كم قتلت المحبة كتاب تقلب صفحاته بنفسك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم قتلت المحبة ؟؟
إعداد ياسر جبر
أهم الحروب المسيحية الدينية والسياسية.
والاضطهاد الديني المسيحي للمسلمين واليهود وللطوائف المسيحية الأخرى
المقدمةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم قتلت المحبة ؟؟
إعداد ياسر جبر
أهم الحروب المسيحية الدينية والسياسية.
والاضطهاد الديني المسيحي للمسلمين واليهود وللطوائف المسيحية الأخرى
المحبة.. المحبة .... شعار وعنوان نراه ونقرأه على واجهات المتاجر, ونسمعه كثيرا" حيث يردده النصارى في كل مناسبة , ويعلنون ليلا" ونهارا" أن المسيحية تأمر بالمحبة والمسيحية هي المحبة والله محبة والرب قال أحبوا أعداءكم ونحن أهل المحبة ومن ضربك على خدك الأيمن أعطي له الأيسر , وغيرها من أكاذيب نسمعها ولا نراها على أرض الواقع ولم يذكر لنا التاريخ أبدا" أنها تحققت !.
لقد رددوا شعار المحبة كثيرا" وأسرفوا في ترديده حتى نشأت أجيال صدقت هذا الشعار , فآمن كثير من النشأ أن المسيحية دين محبة وأنه إن ساق بعض النصارى حرربا" فهي من أجل المحبة والسلام , ولايعلم النشأ الذي تم تضليله إعلاميا" أنه منذ عشرات السنين فقط قتلت المحبة أو المتشدقين بالمجبة مئات الملايين , أغلبهم من المدنيين الأبرياء لأنهم يخالفونهم في الرأي , أو لأنهم لا يعتقدون في الثالوث أو ألوهية المسيح عليه السلام الذي لم يقل أنا إله أو أن هناك ما يسمى بالثالوث أبدا" .
فهل شعار المحبة عجز أصحابه أن يطبقوه لعدم صلاحيته للحياة ؟, أم أنه لا توجد محبة إلا في لحظات الضعف وعدم القدرة على رد العدوان ؟.
سيجيب هذا الكتاب بعون الله تعالى على دعوى المحبة وهل هناك محبة فعلا" أم هي أغاني وأناشيد وعناوين مكتبات وبوتيكات.
تفنيد ادعاء المحبة سيكون عن طريق :
1- هل هناك نصوص تدعوا لقتل المدنين وليس إلى المحبة ؟ , ونكرر قتل المدنيين والنساء والأطفال, فيجب أن نفرق بين قتال دولة وبين قتل مدنيين.
2- ما هي شهادة التاريخ عن أفعال أهل المحبة ؟؟
2- ما هي شهادة التاريخ عن أفعال أهل المحبة ؟؟
وأمامنا واحد من خمسة احتمالات :
الأول : إن لم نجد نصوص من الكتاب المقدس تأمر بقتل المدنيين ولم نجد أفعال وأحداث من التاريخ لقتل للمدنيين على يد النصارى , إذن فعلا" المسيحية هي دين المحبة نصوصا" وفعلا".
الثاني : إن وجدنا أفعال قتل بدون نصوص مقدسة تأمر بالقتل , حكمنا بالبراءة واعتذرنا وقلنا أنهم لم يفعلوا ذلك إلا خروجا" عن دين المحبة.
الثالث : إن وجدنا نصوص من الكتاب المقدس تأمر بقتل المدنيين ولم نجد أفعالا" تطبق هذه النصوص , اعتذرنا أننا لم نفهم المراد من النصوص وأقررنا أن المسيحية دين المحبة.
الرابع : إن تعارضت النصوص فوجدنا نصوص تأمر بالقتل وأخرى تأمر بالمحبة, رجعنا للأفعال لنرى أي من النصوص يتم الرجوع إليها وتنفيذها عند القدرة. , فلا مجال لمناقشة العفو عند ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
خامسا" :إن اجتمعت نصوص من الكتاب المقدس تحض على القتل مع ثبوت أحداث القتل في التاريخ للقتل من أجل الدين أو الفكر أو العنصرية , إذن المحبة ما هي إلا خدعة وأكذوبة يتم ترويجها.
الثاني : إن وجدنا أفعال قتل بدون نصوص مقدسة تأمر بالقتل , حكمنا بالبراءة واعتذرنا وقلنا أنهم لم يفعلوا ذلك إلا خروجا" عن دين المحبة.
الثالث : إن وجدنا نصوص من الكتاب المقدس تأمر بقتل المدنيين ولم نجد أفعالا" تطبق هذه النصوص , اعتذرنا أننا لم نفهم المراد من النصوص وأقررنا أن المسيحية دين المحبة.
الرابع : إن تعارضت النصوص فوجدنا نصوص تأمر بالقتل وأخرى تأمر بالمحبة, رجعنا للأفعال لنرى أي من النصوص يتم الرجوع إليها وتنفيذها عند القدرة. , فلا مجال لمناقشة العفو عند ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
خامسا" :إن اجتمعت نصوص من الكتاب المقدس تحض على القتل مع ثبوت أحداث القتل في التاريخ للقتل من أجل الدين أو الفكر أو العنصرية , إذن المحبة ما هي إلا خدعة وأكذوبة يتم ترويجها.
ومصادرنا بعون الله تعالى لن تكون إلا مصادر مسيحية أو عالمية, إلا فيما ندر للاستئناس.
والمصادر المسيحية إن شهدت على نفسها في أمر من الأمور , تكون قد قدمت دليل إدانة , وإن أنكرت أمرا" فيجب عليها تقديم الدليل على الإنكار.
فلايلزم الدليل على الاعتراف ولكن يلزم على الانكار , وكمثال توضيحي على ذلك, إن شهد شخص بالمحكمة أنه قد اقترض مبلغا" من فلان, ثم قال أنا رددت له المبلغ, فعليه إحضار دليل على رده للمبلغ ولا يطالب بدليل على أنه اقترض المبلغ لأن في شهادته على نفسه لا يلزم الدليل .
مادة تاريخية مختصرة من الكتب التالية :
1- معجم الحروب – د.فردريك معتوق.
2- موسوعة قصة الحضارة - وول ديورانت .
3- الحملة الصليبية الأولى وفكرة الحروب الصليبية – جوناثان ريلي سميث.
4- بونابرت في مصر – ج. كريستوفر هيرولد- ترجمة فؤاد أندراوس.
5- تاريخ الكنيسة المصرية- لويزا بوتشر.
6- الحمر والبيض والسود – جاري ب . ناش.
فلنتعاون لنشره على مواقع أخرى . الدال على الخير كفاعله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول.
الاضطهاد المسيحي للمسيحيين المخالفين وقتل المرتدين.
1- محاكم التفتيش :
من موسوعة قصة الحضارة وتحت عنوان محكمة التفتيش , جاءت صفحات تبين الإرهاب الفكري الفكري الذي مارسته الكنيسة الكاثوليكية للمسيحيين , فلم تحارب محاكم التفتيش الأوروبية المرتد فقط , بل حاكمت كل من يفكر في الدين أو يتناقش في أمر من أمور العقيدة فأطلقت عليه وصف مهرطق وأسلمته إلى القتل حرقا" , وإن اعترف يتم تخفيف الحكم عليه بأن يشنق قبل أن يحرق .
وفي نفس الصفحات المفزعة لتاريخ المسيحية , نقرأ عن إضطهاد اليهود وتخييرهم بين الدخول في المسيحية أو الطرد من أسبانيا , ثم نقرأ عن التعميد بالإكراه , ثم عن اختطاف أطفال اليهود وعزلهم في جزر منعزلة لتنشئتهم مسيحيين , ثم إضهاد المسلمين وتخييرهم بين التعميد أو الرحيل مع منعهم من اصطحاب أطفالهم في حالة رحيلهم بل يتم تعميد الأطفال لينشئوا عبادا" للمسيح عليه السلام .
والأحداث لن نستخرجها من كتاب يهودي أو إسلامي بل هي من كتاب تاريخ مسيحي لمؤرخ حظى باحترام وثقة كل العالم بكتابتة لتاريخ البشرية حتى القرن التاسع عشر .
سنترك الموضوع بدون تعليق , وأمام القارئ الكريم جزء من شهادة التاريخ عن المحبة الدامية مع العلم أننا قمنا بحذف فقرات بين النصوص لا تمت للموضوع سلبا" أو إيجابا" من أجل الاختصار ( مثال لذلك وصف الكاتب للأثار والمباني في مدينة لحظة دخول القوات المحاربة لها ) , كذلك قمنا باختصار بعض الفقرات بحذف جمل كاملة لا تؤثر في الموضوع بل تستفيض في شرح يكفي القليل منه ( مثال لذلك الوصف التفصيلي لمذبحة سان بارتيملي وأسماء الأشخاص وكيف تم طعن قاائد البروتستانت وغيرها... ) . ولم نتدخل في تركيب أي جملة بل تركنا الجمل على حالتها بأسلوب الترجمة العربية.
من موسوعة قصة الحضارة :
انتشر مبدأ محكمة التفتيش في يسر بين الأشخاص الذين لم تتأثر مذاهبهم الدينية بالتعليم والرحلة، والذين كانت عقولهم أكثر خضوعاً لحكم العادة والخيال. واعتقد جميع مسيحي القرون الوسطى تقريباً عن طريق تعليمهم في الطفولة والوسط الذي عاشوا فيه بأن الكتاب المقدس من وحي اللّه بكل لفظ فيه، وأن ابن اللّه قد أنشأ الكنيسة المسيحية مباشرة. وبدا أنه ينتج عن هذه المقدمات أن اللّه يريد أن تكون جميع الأمم مسيحية وأن الإيمان بديانات غير مسيحية يعد كبيرة في حق اللّه. يضاف إلى ذلك، أنه ما دامت كل هرطقة مادية تؤدي بالضرورة إلى عقاب أبدي فإن المختصين منها قد يعتقدون أنهم بإرهاق روح هرطيق، إنما ينقذون الهدى الكامن فيه وربما أنفذوه هو نفسه من الجحيم الأبدي.
وشرعت محكمة التفتيش القوانين والإجراءات الخاصة بها. وكانت قبل أن تقيم قضاتها في مدينة من المدن تذيع في الشعب عن طريق منابر الكنائس منشوراً دينياً "يطالب كل من له علم بهرطقة أن يكشف عنها لرجال التفتيش. وشجع كل امرئ على أن يكون شاهدا، ليبلغ عن جيرانه وأصدقائه وأقاربه. ولم يكن يسمح في القرن السادس عشر مع ذلك باتهام الأقربين ووعد المبلغون بالسرية الخالصة والحماية التامة، وأوقع حرم صارم- أي حرمان ولعنة- على هؤلاء الذين يعرفون هرطيقاً ويخفونه. فإن ظل يهودي معمد يأمل في عودة المسيح، وإذا حافظ على قواعد الطعام التي في الشريعة الموسوية وإذا اعتبر السبت يوم عطلة وعبادة أو غير ملابسه لذلك اليوم، وإذا احتفل بأي وجه من الوجوه بيوم من أعياد اليهود، وإذا ختن أي واحد من أطفاله أو أسماه باسم عبري، أو باركهم دون أن تقوم بعلامة الصليب، وإذا صلى بحركات رأسه أو ردد مزموراً من مزامير الكتاب المقدس دون أن يضيف تمجيد الله في الأعالي، وإذا اتجه بوجهه إلى الحائط وهو يحتضر، فإذا فعل هذا وأمثاله، كانت عند رجال التفتيش من الشواهد على الهرطقة السرية التي لابد من إبلاغها إلى المحكمة فوراً. ولكل من يشعر بأنه اقترف هرطقة فله في خلال "مهلة صفح" أن يأتي إلى المحكمة ويعترف بها، فيحكم عليه بغرامة أو تفرض عليه كفارة ويصفح عنه بشرط أن يكشف عن كل ما يعرفه عن هراطقة آخرين.
ويلوح أن قضاة محكمة التفتيش كانوا يفصحون بعناية القرائن التي جمعها المبلغون والمحققون. حتى إذا اقتنعت المحكمة بالإجماع بإدانة شخص من الأشخاص فأنها تصدر أمراً بالقبض عليه. ويتحفظ على المقبوض عليه في سجن انفرداي، حيث لا يسمح لغير عملاء محكمة التفتيش بالتحدث إليه، ولا يزوره أحد من أقربائه. وكان يقيد بالسلاسل عادة. ويطلب إليه أن يستحضر معه فراشه وملابسه، وأن يدفع جميع نفقات محبسه وطعامه. فإذا لم يقدم المال الكافي لهذا الغرض فإنه يباع القدر المناسب من متاعه ليفي بالمبلغ المطلوب.
ولم يكن يخبر المتهم أولا عن التهم الموجهة ضده، وإنما يستدعى لمجرد الاعتراف بتقصيره كما تقضى بذلك العقيدة والعبادة الصحيحتان وأن يشي بكل الأشخاص الذين يتهمون بالهرطقة. فإن أقنع اعترافه المحكمة فقد يصدر عليه حكم غير الإعدام، وإذا أبى الاعتراف سمح له باختيار محامين للدفاع عنه، ويتحفظ عليه في الوقت نفسه في سكن انفرادي. وفي كثير من الأحوال كان يعذب ليكره على الاعتراف وتستمر القضية عادة شهوراً، ويكفي التقييد بالسلاسل في السجن الانفرادي غالباً للحصول على أي اعتراف.
ولم يكن يلجأ إلى التعذيب إلا بعد أن يقترع عليه أغلبية قضاة المحكمة على أساس أن الذنب محتمل، وإن كانت القرائن لا تقطع به. ويؤجل التعذيب الذي يحكم به على هذا النحو غالباً على أمل أن الفزع منه يدفع إلى الاعتراف ويبدو أن قضاة التفتيش اعتقدوا بإخلاص أن التعذيب خدمة للمدافع عن نفسه وهو الذي سبق أن عد مذنباً، فقد يكسبه بالاعتراف عقاباً أخف، بل أنه إذا حكم بإعدامه بعد اعترافه يحصل من قسيس على المغفرة تنجيه من الجحيم؛ ومع ذلك، لم يكن الاعتراف بالذنب كافياً، فقد يلجأ إلى التعذيب مع مدافع عن نفسه لإكراهه على ذكر شركائه في الهرطقة أو الجريمة. وربما عذب الشهود المتناقضون للكشف عمن يذكر الحقيقة منهم؛ وقد يعذب العبيد ليقيموا الدليل على ساداتهم. ولم يكن هناك حد في السن ينقذ الضحايا، ذلك أن فتيات في الثالثة عشرة ونسوة في الثمانين قد ألزمن العذراء ( العذراء هي وسيلة تعذيب ).
وكانت العقوبة القصوى هي الإحراق في المحرقة. وهي للذين حكم عليهم بأنهم اقترفوا هرطقة عظيمة، ولم يعترفوا قبل بدء المحاكمة، ولأولئك الذين اعترفوا في الوقت المناسب وخففت عنهم عقوبتهم أو صفح عنها ولكنهم ارتدوا إلى الهرطقة.
...وإذا لم يعترف إلا بعد صدور الحكم عليه، فإنه يغنم الرحمة بشنقه قبل إحراقه، ولما كانت الاعترافات في اللحظة الأخيرة كثيرة، فقد أصبح إحراق الأحياء نادراً نسبياً، أما الذين يحكم عليهم بالهراطقة الكبيرة، وينكرون ذلك إلى النهاية، يحرمون من الكنيسة المقدسة، ويتركون برغبة محكمة التفتيش للجحيم الأبدي.
عين فرديناند وإيزابلا القضاة الأوائل لمحكمة التفتيش في سبتمبر من عام 1480، لمنطقة إشبيلية. .... واحتفل بأول محرقة أثمرتها محكمة التفتيش الإسبانية في السادس من فبراير لعام 1481 بإحراق ستة من الرجال والنساء. وما أن جاء الرابع من نوفمبر للعام نفسه، حتى كان قد أحرق ثمانية وتسعون ومائتا شخص وسجن مدى الحياة تسعة وسبعون شخصاً.
كم بلغت كثرة الضحايا ؟ قدر ليورنت . بأنهم بلغوا بين عامي 1480 و 1488 ثمانية آلاف وثمانمائة أحرقوا، وستة وتسعين ألفا وأربعمائة وتسعين عوقبوا، وبين عامي 1480- 1508 بواحد وثلاثين ألفا وتسعمائة وأثنى عشر أحرقوا ومائتين وواحد وتسعين ألفا وأربعمائة وأربعة وتسعين حكم عليهم بعقوبات صارمة، وكانت هذه الأرقام في معظمها تخمينية. ويرفضها اليوم بصفة عامة المؤرخون البروتستنت ويعدونها تطرفا في المبالغة، يذهب مؤرخ كاثوليكي إلى أنه قد أحرق ألفان بين عامي 1480و1504، وألفان آخران حتى سنة 1758. وأحصى كاتب سر إيزابلا واسمه هرناندو ده بولجر عدد الذين أحرقوا، بألفين قبل عام 1490 وفاخر ذوريتا أمين محكمة التفتيش بأنها أحرقت أربعة آلاف في إشبيلية وحدها هناك ضحايا في معظم المدن الأسبانية، بل في الإمارات التابعة لأسبانيا مثل البليار وسردينيا وصقلية والأراضي الواطئة وأمريكا.
ونقص معدل الإحراق بعد عام 1500. ولا تصور الإحصائيات أياً كانت الفزع الذي عاش فيه العقل الأسباني في تلك الأيام والليالي.
كان الغرض من محكمة التفتيش أن ترهب جميع المسيحيين المحدثين والقدامى على السواء ليتمسكوا بالسنة الظاهرة على الأقل، على أمل أن يقضى على الهراطقة في مهدها وأن الجيل الثاني أو الثالث من اليهود المعمدين سوف ينسون يهودية أسلافهم. ولم تكن هناك نية للسماح لليهود المعمدين أن يرحلوا عن إسبانيا، فلما حاولوا الهجرة حرمها عليهم فرديناند ومحكمة التفتيش ولكن ماذا كان مصير اليهود غير المعمدين؟ لقد ظل حوالي مائتين وخمسة وثلاثين ألفاً منهم في إسبانيا المسيحية. فكيف السبيل إلى تحقيق الوحدة الدينية للدولة، إذا سمح لهؤلاء أن يمارسوا شعائر عقيدتهم وأن يصرحوا بها؟ ورأى توركيمادا استحالة ذلك، وأوصى بإكراههم على التنصر أو نفيهم.
وفي 30 مارس 1492-وهي سنة مزدحمة بالأحداث في تاريخ أسبانيا وقع فرديناند وإيزابلا مرسوم نفي اليهود. ومؤداه أن جميع اليهود غير المعمدين، أيا كانت أعمارهم أو أحوالهم، عليهم أن يتركوا أسبانيا في موعد غايته 31 يوليه، ولا يسمح لهم بالعودة، ومن يفعل عقوبته الإعدام، ولهم أن يتخلصوا من متاعبهم في هذه الفترة القصيرة بأي ثمن يحصلون عليه ولهم أن يأخذوا معهم المتاع المنقول وصكوك المعاملات دون النقد من ذهب وفضة.
وقبل ألف يهودي تقريبا التنصر، وسمح لهم بالبقاء، وترك أسبانيا أكثر من مائة ألف في موكب خروج طويل كئيب. وقبل رحيلهم زوجوا جميع أطفالهم الذين فوق الثانية عشرة. وساعد الصغار الكبار، وأعان الأغنياء الفقراء. وسار الحجيج على متون الخيل أو الحمير وفي العربات أو على الأقدام. وناشد المسيحيون الطيبون المنفيين عند كل منعطف أن يذعنوا للتعميد. فقابل الربانيون ذلك بأن أكدوا لأشياعهم بأن الله سيهديهم إلى أرض الميعاد، وذلك بأن يفتح لهم معبرا في البحر كما فعل لآبائهم في القديم. وانتظر المهاجرون الذين أجمعوا في قادس يملؤهم الأمل بأن يتفرق الماء ويسمح لهم بالعبور إلى إفريقيا دون أن تبتل أقدامهم. فلما إنجاب عنهم الوهم دفعوا الأجور الباهظة للنقل بالسفن وفرقت العواصف أسطولهم الذي كان يتألف من خمس وعشرين سفينة، وردت ست عشر منها إلى أسبانيا حيث آثر الكثيرون من اليهود اليائسين التعميد على دوار البحر. وتحطمت سفينة بخمسين من اليهود بالقرب من صقلية، فسجنوا عامين ثم بيعوا رقيقاً. ولم يجد الآلاف الذين أبحروا من جبل طارق ومالقة وبلنسية أو برشلونة، في العالم المسيحي بأسره إلا إيطاليا الراغبة في استقبالهم بدافع إنساني.
كانت البرتغال أكثر الأهداف ملاءمة للمهاجرين. فقد وجدت فيها من قبل جماعة كبيرة من اليهود، وبلغ بعضهم مكانة من الثراء والمركز السياسي في كنف ملوك لا يضمرون لهم عداوة. ولكن جون الثاني أفزعه عدد اليهود الإسبان-ربما بلغوا ثمانين ألفا - الدين تدفقوا عليها. فمنحهم مهلة ثمانية أشهر، عليهم أن يرحلوا بعدها.
وهام مائتان وخمسون يهودياً على ظهر سفينة في البحر أربعة أشهر؛ ترفض ميناء بعد ميناء نزولهم، لأن الطاعون لما يزل متفشيا بينهم. واعتقل قرصان بسكاي إحدى السفن ونهبوا ركابها ثم إستاقوا السفينة إلى مالقة، حيث خير القسس والحكام اليهود بين التعميد أو الموت جوعا. وبعد أن مات خمسون منهم زودت السلطات الباقين بالخبز والماء وطالبتهم بالإيجار إلى إفريقيا.
وما أن انتهت مهلة الثمانية أشهر، حتى باع جون الثاني بيع الرقيق، أولئك اليهود المهاجرين الذين بقوا في البرتغال وانتزع الأطفال دون الخامسة عشرة من آبائهم وأرسلوا إلى جزر القديس توماس لينشئوا تنشئة مسيحية. ولما ذهبت التوسلات إلى منفذي المرسوم عبثاً، فقد آثرت بعض الأمهات إغراق أنفسهن وأطفالهن، على تحمل الآم فراقهم، ومنحهم خليفة جون واسمه مانويل فرصة جديدة يجمعون فيها أنفاسهم، فقد حرر أولئك الذين استرقهم جون وحرم على القسس أن يثيروا الدهاء على اليهود، وأمر محاكمة أن ترفض جميع المزاعم بأن اليهود قتلوا أطفال المسيحيين باعتبارها حكايات خبيثة. ولكن مانويل خطب إيزابيلا في الوقت نفسه، وهي ابنة فرديناند وإيزابيلا ووريثتهما، حالما أن يوحد العرشين في فراش واحد ووافق الملكان الكاثوليكيان بشرط أن مانويل ينفي من البرتغال جميع اليهود غير المعمدين سواء أكانوا مواطنين أم مهاجرين. وخضع مانويل لهذا الشرط، مؤثرا الجاه على الشرف وأمر جميع اليهود والمسلمين في مملكته أن يتنصروا أو يطردوا من البلاد (1496). ولما وجد أن فئة قليلة منهم آثرت التنصر، وكره أن تباد المهن والصناعات التي تفوق فيها اليهود أم جميع الأطفال اليهود دون سن الخامسة عشرة، أن يفصلوا عن آبائهم وينصروا كرهاً. وعارض رجال الدين الكاثوليك هذا الجراء، ولكنه نفذ. فقد روى أحد الأساقفة "رأيت أطفالاً كثيرين يسحبون إلى حوض التعميد من شعورهم". واحتج بعض اليهود على ذلك بوأد أطفالهم ثم قتل أنفسهم، وأصبح مانويل شرساً، فعطل اليهود، ثم أمرهم بأن ينصروا كرهاً. فسحلوا إلى الكنائس، الرجال من لحاهم والنساء من شعورهن، وقتل كثيرون منهم نفسه في الطريق وأرسل المتنصرون البرتغاليون رسالة إلى البابا إسكندر السادس يرجون توسطه ولا يعرف رده، ولعله كان في مصلحتهم، لأن مانويل منح إذ ذاك (مايو 1491) جميع المتنصرين كرها إذنا رسمياً مدته عشرون سنة لا يقدمون أثناءها إلى أي محكمة بتهمة التشيع لليهودية. ولكن مسيحي البرتغال رفضوا منافسة اليهود معمدين وغير معمدين، فإذا جادل يهودي في معجزة تنسب إلى كنيسة في لشبونه فإن الغوغاء يمزقونه إربا(1506)، وانتشرت المذابح ثلاثة أيام لا يمنعها أحد، وقتل فيها ألفا يهودي ودفن مئات منهم أحياء. وأنكر المطارنة الكاثوليك هذه السورة من الغضب، وقتل راهبان دومينيكان حرصا على الشغب. واستتب السلام، أو كاد، باستثناء هذه الأحداث مدى جيل من الزمان.
وتم خروج اليهود الرهيب من إسبانيا. بيد أن الوحدة الدينية لم تكن قد تحققت بعد: فقد بقى المسلمون. ذلك أن غرناطة سقطت، ولكن سكانها المسلمين منحوا الحرية الدينية. وانتدب كبير الأساقفة هرناندو ده تالافيرا، حاكماً على غرناطة. فنفذ الميثاق في شئ من السرية وحاول أن يستدرج المسلمين إلى التنصير بالرفق والعدل. ولكن اكسيمينيس لم يوافق على مثل هذا الاعتناق للمسيحية. فألح على الملكة، بأن العهد لا يحافظ عليه مع الكافرين، وأقنعها بأن تصدر مرسوماً (1499) يخير المسلمين بين الدخول في المسيحية وبين مغادرة إسبانيا. وذهب بنفسه إلى غرناطة، وتسلط على طلبيرة وأغلق المساجد، ونصب المحارق العامة التي التهمت جميع الكتب والمخطوطات العربية التي وصلت إليها يده، وأشرف على التنصير الإجباري بالجملة. وكان المسلمون يمسحون الماء المقدس عن أطفالهم عندما يبتعدون عن عين القسيس ونشبت الثورات في المدينةوالولاية، وسحقت. وخير جميع المسلمين في قشتالة وليون بمقتضى مرسوم ملكي صدر في الثاني عشر من فبراير لعام 1502 بين الدخول في المسيحية ومغادرة البلاد وأعطوا لذلك مهلة غايتها آخر إبريل من العام نفسه. واحتج المسلمون بأن أسلافهم عند ما حكموا معظم إسبانيا، فإنهم سمحوا بالحرية الدينية، إلا في القليل النادر، للمسيحيين الذين تحت سلطاتهم، ولكن الملكين لم يتأثرا بهذا الاحتجاج وحرم على الأطفال الذكور دون الرابعة عشرة والإناث دون الثانية عشرة أن يغادروا إسبانيا مع آبائهم وسمح للأمراء الإقطاعيين بأن يحتفظوا بأرقائهم المسلمين على أن يوضعوا في الأغلال. ورحل الألوف، أما الباقون فقبلوا أن ينصروا بفلسفة أكبر مما فعل اليهود وتعرضوا باعتبارهم عربا موريسكيين محل اليهود المعمدين لتحمل عقوبات محكمة التفتيش على عودتهم إلى ديانتهم السابقة وترك إسبانيا إبان القرن السادس عشر ثلاثة ملايين من المسلمين المتظاهرين بالمسيحية ووصف الكاردينال ريشليه مرسوم عام 1502 بأنه "أمجد حادث في إسبانيا منذ عهد الرسل". واستطرد قائلا: "الآن أصبحت الوحدة الدينية في مأمن، وأوشك عهد من الازدهار أن يبزغ".[1]
2- قتل المرتد بين النصوص والتاريخ :
قامت محاكم التفتيش بعقاب كل من يفكر في أمر من أمور الاعتقاد المسيحي , مثل ألوهية المسيح عليه السلام أو ألوهية الروح القدس أو جدوى التعميد أو أن العذراء هي أم الإله أم هي أم الإنسان أو عصمة الكتاب المقدس , أو على من أنكروا ان المسيح عليه السلام يتجسد في الخبز الذي يتم تقديمه في القداس بالكنيسة , وكان العقاب يصل إلى القتل في كثير من الأحيان , وبالتالي كان عقاب المرتد عن المسيحية القتل بلا هوادة ولا رحمة ولا مراجعة ولا استتابة.
وتم الاستدلال على جواز قتل المرتد بنص واضح وصريح من الكتاب المقدس :
( تثنية 13 : 6 «وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ 7 مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا 8 فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ 9 بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً. 10 تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ.).
ومن أمثلة تطبيق حد الردة في العهد القديم ما جاء عن موسى عليه السلام أنه عندما عاد ووجد قومه يعبدون العجل قتل منهم 3000 رجل. ( خروج 32 : 28 فَفَعَلَ بَنُو لاوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاثَةِ الافِ رَجُلٍ. ).
كتب الشيخ أحمد ديدات-رحمه الله-: "هكذا دون استتابة ٍ تأمر التوراة بقتل المرتد ويعيبون على الإسلام قتل المرتد في حين أن القرآن الكريم قد أورد ذكر المرتد بموضعين لم يأمر الله بقتله في أي منهما بل اختص الله نفسه بعقاب المرتد مما يوحى بأن عقابه يوم القيامة أفظع من القتل وأشد. وإذا كان ثمّة أحاديث نبوية توصي وتأمر بقتل المرتد حفاظاً على معنويات ومقومات الجماعة المسلمة فإن هذه مسألة فقهية تجتهد الشريعة الإسلامية عن طريق الاستتابة وتقدير ملابسات الحالة من وقوع ضرر أو عدم وقوعه وحدوث حرابة أو خيانة أو عدم حدوث ذلك لتخفيف ما يمكن تخفيفه من عقاب، ما لم يكن الارتداد مؤكّداً مصحوباً بحرابة جماعة المسلمين مما يصل بمقترفة حدّ ما يسمونه بالخيانة العظمى.[2]
والمقصود بالاستتابة في الإسلام , هو إعطاء المرتد فرصة ليراجع نفسه عسى أن تزول عنه الشبهة وتقوم عليه الحُجة ويكلف العلماء بالرد على ما في نفسه من شبهة حتى تقوم عليه الحُجة إن كان يطلب الحقيقة بإخلاص وإن كان له هوى أو يعمل لحساب آخرين، يوليه الله ما تولى.
