هل نختلف في توصيف حالة ايران وسياستها وهويتها ، هل هي شيعية تستخدم القومية الفارسية لمصلحتها ، أم هي فارسية تستخدم التشيع غطاء لأهدافها ؟ هل نختلف والواقع يقول إنها دولة تتبنى فكراً معيناً وعقيدة معينة ، وتدفع المليارات لنشر التشيع في العالم ، والمقصود العالم السني ، وأذرعها في المنطقة العربية قائمة على التشيع ، ولاشك أن الفرس قديماً وحديثاً الذين غصوا بالفتح الإسلامي وانهيار الامبراطورية الفارسية ، هؤلاء يكنون الحقد والكره للعرب الذين قادوا هذا الفتح ، وما نشأت الشعوبية في العصر العباسي إلا نتيجة لهذا الحقد ، والمسلمون ليس عندهم تعصب لجنس معين فالميزان هو الدين والتقوى ، والفرس من أوائل من دخل في الإسلام من الأعاجم في فتوحات الشرق ، وكان منهم علماء بارزون ، ولكن الذين شرقوا بالفتح الإسلامي قاموا بعمل مضاد مثل إنشاء الجمعيات السرية الباطنية ، وسلالة هؤلاء اليوم لاشك أنهم يحقدون على السنة ويحتقرون العرب ، وعندهم النعرة الفوقية والتغني بأمجاد الفرس قبل الإسلام ، وإحياء تقاليدهم ( عيد النيروز وملحمة الشاهنامة )
إن الذين يقولون أن المشروع الايراني هو مشروع فارسي بغطاء شيعي ، ربما يتهربون من وضع العقائد والتوجه الشيعي في مركزية الحدث ، وحتى لا توسم الأحداث بالمنحى الطائفي ، إن مثل هؤلاء كمثل الذين يقولون إن الحروب الصليبية كانت لأهداف اقتصادية وأن هذه الموجات الإفرنجية كانت تتطلع إلى خيرات المنطقة الإسلامية وخاصة بلاد الشام ففيها ( العسل واللبن ) وهكذا يريدون إبعاد عنصر الدين في هذه الأحداث ،مع أن الذي حرك الشعوب الأوروبية للانخراط في هذه الحروب هي الكنيسة والناسك بطرس ، وكان التحريض أن المسلمين لايؤمنون بوجود الله بل يعبدون محمداً ، وهذا لا يعني عدم وجود اهداف أخرى كأطماع فردية .
وهكذا يستمر التهرب ويقال عن كل تصرف أمريكي سياسي أن هدفه المصالح : البترول ، الموقع السياسي ، ولا يدخلون في التحليل السياسي أوالمعادلة التوجه الديني لدى المحافظين الجدد مثلا ومن يؤيدهم ( كان الرئيس نيكسون يقيم قداساً في البيت الأبيض وكذلك بوش الابن ) .
إن من رؤوس الحكم في طهران الشيعي العربي والشيعي الأذري ( خامنئي من العنصر الأذري ) وإن كان العنصر الفارسي هو الغالب ، والذين يقتلون وينهبون أموال أهل السنة في العراق هم من الشيعة العرب .
إن امتزاج الدين بالقومية موجود في بلاد فارس حتى في الحقبة الساسانية قبل الفتح الإسلامي ، كانت الزرادشتية هي دينهم الوحيد ، وكانت الطبقة السياسية والدينية متحدتان تماماً حول الزرادشتية ( قومية دينية ) وهي الآن كذلك امتزاج حميم بالتشيع ، والقومية وحدها لا تستطيع أن تقدم هذا النفس وهذا الزخم لايران في محاولاتها للتمدد والتوسع على حساب أهل السنة ، ولولا التوجه الشيعي لا تستطيع ايران أن يكون لها هذه الأذرع والتي من خلالها تفرض شروطها وتفاوض الغرب .
