دفاع عن السنة (دروس في الحديث النبوي الشريف) ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 16 (0 أعضاء و 16 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المهندس زهدي جمال الدين
    12- عضو معطاء

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 3 ديس, 2006
    • 2169
    • مسلم

    #46
    النوع الرابع والعشرون: الموضوع



    تعريفه:هوالمختلق المصنوع وهو شر الأحاديث الضعيفة أي الذي يُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذباوليس له صلة حقيقية بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس هو بحديث لكنهم سموه حديثا بالنظر إلى زعم راويه ولا تحل رواية الحديث الموضوع لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه والتحذير منه.

    وذلك لما رواه مسلم[ عن سَمُرَة بن جُنْدُب والمغيرة بن شعبة قالا قال رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَدَّث عنى بحديث يُرَى أنه كذب فهوأحد الكاذِبِين ] رواه مسلم في أولصحيحه1.

    بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يُحْتَمَلُ صدقها فى الباطن فإنه يجوز روايتها.
    ويُعْرَفُ الوضعُ بإقرار واضعه أو ما يَتَنَزَّلُ منزلة إقراره وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروى فقد وُضِعَتْ أحاديثُ يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها.

    والوضاعون أصناف أعظمهم ضررًا قوم منسوبون إلى الزهد وضعوا الحديث احتسابا في زعمهم الباطل للحث على الخير والترغيب والترهيب فَتَقَبَّلَ الناسُ موضوعاتهم ثقة بهم.
    سئل نوح بن أبى مريم أحد الوضاعين عن الحديث الذي وضعه في فضائل القرآن سورة سورة فقال رأيتُ الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبى حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعتُ هذا الحديث حسبة .
    وقد وضع قوم أحاديث انتصارا لمذهبهم كالروافض ووضع بعضهم للتوصل لأغراض دنيوية كالتقرب للخلفاء والأمراء طمعا فى عطائهم ووضع القُصَّاص للتَّكَسُّب والتَّرَزُّق.
    والواضع ربما صنع كلاما لنفسه فرواه مسنداوربما أخذ كلام بعض الحكماء أو الأمثال فرواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومثاله، الحديث الطويل الذي يُرْوَى عن أُبَىِّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم فى فضل القرآن سورة سورة.
    ولقد أخطأ الواحدىُّ والثعلبىُّ وغيرهما من المفسرين فى إيداعه تفاسيرهم.
    وأحسن كتاب فى الموضوعات هو تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عَرَّاق الكَنَاني .
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 03:55 ص.

    تعليق

    • المهندس زهدي جمال الدين
      12- عضو معطاء

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 3 ديس, 2006
      • 2169
      • مسلم

      #47
      النوع الخامس والعشرون:المقلوب



      تعريفه: ماأَبْدَل فيه راويه شيئا بآخر فى السند أو المتن سهوا كان أو عمدا وهو ينقسم إلى قسمين رئيسيين :

      القسم الأول ما وقع القلْب فيه غلطاً وسهواً:



      وحكم هذا القسم أنه ضعيف لأنه ناشئ عن اختلال ضبط الراوي للحديث وهو نوعان:

      النوع الأول القلب في الإسناد: وهوأن يكون متن الحديث بإسناد فينقلب عليه ويرويه بإسناد آخر.
      مثاله مارُوِى عن إسحاق بن عيسى الطبَّاع قال حدثنا جرير بن حازم عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[ إذاأقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني ].
      قال إسحاق بن عيسى فأتيتُ حماد بن زيد فسألتُه عن الحديث فقال وهم جرير بن حازم إنما كنا جميعا في مجلس ثابت البناني وحجاج بن أبى عثمان الصَّوَّاف معنا فَحَدَّثَنَا حجاج الصَّوَّاف عن يحيى بن أبى كثيرعن عبد الله بن أبى قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ قال إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني].
      فظن جرير بن حازم أنه فيما حدثنا ثابت عن أنس.
      وبهذا تبين انقلاب السند على جرير ورواه على الصواب البخاري ومسلم البخاري 640 ومسلم 1395.

      النوع الثاني القلب في المتن: وهوأن يقع القلب في المتن بأن توضع لفظة مكان لفظة.
      مثاله ما في حديث السبعة الذين يظلهم الله:
      [وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُه..
      وصوابه كما في البخاري..
      [ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ] :
      [‏حَدَّثَنِي‏ ‏زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ‏جَمِيعًا‏ ‏عَنْ ‏يَحْيَى الْقَطَّانِ ‏قَالَ ‏زُهَيْرٌ‏ ‏حَدَّثَنَا‏ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ‏عَنْ ‏‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏أَخْبَرَنِي ‏‏خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏‏حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ‏ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ‏‏وحَدَّثَنَا ‏يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ‏قَالَ قَرَأْتُ عَلَى ‏مَالِكٍ ‏عَنْ ‏خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ‏عَنْ ‏‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَوْ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏بِمِثْلِ حَدِيثِ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏وَقَالَ وَرَجُلٌ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَإِلَيْهِ] رواهمسلم 1712 كتاب الزكاة.
      وصوابه كما في البخاري حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ [ ‏حَدَّثَنَا ‏‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏يَحْيَى عَنْ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏‏خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ ‏سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ ‏‏طَلَبَتْهُ ‏امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا‏ ‏فَفَاضَتْ ‏عَيْنَاهُ .] البخاري 260 كتاب الآذان.

