رد: أوصيكم بالأقباط خيراً
الضيفَة الكريمَة خاضعة
تقصدين أنَّهُ سُبْحانَهُ قالَ لنا أنْ "نقتلكم" وَ"نولع فيكم" صحيح ؟ لا بأسَ لنْ أُجادِلكِ في هَذا الاتِّهامِ الظالمِ .. ألا ترينَ أنَّهُ لو قالها لوَجَبَ علينا أنْ نَمْتَثِلَ ؟ أم ترينَ الواجبَ علينا أنْ نقبضَ عليهِ وَنسوقَهُ إلى الوالي وَنضربَهُ وَنبصُقَ عليهِ وَنصْفَعَهُ وَنُعريهِ وَنستهزئ بيه وَنُعيِّرُهُ وَنصلبُه بين لصَّينِ وَنقترعُ على ثيابِهِ ؟
ما هِيَ الطريقَةُ المُثلى للتعامُلِ مَعَ اللهِ مِنْ وِجْهَةِ نظرِكِ ؟
وَمَعَ ذلِكَ فإنَّ اللهَ سبْحانَهُ على شرككم بهِ وَكفرِكم بنبيِّهِ وَاستهزائكم بكلامِهِ وَسبِّكم إيَّاهُ في نسبَةِ الولدِ لهُ وَقولِكم إنَّهُ نزلَ مِنْ علياءِ مَجدِهِ مِنْ سماءِ عِزَّتِهِ وَعرْشِ قدرَتِهِ ليدخلَ فرْجَ امرأةٍ وَيتعلَّقَ برحِمِها وَيتغذَّى بدمِها ثمَّ يكونُ مِنْ أمرِهِ ما قلتُم، حتَّى وَصلَ بكم الحالُ مَعَ اللهِ ربِّ السماواتِ والأرْضِ وَما فيهنَّ بديعِ السماواتِ وَالأرْضِ وَما فيهِنَّ أنْ سمَّيتموهُ الحمل وَالخروف .. أقولُ وأنتُم على حالِكُم هَذا مَع اللهِ ربِّ العالمينَ لمْ يأمُرْنا أنْ نقتلكم وَلا أن نحرقكم - وَلو فعلَ ما ظلمَكُم - بلْ إنَّه حتَّى نهانا عَنْ أن نقربَكم بسوءٍ أو نمسَّكُم بظلمٍ، ولمْ يأمرنا حتَّى بأن نوقِفَ قدَّاساتِكم وَصلواتكم ونهدمَ دورَ عبادَتِكم التي فيها كلُّ شرِّكُم منْ سبٍّ للهِ وَاستِهزاءٍ بهِ وَافتراءٍ عليهِ وَشِرْكٍ بهِ، بلْ أمرَنا بأنْ نُحْسِنَ جوارَكُم وَنبرَّكُم وَنقْسِطَ إليكُم، وَسمَحَ لنا أنْ نُتاجِرَ مَعَكُم وَنأكلَ مِنْ طعامِكُم وَنتزوَّجَ مِنْ المُحصناتِ مِنْ نسائكم، لو كنتُ قاضيا وَحضرَ أمامي مُسلِمٌ وَنصرانيٌّ وَالحقُّ للنصرانيِّ فلا يَحِلُّ لي أنْ أحكمَ للمُسلِمِ، لو كنتُ جرَّاحا وَحضر أمامي للجِراحَةِ مُسلِمٌ وَنصرانيٌّ وَالثاني أولى لا يَحلُّ لي أنْ أبدأ بالمُسلِمِ.
وَمَع كلِّ ما أمرَنا اللهُ تعالى بهِ مِنْ برِّكم والإحْسانِ إليكم مِمَّا لمْ تُعامِلْ بهِ أمَّةٌ مِنَ الأمَمِ غيرَها مِنَ الأمَمِ في التاريخِ الإنْسانيِّ كلِّهِ لا ترونَ إلا "الجزيَة" ذلك القدر الضئيل بالغ الضآلة مِنَ المالِ الذي يُفرَضُ على عددٍ مَحدودٍ مِنْكُم بضوابط خاصَّة تجَعلهُ لا يُمثِّلُ عبئا عليكم وَلا يضرُّكم في حياتِكم، لا تجدونَ إلا هَذا تعيبون بهِ على الإسْلامِ وَتُعيِّرونَهُ بهِ !! وأنتُم تقبضونَ مُقابلَهُ أمْنا وأمانا ورغدا في العيشِ وَبرا في الجوارِ وَإكراما في المُعاملةِ وَتعيشونَ أفضلَ حياةٍ في غيرِ خوفٍ وَلا فاقَةٍ إلا ما يسري عليكم مِنَ ابتلاءاتِ اللهِ .. فالله المُستعان.