وإن كان الرد النصراني أن شريعة التوراة قد نسخت أو ألغيت بالعهد الجديد, نسألهم عن النصوص التي نسختها أو ألغتها عندهم أولا ولماذا كنت تطبقونها لمئات السنين إن كانت قد ألغيت ؟. أمثلة من التاريخ لقتل المرتد واضطهاد الطوائف الأخرى:
أ- إنجلترا :
جلب جيمس ( الملك جيمس – ملك إنجلترا ) على نفسه الخزي والعار بإحراق اثنين من طائفة الموحدين (الذين يرفضون التثليث ويقولون بالتوحيد) بتهمة الشك في ألوهية المسيح، برغم البراهين التي قدمها الملك إليهم (1612). ولكنه أحسن صنعاً في أنه لم يجز بعد ذلك الإعدام بسبب الخلاف الديني، فكان هذان الاثنان آخر من لقي حتفه بتهمة الكفر في إنجلترا. وباطراد التحسن في الحكومة الدنيوية، أخذت تسود. في بطء، الفكرة القائلة بأن التسامح الديني ينسجم مع الأخلاق العامة والوحدة الوطنية، وتغزو ما كان راسخاً في الأذهان، بطريقة تكاد تكون شاملة، من أن النظام الاجتماعي يتطلب ديانة وكنيسة لا ينازعهما أحد. وحاول ليونارد بوشر في كتابه "السلام الديني" (1614) أن يدلل على أن الاضطهاد الديني يوسع هوة الخلاف ويؤدي حتماً إلى النفاق، ويضر بالتجارة، وذكر جيمس بأن "اليهود والمسيحيين والأتراك المسلمين متسامحون في القسطنطينية، ومع ذلك فهم جميعاً مسالمون ويعيشون في سلام" على أن بوشر هذا يرى أن الأفراد الذين تشوب عقيدتهم شائبة الخيانة-ولعله يقصد الكاثوليك الذين يرفعون البابا فوق منزلة الملك-ينبغي أن يحرم عليهم عقد الاجتماعات، أو الإقامة في أبعد من عشرة أميال من مدينة لندن.[3]
ب- فرنسا :
عندما نشر الأسقف بريسونيه عام 1523 على أبواب كاتدرائيته كتاباً للبابا عن صكوك الغفران مزقه جان لكلير، وكان يعمل في تمشيط الصوف في مو ووضع مكانها إعلاناً ملصوقاً يصف البابا بأنه مناهض للمسيحية، فقبض عليه، ووسم بالنار على جبهته (1525) بناء على أمر المجلس النيابي لباريس. فانتقل إلى ميتز وهناك حطم التماثيل الدينية، التي كان من المقرر أن يمر أمامها موكب لتقديم البخور. وقطعت يده اليمنى واجتث أنفه، وانتزعت حلمتا ثدييه بملقط، وربط رأسه بشريط من الحديد المحمى إلى درجة الاحمرار. وأحرق حياً (1526). وأرسل عدد كبير من المتطرفين الآخرين إلى المحرقة في باريس بتهمة "التجديف" أو لإنكارهم ما للعذراء والقديسين من تفويض في الشفاعة (1526-27).[4]
ج- إيطاليا :
في عام 1500 أحرق جيورجيو نافارا في بولونيا لأنه، على ما يظهر، أنكر ألوهية المسيح، ولم يكن له من يحميه من الأصدقاء أصحاب النفوذ. وفي ذلك العام نفسه أعلن أسقف أرندا أن ليس ثمة جنة ولا نار، وأن صكوك الغفران ليست إلا وسيلة لجمع الأموال، ولم يوقع عليه مع ذلك أي عقاب. وفي عام 1510 أراد فردناند الكاثوليكي أن يدخل محاكم التفتيش في نابلي، ولكنه لقى مقاومة عنيفة من جميع السكان على اختلاف طبقاتهم اضطر معها إلى التخلي عن هذه المحاولة.[5]
د- إضطهاد البروتستانت للكاثوليك ردا" على محاكم التفتيش :
وكان الاضطهاد الديني للهراطقة، الذي قام به الكثالكة منذ عهد بعيد، قد نهض به وقتذاك البروتستانت في إنجلترا، وكذلك في سويسرة وألمانيا اللوثرية، وذلك بمطاردة الهراطقة والكثالكة. وأعد كرانمر بياناً بالهرطقات التي يعاقب مرتكبوها بالإعدام إذا لم يرتدوا عنها، وتضمنت تأكيد وجود المسيح حقاً في القربان المقدس أو السيادة الكنسية للبابا، وإنكار الوحي في العهد القديم، أو الطبيعتين في المسيح أو التزكية بالإيمان. وذهبت جوان بوشر الكونتيسة إلى المحرقة لشكها في تجسد الإقنوم الثاني (1550). وقالت لريدلي: أسقف لندن البروتستانتي الذي توسل إليها أن تتراجع عما تقول: "لقد أحرقتم آن أسكيو منذ عهد غير بعيد من أجل قطعة من الخبز (لإنكارها التجسد)، ومع ذلك حدث أن آمنتم بالعقيدة التي أحرقتموها من أجلها، وأنتم سوف تحرقونني الآن من أجل قطعة من اللحم (تشير إلى العبارة الواردة في الإنجيل الرابع). "لقد صنعت الكلمة لحماً، وسوف تؤمنون بهذا أيضاً آخر الأمر". ولم يحرق في عهد إدوارد إلا هرطقيان، ومهما يكن من أمر فإن كثيراً من الكثالكة سجنوا لحضورهم القداس أو لانتقادهم علناً العقيدة المحافظة المقبولة. وأقيل القساوسة الكاثوليك المتشبثون بآرائهم من مناصبهم وأرسل بعضهم إلى سجن البرج، وعرض على جاردنر، وكان لا يزال هناك، الحرية إذا وافق على التبشير بالعقيدة التي يقول بها أنصار الإصلاح الديني. وعندما رفض نقل إلى "مسكن أحقر" في البرج وحرم من الورق والقلم والكتب. وفي عام 1552 أصدر كرانمر كتابه الثاني عن الصلاة العامة وفيه أنكر وجود المسيح حقاً في القربان المقدس، ونبذ تقديم القربان المقدس بالمسيح المغالى فيه، وراجع في ظروف أخرى الكتاب الأول باتجاه بروتستانتي.[6]
هـ - مذبحة لإحدى طوائف البروتستانت :
ولعلنا نتعاطف أكثر مع "المهرطقين" الألبيين الذي بكاهم ملتن في سونيتة سماها "حول المذبحة الأخيرة في بييدمونت". وبيان ذلك أنه كان يسكن الأودية الرابضة بين بييدمونت السافواوية ودوفينه الفرنسية قوم يدعون الفودوا، هم حفدة "الفالدنيز" الذين سبقوا حركة الإصلاح البروتستنتي وعاشوا بعدها، والذين احتفظوا بعقيدتهم البروتستنتية خلال عشرات التقلبات التي طرأت على القانون والحكومة. وفي 1655 انضم الدوق شارل ايمانويل الثاني أمير سافوي إلى لويس الرابع عشر في تنظيم جيش لإكراه هؤلاء الفودوا على اعتناق الكاثوليكية. وأثارت المذبحة التي أعقبت ذلك سخط كرومويل، فحصل من مازاران على أمر بوقف هذا الاضطهاد. ولكن بعد موت حامي الجمهورية (كرومويل) والكردينال (مازاران) تجدد الاضطهاد، فلما ألغي مرسوم نانت استأنفت الدولة الفرنسية جهودها في استئصال شأفة البروتستنتية من الإقليم. وألقى الفودوا السلاح على وعد بالعفو العام، وما لبث ثلاثة آلاف منهم، مجردين من السلاح، وفيهم النساء والأطفال والشيوخ، أن ذبحوا ذبح الأنعام (1686). وسمح للباقين منهم على قيد الحياة، الذين أبوا اعتناق الكاثوليكية، بالهجرة إلى أرباض جنيف.[7]
و- قتل يهود تنصروا عنوة ثم ارتدوا :
ولم يكن في أسبانية القرن الثامن عشر يهود سافرون. ففي مطالع حكم البوريون الأسبان استغلت جماعات صغيرة منهم استنارة فليب الخامس المزعومة لاستئناف شعائر العبادة اليهودية سراً، واكتشفت حالات كثيرة، وأعدم ديوان التفتيش بين عام 1700 و1720 ثلاثة يهود في برشلونة، وخمسة في قرطبة، وثلاثة وعشرين في طليطلة، وخمسة في مدريد. واحفظت الديوان هذه الاكتشافات فهب ينشط من جديد، وبلغ عدد الدعاوي التي نظرتها محاكمة بين عامي 1721 و1727 أكثر من ثمانمائة بتهمة اليهودية من بين 868 دعوى، وأحرق خمسة وسبعون ممن أدينوا.[8]
ز- صراعات دموية بين البروتستانت والكاثوليك :
...أخذت الأمور تتحرك بسرعة عندما قامت جماعة متطرفة من المصلحين الفرنسيين بلصق إعلانات في شوارع باريس وأورليان وغيرهما من المُدن، بل وحتى على أبواب مخدع الملك في أمبواز تندد بالقداس وتصفه بأنه من قبيل عبادة الأوثان وبالبابا ورجال الدين الكاثوليك، وتصفهم بأنهم "ذرية دودة... مارقون، ذئاب... كذابون، كافرون ومزهقون للأرواح" (18 اكتوبر سنة 1534). فاستشاط فرانسيس غضباً وأمر بسجن جميع المشتبه فيهم بدون تمييز وامتلأت السجون.
وفي عشية تلك الليلة أحرق ستة من البروتستانت حتى الموت في باريس بطريقة رئي أنها تصلح لتهدئة المعبود. فقد علقوا فوق نار وكانوا يدلون إليها ويرفعون منها مراراً وتكراراً وذلك لإطالة أمد عذابهم. وأحرق في باريس أربعة وعشرون من البروتستانت وهم أحياء من العاشر من نوفمبر عام 1534 والخامس من مايو عام 1535. وزجر البابا بول الثالث الملك لهذه القسوة التي لا داعي لها وأمره بوقف الاضطهاد..
وفي خلال أسبوع واحد (12-18 أبريل) أحرقت بضع قرى حتى سويت بالأرض، وفي إحداها ذبح 800 رجل وامرأة وطفل، وفي مدى شهرين أزهقت أرواح 3.000 نفس وهدمت اثنتان وعشرون قرية، وأكره 700 رجل على العمل في السفن. ولقيت خمس وعشرون امرأة مذعورة لجأن إلى كهف حنقهن خنقاً بنار أشعلت عند مدخله. ورفعت سويسرة وألمانيا البروتستانتيتان احتجاجات مروعة وبعثت أسبانيا بالتهاني إلى فرانسس وبعد عام اكتشفت جماعة لوثرية صغيرة مجتمعة في سو برئاسة بيير لكلير شقيق جين الذي وسم بالنار وعذب أربعة عشر من الجماعة وأحرقوا كما أحرق ثمانية منهم بعد أن انتزعت ألسنتهم (7 أكتوبر سنة 1546). [9]
ح- محاولة فرض المذهب الكاثوليكي على المصريين من جستنيان :
لم يبق بعدئذ أمام جستنيان إلا أن يوحد العقيدة الدينية، وأن يجعل الكنيسة أداة متجانسة يتخذها وسيلة للحكم. وأكبر الظن أن جستنيان كان مخلصاً في عقيدته الدينية، وأن غرضه من توحيد الدين لم يكن سياسياً فحسب، فقد كان هو نفسه يعيش في قصره عيشة الراهب في ديره على قدر ما تسمح له بذلك ثيودورا؛ يصوم، ويصلي، وينكب على دراسة المؤلفات الدينية، ويناقش دقائق العقائد الدينية مع الفلاسفة، والبطارقة، والبابوات. .... وقد استطاع جستنيان أن يكسب تأييد القساوسة الإيطاليين أتباع الدين الأصلي ضد القوط، وإخوانهم في الشرق ضد اليعقوبين، بقبوله وجهة نظر البابوية في المسائل التي كانت موضوع الخلاف.
وكانت هذه الشيعة الأخيرة التي تقول بأن ليس للمسيح إلا طبيعة واحدة قد كثر عددها في مصر حتى كاد يعادل عدد الكاثوليك. وبلغ من كثرتهم في الإسكندرية أن انقسموا هم أيضاً إلى طائفتين يعقوبيتين إحداهما تؤمن بنصوص الكتاب المقدس وأخرى لا تؤمن به. وكان أفراد الطائفتين يقتتلون في شوارع المدينة بينما كانت نساؤهم يتبادلن القذائف من سطوح المنازل. ولما ان أجلست قوات الإمبراطور المسلحة أسقفاً كاثوليكياً في كرسي أثناسيوس كانت أول تحية حياه به المصلون أن رجموه بوابل من الحجارة، ثم قتله جنود الإمبراطور وهو جالس على كرسيه. وبينما كانت الكثلكة تسيطر على أسقفية الإسكندرية، كان الخارجون عليها يزداد عددهم زيادة مطردة في ريف مصر، فكان الفلاحون لا يأبهون بقرارات البطريق أو بأوامر الإمبراطور، وكانت مصر قد خرجت عن طاعة الإمبراطورية أو أوشكت أن تخرج عن طاعتها قبل أن يفتتحها الغرب بقرن كامل. [10]
[1] موسوعة قصة الحضارة- ج 23 ص 77- 97.
وعلى الانترنت http://www.civilizationstory.com/civilization/- بداية من صفحة 8005.
[2] أحمد ديدات - عتاد الجهاد- ص 16.
[3] موسوعة قصة الحضارة- ج 28 ص 210.وعلى الانترنت /- ص 9545.
[4] موسوعة قصة الحضارة- ج 25 ص 22-23 .وعلى الانترنت http://www.civilizationstory.com/civilization/- صفحة 8513 .
[5] موسوعة قصة الحضارة- ج 21 ص 87 . وعلى الانترنت ص 7320 .
[6] موسوعة قصة الحضارة- ج 25 ص 164 . وعلى الانترنت ص 8667 .
[7] موسوعة قصة الحضارة- ج 33 ص 93 -94 . وعلى الانترنت ص 11134 .
[8] موسوعة قصة الحضارة- ج 41 ص 367 . وعلى الانترنت ص 13938 .
[9] موسوعة قصة الحضارة- ج 25 ص 25-27 . وعلى الانترنت ص 8516- 8518 .
[10] موسوعة قصة الحضارة- ج 12 ص 232 . وعلى الانترنت ص 4353 .
الفصل الثاني
الاضطهاد المسيحي لغير المسيحيين
أكثر الأمم التي عانت من الإضهاد الديني من المسيحيين هم اليهود وذلك لظروف معيشتهم معهم ومخالطتهم إياهم في أوروبا , وسنتعرض لبعض من أمثلة الإضهاد الديني التي غالبا" كان من أجل إجبارهم على الدخول في المسيحية , كما سنتعرض لبعض الأمثلة لقتل المسيحيين للأسرى الذين رفضوا االدخول في المسيحية أو لأسباب أخرى !!.
1- إضطهاد اليهود في أوروبا المسيحية :
أ- في ألمانيا:
وفي عام 1298 حرق كل يهودي في روتنجن حتى قضى نحبه بحجة أن بعضهم قد دنس الخبز المقدس. ونظم رندفلشخ وهو بارون متمسك بدينه جماعة من المسيحيين الذين أقسموا أن يقتلوا جميع اليهود وأمدهم بالسلاح، وأبادوا جميع الجالية اليهودية في ورزبرج، وذبحوا 698 يهودياً في نورمبرج ، ثم انتشرت موجة الاضطهاد فلم يمض إلا نصف عام حتى محي 140 كنيساً يهودياً. وملأ اليأس بعد هذه الاعتداءات المتكررة يهود قلوب ألمانيا، وكانوا قد أعادوا تنظيم جماعاتهم مراراً وتكراراً، فغادرت أسر يهودية كثيرة مينز، وورمز، وأسبير، وغيرها من المدن الألمانية وهاجرت إلى فلسطين لتعيش في بلاد المسلمين. وإذا كانت بولندة ولتوانيا تطلبان الهجرة إليها، ولم تكن قد حدثت فيهما مذابح حتى ذلك الوقت، فقد بدأت هجرة بطيئة من يهود بلاد الرين إلى بلاد القالبة في شرقي أوربا.[1]
موضع أخر
وفي 1389 ذبح عدد من اليهود بتهمة أنهم كانوا قد انتهكوا قدسية قربان مقدس. وبنفس التهمة أحرق 14 يهودياً في بوتزن (1399). ولأسباب مختلفة طرد اليهود من كولون (1424)، ومن سيبير (1435)، ومن ستراسبورج وأوجزبرج (1439)، ومن ورزبرج (1498)، ومن أولم (1499). وأقر مكسيمليان الأول طردهم من نورمبرج على أساس أنهم "قد كثر عددهم وأنهم بفضل معاملاتهم الربوية وضعوا أيديهم على ممتلكات كثير من أفاضل المواطنين، وجروهم إلى مهاوي البؤس والعار. وفي 1446 أودع كل اليهود في نطاق براندنبرج السجون وصودرت بضائعهم باتهامات دمغها ستيفن أسقف المدينة بأنها تخفي وراءها الجشع والطمع، "لقد تصرف تصرفا جائراً أولئك الأمراء الذين دفعهم جشعهم المفرط إلى القبض تصرفاً جائراً أولئك في غياهب السجون دون مبرر عادل..... وفي برسلار سجن عدد من اليهود بناء على طلب كابسترانو, وأشرف هو بنفسه على التعذيب الذي انتزع من بعضهم أي اعتراف أمر كابسترانو بالإدلاء به، وعلى أساس هذا الاعتراف أعدم أربعون منهم حرقاً (2 يونية 1453). ونفى اليهود الباقون، ولكن أطفالهم انتزعوا منهم وعمدوا بالقوة. وضم كابسترانو إلى القديسين 1690.[2]
ب- في إنجلترا :
حدثت في الاحتفال بتتويج رتشرد الأول في إنجلترا (1190) مشاحنة تافهة شجعها الأشراف الذين يريدون أن يتخلصوا مما عليهم من ديون لليهود، فتطورت إلى مذبحة امتدت إلى لنكولن ، واستامفورد ، ولن. وقتل الغوغاء 350 منهم في مدينة يورك في العام نفسه وكان يقودهم رتشرد دي ملابستيا ، وكان مستغرقاً في الدين لليهود. ثم قام مائة وخمسون من يهود يورك يتزعمهم الحبر توم طوب بقتل أنفسهم.[3]
ج- في فرنسا :
في عام 1171 أحرق عدد من اليهود في بلوا بحجة استخدامهم دماً مسيحياً في شعائر عيد الفصح اليهودي. ورأى الملك فيليب أغسطس الفرصة سانحة ليبتز منهم المال محتجاً بالدين، فأمر بأن يسجن جميع من في مملكته من اليهود لأنهم يسممون آبار المسيحيين، ثم أمر بالإطلاق سراحهم بعد أن افتدوا أنفسهم بمال كثير (1180)، غير أنه طردهم من البلاد بعد عام واحد، وصادر جميع أملاكهم الثابتة، وأهدى معابدهم للمسيحيين. وفي عام 1190 أمر بقتل ثمانين يهودياً في أورنج لأن ولاة الأمور في المدينة شنقوا أحد عماله لقتله أحد اليهود، ثم استدعى اليهود إلى فرنسا في عام 1198 ونظم أعمالهم المصرفية تنظيماً يضمن به لنفسه أرباحاً طائلة. وفي عام 1236 دخل الصليبيون المسيحيون الأحياء اليهودية في أنجو وبواتو وبخاصة ما كان منها في بوردو وأنجوليم وأمروا بأن يعمد اليهود جميعاً، فلما أبوا داسوا بحوافر خيولهم ثلاثة آلاف منهم حتى قضوا نحبهم. وندد البابا جريجوري التاسع بهذه المذبحة، ولكنه لم ينج اليهود من الموت. وأشار القديس لويس على رعاياه بألا يجادلوا اليهود في أمور الدين، وقال لجوانفيل إن من واجب كل شخص من غير رجال الدين: "إذا سمع إنساناً يذكر الدين المسيحي بما لا يليق أن يدافع عنه بالسيف لا باللفظ، ينفذه في بطن الآخر إلى أبعد مدى ينفذ فيه. وفي عام 1254 نفى اليهود من فرنسا، وصادر أملاكهم ومعابدهم، ثم عاد فسمح بدخولهم إياها، ورد إليهم معابدهم، وبينما كانوا يعيدون بناء جماعاتهم إذ أمر فيليب الجميل ( 1306) بسجنهم، وصادر ما كان لهم من ديون، وجميع ما كان لهم من متاع لم يستثن إلا ما كان عليهم من الثياب، ثم طردهم جميعاً من فرنسا وكانوا يبلغون مائة ألف، ولم يسمح لهم بأكثر مما يكفيهم من الطعام يوماً واحداً.[4]
د- في إيطاليا :
فرض بول الرابع (1555-1559) على كل معبد أن يسهم بعشرة دوكات (250دولار؟) في إقامة دار للمتنصرين ليتلقى فيها اليهود تعاليم المسيحية. وحرم عل اليهود استخدام خدم أو مرضعات مسيحيات أو علاج مرضى مسيحيين، أو أن يبيعوا المسيحيين شيئاً غير الملابس القديمة، أو أن يقيموا مع المسيحيين أية معاملات أو علاقات ممنوعة. وما كان لهم أن يستعملوا إلا التقويم المسيحي. وهدمت كل معابد اليهود في رومه إلا واحداً، وحرم على اليهودي أن يمتلك عقاراً، وإذا كان لأحد منهم أي عقار فعليه أن يبيعه في بحر ستة شهور، وبهذه الطريقة استطاع المسيحيون أن يشتروا بما يعادل 500.000 كراون (12.500.000 دولار) من أملاك اليهود بخمس قيمته الفعلية. وانحصر كل اليهود الذين بقوا آنذاك في رومه (1555) في حي منعزل عاش فيه عشرة آلاف شخص في كيلومتر مربع فقط، وشغلت عدة أسرات حجرة واحدة. وتعرض الحي، بسبب انخفاض مستواه، للفيضان الدوري لنهر التيبر، حتى جعل من هذه البقعة مستنقعاً ملوثاً بالطاعون. وأحيط الحي بأسوار كئيبة تغلق أبوابها في منتصف الليل وتفتح عند الفجر، فيما عدا أيام الأحد والعطلات المسيحية فإنها تظل مغلقة طوال اليوم. وألزم اليهود بأن يلبسوا خارج هذا المعزل زياً مميزاً - للرجال قبعة صفراء، للنسوة خمار أو شارة صفراء - وأقيمت أحياء منعزلة مثل هذا في فلورنسا وسيينا؛ وبمرسوم من البابا في أنكونا وبولونيا، وكانت تسمى هناك Enferno (الجحيم). واصدر بول الرابع أمراً سرياً بوضع كل المرتدين في انكونا في سجون محكمة التفتيش وبمصادرة بضائعهم. وأحرق هناك أربعة وعشرون رجلاً وامرأة واحدة أحياء بتهمة أنهم هراطقة مرتدون (1556) وأرسل سبعة وعشرون يهودياً للتجديف على السفن الشراعية إلى الأبد.[5]
هـ - في أسبانيا :
وكان يهود أسبانيا يلقبون أنفسهم سفرديم ، ويرجعون بأصولهم إلى قبيلة يهوذا الملكية ؛ ولما اعتنق الملك ريكارد الدين المسيحي الأصيل، انضمت حكومة القوط الغربيين إلى رجال الدين الأقوياء أتباع الكنيسة الأسبانية في مضايقة اليهود وتنغيص حياتهم عليهم، فحرمت عليهم المناصب العامة، ومنعوا بالزواج من المسيحيات أو اقتناء أرقاء مسيحيين. وأمر الملك سيزبوت جميع اليهود أن يعتنقوا المسيحية أو أن يخرجوا من البلاد (613)، وألغى الملك الذي خلفه على العرش هذا الأمر، ولكن مجلس طليطلة الذي عقد في عام 633 أصدر قراراً ينص على أن اليهود الذين عمدوا ثم عادوا إلى الدين اليهودي يجب أن يفصلوا عن أبنائهم، وأن يباعوا أرقاء.[6]
وفي موضع أخر جاء عن الإضطهاد الديني لليهودد في أسبانيا :
شجع على قوة انتشار الكاثوليكية في أسبانيا تلك المنافسة الاقتصادية بين الأسبان وبين المسلمين واليهود، الذين كانوا يؤلفون عشر عدد السكان في أسبانيا المسيحية. ومن الأمور السيئة في نظرهم أن يحتل المسلمون غرناطة الخصيبة، وأكثر من هذا مضايقة لهم أولئك المدجنون- أي المسلمين الذين لم ينتصروا، الذين عاشوا بين الأسبان المسيحيين والذين أدت براعتهم في التجارة والحرف إلى حسد شعب تستعبده الأرض استعباداً بدائياً. أما الأسبان اليهود فلم يصفح عنهم قط. ولقد اضطهدتهم أسبانيا المسيحية مدى ألف سنة: فقد أخضعوهم لضرائب مهنية وقرون مغتصبة ولمصادرة الأموال والاغتيال والتعميد الإجباري، وأرغموهم على الاستماع إلى العظات المسيحية، وحرضوهم حتى في معابدهم أحياناً على التنصر، بينما جعل القانون تهود المسيحي جريمة عقوبتها الإعدام، ودعوا أو ألزموا على الاشتراك في مناظرات مع علماء الدين المسيحي، وهم فيها بين اثنتين إما أن تحيق بهم هزيمة فاضحة أو يحصلون على انتصار محفوف بالمكاره. وأمروا هم والموديجار عدة مرات أن يرتدوا شارة مميزة، وكانت في العادة دائرة حمراء توضع على الكتف في أرديتهم وحرم على اليهود أن يستأجروا خادماً مسيحياً، ولم يسمح لأطبائهم أن يعالجوا المرضى المسيحيين، ورجالهم الذين يعاشرون امرأة مسيحية يقتلون.
ولقد حرض راهب فرنسسكاني عام 1328 في عظاته بمدينة ستلا من أعمال نافار، المسيحيين أن يعملوا القتل في خمسة ألاف يهودي وأن يحرقوا منازلهم، وفي عام 1391 أثارت عظات فرنان مارتينيز الجماهير في كل مركز كبير بأسبانيا، أن يقتلوا كل من يجدونه من اليهود الذين يرفضون التحول إلى المسيحية. وفي سنة 1410 تحركت بلد الوليد وغيرها من المدن ببلاغة فيسنت فرر الذي يشبه القديس المتعصب، فأمرت أن يحصر اليهود والمسلمون أنفسهم في أحياء معينة- جوديريا أو ألباما- تغلق أبوابها من غروب الشمس إلى شروقها وربما كانت هذه العزلة من أجل حمايتهم.
وكانت حماية بدرو لليهود من سوء طالعهم، ذلك لأن هنري أمير تراستامارا- عندما عزله من الملك، أعمل الجنود المنتصرون السيف في ألف ومائتي يهودي (طليطلة 1353)، وتبعت ذلك مذابح أسوأ، عندما أحضر هنري إلى أسبانيا "الصحاب الأحرار" الذين جمعهم دي جيكلان من أوشاب فرنسا..
وآثر آلاف من اليهود الأسبان التعميد على الفزع من النهب والقتل، فلما أصبحوا مسيحيين من الناحية الشرعية استطاع هؤلاء المنتصرون أن يرقوا سلم الحياة الاقتصادية والسياسية، وفي المهن بل وفي الكنيسة ذاتها وأصبح بعضهم من كبار رجال الكهنوت والآخرون من مستشاري الملوك.[7]
و - في تشيكوسلوفاكيا :
كان في براغ جالية يهودية قوية، ذهبوا إلى هناك ليستمعوا إلى عظات رائد "هس " وهو ميلز ، لأنه أظهر اطلاعاً واسعاً وتقديراً كبيراً للتوراة. ودرس هس العبرية، وقرأ التعليقات العبرية، واقتبس عن راشى وموسى بن ميمون. وأطلق التابوريون الذين مضوا بإصلاحات هس أشواطاً حتى باتت قريبة من الشيوعية- على أنفسهم "الشعب المختار" وأطلقوا أسماء "إدوم، ومؤاب، وعمالق"، على الولايات الجرمانية التي شنوا عليها الحرب. ولم تكن جيوش هس، على أية حال، تستنكف عن قتل اليهود، عندما استولوا على براغ (1421)، ولم يتركوا لهم الخيار: الارتداد أو الجزية، مثل المسلمين، بل إن أيسر خيار كان : الارتداد إلى المسيحية أو الموت.[8]
ز- في بولندا:
جاءهم ( اليهود في بولندا ) عام 1648 بتذكير رهيب لهم بوضعهم القلق في العالم المسيحي. ذلك أن الثورة التي تفجرت آنذاك بين القوزاق ضد ملاكهم البولنديين واللتوانيين وقعت وطأتها على كاهل اليهود الذين كانوا يعملون وكلاء للضياع أو جباة للضرائب. فذبح الآلاف منهم في بيريياسلاف، وبيرياتين، ولوبني، وغيرها من المدن، سواء كانوا يخدمون النبلاء أو لا يخدمونهم. واحتفظ بعضهم بحياتهم إما باعتناقهم مذهب الروم الأرثوذكس، وإما بالالتجاء إلى التتار الذين باعوهم عبيداً. وقد اشتط غيظ القوزاق المكبوت فاتسم بشراسة لا تصدق. يقول مؤرخ روسي:
"كان القتل مصحوباً بضروب من التعذيب الهمجي: فكان الضحايا تسلخ جلودهم أحياء، أو يمزقون إرباً، أو يضربون بالهراوات حتى يموتوا، ويشوون على الجمر، أو يحرقون بالماء المغلي... على أن أبشع ألوان القسوة أصاب اليهود. فقد حكم عليهم بالإبادة الكاملة، وكانت أقل علامة على الرأفة بهم تعتبر خيانة. وانتزع القوزاق لفافات الشريعة من المجامع وراحوا يرقصون عليها وهم يشربون الوسكي. ثم طرحوا عليها اليهود وذبحوهم بغير رحمة. وألقى آلاف الأطفال اليهود في الآبار أو أحرقوا أحياء.
وروي أن 6.000 يهودي هلكوا في هذه الثورة في مدينة واحدة هي نيميروف. وفي تولشيمن حوصر 1.500 يهودي في حديقة عامة وخيروا بين اعتناق المسيحية أو الموت، وإذا جاز لنا أن نصدق المؤرخ الأخباري اليهودي فإن 1.500 اختاروا الموت. وقيل أن 10.000 يهودي في مدينة بولونوي قتلهم القوزاق أو أسرهم التتار. ونشبت في مدن أوكرانية أخرى مذابح منظمة أقل شأناً. ولما تحالف القوزاق مع روسيا بعد أن تصدى لهم الجيش البولندي (1654)، انضم الجنود المسكوفيون إلى القوزاق في قتل أو طرد يهود موجيليف، وفيتيبسك، وفيلنو، وغيرها من المدن التي انتزعت من اللتوانيين أو البولنديين.
وفي 1655 خلق غزو شارل العاشر ملك السويد لبولندة مشكلة أخرى لليهود. ذلك أنهم ككثيرين من البولنديين قبلوا الفاتح السويدي دون مقاومة، منقذاً لهم من الروس المرهوبين. فلما قام جيش بولندي جديد وطرد السويديين، ذبح اليهود في جميع أرجاء ولايات بوزنان، وكاليش، وكراكاو، وبيوتركوف، فيما عدا مدينة بوزنان ذاتها. وعلى الجملة كانت هذه الكوارث التي مني بها اليهود من 1684 إلى 1658 في بولندة ولتوانيا وروسيا، حتى عصرنا الحاضر، أدمي الكوارث في تاريخ اليهود الأوربيين، ففاقت في هولها وضحاياها مذابح الحروب الصليبية، والموت الأسود. وقد حسب تقدير متحفظ أن 34.719 يهودياً ماتوا، و531 جالية يهودية أبيدت. [9]
في موضع أخر
وكان الخوف من المذابح عنصراً يتردد في حياة اليهود البولنديين. ففي 1734 و1750 و1768 تألفت جماعات من القوزاق والفلاحين الأرثوذكس الروس الذين نظموا على شكل عصابات مثيرة للشغب، وشنت الغارات على كثير من المدن والقرى في أقاليم كييف وفولهينيا وبودوليا، وينهبون الضياع ويقتلون اليهود. [10]
ح – في البرتغال :
أحرق ديوان التفتيش سبعة وعشرين يهودياً لرفضهم الارتداد عن الديانة اليهودية (1717). وقد وفد على لشبونة في 1712 قادماً من ريودجانيرو أنطونيو دا سيلفا، الذي كان في رأي سوذي أفضل كتاب المسرحيات البرتغال؛ فقبض عليه هو وأمه في 1726 لأنهما يهوديان، وأحرقت الأم، واستعطف الابن فأطلق سراحه، ويبدو أنه ارتد بعد ذلك، لأنه أحرق في 1739 ولم يتعد الخامسة والثلاثين. [11]
ط - في روسيا :
لما احتل الجيش الروسي مدينة الحدود البولندية بولوتسك (1565)، أرسل إيفان أوامره بتحويل اليهود المحليين إلى المسيحية، أو إغراقهم.[12]
وفي موضع أخر :
والبون شايع بين حظ هؤلاء وحظ اليهود القلائل الموجودين في روسيا-لاسيما في "أقاليم التخوم" المواجهة لبولندة-عند وفاة بطرس الأكبر. وفي 1742 أمرت الإمبراطورة اليزابث بتروفنا بأن "يرحل فوراً من إمبراطوريتنا كلها... جميع اليهود... ولا يسمح لهم منذ الآن بدخول إمبراطوريتنا بأية حجة... ما لم... يعتنقوا الديانة المسيحية على المذهب الرومي". وما حلت سنة 1753 حتى كان قد طرد قرابة 35.000 يهودي .[13]
ي – في سائر أوروبا :
ولكن من الجائز أن يوجد في معظم الجماعات أقلية لا تتورع عن ممارسة أعمال القسوة إذا أمكن القيام بها مع الإفلات من العقوبة بصفة جماعية. ومن هذا القبيل جماعة "الباستير"، وقد نشئوا كرعاة مرتبطين بالأرض المقدسة، وجذبوا أنظار الدهماء من الناس لدى مرورهم بفرنسا (1320)، فقد عقدوا العزم على قتل كل من يصادفهم من اليهود الذين رفضوا التعميد. وفي تولوز اعتصم نحو 500 من اليهود بأحد الأبراج، فحاصرهم حشد هائج من الغوغاء، وخيروهم بين التعميد أو الموت، وحاول محافظ المدينة عبثاً إنقاذهم. ولما أدرك اللاجئون أن المقاومة ضرب من المحال، أمروا نفراً من الأقوياء فيهم بأن يذبحوهم. وقيل إنهم جميعاً بهذه الطريقة لقوا حتفهم فيما عدا واحداً، عرض الإبقاء على حياته، مع الإذعان للتعميد، ولكن الحشد الثائر مزقه إرباً. وبمثل هذه الطريقة استأصل نحو 120 جالية يهودية في جنوب فرنسا وشمال أسبانيا ولم يخلفوا وراءهم إلا بقية معدمة. وفي 1321 أحرق في شينون 120 يهودياً بتهمة تسميم الآبار، وفي 1336 أعلن أحد المتعصيين الألمان أنه تلقى الوحي من عند الله يأمره بقتل اليهود ثأراً لموت المسيح، فجمع حوله نحو خمسة آلاف من الفلاحين، أطلقوا على أنفسهم اسم Armleder نسبة لشريط من الجلد ربطوه حول أذرعهم، وجلسوا خلال الألزاس وأراضي الراين، وقتلوا كل يهودي عثروا عليه.[14]
موضع أخر :
وانتشرت المذابح الرهيبة في فرنسا وأسبانيا وألمانيا. وفي إحدى المدن في جنوب فرنسا ألقيت الجالية اليهودية بأسرها في النار. وأحرق كل اليهود في سافوي، وحول بحيرة ليمان وفي برن وفريبورج وبروكسل. ومرة أخرى استنكر كليمنت السادس هذا الإرهاب وهذه التهمة, وأعلن براءة اليهود، وأشار إلى أن الطاعون كان شديداً حيث لا يوجد يهود، قدر شدته في أي مكان آخر، وحث رجال الدين على أن يكبحوا جماح الناس في أبرشياتهم، وحرم من الكنيسة كل من قتل اليهود أو اتهمهم ظلماً وافتراء، ولكن في ستراسبورج، على أية حال، شارك الأسقف في توجيه الاتهام، وحرض المجلس البلدي، على كره من المجلس، على أن ينفى كل اليهود. ورأى الجمهور أن هذا الإجراء معتدل، فطرد المجلس وعين مجلساً غيره، أمر بالقبض على كل اليهود في المدينة، وهرب بعض هؤلاء إلى الريف ولكنهم لقوا حتفهم بأيدي الفلاحين. وبقى ألفان من اليهود في المدينة فأودعوا السجون، وفرض عليهم التعميد، فأذعن نصفهم، ورفض الباقون فأحرقوا (14فبراير 1439). وبلغ مجموع من أبيدوا نحو 510 جاليات يهودية في أوربا المسيحية نتيجة هذه المذابح. وهلك عدد أكبر من ذلك، ففي سرقسطة على سبيل المثال، عاش واحد من بين كل خمسة من اليهود بعد الموت الأسود وما صحبه من اضطهادات. وقدر لي أن 3000 من اليهود قتلوا في أرفورت، 12000 في بافاريا. وفي فيينا بناء على نصيحة الحبر جونة تجمع كل اليهود في المعبد وقتلوا أنفسهم بأيديهم، وحدث مثل هذا الانتحار الجماعي في ورمز، أوبنهايم، كرمز ، فرانكفورت. وحمل الذعر آلافاً من اليهود على الفرار من أوربا الغربية إلى بولندة أو تركيا. وقد يكون من العسير أن نعثر، قبل زماننا أو في سجلات للوحشية، على أية أعمال أشد وحشية من قتل اليهود بالجملة في الموت الأسود. [15]
2- قتل الأسرى غير المسيحيين أو إجبارهم على الدخول في المسيحية:
أ- إيفان الرهيب - قيصر روسيا .