      القسم الثاني : ما وقع القلب فيه عمداً



      ويتنوع حكمه على حسب رغبة الراوي من ذلك:
      1ـ فإنْ قصدالإغراب حتى يظن الناس أنه يروى ما ليس عند غيره فَيُقْبِلوا على الرواية عنه فهذاحرام يقدح في عدالة صاحبه ويُدْخِلُه في زمرة الهالكين المتَّهَمِين بالكذب ويكون الحديث الذي قلبه من نوع المختلق الموضوع فإن كان الراوي المُبْدَل به قد تفرد بالحديث فإن هذا القلب يسمى سرقة الحديث ويقال في فاعله إنه يسرق الحديث.
      مثاله:[ مارواه عمرو بن خالد الحراني عن حماد بن عمرو النَّصِيبي عن الأعمش عن أبى صـالح عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏قَالَ ‏فَإِذَا لَقِيتُمْ الْمُشْرِكِينَ فِي الطَّرِيقِ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا].
      فهذا حديث مقلوب قلبه حماد بن عمرو فجعله عن الأعمش فإنما هو معروف بسُهَيْل بْنِ أَبِي صَالِحٍ‏‏ عَنْ ‏أَبِيهِ هكذا أخرجه مسلم من رواية سفيان وشعبة وجريربن عبد الحميد وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِي كلهم عن سهيل.
      [ حَدَّثَنَا ‏يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ‏‏عَنْ ‏ ‏سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ‏‏ عَنْ ‏أَبِيهِ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏قَالَ ‏فَإِذَا لَقِيتُمْ الْمُشْرِكِينَ فِي الطَّرِيقِ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا] أخرجه مسلم 5789 و 5790 وأحمد من رواية سفيان وشعبة باقي مسند المكثرين9349والترمذي 1527 السير عن رسول الله من رواية عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ و سنن أبي داود 4529 الأدب من رواية ‏ ‏شُعْبَةُ.

      2ـ وإنْ قصد اختبار حفظ المحدث أوقبوله التلقين فهذا جائز كما فعل أهل بغداد مع الإمام البخاري فإنه لما قدم بغداد اجتمع إليه قوم من أهل الحديث فقلبوا مائة حديث فجعلوا إسناد هذا لِمَتْنِ ذلك وإسناد ذلك لِمَتْنِ هذا وألقوها عليه امتحانا فلما فرغوا من إلقائها الْتَفَتَ إليهم فَرَدَّ كل متن إلى إسناده فأذعنوا له بالفضل .
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 03:55 ص.

      تعليق

      • المهندس زهدي جمال الدين
        12- عضو معطاء

        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى
        • 3 ديس, 2006
        • 2169
        • مسلم

        #48
        النوع السادس والعشرون:معرفة صفة من تُقْبَل روايتُه ومن تُرَدُّ روايته وما يتعلق به


        من جرح وتعديل



        أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يُشْتَرط فيمن يحتج بروايته أن يكون عدلا ضابطا لما يرويه. ويشترط لعدالةالراوي أن يكون مسلما بالغا عاقلا سالما من أسباب الفِسْق وخَوارِمِ المُرُوءة.
        والمرادبالضابط أن يكون الراوي مُتَيَقِّظًا حافظًا إن حدّثَ من حفظه ضابطًا لكتابهِ إن حدّثَ منه وإن كان يُحَدِثُ بالمعنى اشترط مع هذا أن يكون عالمًا بكل ما يُحِيل المعنى.
        ونوضح ذلك بمسائل :

        المسألة الأولى: عدالة الراوي تارة تثبت بتنصيص عَدْلَيْن عليها وتارة تثبت بالاستفاضة فمن اشتهرت عدالته بين أهل العلم وشاع الثناء عليه بالثقة والأمانة كفى ذلك في عدالته وذلك كمالك والسفيانين والأوزاعي والليث وابن المبارك والشافعي وأحمد ومَنْ جرى مجراهم.

        المسألة الثانية: يُعْرَفُ ضبط الراوي بأن نقارن رواياته بروايات الثقات المعروفين بالضبط والإتقان فإن وافقهم غالبا وكانت مخالفته نادرة عرفنا كونه ضابطا ثَبْتًا وإن وجدناه كثير المخالفة لهم عرفنا اختلال ضبطه ولم نَحْتَج بحديثه .

        المسألة الثالثة: التعديل مقبول من غير ذكر سببه على المذهب الصحيح المشهور لأن أسبابه كثيرة يصعب ذكرها وأما الجرح فلا يُقبل إلا مُفَسَّرًا مُبَيَّن السبب لاختلاف الناس فيما يوجب الجرح ولهذا احتج البخاري ومسلم فى صحيحيْهما برجال سبق الطعن فيهم وذلك دالٌّ على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت إلا مفسر السبب.
        وأما كتب الجرح والتعديل التي لايُذْكَرُ فيها سبب الجرح ففائدتها التوقف في قبول حديث من جَرَحُوه فإن بحثنا عن حاله وانزاحت عنه الرِّيبة وحصلت الثقة به قبلنا حديثه كجماعة في الصحيحين بهذه المثابة.

        المسألة الرابعة: الصحيح أن كل واحد من الجرح والتعديل يثبت بقول واحد وقيل لابد من اثنين.

        المسألة الخامسة: إذا اجتمع فى شخص جرح مُفَسَّرٌ وتعديل فالجرح مقدم لما فيه من زيادة العلم فإن كان عدد المعدلين أكثر فالصحيح الذي عليه الجمهور أن الجرح مقدم أيضا وإذا اجتمع فى الراوي جرح غير مُفَسَّر وتعديل فالتعديل مقدم وإذا خلا المجروح عن تعديل قُبِل الجرح فيه غير المفسر إذا صدر من عارف لأنه إذا لم يُعَدَّل فهو فى حيِّزالمجهول وإعمال قول المُجَرِّح فيه أولى من إهماله .

