تفتخر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الأسبوعية الساخرة باستفزاز الأديان الرئيسية في العالم والسياسيين والمشاهير، ومنذ تأسيسها عام 1970 رفعت الصحيفة لواء حرية التعبير وسخرت من كل ما يُسمى اللياقة السياسية.
وتفتخر الصحيفة باستفزاز الجميع على قدم المساواة، من دون تمييز بينهم ولا خوف أو محاباة. ويضع رسامو الكاريكاتير والكُتّاب في الصحيفة نصب أعينهم الأديان الرئيسية في العالم والسياسيين والمشاهير، رافعين لواء حرية التعبير.
هذه الصحيفة الأسبوعية ذات التوجهات اليسارية أُسست لتخلف صحيفة "هارا كيري" الأسبوعية التي تم حظرها بسبب محتواها الذي اعتبرته السلطات الفرنسية عدائيا للغاية حينئذ.
وكثيرا ما اضطر ممثلو الصحيفة إلى المثول أمام القضاء والمساءلة في المحاكم بسبب تهم تتعلق بقضايا التشهير، كما أنها أثارت نارا حقيقية بسبب نشرها الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عدة مناسبات.
وكانت الصحيفة مثار جدل في فبراير/شباط 2006 حين أعادت نشر اثنين من الرسوم الدانماركية المسيئة للنبي (صلى الله عليه وسلم)، وهي رسوم كانت قد أدت إلى أعمال احتجاج قاتلة قبل ذلك.
وقدمت مجموعة من الجمعيات الإسلامية شكوى في المحكمة ضد الصحيفة بسبب هذه القضية التي باعت على إثرها حوالي نصف مليون نسخة وهو رقم أكثر بكثير من عدد نسخها المتداولة أسبوعيا الذي يتراوح بين 55 و75 ألف نسخة.
ولكن إحدى المحاكم الفرنسية انحازت إلى جانب الصحيفة، معتبرةً أن الرسوم الكاريكاتيرية استهدفت "الإرهابيين" وليس المسلمين.
وصدر عدد خاص من الصحيفة الفرنسية عام 2011 بعنوان "الشريعة" بعد فوز حركة النهضة الإسلامية في الانتخابات التونسية وحصولها على أعلى عدد من الأصوات، وكتب ناشرو الصحيفة آنذاك عبارات مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بهذا الشأن.
وفي اليوم الذي تم فيه نشر إصدار الصحيفة هذا في أكشاك الجرائد تم تفجير مقر الجريدة في باريس، في حين تم شراء كل نسخ هذا العدد في غضون ساعات فقط ودافع السياسيون الفرنسيون عن "حق صحيفة شارلي إيبدو في حرية التعبير".
وفي يناير/كانون الثاني 2013، نشرت الصحيفة إصدارا مؤلفا من 64 صفحة، ووصفت هذا العدد بأنه الجزء الأول لسلسلة من الرسوم الكاريكاتيرية الصادمة التي تزعم أنها تصور حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وعلق رئيس تحرير الصحيفة ستيفان شاربونييه بمناسبة نشر هذا العدد، قائلاً إنه إذا أراد الناس الشعور بالصدمة فإنهم سيشعرون بالصدمة عند تصفح هذا الإصدار من الصحيفة.
______________________________________
http://www.aljazeera.net/news/report...A7%D8%AA%D9%84
تعليق