رد: الاجابة على أكثر الاسئلة شيوعا لدى غير المسلمين حول الاسلام
الأخ الكريم محمد**
ملحوظة صغيرة قبل البحث عن إجابة تساؤلاتك
لا سبيل لنا للعلم عن الله إلا بما أخبرنا به الله تعالى ، فهو سبحانه الأعلم بنفسه وأفعاله ، فكلنا نعلم أن الله تعالى قد خلق لنا العقل وجعل له حدوداً لا يتخطاها فإن حاول تخطي تلك الحدود ضل ولابد ، بالضبط كما أن لمجال إبصارك حدوداً ولذا لا تستطيع أن ترى ما وراء الحائط مثلاً إلا أن أخبرك من يرى بأم عينيه ، فإن حاولتَ التخمين ضللت ولم تتوصل للحق ولا شك . ولذا إن أردت أن تعلم عن الله تعالى فاعلم منه عبر ما أخبرنا به سبحانه ، فإن لم يخبرنا فلا سبيل لنا للعلم ، فنقول : "لا نعلم" ويكفينا التيقن من كمال الله عبر معرفة كمال صفاته ، وإلا فإن حاولنا التخمين ضللنا عن سواء السبيل وتقولنا على الله ما لم يخبرنا به عن نفسه وأعْظِم بها من فرية !
ثم بعد العلم الصحيح يأتي التسليم والإيمان ، ولا مجال للقول بأن عقلي لا يتقبل أو نفسي لا تستسيغ ... إلخ ، بل كل ما وصلنا عن الله تبارك وتعالى وثبتت نسبته إليه فقد وجب تصديقه والإيمان به قولاً واحداً .
فهل هي دعوة لإلغاء العقل ؟!
لا بالطبع ، بل هي دعوة لإعمال العقل وفق المتاح له من معطيات وإلزام العقل حده ، وهذا الذي يقره العقل . والمعلوم أنه لا سبيل للإيمان بالغيبيات إلا عبر تصديق الله ورسوله ، فإن صدقت الله ورسوله آمنتَ بما أخبروك به وإن لم تره عينك أو يُحِط به عقلك .
---------
وأما بالنسبة لقول "الله أزلي"
فينبغي أن نفرق بين مقام التسمية ومقام الإخبار، ففي مقام التسمية لا يجوز أن يسمى الله سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسله صلوات الله تعالى وسلامه عليهم؛ لأن أسماء الله توقيفية.
وأما في مقام الإخبار: فإن الأمر في ذلك واسع، يقول ابن القيم - رحمه الله -: ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفًا، كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه.
وعلى ذلك، فلا يشرع لنا أن نسمي الله بالأزلي، ولا بالقديم؛ إذ لا دليل على تسميته بذلك، وإنما نسميه باسمه الأول، أما الإخبار عنه بأي من ذلك: فلا بأس به؛ إذ لا يترتب على الإخبار عنه بذلك محذور، فالأزل: استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي، كما أن الأبد استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل، والأزلي: ما لا يكون مسبوقًا بالعدم.
والأزلي قديم، إلا أن القدم منه المطلق، ومنه النسبي، فالقديم المطلق كالأزلي، بخلاف القديم النسبي، قال ابن عثيمين عن القديم في اللغة: فقد يراد به ما كان قديمًا نسبيًا، كما في قوله تعالى: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ { يس :39} ومعلوم أن عرجون النخلة ليس بقديم أزلي، بل قديم بالنسبة لما بعده.
وعلى ذلك، فالإخبار عن الله تعالى بالقديم ليس أفضل من الإخبار عنه بالأزلي، وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي: ما الفارق بين الأزلي والقديم؟ فقال - رحمه الله -: الأزلي: الذي لا أول له، أما القديم: فقد تكون صفة مدح، وقد تكون صفة ذم، وفي القرآن الكريم: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ـ والقديم: ليس من صفات الله، بل هو من صفات سلطانه؛ لأن سلطانه يتجدد، وهو قديم. اهـ.