        المسألة السادسة: لايجزئ التعديل من غير تعيين المُعَدَّل فإذا قال حدثني الثقة أو نحو ذلك لم يُكْتَفَ به على المذهب الصحيح فإن كان القائل مجتهدًا كمالك والشافعي أجزأ ذلك فى حق من يوافقه فى مذهبه على ما اختاره بعض المحققين .

        المسألة السابعة: إذا روى العدل عن رجل وسماه لم تُجْعَلْ روايتُه تعديلا منه له عند أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم وكذا عمل العالم أو فُتْيَاه على وِفْق حديث رواه ليس حكما منه بصحته وكذا مخالفته له ليست قدحا فى صحته ولا فى راويه .

        المسألة الثامنة:رواية المجهول وهو على قسمان:
        مجهول العين : وهومن لم يَرْوِ عنه إلا راوٍواحد ولم يُوَثَّق وروايته لا يُحتج بها عند أكثر العلماء من أهل الحديث وغيرهم وترتفع جهالة العين برواية عَدْلَيْنِ عنه.
        مجهول الحال: وهو من روى عنه أكثر من راو ولم يُوثَّق ويسمونه أيضًا بالمستور وروايته يُحْتَجُّ بها لدى طائفة معتبرة من العلماء ويُشْبِه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة في غير واحد من الرواة الذين تقادم العهد بهم وتعذرت الخبرة الباطنة بهم وقد فَرَّق بعض العلماء بين مجهول الحال والمستور فعرف مجهول الحال بأنه مجهول العدالة ظاهرًا وباطنًا والمستوربأنه مجهول العدالة باطنًا لا ظاهرًا لكونه عُلِمَ عدم الفسق فيه وهذا الفرقي مكن لمن شاهد الرواة وأما بالنسبة إلينا فليس أمامنا إلا المصنفات في الرجال ولم يُفَرَّق فيها بين الاثنين فكانا بالنسبة إلينا سواء .

        فوائد:
        1ـ قال الحافظ الذهبي ما علمتُ فى النساء مَنِ اتُّهِمَت ولا مَنْ تركوها وجميعمن ضُعِّفَ منهنَّ إنما هو للجهالة .
        2ـ يُقْبَل تعديل المرأة للرجال إذا كانت عارفة بالتعديل كما يُقبل خبرها.
        3ـ مَنْ عُرِفَت عينه وعدالته وجهل اسمه ونسبه احتج بخبره كقولهم ابن فلان أو والد فلان وفى الصحيحين من ذلك كثير.
        4ـ إذا قال الـراوي أخبرنـي فـلان أوفـلان فإن كـان كل واحـد من المذكورين عَدْلاً كان الحديث ثابتا والعمل به جائز لأن السماع قد تحقق من عدل مسمى فأما إذا قال عن فلان أو غيره وفلان عدل أو قال عن فلان أو فلان وأحدهما عدل والآخر مجهول فلا يحتج به لاحتمال كونه عن غير العدل .

        المسألة التاسعة: المبتدعا لذي يُكَفَّر ببدعته لا تُقبل روايته بالاتفاق وأما من لم يُكَفَّر ببدعته فتقبل روايته إذا لم يكن داعية إلى بدعته ولم يرو ما يُقَوِّى بدعته ولا تُقبل روايتُه إذا كان داعية أو روى ما يُقَوِّى بدعته وهو مذهب أكثر العلماء.

        المسألة العاشرة: التائب من الكذب وغيره من أسباب الفسق تُقبل روايته إلا التائب من الكذب فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تقبل روايته أبدا وإن حسنت توبته كذا قاله أحمد بن حنبل وغيره .

        المسألة الحادية عشرة: إذا روى ثقة عن ثقة حديثا فرجع المَرْوِىُّ عنه فنفاه فإن كان جازما بنفيه بأن قال ما رويتُه أو كذب علىَّ ونحوه وجبردُّ ذلك الحديث لتعارض قولهما ولا يقدح ذلك في باقي روايات الراوي عنه فإن لم يجزم بأن قال لا أعرفه أو لا أذكره أو نحوه لم يقدح ذلك في هذا الحديث.
        ومَنْ روى حديثا ثم نسيه لم يسقط العمل به عند جمهور المحدثين والفقهاء والمتكلمين وقال بعض أصحاب أبى حنيفة رضى الله عنه يجب إسقاطه والصحيح قول الجمهور لأن المروى عنه بصدد النسيان والراوي عنه ثقة جازم فلا تُرَدُّ روايتُه بالاحتمال وقد روى كثير من الأكابر أحاديث نسوه افحدثوابها عمن سمعها منهم فيقول أحدهم حدثني فلان عنِّى أنِّى حدثتُه.
        وجمع الخطيب ذلك في كتابه أخبار مَنْ حدث ونسى.
        مثاله مارواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من رواية‏ ‏رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏عَنْ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ:
        [ ‏حَدَّثَنَا ‏أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ ‏حَدَّثَنَا ‏الدَّرَاوَرْدِيُّ ‏عَنْ‏ ‏رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏عَنْ ‏سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ ‏‏قَالَ ‏‏أَبُو دَاوُد ‏وَزَادَنِي ‏‏الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ ‏‏فِي هَذَا الْحَدِيثِ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏‏الشَّافِعِيُّ ‏‏عَنْ ‏‏عَبْدِ الْعَزِيزِ ‏قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ ‏لِسُهَيْلٍ ‏فَقَالَ أَخْبَرَنِي ‏رَبِيعَةُ ‏وَهُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ ‏أَنِّي ‏حَدَّثْتُهُ إِيَّاهُ ‏وَلَا أَحْفَظُهُ‏ ‏قَالَ ‏عَبْدُ الْعَزِيزِ ‏وَقَدْ كَانَ ‏أَصَابَتْ ‏سُهَيْلًا‏ ‏عِلَّةٌ أَذْهَبَتْ بَعْضَ عَقْلِهِ وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ ‏فَكَانَ ‏سُهَيْلٌ‏ ‏بَعْدُ يُحَدِّثُهُ عَنْ ‏رَبِيعَةَ ‏عَنْ أَبِيهِ ‏حَدَّثَنَا ‏مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ ‏حَدَّثَنَا ‏‏زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ ‏حَدَّثَنِي ‏سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ‏‏عَنْ رَبِيعَةَ ‏بِإِسْنَادِ ‏أَبِي مُصْعَبٍ ‏وَمَعْنَاهُ قَالَ ‏‏سُلَيْمَانُ ‏فَلَقِيتُ ‏‏سُهَيْلًا ‏فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ مَا أَعْرِفُهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ ‏رَبِيعَةَ ‏أَخْبَرَنِي بِهِ عَنْكَ قَالَ فَإِنْ كَانَ ‏رَبِيعَةُ ‏أَخْبَرَكَ عَنِّي فَحَدِّثْ بِهِ عَنْ‏رَبِيعَةَ ‏عَنِّي] رواه أبو داود 3612 والترمذي 1393 وابن ماجة 2458.
        زاد أبو داود في روايته أن عبد العزيز الدَّرَاوَرْدِى قال فذكرتُ ذلك لسُهيل فقال أخبرني ربيعة وهو عندي ثقة أنِّى حدثتُه إياه ولا أحفظه .