أما سألتِ نفْسَكِ لِماذا أسلمَ أهلُ مِصرَ لما أتاهُم الإسْلامُ مَعَ أهلِ الجزيرِةِ ؟ أما سألتِ نفسَكِ لِماذا عاشَ أهلُ مِصرَ النَّصارى أكثر مِن ألفِ عامٍ بجوارِ مُسلمي مِصرَ بغيرِ أنْ تقعَ لهُم مَذبحَةٌ واحِدَةٌ كما يَحدثُ مِنْ جميعِ الأمَمِ غيرِ المُسْلِمَة ؟ كَمْ عَدَدُ المَجازِرِ التي ارتكبها اليهودُ بحقِّ الفلسطينيين ؟ كَمْ عَدَدُ المَجازِرِ التي ارتكبتْها الكنيسَةُ بحقِّ المُسلمين وَاليهودِ وأصحابِ المِللِ الأخرى ؟ وَهؤلاءِ وأولئك هُم أصحابُ الكِتاب المُقدَّسِ الذينَ تتغنُّون بهِ عَنْ المَحبَّة وَهو ملئ بأوامِرِ سفكِ الدِّماءِ وَاغتصابِ النِّساءِ !! ماذا فَعلت أمريكا بفيتنام ؟ ماذا فعلت بالعراقِ ؟ ماذا فعلت بهيروشيما وَناجازاكي ؟ أم تراكِ نسيتِ هَذِهِ الوَحشيَّة الشيطانيَّة المُرعبة ؟ نسيتِ تفجيرَ مدينتين يابانيتين آمنتين بالقنابل النوويَّة !!! وَماذا عَنْ قصفِ طوكيو بالنابالم ؟ ماذا فعلَ هِتلر وَمِنْ خلفِهِ الشعبُ الألمانيُّ المُحترَمُ بالمُخالفينَ لهُم ؟ وَتتكلمين عَنْ الجِزيَة ؟ وَتتكلمينَ عَنْ الإسْلامِ ؟!! أخبريني عَنْ ربِّك الذي نزلَ مِنْ فوقِ عرشهِ واتَّضعَ لليهودِ ليبصقوا عليه وَيضربوهُ وَيصلبوه وَيقتلوه حبًّا ورحمَة بالبشرِ ليغفرَ لهُم .. أينَ كانت هَذهِ الرحمَةُ - المُدَّعاة - لمَّا حلَّقت القاذفةُ الأمريكيَّة فوقَ هيروشيما وَانفتحَ بطنُها لتسقُط مِنْها قنبلة ذريَّة ؟ كان بيمسح التفافة ؟!!
هلْ الكِتابُ المُقدَّسُ يأمرُكم بأنْ تأخذوا الجزيَةَ مِنَ المُسلمينَ ؟
هوا كان في مُسلمين أياميها ؟!!
طيِّب سأفترِضُ مَعَكِ أنَّ الكِتابَ المُقدَّسَ يأمرُكم أن تأخذوا مِنَّا الجزيَة.
فهَذا الأمْرُ لنْ يَعدوا شيئا مِنَ اثنينِ
* تحريفا بشريًّا مِنْ جُملةِ التحريفاتِ التي لحِقَت بالكتابِ.
* أمرا إلهيًّا أصيلا مِنْ جُملةِ الأوامِرِ الإلهيَّةِ التي بقيَت مَحفوظة مُصانة حتَّى اليوم.
فإذا كانَ تحريفا فلا يَجبُ العَملُ بهِ، فكيفَ سنعرِفُ إنْ كانَ تحريفا أم أمرا إلهيًّا أصيلا ؟!!
فيجبُ أوَّلا أنْ نتأكَّد مِنْ أصالةِ هَذا الأمرِ.