في 1552 قاد القيصر الشاب 150.000 رجل إلى أبواب كازان وحاصرها لمدة خمسين يوماً. ولكن المسلمين - وكان عددهم 30.000 - قاوموا وصمدوا في عناد تحدوهم الروح الدينية وهاجموا أعداءهم في غارات متكررة، وعندما أسر نفر منهم وعلقوا على أعواد المشانق أمام الأسوار سدد إخوانهم المدافعون إليهم السهام صائحين: "خير لهؤلاء الأسرى أن يموتوا بأيدي بني وطنهم النظيفة من أن يهلكوا بأيدي المسيحيين الدنسة. ولما وهنت عزائم المحاصرين واصابهم القنوط بعد شهر من الاخفاق، أرسل إيفان إلى موسكو في طلب صليب عجيب، فما أن ظهرت هذه الأعجوبة أمام جنوده حتى ثارت حميتهم من جديد، .... وبث مهندس ألماني الألغام في الأسوار فانهارت، واندفع الروس إلى المدينة صائحين "الله معنا"، واعملوا الذبح في كل من لم يباعوا بوصفهم رقيقاً.[16]
ب- الملك شارل :
ولد أعظم ملوك العصور الوسطى عام 742 ..., ولما مات كارلون الثاني في عام 771 انفرد شارل بالحكم وهو في التاسعة والعشرين من عمره....
وكان السكسون المقيمون عند الحدود الشرقية لبلاده وثنيين، أحرقوا كنيسة مسيحية وأغاروا مراراً على غالة، وكانت هذه الأسباب كافية في رأي شارلمان لأن يوجه إليهم ثماني عشرة حملة (772-804)، قاتل فيها الطرفان بمنتهى الوحشية. فلما هزم السكسون خيرهم شارلمان بين التعميد والموت وأمر بضرب رقاب 4500 منهم في يوم واحد، وسار بعد فعلته هذه إلى ثيونفيل ليحتفل بميلاد المسيح. [17]
3- نابليون .
وفي يافا (3 مارس) توقفوا أمام مدينة ذات أسوار وسكان معادين وحصن يدافع عنه 2700 مقاتل تركي من ذوي البأس، فأرسل نابليون يعرض عليهم شروطا، لكنهم رفضوها، وفي 7 مارس أحدث المهندسون العسكريون الفرنسيون في أسوار المدينة ثغرة اندفع الجنود خلالها فقتلوا من قاومهم من السكان وسلبوا المدينة، وأرسل نابليون، يوجين دي بوهارنيه لإعادة النظام في المدينة فعرض حق الخروج الآمن لكل من يستسلم، وسلم جنود الحصن أسلحتهم حتى لا يلحق الفرنسيون مزيدا من الدمار في المدينة، وسيقوا أسرى إلى نابليون، فرفع يديه فزعا وتساءل : "ماذا يمكنني أن أعمل معهم؟" فلم يكن نابليون يستطيع أن يأخذ 2700 أسير معه في مسيرته تلك فالرجال الفرنسيون بذلوا قصارى جهدهم ليجدوا الطعام والشراب لأنفسهم، ولا يمكنه تدبير عدد كاف من الحراس لاصطحاب هؤلاء الأسرى ليسجنوا في القاهرة، وإذا هو أطلق سراحهم فما الذي يمنعهم من حرب الفرنسيين ثانية فعقد نابليون اجتماعا عسكريا وسألهم عن رأيهم في هذه المشكلة، فكان رأيهم أن أفضل حل هو قتل هؤلاء الأسرى، فتم الصفح عن نحو ثلاثمائة منهم، وقتل 2441 طعنا بالحراب لتوفير الذخيرة·.[18]
ونفس القصة عن نابليون من كتاب بونابرت في مصر , مع بعض التفاصيل عن خط سير الرحلة :
واستولى الجيش على غزة في 24 فبراير دون مقاومة , وأعمل فيها الجنود السلب والنهب .....وفي الرملة , وهي بلد واقعة بين يافا وبيت لحم و وصل إليها الفرنسيون في أول مارس , تبين أن الأهالي المسلمين هربوا في اليوم السابق , وان المسيحيين بقوا فيها ليرحبوا بالفرنسيين .[19]
ثم عند مدينة يافا حيث المذبحة :
وحالما استولى هؤلاء الجنود البواسل على المدينة ودخلوها أعملوا السيف في نحو 2000 جندي من الحامية كانوا يحاولون التسليم . وراح الفرنسيون يقتلون أعدائهم كالمجانين طوال ذلك المساء كله , والليل كله و وفي صباح الغد فالرجال والأطفال والنساء والمسيحيون والمسلمون " وكل من له وجه إنسان سقط صريعا" من جنونهم ".[20]
كل هذا وشر من هذا وقع في يافا في 7 و 8 مارس . أما نابليون فليس لديه ما يقوله في تاريخ الحملة السورية في هذا الموضوع إلا هذه العبارة : " بلغت ثورة الجنود قمتها و فأعملوا السيف في كل إنسان , وقاست المدينة بعد نهبها جميع الأهوال التي تقاسيها مدينة مقتحمة ".[21]
وكان 2500 - 3000 جندي تركي قد التجأوا إلى القلعة . ففي صباح 8 سبتمبر أرسل بونابرت اثنين من ياورانه – بوهارنيه وكروازييه , وكلاهما حدثان , إلى المدينة ليريا ما الذي يمكن عمله لإعادة النظام إلى ربوعها. وناداهما الجنود الترك من نوافذ القلعة بعد أن تبينوهما من حزاميهما العسكريين. وصاح الترك بأنهم على استعداد للتسليم إذا وعدوا بألا يعاملوا كما عومل بقية أهل يافا. وأعطى الشابان على مسؤوليتهما تأكيدات شفوية بأن رجال الحامية لن يقتلوا . ول هذا الوعد خرج الجنود وسلموا سلاحهم فلما رأى بونابرت ياوريه يعودان مع بضعة آلاف من الأسرى اصفر وجهه وقال ساخطا" وقال ساخطا" ماذا يريدانني أن أفعله بهم ؟ و ما هذا الذي صنعاه ؟. [22]
ومن رسالة لأحد الجنود :
إن نحو 3000 رجل ألقوا سلاحهم , فسيقوا على الفور إلى معسكرنا وفصل عنهم بأمر القائد الأعلى المصريون والمغاربة والأتراك.
وفي صباح اليوم التالي أخذ المغاربة جميعهم إلى شاطئ البحر وبدأت كتيبتان في رميهم بالرصاص و وكان أملهم الوحيد في النجاة هو أن يلقوا بأنفسهم في البحر , فلم يترددوا وحاولوا كلهم الهروب سباحة . فضربوا بالرصاص على مهل ولم تمض لحظة حتى اصطبغ ماء البحر بدمائهم وانتشرت جثثهم على سطحه. واسعد الحظ نفرا" قليلا" فوصلوا إلى بعض الصخور ولكن الأوامر صدرت للجنود باقتفاء أثرهم في قوارب والإجهاز عليهم , أما وقد تم إعدام هؤلاء الرجال فقد رجونا صادقين ألا تتكرر هذه الجريمة وأن يعفى الأسرى الباقون من القتل , ولكن سرعان ما خاب رجاؤنا حين اقتيد 1200 مدفعي تركي في اليوم التالي ليعدموا وكانوا قد جوعوا يومين أمام خيمة الجنرال بونابرت .وصدرت التعليمات المشددة للجنود بألا يسرفوا في الذخيرة فبلغت بم الوحشية أن يعملوا فيهم الطعن بالسونكي . وقد وجدنا بين الضحايا أطفالا" كثيرين تشبثوا وهم يموتون بآبائهم وسيعلم هذا المثال أعداءنا أنهم لا يستطيعون الركون إلى صدق نية الفرنسيين. [23]
وفي تلك الليلة نام الجنرال بونابرت في الناصرة . يقول الكونت دلافالييت الذي كان يومها ياور بونابرت" وقبل أن يدخل القرية وقف بعين ماء عتيقة تشرب منها الماشية . وهناك استقبله أعيان القرية وكان كل شيء يذكر بالمشاهد القديمة التي ورد وصفها في الإنجيل بغاية البساطة وقبل الفرنسيون بفرح عظيم من الأهالي المسيحيين وأنفق الجنرال بونابرت وضباط أركانه الليل في دير الناصرة " كذلك فتح الآباء الدير للجرحى الفرنسيين وعنوا بهم . [24]
وبينما كانت تسبيحة الشكر ترتل في الناصرة , كان الفرنسيون يحرقون قرية ومدينة جنين في إقليم أهل نابلس الجبليين. [25]
وفي نفس الكتاب جاء عن الحملة الفرنسية ما يلي ( الحملة على الصعيد ):
وكان يركب إلى جوار ديزيه رجل فذ و لولا لباقته وكفائته وشجاعته لما استطاع ديزيه أن ينال ما نال من أمجاد النصر رغم عبقريته كلها , وذلك هو المعلم يعقوب القبطي , الذي كان من الناحية الرسمية منوطا" بجمع الضرائب في مصر العليا , ولكنه كان في الواقع شريكا" لديزيه في قيادة حملته . وكان المعلم يعقوب أ بن يوحنا ومارية غزال , الذي كان إذ ذاك في مستهل عقده الخامس , أصلح مستشار لحملة توجه ضد مراد , الذي كان يعقوب يعرفه جيدا" لأنه اشتغل من قبل ناظرا" لدائرة زميل لمراد يدعى سليمان بك . كان خبيرا" بطبيعة البلاد وبأهلها , وله في كل مكان صلات , وفيه دهاء وحسن سياسة لا تجد لها نظيرا" حتى في الجباة الأقباط. وكان يتسم بصفة نادرة بين قومه – هي الشجاعة والكفاية الحربيتان- .
ولما غادر بونابرت مصر وأنشئ فيلق قبطي في الجيش الفرنس , أصبح المعلم يعقوب قائده. [26]
وجاء عن الحملة عند وصولها أسوان ثم جزيرة فيلة بأسوان :
أما احتلال بليار لأسوان فقد بدأ في الأسبوعين الأولين نزهة يتخللها الطريف القليل من القتال واغتصاب النساء. ولكن بليار أمر ببناء أطواف واقتحم الجزيرة ودهم النساء . يقول دينون : وألقى الجميع – الرجال والنساء والأطفال – بأنفسهم في النهر . وكنت ترى النساء الثابتات على فطرتهن الوحشية يغرقن الأطفال الذين لا يستطيعون حملهم معهن , ويشوهن بناتهن حماية لهن من اغتصاب المنتصرين .[27]
[1] موسوعة قصة الحضارة- ج 14 ص 90 . وعلى الانترنت ص 4911.
[2] موسوعة قصة الحضارة- ج 26 ص 150 . وعلى الانترنت ص 8934
[3] موسوعة قصة الحضارة- ج 14 ص 91 . وعلى الانترنت ص 4912 .
[4] موسوعة قصة الحضارة- ج 14 ص 93 . وعلى الانترنت ص 4914 .
[5] موسوعة قصة الحضارة- ج 26 ص 157 – 159 . وعلى الانترنت ص 8942 .
[6] موسوعة قصة الحضارة- ج 14 ص 50 . وعلى الانترنت ص 4868 .
[7] موسوعة قصة الحضارة- ج 23 ص 64- 66 . وعلى الانترنت ص 7968 - 7970 .
[8] موسوعة قصة الحضارة- ج 26 ص 139 . وعلى الانترنت ص 8922 .
[9] موسوعة قصة الحضارة- ج 33 ص 145 – 146 . وعلى الانترنت ص 11193 – 11194 .
[10] موسوعة قصة الحضارة- ج 41 ص 372 . وعلى الانترنت ص 13943 .
[11] موسوعة قصة الحضارة- ج 41 ص 367- 368 . وعلى الانترنت ص 13938 .
[12] موسوعة قصة الحضارة- ج 33 ص 147 . وعلى الانترنت ص 11195 .
[13] موسوعة قصة الحضارة- ج 41 ص 370 . وعلى الانترنت ص 13941 .
[14] موسوعة قصة الحضارة- ج 26 ص 147- 148 . وعلى الانترنت ص 8931- 8932 .
[15] موسوعة قصة الحضارة- ج 26 ص 149- 150 . وعلى الانترنت ص 8933- 8934 .
[16] موسوعة قصة الحضارة- ج 26 ص 15- 16 . وعلى الانترنت ص 8789- 8790 .
[17] موسوعة قصة الحضارة- ج 14 ص 229- 230 . وعلى الانترنت ص 5044- 5045 .
[18] موسوعة قصة الحضارة- على الانترنت ص 14564 ( تم حذف تاريخ الحملة الفرنسية من الطبعة المصرية !!).
[19] بونابرت في مصر – ص 287.
[20] بونابرت في مصر – ص 288 .
[21] بونابرت في مصر – ص 289
[22] بونابرت في مصر – ص 289
[23] بونابرت في مصر – ص 302
[24] بونابرت في مصر – ص 309
[25] بونابرت في مصر – ص 309
[26] بونابرت في مصر – ص 255
[27] بونابرت في مصر – ص 268
الفصل الثالث.
الحروب الدينية المسيحية
الحروب الدينية المسيحية
أ - الحروب الصليبية.
تعريف الحروب الصليبية ( معجم الحروب – د فريدريك.).
تنضوي تحت هذه التسمية الحملات العسكرية التي نظمتها الكنيسة الكاثوليكية بين القرن الحادي عشر والثالث عشر بغية تحرير الأرض المقدسة , على حد تعبير قادتها في ذلك الوقت.
1- الحرب الصليبية الأولى (1096- 1099). ( معجم الحروب – د فريدريك.).
بشر بها و دعا إليها البابا أوربان الثاني في مدينة كليرمون الفرنسية. ثم ما لبث أن كثر الدعاة إلى شن حرب "تحرير الأرض المقدسة" ومن أبرزهم بطرس الناسك .
اصطدمت الحملة بالجيش السلجوقي في الأناضول الذي قام بتحطيمها عام 1096.
إلا أن الحملة الثانية التي تبعتها كانت حملة نظمها نبلاء فرنسيون و إيطاليون وقد تمكنت هذه الحملة المجهزة تجهيزا" عسكريا" كاملا" من بلوغ وإسقاط مدينة إديسه سنة 1097, ثم نيقيا ثم طارس ثم انطاكية ثم القدس في 15 يوليو 1099.
أنشا الصليبيون في القدس مملكة و إمارات في أنطاكية و إديسه وطرابلس.
كما أنشأوا رهبنة خاصة مهمتها الدفاع عن المملكة ثم أنشأوا سلكا" عسكريا" دينيا" يضم رهبان مقاتلين عُرف باسم ( Les Templiers ) . [1]
أحداث الحرب الصليبية الأولى: (موسوعة الحضارة – وول ديورانت).
وأول سبب مباشر للحروب الصليبية هو زحف الأتراك السلاجقة. وكان العالم قبل زحفهم قد كيف نفسه لقبول سيطرة المسلمين على بلاد الشرق الأدنى. وكان الفاطميون حكام مصر قد حكموا فلسطين حكماً سمحاً رحيماً؛ استمتعت فيه الطوائف المسيحية بحرية واسعة في ممارسة شعائر دينها إذا استثنينا بعض فترات قصيرة قليلة. نعم إن الحاكم بأمر الله، الخليفة المجنون، دمر كنيسة الضريح المقدس (1010)؛ ولكن المسلمين أنفسهم قدموا المال الكثير لإعادة بنائها.
وكان السبب المباشر الثاني من أسباب الحرب الصليبية ما حاق بالإمبراطورية البيزنطية من ضعف شديد الخطورة. لقد ظلت هذه الإمبراطورية سبعة قرون طوال تقف في ملتقى المارة بين أوربا وآسيا، تصد جيوش آسيا وجحافل السهوب.
وثالث الأسباب المباشرة للحروب الصليبية هو رغبة المدن الإيطالية- بيزا، وجنوي، والبندقية، وأملفي في توسيع ميدان سلطانها التجاري الآخذ في الازدياد.
وصدر القرار النهائي من إربان نفسه، وإن كان غيره من البابوات قد طافت بعقولهم هذه الفكرة., وكان هذا النزاع على أشده حين رأس إربان مجلس بياسنزا في مارس من عام 1095؛ وأيد البابا في هذا المجلس استغاثة ألكسيوس، ولكنه أشار تأجيل العمل حتى تعقد جمعية أكثر من هذا المجلس تمثيلاً للعالم المسيحي، وتبحث في شن الحرب على المسلمين. ولعل الذي دعاه إلى طلب هذا التأجيل ما كان يعمله من أن النصر في مغامرة في هذا الميدان البعيد غير مؤكد؛ وما من شك في أنه كان يدرك أن الهزيمة ستحط من كرامة العالم المسيحي والكنيسة إلى أبعد حد؛ وأكبر الظن أنه كان يتوق إلى توجيه ما في طبائع أمراء الإقطاع والقراصنة النورمان من حب القتال إلى حرب مقدسة، تصد جيوش المسلمين عن أوربا وبيزنطية. ولقد كان يحلم بإعادة الكنيسة الشرقية إلى حظيرة الحكم البابوي، ويرى بعين الخيال عالماً مسيحياً عظيم القوة متحداً تحت حكم البابوات الديني، وروما تعود حاضرة للعالم؛ وكان هذا تفكيراً أملته رغبة في الحكم لا تعلو عليها رغبة.
وظل البابا بعدئذ بين شهري مارس وأكتوبر من عام 1095 يطوف بشمالي إيطاليا وجنوبي فرنسا، يستطلع طلع الزعماء ويضمن المعونة لما هو مقدم عليه. واجتمع المجلس التاريخي بمدينة كليرمونت في مقاطعة أوفرني، وهرع إليه آلاف الناس من مائة صقع وصقع لم يقف في سبيلهم برد نوفمبر القارس. ونصب القادمون خيامهم في الأراضي المكشوفة، وعقدوا اجتماعاً كبير لا يتسع له بهو، وامتلأت قلوبهم حماسة حين وقف على منصة في وسطهم مواطنهم إربان الفرنسي وألفى عليهم باللغة الفرنسية أقوى الخطب وأعظمها أثراً في تاريخ العصور الوسطى:
يا شعب الفرنجة! شعب الله المحبوب المختار!... لقد جاءت من تخوم فلسطين، ومن مدينة القسطنطينية، أنباء محزنة تعلن أن جنساً لعيناً أبعد ما يكون عن الله، قد طغى وبغى في تلك البلاد بلاد المسيحيين، وخربها بما نشره فيها من أعمال السلب وبالحرائق؛ ولقد ساقوا بعض الأسرى إلى بلادهم وقتلوا الآخر بعد أن عذبوهم أشنع التعذيب. وهم يهدمون المذابح في الكنائس، بعد أن يدنسوها برجسهم، ولقد قطعوا أوصال مملكة اليونان، وانتزعوا منها أقاليم بلغ من سعتها أن المسافر فيها لا يستطيع اجتيازها في شهرين كاملين.
على من إذن تقع تبعة الانتقام لهذه المظالم، واستعادة تلك الأصقاع، إذا لم تقع عليكم أنتم- أنتم يا من حباكم الله أكثر قوم آخرين بالمجد في القتال، وبالبسالة العظيمة، وبالقدرة على إذلال رؤوس من يقفون في وجوهكم؟ ألا فليكن من أعمال أسلافكم ما يقوى قلوبكم- أمجاد شارلمان وعظمته، وأمجاد غيره من ملوككم وعظمتهم- فليثر همتكم ضريح المسيح المقدس ربنا ومنقذنا، الضريح الذي تمتلكه الآن أمم نجسة، وغيره من الأماكن المقدسة التي لوثت ودنست.. لا تدعوا شيئاً يقعد بكم من أملاككم أو من شئون أسركم. ذلك بأن هذا الأرض التي تسكنونها الآن، والتي تحيط بها من جميع جوانبها البحار وقلل الجبال، ضيقة لا تتسع لسكانها الكثيرين، تكاد تعجز عن ا، تجود بما يكفيهم من الطعام، ومن اجل هذا يذبح بعضكم بعضاً، ويلتهم بعضكم بعضاً، وتتحاربون، ويهلك الكثيرون منكم في الحروب الداخلية.
طهروا قلوبكم إذن من أدران الحقد، واقضوا على ما بينكم من نزاع، واتخذوا طريقكم إلى الضريح المقدس، وانتزعوا هذه الأرض من ذلك الجنس الخبيث، وتملكوها أنتم. إن أورشليم أرض لا نظير لها في ثمارها، هي فردوس المباهج. إن المدينة العظمى القائمة في وسط العالم تستغيث بكم أن هبوا لإنقاذها، فقوموا بهذه الرحلة راغبين متحمسين تتخلصوا من ذنوبكم، وثقوا بأنكم ستنالون من أجل ذلك مجداً لا يفنى في ملكوت السموات.
وعلت أصوات هذا الجمع الحاشد المتحمس قائلة: "تلك إدارة الله Dieu li volt. وردد إربان هذا النداء ودعاهم إلى أن يجعلوه نداءهم في الحرب، وأمر الذاهبين إلى الحرب الصليبية أن يضعوا علامة الصليب على جباههم أو صدورهم....
وانتقل البابا النشيط إلى مدن أخرى- إلى تور، وبوردو، وطولوز (طلوشة)، ومنبلييه، ونيمز... وظل تسعة أشهر يخطب داعياً إلى الحرب الصليبية..... وأمر بوقف جميع الحروب القائمة بين المسيحيين- وإن لم يقو على تنفيذ أمره هذا، ووضع مبدأ للطاعة يعلو على قانون الولاء الإقطاعي؛ وهكذا توحدت أوربا كما لم تتوحد في تاريخها كله، ووجد إربان نفسه السيد المرتضي لملوك أوربا على بكرة أبيهم. وسَرت روح الحماسة في أوربا كما لم تسر فيها من قبل في أثناء هذا الاستعداد المحموم للحرب المقدسة.
وكان إربان قد حدد لبدء الرحيل شهر أغسطس من عام 1096، ولكن الفلاحين القلقين الذين كانوا أوائل المتطوعين لم يستطيعوا الانتظار إلى هذا الموعد، فسار جحفل منهم عدته نحو أثنى عشر ألفاً وبدأ رحلته من فرنسا في شهر مارس بقيادة بطرس الناسك ، وولتر المفلس ، وقام جحفل آخر- ربما كانت عدته 500 من ألمانيا بقيادة القس جتسشوك ، وزحف ثالث من أرض الرين بقيادة الكونت إمكو الليننجيني. وكانت هذه الجموع غير النظامية هي التي قامت بأكثر الاعتداءات على يهود ألمانيا ويوهيميا، وأبت أن تطيع نداء رجال الدين والمواطنين من أهل تلك البلاد، وانحطت حتى استحالت إلى وقت ما وحوشها كاسرة تستر تعطشها للدماء بستار من عبارات التقي والصلاح. وكان المجندون قد جاءوا معهم ببعض المال، لكنهم لم يجيئوا إلا بالقليل الذي لا يغني من الطعام، وكان قادتهم تعوزهم التجارب فلم يعدوا العدة لإطعامهم؛ وقدر كثيرون من الزاحفين المسافة بأقل من قدرها الصحيح، وكانوا وهم يسيرون على ضفاف الرين والدانوب كلما عرجوا على بلدة من البلدان يسألهم أبناؤهم في لهفة- أليست هذه أورشليم؟ ولما فرغت أموالهم، وعضهم الجوع، اضطروا إلى نهب من في طريقهم من الحقول والبيوت، وسرعان ما أضافوا الفسق إلى السلب والنهب. وقاومهم أهل البلاد مقاومة عنيفة، وأغلقت بعض المدن أبوابها في وجوههم، وأمرهم بعضها أن يرحلوا عنها بلا مهل، ولما بلغوا آخر الأمر مدينة القسطنطينية، بعد أن نفذت أموالهم، وهلك منهم من هلك بفعل الجوع والطاعون، والجذام، والحمى، والمعارك التي خاضوا غمارها في الطريق، رحب بهم ألكسيوس؛ ولكنه لم يقدم لهم كفايتهم من الطعام، فانطلقوا في المدينة، ونهبوا الكنائس، والمنازل، والقصور. وأراد ألكسيوس أن ينقذ عاصمته من هذه الجموع الفتاكة التي أهلكت الحرث والنسل وكانت فيها كالجراد المنتشر. فأمدها بالسفن التي عبرت بها البسفور، وأرسل إليها المؤن، وأمرها بالانتظار حتى تصل إليها فرق أخرى أحسن منها سلاحاً وعتاداً. ولكن الصليبيين لم يستمعوا إلى هذه الأوامر، سواء كان ذلك لجوعهم أو لقلقهم ونفاد صبرهم، فزحفوا على نيقية. وخرجت عليهم قوة منظمة من الترك، كلها من مهرة الرماة، وأبادت هذه الطليعة من فرق الحرب الصليبية الأولى فلم تكد تبقى على أحد منها.
وبينما كانت هذه الحوادث تجري في مجراها كان الزعماء والإقطاعيون الذين حملوا الصليب قد جمع كل منهم رجاله في إقليمه... وسارت هذه الجموع إلى القسطنطينية من طرق مختلفة؛ وعرض بوهمند على جدفري أن يستوليا على المدينة، فرفض جدفري هذا العرض لأنه لم يأت، على حد قوله، إلا لقتال الكفرة، ولكن هذه الفكرة لم تمت.., وعبرت هذه الجيوش البالغ عددها نحو ثلاثين ألفاً المضيقين في عام 1079، وكانت لا تزال موزعة القيادة.... وخرجت أرمينيا على فاتحيها السلاجقة وتحالفت مع الفرنجة. وزحفت جيوش أوربا يؤيدها هذا العون كله وحاصرت نيقية. واستسلمت الحامية التركية في المدينة بعد أن وعدها ألكسيوس بالمحافظة على حياتها (19 يونية سنة 1097)، ورفع إمبراطور الروم العلم الإمبراطوري على حصنها، وحمى المدينة من النهب، وأرضى الزعماء الإقطاعيين بالعطايا السخية، ولكن الجنود المسيحيين اتهموا ألكسيوس بأنه ضالع مع الأتراك. واستراح الصليبيون في المدينة أسبوعاً زحفوا بعده على أنطاكية، والتقوا عند دوريليوم بجيش تركي تحت قيادة قلج أرسلان، وانتصروا عليه انتصاراً سفكوا فيه كثيراً من الدماء (أول يوليه سنة 1097)، واخترقوا آسيا الصغرى دون أن يلقوا فيها عدواً غير قلة الماء والطعام، والحر الشديد الذي لم تكن دماء الغربيين قادرة على احتماله. ومات الرجال والنساء، والخيل والكلاب،... وواصلت القوة بأجمعها الزحف على إنطاكية.
وأراد قسيس من مرسيليه يدعى بطرس بارثلميو أن يبعث الشجاعة من جديد في قلوب الصليبيين، فادعى أنه عثر على الحربة التي نفذت في جنب المسيح، ولما سار المسيحيون للقتال رفعت هذه الحربة أمامهم كأنها علم مقدس، وخرج ثلاثة فرسان من بيت التلال في ثياب بيض حين ناداهم الرسول البابوي أدهمار وسماهم الشهداء القديسين موريس، وثيودور، وجورج. وبعث ذلك في قلوب الصليبيين روحاً جديدة، وتولى بوهمند القيادة الموحدة فانتصروا انتصاراً حاسماً. ثم اتهم بارثلميو بأنه ارتكب خدعة دينية، وعرض أن يرضى بحكم الله فيجتاز ناراً مشتعلة ليثبت باجتيازها صدق دعواه. وأجيب إلى طلبه فاخترق ناراً مشتعلة في حزم من الحطب، وخرج سالماً في الظاهر، ولكنه توفي في اليوم الثاني من أثر الحروق أو من الإجهاد الذي لم يحتمله قلبه، وأزيلت الحربة من بين أعلام الجيش الصليبي....
وقضى أولئك الزعماء ستة أشهر أعادوا فيها تنظيم قواهم وجددوا نشاطهم، ثم زحفوا بجيوشهم على أورشليم. وبعد حروب وقفوا في اليوم السابع من شهر يونية عام 1099 وهم مبتهجون متعبون أمام أسوار المدينة.... وعرض الخليفة الفاطمي على الصليبين أن يعقد معهم الصلح مشترطاً على نفسه أن يؤمن الحجاج المسيحيين القادمين إلى أورشليم والذين يأتونها للعبادة. ولكن بوهمند وجدفري طلبا التسليم بغير قيد أو شرط، وقاومت حامية الفاطميين المكونة من ألف رجل الحصار مدة أربعين يوماً، فلما حل اليوم الخامس عشر من شهر يولية قاد جدفري وتانكرد رجالهما وتسلقوا أسوار المدينة، وتم للصليبيين الفوز بغرضهم بعد أن لاقوا في سبيله الأمرين. وفي هذا يقول القس ريمند الإجيلي شاهد العيان:
وشاهدنا أشياء عجيبة، إذ قطعت رؤوس عدد كبير من المسلمين وقتل غيرهم رمياً بالسهام، أو أرغموا على أن يلقوا أنفسهم من فوق الأبراج، وظل بعضهم الآخر يعذبون عدة أيام، ثم أحرقوا في النار. وكنت ترى في الشوارع أكوام الرؤوس والأيدي والأقدام، وكان الإنسان أينما سار فوق جواده يسير بين جثث الرجال والخيل.