        المسألة الثانية عشرة: اختلفوا فيمن أخذ على التحديث أجرا فقال قوم لا تُقبل روايته وهو قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وأبى حاتم الرازي لأن ذلك يخرم المروءة عُرفًا ويجعل للتُّهْمَة طريقًا إليه ورخص في ذلك أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن وعلى بن عبد العزيز المكي وآخرون قياسا على أجرة تعليم القرآن وكان أبو الحسين بن النَّقُورِ يأخذ الأجرة على التحديث لأن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أفتاه بجوازها لكون أصحاب الحديث كانوا يمنعونه الكسب لعياله .

        المسألة الثالثة عشرة: لاتُقبل رواية من عُرف بالتساهل فى سماع الحديث أو إسماعه كمن لا يبالي بالنوم فى السماع أو يحدث لا من أصل مصحح أوعُرف بقبول التلقين فى الحديث بأن يُلَقَّن الشيءَ فيحدثُ به مِنْ غير أن يَعْلم أنه ليس مِنْ حديثه أو عُرف بكثرة السهو فى رواياته إذا لم يحدث من أصل صحيح أوكثرت الشواذ والمناكير فى حديثه قال ابن المبارك والحميدي وأحمد بن حنبل وغيرهم مَنْ غلط فى حديث فَبُيِّنَ له غلطه فلم يرجع وأصر عنادًا على رواية ذلك الحديث سقطت رواياته .

        المسألة الرابعة عشرة : أعرض الناس في هذه الأعصار المتأخرة عن اعتبار مجموع ما بَيَّنَّا من الشروط فى السامع والمُسْمِع وذلك لأن المقصود بالسماع فى هذه الأزمان المحافظة على بقاء سلسلة الإسناد التي خُصَّتْ بها هذه الأمة فَلْيُعْتَبَرْ من الشروط ما يليق بهذا الغرض فيُكْتَفَى فى الشيخ بكونه مسلما بالغا عاقلا غير متظاهر بالفسق والسُّخْف وفى ضبطه بوجود سماعه مُثْبَتًا بخط غيرمُتَّهَم وبروايته من أصل موافق لأصل شيخه وفى عصرنا الحالي أصبح الاعتمـاد في ذلك على الطبعـات الجيـدة للكتب والقصد بالسماع منه بقاء الحديث مسلسلا بحدثنا وأخبرنا.

        المسألة الخامسة عشرة: اصطلح علماء هذا الفن على استعمال ألفاظ يُعَبِّرون بها عن وصف حال الراوي من حيث القبول أو الرد ويُدِلُّون بها على المرتبة التي ينبغي أن يوضع فيها من مراتب الجرح أو التعديل.
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 03:55 ص.

        تعليق

        • المهندس زهدي جمال الدين
          12- عضو معطاء

          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى
          • 3 ديس, 2006
          • 2169
          • مسلم

          #49
          مراتب التعديل


          القسم الأول:



          المرتبةالأولى: وهى أعلاها شرفا مرتبة الصحابة رضى الله عنهم.

          المرتبة الثانية: وهىأعلىالمراتب فى دلالة العلماء على التزكية وهى ما جاء التعديل فيها بما يدل على المبالغةأو عُبِّرَ بأفضل التفضيل كقولهم أوثق الناس وأثبت الناس وأضبط الناس وإليه المنتهى فى التثبت ويلحق به لا أعرف له نظيرًا فى الدنيا ولا أحد أثبت منه أومَنْمِثْل فلان أو فلان لا يُسْأَل عنه.

          المرتبة الثالثة: إذاكررلفظ التوثيق إما مع تباين اللفظين كقولهم ثَبْتٌ حجةٌ أو ثبت حافظ أو ثقة ثبتأ وثقة متقن أو مع إعادة اللفظ الأول كقولهم ثقة ثقة ونحوها.

          المرتبة الرابعة: ماانفرد فيه بصيغة دالة على التوثيق كثقة أو ثبت أو متقن أو حجة أو إمام أو عدل ضابطأ وكأنه مصحف.