وَلنفرض أيضا أنَّنا استطعنا التأكُّدَ مِنْ هَذا الأمرِ. فالقاعِدَةُ المُستقِرَّةُ عِندنا أنَّ جميعَ الأوامِرِ الإلهيَّةِ الباقيَةِ فيهِ مَنسوخَةٌ بالقرآنِ الكريمِ لأنَّ القرآنَ هوَ اللحِقُ وَالخاتمُ .. وَسنَّةُ اللهِ وَقضاؤهُ في أنبيائهِ وَرِسالاتِهِ وَكتُبهِ أنَّ اللاحِقَ مِنْها يَنسخُ السابقَ، وَلِهذا نسختم العهد القديمَ بالعَهْدِ الجديدِ - أليسَ كذلِكَ -.
فالخلاصَةُ أنَّ الله تعالى لمْ يأمُرْكم أن تأخذوا مِنَّا الجزيَة .. ولو أمرَكم لدفعناها لكُم بطيبِ خاطِرٍ قبْلَ أنْ تُطالبوننا بها.
هَلْ تستشهدينَ بدولةٍ عَلمانيَّة ؟ هَلْ جاءَ المسيحُ ليُقيمَ دينَ العلمانيَّة ؟
سواءٌ الجِزيَة وَالزكاة وَغيرُها مِنَ الأموالِ تَذهبُ لبيتِ مالِ المُسلمينَ قبْلَ أنْ تُصرَفَ في مَصارِفِها، وَبيتُ مالِ المُسلمينَ يُنفَقُ مِنْهُ على المُسلمين وَعلى غيرِهِم، فلو كانَ في أرْضِ الإسْلامِ فقيرٌ مِنْ أهْلِ الذمَّةِ مِنْ أينَ سيأكلُ ؟ أليسَ مِنْ بيتِ مالِ المُسلمين ؟ لو كان في أرْضِ الإسْلامِ مريضٌ لا يَملكُ ثمَنَ العِلاجِ مِنْ أينَ سيأتيهِ العِلاجُ أليسَ مِنْ بيتِ مالِ المُسلمين ؟ لو فيهِم مَنْ انهدَمَ بيتُهُ أو أصيبَ بعاهَةٍ أو حزبَهُ دَينٌ ألا يُعطى مِنْ بيتِمالِ المُسلمين ؟ الطرقُ وَالمصالحُ وَالمرافِقُ التي ستُبنى في أرْضِ الإسْلامِ هَلْ ستكونُ حِكرا على المُسلمين ؟
وَهذا خطأ، هَذا ليسَ مِنَ الإسْلام في شئ، الإسْلامُ يُلزِمُ الحاكِمَ بالقيامِ على جَمْعِ الزكاةِ وَصرْفِها في مَصارِفِها، لِهذا لمَّا امْتَنَعت بَعْضُ القبائلِ عَنْ دَفعِ الزكاةِ بعدَ وَفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم قاتلَهُم الحاكمُ المُسلمُ آنذاك وَهوَ أبو بكر الصديقُ رَضيَ اللهُ عَنْهُ رَغمَ أنَّ الدولةَ كانَت لا تحتملُ الاقتِتالَ الداخِليَّ بسببِ تربُّصِ أعدائها بها وَبسبب تصدُّعها بوفاةِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم وَبعدَ أنْ كانَ المُسلمونَ قدْ ناطحوا القوتين العُظميين في ذلِك الوَقتِ الفُرْس وَالرومَ، رغمَ كلِّ هَذا قاتلهُم على الزكاةِ لأنَّهُ مُلزَمٌ بذلِكَ وَلا اختيارَ لهُ في أخذِها وَترْكِها.
أكرِّرُ قولي، لا تحكمي على الإسْلامِ مِنْ خلالِ واقِعٍ مُشوَّهٍ أنشأتْهُ العلمانيَّة الحديثَة.
