أخي سيف الكلمة .. بل أستاذي سيف الكلمة ..

يبدو أن مواضيعك قد استحوذت على قدر كبير من اهتماماتي ، و فتحت عندي آفاق كثيرة و منابر حق كانت مغيبة عن ذهني و وعيي ..
الناس في سوريا ، و فقاً لما تفرضه علينا المناهج التعليمية منذ المرحلة الابتدائية و حتى نهاية المرحلة الثانوية، يتجرعون هذه الأفكار و الدعوات الوطنية و القومية و الاشتراكية.. و لم أر ممن حولي من يملك وعياً فكرياً و عقائدياً كالذي أراه يشع من كتاباتك و مواضيعك سواء أكانت منقولة أم بنات أفكارك.

لذلك ، فإني أتقدم إليك بالشكر الخاص، و خاصة أنني قد وصلت إلى مرحلة أربي فيها أبناءً لا نعلم الظروف الفكرية أو السياسية التي ستجرعون منها أفكارهم ..
و أزيدك في الشعر بيتاً، و أقول أن عامة السوريين قد تعرضوا لعملية غسيل مخ قاسية على مدار الـ30 سنة الفائتة أو يزيد ، أخرجتهم من بوتقة الفكر إلى التقليد ، و السمع و الطاعة لما يقال لهم سواء أكان حقاً أم ضلالة. فكثيراً ما كنا في ريعان شبابنا (و لازلنا في مرحلة الشباب و الحمد لله) ننادي بفكرة القومية و نحارب رموزاً و أسماء وضعها لنا البعثيون كوحوش أسطورية تكاد تفتك بنا ، كالرأسمالية و الليبرالية و الرجعية و غيرها من المسميات التي لا نكاد نفهم لها قولاً ، و نكررها على ألسنتنا دونما وعي لما نقول...
و الأكثر غرابة هو الشعار الذي كنا نردده كل يوم صباحاً و الذي كان يثقل على لساني ترديده لما فيه من التناقض الكبير:
عهدنا: أن نتصدى للإمبريالية و الصهيونية و الرجعية، و أن نسحق أداتها المجرمة : عصابة الإخوان المسلمين العميلة.

و لا حول ولا قوة إلا بالله

الأخوة فى الله خير وأبقى وقد تعلمت منك ومن الإخوة هنا الكثير مما ينقصنى
فالحق أنه يكمل كل منا الآخر ويسد نقصه
فنادنى بأخى هى أحب إلى مما سواها

هو الغزو الفكرى الذى يخططون له لإبعاد العقيدة من القلوب
فإذا تساوينا معهم فى البعد عن منهج الله كانت لهم الغلبة
ومن كان مؤيدا من الله رجحت كفته بغض النظر عن موازين القوى
هو الصراع بين الحق والباطل وقد علموا أن قوة المسلمين كانت فى إيمانهم بفكرة الجهاد وبتمسكهم بمنهج الله فدخلوا إلينا من اليمين وانحرفوا بنا عن جادة الصواب

ليس فى سوريا وحدها
فالعالم كله تحكمه فئة دنيوية لا دينية تحارب العقيدة الحق الإسلام لصالح الحضارة الغربية ضد صالح الحضارة الإسلامية التى أهلكت إمبراطوريتين وأقضت مضاجع إمبراطوريات أخرى لأكثر من 1200 سنة
نجح المكر فى أيديهم فحالت القوميات المحلية بين الوحدة الشاملة لهذه الأمة
وبالقوميات المحلية ضربوا الخلافة الإسلامية فى مقتل وتمكنوا من إخضاع الأجزاء جزءا بعد جزء
وبالمذاهب السياسية التى وردوها لمجتمعاتنا همشوا منهج الله فتناحر المسلمون وانقسموا بين الشرق والغرب وبين أنفسهم بعضها بعضا فقتلونا بأيدينا وبمذاهبهم المخالفة لمنهج الله
وتأمل معى أهم ما فى التجربة المستوردة لقيادة الأمم كبديل لمنهج الله على أرض الواقع :

الديموقراطية :
حكم الشعب بالشعب أو بممثليه
فماذا عن حكم الله هنا ؟
قال الشعب كلمته فى إقرار قانون يسمح باللواط كما فى بعض الولايات الأمريكية وبعض الدول
فهل هذا منهج يصلح لإدارة المجتمعات المسلمة ؟
حكم الشعب يقولون :
فهل هناك مجتمع إسلامى تجرى فيه انتخابات حقيقية ؟
لو فعلوا ذلك لعاد المسلمون إلى الحكم وهم لا يسمحون بذلك فمعناه زوال النموذج الغربى للحكم
فهى ديموقراطيات زائفة وأكذوبة كبرى وتزوير منظم