ويجوز وصف المخلوق بالقديم باعتبار القدم النسبي ـ كما سبق ـ وأما الأزل: فلا يطلق عليه إلا مجازًا، ففي التعاريف للمناوي: الأزل: القدم الذي ليس له ابتداء، ويطلق مجازًا على من طال عمره. والله أعلم. المصدر
---------
وأما بالنسبة لسؤالك عما كان يفعله الله تعالى قبل خلق البشر
فالجواب: أن الله تعالى أخبرنا عن خلق السموات والأرض، وعن خلق آدم، وعن خلق القلم الذي كتبت به مقادير الخلائق، وأخبرنا عن وجود الملائكة والجن قبل خلق آدم، فالواجب الإيمان بذلك، والسكوت والإمساك عن الغيب الذي لم يطلعنا الله عليه مع الإيمان بأن الله تعالى هو الخالق والخلاق العليم، وأن الخلق صفة من صفاته، ثابتة له سبحانه كسائر صفاته، ولا يتوقف ثبوتها على وجود هذه المخلوقات التي نعلمها، بل لم يكن الله تعالى معطلاً عن صفة الخلق، لكنه لم يخبرنا عن مخلوقاته، فنؤمن بما أخبر ونسكت عما عداه
قال الإمام الطحاوي في عقيدته التي تلقاها الأئمة بالقبول: (خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، مميت بلا مخافة، باعث بلا مشقة. ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه، لم يزدد بخلقهم شيئاً لم يكن قبلهم من صفته، كما كان بصفاته أزلياً، كذلك لا يزال عليها أبدياً. ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري، له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا، استحق هذا الاسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.) انتهى.
والقاعدة التي يقوم عليها الإيمان: قوله تعالى، (لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) [الأنبياء: 23]. المصدر
---------
وأما سؤالك عن توقيت خلق الملائكة
فخلق الملائكة فكان قبل خلق السماوات والأرض والجن. وقد دلت على ذلك بعض الآثار، وأنهم خلقوا بعد خلق العرش، ففي كتاب العلو للذهبي قالعن بعض المشيخة قال: أول ما خلق الله عرشه على الماء، وخلق الملائكة فقالوا: ربنا لم خلقتنا؟
قال: لحمل عرشي، قالوا: ومن يقوى على ذلك؟ قال: فقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فيحملكم. والله أعلم . المصدر
الأخ الكريم محمد**
ملحوظة صغيرة قبل البحث عن إجابة تساؤلاتك
لا سبيل لنا للعلم عن الله إلا بما أخبرنا به الله تعالى ، فهو سبحانه الأعلم بنفسه وأفعاله ، فكلنا نعلم أن الله تعالى قد خلق لنا العقل وجعل له حدوداً لا يتخطاها فإن حاول تخطي تلك الحدود ضل ولابد ، بالضبط كما أن لمجال إبصارك حدوداً ولذا لا تستطيع أن ترى ما وراء الحائط مثلاً إلا أن أخبرك من يرى بأم عينيه ، فإن حاولتَ التخمين ضللت ولم تتوصل للحق ولا شك . ولذا إن أردت أن تعلم عن الله تعالى فاعلم منه عبر ما أخبرنا به سبحانه ، فإن لم يخبرنا فلا سبيل لنا للعلم ، فنقول : "لا نعلم" ويكفينا التيقن من كمال الله عبر معرفة كمال صفاته ، وإلا فإن حاولنا التخمين ضللنا عن سواء السبيل وتقولنا على الله ما لم يخبرنا به عن نفسه وأعْظِم بها من فرية !
ثم بعد العلم الصحيح يأتي التسليم والإيمان ، ولا مجال للقول بأن عقلي لا يتقبل أو نفسي لا تستسيغ ... إلخ ، بل كل ما وصلنا عن الله تبارك وتعالى وثبتت نسبته إليه فقد وجب تصديقه والإيمان به قولاً واحداً .
فهل هي دعوة لإلغاء العقل ؟!
لا بالطبع ، بل هي دعوة لإعمال العقل وفق المتاح له من معطيات وإلزام العقل حده ، وهذا الذي يقره العقل . والمعلوم أنه لا سبيل للإيمان بالغيبيات إلا عبر تصديق الله ورسوله ، فإن صدقت الله ورسوله آمنتَ بما أخبروك به وإن لم تره عينك أو يُحِط به عقلك .
