بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع اليوم موضوع مهم ويشغل بالي كثيرا هذه الأيام ويحتاج للنقاش لاخراج أفضل ما يمكن منه ان شاء الله وهو يتلخص في الآتي تقريبا :
في العادة تنقسم المجتمعات الى عدة اقسام ما بين متحضر ومتخلف او ما بين منغلق او مفتوح او قابل او غير قابل للاستمرار والبقاء او الديمومة كعمر نسبي طويل له ،، او حتى من حيث القابلية للنمو او الضمور والتفكك او الانحلال ،، فطبعا نجد المجتمعات تتمايز ولكن دوما يبقى مقاييس محددة واضحة في اذهاننا نحاول ان نبني بها معايير التقدم الحضاري لمجتمعاتنا الانسانية في المعتاد سواء كنا نعرف هذه المعايير فعليا على وجه التحديد او فقط نعرفها بالتقريب او بالسليقة والفطرة كاشارات حضارية واضحة ..
تصر المجتمعات الغربية والاستشراقية وما ينقاد تحتهم من ادوات او كائنات على ان الحضارة تكمن في مستوى الرفاهية او التسيب في الحريات المكفول للفرد في المجتمع ، وطبيعي قد يظهر لبعض العقلاء مدى التخلف الظاهري الواضح لهذه الأفكار المنحرف إراديا بغرض توجيه المجتمعات الأقل منهم للتمسك بأمور سطحيه تضيعهم حضاريا ولا تساعدهم على الارتقاء الحضاري اجمالا ،، وهذا لأن مستوى الرفاهية مثلا لا يمكن بأى حال من الاحوال ان نصف به مجتمعا بأكمله وانما طبقة ضئيلة منه فحسب ونحن لا نهدف للتعامل مع الطبقية المجتمعية ورصدها ولكن مع المجتمع ككل بكامل افراده ..
ولكن لتتضح الصورة اكثر بعض الشيء سأحاول التكلم عن مجتمعات صغيرة نسبيا او ربما تكون اقرب الى تصور القراء :
- عندما اتكلم عن ثقافة الكاوبوي او رعاة البقر الامريكيين مثلا فانا اتكلم عن مجتمع يكون البقاء فيه للأقوى بغض النظر عن العدالة او تحقيق القانون الظاهري للمجتمع نفسه
- ولكن عندما اتكلم عن ثقافة المجتمع الحديث فالعكس هو الصحيح وهو محاولة المجتمع معالجة نكباته في مقياسه للعدالة والقانون وفي الوقت نفسه مازال يندفع للأمام
كذلك :
- عندما نتكلم عن ثقافة مجتمعات العصابات مثلا ومناطق السيطرة فيها والنفوذ سنجد ان هناك قانون مجتمعي طبقي صارم بغض النظر عن تقدم المجتمع نفسه
- عندما نتكلم عن مجتمعات تنفذ مبادئ ما بشكل صارم لدرجة الاجحاف سنجد في النهاية ظهور آثار الاخطاء المنهجية على المجتمع نفسه كحضارة عموما سلبية او ايجابية
فنجد ان هناك مجتمعات استمرت برغم القهر للانسان فيها كوبا مثلا
ومجتمعات تطورت برغم قهر الانسان ايضا والسيطرة عليه كالصين
ومجتمعات اخرى لم تستمر طويلا كالاتحاد السوفييتي مثلا
وكلها على نفس المقياس وهو حالة القهر للانسان فيها وقوة تنفيذ القانون والمبادئ فيها
الهدف عموما من هذا الموضوع هو اظهار لماذا الاسلام يحقق الوسطية والاعتدال الحضاري الكافي لنمو المجتمع والحفاظ على تقدمه ونموه بأعلى المعدلات الممكنة دوما بغض النظر عن نطقة الابتداء الحضاري لافراد المجتمع نفسه ،، فالعرب بدؤا من الصفر تقريبا -حضاريا اعني- وانتهوا لسيادة العالم -بعد فترة وجيزة حضاريا- ،، فالسؤال الآن ما هي المعايير والمقاييس التى تجعلنا نصل الى هذه النتيجة المهمة في النهاية والتى نعرفها سلفا ولكن باسلوب علمي يمكن للجميع فهمه بيسر وسهولة ، لكي لا يقول لنا أحد يوما ان الاسلام تخلف او رجعية لمجرد التمسك به كدين وكأوامر من قبلنا كمسلمين طبعا فالفارق المهول بين اتباع الاسلام واتباع غيره يضع المجتمع ككل في مفترق طرق واضح للاختيار بين هذا الطريق -الاسلام- او ذاك -غيره من ديمقراطيه او مبادئ مستوردة اخرى-