الشيوعيية والإشتراكية والليبرالية والقومية والحداثة وغيرها من المفاهيم كذلك
العبرة بالنتائج
وهنا بعض الموضوعات المفيدة فى هذا القسم والشبكة مليئة بالمواقع الجادة
فلن تعود هذه الأمة للقيام إلا بنبذ دعاوى الجاهلية سيئة السمعة والعودة لمنهج الله
وهذا المنهج هو موضع الغزو الفكرى لعقول وقلوب المسلمين
والعلاج بالعودة إلى الله وإلى منهج الله فى قيادة المجتمعات
ولا يتم ذلك بدون كشف الزيف فى الدعاوى الفاسدة فهى خطوة هامة

السلام عليكم

الأسباب الحقيقية وراء الدعوة القومية
1- السبب الرئيسي: هو محاولة الغرب استبعاد الاسلام كرابطة وحيدة واحلال رابطة جديدة مكانه. بعد فشل الغرب في الحروب الصليبية فاراد أن يستعمل اسلوب الفكر واللسان بدل السنان. وذلك ليسهل للغرب تثبيت أقدامه في بلادنا. خاصة بعد حملة نابليون على مصر.
2 - طموح محمد علي باشا وابراهيم باشا إلى عمل امبراطورية قومية عربية.
3 - التخلص من تركيا المسلمة والقضاء عليه حتى يرث الغرب ممتلكاتها .
4 - محاولة النصارى التخلص من تركيا لأنها كانت تطبق عليهم الجزية وبعض الواجبات الاستثنائيه التي تقابل عند المسلمين دفع الزكاة والقيام بالجندية لحماية الدولة الاسلامية.
وطمعا من المسيحيين أن يقودوا المجتمعات التي يعيشون فيها ويوجهوا دفتها ويصبحوا سادتها وعلية أقوامها

من هذا ندرك:-
1 - أن بداية العمل القومي المنظم كان في بلاد الشام عن طريق النصارى.
2 - أن هؤلاء النصارى من تلاميذ البستاني واليازجي أو من محبيهم وكانوا ثمرة جهود البعثة الأمريكية.
3 - ان من بين المؤسسين ابراهيم اليازجي صاحب شعار الجمعية.
لنطلبن بحد السيف مأربنا فلن يخيب لنا في جنبه إرب
وكذلك كان فارس نمر باشا(نصراني لبناني) وصهره شاهين مكار يوس من مؤسسيها. وهؤلاء الثلاثة من كبار الماسونيين المعروفين.
فالأيادي الماسونية - اليهودية - هي التي تبنت فكرة القومية العربية وهي نفس الأيادي التي كانت تحرك في الوقت ذاته القومية الطورانية التي يتبناها يهود الدونمة في سالونيك وتعقد اجتماعاتهم في بيوت اليهود الايطاليين
(وان الذي أوحى بفكرة تأسيس جمعية بيروت السرية هو رجل يسمى الياس حبالي من بلدة ذوق مكايل وكان استاذا للغة الفرنسية يدرسها في الجامعة الأمريكية لطلاب صف فيهم اليازجي ويعقوب صروف وشاهين مكاريوس وكان الأستاذ معجبا بالثورة الفرنسية) (1).[الشعوبية الجديدة لمحمد مصطفى رمضان ص156 نقلا عن كتاب المجتمع العربي كلية الأداب جامعة بيروت].
وقد كان يشك أن مدحت باشا- زعيم الماسونية وكان يكنى بأبي الأحرار - وراء تشكيل الجمعية، فقد جاء في برقية أرسلها القنصل البريطاني في حزيران 1880 (ظهرت في بيروت منشورات تحض على الثورة يشك في أن مدحت هومنشئها)(2) [مكتب السلجالات العامة وزارة الخارجية (f.o) رقم 195: 1306 يقظة العرب ص153]. وكان مدحت أنذاك واليا على الشام.
ولكن حزم السلطان عبدالحميد ومتابعته للجمعية ومنشوراتها جمد نشاطها وكان آهم منشورات الجمعية هو المنشور الثالث الذي صدر في 31 ديسمبر 1880 وحدد مطالبهم بأربع نقاط (3) [يقظة العرب ص155].
1 - منح سوريا مع لبنان الاستقلال.
2 - الاعتراف بالعربية لغة رسمية.
3- رفع الرقابة عن حرية التعليم .
4 - عدم إرسال أبناء العرب للحرب مع الاتراك خارج بلادهم.

بكل صراحة موضوعا رائعا متكاملا بارك الله فيك استاذنا سيف الكلمة و رحم الله الشيخ الجليل الشهيد/عبدالله عزام و تكمن اهمية ذلك الموضوع ان القومية فكرة مبتدعة فهى من ناحية الزام ما لا يلزم لان الله تعالى قال{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فاهدافها و ضعها الاسلام ابتدا بشكل اكبر و فى مجال ارحب و من ناحية اخرى تحد من عالمية الاسلام و تفرق بين مجتمعاته تحت مسمى قومية كل شعب
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}