الفرق بين اسماء الله وصفاته سبحانه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد هذه مشاركة في إجابة السؤال المطروح قديما وحديثا وهو ما الفرق بين أسماء الله وصفاته وقد أجاب عليه نخبة من أهل العلم لست منهم إلا أنني لم أجد فيما اطلعت عليه من تلك الأجوبة جوابا يحل الإشكال الظاهر من السؤال المذكور ولعل أهل العلم يتحاشون الخوض في بعض التفاصيل التي قد ينتج عنها إشكالات أخرى لكنني أرى أن التوضيح أفضل فإن أصبت فمن الله وإن أخطت فمن جهلي وفوق كل ذي علم عليم وهذا ما أريد إيراده وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
تقسم الأسماء و الصفات إلى ثلاث أقسام :
القسم الأول: أسماء دلت على ذاته عز وجل دون ما يشعر بصفه من صفاته أو فعل من أفعاله مثل لفظ الجلالة (الله)واسمه ذو الجلال والإكرام والقدوس وهكذا كل اسم لا يظهر من لفظه صفة ولا فعل.
القسم الثاني: أسماء تدل على عظمته سبحانه مثل القدرة و العلم و الإحاطة و اللطف والرحمة وهذا النوع يشترك فيه الاسم و الصفة .
القسم الثالث: ما دل على بعض صفاته جل وعلا الظاهرة المتصلة بالذات المقدسة مثل اليد والسمع والبصر و الرؤية ويلحق بهذه الصفات صفات أفعاله تعالى المنفصلة الظاهرة مثل الاستواء والبطش والانتقام والضرب وكذلك يلحق بها الصفات الدالة على أفعال المشاعر الباطنة مثل الضحك والحب والكره والبغض والرضا والغضب و المشيئة و الإرادة وكذلك الصفات الحركية مثل التجلي والنزول والهرولة فهذه صفات بحته وكل ذلك وردت به النصوص وعليه لا يستقيم إيمان عاقل ما لم يؤمن بجميع ما ورد من أسماء الله و صفاته في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إما إجمالا وإما تفصيلا
فالإجمالي ما قرره السلف من إمرار الأسماء والصفات كما وردت وعلى هذا عامة المسلمين من الإيمان بكمال الله وقدسيته دون الخوض في تفاصيل الألفاظ ودلالات المعاني إما إعراضًا أوغفلة فطرية عن تلك التأويلات والتفاصيل ولعمري أن من كان هذا حاله أهنأ بالاً ممن خاض فيما لا يحسن الخوض فيه ولقد ضل من هذا الباب خلقا لا يحصيهم إلا خالقهم دخلت عليهم الشكوك والأوهام وهم يلهثون طلبا لسبر الحقائق بزعمهم و الله المستعان.
و أما التفصيلي فمن قُدر له الإطلاع على ما فصله أهل العلم من تبيين ما دلت عليه الأسماء و الصفات من حقائق تزيد أهل الإيمان يقينا و تنفي عن الله ما لا يليق بعظمته وجلاله وجب عليه الإيمان بتلك التفاصيل مادامت موافقة لما قرره أهل السنة والجماعة وهكذا كلما اطلع المؤمن على ما قرره أهل الحق مما لله من الأسماء والصفات وجب عليه الإيمان بها بمعنى أنه كل ما ظهر له شيء من تلك التفاصيل وجب عليه الإيمان بها وما لم يظهر له فهو داخل في الإيمان الإجمالي ولله الحمد والمنة والله نسأل أن يجعلنا من أهل الإيمان الصادق واليقين والرضاء وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين 22\2\1436هـ.
إبراهيم بن علي بن مفرح