ولكن اريد ايضا ان نضع في اعتباراتنا نقطة مهمة وهي نقاط التحول المفصلية في المجتمعات والتى حولت المجتمعات من حولها الى افضل او أسوأ عموما كأداة لاصطياد وتحديد هذه المقاييس والمعايير مما يجب ان لا نغفل عنه او نتجاهله فمثلا :
- انتقلت امريكا تدريجيا الى ثقافة الكاوبوي بعد ان بدأت في ترصد واعلان جوائز لمن يصطاد اكبر المخربين في البلاد وجعلهم عبرة
- انتقلت امريكا الى ثقافة سيادة القانون بعد ان بدأت الأجيال الحديثة في الاعتماد على العلم والأدلة في الايقاع بالمجرمين وليس بثقافة تقليل الأضرار السابقة
- انتقلت امريكا الى ثقافة البقاء للأقوى مجددا -الكاوبوي- بتخطيها لقيودها القانونيه من خلال فزاعة الارهاب الدولي -كحصان طروادة للتهرب من قوانينهم ومبادئهم-
- انتقلت امريكا ايضا من ثقافة العبيد الى ثقافة الحريات بعد تبني قوى الحكم والسيادة في البلاد لقضية العبيد والعمل على تحريرهم كعامل جذب سياسي برغم التضحيات المالية مقابل مكاسب شعبية
- انتقلت امريكا من ثقافة الشمولية والمركزية الى التعددية والاتحاد الفدرالي بقدرتها كمجتمع على تجاهل الفوارق الهامشية بين مجتمعاتها ككيان فدرالي أكبر حتى على مستوى المعالجات القانونية في بنيتها الداخلية والتركيز على المهم لهم فحسب فالأقل اهمية تعالجه مؤسسات اقل اهمية واكثر محدودية تدريجيا والعكس بالعكس
- انتقلت اوروبا من ثقافة الكنيسة -سلطان الكهنوت على العلم- التى سيطرت لقرون عليها الى ثقافة العلم والحريات بعد فقدان الثقة في الكنيسة في فضائح شعبية متوالية لعقود مقابل الانطلاقات العلمية الناجحة -وان كانت مسروقة- كأمل في التقدم الحضارى
- انتقلت اليابان وألمانيا من دول مهزومة تماما ومدمرة بالحروب الى دول على قمة سلم الحارة فقط بالحفاظ على قيمها واخلاقها المجتمعية كمبادئ برغم كل التوجهات المناوئة وحتى نقاط تميزهم الحضاري بقت تقريبا كما هي في معظم المجالات بسبب ذلك
طبعا انا استخدمت نقاط مفصلية تاريخيا لاظهار نقاط مفصلية في تاريخ هذه الأمم الحضاري وطبعا امريكا واوروبا وما الى ذلك لأن اغلب القراء اليوم على خلفيات بهذه الامم
المهم ان هذه النقاط المفصلية ستجدونها تحدد لنا بوضوح معايير للتقدم او التأخر في مقاييس الامم عموما ومدى الفارق الهائل في النتيجة قبل وبعد هذا الحدث المفصلي الهام
مشكلتنا كمسلمين ان الحدث المفصلي الهام لنا كأمة كان بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو حدث خطير جدا في تاريخنا كأمة ولكنه -الرسول صلى الله عليه وسلم- كرسول متميز بطبيعة حال الرسالة وأهميتها في جميع هذه النقاط الحضارية والمفصلية الهامة بشكل تلقائي ،، ولهذا كثير منا لا يكاد ينتبه لأهمية كل منها على حدة الا ان رأى تأثيره على مجتمع او حضارة أخرى بعيدة عنا تماما ومدى ما حققه من تأثير عليها ..