الجزيَةُ أحْكامُها مَبسوطَةٌ في كتبِ الفِقْهِ الإسْلاميِّ وَهِيَ كالزكاةِ نظامٌ مُتكامِلٌ بضوابطهِ وأصولِهِ وَتفريعاتِهِ، فالمَسألةُ ليسَتْ فقط "خدوها وخلاص" فلو كان الأمرُ كذلك لكان المسلمونَ قدْ جَمعوا أموالا طائلة مِنكم، الحَقيقةُ أنَّ الجزيَة قيدٌ على المُسلمينَ لا على النَّصارى، فالحاكمُ المُسلِمُ المُنتصِرُ كعمرَ بن الخطابِ رَضي اللهُ عَنْهُ كانَ يستطيع أن يجمعَ المالَ مِنْ جميعِ أهْلِ مِصرَ على سبيل المِثالِ وَبمبالغ طائلة دونَ مُراعاةٍ لحالةِ الشخصِ، أقولُ كانَ يَستطيعُ أنْ يَفْعَلَ ذلك كما فعَلهُ جميعُ المُحتلين قديما وَحديثا لولم يَكن الإسْلامُ قدْ هذَّبَهُ وَقوَّمَهُ وَحدَّ لهُ الحَدَّ الذي لا يَملِكُ أنْ يَتخطَّاه .. ألا توافقينني على هَذا ؟
وَالجِزيَةُ تؤخَذُ مِنْ أهلِ الكِتابِ فقط اليهودِ وَالنَّصارى، وَهَذا كما ترينَ تمييزٌ لهُم لاتِّباعِهِم الأنبياءَ وإيمانِهِم بالكتبِ ولو خالطَ ذلِكَ شركٌ وَتحريفٌ، بخلافِ منْ كانَت عبادَتُه حجرٌ أو صنمٌ أو حيوانٌ أو شيطانٌ، ألا توافقينَ على هَذا ؟
الكذبُ أنْ تتكلمي بأشياءَ تُخالفُ الحَقيقةَ، أنا لا أبْحَثُ في النوايا لأعرِف إنْ كنتِ تتعمَّدين الكذب أم لا وَلكِن افتِراءكِ على الإسْلامِ ما ليسَ فيهِ لا وَصفَ لهُ إلا الكذبَ.
وَعلى كلٍّ أعتذرُ مِنْكِ لو رأيتِ هَذا اللفظَ إساءَةً. وَبالطبعِ أدعو لكِ بالهِدايَةِ.
الضيفَة الكريمَة خاضعة
تقصدين أنَّهُ سُبْحانَهُ قالَ لنا أنْ "نقتلكم" وَ"نولع فيكم" صحيح ؟ لا بأسَ لنْ أُجادِلكِ في هَذا الاتِّهامِ الظالمِ .. ألا ترينَ أنَّهُ لو قالها لوَجَبَ علينا أنْ نَمْتَثِلَ ؟ أم ترينَ الواجبَ علينا أنْ نقبضَ عليهِ وَنسوقَهُ إلى الوالي وَنضربَهُ وَنبصُقَ عليهِ وَنصْفَعَهُ وَنُعريهِ وَنستهزئ بيه وَنُعيِّرُهُ وَنصلبُه بين لصَّينِ وَنقترعُ على ثيابِهِ ؟
ما هِيَ الطريقَةُ المُثلى للتعامُلِ مَعَ اللهِ مِنْ وِجْهَةِ نظرِكِ ؟
وَمَعَ ذلِكَ فإنَّ اللهَ سبْحانَهُ على شرككم بهِ وَكفرِكم بنبيِّهِ وَاستهزائكم بكلامِهِ وَسبِّكم إيَّاهُ في نسبَةِ الولدِ لهُ وَقولِكم إنَّهُ نزلَ مِنْ علياءِ مَجدِهِ مِنْ سماءِ عِزَّتِهِ وَعرْشِ قدرَتِهِ ليدخلَ فرْجَ امرأةٍ وَيتعلَّقَ برحِمِها وَيتغذَّى بدمِها ثمَّ يكونُ مِنْ أمرِهِ ما قلتُم، حتَّى وَصلَ بكم الحالُ مَعَ اللهِ ربِّ السماواتِ والأرْضِ وَما فيهنَّ بديعِ السماواتِ وَالأرْضِ وَما فيهِنَّ أنْ سمَّيتموهُ الحمل وَالخروف .. أقولُ وأنتُم على حالِكُم هَذا مَع اللهِ ربِّ العالمينَ لمْ يأمُرْنا أنْ نقتلكم وَلا أن نحرقكم - وَلو فعلَ ما ظلمَكُم - بلْ إنَّه حتَّى نهانا عَنْ أن نقربَكم بسوءٍ أو نمسَّكُم بظلمٍ، ولمْ يأمرنا حتَّى بأن نوقِفَ قدَّاساتِكم وَصلواتكم