حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
ابن قيم الجوزية
وقد جعل الله سبحانه السحاب وما يمطره سببًا للرحمة والحياة في هذه الدار ، ويجعله سببًا لحياة الخلق في قبورهم ، حيث يمطر على الأرض أربعين صباحًا مطرًا متداركًا من تحت العرش ، فينبتون تحت الأرض كنبات الزرع ، ويبعثون يوم القيامة والسماء تطش عليهم، وكأنه - والله أعلم - أثر ذلك المطر العظيم كما يكون في الدنيا ، ويثير لهم سحابًا في الجنة يمطرهم ماشاؤوا من طيب وغيره ، وكذلك أهل النار ينشىء لهم سحابًا يمطر عليهم عذابًا إلى عذابهم؛ كما أنشأ لقوم هود وقوم شعيب سحابًا أمطرهم عذابًا أهلكهم ، فهو سبحانه ينشئه للرحمة والعذاب .
تعليق