فما رأيكم ومن لديه ما يضيفه بهذا الصدد -فقط اكتبوا المقياس ومثال واضح عليه لمن يريد الاختصار- ؟؟ ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع اليوم موضوع مهم ويشغل بالي كثيرا هذه الأيام ويحتاج للنقاش لاخراج أفضل ما يمكن منه ان شاء الله وهو يتلخص في الآتي تقريبا :
في العادة تنقسم المجتمعات الى عدة اقسام ما بين متحضر ومتخلف او ما بين منغلق او مفتوح او قابل او غير قابل للاستمرار والبقاء او الديمومة كعمر نسبي طويل له ،، او حتى من حيث القابلية للنمو او الضمور والتفكك او الانحلال ،، فطبعا نجد المجتمعات تتمايز ولكن دوما يبقى مقاييس محددة واضحة في اذهاننا نحاول ان نبني بها معايير التقدم الحضاري لمجتمعاتنا الانسانية في المعتاد سواء كنا نعرف هذه المعايير فعليا على وجه التحديد او فقط نعرفها بالتقريب او بالسليقة والفطرة كاشارات حضارية واضحة ..
تصر المجتمعات الغربية والاستشراقية وما ينقاد تحتهم من ادوات او كائنات على ان الحضارة تكمن في مستوى الرفاهية او التسيب في الحريات المكفول للفرد في المجتمع ، وطبيعي قد يظهر لبعض العقلاء مدى التخلف الظاهري الواضح لهذه الأفكار المنحرف إراديا بغرض توجيه المجتمعات الأقل منهم للتمسك بأمور سطحيه تضيعهم حضاريا ولا تساعدهم على الارتقاء الحضاري اجمالا ،، وهذا لأن مستوى الرفاهية مثلا لا يمكن بأى حال من الاحوال ان نصف به مجتمعا بأكمله وانما طبقة ضئيلة منه فحسب ونحن لا نهدف للتعامل مع الطبقية المجتمعية ورصدها ولكن مع المجتمع ككل بكامل افراده ..
ولكن لتتضح الصورة اكثر بعض الشيء سأحاول التكلم عن مجتمعات صغيرة نسبيا او ربما تكون اقرب الى تصور القراء :
- عندما اتكلم عن ثقافة الكاوبوي او رعاة البقر الامريكيين مثلا فانا اتكلم عن مجتمع يكون البقاء فيه للأقوى بغض النظر عن العدالة او تحقيق القانون الظاهري للمجتمع نفسه
- ولكن عندما اتكلم عن ثقافة المجتمع الحديث فالعكس هو الصحيح وهو محاولة المجتمع معالجة نكباته في مقياسه للعدالة والقانون وفي الوقت نفسه مازال يندفع للأمام
كذلك :
- عندما نتكلم عن ثقافة مجتمعات العصابات مثلا ومناطق السيطرة فيها والنفوذ سنجد ان هناك قانون مجتمعي طبقي صارم بغض النظر عن تقدم المجتمع نفسه
- عندما نتكلم عن مجتمعات تنفذ مبادئ ما بشكل صارم لدرجة الاجحاف سنجد في النهاية ظهور آثار الاخطاء المنهجية على المجتمع نفسه كحضارة عموما سلبية او ايجابية
فنجد ان هناك مجتمعات استمرت برغم القهر للانسان فيها كوبا مثلا
ومجتمعات تطورت برغم قهر الانسان ايضا والسيطرة عليه كالصين
ومجتمعات اخرى لم تستمر طويلا كالاتحاد السوفييتي مثلا
وكلها على نفس المقياس وهو حالة القهر للانسان فيها وقوة تنفيذ القانون والمبادئ فيها
الهدف عموما من هذا الموضوع هو اظهار لماذا الاسلام يحقق الوسطية والاعتدال الحضاري الكافي لنمو المجتمع والحفاظ على تقدمه ونموه بأعلى المعدلات الممكنة دوما بغض النظر عن نطقة الابتداء الحضاري لافراد المجتمع نفسه ،، فالعرب بدؤا من الصفر تقريبا -حضاريا اعني- وانتهوا لسيادة العالم -بعد فترة وجيزة حضاريا- ،، فالسؤال الآن ما هي المعايير والمقاييس التى تجعلنا نصل الى هذه النتيجة المهمة في النهاية والتى نعرفها سلفا ولكن باسلوب علمي يمكن للجميع فهمه بيسر وسهولة ، لكي لا يقول لنا أحد يوما ان الاسلام تخلف او رجعية لمجرد التمسك به كدين وكأوامر من قبلنا كمسلمين طبعا فالفارق المهول بين اتباع الاسلام واتباع غيره يضع المجتمع ككل في مفترق طرق واضح للاختيار بين هذا الطريق -الاسلام- او ذاك -غيره من ديمقراطيه او مبادئ مستوردة اخرى-