ونهدمَ دورَ عبادَتِكم التي فيها كلُّ شرِّكُم منْ سبٍّ للهِ وَاستِهزاءٍ بهِ وَافتراءٍ عليهِ وَشِرْكٍ بهِ، بلْ أمرَنا بأنْ نُحْسِنَ جوارَكُم وَنبرَّكُم وَنقْسِطَ إليكُم، وَسمَحَ لنا أنْ نُتاجِرَ مَعَكُم وَنأكلَ مِنْ طعامِكُم وَنتزوَّجَ مِنْ المُحصناتِ مِنْ نسائكم، لو كنتُ قاضيا وَحضرَ أمامي مُسلِمٌ وَنصرانيٌّ وَالحقُّ للنصرانيِّ فلا يَحِلُّ لي أنْ أحكمَ للمُسلِمِ، لو كنتُ جرَّاحا وَحضر أمامي للجِراحَةِ مُسلِمٌ وَنصرانيٌّ وَالثاني أولى لا يَحلُّ لي أنْ أبدأ بالمُسلِمِ.
وَمَع كلِّ ما أمرَنا اللهُ تعالى بهِ مِنْ برِّكم والإحْسانِ إليكم مِمَّا لمْ تُعامِلْ بهِ أمَّةٌ مِنَ الأمَمِ غيرَها مِنَ الأمَمِ في التاريخِ الإنْسانيِّ كلِّهِ لا ترونَ إلا "الجزيَة" ذلك القدر الضئيل بالغ الضآلة مِنَ المالِ الذي يُفرَضُ على عددٍ مَحدودٍ مِنْكُم بضوابط خاصَّة تجَعلهُ لا يُمثِّلُ عبئا عليكم وَلا يضرُّكم في حياتِكم، لا تجدونَ إلا هَذا تعيبون بهِ على الإسْلامِ وَتُعيِّرونَهُ بهِ !! وأنتُم تقبضونَ مُقابلَهُ أمْنا وأمانا ورغدا في العيشِ وَبرا في الجوارِ وَإكراما في المُعاملةِ وَتعيشونَ أفضلَ حياةٍ في غيرِ خوفٍ وَلا فاقَةٍ إلا ما يسري عليكم مِنَ ابتلاءاتِ اللهِ .. فالله المُستعان.
أما سألتِ نفْسَكِ لِماذا أسلمَ أهلُ مِصرَ لما أتاهُم الإسْلامُ مَعَ أهلِ الجزيرِةِ ؟ أما سألتِ نفسَكِ لِماذا عاشَ أهلُ مِصرَ النَّصارى أكثر مِن ألفِ عامٍ بجوارِ مُسلمي مِصرَ بغيرِ أنْ تقعَ لهُم مَذبحَةٌ واحِدَةٌ كما يَحدثُ مِنْ جميعِ الأمَمِ غيرِ المُسْلِمَة ؟ كَمْ عَدَدُ المَجازِرِ التي ارتكبها اليهودُ بحقِّ الفلسطينيين ؟ كَمْ عَدَدُ المَجازِرِ التي ارتكبتْها الكنيسَةُ بحقِّ المُسلمين وَاليهودِ وأصحابِ المِللِ الأخرى ؟ وَهؤلاءِ وأولئك هُم أصحابُ الكِتاب المُقدَّسِ الذينَ تتغنُّون بهِ عَنْ المَحبَّة وَهو ملئ بأوامِرِ سفكِ الدِّماءِ وَاغتصابِ النِّساءِ !! ماذا فَعلت أمريكا بفيتنام ؟ ماذا فعلت بالعراقِ ؟ ماذا فعلت بهيروشيما وَناجازاكي ؟ أم تراكِ نسيتِ هَذِهِ الوَحشيَّة الشيطانيَّة المُرعبة ؟ نسيتِ تفجيرَ مدينتين يابانيتين آمنتين بالقنابل النوويَّة !!! وَماذا عَنْ قصفِ طوكيو بالنابالم ؟ ماذا فعلَ هِتلر وَمِنْ خلفِهِ الشعبُ الألمانيُّ المُحترَمُ بالمُخالفينَ لهُم ؟ وَتتكلمين عَنْ الجِزيَة ؟ وَتتكلمينَ عَنْ الإسْلامِ ؟!! أخبريني عَنْ ربِّك الذي نزلَ مِنْ فوقِ عرشهِ واتَّضعَ لليهودِ ليبصقوا عليه وَيضربوهُ وَيصلبوه وَيقتلوه حبًّا ورحمَة بالبشرِ ليغفرَ لهُم .. أينَ كانت هَذهِ الرحمَةُ - المُدَّعاة - لمَّا حلَّقت القاذفةُ الأمريكيَّة فوقَ هيروشيما وَانفتحَ بطنُها لتسقُط مِنْها قنبلة ذريَّة ؟ كان بيمسح التفافة ؟!!