ويروي غيره من المعاصرين تفاصيل أدق من هذه وأوفى؛ يقولون إن النساء كن يقتلن طعناً بالسيوف والحراب، والأطفال الرضع يختطفون بأرجلهم من أثداء أمهاتهم ويقذف بهم من فوق الأسوار، أو تهشم رؤوسهم بدقها بالعمد، وذبح السبعون ألفاً من المسلمين الذين بقوا في المدينة، أما اليهود الذين بقوا أحياء فقد سيقوا إلى كنيس لهم، وأشعلت فيهم النار وهم أحياء. واحتشد المنتصرون في كنيسة الضريح المقدس، وكانوا يعتقدون أن مغارة فيها احتوت في يوم ما المسيح المصلوب. وفيها أخذ كل منهم يعانق الآخر ابتهاجاً بالنصر، وبتحرير المدينة!. [2]
روى ابن الأثير في تاريخه 8/189-190 عن دخول الصليبين للقدس في الحروب الصليبية فقال : ( ملك الفرنج القدس نهار يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان وركب الناس السيف ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا يقتلون فيه المسلمين واحتمى جماعة من المسلمين بمحراب داود فاعتصموا به و قاتلوا فيه ثلاثة أيام و قتل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفا منهم جماعة كبيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم ممن فارق الأوطان و جاور بذلك الموضع الشريف )
كما وصف ستيفن رنسيمان في كتابه تاريخ الحروب الصليبية ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال : ( و في الصباح الباكر من اليوم التالي اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين فأجهزت على جميع اللاجئين اليه وحينما توجه قائد القوة ريموند اجيل في الضحى لزيارة ساحة المعبد اخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه وتركت مذبحة بيت المقدس اثرا عميقا في جميع العالم وليس معروفا بالضبط عدد ضحاياها غير انها ادت الى خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود بل ان كثير من المسيحيين اشتد جزعهم لما حدث) 1/404- 406
أحداث الحرب الصليبية الأولى من كتاب :
( الحملة الصليبية الأولى وفكرة الحروب الصليبية – جوناثان ريلي سميث.).
قضى البابا أوربان الفترة من أغسطس 1095 إلى سبتمبر 1096 في فرنسا وعاد إلى موطنه للإشراف على إصلاح الكنيسة في المقام الأول , بيد أنه ذهب إلى هناك بهدف الدعوة للحملة الصليبية.[3]
وكانت هناك استجابة كبرى للحرب الصليبية في كل من فرنسا وغرب ألمانيا وإيطاليا , وليس هناك شك في وجود قدر من العنصر الهستيري في الدعوة للحرب الصليبية حيث قام الخطباء المهيجون للمشاعر الشعبية من أمثال بطرس الناسك الذي ادعى أن المسيح نفسه كلفه بالدعوة للحرب الصليبية , ولوح بطرس بخطاب سماوي كعلامة لتكليفه بالدعوة. [4]
بدأت الجماعة الأولى من الصليبيين مغادرة غرب أوروبا في ربيع 1096 م . وبذلك يكونون قد تجاهلوا رغبات البابا الذي دعا إلى الرحيل في عيد الصعود , في الخامس عشر من أغسطس , وتحركوا في وقت كانت فيه معاناة من نقص في الطعام قبل جني محصول الصيف التالي. [5]
ومن الواضح أن القلق بشأن المؤن والمواد الغذائية الذي لازمهم كثيرا" جعلهم يتصرفون بتهور في بلاد البلقان , على الرغم من أن هذا القلق كان طبيعيا" في جيوش كانت كبيرة العدد....والواقع أن تسلط فكرة الحصول على الأموال سيطرت على تفكيرهم وظهرت عند معاملتهم لليهود عندما غادروا غرب أوروبا .وعلى الرغم من أن معظم أمثلة الجشع والبخل التي وردت في المصادر اليهودية , والدالة على الاضطهادات تنسب إلى الأساقفة , وليس إلى الصليبيين , وإلى موظفي الأسقفيات إلى سكان المدن الذين حصلوا على رشاوى مقابل وعود حماية اليهود غير أنهم فشلوا في تنفيذ تلك الوعود , فأنه من المؤكد أن الصليبيين طالبوا بمبالغ مالية من الجاليات اليهودية , وهم في طريقهم . وكان واضحا" أن تلك الابتزازات تمت تحت تهديد السلاح... وكان اليهود في ماينتس يأملون في تهدئة الكونت اميتش اللينينجي ( كان أشد الشخصيات قسوة في اضطهاد اليهود في أرض الراين ) ,.. وربما أجاز الاعتقاد الخاطئ للقانون الكنسي مصادرة ممتلكات غير المسيحيين , وكل متعلقاتهم , ولذلك شارك الصليبيون السكان المحليين في سلب ونهب ممتلكات اليهود في المدن التي حدثت فيها مذابح جماعية لليهود العزل , أما في مدينة ماينتس فقد أعاق اليهود تقدم أعدائهم لفترة من الوقت وذلك بإلقاء الأموال لهم من النوافذ لتحويلهم عنهم . ولم يكن هناك شك لأحد المعاصرين الذين شاهدوا الحوادث التاريخية عن قرب في المذابح الجماعية التي راح ضحيتها الآمنون من اليهود أن الدافع إليها كان الطمع والجشع...ومع ذلك فعند حدوث المذابح التي راح ضحيتها الكثير من اليهود ظهرت أدلة على رغبة الصليبيين في إكراه اليهود على التنصر أكثر من الرغبة في سلب ونهب أموالهم . وجرت محاولات في كل مكان لفرض المسيحية على اليهود الذين كانوا قد علموا بأن الصليبين قد عقدوا العزم على عرض الخيار على اليهود بين المسيحية أو الموت , وأن الصليبيين يرغبون في " القضاء على اليهود حتى لا يصيروا أمة " . وقد أكد كاتب مسيحي على أن هدف الصليبيين كان " الإبادة أو اعتناق المسيحية " . وتعرضت المعابد اليهودية , والكتب المقدسة , والمقابر اليهودية للدنس , وانتهاك قدسيتها.
ومن حين لأخر استخدم المسيحيون وسائل لإثارة الذعر , ففي أثناء الاضطهاد في مورز بالقرب من كولونيا , قاموا بتغطية سيوفهم بدماء الحيوانات لبث الرعب في قلوب اليهود , وجعلهم يعتقدون أن عمليات القتل قد تمت بالفعل . وفي كل قرية تعرضت للاضطهاد كان القتل مصير اليهود الذين رفضوا اعتناق المسيحية.
وأصيب اليهود باليأس الشديد حتى أنهم كانوا يقتلون أنفسهم بأيديهم أو بأيدي أفراد من جاليتهم , حتى لا يتدنسوا على أيدي المسيحيين. أما من استسلم من اليهود للمعمودية فهم الذين كتبت لهم النجاة. [6]
وكان كبار رجال الدين المسيحي يوحون للمسيحيين بأنهم سيخوضون حربا" من أجل تنصير غير المسلمين . وبرغم انه كان من الممكن وجود دعاة صليبيين شعبيين غير متحفظين , فإن معظم المشاركين في الحرب الصليبية لم تكن نظرتهم للحرب الصليبية أنها حرب تبشيرية . ومع ذلك هناك وجهتا نظر يمكن اكتشافهما عند قراءة المصادر , ويقدمان تفسيرا" للمذابح المنظمة التي راح ضحيتها عدد كبير من اليهود الآمنين .
وكانت وجهة النظر الأولى الصعوبة التي عانى منها الصليبيون عند محاولتهم التمييز بين اليهود والمسلمين باعتبارهم أعداء للإيمان المسيحي . وفي فرنسا ورد القول أنه : " ليس من العدل في شيء أن يسمح من يحملون السلاح ضد المتمردين , وضد أعداء المسيح , أن يتركوا أعداء المسيح يعيشون في بلادهم " . ففي مدينة روان بدأ الناس الذين دخلوا المدينة من أجل إعطاء العهد للمشاركة في الحملة الصليبية يقولون : " أننا نتمنى مهاجمة أعداء الله في الشرق , من اليهود بمجرد أن تقع عيوننا عليهم بعد أن نجتاز القفار بحثا" عنهم فهم اشد الناس عداوة لله " . وكان الغربيون يعتبرون اليهود أعداء للكنيسة بجميع أنحاء العالم المسيحي , وربما دفع ذلك أحد الكتاب فيما بعد إلى التعليق على موقف الصليبيين النورمان في جنوب إيطاليا بأنهم " اعتبروا اليهود والهراطقة والمسلمين جميعا" أعداء الله , ونظروا إليهم بقدر متساو من الكراهية الشديدة ".
وكانت وجهة النظر الثانية تتعلق بالالتزام بشن حرب انتقام . وكانت ثمة رغبة واضحة للانتقام من اليهود لأنهم صلبوا المسيح , مما جعل أحد المعاصرين يقول بأن هذه الرغبة في الانتقام كانت السبب الرئيسي وراء قام الحرب الصليبية . فالصليبيين في الجيش الفرنسي والإنجليزي والفلمنكي واللورينيون الذين تقابلوا مع امتش في مدينة ماينتس ادعوا أن عمليات قتل اليهود كانت البداية لعملهم ضد أعداء الإيمان المسيحي . وأعلن الصليبيون الألمان عن نيتهم في تطهير الطريق إلى بيت المقدس بالقضاء على اليهود في بلاد الراين , وقال الكونت ديتمار أنه لن يغادر ألمانيا قبل أن يقتل يهوديا" . وعرف اليهود ان المسيحيين يعتقدون بأن قتل اليهود يحقق الغفران للخطايا , وعرفوا أيضا" أن إخوانهم في الدين في أماكن أخرى تعرضوا للقتل باسم المسيح . وربما ظلت مشاعر الانتقام مترسبة في الأعماق حتى نهاية الحرب الصليبية , غير أننا سنرى أن اليهود في فلسطين ((( تحت الحكم الإسلامي ))) لم يلقوا نفس المعاملة القاسية التي تعرض لها إخوانهم في أوروبا. وفي ذلك الحين كان الصليبيون في فلسطين أقلية غريبة , كما أن مشاعر الحقد والعداء التي كان يكنها الصليبيون تجاه اليهود بدأت تتلاشى بعد أن تسرب الخوف إلى قلوب الصليبيين أثر ازدياد قوة المسلمين. ويقال أن تنكرد افتدى اليهود , بعد أن دفع ثلاثين قطعة من الفضة عن كل يهودي.
ومن الواضح أنه فيما يتعلق بالانتقام , لم يفرق عدد كبير من الصليبيين بين المسلمين واليهود , وإذا كانوا قد حملوا السلاح ضد المسلمين , فما الذي كان يمنعهم من اضطهاد اليهود . [7]
ومن مدينة نيقية في صيف 1097م , أرسل قادة الحرب الصليبية وفدا" سياسيا" إلى الخليفة الفاطمي في مصر يعرضون عليه اعتناق النصرانية أو الحرب , ونفس الخيار قدمه بطرس الناسك إلى كربوغا حاكم الموصل عن طريق وفد سياسي صليبي. كما رفض ريموند السانت جيلي عقد اتفاقية مع أمير طرابلس ما لم يتنصر الأخير. غير أنه باستثناء المذابح الجماعية المنظمة التي مارسها النصارى ضد الآمنين من غير النصارى في أوروبا لرفضهم اعتناق النصرانية , لا يتوافر الدليل على أن الصليبيين قد أخطأوا فهم الدور الذي يحاربون من اجل تحقيقه , فأمنوا بضرورة تحويل الآخرين إلى النصرانية. ورغم أن الجاليات اليهودية في فلسطين قد عانت كثيرا" , فأنها لم تخضع لجميع ما تعرض له اليهود في منطقة الراين . وقد جرت محاولات مؤخرا" لإثبات أن صورة الإضطهاد التقليدي الذي تعرض له اليهود على أيدي الصليبيين في فلسطين يجب أن تتغير كثيرا" . وتعرضت الجاليات اليهودية لخسائر في الأرواح عندما نهب الصليبيون المدن التي استولوا عليها . وقام الصليبيون في بيت المقدس بإتلاف معبد اليهود وكذلك أدراج التوراة واستولوا على مكتبة طائفة القرائين, وتم بيع الكثير منا ليهود في سوق النخاسة .
وعلى الرغم من أن عرض اعتناق النصرانية حدث من حين إلى أخر , فليس هناك ما يؤكد أن الرفض كان يعني التعرض للموت ((ذكر المؤلف مرات عديدة أن الخيار كان بين الموت أو اعتناق النصرانية ومحاولته للدفاع لا يوجد عليها أي دليل )) . وعلى الرغم من أن الجالية اليهودية في بيت المقدس قد تمت أبادتها , فقد أتضح أن الصليبيين تخلصوا من الجاليات اليهودية التي كانت بالفعل في حالة يرثى لها (( تبرير غريب من الكاتب , يعني أنهم تخلصوا منهم من أجل المحبة)). [8]
إثبات الكاتب للمجازر مع محاولات فاشلة للدفاع :
والواقع أنه إذا مانحينا حالة مختلفة بعض الشيء من حالات إجبار غير النصارى على اعتناق النصرانية بالإكراه , ونعني بذلك تعميد القساوسة للجنود الأتراك المحتضرين الذين سقطوا في ساحة المعركة , فلن نجد سوى حالتين (( وقت الحملة الصليبية الأولى )) خارج أوروبا لإجبار الآخرين على اعتناق النصرانية بطريقة جماعية وبالقوة والإكراه ورد ذكرهما في المصادر التاريخية , رغم ان أحد هذه المصادر مشكوك فيه.
وفيما يلي الإشارة المشكوك في صحتها في الوصف الذي قدمه الراهب روبرت عندما استولى ريموند السانت جيلي على مدينة البارة في أخر سبتمبر 1098 م , فجاء في هذا الوصف ((الوصف من راهب)) : " وأمر الكونت أن يقيد الجميع بسلاسل من حديد , وأن يتم ضرب عنق كل من لا يعلن إيمانه بالمسيح ... وعلى ذلك لم ينج فرد واحد من هذا الحشد الغفير ما لم يعلن اعترافه بالمسيح , ويتم تعميده . ومن ثم خلت مدينة البارة تماما" من المسلمين , وصارت كلها تدين بالمسيحية " .
بيد أنه من غير المحتمل وجود آية محاولة لإجبار المسلمين في البارة على اعتناق النصرانية تحت تهديد السلاح , إذا لم يكن الراهب روبرت ضمن من شاركوا في الحملة الصليبية , كما أن تأكيده على استخدام القوة لإجبار الآخرين على اعتناق النصرانية لا يوجد له ما يؤيده في أي مصدر أخر , وعلى الرغم من أن كل الكتابات التاريخية المعاصرة وافقت على حدوث مذبحة رهيبة , في إقليم كان به نصارى من أهل المنطقة , وذلك قبل إنشاء الآسقفية اللاتينية الأولى , وكتب ريموند الأجوليري , الذي كان موجودا" في مدينة البارة وقت وقوع المعركة يقول بأن الكثيرين من سكان تلك المدينة تم قتلهم أو بيعهم في أسواق النخاسة في أنطاكية , أما الذين أعلنوا الاستسلام فقد أطلق سراحهم , ومما سبق يتضح أن العقوبة الرادعة للرد على مقاومة أية مدينة , تمثلت في تدمير تلك المدينة تدميرا" شاملا" والقضاء على سكانها.
ومع ذلك فالحالة الأخرى مدعمة بالوثائق . ففي منتصف يوليو 1098م قام ريموند بايليت بتمويل حملة عسكرية كبيرة على نفقته الخاصة , وقادها إلى المناطق الريفية بجنوب أنطاكية , وفي السابع عشر من يوليو وصل إلى مكان محصن شرق مدينة المعرة , يدعى تل ميناس , والذي كان تحت سيطرة نصارى من اهل سوريا , وفي الخامس والعشرين من الشهر نفسه استولى على قلعة قريبة من ذلك المكان , كان بها عدد كبير من المسلمين . وتم قتل كل من رفض اعتناق النصرانية من المسلمين في تلك القلعة . [9]
اضطهاد الصليبيون لباقي الطوائف المسيحية بعد الاستيلاء على القدس !!.( موسوعة الحضارة – وول ديورانت).
اختير جدفري البويوني الذي اعترف له آخر الأمر بالصلاح، والتقي المنقطع النظير حاكماً على دمشق على أن يلقب بهذا اللقب المتواضع وهو "حامي الضريح المقدس" ولم يدع الحاكم الجديد أنه خاضع لألكسيوس لأن الحكم البيزنطي لهذه المدينة كان قد انقضى منذ 365 عاماً، ولهذا أصبحت مملكة أورشليم اللاتينية من يوم إنشائها دولة مستقلة كاملة السيادة. وحرم فيها المذهب الأورثوذكسي الشرقي، وفر البطريق اليوناني إلى قبرص، وقبلت أبرشيات المملكة الجديدة الشعائر اللاتينية، والمطران الإيطالي والحكم البابوي....., وخلفه أخوه بولدوين وهو أقل منه كفاية (1100-1118)، واتخذ لنفسه لقباً أسمى من لقبه وهو لقب ملك. وشملت المملكة الجديدة في عهد الملك فلك كونت أنجو (1131-1143) الجزء الأكبر من فلسطين وسوريا، ولكن المسلمين ظلوا مالكين حلب، ودمشق، وحمص. وقسمت المملكة أربع إمارات إقطاعية، تتركز على التوالي حول أورشليم، وإنطاكية والرها، وطرابلس؛ ثم جزئت كل إمارة إلى إقطاعيات تكاد كل منها تكون مستقلة عن الأخرى، وكان سادتها المتحاسدون يشنون الحروب بعضهم على بعض، ويسكون العملة، ويحاكون الملوك المستقلين في هذه وغيرها من الشئون. وكان الأشراف هم الذين يختارون الملك، وتقيده سلطة كنسية دينية لا سلطان عليها لغير البابا نفسه... وادعى الأشراف ملكية الأرض جميعها، وأنزلوا ملاكها السابقين- سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين- منزلة أرقاء الأرض، وفرضوا عليهم واجبات إقطاعية أشد قسوة مما كان منها وقتئذ في أوربا، حتى أخذ سكان البلاد المسيحيون ينظرون بعين الحسرة إلى حكم المسلمين ويعدونه من العصور الذهبية التي مرت بالبلاد.[10]
تفاصيل قتل اليهود والمذابح التي تمت أثناء الحملة الصليبية الأولى ( موسوعة قصة الحضارة ).
لما دعا البابا إربان الثاني إلى الحرب الصليبية الأولى في عام 1095 ظن بعض المسيحيين أنه يحسن بهم أن يقتلوا يهود أوربا قبل أن يخرجوا لقتال الأتراك في أورشليم، فلما قبل جدفري البويلوني قيادة الحملة أعلن أنه سيثأر لدماء المسيح من اليهود ولن يترك واحداً منهم حياً، وجهر رفاقه بعزمهم على أن يقتلوا كل من لا يعتنق المسيحية من اليهود. وقام أحد الرهبان يثير حماسة المسيحيين أكثر من هذا فأعلن أن نقشاً على الضريح المقدس في أورشليم يجعل تنصير جميع اليهود فريضة أخلاقية على جميع المسيحيين. وكانت خطة الصليبيين أن يزحفوا جنوباً بمحاذاة نهر الرين حيث توجد أغنى مواطن اليهود في أوربا الشمالية.
ولما وصل الصليبيون إلى أسبير جروا أحد عشر يهودياً إلى إحدى الكنائس وأمروهم أن يقبلوا التعميد، فلما أبوا قتلوهم عن آخرها (3 مايو سنة 1096)، ولجأ غيرهم من يهود المدينة إلى الأسقف جوهنسن ، فلم يكتف هذا الأسقف بحمايتهم، بل أمر بقتل عدد من الصليبيين الذي اشتركوا في مقتله الكنيسة. ولما اقترب بعض الصليبيين من تريير استغاث من فيها من اليهود بالأسقف إجلبرت ، فعرض عليهم أن يحميهم على شريطة أن يعمدوا، ورضى معظم اليهود بهذا الشرط، ولكن بعض النساء قتلن أطفالهن وألقين بأنفسهن في نهر الموزل (أول يونية سنة 1096). وفي مينز خبأ روتارد كبير الأساقفة 1300 يهودي في سراديبه، ولكن الصليبيين اقتحموها عليهم وقتلوا منهم 1014، واستطاع الأسقف أن ينقذ عدداً قليلاً منهم بإخفائهم في الكنيسة الكبرى (27 مايو سنة 1096)، وقبل التعميد أربعة من يهود مينز، خبأ المسيحيون اليهود في منازلهم، وأحرق الغوغاء الحي اليهودي، وقتلوا من وقع في أيديهم من اليهود القلائل، فما كان من الأسقف هرمان إلا أن نقل اليهود سراً من مخابئهم عند المسيحيين إلى منازل المسيحيين في الريف وعرض بذلك حياته هو لأشد الأخطار. وكشف الحجاج الصليبيون هذه الحيلة، وصادوا فريستهم في القرى وقتلوا كل من عثروا عليه من اليهود (يونية سنة 1096) وكان عدد من قتلوا في إحدى القرى مائتي يهودي؛ وحاصر الغوغاء اليهود في أربع قرى أخرى، فقتل اليهود بعضهم بعضاً، مفضلين هذا على التعميد، وذبحت الأمهات من ولدن من الأطفال في أثناء هذه الاعتداءات وقت مولدهم. وفي وورمز أخذ الأسقف ألبرانشز من استطاع أن يأخذهم من اليهود إلى قصره وأنقذ حياتهم، أما من لم يستطع أخذهم فقد هاجمهم الصليبيون هجوماً خالياً من كل رحمة. فقتلوا الكثيرين منهم، ثم نهبوا بيوت اليهود وأحرقوها، وفيها انتحر كثيرون من اليهود مفضلين الموت على ترك دينهم. ثم حاصرت جماعة من الغوغاء مسكن الأسقف بعد سبعة أيام، وأبلغ الأسقف اليهود أنه لم يعد في وسعه أن يصد أولئك الغوغاء، وأشار عليهم بقبول التعميد، وطلب إليه اليهود أن يتركوا وشأنهم لحظة قصيرة، فلما عاد الأسقف وجدهم جميعاً إلا قليلاً منهم قد قتل بعضهم بعضاً، ثم اقتحم المحاصرون الدار وقتلوا الباقين أحياء، وبلغ مجموع من قتل في مذبحة وورمز (20 أغسطس سنة 1096) نحو ثمانمائة من اليهود. وحدثت مذابح مثلها في متز ورنجزبرج وبراهة. [11]
2- الحرب الصليبية الثانية ( 1147-1149). (معجم الحروب – د فريدريك.)
تم تنظيم هذه الحملة بعد سقوط مدينة إديسه سنة 1044 . وقد قام بالتبشير لها بإمر من البابا أوجين الثالث, الراهب برنار دوكليرقو. لكن ملك فرنسا لويس السابع وأمبراطور جرمانيا كونراد الثالث لم يتمكنا من دخول دمشق أثنائها.
ومن موسوعة قصة الحضارة :
وأنذرت الحرب الصليبية الثانية بأنها ستفوق الحرب الأولى من هذه الناحية، فقد أشار بطرس المبجل ، القديس رئيس دير كلوني على لويس السابع ملك فرنسا أن يبدأ بمهاجمة اليهود الفرنسيين، وقال له: "لست أطالبك بأن تقتل أولئك الخلائق الملاعين... لأن الله لا يريد محوهم من الوجود، ولكنهم يجب أن يقاسوا أشد ألوان العذاب كما قاساه قائين قاتل أخيه، ثم يبقوا ليلاقوا هواناً أقسى من العذاب، وعيشاً أمر من الموت". واحتج سوجر رئيس دير سانت دنيس على هذا الفهم الخاطئ للمسيحية، واكتفى لويس التاسع، بفرض ضرائب باهظة على أغنياء اليهود؛ غير أن اليهود الألمان لم يخرجوا من هذه المحن بالمصادرة وحدها، فقد خرج راهب فرنسي يدعى رودلف من ديره بغير إذن، وأخذ يدعو إلى ذبح اليهود في ألمانيا. وفي كولوني قُتل شمعون "التقي" وبترت أطرافه، وفي أسبير عذبت امرأة على العذراء ( وسيلة تعذيب ) لكي يقنعوها باعتناق المسيحية. وبذل الرؤساء الدينيون مرة أخرى كل ما في وسعهم لحماية اليهود، فأعطاهم الأسقف آرناند أسقف كولوني قصراً حصيناً يجتمعون فيه وأجاز لهم أن يتسلحوا؛ وامتنع الصليبيون عن مهاجمة الحصن، ولكنهم قتلوا كل من في أيديهم من اليهود الذين لم يعتنقوا المسيحية. وأدخل هنري كبير أساقفة مينز في بيته يهودا كان الغوغاء يطاردونهم، ولكن الغوغاء اقتحموا البيت وقتلوهم أمام عينيه. واستغاث كبير الأساقفة بالقديس برنارد أعظم المسيحيين سلطاناً في أيامه، وأجاب برنارد بأن ندد برودلف تنديداً شديداً وطلب أن يوضع حد لأعمال العنف الموجهة إلى اليهود. ولما واصل رودلف حملته عليهم جاء برنارد بنفسه إلى ألمانيا وأرغم الراهب على العودة إلى الدير. ولما أن وجدت جثة أحد المسيحيين بعد ذلك بقليل مشوهة في ورزبرج ؛ اتهم المسيحيون اليهود بأنهم هم الفاعلون، وهاجموهم رغم احتجاج الأسقف أمبيكو وقتلوا عشرين منهم، وعني المسيحيون بكثيرين غيرهم أصابتهم جروح في هذا العدوان منهم (1147)، ودفن الأسقف القتلى في حديقته. وعادت إلى فرنسا فكرة بدء الحرب الصليبية في بلاد المسيحيين قبل انتقالها إلى الشرق، وذبح اليهود في كارنتان ، ورامرو ، وسلي. وفي بوهيميا ذبح الصليبيون 150 يهودياً، ولما أن انتهت موجة الذعر بذل رجال الدين المسيحيون المحليون كل ما في وسعهم لمساعدة من يقوا أحياء من اليهود، وأجيز لمن قبلوا التعميد مرغمين أن يعودوا إلى الدين اليهودي، دون أن توقع عليها عقوبات الردة القاسية.[12]
3- الحرب الصليبية الثالثة ( 1189- 1192 ).( معجم الحروب – د فريدريك.)
تقرر تنظيم هذه الحملة الجديدة بعد سقوط القدس وتحرير هذه المدينة على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 1187. وقد بشر بها غليوم الصوري , بناء على طلب البابا غريغوار الثامن.
وقد لبى الدعوة فيليب أووست ملك فرنسا و فردريك برباروسا ملك وامبراطور جرمانيا وريكاردوس قلب الأسد ملك انكلترا.
ريكاردوس قلب الأسد احتل جزيرة قبرص . ثم بعدما احتل فيلييب أوغوست مدينة عكا عاد إلى فرنسا. عدل ريكاردوس الإنكليزي عن تحرير القدس . وقام بالتوقيع على هدنة لمدة ثلاث سنوات مع صلاح الدين حاصلا" على إذن من من صلاح الدين للمسيحيين بزيارة القدس.
4- الحرب الصليبية الرابعة ( 1202- 1204) .( معجم الحروب – د فريدريك.).
قرر تنظيم هذه الحملة في أوروبا البابا أينوسان الثالث سنة 1198.
كانت الخطة الرئيسية هي احتلال مرافئ الشاطئ المصري , إلا أن بعض الأطراف رفضت الفكرة .
فتوجهت سفن الصليبيين عوضا" عن ذلك إلى القسطنطينية التي سقطت بين أيدي قادة الفرنجة 1204, فاستبدلت بعدها إمبراطورية بيزنطا بإمبراطورية لاتينية , وقد انكفأ بعدها البيزنطيون نحو أسيا الصغرى حيث أنشئوا إمبراطورية نيقيا التي عاشت من 1204 حتى 1261.
أحداث فتح القسطنطينية من : ( موسوعة الحضارة – وول ديورانت.).
الأسطول العظيم المكون من 480 سفينة أقلع في أول يوم من شهر أكتوبر عام 1202 وسط مظاهر الابتهاج والتهليل بينا كان القساوسة الواقفون عند أبراج السفن الحربية ينشدون نشيد تعال أيها الخالق الروح ، ووقف هذا الأسطول الضخم أمام القسطنطينية في الرابع والعشرين من شهر يونيه عام 1203. .. وأرسل المهاجمون بلاغاً نهائياً إلى ألكسيوس طلبوا فيه: أن يرد الإمبراطورية إلى الأخ الأعمى أو إلى ألكسيوس الصغير، الذي كان يصحب الأسطول المغير؛ فلما رفض ألكسيوس الثالث هذا الإنذار نزل الصليبيون إلى البر، بعد مقاومة ضعيفة، أمام أسوار المدينة.
وحدث في هذا الأثناء أن رأى بعض الجنود اللاتين جماعة من المسلمين يصلون في مسجد مقام في مدينة مسيحية، فثارت ثائرتهم وأشعلوا النار في المسجد، وقتلوا المصلين. وظلت النار مشتعلة ثمانية أيام وامتدت إلى مسافة ثلاثة أميال، وأحالت جزءاً كبيراً من القسطنطينية رماداً وأنقاضاً.
وازداد نهمهم لطول ما حرموا من فريستهم الموعودة، فانقضوا على المدينة الغنية في أسبوع عيد الفصح وأتوا فيها من ضروب السلب والنهب ما لم تشهده روما نفسها على أيدي الوندال أو القوط. نعم إنه لم يقتل في هذه الحوادث كثيرون من اليونان- فلعل عدد القتلى لم يتجاوز ألفين، أما السلب والنهب فلم يقفا عند حد. ووزع الأشراف القصور فيما بينهم، واستولوا على ما وجدوه فيها من الكنوز؛ واقتحم الجنود البيوت، والكنائس، والحوانيت، واستولوا على كل ما راقهم مما فيها؛ ولم يكتفوا بتجريد الكنائس مما تجمع فيها خلال ألف عام من الذهب والفضة والجواهر، بل جردوها فوق ذلك من المخلفات المقدسة، ثم بيعت هذه المخلفات بعدئذ في أوربا الغربية بأثمان عالية. وعانت كنيسة أياصوفيا من النهب ما لم تعانه فيما بعد على يد الأتراك عام 1453، فقد قطع مذبحها العظيم تقطيعاً لتوزع فضته وذهبه. .... وبذلت محاولة ضئيلة للحد من اغتصاب النساء، وقنع الكثيرون من الجنود بالعاهرات، ولكن إنوسنت الثالث أخذ يشكو من أن شهوات اللاتين المكبوتة لم ينج منها الكبار أو الصغار، ولا الذكور أو الإناث، ولا أهل الدنيا أو الدين؛ فقد أرغمت الراهبات اليونانيات على احتضان الفلاحين أو السائسين البنادقة والفرنسيين. وبددت في أثناء هذا السلب والنهب محتويات دور الكتب وأتلفت المخطوطات الثمينة أو فقدت، واندلعت ألسنة النيران بعدئذ مرتين في المدينة فالتهمت دور الكتب والمتاحف كما التهمت الكنائس والمنازل، فضاعت مسرحيات سفكليز ويوربديز التي ظلت حتى ذلك الوقت باقية بأكملها ولم ينج منها إلا القليل، وسرقت آلاف من روائع الفن أو شوهت أو أتلفت. [13]
ومن كتاب تاريخ الكنيسة المصرية: وفي عام 1203 م أغار الصليبيون على شمال الدلتا من جهة رشيد , وعسكروا في فوة وقاموا بذبح العديد من الناس من المسلمين والأقباط.[14]
5 - الحرب الصليبية الخامسة ( 1217-1221). .( معجم الحروب – د فريدريك.).
دعا مجددا" البابا اينوسان الثالث إلى حملة عسكرية جديدة اعتبارا" من سنة 1215.
بعد أن تم تنظيمها عسكريا" على يد ملك قبرص وملك المقدس 0 المهجر ) وملك المجر, وصلت السفن إلى مدينة دمياط , على الشاطئ المصري , فتمكنت من احتلالها سنة 1219. لكن سرعان ماتخلت عنها مجددا" سنة 1221, عائدة إلى أوروبا وقبرص.
من كتاب تاريخ الكنيسة المصرية:
- واستولوا ( الصليبيون ) على دمياط ( 1219م) بعد حصار دام أكثر من ستة أشهر و حيث اشتد فيها الغلاء وبلغ ثمن البيضة عدة دنانير. وقتل الصليبيون الكثير من سكان دمياط وأساءوا إلى أقباطها , وعينوا لها مطرانا" لاتينيا" ( رومانيا" ) و وحولوا جامعها إلى كنيسة باسم العذراء.
- وتفرق الصليبيون في القرى وقتلوا ونهبوا كثيرين وداسوا حقوق الكنيسة اليونانية وتعدوا على بطريركها.
