الحديث الأول : عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى رواه البخاري ومسلم .
وهذا الحديث صحيح وهو من أقوى الأدلة عندهم لاستباحة دم الناس وقتالهم ويذهب البعض إلى القول بعدم صحة الحديث وهذا خطأ فادح فالحديث لا شك مطلقا في صحته
أما فهم الحديث بان المسلم عليه أن يقاتل الناس جميعا ليكرههم على الإسلام فهو فهم خاطئ لان هذا الفهم جاء من لفظ العموم الموجود بالحديث وهو لفظ ( الناس ) ففهموا أن المقصود قتال الناس جميعا حتى يؤمنوا لان ناس اسم جنس معرف ب الألف واللام فيفيد العموم
والرد على هذا الفهم من ثلاثة طرق :
1- ولو فهمنا ما يفيده لفظ العموم عند أهل الأصول لزال اللبس فلفظ العموم انقسم فيه أهل الأصول إلى فريقين :
- الفريق الأول : على ( الشافعي ومن وافقه ) قالوا أن لفظ العموم يفيد الظن في الاستغراق وببساطة معنى الاستغراق أي أن يشمل الحكم جميع أفراد الجنس ولا يفيد القطع مطلقا
وعلى هذا القول يكون لفظ العموم دليل ظني وليس قطعي ( فهل يعقل أن يقتل الناس بدليل ظني وتستباح الأعراض والأموال بدليل ظني )
- الفريق الثاني : ( الأحناف ومن تابعهم ) قالوا أن لفظ العموم يفيد القطع إلا بقرينة صارفة فإن وجدت قرينة صارفة لبعض الأفراد صار الدليل ظني في الاستغراق لباقي الأفراد ولو طبقنا قاعدة الأحناف على هذا الحديث لوجدنا أن كلمة اقتال الناس لا تفيد جميع الناس لان الناس منهم المؤمن والكافر فخرج المؤمن من الحكم بقرينة صارفة لذا صار الدليل ظني على قول الأحناف فيمن بقي من أفراده (فهل يعقل أن يقتل الناس بدليل ظني وتستباح الأعراض والأموال بدليل ظني )
2- يقول ربنا تعالى في محكم الآيات ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ )
هذه الآيات المحكمات تخصص الحديث ومشهور عند أهل الأصول أن العام يحمل على المخصص والمطلق يحمل على المقيد وهي قاعدة مشهورة وتوضح الآيات أن القتال يكون للمعتدين الذين يقاتلوا المسلمين لا لعموم الناس فإن انتهوا عن ما يفعلون من اعتداء وظلم وقتال للمسلمين فلا عدوان إلا على الظالمين فخصصت الآية القتال والعدوان على هؤلاء دون غيرهم فخصصت عموم الحديث
3- هناك أمثلة كثيرة أطلق فيها لفظ العموم ( الناس ) ولم يقصد بها جميع الناس ( ما يسمى بالاستغراق ) ما يطلق عليه أهل الأصول لفظ عام يراد به الخصوص ومن أمثلتها
- قوله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )
بالتأكيد لا يقصد بالناس هنا غير المسلمين من الكفرة والمشركين وغيرهم رغم ان لفظ الناس شملهم فهم من الناس لكنهم غير مخاطبين بالحج
- وقوله تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
هنا ليس المقصود أن من قال لهم هم جميع الناس حتى اللفظة التالية في قولة( إن الناس قد جمعوا لكم ) فالمقصود هم المشركون دون غيرهم رغم أن اللفظ شمل جميع الناس
- وقوله تعالى ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ )
هل كلم عيسى عليه السلام جميع الناس أبدا بل كلم طائفة منهم لفظ عام أريد به الخصوص
- وقوله تعالى ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
هل قصد شعيبا أن قومه كانوا يبخسون الناس جميعا أشياءهم ام معاصريه من قومه بالتأكيد يقصد معاصريه من قومه
- وقوله تعالى ( قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ )
هل السحرة سحروا أعين الناس جميعا أم الموجودين بالمشهد فقط بالتأكيد لا يوجد عاقل يقول أنهم سحروا أعين كل الناس
- وقوله تعالى : ( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