هلْ الكِتابُ المُقدَّسُ يأمرُكم بأنْ تأخذوا الجزيَةَ مِنَ المُسلمينَ ؟
هوا كان في مُسلمين أياميها ؟!!
طيِّب سأفترِضُ مَعَكِ أنَّ الكِتابَ المُقدَّسَ يأمرُكم أن تأخذوا مِنَّا الجزيَة.
فهَذا الأمْرُ لنْ يَعدوا شيئا مِنَ اثنينِ
* تحريفا بشريًّا مِنْ جُملةِ التحريفاتِ التي لحِقَت بالكتابِ.
* أمرا إلهيًّا أصيلا مِنْ جُملةِ الأوامِرِ الإلهيَّةِ التي بقيَت مَحفوظة مُصانة حتَّى اليوم.
فإذا كانَ تحريفا فلا يَجبُ العَملُ بهِ، فكيفَ سنعرِفُ إنْ كانَ تحريفا أم أمرا إلهيًّا أصيلا ؟!!
فيجبُ أوَّلا أنْ نتأكَّد مِنْ أصالةِ هَذا الأمرِ.
وَلنفرض أيضا أنَّنا استطعنا التأكُّدَ مِنْ هَذا الأمرِ. فالقاعِدَةُ المُستقِرَّةُ عِندنا أنَّ جميعَ الأوامِرِ الإلهيَّةِ الباقيَةِ فيهِ مَنسوخَةٌ بالقرآنِ الكريمِ لأنَّ القرآنَ هوَ اللحِقُ وَالخاتمُ .. وَسنَّةُ اللهِ وَقضاؤهُ في أنبيائهِ وَرِسالاتِهِ وَكتُبهِ أنَّ اللاحِقَ مِنْها يَنسخُ السابقَ، وَلِهذا نسختم العهد القديمَ بالعَهْدِ الجديدِ - أليسَ كذلِكَ -.
فالخلاصَةُ أنَّ الله تعالى لمْ يأمُرْكم أن تأخذوا مِنَّا الجزيَة .. ولو أمرَكم لدفعناها لكُم بطيبِ خاطِرٍ قبْلَ أنْ تُطالبوننا بها.