- وكتب نقولا بطريرك اليونان في مصر رسالة إلى بابا روما يتوسل إليه أن يأمر الصليبيين بإطلاق سراح الأسرى المسيحيين في دمياط , كما كان معهم شماس لاتيني طلب منه أن يقيمه كاهنا" لهم في السجن , فلم يجبه لطلبه إلا بعد موافقة العاهل الروماني , فأمر البابا الروماني بأن يكتبوا للبطريرك نقولا بوجوب الخضوع لكنيسة روما أولا" .
- وكان من بين المحاصرين أسقف عكا , الذي لما رأى الصليبيين يبيعون سكان دمياط أشترى منهم نحو 500 طفل وعمدهم وترى السيدة بوتشر أن أكثرهم كانوا من الأقباط فتكرر عمادهم!.[15]
- وقد عانى الأقباط من الصليبين الذين ظنوا أن الأقباط هراطقة , ماداموا خارجين عن المذهب الكاثوليكي , وليسوا تحت سلطان بابا روما , كما زاد التعصب الإسلامي على المسيحيين عموما" , من تأثير ما فعله المسيحيون اللاتين.
- وقام الصليبيون بهدم الكنائس القبطية , كما هدم المسلمون كنيسة قبطية قديمة وعظيمة في الإسكندرية, خوفا" من استيلاء الصليبين عليها واتخاذها حصنا" لهم – عند الهجوم على الأسكندرية- بسبب متابنة بناءها , وبعدما هدموها جعلوها جامعا" , ولا تزال أثارها موجودة عند باب القباري ( في عهد الكاتبة ) , ( الكاتبة متحاملة على المسلمين جدا" ولا تؤخذ شهادتها عليهم , كما يلاحظ التناقض في أقوالها فقد قالت : وبعد أن هدموها جعلوها جامع !!! , ثم كتبت ولا تزال أثارها باقية !!, فالمفترض أن تكتب واسم الجامع كذا ولا تزال أثار المسجد باقية أو لا يزال المسجد قائما" , فلو كان المسلمون يريدون هدم كل الكنائس لكانوا هدموها في ذلك الوقت. ).
- واستخدم الملك الكامل مياه الفيضان في إغراق الأراضي التي تفصل جيش الفرنجة عن دمياط , حيث مؤنهم وذخيرتهم , فاضطروا إلى عقد هدنة والرحيل عن مصر .
- وفرح الأقباط بهزيمة الصليبيين المتعصبين , والذين كانوا أقسى في معاملتهم لهم من المسلمين. [16]
لم يتم التعرض للحملات الصليبية السادسة والسابعة والثامنة للأختصار.
[1] معجم الحروب – د. فردريك
[2] موسوعة قصة الحضارة- ج 15 –ص 18 - 25.وعلى الانترنت ص 5284-5298.
[3] الحملة الصليبية الأولى وفكرة الحروب الصليبية – 33/34
[4] المصدر السابق – ص 65
[5] المصدر السابق – ص 93
[6] المصدر السابق – ص 99/102
[7] المصدر السابق – ص 103- 105
[8] المصدر السابق – ص 197- 198
[9] المصدر السابق – ص 199/ 200.
[10] موسوعة قصة الحضارة- ج 15 – ص 26 - 27. وعلى الانترنت ص 5299 - 5300.
[11] موسوعة قصة الحضارة- ج 14 ص 86 - 88 . وعلى الانترنت ص 4907 – 4909 .
[12] موسوعة قصة الحضارة- ج 14 ص 88 - 89 . وعلى الانترنت ص 4909 – 4911 .
[13] موسوعة قصة الحضارة- ج 15 ص 46- 52.وعلى الانترنت ص 5320 - 5327.
[14] تاريخ الكنيسة المصرية- ص229
[15] تاريخ الكنيسة المصرية- ص232- 233
[16] تاريخ الكنيسة المصرية- ص23- 235
ب- الحروب الدينية داخل أوروبا.
المعلومات والأرقام من (معجم الحروب – د فريدريك), وعند الاستعانة بمصادر أخرى سيتم الإعلان.
1- الحروب الدينية في فرنسا ( 1560- 1598 )
استمرت الحروب الدينية في فرنسا زهاء أربعة عقود متتالية , خلال القرن السادس عشر . فقد اشتعلت سنة 1560 ولم تنته إلا في سنة 1598.بدأت بمؤامرة حيث كان يقع قصر الملك الفرنسي فرانسوا الثاني.
حسب موسوعةالحروب, فإن الحروب الدينية في فرنسا أدت إلى مقتل ما بين 2 إلى 4 مليون نسمة.
مؤامرة أمبواز ( 1560 ): حاول الكليفينيون ( جماعة بروتستانتية ) أن يخلعوا الملك فرانسوا الثاني ( كاثوليك ) لتنصيب ملكا" أخر.
في 17 مارس 1560 جمع عقائدهم 500 فارس في قصره استعدادا" لبدء الهجوم.
ابلغ أحدهم عن الخطة , فقام جيش ملك فرنسا بتطويقهم وقتلهم داخل قصر شاتو-رينو إلا أن مائة منهم تمكنوا من الفرار والتحصن في قصر أخر شاتو-موزاي.
وعدهم الملك بالعفو إن استسلموا ولكن بعد الاستسلام قام بشنقهم جميعا" , أما قائد العملية الذي كان قد قُتل في المعركة فتم شنق جثته وقطع الرأس على جسر أمبواز.
الحرب الدينية الأولى ( 1562-1563 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك, ومن أبرز أحداثها مجزرة واسي , التي حصلت في الأول من مارس 1562 حيث قتل رماة السهام التابعين لدوق دي غيز الكاثوليكي 70 بروتستانتيا" وجرحوا 200 مجتمعين في إحدى المزارع , يستمعون لوعظ أحد المبشرين البروتستانت.
أبرز أحداث عام 1563 هي التوقيع على اتفاقية سلام , سمحت السلطات الملكية بموجبها بإقامة شعائر البروتستانت داخل قصور النبلاء فقط , دون الانتشار في الأحياء الشعبية وأوساط الحرفيين.
جاء عنها في موسوعة قصة الحضارة:
طلب الفريقان المعونة من الخارج وحصلا عليها، الكاثوليك من أسبانيا، والبروتستنت من إنجلترا وألمانيا، فأرسلت اليزابث 6.000 رجل إذ أغراها وعد البروتستنت بإعطائها كالية، واستولى 2.000 منهم على روان، ولكن جيز انتزع المدينة ونهبها (26 أكتوبر 1562)، ونهب جنده المتعطشون للغنيمة السكان الكاثوليك والبروتستنت وذبحوهم دون تحيز لأي فريق .[1]
الحرب الدينية الثانية ( 1567-1568 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث المحاولة الفاشلة للبروتستانت للاستيلاء على مدينة باريس عام 1567.
في عام 1568 تم الاتفاق على شروط سلام مماثلة لشروط أمبروز ويضاف عليها الاعتراف بمدينة لاروشيل في شمال فرنسا كمدينة تابعة للمذهب البروتستانتي. عُرفت هذه الاتفاقية باتفاقية لونجومو.
الحرب الدينية الثالثة ( 1568-1570 )
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث هزيمة البروتستانت في منطقة جرناك حيث قُتل أمير آل كوندي . وهزيمة مونكونتور البروتستانتية, تبعها اتفاق قضى باعتراف البروتستانتية رسميا" في فرنسا والاعتراف لها بالنفوذ الشرعي في أربع مدن كبرى.
غير أن مجزرة سان بارتيليمي التي طالت عددا" كبيرا" من البروتستانت في فرنسا بتاريخ 24 أغسطس 1572 عادت فأشعلت الصراع مرة ثانية.
مجزرة سان بارتيملي ( موسوعة قصة الحضارة ):
وإذا كان المتآمرون ( كاثوليك ) قد دبروا قتل نفر من الهيجونوت ( بروتستانت )، فإنهم اغتنموا الآن فرصة هذا الأمر المجنون الذي نطق به الملك ليستأصلوا شافة الهيجونوت ما أمكنهم ذلك. .... الأمر أبلغ لقواد أحياء باريس بأن يسلحوا رجالهم ويستعدوا للعمل بمجرد سماعهم أجراس الكنائس تدق في الثالثة من صباح 24 أغسطس، وهو عيد القديس بارتولوميو. ... وأرسل هنري جيز ( القائد ) كلمة إلى ضباط المليشيا بأن على رجالهم حالما يسمعون ناقوس الخطر يقرع أن يذبحوا كل هيجونوتي يعثرون عليه؛ أما أبواب المدينة فتقفل لتمنع الهاربين من الهروب.
وبينما كان الظلام لا يزال مخيماً قاد جيز نفسه ثلاثمائة جندي إلى المبنى الذي ينام فيه كوليني ( زعيم البروتستانت ). وكان على مقربة منه باريه طبيبه، وميرلان سكرتيره، ونيقولا خادمه. وأيقظهم وقع أقدام جند مقبلين، ثم سمعوا طلقات وصياح- كان حرس كوليني يقتلون. واندفع صديق إلى الحجرة وهو يصيح "لقد قضي علينا! " وأجاب الأميرال، "إنني اعددت نفسي للموت منذ زمن طويل، فأنقذوا أنفسكم، لا أريد أن يلومني أحباؤكم على موتكم. أستودع روحي لرحمة الله ". وهربوا واقتحم جند جيز الباب فوجدوا كوليني راكعاً يصلي، وطعنه جندي بسيفه وشق وجهه، وطعنه آخرون، ثم قذف من النافذة وهو حي بعد فسقط على الرصيف أسفلها عند قدمي جيز. وبعد أن تأكد الدوق من موت كوليني أمر رجاله بأن ينتشروا في باريس ويذيعوا هذه العبارة "اقتلوا! اقتلوا! هذا أمر الملك " وفصل رأس الأميرال عن جسده وأرسل إلى اللوفر- وقيل إلى روما، أما الجسد فسلم للجماهير التي مثلت به تمثيلاً وحشياً فقطعت الأيدي والأعضاء التناسلية لتعرضها للبيع، وعلقت بقيته من عرقوبيه.
وأرسلت الملكة خلال ذلك الأوامر لدوق جيز بوقف المذبحة لشعورها بشيء من الندم أو الخوف. وكان الجواب أن الأوان فات، أما وقد مات كوليني. فلا بد من قتل الهيجوت وإلا فهم لا محالة ثائرون. وخضعت كاترين وأمرت بقرع ناقوس الخطر. وتلت ذلك مذبحة ندر أن عرفتها المدن حتى في جنون الحرب، واغتبطت الجماهير باطلاق دوافعها المكبوتة لتضرب وتوجع وتقتل. فاقتنصت وذبحت من الهيجونوت وغيرهم عدداً يتفاوت بين الألفين وخمسة الآلاف،....... ذكر السفير الأسباني في تقريره "إنهم يقتلونهم جميعاً وأنا أكتب هذا، إنهم يعرونهم.. ولا يعفون أحداً حتى الأطفال. تبارك الله! " أما وقد أصبح القانون ذاته خارجاً على القانون، فقد انطلق السلب والنهب في غير قيد، وأبلغ الملك أن بعض حاشيته شاركوا في نهب العاصمة. والتمس منه بعض المواطنين المروعين عندما اقتربت الظهيرة أن يأمر بوقف المذبحة، وعرضت جماعة من شرطة المدينة أن تعاون على استتباب الأمن. فأصدر الأوامر بوقف المذبحة، وأمر الشرطة بأن يحبسوا البروتستنت حماية لهم؛ ثم أنقذ بعض هؤلاء، وأغرق غيرهم بأمره في السين. وهدأت المذبحة هنيهة. ولكن حدث في يوم الاثنين الخامس والعشرين من الشهر، أن شجيرات الشوك البري أزهرت في غير أوانها في مقبرة الأطفال؛ وهلل الكهنة للأمر حاسبينه معجزة، وقرعت أجراس الكنائس في باريس احتفالاً به، وظنت الجماهير أن هذا القرع دعوة إلى تجديد المذبحة، فأستؤنف القتل من جديد.
وفي يوم السادس والعشرين ذهب الملك في موكب رسمي هو وحاشيته إلى قصر العدالة مخترقاً الشوارع التي ما زالت الجثث مبعثرة فيها، وشهد لبرلمان باريس في فخر بأنه أمر بالمذبحة.
وحسب جاك دتو 800 ضحية في ليون، 1.000 ضحية في أورليان. أما الملك فقد شجع هذه الإبادة، ثم نهى عنها، ففي السادس والعشرين من الشهر أرسل تعليمات شفوية لحكام الأقاليم بأن يقتلوا كل زعماء الهيجونوت، وفي السابع والعشرين أرسل اليهم أوامر مكتوبة بأن يحموا البروتستنت المسالمين الممتثلين للقانون......... وأغلب الظن أن الاقاليم ساهمت بخمسة آلاف ضحية، وباريس بنحو ألفين، ولكن بعضهم يقدر جملة الضحايا بعدد يتفاوت من خمسة آلاف إلى ثلاثين ألفا". وأغضى الكاثوليك عموماً عن المذبحة باعتبارها انفجاراً للغيظ والثأر بعد سنين من اضطهاد الهيجونوت للكاثوليك. أما فليب الثاني فقد ضحك على غير عبوسه وجهامته المألوفة حين سمع النبأ، وحسب أنه لن يكون هناك خطر من تدخل فرنسا في الأراضي المنخفضة. أما الممثل البابوي في باريس فكتب إلى روما يقول: "أهنئ قداسة البابا من أعماق قلبي على أن يد الله جل جلاله شاء في مستهل بابويته أن يوجه شئون هذه المملكة توجيهاً غاية في التوفيق والنبل، وأن يبسط حمايته على الملك والملكة الأم حتى يستأصلا شأفة هذا الوباء بكثير من الحكمة، وفي اللحظة المناسبة حين كان كل المتمردين محبوسين في القفص. " وحين وصل النبأ إلى روما نفح كردينال اللورين حامله بألف كراون وهو يهتز طرباً. وسرعان ما أضيئت روما كلها، وأطلقت المدفعية من قلعة سانت أنجلو، وقرعت الأجراس في ابتهاج، وحضر جريجوري الثالث وكرادلته قداساً مهيباً لشكر الله على "هذا الرضى الرائع الذي أبداه للشعب المسيحي "، والذي أنقذ فرنسا والكرسي البابوي المقدس من خطر عظيم. وأمر البابا بضرب مدالية خاصة تذكاراً لهزيمة الهيجونوت أو ذبحهم- وعهد إلى فازاري بأن يرسم في الصالة الملكية بالفاتيكان صورة للمذبحة تحمل هذه العبارة- "البابا يوافق على قتل كوليني.[2]
الحرب الدينية الرابعة ( 1573-1574 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث الحصار الذي ضربته القوات الكاثوليكية على مدينة لاروشيل , معقل البروتستانت , ثم الإتفاقية التي عُقدت في هذه المدينة مكررة نقاط الاتفاقيات السابقة ( أمبواز ولونجومو) وقد تم رفع الحصار العسكري بعد التوقيع على الاتفاق الجديد بتاريخ 24 يونية 1573.
غير أن المعارك استمرت في جنوب البلاد , في منطقة لانغ دوك , وفي 29 مايو 1574 تم التوصل إلى اتفاق بعد هزيمة البروتستانت.
الحرب الدينية الخامسة ( 1576 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث التوصل إلى اتفاقية بعد عدة معارك دامية , كان من بنود الاتفاقية ( 73 بنداً )
- حرية الممارسة الدينية البروتستانتية في الريف والمدن الفرنسية.
- تسليم السلطة للبروتستانت في 8 مدن رئيسية عبر البلاد.
الحرب الدينية السادسة ( 1577 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث استيلاء أخ الملك على مركز لاشاريتي , المركز البروتستانتي العام بتاريخ 1 مايو 1577 , ثم تم عقد اتفاقية بعدها عرفت باتفاقية بيرجوراك في 15 سبتمير 1577 و تسمح هذه الاتفاقية للبروتستانت بإقامة شعائرهم الدينية في جميع أنحاء المملكة .
الحرب الدينية السابعة ( 1580 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث استيلاء هنري دو نافار على مدينة كاهور في 30 مايو 1580 , ثم عقد اتفاقية سلام في فليكس بتاريخ 26 نوفمبر 1580.
الحرب الدينية الثامنة ( 1585-1598 (
حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث انتصار البروتستانت في معركة كوتراس في 20 نوفمبر 1587 .
في سنة 1588 حدثت انتفاضة شعبية ضد الملك هنري الثالث, وبعد قمع الانتفاضة تحالف الملك هنري الثالث مع قائد البروتستانت هنري دو نافار وقاموا بمهاجمة وحصار باريس التي انتفضت مرة ثانية.
تم اغتيال الملك هنري الثالث و رفض جنوده الكاثوليك قيادة هنري دو نافار , الذي تم تتويجة ملكا" للبلاد باسم (هنري الرابع) بعد أن تحول للكاثوليكية.
الحروب الدينية لم تنته فعلا" إلا بعد توقيع اتفاقية نانت في 15 أبريل 1598 التي اعترفت بحرية المعتقد في فرنسا.
2- الحروب الدينية في ألمانيا – حرب الثلاثين عاما" - (1618-1648(.
أصدر الأمبراطور الهبسبورجي الألماني رودولف الثاني عام 1609, ما يسمى بالرسالة السامية, وكانت تسمح هذه الرسالة للبروتستانت التشيكيين بتشييد المعابد و بنشر دعوة مارتن لوثر للبروتستانية بكل حرية.
- أثارت هذه الرسالة غضب الكاثوليك الذين كانوا يمسكون بزمام الأمور السياسية في الإمبراطورية الجرمانية.
- أمر مطران براغ الكاثوليكي في مارس 1618 بتدمير معبد بروتستانتي كان قد شُيد قبل سنة بموجب قانون الرسالة السامية.
- انتفض على الحادث بروتستانت بوهيميا كلها وعقدوا اجتماعات برلمانية , حضر فيها ممثلي السلطة الكاثوليكية في مايو 1618 .
- تقرر في الأجتماع رمي مندوبي الإمبراطور الكاثوليكي من نوافذ الأطباق العليا, مما تسبب بوفاتهما. - تخلى الإمبراطور عن رسالة التسامح التي كان قد أصدرها من قبل.
- انقسم رعايا الإمبراطورية بين مناقض لرسالة التسامح و مؤيد لها.
- تابع البروتستانت تنظيم طاقاتهم في ألمانيا فبادروا إلى تنظيم دستور جديد لمملكة بوهيميا عام 1619 , كما انتخبوا لأنفسهم ملكا" جديدا" لهم بروتستانتيا"و وهو الأمير فريدريك الخامس.
- في نفس الأثناء, تم تنصيب فرديناند الثاني, الكاثوليكي, أمبراطورا" لجرمانيا كلها والتي من ضمنها مملكة بوهيميا.
- عمد فرديناند إلى استعادة مملكته من الملك البروتستانتي , فاستعان لهذا الغرض بالعصبة الكاثوليكية الذين كانوا يحكمون في أسبانيا.
- استعان البروتستانت بالعصبة الإنجيلية (البروتستانتية) التي كانت تضم هولندا والدانمارك وبريطانيا.
- في الثامن من نوفمبر عام 1620 انتصر الإمبراطور فرديناند الثاني يحالفه الجيش الأسباني الكاثوليكي على بروتستانت بوهيميا في معركة الجبل الأبيض, و تمت مصادرة أملاك ملكهم فردريك الخامس.
- بادر الملك كريستيان الخامس الدانمركي البروتستانتي ,عام 1625, إلى مناصرة البروتستانت الألمان فاحتلت جيوش الدانمرك المنطقة الشمالية من الإمبراطورية الجرمانية حيث كان يكثر السكان البروتستانت.
- عام 1630 و بتشجيع من فرنسا وروسيا, دخل ملك السويد غوستافادولف إلى الأراضي الألمانية لدعم البروتستانت .
- شمل جيش السويد 30 ألف جندي مشاة و 6 آلاف خيال و 100 مدفع., ازدادت القوات حتى بلغت في نهاية الحرب عام 1647 ما يقرب من 170 ألف جندي معظمهم من البروتستانت الألمان والسويسريين.
- في 24 أكتوبر عام 1648 تم توقيع اتفاق وستفاليا للسلام, ومن ضمن بنوده الاعتراف بحرية الاعتقاد والعبادة للبروتستانت .
- نتيجة لإحراق المدن و القرى وقتل المدنيين, أدت الحرب لمقتل حوالي 40 % من سكان الريف وحوالي 30 % من سكان المدن.
حسب موسوعة الحروب يقدر عدد القتلى من 3 إلى 8 مليون .
جاء في موسوعة قصة الحضارة :
"هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من 20.000.000 إلى 13.500.000. وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرانكونيا المنعقد في فبراير 1650 بمدينة نورمبرج اتخذوا القرار الآتي:- "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة".[3]
3- إخضاع إنجلترا لأيرلندا .
- عمد الملك الإنجليزي هنري الثامن إلى محاولة إخضاع أيرلندا دينياً بفرض المذهب البروتستانتي اعتبارا" من 1536 إلا أن سكان الجزيرة رفضوا وبقوا متمسكين بالمذهب الكاثوليكي.
- حاول ملوك إنجلترا محاربة الكاثوليكية من خلال تنظيم عمليات استيطان إنجليزية –بروتستانتية في قلب الجزيرة وفي سنة 1559 أُنشئت أول مستوطنة إنجليزية على الجزيرة.
- استغاث الايرلنديون بالأسبان ( الكاثوليك ) , فذهب الأسطول الأسباني لمساعدة الأيرلنديين في الصراع المذهبي مع إنجلترا, هاجم الأيرلنديون سكان المستوطنة وقتلوا البعض وهجروا الآخرين.
- جهز البريطانيون جيشا" وانتصر على الأيرلنديين والأسبان في معركة كينسال سنة 1601
- أسست السلطات الإنجليزية العديد من المزارع الإنجليزية على الجزيرة اعتبارا" من سنة 1607 وقامت بتوطين رعاياها البروتستانت في هذه المزارع التي صادرتها من الإيرلنديين الكاثوليك.
- بلغ عهد المستوطنين بعد 20 عاما" مائة ألف نسمة تم زرعهم داخل الجسم الأيرلندي.
- في 1641 هاجم الأيرلنديون المستوطنين الإنجليز وقتلوا عدا" كبيرا" منهم, ثم أعلنوا إنشاء فيدرالية كاثوليكية مستقلة.
- سنة 1690 وبعد حرب طويلة بين الإيرلنديين ( الذين استعانوا بالاسكوتلندييين) هاجم الجيش الإنجليزي القوات الايرلندية في لابوين وانتصر عليهم في 12 يوليو 1690.
- صادرت إنجلترا بعد ذلك المزيد من الأراضي لصالح مستوطنين إنجليز جدد.
- حدثت مجاعة في الجزيرة شتاء 1739-1740 خلفت 400 ألف ضحية من الأيرلنديين.
- أسس أحد المحاميين جمعية الإيرلنديين المتحدة القائلة بوحدة البروتستانت والكاثوليك على أرض الجزيرة وبالاستقلال التام عن بريطانيا عام 1791, وقد انبثق الجيش الجمهوري الأيرلندي من هذه الجمعية
- حدثت مجاعة أخرى في الجزيرة شتاء 1845- 1846 ذهب ضحيتها 700 ألف شخص . كما هاجر بسببها إلى أميركا 800 ألف شخص آخر.
4- حرب البوسنة
الحرب الأولى 1941- 1945
في الفترة من 1941 إلى 1945 وتحت مظلة الاحتلال الألماني النازي ليوغسلافيا أباد الكروات الكاثوليك 400 ألف صربي أرثوذكسي إضافة إلى 35 ألف يهودي و 25 ألف غجري, كلهم من أهل البلاد ومن سكانها الشرعيين.
تفصيل الأحداث :
بعد أن انتصرت جيوش هتلر على جيش المملكة اليوغوسلافية في أبريل 1941 , أنشأت السلطات الألمانية دولة كرواتيا المستقلة على كامل الأراضي السلافونية والكرواتية والبوسنية وقسم من إقليم فويفودين .
وأسندت قيادة هذه الدولة للفاشي الكرواتي "انتي بافيليتش".الذي كان زعيما" لميلشيا "الأوستاشي".
كانت الدولة تضم 3 مليون كرواتي وأقل من 2 مليون صربي و 700 ألف مسلم و 400 ألف من الأقليات المتفرقة.
تصور الجيش الوطني الكرواتي الكاثوليكي (على أساس نظرية أنتي ستارفيتش رئيس الدولة ) هو "أن الصرب الأرثوذكس دخلاء على الأمة , وأن المسلمين هم أقدم نبالة كرواتية أسلم أصحابها في القرن السادس عشر".
وضعت الحكومة الجديدة الصرب أمام خيارات ثلاثة : إما اعتناق المذهب الكاثوليكي , وأما الهجرة الطوعية أو التهجير , وأما الإبادة الجسدية , بحسب تصريح وزير الخارجية الكرواتي ميلوفان زانتيش في مايو 1941.
وحسب الوثائق المحفوظة في أرشف مدينة بانيالوكا ( البوسنية حاليا" ( والوقائع التي أوردتها , مطلع التسعينات المؤرخة الكرواتية فيكريتا جيليتش :
في 27 و 28 أبريل 1941 قُتل 148 مزارعا" صربيا" رميا" بالرصاص في قرية غودوفاك , وفي قرية بلاغاج قُتل 250 صربيا" رميا" بالرصاص أيضا".
في 11 و12 مايو قُتل 300 صربيا" في مدينة غلينيا رميا" بالرصاص.
أما في 2 يونية 1941 فقد بدأت الجازر في قلب مدينة البوسنة, ففي قرية ليوبيني قُتل 140 مزارعا" صربيا" . وفي 5 يونية ذُبح 180 مزارعا" صربيا" في قرية كوريتا. ثم في 23 يونية قتل 240 رجلا" وامرأة وطفلا" صربيا" في قرى متفرقة.
وفي 25 يونية , في منطقة ستولاك , ذُبح 260 صربيا".
في 30 يونية , في قرية ليوبوسكو, قُتل 90 صربيا" رميا" بالرصاص.
بعدها بدات عمليات خطف لمزارعين صرب من القرى المتاخمة للشاطئ الأدرياتيكي , فكانوا يُقتادون إلى قرية كنين حيث كانوا يُذبحون توفيرا" للرصاص.
في يوليو 1941 بلغت المجازر أوجها , وأصبحت تطال في كل دفعة , آلاف الضحايا.
أنشأت الميليشيات الأوستاشية , اعتبارا" من صيف 1941, مخيمات ترانزيت للمساجين الصرب سرعان ما تحولت إلى معسكرات إبادة في جازينوفاك وجادوفنو وستاراغراديسكا وجاستريباكو.
وقد قدرت لجنة كرواتية محايدة , مطلع التسعينات أن بين 500 ألف و 600 ألف شخص ( معظمهم من الصرب ) قد قُتلوا ذبحا" في مخيم جازينزفاك.
وفي 1942 , خلال عملية مشتركة للجيشين الكرواتي والألماني , تم تطويق منطقة كوزارا في البوسنة, وقتل عشرات الآلاف من الصرب, رجالا" ونساء" وأطفالا" .
كما تم قتل ثلاثة مطارين أرثوذكس وتم إعدام ما يقرب من 300 كاهن أرثوذكس وطرد عدد كبير من الذين بقوا أحياء".
وتذكر التقارير أن 175 كنيسة أرثوذكسية أُحرقت أو دُمرت في منطقة كارلوفاك وحدها . وفي أبرشية باكراك دُمرت 53 كنيسة , وفي أبرشية والماتيا دُمرت 18 كنيسة . وهكذا دواليك. حتى بلغت الحصيلة النهائية للكنائس الصربية المدمرة , بعد 5 سنوات من الحكم مايقرب من 400 كنيسة ودير أرثوذكسي .
حولت الميلشيات هذه الكنائس إلى مستودعات, وبعضها إلى مسالخ لذبح الأبقار وبعضها إلى مراحيض عامة. كما أن الكثير من المدافن الصربية دُمر وفُلحت أراضيه في بانالوكا وكاينيتشي وبركو وترافنيك وموستار وبوروفو وتنجا وغيرها من البلدان والمدن ذات الأغلبية السكانية الصربية الأرثوذكسية.
وقد ترافقت المجازر الكرواتية التي حصلت بين 1941 و 1945 , مع عمليات فرض اعتناق المذهب الكاثوليكي على الصرب بالقوة , وكان بطلها رهبان الفرانسيسكان الكروات الذين رافقوا العسكر خلال تنقلاته , مباركين الأعمال الوحشية للجنود ومساندين لهم في إجبار السجناء الصرب على تغيير المذهب وكان الموت البديل الوحيد المطروح أمامهم.
وإذا كان الصرب يرفضون اعتناق الكاثوليكية راحت تحصل أشرس المجازر , كما حصل في منطقة بانيالوكا في فبراير 1942 , فيما أُجبر 240 ألف صربي على اعتناق الكاثوليكية خلال العامين 1941 و 1942 , حسب المؤرخة جيليتش.
حرب البوسنة الثانية 1991 - 1995
– في 25 يونية 1991 تم الإعلان عن استقلال كرواتيا وسلوفينيا بضغط من ألمانيا خاصة والمجموعة الأوربية عامة.
– ابتداء من 27 يونية وحتى 3 يوليو 1991 حصل تدخل للجيش اليوغسلافي (حيث الأكثرية صربية) في سلوفينيا فتم احتلالها وتسليمها إلى بعض الميلشيات الصربية المحلية. ( ذهب الجيش الفيدرالي وترك السلاح في يد الميلشيات الصربية ) .
- في الأول من أكتوبر 1991 شنت بعض وحدات الجيش الفيدرالي هجوما" على شرق كرواتيا وعلى منطقة دوبرفنيك.
– في 18 نوفمبر 1991 تمكن الصرب من إسقاط مدينة فوكوفار التي كانت تشكل رمزا" للمقاومة الكرواتية فسقطت معها سلافونيا الشرقية والطرف الشرقي من كرواتيا بين أيدي الصرب بعد ثلاثة أشهر من الحصار و المعارك الضارية.
– في 4 فبراير 1992 بدأت أول المواجهات في البوسنة –الهرسك في منطقة موستار حيث الغالبية السكانية من الكروات والمسلمين.
– في 21 فبراير 1992 قررت الأمم المتحدة إرسال 14 ألف جندي من جنسيات مختلفة.
– في 29 فبراير 1992 أعلن النواب المسلمين والكروات في جمهورية البوسنة والهرسك تأييدهم لاستقلال البوسنة.
– بدأ الجيش الفيدرالي (التابع للصرب) عملياته الحربية ضد الكروات والمسلمين على حد سواء. فكان حصاره لمدينة سراييفو في 5 أبريل 1992 والذي بقى قائما" حتى نهاية الحرب عام 1995.
–في 6 أبريل 1992 اعترفت مجموعة الدول الأوربية بجمهورية البوسنة المستقلة كما اتفق الكروات والمسلمين. أما صرب البوسنة فقد أعلنوا إنشاء جمهورية صرب البوسنة.
–في 13 أغسطس 1992 دانت الأمم المتحدة, التطهير الأثني الذي يمارسه الصرب الأرثوذكس ضد المسلمين والتواء (حسب تعبير كتاب معجم الحروب- د.فريدريك ) الميليشيات الكرواتية.
– في 26 و27 أغسطس أدان مؤتمر لندن الاعتداء الصربي على دولة البوسنة .
– في 25 مارس 1993 وقع المسلمون والكروات على خطة فانس اوين للسلام والتي تقضي بتقسيم البوسنة على أساس أثني. أما الطرف الصربي الذي كان يحتل 70% من الأراضي في البوسنة فرفض الخطة لأنها ستجعله ينسحب من حوالي 20% من الأراضي التي يحتلها.
– في 17 نوفمبر 1أ93 يعلن وسيط الأمم المتحدة تورقالد ستولتنبرج أن حرب البوسنة قد أوقعت 200 ألف قتيل في 19 شهرا".
– في العام 1994 و 1995 زاد تدخل قوات حلف الأطلسي ضد الصرب ودائما" كان الرد الصربي قذف المدنيين من أهل البوسنة وزيادة المذابح والاغتصاب للمدنيين .
وكمثال في 25 مايو وبعد ضربات جوية قامت بها قوات الحلف الأطلسي قرب معقل الصرب في بالي, قصفت القوات الصربية مدينة توزلا فتوقع 76 قتيلا".
وبين 11 و 25 يونية 1995 سيطرت قوات صرب البوسنة على جيب سريبرينتسا المسلم ( الواقع تحت الحماية الدولية ) وفتكت به وبأهله فتكا" وحشيا".