هل استطاعت القومية الطورانية ( الاعتزاز بالعرق التركي والتمحور حوله ) أن تقدم شيئاً مهماً للجنس التركي في العالم ، وهل استمالت القوميات التركية الأخرى ، وهل استطاعت القومية العربية التي كانت شعاراً لكثير من الأحزاب والدول أن تقدم نهضة للشعوب التي بقيت عشرات السنين تسمع وتنتظر ولم تر طحناً .
قد يقال أن السياسة في ايران تتغلب أحياناً على التوجه الديني ، وهذا صحيح فالبراغماتية المفتوحة جداً والتي شرعها وأسس لها الملالي وعلى رأسهم الخميني تساعد على ذلك ، وتقدم المصالح على ما يعتقدون ، ولكن كل مؤسساتهم من مجلس الشورى ومجلس تشخيص النظام ومجلس الخبراء يجمعهم إطار واحد هو الشيعة ونشر التشيع .
إن الذين يقولون أن المشروع الايراني هو مشروع فارسي بغطاء شيعي ، ربما يتهربون من وضع العقائد والتوجه الشيعي في مركزية الحدث ، وحتى لا توسم الأحداث بالمنحى الطائفي ، إن مثل هؤلاء كمثل الذين يقولون إن الحروب الصليبية كانت لأهداف اقتصادية وأن هذه الموجات الإفرنجية كانت تتطلع إلى خيرات المنطقة الإسلامية وخاصة بلاد الشام ففيها ( العسل واللبن ) وهكذا يريدون إبعاد عنصر الدين في هذه الأحداث ،مع أن الذي حرك الشعوب الأوروبية للانخراط في هذه الحروب هي الكنيسة والناسك بطرس ، وكان التحريض أن المسلمين لايؤمنون بوجود الله بل يعبدون محمداً ، وهذا لا يعني عدم وجود اهداف أخرى كأطماع فردية .
وهكذا يستمر التهرب ويقال عن كل تصرف أمريكي سياسي أن هدفه المصالح : البترول ، الموقع السياسي ، ولا يدخلون في التحليل السياسي أوالمعادلة التوجه الديني لدى المحافظين الجدد مثلا ومن يؤيدهم ( كان الرئيس نيكسون يقيم قداساً في البيت الأبيض وكذلك بوش الابن ) .
إن من رؤوس الحكم في طهران الشيعي العربي والشيعي الأذري ( خامنئي من العنصر الأذري ) وإن كان العنصر الفارسي هو الغالب ، والذين يقتلون وينهبون أموال أهل السنة في العراق هم من الشيعة العرب .
إن امتزاج الدين بالقومية موجود في بلاد فارس حتى في الحقبة الساسانية قبل الفتح الإسلامي ، كانت الزرادشتية هي دينهم الوحيد ، وكانت الطبقة السياسية والدينية متحدتان تماماً حول الزرادشتية ( قومية دينية ) وهي الآن كذلك امتزاج حميم بالتشيع ، والقومية وحدها لا تستطيع أن تقدم هذا النفس وهذا الزخم لايران في محاولاتها للتمدد والتوسع على حساب أهل السنة ، ولولا التوجه الشيعي لا تستطيع ايران أن يكون لها هذه الأذرع والتي من خلالها تفرض شروطها وتفاوض الغرب .
هل استطاعت القومية الطورانية ( الاعتزاز بالعرق التركي والتمحور حوله ) أن تقدم شيئاً مهماً للجنس التركي في العالم ، وهل استمالت القوميات التركية الأخرى ، وهل استطاعت القومية العربية التي كانت شعاراً لكثير من الأحزاب والدول أن تقدم نهضة للشعوب التي بقيت عشرات السنين تسمع وتنتظر ولم تر طحناً .
قد يقال أن السياسة في ايران تتغلب أحياناً على التوجه الديني ، وهذا صحيح فالبراغماتية المفتوحة جداً والتي شرعها وأسس لها الملالي وعلى رأسهم الخميني تساعد على ذلك ، وتقدم المصالح على ما يعتقدون ، ولكن كل مؤسساتهم من مجلس الشورى ومجلس تشخيص النظام ومجلس الخبراء يجمعهم إطار واحد هو الشيعة ونشر التشيع .