هَلْ تستشهدينَ بدولةٍ عَلمانيَّة ؟ هَلْ جاءَ المسيحُ ليُقيمَ دينَ العلمانيَّة ؟
سواءٌ الجِزيَة وَالزكاة وَغيرُها مِنَ الأموالِ تَذهبُ لبيتِ مالِ المُسلمينَ قبْلَ أنْ تُصرَفَ في مَصارِفِها، وَبيتُ مالِ المُسلمينَ يُنفَقُ مِنْهُ على المُسلمين وَعلى غيرِهِم، فلو كانَ في أرْضِ الإسْلامِ فقيرٌ مِنْ أهْلِ الذمَّةِ مِنْ أينَ سيأكلُ ؟ أليسَ مِنْ بيتِ مالِ المُسلمين ؟ لو كان في أرْضِ الإسْلامِ مريضٌ لا يَملكُ ثمَنَ العِلاجِ مِنْ أينَ سيأتيهِ العِلاجُ أليسَ مِنْ بيتِ مالِ المُسلمين ؟ لو فيهِم مَنْ انهدَمَ بيتُهُ أو أصيبَ بعاهَةٍ أو حزبَهُ دَينٌ ألا يُعطى مِنْ بيتِمالِ المُسلمين ؟ الطرقُ وَالمصالحُ وَالمرافِقُ التي ستُبنى في أرْضِ الإسْلامِ هَلْ ستكونُ حِكرا على المُسلمين ؟
وَهذا خطأ، هَذا ليسَ مِنَ الإسْلام في شئ، الإسْلامُ يُلزِمُ الحاكِمَ بالقيامِ على جَمْعِ الزكاةِ وَصرْفِها في مَصارِفِها، لِهذا لمَّا امْتَنَعت بَعْضُ القبائلِ عَنْ دَفعِ الزكاةِ بعدَ وَفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم قاتلَهُم الحاكمُ المُسلمُ آنذاك وَهوَ أبو بكر الصديقُ رَضيَ اللهُ عَنْهُ رَغمَ أنَّ الدولةَ كانَت لا تحتملُ الاقتِتالَ الداخِليَّ بسببِ تربُّصِ أعدائها بها وَبسبب تصدُّعها بوفاةِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم وَبعدَ أنْ كانَ المُسلمونَ قدْ ناطحوا القوتين العُظميين في ذلِك الوَقتِ الفُرْس وَالرومَ، رغمَ كلِّ هَذا قاتلهُم على الزكاةِ لأنَّهُ مُلزَمٌ بذلِكَ وَلا اختيارَ لهُ في أخذِها وَترْكِها.
أكرِّرُ قولي، لا تحكمي على الإسْلامِ مِنْ خلالِ واقِعٍ مُشوَّهٍ أنشأتْهُ العلمانيَّة الحديثَة.
الجزيَةُ أحْكامُها مَبسوطَةٌ في كتبِ الفِقْهِ الإسْلاميِّ وَهِيَ كالزكاةِ نظامٌ مُتكامِلٌ بضوابطهِ وأصولِهِ وَتفريعاتِهِ، فالمَسألةُ ليسَتْ فقط "خدوها وخلاص" فلو كان الأمرُ كذلك لكان المسلمونَ قدْ جَمعوا أموالا طائلة مِنكم، الحَقيقةُ أنَّ الجزيَة قيدٌ على المُسلمينَ لا على النَّصارى، فالحاكمُ المُسلِمُ المُنتصِرُ كعمرَ بن الخطابِ رَضي اللهُ عَنْهُ كانَ يستطيع أن يجمعَ المالَ مِنْ جميعِ أهْلِ مِصرَ على سبيل المِثالِ وَبمبالغ طائلة دونَ مُراعاةٍ لحالةِ الشخصِ، أقولُ كانَ يَستطيعُ أنْ يَفْعَلَ ذلك كما فعَلهُ جميعُ المُحتلين قديما وَحديثا لولم يَكن الإسْلامُ قدْ هذَّبَهُ وَقوَّمَهُ وَحدَّ لهُ الحَدَّ الذي لا يَملِكُ أنْ يَتخطَّاه .. ألا توافقينني على هَذا ؟
وَالجِزيَةُ تؤخَذُ مِنْ أهلِ الكِتابِ فقط اليهودِ وَالنَّصارى، وَهَذا كما ترينَ تمييزٌ لهُم لاتِّباعِهِم الأنبياءَ وإيمانِهِم بالكتبِ ولو خالطَ ذلِكَ شركٌ وَتحريفٌ، بخلافِ منْ كانَت عبادَتُه حجرٌ أو صنمٌ أو حيوانٌ أو شيطانٌ، ألا توافقينَ على هَذا ؟
الكذبُ أنْ تتكلمي بأشياءَ تُخالفُ الحَقيقةَ، أنا لا أبْحَثُ في النوايا لأعرِف إنْ كنتِ تتعمَّدين الكذب أم لا وَلكِن افتِراءكِ على الإسْلامِ ما ليسَ فيهِ لا وَصفَ لهُ إلا الكذبَ.
وَعلى كلٍّ أعتذرُ مِنْكِ لو رأيتِ هَذا اللفظَ إساءَةً. وَبالطبعِ أدعو لكِ بالهِدايَةِ.
تعليق