          المرتبة الخامسة: ليسبه بأس أو لا بأس به أو صدوق أو مأمون أو خيار الخلق أو ماأعلم به بأسا أو محله الصدق.

          المرتبة السادسة: ماأشعر بالقرب من التجريح وهى أدنى المراتب كقولهم شيخ أو يُروى حديثه أو يُعتبر به أو صالح الحديث أو يُكتب حديثه أومُقَارِب الحديث أو مقبول أو صدوق سيئ الحفظ أو صدوق له أوهام. والحكم فى أهل هذه المراتب الاحتجاج بالأربعةالأولى منها وأما التي بعدها فإنه لا يُحتج بأحد من أهلها لكون ألفاظها لاتُشعر بشريطة الضبط بل يُكتب حديثهم ويُختبر وأما السادسة فالحكم فى أهلها دون أهل التي قبلها وفى بعضهم من يُكْتب حديثه للاعتبار دون اختبار ضبطهم لوضوح أمرهم .

          القسم الثاني: مراتب الجرح



          المرتبة الأولى : وهىأسهلمراتب الجرح كقولهم فيه مقال أو ليس بذاك أو ليس بالقوى أو ليس بحجة أو فيه ضعف أو لَيِّن الحديث أو سيئ الحفظ.

          المرتبة الثانية: وهى أسوأ من سابقتها وهى فلان لا يحتج به أو ضعيف أو ضعفوه أو مضطرب الحديث أو حديثه منكر.
          وحكم مَنْ ذُكِر فى هاتين المرتبتين أنـه تصـلح روايتـه فى المتـابعات والشواهد لتقوية الحديث لإشعار هذه الصيغ بصلاحية المتصف بها لذلك.
          المرتبة الثالثة: وهى أسوأ من سابقتيْها كقولهم ضعيف جدًّا أو مردود الحديث أو مطروح الحديث أو لا يُكْتب حديثه أو لا تَحِلُّ الرواية عنهأو ليس بشيء.

          المرتبة الرابعة : كقولهم فلان يسرق الحديث أو فلان مُتَّهَم بالكذب أو الوضع أوساقط أو متروك أو ذاهب الحديث .

          المرتبةالخامسة: كقولهم دجَّال أو كذَّاب أو وضَّاع.

          المرتبة السادسة: مايدل على المبالغة كأكذب الناس أو إليه المنتهى فى الكذب أو هوركن الكذب وحكم هذه المراتب الأربع الأخيرة أنه لا يُحتج بواحد من أهلها ولايُستشهد به .
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 03:55 ص.

          تعليق

          • المهندس زهدي جمال الدين
            12- عضو معطاء

            حارس من حراس العقيدة
            عضو شرف المنتدى
            • 3 ديس, 2006
            • 2169
            • مسلم

            #50
            النوع السابع والعشرون: كيفية سماع الحديث وتَحَمُّله وصفة ضبطه



            يصح التَّحَمُّل قبل الإسلام والبلوغ فَتُقْبَل رواية من تَحَمَّل قبل الإسلام وروى بعده.
            مثاله ما رواه البخاري ومسلم وأبي داود [ حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ‏قَالَ أَخْبَرَنَا‏ ‏مَالِكٌ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏عَنْ ‏مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ‏عَنْ‏ أَبِيهِ ‏قَالَ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ ‏ ‏بِالطُّورِ] رواه البخاري 3087 ومسلم 1063 سنن أبي داود الصلاة688.

            كما تُقْبَل رواية من سمع قبل البلوغ وكان مُمَيِّزا وروى بعد البلوغ فقد سمع كثير من الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بلوغهم وقُبلت روايتهم كالحسن والحسين وابن عباس وابن الزبير والنعمان بن بشير وغيرهم مثاله مارواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن الحسن بن عَلِىٍّ :
            [‏ ‏حَدَّثَنَا ‏‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏حَدَّثَنَا ‏‏شَرِيكٌ ‏عَنْ ‏‏أَبِي إِسْحَقَ ‏‏عَنْ ‏‏بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ‏عَنْ ‏أَبِي الْحَوْرَاءِ ‏عَنْ ‏‏ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ‏‏قَالَ ‏‏عَلَّمَنِي جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي ‏‏قُنُوتِ ‏الْوِتْرِ‏اللَّهُمَّ عَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَاهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا ‏‏يُقْضَى عَلَيْكَ إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ] رواه أبو داود 1427 والترمذي 466 والنسائي 1756 وابن ماجة1234..
            وقد وُلد الحسن بن على سنة ثلاث من الهجرة فدل على صحة تَحَمُّل الصبي.



            أقسام طرق تَحَمُّل الحديث وألفاظ الأداء:



            حصرالعلماء طرق الأخذ للحديث وتلقيه عن الرواة فى ثمانية أقسام :

            القسم الأول السماع من لفظ الشيخ : وهى أعلى مراتب التلقي للحديث وبواسطتها تلقى الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وينقسم السماع إلى إملاء وتحديث من غير إملاء ويكون من حفظه ويكون من كتابه ويجوز لمن تحمل عن طريق السماع أن يؤدى بكل ألفاظ الأداء مثل حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وعن وقال وقد درج على هذا أكثر رواة الحديث المتقدمين ثم وجدوه توسعًا يؤدى إلى اشتباه السماع بغيره لذلك رجحوا الأداء بلفظ يدل على السماع فى استعمال المحدثين وأرفع الألفاظ سمعت ثم حدثنا وحدثني والأفضل أن يقول فيما سمعه وحده من لفظ الشيخ حدثني وما سمعه من لفظه مع غيره حدثنا.