---------
وأما بالنسبة لقول "الله أزلي"
فينبغي أن نفرق بين مقام التسمية ومقام الإخبار، ففي مقام التسمية لا يجوز أن يسمى الله سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه، أو سماه به رسله صلوات الله تعالى وسلامه عليهم؛ لأن أسماء الله توقيفية.
وأما في مقام الإخبار: فإن الأمر في ذلك واسع، يقول ابن القيم - رحمه الله -: ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفًا، كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه.
وعلى ذلك، فلا يشرع لنا أن نسمي الله بالأزلي، ولا بالقديم؛ إذ لا دليل على تسميته بذلك، وإنما نسميه باسمه الأول، أما الإخبار عنه بأي من ذلك: فلا بأس به؛ إذ لا يترتب على الإخبار عنه بذلك محذور، فالأزل: استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي، كما أن الأبد استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل، والأزلي: ما لا يكون مسبوقًا بالعدم.
والأزلي قديم، إلا أن القدم منه المطلق، ومنه النسبي، فالقديم المطلق كالأزلي، بخلاف القديم النسبي، قال ابن عثيمين عن القديم في اللغة: فقد يراد به ما كان قديمًا نسبيًا، كما في قوله تعالى: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ { يس :39} ومعلوم أن عرجون النخلة ليس بقديم أزلي، بل قديم بالنسبة لما بعده.
وعلى ذلك، فالإخبار عن الله تعالى بالقديم ليس أفضل من الإخبار عنه بالأزلي، وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي: ما الفارق بين الأزلي والقديم؟ فقال - رحمه الله -: الأزلي: الذي لا أول له، أما القديم: فقد تكون صفة مدح، وقد تكون صفة ذم، وفي القرآن الكريم: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ـ والقديم: ليس من صفات الله، بل هو من صفات سلطانه؛ لأن سلطانه يتجدد، وهو قديم. اهـ.
ويجوز وصف المخلوق بالقديم باعتبار القدم النسبي ـ كما سبق ـ وأما الأزل: فلا يطلق عليه إلا مجازًا، ففي التعاريف للمناوي: الأزل: القدم الذي ليس له ابتداء، ويطلق مجازًا على من طال عمره. والله أعلم. المصدر
---------
وأما بالنسبة لسؤالك عما كان يفعله الله تعالى قبل خلق البشر
فالجواب: أن الله تعالى أخبرنا عن خلق السموات والأرض، وعن خلق آدم، وعن خلق القلم الذي كتبت به مقادير الخلائق، وأخبرنا عن وجود الملائكة والجن قبل خلق آدم، فالواجب الإيمان بذلك، والسكوت والإمساك عن الغيب الذي لم يطلعنا الله عليه مع الإيمان بأن الله تعالى هو الخالق والخلاق العليم، وأن الخلق صفة من صفاته، ثابتة له سبحانه كسائر صفاته، ولا يتوقف ثبوتها على وجود هذه المخلوقات التي نعلمها، بل لم يكن الله تعالى معطلاً عن صفة الخلق، لكنه لم يخبرنا عن مخلوقاته، فنؤمن بما أخبر ونسكت عما عداه
قال الإمام الطحاوي في عقيدته التي تلقاها الأئمة بالقبول: (خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، مميت بلا مخافة، باعث بلا مشقة. ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه، لم يزدد بخلقهم شيئاً لم يكن قبلهم من صفته، كما كان بصفاته أزلياً، كذلك لا يزال عليها أبدياً. ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري، له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا، استحق هذا الاسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم.) انتهى.
والقاعدة التي يقوم عليها الإيمان: قوله تعالى، (لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) [الأنبياء: 23]. المصدر
---------
وأما سؤالك عن توقيت خلق الملائكة
فخلق الملائكة فكان قبل خلق السماوات والأرض والجن. وقد دلت على ذلك بعض الآثار، وأنهم خلقوا بعد خلق العرش، ففي كتاب العلو للذهبي قالعن بعض المشيخة قال: أول ما خلق الله عرشه على الماء، وخلق الملائكة فقالوا: ربنا لم خلقتنا؟
قال: لحمل عرشي، قالوا: ومن يقوى على ذلك؟ قال: فقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فيحملكم. والله أعلم . المصدر
تعليق