت من مُستعتبٍ..
وليس بعد الدنيا من دار... إلا الجنة أو النار..
(( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ
[آل عمران: ٣٠]
اللهم إني أسألك حسن الختام يا رب العالمين
تعليق