تلاميذ يسوع
هل كانوا على علم بأن ابن الإنسان سوف يصلب ويقوم بعد ثلاثة أيام؟
يصرح العهد الجديد في كثير من المواضع بأن يسوع ( ابن الإنسان ) كان دائما يذكر تلاميذه ويقول لهم أن ابن الإنسان سوف يصلب ويقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام ولنترككم مع الشواهد :-
أولا إنجيل مرقص :-
يقول كاتب إنجيل مرقص في الإصحاح الثامن ما يلي :-
وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل، وبعد ثلاثة أيام يقوم. 31 وقال القول علانية. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره 32 ( إنجيل مرقص 8/31-32 )
لاحظوا في هذا النص أن بطرس كان من ضمن الذين سمعوا هذا الكلام من المسيح .
يؤكد كاتب إنجيل مرقص هذا الأمر مرتين في الإصحاح التاسع فيقول :-
وفيما هم نازلون من الجبل، أوصاهم أن لا يحدثوا أحدا بما أبصروا، إلا متى قام ابن الإنسان من الأموات. 9 ( إنجيل مرقص 9 /9 )
وخرجوا من هناك واجتازوا الجليل، ولم يرد أن يعلم أحد، 30 لأنه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه. وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث. 31 ( إنجيل مرقص 9/ 30-31 )
ثانيا إنجيل متى :-
أيضا يؤكد كاتب إنجيل متى على أن المسيح كان يذكر تلاميذه بأنه سوف يصلب ويقوم من الأموات في اليوم الثالث فيقول في الإصحاح السابع عشر :-
وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلا: لا تعلموا أحدا بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات9 ( إنجيل متى 17 /9 )
وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع: ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس 22 فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم. فحزنوا جدا.23 ( إنجيل متى 17 / 22-23 )
لاحظوا معي أنهم حزنوا لأن المسيح أخبرهم بذلك فقد فهموا ما يقصده المسيح جيدا .
ثالثا إنجيل لوقا :-
أيضا يؤكد كاتب إنجيل لوقا هذا الأمر فيقول في الإصحاح التاسع ما يلي :-
فقال لهم: وأنتم ، من تقولون إني أنا؟ فأجاب بطرس وقال : مسيح الله!. 20 فانتهرهم وأوصى أن لا يقولوا ذلك لأحد،21 قائلا: إنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيرا ، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ، ويقتل ، وفي اليوم الثالث يقوم.22 ( إنجيل لوقا 9 /22 )
ثم يقول مرة أخرى في الإصحاح الثامن عشر ما يلي :-
وأخذ الاثني عشر وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم ، وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان 31 لأنه يسلم إلى الأمم ويستهزأ به ، ويشتم ويتفل عليه،32 ويجلدونه ، ويقتلونه ، وفي اليوم الثالث يقوم. 33 ( إنجيل لوقا 18 / 31-33 )
ويؤكد مرة أخرى على لسان المسيح بعد قيامته حين قال لمريم المجدلية أنه قد ذكر ذلك في الجليل :-
ثم في أول الأسبوع ، أول الفجر ، أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ، ومعهن أناس.1 فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر2 فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع.3 وفيما هن محتارات في ذلك ، إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة.4 وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض ، قالا لهن: لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟5 ليس هو ههنا ، لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل6 قائلا: إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ، ويصلب ، وفي اليوم الثالث يقوم.7 فتذكرن كلامه،8 (إنجيل لوقا 24 /1-8 )
وهكذا نجد أن كتبة الأناجيل الثلاثة مرقص ومتى ولوقا قد اتفقوا جميعا على أن المسيح قد ذكر للتلاميذ أن ابن الإنسان سوف يصلب ويقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام .
إلا أننا وجدنا مفارقة غريبة وهي أن كاتب إنجيل يوحنا لم يشير إلى هذا الأمر إطلاقا في إنجيله بل على العكس من هذه الروايات التى أوردها كلا من مرقص ومتى ولوقا ذكر يوحنا أن التلاميذ لم يكونوا على علم بأن المسيح سوف يصلب ويقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام ولنترككم مع الشواهد :-
فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر.3 وكان الاثنان يركضان معا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولا إلى القبر،4 وانحنى فنظر الأكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل.5 ثم جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة،6 والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا مع الأكفان، بل ملفوفا في موضع وحده.7 فحينئذ دخل أيضا التلميذ الآخر الذي جاء أولا إلى القبر، ورأى فآمن،8 لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. 9 فمضى التلميذان أيضا إلى موضعهما.10 ( إنجيل يوحنا 20 /1-10 )
وهكذا نرى أن بطرس والتلميذ الذي كان معه لم يكونا يعلما أن المسيح سوف يقوم من الأموات .... لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. 9
وهذا تناقض واضح ولا ريب إذ أن بطرس كان من الذين سمعوا كلام يسوع حين أخبرهم بأنه سوف يصلب ويقوم من الأموات بعد ثلاثة أيام كما صرح كاتب إنجيل مرقص بذلك :-
وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل، وبعد ثلاثة أيام يقوم. 31 وقال القول علانية. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره 32 ( إنجيل مرقص 8/31-32 )
وهذا التناقض ولا ريب يظهر لنا مدى تخبط كتبة الأناجيل في الروايات التي كانوا يكتبونها وهذا يؤدي حتما إلى أن قصة القيامة قصة مختلقة بواسطة الكتبة بدليل التناقض الواضح بين الروايات .
فهل هناك نصراني ( مملوء من الروح القدس ) يفسر لنا هذا التناقض .
وبالله التوفيق .
تعليق