            القسم الثاني القراءة على الشيخ : وأكثرالمحدثين يسمونها عَرْضًا لكون القارئ يعرض على الشيخ ما يقرؤه كعرض القرآن على المقرئ وسواء كنتَ أنت القارئ أو قرأ غيرك وأنت تسمع قرأتَ من كتاب أو من حفظك وسواء حفظ الشيخ ما يقرأ أو لم يحفظه لكن يمسك أصله هو أو ثقة وهى رواية صحيحة بلا خلاف فى جميع ذلك وهى تلي السماع فى المرتبة وأما صيغة الأداء فى الرواية بها فعلى مراتب أجودها وأسلمها أن يقول قرأت على فلان أو قرئ على فلان وأنا أسمع فأقر به ويتلوه ما يجوزمن العبارات فى السماع من لفظ الشيخ مطلقة إذا أتى بها هاهنا مقيدة بأن يقول حدثنا قراءة عليه أو أخبرنا قراءة عليه ونحو ذلك وقد صار إطلاق لفظ أخبرنا عند أداء هذاالقسم هو الشائع الغالب على أهل الحديث وأن يقول فيما قرأ عليه بنفسه أخبرني وما قُرئ عليه وهو حاضر أخبرنا .

            وهو على فروع:



            الفرعا لأول: إذا كان أصلُ الشيخ حالَ القراءة بيد موثوق به مُراعٍ لما يُقْرَأ أَهْلٍ لذلك فإن كان الشيخ يحفظ ما يُقْرَأ فهو كما لو كان بيده وأولى وإن كان لا يحفظه فالسماع صحيح وبه عمل معظم الشيوخ وأهل الحديث وإن كان الأصل بيد القارئ وهو موثوق بهدينا ومعرفة فهو أولى بالتصحيح فإن كان بيد مَنْ لا يُوثق بإمساكه ولا يُؤمن مِن إهماله لما يُقرأ لم يصح السماع سواء كان بيد القارئ أو غيره إذا كان الشيخ لا يحفظ ما يُقرأ .

            الفرع الثاني: إذا قرأ على الشيخ قائلا أخبرك فلان أو نحوه والشيخ ساكت مصغٍ إليه فَاهِمٌله غير منكر كفى ذلك فى صحة السماع وجواز الرواية به ولا يشترط نطق الشيخ لفظا هذا هو الصحيح الذي قطع به الجماهير من الفقهاء والمحدثين وغيرهم اكتفاء بظاهرالحال.

            الفرع الثالث: لايجوز إبدال حدثنا بأخبرنا أو عكسه فى الكتب المؤلفة .

            الفرع الرابع: إذاكان السَّامِعُ أو المُسْمِعُ يَنسخ حال القراءة فإن امتنع فهم الناسخ للمقروء لم يصح السماع وإن فهمه صح مثاله حضرالدارقطني بمجلس إسماعيل الصفَّار فجلس ينسخ جزءًا كان معه وإسماعيل يُملى فقال له بعض الحاضرين لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم قال تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن فقال لا فقال الدارقطني أملى ثمانية عشر حديثًا فَعُدَّت الأحاديث فوُجِدَتْ كما قال ثم قال الحديث الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا والحديث الثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونهاعلى ترتيبها فى الإملاء حتى أتى على آخرها فعجب الناس منه .

            الفرع الخامس: ويجرى هذا أيضا فيما إذا كان السامع أو الشيخ يتحدث أو القارئ يفرط فى الإسراع أو كان السامع بعيدا من القارئ وما أشبه ذلك بحيث لا يفهم ويُستحب للشيخ أن يجيز للسامعين رواية جميع الكتاب الذي سمعوه لاحتمال وقوع شيء من ذلك فينجبر بالإجازة وإن كتب خطه لأحدهم كتب سمعه منى وأجزت له روايته عنى.

            الفرع السادس: يصح السماع ممن هو وراءحجاب إذا عُرِفَ صوتُه إن حدث بلفظه أو حضوره بِمَسْمَعٍ منه إن قرئ عليه وينبغي أن يجوز الاعتماد فى معرفة صوته وحضوره على خبر من يُوثَقُ به فقد كان السلف يسمعون من عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين وهن يحدثن من وراء حجاب .



            تم الجزء الأول من الكتاب..


            وإلى الجزء الثاني والمعنون بـ (منهج تدوين السيرة النبوية المطهرة) بمشيئة الله تعالى..


            ولله الحمد والمنة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالِحَاتِ


            والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً.
            وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ




            سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وسلامٌ على المرسلين وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 03:52 ص.

            تعليق

            • Alaa El-Din
              مشرف عام مساعد

              • 12 يول, 2006
              • 3296
              • موظف
              • مسلم

              #51



              و جعله الله في ميزان حسناتك .
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 03:52 ص.
              ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
              [ النحل الآية 125]


              وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


              تعليق

              • المهندس زهدي جمال الدين
                12- عضو معطاء

                حارس من حراس العقيدة
                عضو شرف المنتدى
                • 3 ديس, 2006
                • 2169
                • مسلم

                #52
                مراتب التعديل


                القسم الأول:



                المرتبة الأولى: وهى أعلاها شرفا مرتبة الصحابة رضى الله عنهم.

                المرتبة الثانية: وهى أعلى المراتب فى دلالة العلماء على التزكية وهى ما جاء التعديل فيها بما يدل على المبالغة أو عُبِّرَ بأفضل التفضيل كقولهم أوثق الناس وأثبت الناس وأضبط الناس وإليه المنتهى فى التثبت ويلحق به لا أعرف له نظيرًا فى الدنيا ولا أحد أثبت منه أومَنْ مِثْل فلان أو فلان لا يُسْأَل عنه.