ولكن اريد ايضا ان نضع في اعتباراتنا نقطة مهمة وهي نقاط التحول المفصلية في المجتمعات والتى حولت المجتمعات من حولها الى افضل او أسوأ عموما كأداة لاصطياد وتحديد هذه المقاييس والمعايير مما يجب ان لا نغفل عنه او نتجاهله فمثلا :
- انتقلت امريكا تدريجيا الى ثقافة الكاوبوي بعد ان بدأت في ترصد واعلان جوائز لمن يصطاد اكبر المخربين في البلاد وجعلهم عبرة
- انتقلت امريكا الى ثقافة سيادة القانون بعد ان بدأت الأجيال الحديثة في الاعتماد على العلم والأدلة في الايقاع بالمجرمين وليس بثقافة تقليل الأضرار السابقة
- انتقلت امريكا الى ثقافة البقاء للأقوى مجددا -الكاوبوي- بتخطيها لقيودها القانونيه من خلال فزاعة الارهاب الدولي -كحصان طروادة للتهرب من قوانينهم ومبادئهم-
- انتقلت امريكا ايضا من ثقافة العبيد الى ثقافة الحريات بعد تبني قوى الحكم والسيادة في البلاد لقضية العبيد والعمل على تحريرهم كعامل جذب سياسي برغم التضحيات المالية مقابل مكاسب شعبية
- انتقلت امريكا من ثقافة الشمولية والمركزية الى التعددية والاتحاد الفدرالي بقدرتها كمجتمع على تجاهل الفوارق الهامشية بين مجتمعاتها ككيان فدرالي أكبر حتى على مستوى المعالجات القانونية في بنيتها الداخلية والتركيز على المهم لهم فحسب فالأقل اهمية تعالجه مؤسسات اقل اهمية واكثر محدودية تدريجيا والعكس بالعكس
- انتقلت اوروبا من ثقافة الكنيسة -سلطان الكهنوت على العلم- التى سيطرت لقرون عليها الى ثقافة العلم والحريات بعد فقدان الثقة في الكنيسة في فضائح شعبية متوالية لعقود مقابل الانطلاقات العلمية الناجحة -وان كانت مسروقة- كأمل في التقدم الحضارى
- انتقلت اليابان وألمانيا من دول مهزومة تماما ومدمرة بالحروب الى دول على قمة سلم الحارة فقط بالحفاظ على قيمها واخلاقها المجتمعية كمبادئ برغم كل التوجهات المناوئة وحتى نقاط تميزهم الحضاري بقت تقريبا كما هي في معظم المجالات بسبب ذلك
طبعا انا استخدمت نقاط مفصلية تاريخيا لاظهار نقاط مفصلية في تاريخ هذه الأمم الحضاري وطبعا امريكا واوروبا وما الى ذلك لأن اغلب القراء اليوم على خلفيات بهذه الامم
المهم ان هذه النقاط المفصلية ستجدونها تحدد لنا بوضوح معايير للتقدم او التأخر في مقاييس الامم عموما ومدى الفارق الهائل في النتيجة قبل وبعد هذا الحدث المفصلي الهام
مشكلتنا كمسلمين ان الحدث المفصلي الهام لنا كأمة كان بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو حدث خطير جدا في تاريخنا كأمة ولكنه -الرسول صلى الله عليه وسلم- كرسول متميز بطبيعة حال الرسالة وأهميتها في جميع هذه النقاط الحضارية والمفصلية الهامة بشكل تلقائي ،، ولهذا كثير منا لا يكاد ينتبه لأهمية كل منها على حدة الا ان رأى تأثيره على مجتمع او حضارة أخرى بعيدة عنا تماما ومدى ما حققه من تأثير عليها ..
فما رأيكم ومن لديه ما يضيفه بهذا الصدد -فقط اكتبوا المقياس ومثال واضح عليه لمن يريد الاختصار- ؟؟ ..
تعليق