–استمر الحصار واستمرت المجازر الجماعية والاغتصاب والقتل للمسلمين ولبعض الكروات الكاثوليك حتى تم توقيع اتفاق دايتون للسلام في الأول من نوفمبر عام 1995, الذي أوقف الحرب.
حسب موسوعة الحروب فإن قتلى حرب البوسنة من 1992- 1995 حوالي 278 ألف قتيل.
5- الحرب الأهلية في أسبانيا ( 1936- 1939)
- نشأت حرب أسبانيا من وقود الفكر الديني فلم يتمكن الأسبان من مجابهة مسائل الحريات الديموقراطية ولا من مواجهة أفكار العدالة الاجتماعية التي طرحت نفسها على باقي الأوروبيين منذ مطلع القرن السابع عشر( انتشار المذهب البروتستانتي). فقد بقيت أسبانيا معزولة عن هذا المسار العام عبر الانتماء إلى عالم الأفكار الكاثوليكية والبابوية.
- بدأ الصراع المستميت بين أسبانيا الحمراء (الاشتراكية – الشيوعية) و أسبانيا السوداء (الكاثوليكية التقليدية) اعتبارا" منذ 1930.
- فاز الجمهوريون على الملكيين في الانتخابات البلدية في 12 أبريل 1931 وانسحب أثر ذلك الملك من الحياة السياسية.
- تم إعلان جمهورية أسبانيا في 14 أبريل 1931.
- في نفس العام تمت الموافقة على مادة في الدستور ( مادة 26 ) تنص على فصل الدين عن الدولة , وإلغاء الجمعيات الدينية .
- تم تأسيس حزب يميني انضم له غالبية الشباب الكاثوليكي والملكي عام 1933.
- حصل الحزب اليميني على الغالبية بالبرلمان.
- حدثت انتفاضة لعمال المناجم في مقاطعة استورياس عام 1934 , قام الجيش بقمعها مخلفا" 1300 قتيل و 3000 جريح .
- تمكن اليسار مجددا" من الفوز بالانتخابات في فبراير 1936.وعاد الثوري مانول أزانيا إلى رئاسة الجمهورية .
- نظم الجنرال فرانكو انتفاضة و تشابكت الأطراف بسرعة.
- القوى الجمهورية أو الحكومية من جهة ضد القوى الوطنية أو المنتفضة من جهة أخرى.
- انقسم الجيش من طائرات ( 350 طائرة ) و مشاة على بعضه.
- من مجموع 50 مقاطعة أسبانية أنضم 20 مقاطعة للجمهوريين و 16 للوطنيين و بقيت 14 مقاطعة مختلطة.
- اشترى الجمهوريون العديد من الطائرات من فرنسا عام 1936 والدبابات من روسيا عام 1937 من مخزون الذهب المخزن منذ استعمار القارة الأمريكية.
- اشترى الجمهوريون خلال الحرب 1475 طائرة من الإتحاد السوفيتي وفرنسا.
- اشترى الوطنيون 1253 طائرة من إيطاليا وألمانيا.
- اعترفت دولة الفاتيكان رسميا" بقائد الثورة وبحكومته, الجنرال فرانكو في أغسطس 1937.
- استقدمت حكومة الجنرال فرانكو 62270 جنديا" مغربيا" كانوا يعملون في الجيش الوطني الأسباني وضمتهم للمعركة .
- انضم أيضا" ما يقرب من 15000 جندي وطيار ألماني للجنرال فرانكو.
- قتل خلال حرب أسبانيا 271 ألمانيا" و 7000 مغربي.
- أصدر مطارنة أسبانيا الكاثوليك في الأول من تموز 1937 رسالة مفتوحة, وقع عليها 35 مطرانا" من مناطق الجنرال فرانكو و 1200 مطران أخر في العالم الكاثوليكي , بإيعاز من الفاتيكان يعلنون فيها عن بدء حملة صليبية ضد الجمهوريين.
- رد الجمهوريين بذبح رجال الدين الكاثوليك فقتل في الحرب 6845 رجل دين كاثوليك , بينهم 13 مطرانا" و 4184 كاهنا" و 2365 راهبا" و 283 راهبة.
- الضحايا 154 ألف من الجانب الوطني , و 152 ألف من الطرف الجمهوري.
الضحايا حسب موسوعة الحروب 360 ألف إلى مليون قتيل.
[1] موسوعة قصة الحضارة- ج 29 ص 185 . وعلى الانترنت ص 9888 .
[2] موسوعة قصة الحضارة- ج 29 ص 197 - 201 . وعلى الانترنت ص 9901 – 9905 .
[3] (موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 33– ص 68- الهيئة المصرية العامة للكتاب)وعلى الانترنت صفحة 11107 .
الفصل الرابع.
الحروب السياسة والاستعمارية.
الحروب السياسة والاستعمارية.
1- حرب المائة عام.
دامت في الواقع 116 عاما" بين فرنسا و بريطانيا من عام 1337 إلى عام 1453 .
كان من ضمن أحداثها رحلات الفرسان حيث كان يتوزع فيها الجيش على عدة صفوف , على عرض يتراوح بين 5 و 10 كم , ويعبث عناصره بالقرى التي كان يصادفها , بعد نهب الخيرات التي موجودة فيها. فكانت الرحلات عبارة عن قتل وسرقة واغتصاب للمدنيين . ومن اشهر رحلات الفرسان , رحلة الفرسان التي قادها الملك الإنجليزي ادوارد الثالث سنة 1346 والتي اخترق فيها غرب البلاد , ورحلات الفرسان التي اخترق خلالها أمير والز وسط فرنسا في 1355 و 1356 .
كما كان هناك أيضا" رحلات الفرسان المضادة التي كانت تشنها النبالة الفرنسية ضد الإنجليز وحلفاؤهم.
من ضمن المعارك كانت معركة الهويس البحرية ( 24 يونية 1340 ) , بين بحرية ملك فرنسا فيليب السادس وأسطول ملك إنجلترا ادوارد الثالث والتي غرق خلالها معظم الأسطول الفرنسي.
من ضمن الأحداث سجن ملك فرنسا جان الثاني في قصر ملك إنجلترا عقب هزيمة الفرنسيين في موبيرتوي في 19( سبتمبر 1356 ) , ومصادرة ملك إنجلترا ادوارد الثالث ثلث فرنسا , إضافة إلى فرضه فدية مقدارها ثلاثة ملايين ريال ذهبي ) كان على الرعايا الفرنسيين دفعها مقابل استرداد ملكهم ) وكان هذا المبلغ يماثل دخل الخزينة الفرنسية في عاميين.
كان هناك بعض الفرق العسكرية المستقلة والتي كان بانضمام أحدها لإحدى الفريقين ربما يؤدي إلى ترجيح كفته على الأخر , فقد رجحت كفة الجيش الفرنسي بشكل خلال شتاء 1365-1366 نتيجة لانضمام إحدى فرق الحرب الأهلية في أسبانيا للجيوش الفرنسية .( مقاتلين سابقين من حرب كاستيلا في شمال أسبانيا ).
إلا أن هذه الفرق تراجعت وانضمت للقوات الإنجليزية مما رجح كفتها في الأعوام التالية .
انتهت الحرب اتفاقية بيكيني التي وقعها عام 1475 الملك ادوارد الرابع مع الملك الفرنسي لويس الحادي عشر.
عدد الضحايا في حرب المائة عام لم يتم تحديده .
2- الحروب الأهلية الإنجليزية
تطلق هذه التسمية على سلسلة الحروب التي عرفتها إنجلترا بين 1642 و 1651 , في إطار عسكري وسياسي قام بين الملك والبرلمان.
وقد عُرفت هذه الحروب أيضا" باسم الانتفاضة الكبرى , وكانت نقطة انطلاق المعركة رفض البرلمان التصويت على زيادة الدعم للحرب مع اسكوتلندا سنة 1640.
بدأت المعارك ب 13 ألف جندي من جيش الملك شارل الأول و 13 ألف جندي تابعين للبرلمان بدءوا بالسيطرة على لندن ثم توالت المعارك حيث هرب الملك إلى سكوتلندا وأخذ في تجهيز الجيوش هناك والهجوم ولكن فشلت كل محاولاته ومحاولات ابنه شارل الثاني حتى انتهت الحرب بفراره عام 1651.
3- حرب السنوات السبعة
حرب أوروبية امتدت أحداثها بين 1756 و 1763.
- تواجه خلالها فريقان.
الأول : فرنسا والنمسا وروسيا والسويد وساكس وأسبانيا.
الثاني : إنجلترا و بروسيا وهانوفر.
- قامت بريطانيا باحتجاز 300 سفينة تجارية فرنسية عام 1755.
- احتل ملك بروسيا فريدريك الثاني منطقتي ساكس و بوهيميا سنة 1756 و 1757, ولكنه اضطر للانسحاب من بوهيميا تحت ضغط الجيوش المتحالف ضده.
- صدت القوات الفرنسية زحف البريطانيين وااهانوفريين سنة 1757.
- حققت بروسيا ثلاثة انتصارات عسكرية هامة : في روسباخ ضد الفرنسيين , ولوتين ضد النمساويين , وزوندورف ضد الروس.
- خسرت بروسيا بعض المعارك التي خاضتها ضد الجيش الروسي سنة 1760 و 1761 , مما اضطرها إلى عقد اتفاق سلام مع القيصر الروسي بطرس الثالث سنة 1762.
- تابع الفرنسيون و البريطانيون معاركهم الحربية على متن سفنهم عبر البحار و في مستعمراتهم عبر العالم.
- خسرت فرنسا معارك أساسية في كندا سنة 1759 و 1760 والهند سنة 1761.
- انتهت الحرب باتفاقية باريس التي نصت على تخلي فرنسا عن جميع مستعمراتها الأميريكية والهندية فتأسست الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس.
حسب موسوعة الحروب , عدد ضحايا حرب السبع سنوات حوالي مليون إلى مليون ومائتي ألف قتيل.
4- حرب البويرز.
بويرز تعني بالهولندية الفلاحين. وقد ألقيت هذه التسمية على المستوطنين الهولنديين الذين بدءوا منذ 1652 , يتوافدون على رأس الرجاء الصالح في أفريقيا الجنوبية والذين سرعان ما استعمروا البلاد كلها بعد الانتشار في أرجائها كافة. وشملت هذه التسمية أيضا" جميع المستوطنين البيض الذين قدموا إلى جنوب أفريقيا و توالدوا في هذه البلاد ( من فرنسيين وألمان وبريطانيين, الخ). ولغة البويرز هي الأفريكانس و هي لغة شعبية مشتقة من الهولندية.
أنشأ البويرز جمهورية البويرز سنة 1839 . وأعلنوا سنة 1849 عن إنشاء جمهورية جنوب أفريقيا التي اعترف بها التاج البريطاني سنة 1852.
إلا أن اكتشاف الماس سنة 1866 ثم الذهب سنة 1873 دفع البريطانيون إلى توسيع سيطرتهم هناك واحتلال بعض المناطق هناك .
احتل الجيش البريطاني منطقة ترانزفال ثم أعلن التاج البريطاني ضمها إلى المستعمرات البريطانية , ثم أعلن استقلال جمهورية ترانزفال ( تحت وصاية بريطانية ) , سنة 1877.
نشأت الحرب في 11 أكتوبر عام 1899.
ألمانيا كانت تدعم البويرز عن طريق ناميبيا.
تمكن الجيش البريطاني , والذي دفع إلى المعركة 448 ألف جندي , من الإنتصار على البويرز بعد معارك ضارية كلفت البريطاني 7792 قتيلا" و البويرز 6000 قتيل.
حسب موسوعة الحروب فإن ضحايا حرب البويرز الثانية من عام 1899 إلى 1902 يقدر بحوالي 75 ألف قتيل.
5 - الحرب الأهلية الأمريكية.
الحرب بين الشمال والجنوب الأمريكي في الفترة من 1861 حتى 1865
32 ولاية من الشمال ضد 11 ولاية من الجنوب.
السبب :
حسب إحصاء في عام 1850 كان هناك 347525 من أهل الجنوب الأمريكي يملكون عبيدا" , ووافق الشمال على إلغاء العبودية ورفض الجنوب الذي كان يعتمد على العبيد في أعمال المزارع .
وبالرغم من هزيمة الجنوبيين في الحرب إلا أن موضوع تحرير العبيد تم الاتفاق على أن يتم من دون تحديد مدة زمنية حسب ظروف كل ولاية مما أدى لتباطأ العملية.
الضحايا حوالي 617500 قتيل وحوالي 500 ألف جريح.
6- حروب نابليون .
مثال : معركة أوسترليتز
ومن بين المقاتلين الروس والنمساويين البالغ عددهم 78 ألف استسلم 20 ألف منهم , واستولى الفرنسيون على كل مدفعية العدو تقريباً، وبينما انطرح على أرض المعركة من جيش أعداء فرنسا 51 ألف قتيل.
وفي هذه المذبحة فقدت القوات الفرنسية البالغ عددها 37 ألفا" وحلفاؤها8 ألاف ما بين قتيل وجريح.
لقد تحمّل الشعب الفرنسي بصبر هذا الاستنزاف السنوي الملح للقوي البشرية في نشوة الابتهاج بانتصارات نابليون، لكن عندما بدأت الهزائم (1808) مخلّفة آلاف الأسر الحزينة، نمت المقاومة وتضاعفت أعداد المتهرِّبين والفارِّين· وبحلول عام 1814 كان نابليون قد جند في جيوشه 2 مليون 316 ألف فرنسي, مات منهم حوالي مليون بسبب جروح شديدة ألمّت بهم أو بسبب الأمراض.· وبالأضافة لهؤلاء فقد ضمَّ لجيوشه نصف مليون من الدول الأجنبية المتحالفة مع فرنسا أو التابعة لها.
لقد كانت نتائج الحروب لا حد لها - بيولوجياً واقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً· والرقم القديم الدال على عدد القتلى الفرنسيين في هذه الحروب هو مليون و 700 ألف قتيل إلاّ أن الحسابات اللاحقة قد قلّصته ليصبح مليوناً·.
فكم كان عدد ضحايا نابليون في 40 معركة أنتصر فيهم ؟؟, وكم قتل نابليون من المسيحيين أبناء ملته, وما هو مقياس العظمه والعبقرية الذي يوصف به أمثال نابليون عند دعاة المحبة ؟؟..
حسب موسوعة الحروب فإن ضحايا حروب نابليون خلال الفترة من 1804 إلى 1815 يتراوح بين 3ونصف مليون إلى 6 مليون قتيل.
7 - حرب الأفيون
- عاشت الصين إنغلاق مع الغرب منذ 1820.
- العلاقة التجارية المحدودة كانت مقايضة الحرير والشاي بالقطنيات والأفيون من المستعمرة الإنجليزية بالهند.
- قررت السلطات الإمبراطورية الصينية سنة 1839 وقف استيراد الأفيون.
- غضبت إنجلترا لذلك ودكت بوارج البحرية البريطانية مدينة كانتون الصينية عام 1841.
- قامت مشاة البحرية البريطانية باحتلال مدينة شانغهاي.
- استمرت بريطانيا في حصار كانتون ولم تسحب جيشها من شانغهاي إلا عندما تم التوقيع على اتفاقية نانكين بتاريخ 28 أغسطس 1842.
- بموجب الأتفاقية تسمح الصين بحرية استيراد الأفيون الإنجليزي من خمسة مواني هي كانتون ,أموي , فوزهو , شانغهايونينغبو , بالإضافة إلى هونج كونغ.
8 - حرب القرم
بريطانيا و فرنسا وسردينيا والدولة العثمانية ضد روسيا 1854- 1856
- رغبت بريطانيا في صد طموحات روسيا القيصرية.
-الكنيسة الكاثوليكية كانت ترغب في الإبقاء على حمايتها لمسيحيي السلطنة العثمانية وعدم إعطاء هذا الدور لروسيا الأرثوذكسية.
– أعرب قيصر روسيا أمام سفير إنكلترا عن رأيه في أن السلطنة العثمانية أصبحت رجلا" مريضا" ويجب تقسيمها بين القوى العظمى
– بريطانيا أعربت عن استعدادها للدفاع عنها أمام روسيا.
– رفض السلطان العثماني بناء على نصيحة إنكلترا الطلب الروسي بجعل المسيحيين في السلطنة تحت حماية قيصر روسا.
-قامت القوات الإنكليزية والفرنسية بتدمير الأسطول الروسي في بحر إيجيا .وقصفت مرفأ أوديسا وبعض المرافق الروسية في القوقاز في أبريل 1854.
–أنزلت فرنسا و بريطانيا جنودهما في جزر آلند في بحر البلطيق وفي 16 أغسطس 1854 وقاموا بتدمير مدينة بومارسوند الروسية.
-في عام 1855 قصفت البحرية الفرنسية مرفأ سفيا بورغ ثم سولوفيتزكي ومصانع السفن في بتربافلوفسك.
حسب موسوعة الحروب يقدر عدد القتلى فيما بين 270 ألف إلى 300 ألف قتيل.
9 - الحرب الروسية – اليابانية ( 1904- 1905 ).
- الأسباب:
1- إنجلترا واليابان كانتا تسعيان للحد من التقدم الروسي في الشرق الأقصى. ( روسيا كانت تحتل كوريا).
2- توقعت روسيا نصرا" سهلا" يعزز موقف النظام الملكي للقيصر.
- توقع الروس مساعدة فرنسا لهم, ولكن البريطانيون أقنعوا الفرنسيين بعدم المساعدة في مقابل مساعدة بريطانيا لفرنسا في حالة تعرض فرنسا لهجوم ألماني.
- هاجمت البحرية اليابانية سفينة حربية روسية أمام شواطئ كوريا واستولت عليها في 7 فبراير 1904.
- في 10 فبراير 1904 أعلنت اليابان الحرب على روسيا.
- أشهر المعارك معركة مودن التي استمرت شهر تقريبا" وتقابل خلالها 400 ألف جندي ياباني مقابل 325 ألف جندي روسي , انتهت المعركة بفوز اليابانيين في 10 مارس 1905.
- في 27 مايو 1905 تمكن اليابانيون من إغراق 35 سفينة حربية روسية من أسطول روسي مكون من 38 سفينة كان متوجها" لأرض المعركة.
- بدأ الجيش الروسي سلسلة انسحابات إلى أن تم التوقيع على معاهدة بورتسموث في إنجلترا في 5 سبتمبر 1905 , انسحبت على أثارها روسيا من كوريا.
حسب موسوعة الحروب يقدر عدد القتلى بحوالي 150 ألف قتيل.
10 - الحرب العالمية الأولى.
- في أغسطس 1914 اشتعلت أوروبا كلها في الحرب العالمية الأولى .
- تعود الأسباب إلى مقتل الأرشيدوق ولي عهد العرش النمساوي- المجري, فردينان هايسبورج, على يد طالب صربي, في سراييفو بتاريخ 14 يونية 1914.
- كانت النمسا تنوي السيطرة على صربيا, فوجدت في مقتل ولي عهدها بها مبررا" للانقضاض عليها و شكلت النمسا مع ألمانيا حلفا" سرعان ما تم تشكيل حلف مضاد له في أوروبا.
- أعلنت النمسا الحرب على صربيا في 28 يوليو و ثم على روسيا في 5 أغسطس.
- أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في الأول من أغسطس وعلى فرنسا و بلجيكا في 3 أغسطس.
- أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس و على النمسا في 13 أغسطس.
- أعلنت اليابان الحرب على ألمانيا في 23 أغسطس.
- أعلنت بريطانيا و فرنسا الحرب على تركيا في 3 نوفمبر 1914.
في 11 نوفمبر عام 1918 وقعت ألمانيا شروط استسلامها في مدينة روتوند الفرنسية بعد ان أنهكت قواها .
الخسائر
فرنسا 1390000 قتيل.
المانيا 1950000 قتيل.
النمسا \ المجر 1040000 قتيل.
بلجيكا 100000 قتيل.
الولايات المتحدة الأمريكية 114000 قتيل .
بريطانيا 780000 قتيل.
ايطاليا 530000 قتيل.
روسيا 1700000 قتيل.
صربيا 400000 قتيل.
بلغاريا 87000 قتيل..
رومانيا 158000 قتيل.
كندا 60000 قتيل.
تركيا 400000 قتيل.
الإجمالي 9 مليون قتيل من العسكريين وحوالي 10 ملايين قتيل من المدنيين.
حسب موسوعةالحروب يقدر عدد القتلى مابين 15 مليون إلى 66 مليون قتيل , حيث يحتوي الرقم الكبير على ضحايا الأنفلونزا الأسبانية التي انتشرت وقت الحرب.
11- الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1945).
- بدأت الحرب العالمية الثانية بهجوم شنه الألمان على بولونيا وانتهت باستسلام اليابان.
- الجيش الألماني كان يضم 11 مليون مقاتل .
- الجيش الأمريكي وصل تعداده سنة 1945 11 مليون جندي و بحار, يحارب ثلثيه في أوربا بينما الثلث الباقي في أقصى أسيا.
- الجيش السوفيتي كان يضم ستة ملايين ونصف المليون جندي وبحار .
خسائر الحرب :
عدد القتلى من 40 إلى 50 مليون , نصفهم من المدنيين.
أبادت هذه الحرب 6 ملايين بولوني , و20 مليون روسي , ومليون ونصف المليون يوغسلافي.
خسرت أمريكا 300 ألف من العسكريين .
خسرت بريطانيا 326 ألف من العسكريين و 62 ألف من المدنيين.
خسرت فرنسا 205 ألف من العسكريين و 400 ألف من المدنيين.
خسرت إيطاليا 160 ألف عسكري و 150 ألف مدني.
خسرت ألمانيا 4 مليون 400 ألف من العسكريين و 500 ألف من المدنيين.
خسرت بلجيكا 88 ألف عسكري.
خسرت بلغاريا 20 ألف عسكري ومدني .
خسرت كندا 41 ألف عسكري ومدني.
خسرت فنلندا 90 ألف عسكري ومدني.
خسرت اليونان 20 ألف عسكري و 140 ألف من المدنيين.
خسرت المجر 430 ألف عسكري ومدني.
خسرت هولندا 210 ألف عسكري ومدني.
خسرت نيوزيلاندا 12 ألف عسكري ومدني.
خسرت رومانيا 460 ألف عسكري ومدني .
خسرت الصين 8 مليون قتيل اغلبهم من المدنيين.
خسرت اليابان 3 ملايين قتيل من بينهم 600 ألف من المدنيين .
حسب موسوعة الحروب فإن عدد القتلى يتراوح بين 45 مليون إلى 66 مليون قتيل.
12- الحرب الأهلية في اليونان
بعد انسحاب القوات الألمانية المحتلة للبلاد في أكتوبر 1944.
نشأ خلاف بين الشيوعيين الذين كانوا يسعون للحكم و الملكيين الذين كانوا يريدون استعادة الحكم لما كان عليه قبل الاحتلال الألماني.
احتل كل فريق جزء من البلاد ونشأت حرب عصابات بين الطرفين.
دعمت أمريكا القوات المسلحة الملكية و دعمت روسيا القوات الشيوعية .
انتصر الجيش الملكي اليوناني في 16 أكتوبر 1949 وطارد الشيوعيين باتجاه يوغوسلافيا.
الخسائر حوالي 50 ألف قتيل و نصف مليون مهجر.
13 - حرب الهند الصينية ( 1945- 1954 )
بين : فرنسا – وثوار" الفيت منه " الفيتناميين المطالبين باستقلال فيتنام .
بدأت الحرب في 23 مايو 1945 .
دعمت أمريكا فرنسا في الحرب بما يعادل 950 مليار فرنك فرنسي في الفترة من 1952 إلى 1954.
بعد العديد من المعارك و الخسائر المتبادلة يتخللها بعض المفاوضات , تسلمت القوات الفرنسية أول دفعة من مساعدات الولايات المتحدة الأمريكية بالعتاد الحربي.
ثم خاضت هذه القوات معركة ضد (الفيت منه) في كاو بانغ , وهُزمت خلالها في 3 أكتوبر 1950, منسحبة من المدينة بعد تكبدها خسائر تقدر ب 2000 قتيل وأكثر من 3000 أسير.
بين 13 و17 يناير 1951 حصلت معركة فينيه ين التي انهزم فيها الفيت منه بعدما استخدم الفرنسيون ولأول مرة خلال الحرب قنابل النابالم ضد مواقع خصومهم في أعالي الجبال و داخل الغابات.
استمرت الاشتباكات حتى سقوط الموقع الفرنسي الحصين في منطقة ديان بيان فو في 7 مايو 1954.
توقفت العمليات الحربية في 27 يوليو 1954 حسب اتفاق في جنيف , يتم تقسيم فيتنام على أثره إلى منطقتين (شمال وجنوب خط العرض 17 ) .
الضحايا :
القوات الفرنسية : 90 ألف قتيل و 40 ألف أسير.
الفيتناميون : 500 ألف قتيل و 9 آلاف أسير.
المدنيون : 800 ألف قتيل .
حسب موسوعة الحروب يقدر عدد الضحايا بحوالي مليون إلى مليون وثلاثمائة ألأف قتيل.
14 - حرب كوريا
في 9 سبتمبر 1948 أعلنت الجمعية العامة لنواب كوريا الشمالية تأسيس الجمهورية الشعبية الديموقراطية.
كانت كوريا الشمالية تقع تحت تأثير جارتيها الشيوعيتين الصين الشعبية والإتحاد السوفيتي أما كوريا الجنوبية فكانت تقع تحت التأثير النفوذ الأمريكي .
في 25 يونية 1950 و بذريعة "اعتداء جنوبي" قامت خمس فرق عسكرية كورية شمالية بالتوغل داخل أراضي كوريا الجنوبية, فبلغت محيط مدينة سيول , عاصمة الجنوب.
في 7 يوليو يحصل أول إنزال حربي أمريكي في مدينة بوسان على الشاطيء الجنوبي وتبعه تجمع للحلفاء فتجمعت القوات كلها في محيط مدينة سيول ثم اقتحمها واستردها كاملة في 25 سبتمبر بعد معارك ضارية.
تابعت قوات التحالف زحفها شمالا" حتى إحتلت مدينة بيونغ يانغ , عاصمة الشمال , في 19 أكتوبر 1950. واستمرت هذه القوات بالأتجاه شمالا" حتى بلغت الحدود الصينية في أقصى شمال كوريا, في 26 أكتوبر 1950.
تطوع ما يقرب من نصف مليون صيني وشاركوا قوات الشمال في هجوم مضاد , في 27 نوفمبر 195
تمكنت القوات الصينية – الكورية من طرد القوات الجنوبية والحلفاء من الأراضي الشمالية ( خط العرض 38 هو الخط الفاصل بين الكوريتين ) .
استمرت القوات الصينية –الكورية الشمالية في الزحف جنوبا" حتى استولوا على عاصمة الجنوب ( سيول ) مرة أخرى في 4 يناير 1951.
تمكنت قوات الحلفاء من تحرير مدينة سيول وطرد الصينيين والكوريين الشماليين من الأراضي الجنوبية. ولكنهم لم يتعدوا الخط الفاصل بين الكوريتين خط عرض 38. 31 مارس 1951.
اتخذ الحلفاء موقف دفاعي عند الحدود وصدوا هجوم القوات الكورية الشمالية حتى تم توقيع اتفاق السلام في 27 أكتوبر 1951 .
خسائر الحرب
كوريا الجنوبية 58 ألف قتيل و 175 ألف جريح و 166 ألف مفقود.
أمريكا 34 ألف قتيل و 103 ألف جريح و 5 آلاف مفقود ( شارك بالحرب 576 ألف أمريكي ).
قوات الأمم المتحدة 3 آلاف قتيل و 11 ألف جريح و 3 آلاف مفقود.
كوريا الشمالية حسب التقديرات 300 ألف قتيل و 220 ألف جريح.
الصين الشعبية حسب التقديرات 200 ألف قتيل و 700 ألف جريح.
حسب موسوعة الحروب فإن عدد القتلى يتراوح بين 2 مليون ونصف المليون إلى 3 مليون ونصف المليون قتيل.
15- حرب الجزائر
تطلق تسمية حرب الجزائر على مجموعة الأعمال الحربية التي حصلت في الجزائر, أبان الحكم الفرنسي لها (والذي قد قام باحتلالها سنة 1830).
فقد امتدت هذه العمليات الحربية المتبادلة بين جبهة التحرير الجزائرية وقوات الاحتلال الفرنسي من نوفمبر 1954 حتى مارس 1962.
خلال تلك الحرب خسرت فرنسا 24614 قتيل من العسكريين يضاق لهم 64985 جريح و ما يقرب من 1000 مفقود .
أما المدنيين الذين قتلوا خلال تلك الحرب , من الفرنسيين والجزائريين فيبلغ عددهم بحسب جريدة "لوموند" الفرنسية ( مايو 1985) بين 500 ألف و600 ألف قتيل .
وقد اعتبر أن عدد الشهداء الجزائريين يناهز المليون نسمة , يضاف إليهم 300 ألف يتيم و 3 مليون مهجر و300 ألف لاجي (إلى المغرب و تونس ) .
16- الحرب الأهلية في نيكاراجوا
- وقعت الصراعات بين اليمين واليسار في المرحلة الأولى من 1997 إلى 1981 .
- تغير الصراع وأصبح بين اليسار ويسار شعبي أخر مكون من الفقراء من 1981 إلى 1990.
- وقعت الصراعات تحت تأثير المخابرات الأمريكية والروسية.
- الضحايا 35 ألف قتيل و 100 ألف جريح.
17- حرب فيتنام ( 1964- 1973).
- فيتنام كانت تنقسم إلى فيتنام الشمالية الشيوعية وفيتنام الجنوبية الموالية للغرب.
- في 4 أغسطس 1964 أطلق الجيش الشعبي لجمهورية فيتنام النار على مدمرتين أمريكيتين كانتا قد توغلتا داخل المياه الإقليمية التابعة لفيتنام الشمالية.
- سرعان ما بدأت الغارات الأمريكية الجوية على فيتنام الشمالية.
- اعتبارا" من 5 فبراير 1965 تحولت الغارات الأمريكية إلى عمل يومي يتم إلقاء فيه حمولات من القنابل على جيش فيتنام الشمالية.
- بعد ثلاثة أشهر بدأت قاذفات بي 52 تغير إلى عمق البلاد , على العاصمة الشمالية وعلى مستودعات المحروقات في هانوي وهايفونج.
- بين 20 يناير و 8 ابريل 1968 حاصرت قوات المارينز وقوات فيتنام الجنوبية المتحالفة معها مدينة " كي سانه" التي سقطت بين أيديهم فيما بعد.
- انتفض الشيوعيون الفيتناميون في الجنوب واصطدموا مع القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية في المدن الرئيسية جنوب فيتنام, ولكن بعد هزيمتهم انسحبوا للشمال مخلفين 30 ألف قتيل منهم و 13 ألف قتيل من المدنيين.
- في 16 مارس 1968 حدثت مجزرة ماي لاي My Lai التي قام خلالها 120 جنديا" أمريكيا" بقتل 500 فلاح فيتنامي . وقد حكم بالسجن المؤبد على الملازم وليام كالي الذي قاد المجزرة , إلا انه خرج من السجن بعد ثلاثة سنوات بموجب عفو خاص من الرئيس نيكسون.
- من أهم الأحداث , بين 18 و 30 ديسمبر 1972 و خلال غارات مكثفة اسقط الأمريكان 40 ألف طن من القنابل على مدينة هانويو عاصمة الشمال, ذهب ضحيتها 1318 قتيل والعديد من الجرحى .
تم التوقيع على اتفاقية سلام في 15 يناير 1973 وانسحبت القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية تحت خط العرض 17.
- ما بين 1965 و 1971 صبت القوات الأمريكية ستة مليون وثلاثمائة ألف طن من القنابل على فيتنام الشمالية.
استخدمت القوات الأمريكية والفيتنامية الأمريكية 7 مليون طن من الذخائر . و 372 ألف لتر من النابالم.
سقطت خلال الحرب 3719 طائرة أمريكية و 4869 مروحية حربية.
تسببت المواد المزيلة للأوراق التي استخدمها الأمريكان في إزالة 5 % من غابات فيتنام الشمالية و تضرر 50% منها .
وبنفق مليون ونصف من الأبقار .
الخسائر :
فيتنام الجنوبية 200 ألف قتيل و 500 ألف جريح.
المدنيون 450 الف قتيل ومليون جريح.
أمريكا 46572 قتيل , 153 ألف جريح و 2273 مفقود تم استعادة منهم 658 عام 73 و 1975.
فيتنام الشمالية :
737 ألف قتيل و 100 ألف جريح بين المدنيين والعسكريين.
حسب موسوعة الحروب فإن ضحايا الحرب من 1960 إلى 1973 يتراوح بين 1750000 إلى 2500000 قتيل .
18- الحرب الأهلية في رواندا.