                المرتبة الثالثة: إذا كررلفظ التوثيق إما مع تباين اللفظين كقولهم ثَبْتٌ حجةٌ أو ثبت حافظ أو ثقة ثبتأوثقة متقن أو مع إعادة اللفظ الأول كقولهم ثقة ثقة ونحوها.

                المرتبة الرابعة: ماانفرد فيه بصيغة دالة على التوثيق كثقة أو ثبت أو متقن أو حجة أو إمام أو عدل ضابطأوكأنه مصحف.

                المرتبة الخامسة: ليس به بأس أو لا بأس به أو صدوق أو مأمون أو خيار الخلق أو ماأعلمبه بأسا أو محله الصدق.

                المرتبة السادسة: ما أشعر بالقرب من التجريح وهى أدنى المراتب كقولهم شيخ أو يُروى حديثه أو يُعتبر به أو صالح الحديث أو يُكتب حديثه أومُقَارِب الحديث أو مقبول أو صدوق سيئ الحفظ أو صدوق له أوهام. والحكم فى أهل هذه المراتب الاحتجاج بالأربعة الأولى منها وأما التي بعدها فإنه لا يُحتج بأحد من أهلها لكون ألفاظها لاتُشعر بشريطة الضبط بل يُكتب حديثهم ويُختبر وأما السادسة فالحكم فى أهلها دون أهل التي قبلها وفى بعضهم من يُكْتب حديثه للاعتبار دون اختبار ضبطهم لوضوح أمرهم .

                القسم الثاني: مراتب الجرح



                المرتبة الأولى : وهى أسهل مراتب الجرح كقولهم فيه مقال أو ليس بذاك أو ليس بالقوى أو ليس بحجة أو فيه ضعف أو لَيِّن الحديث أو سيئ الحفظ.

                المرتبة الثانية: وهى أسوأ من سابقتها وهى فلان لايحتج به أو ضعيف أو ضعفوه أو مضطرب الحديث أو حديثه منكر.
                وحكم مَنْ ذُكِر فى هاتين المرتبتين أنـه تصـلح روايتـه فى المتـابعات والشواهد لتقوية الحديث لإشعار هذه الصيغ بصلاحية المتصف بها لذلك.
                المرتبة الثالثة: وهى أسوأ من سابقتيْها كقولهم ضعيف جدًّا أو مردود الحديث أو مطروح الحديث أو لا يُكْتب حديثه أو لا تَحِلُّ الرواية عنه أو ليس بشيء.

                المرتبة الرابعة : كقولهم فلان يسرق الحديث أو فلان مُتَّهَم بالكذب أو الوضع أوساقط أو متروك أو ذاهب الحديث .

                المرتبة الخامسة: كقولهم دجَّال أو كذَّاب أو وضَّاع.

                المرتبة السادسة: مايدل على المبالغة كأكذب الناس أو إليه المنتهى فى الكذب أو هو ركن الكذب وحكم هذه المراتب الأربع الأخيرة أنه لا يُحتج بواحد من أهلها ولايُستشهد به .
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 03:52 ص.

                تعليق

                • المهندس زهدي جمال الدين
                  12- عضو معطاء

                  حارس من حراس العقيدة
                  عضو شرف المنتدى
                  • 3 ديس, 2006
                  • 2169
                  • مسلم

                  #53
                  النوع السابع والعشرون: كيفية سماع الحديث وتَحَمُّله وصفة ضبطه


                  يصح التَّحَمُّل قبل الإسلام والبلوغ فَتُقْبَل رواية من تَحَمَّل قبل الإسلام وروى بعده.
                  مثاله ما رواه البخاري ومسلم وأبي داود [ حَدَّثَنَا ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ‏قَالَ أَخْبَرَنَا‏ ‏مَالِكٌ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏عَنْ ‏مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏قَالَ ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ ‏ ‏بِالطُّورِ] رواه البخاري 3087 ومسلم 1063 سنن أبي داود الصلاة688.

                  كماتُقْبَل رواية من سمع قبل البلوغ وكان مُمَيِّزا وروى بعد البلوغ فقد سمع كثير من الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بلوغهم وقُبلت روايتهم كالحسن والحسين وابن عباس وابن الزبير والنعمان بن بشير وغيرهم مثاله مارواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن الحسن بن عَلِىٍّ :
                  [‏ ‏حَدَّثَنَا ‏‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏حَدَّثَنَا ‏‏شَرِيكٌ ‏عَنْ ‏‏أَبِي إِسْحَقَ ‏‏عَنْ ‏‏بُرَيْدِ بْنِ أَبِيمَرْيَمَ ‏عَنْ ‏أَبِي الْحَوْرَاءِ ‏عَنْ ‏‏ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ‏‏ قَالَ‏‏عَلَّمَنِي جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي ‏‏قُنُوتِ‏الْوِتْرِ‏اللَّهُمَّ عَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَاهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا ‏‏يُقْضَى عَلَيْكَ إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ] رواه أبو داود 1427 والترمذي 466 والنسائي 1756 وابنماجة1234..
                  وقد وُلد الحسن بن على سنة ثلاث من الهجرة فدل على صحة تَحَمُّل الصبي.



                  أقسام طرق تَحَمُّل الحديث وألفاظ الأداء:



                  حصرالعلماء طرق الأخذ للحديث وتلقيه عن الرواة فى ثمانية أقسام :

                  القسم الأول السماع من لفظ الشيخ : وهىأعلى مراتب التلقي للحديث وبواسطتها تلقى الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وينقسم السماع إلى إملاء وتحديث من غير إملاء ويكون من حفظه ويكون من كتابه ويجوز لمن تحمل عن طريق السماع أن يؤدى بكل ألفاظ الأداء مثل حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وعن وقال وقد درج على هذا أكثر رواة الحديث المتقدمين ثم وجدوه توسعًا يؤدى إلى اشتباه السماع بغيره لذلك رجحوا الأداء بلفظ يدل على السماع فى استعمال المحدثين وأرفع الألفاظ سمعت ثم حدثنا وحدثني والأفضل أن يقول فيما سمعه وحده من لفظ الشيخ حدثني وما سمعه من لفظه مع غيره حدثنا.