هل المقصود هنا جميع الناس أم المشركين المتربصين بالمسلمين دون غيرهم بالتأكيد ليس كل الناس
- وقوله تعالى: ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
مفهوم أن الشيطان عندما وسوس للمشركين وقال لهم لا غالب لكم اليوم من الناس قصد بالناس جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقصد كل الناس
- وقوله تعالى :( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ )
مفهوم بلا أدنى شك أن الساقي كان يريد أن يرجع إلى الملك وحاشيته ولكنه عبر بلفظ ارجع إلى الناس ولم يقصد جميع الناس
- وقوله تعالى ( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ )
ولم يقصد يوسف عليه السلام أن جميع الناس سيغاثون لان القصة كان المقصود بها اهل مصر دون غيرهم وعبر بلفظ الناس
- وقوله تعالى : ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا )
من المعروف ان من الناس من امن ورغما من ذلك عبر بلفظ الناس وقصد بها من لم يؤمن فقط رغما أن اللفظ عام ولكنه أريد به الخصوص ولا شك
- وقوله تعالى: على لسان موسى ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى )
بالتأكيد دون أدنى شك أن المقصود بالناس هنا هم أهل مصر دون غيرهم من الناس وعبر بلفظ عام أريد به الخصوص
- وقوله تعالى : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )
المقصود بالناس هنا لا عموم الناس وإنما المؤمنون
وقوله تعالى : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا)
من المعلوم ان من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة بعض الناس وليس جميعهم ومع ذلك جاء بلفظ العموم وقصد به الخصوص
وبناء على ما تقدم فلا يجوز قتل الناس على هذا الفهم الخاطئ وسوف نوالى تقديم دحض أدلتهم بإذن الله في هذا الباب إن شاء الله
وهذا الحديث صحيح وهو من أقوى الأدلة عندهم لاستباحة دم الناس وقتالهم ويذهب البعض إلى القول بعدم صحة الحديث وهذا خطأ فادح فالحديث لا شك مطلقا في صحته
أما فهم الحديث بان المسلم عليه أن يقاتل الناس جميعا ليكرههم على الإسلام فهو فهم خاطئ لان هذا الفهم جاء من لفظ العموم الموجود بالحديث وهو لفظ ( الناس ) ففهموا أن المقصود قتال الناس جميعا حتى يؤمنوا لان ناس اسم جنس معرف ب الألف واللام فيفيد العموم
والرد على هذا الفهم من ثلاثة طرق :
1- ولو فهمنا ما يفيده لفظ العموم عند أهل الأصول لزال اللبس فلفظ العموم انقسم فيه أهل الأصول إلى فريقين :
- الفريق الأول : على ( الشافعي ومن وافقه ) قالوا أن لفظ العموم يفيد الظن في الاستغراق وببساطة معنى الاستغراق أي أن يشمل الحكم جميع أفراد الجنس ولا يفيد القطع مطلقا
وعلى هذا القول يكون لفظ العموم دليل ظني وليس قطعي ( فهل يعقل أن يقتل الناس بدليل ظني وتستباح الأعراض والأموال بدليل ظني )
- الفريق الثاني : ( الأحناف ومن تابعهم ) قالوا أن لفظ العموم يفيد القطع إلا بقرينة صارفة فإن وجدت قرينة صارفة لبعض الأفراد صار الدليل ظني في الاستغراق لباقي الأفراد ولو طبقنا قاعدة الأحناف على هذا الحديث لوجدنا أن كلمة اقتال الناس لا تفيد جميع الناس لان الناس منهم المؤمن والكافر فخرج المؤمن من الحكم بقرينة صارفة لذا صار الدليل ظني على قول الأحناف فيمن بقي من أفراده (فهل يعقل أن يقتل الناس بدليل ظني وتستباح الأعراض والأموال بدليل ظني )
2- يقول ربنا تعالى في محكم الآيات ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ )
هذه الآيات المحكمات تخصص الحديث ومشهور عند أهل الأصول أن العام يحمل على المخصص والمطلق يحمل على المقيد وهي قاعدة مشهورة وتوضح الآيات أن القتال يكون للمعتدين الذين يقاتلوا المسلمين لا لعموم الناس فإن انتهوا عن ما يفعلون من اعتداء وظلم وقتال للمسلمين فلا عدوان إلا على الظالمين فخصصت الآية القتال والعدوان على هؤلاء دون غيرهم فخصصت عموم الحديث
3- هناك أمثلة كثيرة أطلق فيها لفظ العموم ( الناس ) ولم يقصد بها جميع الناس ( ما يسمى بالاستغراق ) ما يطلق عليه أهل الأصول لفظ عام يراد به الخصوص ومن أمثلتها
- قوله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )
بالتأكيد لا يقصد بالناس هنا غير المسلمين من الكفرة والمشركين وغيرهم رغم ان لفظ الناس شملهم فهم من الناس لكنهم غير مخاطبين بالحج
- وقوله تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
هنا ليس المقصود أن من قال لهم هم جميع الناس حتى اللفظة التالية في قولة( إن الناس قد جمعوا لكم ) فالمقصود هم المشركون دون غيرهم رغم أن اللفظ شمل جميع الناس
- وقوله تعالى ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ )
هل كلم عيسى عليه السلام جميع الناس أبدا بل كلم طائفة منهم لفظ عام أريد به الخصوص
- وقوله تعالى ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
هل قصد شعيبا أن قومه كانوا يبخسون الناس جميعا أشياءهم ام معاصريه من قومه بالتأكيد يقصد معاصريه من قومه
- وقوله تعالى ( قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ )
هل السحرة سحروا أعين الناس جميعا أم الموجودين بالمشهد فقط بالتأكيد لا يوجد عاقل يقول أنهم سحروا أعين كل الناس
- وقوله تعالى : ( وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
هل المقصود هنا جميع الناس أم المشركين المتربصين بالمسلمين دون غيرهم بالتأكيد ليس كل الناس
- وقوله تعالى: ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
مفهوم أن الشيطان عندما وسوس للمشركين وقال لهم لا غالب لكم اليوم من الناس قصد بالناس جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقصد كل الناس
- وقوله تعالى :( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ )
مفهوم بلا أدنى شك أن الساقي كان يريد أن يرجع إلى الملك وحاشيته ولكنه عبر بلفظ ارجع إلى الناس ولم يقصد جميع الناس
- وقوله تعالى ( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ )
ولم يقصد يوسف عليه السلام أن جميع الناس سيغاثون لان القصة كان المقصود بها اهل مصر دون غيرهم وعبر بلفظ الناس
- وقوله تعالى : ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا )
من المعروف ان من الناس من امن ورغما من ذلك عبر بلفظ الناس وقصد بها من لم يؤمن فقط رغما أن اللفظ عام ولكنه أريد به الخصوص ولا شك
- وقوله تعالى: على لسان موسى ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى )
بالتأكيد دون أدنى شك أن المقصود بالناس هنا هم أهل مصر دون غيرهم من الناس وعبر بلفظ عام أريد به الخصوص
- وقوله تعالى : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )
المقصود بالناس هنا لا عموم الناس وإنما المؤمنون
وقوله تعالى : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا)
من المعلوم ان من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة بعض الناس وليس جميعهم ومع ذلك جاء بلفظ العموم وقصد به الخصوص
وبناء على ما تقدم فلا يجوز قتل الناس على هذا الفهم الخاطئ وسوف نوالى تقديم دحض أدلتهم بإذن الله في هذا الباب إن شاء الله