- رواندا تقع في وسط أفريقيا ويبلغ عدد سكانها حسب تعداد 1991 ما يقارب 7 مليون و200 ألف نسمة.
- يتوزع السكان إلى ثلاثة قائل رئيسية الهوتو 91.2 % و التوتسي 8.3 % و التوا 0.4%.
- قام الاستعمار الألماني 1898 والبلجيكي بعده بزعزعة البلاد عن طريق تسليط الأقلية التوتسي على الحكم و الإدارة والمؤسسات الرسمية للبلاد.
- حصلت رواندا على استقلالها عام 1962.
- ازدادت مع الوقت مطالب الهوتو ( الأغلبية ) في فرص أفضل , حتى حدث انفجار للحرب الأهلية عام 1982 .
- قام الهوتو بعمل إبادة جماعية للتوتسي, استعان التوتسي بأقاربهم التوتسي الحاكمين في أوغندا, فطردوا أكثر من مليون من الهوتو إلى خارج البلاد ليقيموا في مخيمات للاجئين على حدود زائير وبوروندي .
- أدت المجازر لمقتل أكثر من مليون رواندي.
19- حرب ناميبيا
- استعمرت ألمانيا ناميبيا اعتبارا" من سنة 1884.
- فرض الألمان سيطرتهم اعتمادا" على تنمية الصراع بين القبائل وبعضها.
- اتفقت القبائل فيما بينها وشنت حرب عصابات على الاستعمار الألماني بين 1903 و 1906.
- قتل الألمان خلال المعارك العديد من المدنيين النامبيين وأُتلفت قطعان ماشية خاصة بالقبائل لإجبارها على الاستسلام.
- اضطرت القوات الألمانية للإنسحاب من نامبيا عام 1915 لظروف الحرب العالمية الأولى.
- طلب الحلفاء من جنوب افريقيا العنصرية الحلول مكان السلطات الألمانية.
- اخضعت السلطات الجنوب أفريقية البلاد لنظام التمييز العنصري فكانت هناك أماكن إقامة خاصة بالبيض وأخرى للسود. .
- حصلت ناميبيا على استقلالها عام 1990.
- في السنوات الخيرة من حرب التحرير ضد جنوب أفريقيا كانت محصلة القتلى 20 ألف من ناميبيا مع عدد غير معروف من جنوب أفريقيا.
20- حرب جزر ملوين. ( بريطانيا ضد الأرجنتين 1982 ).
- المستعمرة البريطانية تضم عدة جزر بالقرب من الشاطئ الأرجنتيني.
- رفع بعض الحدادين العلم الأرجنتيني على إحدى هذه الجزر (جزيرة جورجيا الجنوبية).
- قام الجنود البريطانيون بطردهم من الجزيرة في 19 مارس 1982.
- أنزل الجيش الأرجنتيني في 2 أبريل من نفس العام, 5000 جندي استولوا على عاصمة الجزيرة (بورت ستانلي) ورفعوا العلم الأرجنتيني على الجزيرة.
- تحركت البحرية البريطانية في اتجاه فوكلاند في 5 أبريل 1982.
- قررت مجموعة الدول الأوربية , في 10 أبريل عمل حظر على البضائع الأرجنتينية.
- فتحت أمريكا مطاراتها وحاملات طائراتها أمام الطائرات البريطانية.
- في 26 أبريل تمكنت بريطانيا من فرض سيطرتها على كامل جزيرة جورجيا.
- أعلنت أمريكا مساعدتها العسكرية والاقتصادية للأرجنتين في أول مايو من نفس العام.
- أهم أحداث الحرب في 2 مايو أغرقت بريطانيا سفينة "الجنرال بلغرانو " الأرجنتينية و على متنها 1042 بحا نجى منهم 830.
وفي 4 مايو أغرق الأرجنتيون المدمرة البريطانية " شيفيلد" التي غرقت و على متنها 120 بحارا" و بعدها تم إغراق المدمرة البريطانية " كوفنتري " وهلى متنها 120 بحارا" أيضا" في 25 مايو من نفس العام .
- حاصرت بريطانيا بورت داروين عاصمة الجزر, واستسلمت المدينة في 14 يونية 1982.
- استعادت بريطانيا سيطرتها على الجزر وتم رفع الحظر الدولي عن الأرجنتين.
- استأنفت الأرجنتين علاقتها مع بريطانيا في اتفاقية تسمح بريطانيا بموجبها لسفن الصيد الأرجنتينية بالاقتراب حتى 50 ميلا" من الجزر.
- جدير بالذكر أن الجزر تنتج ما يقرب من 3 مليون برميل بترول يوميا".
- الخسائر:
الارجنتين : 712 قتيل و 2000 جريح و مفقود ( 91 طائرة – 4 سفن تجارية !!- غواصة- طرادة.(
بريطانيا : 293 قتيل و 900 جريح ( 18 طائرة –23 مروحية- 4 سفن حربية- 2 سفن تجارية.
الفصل الخامس
الاضطهاد العرقي للهنود الحمر والأفارقة
1 – الهنود الحمر :
فيما يلي أمثلة للمجازر التي ارتكبها أصحاب شعار الحضارة والمحبة عندما تدنست بهم القارة الأميريكية .
جاء في كتاب الحمر والبيض والسود :
بدأ الأسبان يتعمدون القتل , ويرتكبون أعمالا" وحشية غريبة . فدخلوا المدن والقرى والنجوع , بأحصنتهم وسهامهم ورماحهم , لا يبقون على نسوة مع أطفالهن , أو نسوة حوامل , إلا وبقرون بطونهم ويقطعونهم إربا" , كما لو كانوا يذبحون خرافا" في حظائرهم ويتراهنون على تفرغ كرش هذا الرجل و ذاك , أو إخراج أحشائه بطعنة واحدة من سيفه أو قطع رأسه بضربة سيف , ويزهقون أرواح الأطفال الرضع بكعوب أحذيتهم بعد أن ينتزعوهم من فوق أثداء أمهاتهم , ثم يسحقون رؤوسهم بدقها على الصخور , ويلقون بعضهم إلى النهر وسط ضحكاتهم واستهزاءهم , قائلين لمن يتخبط منهم في المياه قبل أن يدركه الغرق : أنقذ نفسك يا أكبر جيفة, أو يربطون الطفل مع أمه ويسددون إليهما طعنة سيف واحدة , وينصبون المشانق بارتفاعات مختلفة بحيث لا تكاد تسمح لأقدام المعلقين عليها أن تلمس الأرض , وتكفي كل منها لثلاثة عشر فردا" , وذلك العدد تقربا" إلى مخلصنا المسيح وحواريه الأثنى عشر ( حسب قولهم المعتاد ) , ثم يضرمون تحتهم النار لتحرقهم جميعا".[1]
وجاء أيضا" :
وفي ليل 25 فبراير 1643 هاجم ثمانون جنديا" هولنديا" معسكر الويكايسجيك ( قبيلة من قبائل الهنود الحمر ) بعد أن صدرت لهم الأوامر بقتل الرجال فقط , وأسر النساء والأطفال . وقد كتب أحد القادة الهولنديين في تقريره :
الأطفال الصغار انتزع بعضهم من أمهاتهم , وقطعوا إربا" أما أعن والديهم , وألقيت أشلاؤهم في النار أو النهر , وربط الأطفال الآخرون على ألواح من الخشب , ثم قطعوا وذبحوا كالحيوانات مما ينفطر له قلب الحجر , كما ألقي البعض في النهر , وعندما حول آبائهم وأمهاتهم إنقاذهم , لم يسمح لهم الجنود بالعودة إلى الشاطئ . بل تركوا الجميع , كبارا" وصغارا" يغرقون .. وهرب القليل منهم إلى مستوطنينا , وقد فقط البعض منهم يده والبعض رجله , والبعض ممسكون بأمعائهم بأيديهم . هكذا كان الكل أما مقطع الأوصال , أو مضروبا" بآلة حادة , أو مشوها" بدرجة لا يمكن تصور أسوأ منها . لقد كانوا بحق في حالة اعتقد معها أبناؤنا أن هؤلاء المصابين قد فاجأتهم قبلة ماكاي المعادية لهم .[2]
أما موجز ما رواه المطران برتولومي دي لاس كازاس. في كتابه فكما يلي :
كانوا يسمون المجازر عقابا وتأديبا لبسط الهيبة وترويع الناس, كانت سياسة الاجتياح المسيحي : ((أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها.. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة)).
وانه كثيرا ما كان يصف لك القاتل والمبشر في مشهد واحد فلا تعرف من تحزن : أمن مشهد القاتل وهو يذبح ضحيته أو يحرقها أو يطعمها للكلاب , أم من مشهد المبشر الذي تراه خائفا من أن تلفظ الضحية أنفاسها قبل أن يتكرم عليها بالعماد , فيركض إليها لاهثا يجرجر أذيال جبته وغلاظته وثقل دمه لينصرها بعد أن نضج جسدها بالنار أو اغتسلت بدمها , أو التهمت الكلاب نصف أحشائها.
إن العقل الجسور والخيال الجموح ليعجزان عن الفهم والإحاطة , فإبادة عشرات الملايين من البشر في فترة لا تتجاوز الخمسين سنة هول لم تأت به كوارث الطبيعة. ثم إن كوارث الطبيعة تقتل بطريقة واحدة . أما المسيحيون الأسبان فكانوا يتفننون ويبتدعون ويتسلون بعذاب البشر وقتلهم . كانوا يجرون الرضيع من بين يدي أمه ويلوحون به في الهواء, ثم يخبطون رأسه بالصخر أو بجذوع الشجر , أو يقذفون به إلى أبعد ما يستطيعون. وإذا جاعت كلابهم قطعوا لها أطراف أول طفل هندي يلقونه , ورموه إلى أشداقها ثم أتبعوها بباقي الجسد. وكانوا يقتلون الطفل ويشوونه من أجل أن يأكلوا لحم كفيه وقدميه قائلين : أنها أشهى لحم الإنسان.
أما المسيحيون فعاقبوهم بمذابح لم تعرف في تاريخ الشعوب. كانوا يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا أو حاملا أو امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف في الحظيرة. وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين , أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف.
كانوا ينتزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويرطمون رؤوسهم بالصخور . أو يلقون بهم في الأنهار ضاحكين ساخرين. وحين يسقط في الماء يقولون: ((عجبا انه يختلج)). كانوا يسفدون الطفل وأمه بالسيف وينصبون مشانق طويلة , ينظمونها مجموعة مجموعة , كل مجموعة ثلاث عشر مشنوقا , ثم يشعلون النار ويحرقونهم أحياء . وهناك من كان يربط الأجساد بالقش اليابس ويشعل فيها النار.
كانت فنون التعذيب لديهم أنواعا منوعة. بعضهم كان يلتقط الأحياء فيقطع أيديهم قطعا ناقصا لتبدو كأنها معلقة بأجسادهم, ثم يقول لهم : (( هيا احملوا الرسائل)) أي : هيا أذيعوا الخبر بين أولئك الذين هربوا إلى الغابات. أما أسياد الهنود ونبلاؤهم فكانوا يقتلون بأن تصنع لهم مشواة من القضبان يضعون فوقها المذراة, ثم يربط هؤلاء المساكين بها, وتوقد تحتهم نار هادئة من أجل أن يحتضروا ببطء وسط العذاب والألم والأنين. [3]
2- استعباد الأفارقة :
قضى المستعمر الأوربي على الهنود الحمر في أمريكا وأرسل الحملات لاصطياد أفارقة ليقوموا بالعمل الشاق بدلا" منه في المستعمرة الجديدة .
جاء في كتاب الحمر والبيض والسود :
لا يمكن لأي رواية أو تفسير لعمليات استعباد الأفارقة , مهما كانت أن تنقل لنا مدى الألم والانحطاط المعنوي الذي صاحب التدفق الأوروبي للساحل الغربي لأفريقيا , وما نتج عنه من شحن السفن الأوروبية بأولئك الذين وقعوا أسرى في أيدي الموردين الأفارقة لتجار العبيد الأوروبيين .[4]
وجاء أيضا" :
كان العبيد يسيرون , بمجرد أسرهم , إلى البحر , في قوافل أو مواكب , وقد وصف الاسكتلندي "منجو بارك" و قافلة العبيد التي مشى معها مسافة 550 ميلا" عبر جامبيا , في نهاية القرن الثامن عشر بقوله : إنها تكونت من 73 رجلا" وامرأة وطفلا , مربوطين معا" من رقابهم بسيور من الجلد , وحاول كثير من الأسرى الانتحار بأكل الطين وانقطع , الأمل في آخرين بعد لسع النحل لهم بدرجة خطيرة , كما مات آخرون من الإرهاق والجوع , ثم وصلت قافلتهم بعد شهرين إلى الساحل , وقد أنهكهم العطش , والجوع والتعرض لسوء الأحوال الجوية والأخطار.
فكانت أحوالهم على ظهور السفن مخزية , ميئسة , رغم انه كان من الواضح أن من مصلحة قباطنة السفن تسليم أكبر عدد ممكن من العبيد إلى الشاطئ الأخر من الأطلنطي و وبالرغم من أن المحافظة على حياة العبيد , بدلا"من القضاء عليهم كانت هي الهدف الأساسي , إلا أن القسوة الوحشية كانت تمارس سواء بقذف أي عبد يسقط صريع المرض من فوق السفينة خلال الرحلة , أو بمعاقبة المشاغبين منهم بقسوة سادية , وذلك لخلق جو من الخوف يجعل أي تفكير في العصيان المسلح لا يخطر ببال العبيد الآخرين.
ويصف تاجر العبيد الإنجليزي جون أتكينز سنة 1721 و كيف كان القبطان وهم على متن السفينة , يضرب بالسياط ويشق جلود الكثير من المتآمرين على التمرد , وكيف كان يحكم على آخرين بالموت بطريقة وحشية , بإجبارهم أول الأمر على أكل قلب أحدهم وكبده بعد قتله.
وإذا أخذنا في الاعتبار و الوفيات التي حدثت أثناء الأسر , والمسيرة الجبرية إلى الساحل , ومنطقة العروض الوسطى , نجد أن واحدا" فقط من كل أسيرين أفريقيين قد عاش ليرى العالم الجديد .[5]
كيف تعامل الإسلام مع الرق ؟؟!؟[6]
كان الرقيق معترفاً به قبل الإسلام عند العرب وغيرهم، فكان من الأمور الطبيعية المتعارف عليها في العالم أجمع ، وجاء الإسلام فلم يشرع تحريم الرق ربما لعدة أمور ، أهمها : أن عتق الآلاف من الرقيق الفقراء مباشرة ، يهدد حياتهم بالخطر والموت، كما يهدد المجتمع بهزه اقتصادية واجتماعية خطيرة، ولكنه شجع بمختلف وسائل التشجيع على تحرير رقاب الرقيق ، حيث جعل تحريرهم من أكبر وأعظم ما يتقرب به الإنسان إلى ربه.
ووضع الإسلام مبدأين مهمين لإلغاء الرق هما:
1- تضييق المدخل إلى الرق .
2- توسيع المخرج من الرق .
فقد جاء الإسلام وللرق وسائل أو مداخل كثيرة، كالبيع ، والمقامرة ، والنهب، والسطو ، ووفاء الدين، والحروب ، والقرصنة..فألغى جميع هذه المداخل ولم يبق فيها إلا مدخلاً واحدا، هو الجهاد القتالي في سبيل الله ، فلا استرقاق إلا في حرب شرعية مراعى فيها أن تكون بمبرر شرعي ، فالذي أباحه الإسلام من الرق، مباح في أمم الحضارة التي تعاهدت على منع الرقيق منذ القرن الثامن عشر إلى الآن..لأن هذه الأمم التي اتفقت على معاهدات الرق ، تبيح الأسر واستبقاء الأسرى، أو التعويض عنهم بالفداء والغرامة. الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين د/ شوقي أبو خليل ص(162 - 163)بتصريف
"وهنا وقفة عند حقائق التاريخ ففضائع الرق الروماني في العالم القديم لم يعرفها قط تاريخ الإسلام ، ومراجعة بسيطة للحالة التي كان يعيش عليها الأرقاء في الإمبراطورية الرومانية ، كفيلة بأن ترينا النقلة الهائلة التي نقلها الإسلام للرقيق.
كان الرقيق في عرف الرومان "شيئاً" لا بشرا ! شيئاً لا حقوق له البتة، ومن دلائل ذلك حلقات المبارزة التي كانت من أحب المهرجانات إلى السادة فيجتمعون ليشاهدوا الرقيق يتبارزون مبارزة حقيقية ، توجه فيها طعنات السيوف والرماح فترتفع الحناجر بالهتاف والأكف بالتصفيق حين يقضي أحد المتبارزين على زميله قضاءاً كاملاً فيلقيه طريحاً على الأرض فاقد الحياة !، ذلك هو الرقيق في العالم الروماني ، ولا نحتاج أن نقول شيئاً عن حق السيد المطلق في قتلة وتعذيبه واستغلاله دون أن يكون له حق الشكوى، ولم تكن معاملة الرقيق في فارس والهند وغيرها تختلف كثيراً عما ذكرنا.
ثم جاء الإسلام... جاء ليرد لهؤلاء البشر إنسانيتهم ، جاء ليقول للسادة عن الرقيق بعضكم من بعض( (22)، جاء ليقول "من قتل عبده قتلناه ، ومن جدع عبده جدعناه، ومن أخصى عبده أخصيناه " (23) ، جاء ليأمر السادة أمراً أن يحسنوا معاملتهم للرقيق : )وبالوالدين إحساناً * وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى *والجار الجنب * والصاحب بالجنب *وابن السبيل *وما ملكت أيمانكم * إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورا( (24) وليقرر أن العلاقة بين السادة والرقيق ليست علاقة الاستعلاء والاستعباد ، أو التسخير أو التحقير ،فهم أخوة للسادة قال r:"إخوانكم خولكم .. فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم" (25). ضمانات إسلامية لم يصل إليها تشريع للرقيق في التاريخ كله " (26).
ثم إننا نجد في المسيحية أن الرق معمول به، فها هو بولس يخاطب الرقيق بقوله :( أيها العبيد ، أطيعوا سادتكم حسب الجسد ، بخوف ورعدة ، في بساطة قلوبكم كما للمسيح ، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس ، بل كعبيد للمسيح ، عاملين بمشيئة الله من القلب ، خادمين بنية صالحة كما للرب ، ليس للناس) (27). ويوصي القديس بطرس رئيس الحواريين العبيد ألا يقصروا في إخلاصهم على الصالحين و الرحماء من سادتهم ، بل عليهم أن يخلصوا في خدمة القساة منهم ، وفي ذلك يقول : ( كونوا خاضعين بكل هيبة ليس للصالحين ، بل للعنفاء أيضاً) (28).
وعلى مبدأ الخضوع المبني على ترتيب هو من أمر الله ، أقامت الكنيسة شرعية الرق واتبع آباء الكنيسة من بعد هذا المبدأ ، وساروا على نهجه، فأباحوا الاسترقاق، وصرحوا بضرورة الإبقاء على الرق ، ونصح القديس "إيزيدوروس" (29) العبيد بأن لا يطمعوا في التحرر من الرق ولو أراده أسيادهم (30).
ما ذكرناه عن الرق في الإسلام ومعاملة المسلمين للرقيق بالحسنى مقارنة بمعاملة النصارى للرقيق بالسوء ،نحب أن نبين أولاً مدى مشروعية الرق والحكمة من إبقائه فنقول:
أولاً: درجة مشروعية الرق والاسترقاق هي الإباحة وتقديرها يرجع إلى رئيس الدولة الإسلامية .
ثانياً: حكم الإباحة للرق والاسترقاق لا يجوز الادعاء بنسخة ، لأن أحكام النسخ لا ينسخها إلا مشرعها وهو الله تعالى ، ولا وحي بعد رسول الله r فلا مجال لنسخ الرق والاسترقاق .
ثالثاً : إن الحكمة من الاسترقاق هي إعطاء آخر فرصة للكافر لأجل أن يتبد له الإيمان وفي هذا أعظم فوز له حيث سينجو من عذاب الله وبيان ذلك أن الشرعية بين المسلمين والكفار إذا انتهت ووقع بأيدي المسلمين أسرى ورأى الإمام المصلحة في استرقاقهم وتوزيعهم على الجنود كغنائم حرب ؛إن هذا الصنيع سيترتب عليه أن يعيش هذا الرقيق الكافر في بيت إسلامي وفي مجتمع إسلامي وسينظر بهدوء وروية وبتؤدة معاني الإسلام التي يسمعها ويراها مطبقة ويزنها بهدوء وروية كما يزن عقيدة المسلم ومفرداتها ، والغالب أن هذا النظر الهادئ سيقوده إلى الإيمان وبهذا يتخلص من الكفر ، وسيقوده إيمانه إلى أعظم فوز على الإطلاق وهو الظفر برضا الله والنجاة من النار والدخول إلى الجنة فيكون الأسر والاسترقاق سبباً له لهذا الفوز العظيم ،وإذا كان الأسر والاسترقاق قد أفقده حريته فقد أكسبه الإيمان ونتائج الإيمان ثم استرداد حريته سيكون سهلاً له إذ أن هناك تشريع إسلامي مرغوب فيه وهو مكاتبة الرقيق على أن يسمح له سيده بالعمل والكسب وبجمع مبلغاً من المال يقدمه لسيده فداءاً له لعتقه ، وهذه المكاتبة مرغوب فيها ، قال تعالى : ) فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً (31)(، ومن مصارف الزكاة معونة هؤلاء المكاتبين وغيرهم من الأرقاء بصرف جزء من مال الزكاة لتحرير هؤلاء .
هذا هو نظام الرق ، نظام شرعه الله لعباده وأمر المسلمين بتطبيقه ، فهو نظام قائم بذاته لا يجوز خلطه مع أنظمه الدولة الكافرة التي تهاجم هذا النظام وهي لا تعرف خلفيته ولا حكمته وإنما تحسبه من نوع الاسترقاق الروماني القديم.
(20) شبهات حول الإسلام . محمد قطب ص(37).
(21).
(22) النساء (25).
(23) حديث رواه البخاري ومسلم
(24) النساء (36).
(25) صحيح البخاري ،الجزء الأول،الحديث (30).
(26) شبهات حول الإسلام .مجمد قطب ،ص(40-43)بتصرف، والمقصود بـ "وما ملكت أيمانكم "هم الرقيق.
(27) رسالة بطرس إلى أهل إفسس (6/5-7).
(28) رسالة بطرس الأولى(2/18).
(29) القديس Isedor:(370 – 450م) اشتهر بسعة علمه ، ودّون آراءه في ألفي رسالة(الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين) . ص (166).
(30) الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين د/شوقي أبو خليل ص(165- 166)بتصرف.
(31) النور : 33
الفصل السادس
نصوص القتل في الكتاب المقدس
نصوص القتل في الكتاب المقدس
يحدثنا الكتاب المقدس وهو كتاب أهل المحبة عن الأوامر المنسوبة لله تعالى والتي تبين شروط القتال والحصار وأخذ السبايا .
وتبين وجوب قتل الأطفال والنسساء والشيوخ وحتى الحيوان , كما تبين القصص التي حدثت وكيف شقوا بطون الحوامل بأمر الرب إلههم , إله المحبة.
وسنعرض النصوص بدون تعليق :
1- (التثنية 20 : 16 " وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ")
2- (حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.)
3- ( إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم")
4- (هوشع 13 : 16 يقول الرب : "تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق")
5- ( العدد 31: 17-18 "فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ")
6- ( يشوع 6: 22-24 " وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ 7- حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ")
8- ( يشوع 11: 10-12 "وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.)
9- ( صموئيل الأول 15: 3 - 11 "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ")
وإن جاءنا الرد المسيحي أن أوامر القتل لم يأمر بها المسيح ولم تكن من أقواله, قلنا :
أ- المسيح عليه السلام لم يأت بدين جديد فقد قال: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).
ب- لم يكن المسيح عليه السلام ملكا" أو قائدا" ولا توجد تشريعات من أقواله إلا فما ندر.
ج- جاءت بعض العبارات على لسان المسيح مشابهة لما جاء بالعهد القديم مثل:
1-( لوقا 22: 37 "فَقَالَ لَهُمْ "يسوع": لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً".), فما الذي يفعله من يشتري سيفا" ؟
2-(متى 10: 34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً )
3-( لوقا 19: 27 "أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي"). ولا يكون الذبح في الآخرة لأن الاعتقاد المسيحي أن بعث الآخرة بالروح فقط وليس بالجسد والروح.
د- لم يقل المسيح عليه السلام في أي وقت إن عهدي هو العهد الجديد ولا تطبقوا التعليمات والوصايا, بل أصر على الأمر بإتباع الوصايا السابقة.
سؤال للنصارى : هل المسيح هو الله ؟؟
إن قالوا المسيح هو الله وهو أمر بالمحبة والسلام , نسألهم:
هل هو إله جديد أم كان هو نفسه الله في زمن آدم ونوح وإبراهيم عليهم جميعا" السلام .
إن قالوا إله جديد حديث , فهذا نهاية حوارنا معهم , وإن قالوا إله قديم أزلي وهو خالق الكون أو به تم خلق الكون , سألنا : أليس هو القائل اقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء ولا تبقوا منهم نسمة, أم أن الكتاب تم تحريفه وفيه أقوال نسبت إلى الله زورا" ؟
وإن قالوا هذا كان في العهد القديم , نسألهم أين قال لكم الله , لا تتبعوا العهد القديم ؟
أين قال لكم المسيح هذا , وليس من جاءوا بعد المسيح ولم يقدموا أي دليل على الوحي الإلهي !!؟, وهل يعني هذا أنكم تعترفون أن الله لم يكن محبة ثم أصبح محبة بعد ذلك بناء على أقول يوحنا ؟.
فصل الرد على أن الله محبة في المسيحية وجبار في الإسلام:
أولا" : توضيح لمعنى الجبار وبيان معنى صفات وأسماء أخرى لله تعالى.
قال الله تعالى : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر : 23]
في تفسير الجلالين: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) الطاهر عما لا يليق به (السلام) ذو السلامة من النقائص (المؤمن) المصدق رسله بخلق المعجزة لهم (المهيمن) من هيمن يهيمن إذا كان رقيبا على الشيء أي الشهيد على عباده بأعمالهم (العزيز) القوي (الجبار) جبر خلقه على ما أراد (المتكبر) عما لا يليق به (سبحان الله) نزه نفسه (عما يشركون) به.
وفي تفسير ابن كثير : (الجبار المتكبر ) أي الذي لا تليق الجبرية إلا له ولا التكبر إلا لعظمته.
والله تعالى } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{ [الشورى : 11] ومن أسماءه تعالى الرحمن والرحيم والغفور والرءوف والودود .
قال الله تعالى : }وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ{ [هود : 90]
في التفسير الميسر: واطلبوا من ربِّكم المغفرة لذنوبكم ، ثم ارجعوا إلى طاعته واستمروا عليها. إن ربِّي رحيمٌ كثير المودة والمحبة لمن تاب إليه وأناب يرحمه ويقبل توبته . وفي الآية إثبات صفة الرحمة والمودة لله تعالى كما يليق به سبحانه.
وقال تعالى : } وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ{ [البروج : 14] وفي التفسير الميسر : وهو الغفور لمن تاب ، كثير المودة والمحبة لأوليائه.
ثانيا" : إثبات أن الجبار والمتعال والمخوف هي من أسماء الله تعالى في كتابكم المقدس .
1- ( نحميا 9 : 32 والآن يا الهنا الاله العظيم الجبار المخوف حافظ العهد والرحمة.)
2-( أيوب 9 : 9صَانِعُ النَّعْشِ وَالْجَبَّارِ وَالثُّرَيَّا وَمَخَادِعِ الْجَنُوبِ.)
3- (المزامير 24 : 8مَنْ هُوَ هَذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ! )
4- (اشعياء 25 : 11 فيبسط يديه فيه كما يبسط السابح ليسبح فيضع كبرياءه مع مكايد يديه.)
5- (المزامير 47 : 9 ..... لان لله مجان الأرض هو متعال جدا" ).
ثالثا" كيف عرفتم أن الله محبة؟
قال الله تعالى:} وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِير{ [المائدة : 18[
يقول النصارى الله : (خلقنا لأنه يحبنا) و( الله محبة) ، وهذا القول يتناقض مع العقل ومع النصوص ومع التاريخ للأسباب الآتية:
-الإنسان يمرض ويبكي ويتألم ، فالدنيا دار اختبار من أجل الآخرة وليست جنة خلقت من أجل محبة الله تعالى لنا.
- أمر الله تعالى اليهود بقتل الكثير من الناس في العهد القديم، وكل الخلق سواء ولا يمكن أن يكون الله الذي هو محبة في فكرهم، يأمر بعض شعبه الذين خلقهم من أجل المحبة (كما يقولون) لقتل شعوب أخرى يفترض أنه خلقهم من أجل المحبة!.
- قتل بالطوفان وقتل في الحروب الملايين، فأين هي المحبة وأن الله تعالى خلقنا لأنه يحبنا ؟
- لا يوجد التعبير ( الله محبة ) في الكتاب المقدس على لسان أي من أنبياء العهد القديم, أو على لسان المسيح ، فهل يكون فعلا الله محبة ، ويخبئ الله هذا الأمر حتى يأتي يوحنا وبولس في رسائلهم ويقولون الله محبة وحبوا بعضكم فيما غفل المسيح وجميع أنبياء العهد القديم عن هذا ؟
- هل الله تعالى يحب هتلر وشارون ؟
- هل الله تعالى يحب من ألقى القنبلة الذرية فقتل 200 ألف مدني في ثوان ؟
- هل الله تعالى يحب من يكفر به وينشر الفساد ويحب الزناة والقوادين وتجار المخدرات ؟
في الإسلام بين الله تعالى أنه يحب من يستحق , ولا يحب الظالمين والكافرين والمعتدين.
الله يحب:
1- }وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { ]البقرة : 195[
2- } بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ { ]آل عمران : 76[
3- }وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ { ]المائدة : 42[
الله لا يحب:
1- }وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين{ ]البقرة:190[.
2- }قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ{
]آل عمران:32[.
3- }وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ{ ]آل عمران:57[.
وقد جاء في (مزمور 5 :4-6):"لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلَهاً يُسَرُّ بِالشَّرِّ لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ. لاَ يَقِفُ الْمُفْتَخِرُونَ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ. أَبْغَضْتَ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ. تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ ".
وهو نفس المعنى الخاص بأن الله تعالى يكره فاعلي الإثم.
يقول الله تعالى أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم :35- 36], والسؤال استنكاري, وبعده جاء قول الله تعالى ما لكم كيف تحكمون هذا الحكم الفاسد " تفسير الجلالين" ؟؟.
هل تعتقدون أنه من العدل أن يحب الله هتلر وموسوليني ويدخلهم الجنة في نفس المنزلة مع يحيي وموسى وأدم وإبراهيم عليهم السلام ؟؟.
الله تعالى يرضى الخير لعباده ولا يرضى لهم الكفر ويفرح الله تعالى بعودة عباده له بالتوبة ويتقبلهم فقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]
ولكن أن نقول إن الله محبة ونقول بالمساواة بين الناس في أعمالهم والخلاص بالإيمان, هذا لم يأت به أي رسول من قبل ولم يقله المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس أو في أي موضع أخر.
الله تعالى في الإسلام لا يضيع أجر من أحسن عملا", والمجرمون الذين يحاربون الله ورسوله لهم عذاب جهنم وبئس المصير إن لم يتوبوا إلى الله تعالى.
مع العلم أنه لم يأت لفظ الله محبة على لسان أي من أنبياء العهد القديم ولم يأت على لسان المسيح لأنه غير منطقي وغير معقول, ولكن اللفظ الله محبه أول من قاله هو يوحنا في إنجيله الذي تمت كتابته بعد المسيح بحوالي سبعين عاما" .
فصل : كاتب إنجيل يوحنا حسب المصادر المسيحية والموسوعات العالمية :
بمراجعة مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك أو الموسوعة البريطانية أو أي معجم للكتاب المقدس يحترم القارئ , نجد أن كاتب إنجيل يوحنا , حيث تأخذ أهم التعاليم ومنها ( الله محبة ) يوحنا مجهول كما يلي.
1- الموسوعة البريطانية -تحت عنوان العهد الجديد- الإنجيل وفقا" ليوحنا.
"بالرغم من أن ظاهر الإنجيل يبين أنه كتب بواسطة " يوحنا " الحواري الحبيب للسيد المسيح, لكن هناك الكثير من الجدل حول شخصية الكاتب ... لغة الإنجيل وصيغته اللاهوتية تبين أن الكاتب ربما عاش في فترة حديثة عن "يوحنا" واعتمدت كتابته على تعاليم وشهادة "يوحنا".....كثير من الفصول عن حياة المسيح تم إعادة سردها بترتيب مختلف عن باقي الأناجيل المتناظرة ( متى- مرقس- لوقا) والفصل الأخير يبدو وكأنه إضافة لاحقة تظهر احتمالية أن يكون النص الخاص بالإنجيل مركب.