                  القسم الثاني القراءة على الشيخ : وأكثرالمحدثين يسمونها عَرْضًا لكون القارئ يعرض على الشيخ ما يقرؤه كعرض القرآن على المقرئ وسواء كنتَ أنت القارئ أو قرأ غيرك وأنت تسمع قرأتَ من كتاب أو من حفظك وسواء حفظ الشيخ ما يقرأ أو لم يحفظه لكن يمسك أصله هو أو ثقة وهى رواية صحيحة بلا خلاف فى جميع ذلك وهى تلي السماع فى المرتبة وأما صيغة الأداء فى الرواية بها فعلى مراتب أجودهاوأسلمها أن يقول قرأت على فلان أو قرئ على فلان وأنا أسمع فأقر به ويتلوه ما يجوزمن العبارات فى السماع من لفظ الشيخ مطلقة إذا أتى بها هاهنا مقيدة بأن يقول حدثنا قراءة عليه أو أخبرنا قراءة عليه ونحو ذلك وقد صار إطلاق لفظ أخبرنا عند أداء هذا القسم هو الشائع الغالب على أهل الحديث وأن يقول فيما قرأ عليه بنفسه أخبرني وماقُرئ عليه وهو حاضر أخبرنا .
                  وهو على فروع:



                  الفرع الأول: إذا كان أصلُ الشيخ حالَ القراءة بيد موثوق به مُراعٍ لما يُقْرَأ أَهْلٍ لذلك فإن كان الشيخ يحفظ ما يُقْرَأ فهو كما لو كان بيده وأولى وإن كان لا يحفظه فالسماع صحيح وبه عمل معظم الشيوخ وأهل الحديث وإن كان الأصل بيد القارئ وهو موثوق بهدينا ومعرفة فهو أولى بالتصحيح فإن كان بيد مَنْ لا يُوثق بإمساكه ولا يُؤمن مِن إهماله لما يُقرأ لم يصح السماع سواء كان بيد القارئ أو غيره إذا كان الشيخ لا يحفظ مايُقرأ .

                  الفرع الثاني: إذ اقرأ على الشيخ قائلا أخبرك فلان أو نحوه والشيخ ساكت مصغٍ إليه فَاهِمٌله غير منكر كفى ذلك فى صحة السماع وجواز الرواية به ولا يشترط نطق الشيخ لفظاهذا هو الصحيح الذي قطع به الجماهير من الفقهاء والمحدثين وغيرهم اكتفاء بظاهرالحال.

                  الفرع الثالث: لايجوز إبدال حدثنا بأخبرنا أو عكسه فى الكتب المؤلفة .

                  الفرع الرابع: إذا كان السَّامِعُ أو المُسْمِعُ يَنسخ حال القراءة فإن امتنع فهم الناسخ للمقروء لم يصح السماع وإن فهمه صح مثاله حضرالدارقطني بمجلس إسماعيل الصفَّار فجلس ينسخ جزءًا كان معه وإسماعيل يُملى فقال له بعض الحاضرين لا يصح سماعك وأنت تنسخ فقال فهمي للإملاء خلاف فهمك ثم قال تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن فقال لا فقال الدارقطني أملى ثمانية عشر حديثًا فَعُدَّت الأحاديث فوُجِدَتْ كما قال ثم قال الحديث الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا والحديث الثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها فى الإملاء حتى أتى على آخرها فعجب الناس منه .

                  الفرع الخامس: ويجرى هذا أيضا فيما إذا كان السامع أو الشيخ يتحدث أو القارئ يفرط فى الإسراع أو كان السامع بعيدا من القارئ وما أشبه ذلك بحيث لا يفهم ويُستحب للشيخ أن يجيز للسامعين رواية جميع الكتاب الذي سمعوه لاحتمال وقوع شيء من ذلك فينجبر بالإجازة وإن كتب خطه لأحدهم كتب سمعه منى وأجزت له روايته عنى.

                  الفرع السادس: يصح السماع ممن هووراء حجاب إذا عُرِفَ صوتُه إن حدث بلفظه أو حضوره بِمَسْمَعٍ منه إن قرئ عليه وينبغي أن يجوز الاعتماد فى معرفة صوته وحضوره على خبر من يُوثَقُ به فقد كان السلف يسمعون من عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين وهن يحدثن من وراء حجاب .



                  تم الجزء الأول من الكتاب..


                  وإلى الجزء الثاني والمعنون بـ (منهج تدوين السيرة النبوية المطهرة) بمشيئة الله تعالى..


                  ولله الحمد والمنة


                  والحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالِحَاتِ


                  والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً.
                  وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ




                  سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وسلامٌ على المرسلين وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 03:52 ص.

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
                  ردود 0
                  31 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة صلاح عامر
                  بواسطة صلاح عامر
                  ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
                  ردود 2
                  40 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة صلاح عامر
                  بواسطة صلاح عامر
                  ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
                  ردود 0
                  77 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة صلاح عامر
                  بواسطة صلاح عامر
                  ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
                  ردود 0
                  182 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة mohamed faid
                  بواسطة mohamed faid
                  ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
                  ردود 0
                  53 مشاهدات
                  0 ردود الفعل
                  آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                  بواسطة *اسلامي عزي*
                  يعمل...