مكان كتابة الإنجيل وتاريخ الكتابة كذلك غير معلومان, الكثير من العلماء يعتقدون أنه كتب في "أفسس" في أسيا الصغرى, تقريبا" عام 100 ميلادية ". (الموسوعة البريطانية- الإصدار 15-الجزء 14 – ص 977 )
2- الكتاب المقدس للكاثوليك: " وليس لنا أن نستبعد استبعادا" مطلقا" الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه. ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الاحتمال. فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه أنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية. وبعضهم
يذكرون يوحنا القديم الذي ذكره بابياس. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول." ( الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 287.).
صورة لقديس مسيحي يسمى ( مرقريوس أبو سيفين ).
قصة ( أبى سيفين ):
أبي سيفين هو من جملة القديسين الذين تعظهم الكنيسة الأرثوذكسية وتطلب شفاعتهم ، واسمه مرقوريوس, ولْقب بأبي سيفين لأنه ظهر له ملاك الرب وأهداه سيفًا بجوار سيفه العسكري, وكان هذا السيف هو سّر قوته .. هناك دير للراهبات بمصر القديمة يحمل اسم هذا القديس كما توجد كنيسة باسمه في محافظة الاسماعيلية ..
جاء في إصدار لكنيسة مارجرجس باسبورتنج بالإسكندرية. Butler, November 25. عن هذا القديس ما يلي :
نشأته : ولد حوالي سنة 224م بمدينة رومية من أبوين وثنيين سمّياه فيلوباتير أي محب الآب، وكان أبوه ياروس ضابطًا رومانيًا وفيلوباتير جنديًا ناجحًا وشجاعًا.
وحدث أن أغار البربر على مدينة روما وهدّدوها حتى خاف الإمبراطور وانزعج، إلا أن فيلوباتير ( ابو سيفين ) طمأنه وشجّعه ثم قام بنفسه بقيادة الجيش الإمبراطوري.
وظهر له ملاك الرب بلباس مضيء واقترب منه وهو حامل بيده اليمنى سيفًا لامعًا وناداه قائلاً: "يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح لا تخف ولا يضعف قلبك بل تقوّ وتشجّع، وخذ هذا السيف من يدي وامضِ به إلى البربر وحاربهم ولا تنسى الرب إلهك متى ظفرت. أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلني اللَّه لأعلمك بما هو مُعد لك، لأنك ستنال عذابًا عظيمًا على اسم سيدنا يسوع المسيح له المجد، ولكني سأكون حافظًا لك وسأقوّيك حتى تكمل شهادتك.
فتناول القديس السيف من يد الملاك بفرحٍ، وما أن أمسكه حتى شعر بقوة إلهية تملأه، ثم مضى بالسيفين (سيفه الخاص والسيف الآخر الذي سلّمه له الملاك) وهجم على البربر فأهلكهم مع ملكهم وقتل منهم العدد الكثير ، فجعل الدماء تسيل.
فكيف يتم تخليد قاتل , يحارب بالسيف واعطاه ملاك الرب سيفا" أخر ليقتل به, ثم تقولون نحن أهل المحبة. ؟
الفصل السابع
الإسلام يتحدى خصومه.
الإسلام يتحدى خصومه.
حرية الاعتقاد في الإسلام :
جاء في موسوعة قصة الحضارة – "وول ديورانت" عن فتح مصر في القرن السابع الميلادي: وكان المسيحيون اليعاقبة (الارثوذكس) في مصر قد قاسوا الأمرَّين من جراء اضطهاد بيزنطية (الكاثوليك )؛ ولهذا رحبوا بقدوم المسلمين، وأعانوهم على استيلاء منفيس، وأرشدوهم إلى الإسكندرية، ولما سقطت تلك المدينة في يد عمرو بعد حصار دام ثلاثة عشر شهراً (عام 641) ...حال عمرو بين العرب وبين نهب المدينة وفضل أن يفرض عليها الجزية. ولم يكن في وسعهِ أن يدرك أسباب الخلافات الدينية بين المذاهب المسيحية المختلفة، ولذلك منع أعوانه اليعاقبة ( الارثوذكس ) أن ينتقموا من خصومهم الملكانيين (الكاثوليك )، وخالف ما جرت عليه عادة الفاتحين من أقدم الأزمنة فأعلن حرية العبادة لجميع أهل المدينة.[7]
وجاء في موسوعة قصة الحضارة عن التسامح الديني في العصر الأموي: ولقد كان أهل الذمة المسيحيون، والزرادشتيون واليهود، والصابئون، يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام. فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زي ذي لون خاص وأداء فرضة عن كل شخص، تختلف باختلاف دخله وتتراوح بين دينار وأربعة دنانير (من 4.75 إلى 19 دولاراً أمريكياً) سنويا". ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون سن البلوغ، والأرقاء، والشيوخ، والعجزة، والعمى والفقر. وكان الذميون يعفون في نظير هذه الضريبة من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة.
وأصبح المسيحيون الخارجون على كنيسة الدولة البيزنطية والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطارقة القسطنطينية، وأورشليم، والإسكندرية، وإنطاكية، أصبح هؤلاء الآن أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين الذين لم يكونوا يجدون لنقاشهم ومنازعاتهم معنى يفهمونه، ولقد ذهب المسلمون في حماية المسيحيين إلى أبعد من هذا، إذ عين والي إنطاكية في القرن التاسع الميلادي حرساً خاصاً ليمنع الطوائف المسيحية المختلفة من أن يقتل بعضها بعضاً في الكنائس.
وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة، اعتنق الدين الجديد معظم المسيحيين، وجميع الزرادشتيين، والوثنيين إلا عدداً قليلاً جداً منهم، وكثيرون من اليهود في آسية، ومصر وشمالي أفريقية.[8]
وجاء في موسوعة قصة الحضارة عن فتح أسبانيا في القرن الثامن الميلادي: وعامل الفاتحون أهل البلاد معاملة لينة طيبة....، وأطلقوا لهم من الحرية الدينية ما لم تتمتع به أسبانيا إلا في أوقات قليلة نادرة.[9]
وجاء أيضا" عن وضع اليهود في البلاد الإسلامية :
ويمكن القول عموماً إن حظ اليهود في الأقطار الإسلامية كان خيراً من حظهم في الأقطار المسيحية. وقد وصفت الليدي ماري ورتلي مونتجيو، ربما في شيء من المبالغة حالهم في تركيا عام 1717 فقالت: "إن اليهود... يتمتعون بسلطان لا يصدق في هذا البلد. فلهم امتيازات كثيرة يفوقون فيها جميع الأهالي الأتراك أنفسهم.[10]
وجاء أيضا" عن سليمان القانوني السلطان العثماني في القرن السادس عشر :
وفي مجال التسامح الديني كان سليمان أجرأ وأكرم من أنداده المسيحيين الذين ذهبوا إلى أن الانسجام الديني أمر ضروري للقوة الوطنية. ولكن سليمان رخص للمسيحيين واليهود في ممارسة ديانتهم في حرية تامة، وقال الكاردينال بول "إن الأتراك لا يلزمون الآخرين باعتناق عقيدتهم، ولهذا الذي لا يهاجم ديانتهم، أن يفصح عن أية عقيدة يعتنقها، وهو آمن. وفي نوفمبر 1561 حين كانت إسكتلنده وإنجلترا وألمانيا اللوثرية تعتبر الكثلكة جريمة، كما كانت إيطاليا وأسبانيا تعتبران البروتستانتية جريمة، أمر سليمان بالإفراج عن سجين مسيحي، "غير راغب في تحويل أي فرد عن دينه بالقوة". لقد جعل من إمبراطورية مأوى آمناً لليهود الفارين من محاكم التفتيش في إسبانيا والبرتغال.[11]
كتب الشيخ محمد الغزالي: الإسلام ما قام يوما", ولن يقوم على إكراه.لأنه واثق من نفاسة وسمو تعاليمه وجودة شرائعه.فكل ما يريده أن يجد مكانا" في السوق العامة يعرض فيه ما لديه على العيون المتطلعة. فإذا لم تكن جودة الشيء هي التي تغري بالإقبال عليه وقبوله فلا كان قبول ولا كان إقبال..!, وهذا سر قانونه الوثيق: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 256], وقد يضطر الإسلام لقتال لم يشعل ناره, أتظنه إذا أنتصر في هذا القتال, أتظنه يلزمهم بترك شركهم واعتناق عقيدة التوحيد ؟؟ .... لا.... فالله تعالى قال: وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ [التوبة : 6], إنه لم يقل له: فإذا سمع كلام الله فأمره أن يترك دينه وليتبع دينك الحق, بل قال له أطلق سراحه ورده آمنا" إلى وطنه. فإذا أحب أن يدخل في الإسلام فسيأتي طائعا" لا كارها".[12]
إن أي قراءة منصفة للتاريخ الإسلامي, تبين كذب الادعاء الخاص بانتشار الإسلام بالسيف, ومن الدلائل العقلية البسيطة لدحض هذه الفرية :
1- بدأ الإسلام بفرد واحد وهو الرسول عليه الصلاة والسلام, فكيف يكون انتشر بالسيف ؟
2-عندما انضم للرسول عليه الصلاة والسلام عدد من المؤمنين كانوا قلة أخرجهم أهلهم من أرضهم ومالهم.
3- أكبر كثافة وتجمع للمسلمين موجود في شرق أسيا في حين أنه لم تصل الفتوحات الإسلامية لبلدانهم (اندونيسيا , ماليزيا ), وفي أفريقيا فلم تصل الفتوحات الإسلامية لكثير من البلاد التي بها نسبة عالية من المسلمين.
4- كثير من غير المسلمين عاشوا طوال التاريخ في بلاد تحت الحكم الإسلامي مثل سوريا ومصر ولبنان والأردن ولا يزال وجودهم ووجود كنائسهم شاهدا" على التسامح الديني ونافيا" لشبهة إجبار السكان على الدخول في الإسلام أو استخدام السيف لنشر الإسلام.
5- حسب الإحصائيات العالمية تزداد نسبة الداخلين في الإسلام يوما" بعد يوم , وتطالعنا مركز البحوث بعناوين مثل ( الإسلام أكثر الأديان نموا" في العالم ) وغيرها من العناوين والنتائج التي تبين ازدياد عدد معتنقي الإسلام بلا حرب ولا سيف ولا إجبار ولا اضطهاد كما يدعي البعض.
القتل والقتال:
الشريعة الإسلامية لا توجد بها نصوص تحض على قتل من لا يؤمنون بغير الإسلام, وهناك فرق بين القتل والقتال, فالقتال هو حرب جيش أو قوات , أما القتل فهو إبادة لمدنيين غير مقاتلين ولم يحدث في التاريخ الإسلامي مذابح للمدنيين كما قامت بها ولا تزال العديد من الطوائف والفرق غير المسلمة.
إن الآية التي يستشهد بها من يدعي أن الإسلام يأمر بالقتال (وليس قتل المدنيين) هي:
قول الله تعالى: قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة : 29], لقد قال الله تعالى في نفس السورة: "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ". التوبة 6-7
فلم يقل اقتله, ولا تستبق منهم نسمة, وخذ أمواله, وأبقر بطن امرأته الحامل, واقتل أطفاله, واقتل حماره, ولا يصح الاستدلال من قول وإهمال باقي الأقوال فالأمانة العلمية في البحث تحتم أن يتم وضع كل الآيات والأحاديث التي تتحدث عن موضوع ما من أجل دراسته وليس كما يفعل البعض بادعاء أن القرآن الكريم يقول بالثالوث أو بألوهية المسيح أو يمدح معتقد النصارى أو يمدح الكتاب المقدس.
كيف هو قتال المسلمين ؟ أهو مثل ما جاء بالكتاب المقدس ؟ .
في صحيح مسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام : (إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين. يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين. ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين. فإن هم أبوا فسلهم الجزية. فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم... الحديث.[13]
ومن وصايا أبى بكر الصديق لقائد جيشه: “لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له”.
فأين أوامر قتل المدنيين في الإسلام ومتى فعل المسلمون هذا ؟, فإن كان القتل هو سلوك وأسلوب المسلمين لما بقيت نسمة واحدة على غير الإسلام في بلاد الإسلام ومنها مصر والشام, ولما بقيت كنيسة أو دير منذ العصور الإسلامية حتى الآن.
البخاري- ح 3015
عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ وُجِدَتِ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِى بَعْضِ مَغَازِى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ .
مسلم – ح 4645
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِى بَعْضِ مَغَازِى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
الموطأ
969 - حَدَّثَنِى يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ - قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الَّذِينَ قَتَلُوا ابْنَ أَبِى الْحُقَيْقِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ - قَالَ - فَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَقُولُ بَرَّحَتْ بِنَا امْرَأَةُ ابْنِ أَبِى الْحُقَيْقِ بِالصِّيَاحِ فَأَرْفَعُ السَّيْفَ عَلَيْهَا ثُمَّ أَذْكُرُ نَهْىَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَكُفُّ وَلَوْلاَ ذَلِكَ اسْتَرَحْنَا مِنْهَا.
حَدَّثَنِى يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَامِلِ جَيْشٍ كَانَ بَعَثَهُ إِنَّهُ بَلَغَنِى أَنَّ رِجَالاً مِنْكُمْ يَطْلُبُونَ الْعِلْجَ حَتَّى إِذَا أَسْنَدَ فِى الْجَبَلِ وَامْتَنَعَ قَالَ رَجُلٌ مَطْرَسْ - يَقُولَ لاَ تَخَفْ - فَإِذَا أَدْرَكَهُ قَتَلَهُ وَإِنِّى وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ أَعْلَمُ مَكَانَ وَاحِدٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ. 449/2 قَالَ يَحْيَى سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ لَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ بِالْمُجْتَمَعِ عَلَيْهِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ. وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الإِشَارَةِ بِالأَمَانِ أَهِىَ بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَمِ فَقَالَ نَعَمْ وَإِنِّى أَرَى أَنْ يُتَقَدَّمَ إِلَى الْجُيُوشِ أَنْ لاَ تَقْتُلُوا أَحَدًا أَشَارُوا إِلَيْهِ بِالأَمَانِ لأَنَّ الإِشَارَةَ عِنْدِى بِمَنْزِلَةِ الْكَلاَمِ وَإِنَّهُ بَلَغَنِى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ مَا خَتَرَ قَوْمٌ بِالْعَهْدِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْعَدُوَّ. [1]
رقم | الغزوة | عدد قتلى المشركين | عدد شهداء المسلمين | التاريخ هجري |
ملاحظات | |||||
1 | بعث عبد الله بن جحش | 1 | - | 2 | |
2 | غزوة بدر | 70 | 14 | 2 | |
3 | غزوة السويق | - | 2 | 2 | |
4 | بعث كعب بن الأشرف | 1 | - | 3 | |
5 | غزوة أحد | 22 | 70 | 3 | |
6 | غزوة حمراء الأسد | 1 | - | 3 | |
7 | بعث الرجيع | - | 7 | 3 | |
8 | بعث بئر معونة | - | 27 | 3 | |
9 | غزوة الخندق | 3 | 6 | 5 | |
10 | غزوة بني قريظة | 600 | - | 5 | قُتلوا بالتحكيم, وتم تنفيذ الحكم بناء على خيانتهم للمسلمين وتأمرهم عليهم, فليسوا ضحايا قتال, بل حكم قضائي بمن ارتضوا حكمه. |
11 | بعث عبد الله بن عتيك | 1 | - | 5 | |
12 | غزوة ذي قرد | 1 | 2 | 6 | |
13 | غزوة بني المصطلق | - | 1 | 6 | |
14 | غزوة خيبر | 2 | 20 | 7 | |
15 | غزوة وادي القرى | - | 1 | 7 | |
16 | غزوة مؤنة | - | 11 | 8 | |
17 | فتح مكة | 17 | 3 | 8 | |
18 | غزوة حنين | 84 | 4 | 8 | |
19 | غزوة الطائف | - | 13 | 8 | |
20 | غزوة تبوك | - | - | 9 | |
المجموع | 203 | 183 | المجموع الكلي للجانبين 386 |
نقلا" عن كتاب الإسلام والآخر – للدكتور محمد عمارة – عن الدرر في اختصار المغازي والسير – ابن عبد البر- تحقيق د شوقي ضيف- طبعة القاهرة 1966 م.
مصدر أخر أضاف الستمائة قتلى التحكيم في غزوة بني قريظة , وأضاف ضحايا توفوا بعد المعارك أو أثناء السير إليها , فأعطى أرقاما" تزيد بحوالي 300 قتيل كما يلي :
مجموع من سقطوا في القتال بين المسلمين والكفار، خلال حياة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كان كالآتي:
- سرايا استطلاع : ( المسلمون = 197 ) - ( الكفار = 35 ).
- معـارك حـربيـة : ( المسلمون = 129 ) - ( الكفار = 865).
- الـمــجــمـــــوع : ( المسلمون = 326 ) - ( الكفار = 900 ).
- المجموع الكلى لكلا الجانبين = 1226 .
نقلا" عن اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله فى كتابه ( الحروب المشروعة فى الأديان ) ص 44
( حاشية: اللواء دكتور محمد صلاح الدين كامل: رسالة دكتوراه موضوعها: مبادئ الحرب بين المدارس العسكرية التقليدية والإسلامية - دراسة مقارنة. أكاديمية ناصر العسكرية العليا. القاهرة .(
ولنقارن هذا بما ذكره المنصرون من أن شارلمان قتل فى يوم واحد 4500 سكسونى رفضوا التحول إلى المسيحية, فهذا يعطى الإجابة الحاسمة عن السؤال الهام : أى دين انتشر بالسيف : المسيحية أم الإسلام ؟
معاهدة عمر بن الخطاب مع أهل بيت المقدس (15 هجرية)
صالح عمر أهل إيليا- (يعنى بيت المقدس)- بالجابية وكتب لهم فيها الصلح لكل كورة كتاباً واحداً ما خلا أهل إيليا. وأما سائر كتبهم فعلى كتاب لد على ما سيأتي بعد هذا:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها.
أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شئ من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت. فمن أخرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو أمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم يخلى بيعهم وصلبهم حتى بلغوا أمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء صار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله. فإنه لا يؤخذ منهم شئ حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشر.
صلح نجران (10 هجرية)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما كتب محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجران إذ كان عليهم حكمه في كل ثمرة وفى كل صفراء وبيضاء ورقيق فأفضل ذلك عليهم وترك ذلك كله لهم على ألفى حلة من حلل الأواقي: في كل رجب ألف حلة وفى كل صفر ألف حلة، ومع كل حلة أوقية من فضة. فما زادت على الخراج أو نقصت عن الأواقي فبالحساب، وما قضوا من دروع أو خيول أو ركاب أو عروض أخذ منهم بالحساب. وعلى نجران مؤنه رسلي ومتعتهم ما بين عشرين يوماً فما دون ذلك ولا تحبس فوق شهر.
وعليهم عارية ثلاثين درعاً وثلاثين فرساً وثلاثين بعيراً إذا كان كيد باليمين ومعرة. وما هلك مما أعاروا رسلي من دروع أو خيل أو ركاب أو عروض فهو ضمين على رسلي حتى يؤدوه إليهم.
ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير لا يغيب أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا كاهن من كهانته. وليس عليهم دنية ولا دم جاهلية. ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش. ومن سأل منهم حقاً فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين.
ومن أكل ربا من ذي قبل فذمتي منه برئته. ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر.
وعلى ما في هذا الكتاب جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا ما عليهم غير مثقلين بظلم.
شهد أبو سفيان بن حرب وغيلان بن عمرو ومالك بن عوف من بني النضر والأقرع بن حابس الحنظلي والمغيرة بن شعبة.
وكتب لهم هذا الكتاب عبد الله بن أبى بكر.
(وقال يحيى بن آدم وقد رأيت كتاباً في أيدي النجرانيين كانت نسخته شبيهة بهذه النسخة وفى أسفله: وكتب على بن أبو (كذا) طالب ولا أدرى ماذا أقول فيه).
حد الردة في الإسلام :
يفرق الإسلام بين حرية الاعتقاد فيكون دخول الشخص للإسلام اختياريا" ناتجا" عن اقتناع وإيمان (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ....[البقرة : 256]
وبين الخروج من الإسلام والعودة إليه متى شاء !! على طريقة بعض اليهود الذين قالوا (وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران : 72])
فالإسلام نظام متكامل وليس شعائر وعبادات فقط, فيعتبر الخروج على الإسلام مثل الخروج على الدولة ممن تحاكمهم الدول بتهمة الخيانة العظمى. ويفرق الإسلام بين من يجهر بالخروج على الإسلام ويحاربه وبين من يبطن الكفر ولا يجهر به. بالإضافة إلى أنه من يدخل الإسلام وهو يعلم بوجود حد للردة في الإسلام لن يدخل إلا عن قناعة كاملة.
المعترض على حد الردة أما أن يكون من:
أ- اليهود والنصارى.
ب- المسلمين.
ج- الملحدين.
أ- الرد على اليهود والنصارى:
حد الردة موجود بكتابكم فلا يحق لكم الحديث حوله, وفي الإسلام تتم استتابة الشخص, فإن عاد في أقواله لا يتم تطبيق عليه الحد, أما عندكم فجاء الحكم بالقتل بدون استتابة, كما تم بيانه في الفصول السابقة.
ب- الرد على المسلمين:
المسلم أمام هذا الأمر وجب عليه التسليم لله تعالى, فإذا ثبت عندنا أمر أنه من عند الله تعالى , وجب السمع والطاعة. قال الله تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة : 285]
وقال تعالى : إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور : 51]
ج- الرد على الملحدين: وجب على الملحد الحديث أولا" حول وجود الله تعالى وشرائعة وهل يجب علينا السمع والطاعة لحكم الخالق أم لا يجب علينا الاهتمام بأوامره. فلا جدوى من نقاش الملحدين في التشريعات مثل لماذا هناك حد للردة ولماذا هناك 5 صلوات في الإسلام وليس صلاة واحدة ولماذا الصيام في شهر رمضان وليس شوال.
الجزية في الإسلام :
عند الحديث حول الفتوحات الإسلامية وشبهة انتشار الإسلام بالسيف, يتطرق الحديث إلى الجزية, وربما يبالغ البعض ويقول لقد دخل أهل البلاد المفتوحة مثل مصر والشام للإسلام ليس هربا" من السيف بل هربا" من الجزية !.
هذا مع أن الإسلام لم يكن أول من نادى بأخذ الجزية، كما لم يكن المسلمون كذلك أول الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم، فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة كان أمرا" معتادا" في التاريخ البشري.
الجزية في المسيحية:
عندما سأل اليهود السيد المسيح (حسب العهد الجديد) عن رأيه في أداء الجزية التي كانوا يدفعونها للرومان, أقر بحق القياصرة في أخذها ( متى 22 : 17 فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20 فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21 قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».).
وقد دفعها المسيح بنفسه فقد قال لسمعان : ( متى17 : 27 اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارا (عملة معدنية )ً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».
كما يعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلاطين حقاً مشروعاً، بل يجعله أمراً دينياً، إذ يقول بولس: (رومية 13 : 7 "فأعطوا الجميع حقوقهم، الجزية لمن له الجزية، الجباية لمن له الجباية...).
مقدار الجزية وعلى من تجب:
ذكر "وول ديورانت " في موسوعة الحضارة مقدار الجزية التي كان يأخذها المسلمين فقال إن المبلغ يتراوح بين دينار وأربعة دنانير (من 4.75 إلى 19 دولاراً أمريكياً) سنويا". وأنه يعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون سن البلوغ، والأرقاء، والشيوخ، والعجزة، والعمى والفقراء. وكان الذميون يعفون في نظير هذه الضريبة من الخدمة العسكرية ولا تفرض عليهم الزكاة.
وكتب آدم ميتز: "كان أهل الذمة يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قدرته، وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حمل السلاح، فلا يدفعها ذوو العاهات، ولا المترهبون، وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يسار".[14]
وقد جاء في عهد خالد بن الوليد لأهل الحيرة: "أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وأعيل من بيت مال المسلمين وعياله" وقد طبق عمر رضي الله عنه هذا المبدأ الإسلامي العظيم حين مر بشيخ كبير يسأل الناس الصدقة، فلما سأله وعلم أنه من أهل الجزية، أخذ بيده إلى بيته وأعطاه ما وجده من الطعام واللباس، ثم أرسل إلى خازن بيت المال يقول له: "انظر إلى هذا وأمثاله فأعطهم ما يكفيهم وعيالهم من بيت مال المسلمين.
مقدار الجزية في الإسلام:
ذهب الأمام أبو حنيفة إلى تقسيم الجزية إلى فئات ثلاث:
1- أعلاها وهي 48 درهماً في السنة على الأغنياء مهما بلغت ثرواتهم. ( وهي تقدر بـ 136 جراما من الفضة) لأن الدرهم يساوي ( 2,832 جراما).(جرام الفضة يقدر بأقل من جنيه مصري واحد).
2- وأوسطها وهي 24 درهماً في السنة على المتوسطين من تجار وزرّاع.
3- وأدناها وهي 12 درهماً في السنة على العمال المحترفين الذين يجدون عملاً. [15]
وهذا مبلغ لا يكاد يذكر مقارنة بما يدفعه المسلم من زكاة ماله فحسب، فلو أن هناك مسلماً يملك مليون درهم لوجب عليه في زكاة ماله خمسة وعشرون ألف درهم بنسبة اثنين ونصف بالمائة وهو القدر الشرعي لفريضة الزكاة, ولو أن هناك جاراً له مسيحياً يملك مليون درهم أيضاً لما وجب عليه في السنة كلها إلا ثمانية وأربعون درهماً فقط. فأين يكون الاستغلال والظلم في مثل هذا النظام ؟!.
قال صلى الله عليه وسلم في التحذير من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم: (( من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)) .[16]
أما المقابل لمبلغ الجزية فهذا ما نقله الإمام القرافي عن الإمام ابن حزم عن إجماع المسلمين من وجوب حمايتهم ولو كانت الكلفة الموت في سبيل ذلك فقال: "من كان في الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح، ونموت دون ذلك، صوناً لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة".[17]
فهل جاء بالتاريخ عدل وإنصاف قريب مما قدمه الإسلام ؟؟
War and military action
These figures include deaths of civilians from diseases, famine, and atrocities as well as deaths of soldiers in battle.
- 45,000,000-68,000,000 - World War II (1937-1945)
- 33,000,000-36,000,000 - An Lushan Rebellion (756-763)
- 30,000,000-60,000,000 - Mongol Conquests (13th century)
- 25,000,000 - Manchu Conquest of Ming China (1616-1644)
- 20,000,000-50,000,000 - Taiping Rebellion (1851-1864)
- 17,000,000 - Timur Lenk's conquests (1370-1405)
- 15,000,000-66,000,000 - World War I (1914-1918) the larger number includes Spanish flu deaths .
- 10,000,000-25,000,000 - Sino-Japanese War (1931-1945)
- 5,000,000-9,000,000 - Russian Civil War (1917-1921)
- 3,800,000 - Second Congo War (1998-2004)
- 3,500,000-6,000,000 - Napoleonic Wars (1804-1815)
- 3,000,000-8,000,000 - Thirty Years War (1618-1648)
- 2,500,000-3,500,000 - Korean War (1950-1953)
- 2,300,000-3,100,000 - Vietnam War (entire war 1945-1975)
- 2,000,000-4,000,000 - French Wars of Religion (1562-1598)
- 1,500,000-2,000,000 - Afghanistan (1979-2001)
- 1,000,000-1,500,000 Soviet invasion (1979-1989)
- 1,300,000-6,100,000 - Chinese Civil War (1928-1949) note that this figure excludes World War II casualties
- 300,000-3,100,000 before 1937
- 1,000,000-3,000,000 after World War II
- 1,000,000-1,200,000 - Seven Years' War (1756-1763)
- 1,000,000 - Iran-Iraq War (1980-1988)
- 1,000,000 - Sudanese Civil War (1983-2002)
- 1,000,000 - Biafran War (1967-1970)
- 1,000,000 - Aztec conquests (1427-1519)
- 900,000-1,000,000 - Mozambique Civil War (1976-1993)
- 800,000 - Congo Civil War (1991-1997)
- 558,052 - American Civil War (1861-1865)
- 550,000 - Somalian Civil War (1988 - )
- 500,000 - Angolan Civil War (1975-2002)
- 500,000 - Ugandan Civil War (1979-1986)
- 400,000-1,000,000 - War of the Triple Alliance in Paraguay (1864-1870)
- 360,000-1,000,000 - Spanish Civil War (1936-1939)
- 300,000 - First Burundi Civil War (1972)
- 300,000-3,000,000 - Indo-Pakistani War of 1971 and Bangladesh Liberation War
- 300,000-2,000,000 - Mexican Revolution (1910-1920)
- 278,000 - 1992-1995 war in Bosnia
- 270,000-300,000 - Crimean War (1854-1856)
- 230,000-1,400,000 - Ethiopian Civil War (1974-1991)
- 220,000 - Liberian Civil War (1989 - )
- 200,000-800,000 - Warlord era in China (1917-1928)
- 200,000 - Sierra Leone Civil War (1991-2000)
- 200,000 - Guatemaltec Civil War (1960-1996)
- 190,000 - Franco-Prussian War (1870-1871)
- 150,000 - Lebanese Civil War (1975-1990)
- 150,000 - North Yemen Civil War (1962-1970)
- 150,000 - Russo-Japanese War (1904-1905)
- 120,000 - Algerian Civil War (1991 - )
- 100,500 - Chaco War (1932-1935)
- 100,000 - Gulf War (1991)
- 100,000-1,000,000 - Algerian War of Independence (1954-1962)
- 75,000 - Ethiopia-Eritrea War (1998-2000)
- 75,000 - El Salvador Civil War (1980-1992)
- 75,000 - Second Boer War (1898-1902)
- 69,000 - Peru/Shining Path conflict (1980 - )
- 60,000 - Sri Lanka/Tamil conflict (1983-)
- 35,000 - Finnish Civil War (1918)
- 30,000-100,000 - American led invasion and occupation of Iraq (2003 - )
- 30,000 - Turkey/PKK conflict (1984 - )
- 30,000 - Sino-Vietnamese War (1979)
- 20,000 - 49,600 U.S. invasion of Afghanistan
- 13,000 - South Yemen Civil War (1986)
- 7,000 - Kosovo War (1996-1999)
- 5,000 - Turkish invasion of Cyprus (1974)
- 3,000 - Northern Ireland conflict. (1969 - 1998)
- 3,000 - Civil war in Côte d'Ivoire (2002 - )
- 2,000 - Football war (1969)
- 1,500 - Romanian Revolution (December 1989)
- 1,000 - Zapatista uprising in Chiapas (1994)
- 1,000 - Falklands War (1982)
- 537-3,000 - Operation Just Cause (Panama, 1989)
[1] الحمر والبيض والسود – ص 53- 54.
[2] [2] الحمر والبيض والسود – ص 115.
[3]وثائق ابادة هنود القارة الامريكية على أيدي المسيحيين الأسبان- ترجمة سميرة عزمي الزين.
من منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية.
[4] الحمر والبيض والسود – ص 206.
[5] الحمر والبيض والسود – ص 209 – 211 .
[6] مموقع المسيحية في الميزان – بتصرف.
[7] موسوعة قصة الحضارة- ج 13– ص261-262-,وعلى الانترنت ص4692-4693.
[8] موسوعة قصة الحضارة–ج13–ص130- 133 - وعلى الانترنت ص4561/2/3/4/ .
[9] موسوعة قصة الحضارة - ج 13– ص 282- وعلى الانترنت ص 4713 .
[10] موسوعة قصة الحضارة - ج 41 ص 369 – 370 - وعلى الانترنت ص 13940 – 13941 .
[11] موسوعة قصة الحضارة- ج 26 ص 125 . وعلى الانترنت ص 8908 .
[12] محمد الغزالي- هذا ديننا -ص-60 .بتصرف .
[13] خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 1731.
[14]
[14] آدم ميتز -الحضارة الإسلامية (1/96. (
[15] معاملة غير المسلمين في الدولة الاسلامية- د.ناريمان عبد الكريم –ص 50- عن الماوردي: الاحكام السلطانية- ص 144.
[16] رواه أبو داود في سننه ح (3052) في (3/170) ، وصححه الألباني ح (2626)،.
[17] القرافي-الفروق (3/14-15(
تعليق